للقصة بقية 

موتى بلا جنازات ومفاضلة في العلاج.. هذا ما فعله كورونا بإيطاليا

واصل برنامج للقصة بقية في حلقة (2020/3/30) تتبع خريطة انتشار فيروس كورونا؛ فبعد زيارة مدينة ووهان الصينية، انتقل إلى مقاطعة لومبارديا (شمالي إيطاليا)، أكبر بؤرة لتفشي الفيروس في أوروبا.

واصل برنامج للقصة بقية في حلقة (2020/3/30) تتبع خريطة انتشار فيروس كورونا؛ فبعد زيارة مدينة ووهان الصينية، انتقل إلى مقاطعة لومبارديا (شمالي إيطاليا)، أكبر بؤرة لتفشي الفيروس في أوروبا.

ففي يوم 20 فبراير/شباط الماضي، استقبل أحد مستشفيات مقاطعة لومبارديا أول مصاب بالفيروس، وبعد ساعات كانت كل مستشفيات شمال إيطاليا امتلأت بالمصابين بالفيروس، وتحولت إيطاليا لبؤرة تفشي في كل القارة الأوروبية.

ورافقت عدسة "للقصة بقية" طواقم المسعفين من الصليب الأحمر في مدينة "بيرغلمو"، أثناء بحثهم عن مصابين أو من يبحث عن المساعدة، حيث عمد الطاقم قبل الانطلاق بمهمته إلى تعقيم الأشخاص والمعدات، وتم نقل أحد الأشخاص المصابين من كبار السن، وبعد الوصول إلى المستشفى تبيّن أنه مصاب بالفيروس.

وتابع الفريق الطبي تنقله بين منازل من يعانون من الأمراض، حتى وصل إلى منزل امرأة مسنة تدعى مادالينا بيراتشي، وبعد التأكد من درجة حرارتها التي لم تكن مرتفعة كثيرا، لكنها لم تعد تقوى على الكلام؛ الأمر الذي دعا الفريق الطبي إلى طلب الأذن من المستشفى لنقلها، وتم ذلك بعد الموافقة، لكنها فارقت الحياة هناك في 19 مارس/آذار الجاري، بعد تأكد إصابتها بالفيروس.

كما تتبع البرنامج حالة مشتبه في إصابته بالفيروس في مدينة "بيرغلمو"، وزاره الفريق الطبي في منزله، ولم يتم نقله إلى المستشفى، وقام الفريق بإعطاء أسرة المشتبه به بعض النصائح، وشددوا على ضرورة التواصل في حال ساءت حالته، كما نصحوا من في المنزل بارتداء الكمامات، وعدم مغادرة المنزل.

تفضيل العلاج
وقال الطبيب المعالج للمصابين بكورونا في إيطاليا ألياندرو سيرجي إن إيطاليا أول دولة أوروبية انتشر فيها الفيروس، ويرجع ذلك إلى النسبة المرتفعة من كبار السن في البلاد، وهي فئة نشيطة لكنها أضعف في مواجهة الفيروس مقارنة بفئة الشباب.

مفسرا بذلك ارتفاع عدد الوفيات بإيطاليا، كون أغلب الضحايا من فئة الكبار السن، موضحا أن الوضع الذي مرت به المستشفيات الإيطالية كان مأساويا من حيث تكدس المرضى مقابل نقص المعدات والطاقم الطبي؛ الأمر الذي دفع الأطباء إلى اتخاذ قرارات بالمفاضلة بين من يقدمون له العلاج؛ حسب وضعه الصحي وإمكانية شفائه.

موتى بلا جنازات
ويرى المراقبون أنه رغم الانتشار السريع للإصابات في إيطاليا، فإن إجراءات الحكومة كانت متدرجة وجزئية، وفي 22 فبراير/شباط الماضي بدأت السلطات فرض حجر صحي على نحو خمسين ألف شخص في المناطق الشمالية في إيطاليا، وأغلقت بعض المدراس، وألغت بعض الأنشطة الرياضية، لكن الإغلاق التام كان في 8 مارس/آذار الجاري، بعد أن بلغ عدد المصابين نحو عشرة آلاف مصاب.

ولم يفلح الإغلاق التام في تقليل أعداد الإصابات، بل استمر في الارتفاع، ومع ارتفاع أعداد المتوفين لم تعد مقابر المدينة تتسع للعدد الكبير، كما أن الإجراءات المشددة التي فُرضت منعت أقارب المتوفين من وداعهم، الأمر الذي دفع الجيش الإيطالي إلى التدخل لنقل الجثث إلى مدن أخرى لحرقها.

وزيادة على كارثية الوضع في إيطاليا، فقد زاد شعور الأسي والحزن والغضب لدى الإيطاليين بعد شعورهم بتخلي الأوروبيين عنهم، وتركهم وحدهم في مواجهة كورونا، من دون تقديم أي عون لهم.