للقصة بقية 

هوس الألعاب الإلكترونية.. خطر يداهم عقول الأطفال وقصص مروعة

ناقشت حلقة (2020/2/17) من برنامج “للقصة بقية” الخطر النفسي والإنساني الذي تسببه الألعاب الإلكترونية على عقول الأطفال، وتساءلت عن دور العائلة والسلطات في حماية الجيل القادم من الهوس بها.
دقّ فيلم "التسلية القاتلة" لبرنامج "للقصة البقية" ناقوس الخطر من انتشار ألعاب إلكترونية تهدد حياة ومستقبل الأجيال الصاعدة في العالم، حيث أكد الخبراء النفسيون والمختصون في "العالم السيبرني" تسجيل العديد من عمليات الانتحار والعنف المتصاعد لدى الأطفال "المدمنين" على بعض الألعاب الإلكترونية، وكيف بات هذا النوع من الألعاب يمثل سوقا ضخمة يعادل حجم الاستثمار فيه 180 مليار دولار.
 
الفيلم الذي ناقش خطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال، استعرض خلال حلقة (2020/2/17) من برنامج "للقصة بقية"، شهادة غادة أشرم والدة الطفل السوري ليث الذي انتحر في لبنان بعد فترة من مزاولته لعبة "الحوت الأزرق" المعروفة، والتي أكدت أن ابنها قُتل وكان ضحية صانعي اللعبة، مشددة على أنه كان طفلا اجتماعيا ومتديّنا ولا يشتكي من أي مرض نفسي.
 
كما كشف الفيلم عن قصة الطفل "سعد" -رفض كشف هويته- الذي روى تجربته مع إحدى الألعاب الإلكترونية، وقال إنه وجد نفسه متعلقا باللعبة بشكل كبير بعد أن تجاوز كل "تحدياتها".
 
وأضاف سعد أن مجهولا خاطبه من خلال اللعبة وأمره برسم حوت بواسطة شفرة على يده، وهدده بالتسبب له بمشاكل لا قبل له بها إن لم يستجب لمطالبه. وما زاد من مخاوف الطفل أن هذا المجهول كشف له معرفته بعنوان بيت عائلته، مما أدى به إلى حالة رهاب متواصل جعله يفكر في الانتحار أكثر من مرة.
 
بدوره، اعتبر الاستشاري النفسي والتربوي مصطفى أبو سعد أن "الإدمان الإلكتروني" كارثة المستقبل وليس مجرد ظاهرة كما يتم الترويج له، وأنه أكثر خطرا من الإدمان على المخدرات.

وأوضح أبو سعد في تصريحات للبرنامج أن هذا النوع من الإدمان "الجديد" عبارة عن اختطاف للطفل من حياته الاجتماعية اليومية وسلب لإرادته، وهو ما يفسر إقدام بعضهم على الانتحار والقيام بأعمال منافية لقيمهم وتربيتهم.
 
لكن أستاذة علم النفس العيادي نبال الحاج محمد رفضت  تصنيف الإدمان على الألعاب الإلكترونية كاضطراب نفسي، واعتبرته سوء استخدام للألعاب، وعزت انتشاره إلى غياب رقابة الأسرة والمدرسة، مشيرة إلى أن الأطفال الأكثر انجذابا لهذه الألعاب وتأثرا بها هم بالأساس ممن يعانون مشاكل اجتماعية وعدم توفر الاستقرار العائلي.
 
لكن أبو سعد اعترض على عدم تصنيف "الإدمان الإلكتروني" كاضطراب، واعتبره مرضا نفسيا واضحا قادرا على تدمير حياة الطفل، وأنه لا يمكن علاجه إلا بعلاج الإدمان نفسه. كما سرد أبرز أعراض هذا الإدمان مثل: الصداع، والمغص، والشد العضلي، واضطرابات النوم، ورفض الدراسة، وقلة التركيز وكثرة النسيان، إضافة إلى الانعزال.
 
كيف نحمي الأطفال؟
وفيما يتعلق بوسائل حماية الأطفال من الإدمان على الألعاب الألكترونية، قالت نبال الحاج إن مراقبة العائلة لتصرفات أبنائها هي المفتاح الأول لحمايتهم من الآثار السلبية لهذه الألعاب، مؤكدة على أهمية توجيه الوالدين للأطفال نحو أساليب الترفيه واقتراح ألعاب معينة بعد الاطلاع على محتواها وتشجيعهم على تنويع أنشطتهم، ومشيرة إلى أنه يمكن السماح للأطفال بممارسة الألعاب الإلكترونية لمدة ساعة يوميا كحد أقصى.
 
من جهته، أوضح أبو سعد أنه لا ينبغي على الآباء حرمان أبنائهم نهائيا من هذه الألعاب عامة ومن عالم الحاسوب خوفا عليهم، لأنها "لغة العصر"، واعتبر أن السماح بها لساعة كاملة يوميا غير مقبول، وأنه مضر بهم لأن ذلك سيكون على حساب أنشطتهم الأساسية مثل الدراسة والمراجعة والأكل والرياضة.
 
وأضاف أنه يستحيل على الحكومات والسلطات الأمنية السيطرة على هذه الألعاب، وتابع أن مسؤولية حماية الأطفال من آثارها السلبية تقع بالأساس على عاتق العائلة، من خلال تثقيفهم وتوفير الاستقرار لهم.