للقصة بقية 

بعد خطة ترامب للسلام.. ما مصير الوكالة الشاهدة على نكبة الفلسطينيين؟

ناقشت حلقة (2020/2/10) من برنامج “للقصة بقية” مدى قدرة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على مواجهة الضغوط الأميركية والإسرائيلية، وتساءلت عن خيارات فلسطينيي الشتات أمام محاولات شطب قضيتهم؟

تأسست لحماية وغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين حتى عودتهم إلى ديارهم، لكن المؤقت دام لأكثر من سبعة عقود، وبات يعتمد على خدمات وكالة الأونروا أكثر من 5.5 ملايين لاجئ، لكن مصير الوكالة واللاجئين صار محل تساؤل بعد إعلان واشنطن خطتها للسلام. 

استعرض فيلم "الأونروا شاهدة على النكبة" صعوبات الوكالة في مواصلة عملها بعد وقف الولايات المتحدة لتمويلها، وكشف التوجهات الأميركية الإسرائيلية لاستهداف الأونروا وما ترتب عنها من إجراءات تقشفية انعكست سلبا على الحياة اليومية للاجئين الفلسطينيين المنتفعين بخدماتها.

وقال عضو المجلس الثوري في حركة فتح محمد الحوراني إن خطة ترامب لا تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية فقط، بل تستهدف أبسط حقوقهم الإنسانية المتعلقة بالصحة والتعليم.

ووضح الحوراني في تصريحاته لحلقة (2020/2/10) من برنامج "للقصة بقية" التي ناقشت مستقبل نشاط الأونروا في ظل الضغوط الأميركية والإسرائيلية، أن وكالة الغوث هي الشاهد الأكبر على قضية اللاجئين الفلسطينيين منذ النكبة وإلى اليوم، وأن الشعب الفلسطيني ممتن لهذه المنظمة.

من جهته، حمّل الرئيس السابق للحزب الجمهوري بكاليفورنيا رون نيرينغ السلطة الفلسطينية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، واصفا الجانب الفلسطيني بأنه "أسوأ المفاوضين في العالم"، وأن إخفاقه متواصل منذ معاهدة أوسلو، وأن ما يقوله الفلسطينيون "مجرد هراء"، وهم الآن بصدد تضييع فرصة مع الرئيس الأميركي الجديد.

وعزا نيرينغ تعقيد قضية اللاجئين الفلسطينيين إلى تقصير بعض الدول العربية المستضيفة لهم منذ عقود، واعتبر أنها لم تسمح لهم بالاندماج في مجتمعها، ولم تقدم لهم المعاملة الجيدة في مخيماتهم.

كما أشار الحوراني إلى الاختلاف القائم داخل الولايات المتحدة وتباين آراء السياسيين والنخب في موضوع خطة إدارة ترامب، وأكد أن العديد من الأصوات الأميركية التي تتهم هذه الإدارة تعمل من أجل قوة ومجد إسرائيل أكثر من عملها من أجل قوة الولايات المتحدة، وأن أكثر من 100 عضو في الكونغرس رفضوا صفقة ترامب لأنهم يرون فيها خللا كبيرا، مضيفا أن على واشنطن أن تكون وسيطا نزيها في القضية وتتجنب الانحياز إلى الاحتلال "بكل هذا النفاق".

مستقبل الأونروا
من جهته، استبعد مدير عمليات وكالة الأونروا ماتياس شمالا إنهاء عمل الوكالة، مؤكدا أنه لا يمكن الاستغناء على خدماتها الإنسانية الضرورية للاجئين الفلسطينيين، وقال إنه من غير المعقول تقديم "شخص" لصفقة تلغي عمل وكالة بهذا الحجم.

وأضاف ماتياس أن الأونروا تعاني من ضائقة مالية كبرى، ووصف حرمان الوكالة من 360 مليون دولار من الولايات المتحدة بالخسارة الكبيرة لأنشطتها الحيوية، معتبرا مبادرة 42 دولة بتعويض ذلك النقص في التمويل تضامنا دوليا كبيرا، وهو مستمر إلى اليوم لكن بنسب متفاوتة.