للقصة بقية 

انفجارات وترقب للانتخابات.. الصوماليون والبحث عن الاستقرار

سلطت حلقة (2020/10/19) من برنامج “للقصة بقية” الضوء على الأوضاع في الصومال وسعي الصوماليين للبحث عن الاستقرار فيما بعد الحرب مع استمرار الانفجارات، ومسيرة التحول السياسي والتداول السلمي للسلطة.

وقد مضى على الحكومة الحالية برئاسة الرئيس عبد الله فرماجو 3 سنوات، لكن ما عكر صفو هذه الحكومة هو الانفجار الدامي في العام 2017، بالإضافة إلى الخلافات بين الحكومة المركزية والولايات الفدرالية الناتجة عن إشكالات دستورية، بالإضافة إلى ملف العلاقات الخارجية وتوزيع الثروات.

ولا تزال حركة الشباب المجاهدين تتبنى العديد من الانفجارات والاغتيالات في عموم البلاد، وهو الأمر الذي يزعزع الاستقرار ويصعب عمليات التنمية، وقد أكد قائد الشرطة الصومالية الجنرال عبد حسن محمد وجود مؤامرة على أمن البلاد، داعيا المواطنين إلى التعاون مع الشرطة.

وقد اتخذت الشرطة الصومالية سياسة إغلاق مداخل العاصمة مقديشو، بالإضافة إلى إغلاق الشوارع الرئيسية وفرض حواجز تفتيش لمنع أي أعمال عنف بعد أن شهدت البلاد سلسلة انفجارات متتالية خلال العامين 2017 و2018، وقد أثرت تلك التدابير الأمنية على حياة المواطنين.

ومع استقرار الأوضاع نسبيا في البلاد عاد العديد من المغتربين لفتح مطاعم وفنادق يرتادها المواطنون والمسؤولون، لكنها كانت هي الأخرى هدفا جديدا للعديد من الانفجارات التي أدت إلى تدمير الكثير منها.

لكن إعادة افتتاح مطار العاصمة واستقبال الطائرات من الشركات العالمية كان له أثر على البلاد، كما أعادت العديد من الدول افتتاح سفاراتها في مقديشو بعد أن عملت لعقود من كينيا، وتنتظر الصومال إجراء الانتخابات المقرر عقدها في فبراير/شباط من العام القادم.

ويرى عضو اللجنة الأمنية في البرلمان الصومالي طاهر جيسو أن التفجيرات التي شهدتها البلاد كانت تهدف إلى إبادة الصوماليين، مؤكدا أن استهداف العاصمة هو استهداف لـ3 ملايين صومالي، والهدف منه تشويه سمعة البلاد لضرب استقرارها.

وتحدث سائق سيارة الأجرة عبد القادر عيسى عن إغلاق الشوارع في مقديشو بسبب تردي الأوضاع الأمنية، وهو الأمر الذي فاقم معاناتهم في التنقل بين مناطق العاصمة، كما أن الدخول والخروج إلى قلب العاصمة يحتاج الوقوف في طابور يستمر 5 أو 6 ساعات، لكن الظروف أجبرته على ترك سيارته والعمل على عربة توك توك.

أما مدير مدرسة "داخلية حمر" عبد الرحمن شاعر فتحدث عن حادثة مقتل طالبة في المدرسة بعد تبادل لإطلاق النار عند أحد حواجز التفتيش، مشيرا إلى أنه بسبب تعدد الحواجز الأمنية وصعوبة التنقل أغلقت العديد من المدارس أبوابها بعد تعثر الوصول إليها.

ويروي سائق باص مدرسة "داخلية حمر" إبراهيم معلم الصعوبات التي تواجهه كسائق للباص، حيث أكد أن الوصول إلى المدرسة بات صعبا للغاية ويحتاج الكثير من الجهد، كما أنه في ظل الانتشار الأمني الكبير في الشوارع وإغلاقها يرى نفسه مسؤولا بالدرجة الأولى عن سلامة وأمن الطلاب حتى إيصالهم.

وتحدث مالك فندق في مقديشو جري حاج حسن "للقصة بقية" عن هجرته هو وأسرته إلى إيطاليا بعد اندلاع الحرب، وعاد للصومال بعد توقف الحرب وأعاد بناء فندقه أملا في أن تتحسن البلاد، لكن فندقه تعرض لـ3 تفجيرات نجا من 2 منها، وقتل بداخله العديد من الشخصيات المهمة، وبعدها قرر إغلاق الفندق.

وأكد مالك مطعم في مقديشو عبد الرزاق ورسمي أن الانفجار الذي حدث بمطعمه كان أعنف وأسوأ انفجار في تاريخ الصومال، حيث قتل فيه نحو 700 شخص، لكن الإنسان الصومالي بطبيعته ينهض مجددا.