للقصة بقية 

العرب والتعليم.. إنفاق مرتفع ومخرجات متدنية

يمر التعليم في أغلب الدول العربية بأزمات متلاحقة تبدأ بتهالك البنى التحتية للمدارس مرورا بندرة الاهتمام بتأهيل الكوادر وضعف مرتبات المعلمين، والخطط التعليمية والسياسات الإستراتيجية.

وقد سلطت حلقة (2020/10/12) من برنامج "للقصة بقية" الضوء على التعليم في الدول العربية، حيث تعتبر الدول العربية من الأكثر إنفاقا، حيث بلغ الإنفاق على التعليم في العام 2017 أرقاما كبيرة نسبة إلى الإنفاق العام في البلاد.

وبحسب تقرير لمنظمة اليونسكو الصادر عام 2019 فإن لبنان أنفق عام 2017 نحو 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على التعليم، كما أنفق الأردن 3.5% في العام ذاته، وفي تونس وصل إلى 6.6%، وفي عمان بلغ الإنفاق على التعليم 6.7%.

وقد فاقمت جائحة كورونا من الوضع، حيث غيبت نحو 1.6 مليار طالب حول العالم عن المقاعد الدراسية وحولتهم في معظم البلدان إلى التعلم عن البعد، وهي النسبة المتمثلة بما يقرب من 80% من الطلاب حول العالم، ولم تقتصر الصعوبة على الطلاب فقط بل شملت المعلمين وأهاليهم.

وتحدثت المعلمة السودانية عجيبة سليمان عن بداياتها في التعليم التي انطلقت عام 1994 كمعلمة متعاونة وغير معينة من قبل الحكومة، وتلخص عجيبة مسيرة 26 عاما من التدريس في الصعوبات المتمثلة في البنى التحتية ونقص التجهيزات اللازمة والعدد الكبير للطلاب، وترجع النسبة الكبرى من تسرب الطلاب بسبب البيئة المدرسية غير المؤهلة حد تعبيرها.

في حين شرح المعلم الجزائري عبد العليم البشيري أساس المشكلة في بلاده التي أرجعها لسوء في التخطيط، حيث إن مناطق الكثافة تخلو من مدارس، كما أن المدارس الموجودة صممت لتستوعب 30 طالبا كحد أقصى في الفصل الواحد، لكن الواقع اليوم أن الفصل الواحد يستوعب نحو 50 طالبا.

أما المعلم الأردني رامي زلوم الذي قرر تحدي إعاقته فتحدث عن الصعوبات التي واجهها في بداية مشواره التعليمي، وتابع أن أغلب المعلمين لا يتلقون التدريب الكافي من أجل التعامل مع الطالب، كما أنه بحاجة لدخل إضافي بسبب إعاقته وهو الأمر الذي اضطره للعمل في مجال آخر لتوفير متطلباته.

إعلان

لكن المعلم التونسي المتقاعد بوشاش بن جدو قرر الترجل عن فرس التعليم بعد مشوار امتد نحو 35 عاما في التدريس، وأكد خلال حديثه "للقصة بقية" أنه لم يشعر يوما بالندم على مسيرته التي قضاها في التعليم رغم الظروف القاسية التي عاشها أثناء فترة عمله.

ويلخص المعلمون مشاكلهم في ضعف الدخل وقلة التدريب، بالإضافة إلى الضغط الذي يتعرضون له بسبب قلة الكوادر التعليمية، بالإضافة إلى غلاء المعيشة، وهو الأمر الذي يدفع المعلمين للبحث عن عمل آخر لزيادة دخلهم.