للقصة بقية 

هل سيفلت التحالف السعودي الإماراتي من المحاسبة على جرائم الحرب باليمن؟

سلطت هذه الحلقة الضوء على أخطاء طيران التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، خصوصا قصف حافلة الأطفال في محافظة صعدة، وتساءلت: كم عدد الأطفال الذي ينتظر العالم وفاتهم لإيقاف هذه الحرب؟

ذاقوا شتى صنوف الموت قصفا وقنصا وجوعا وحصارا، في حرب وقودها الناس والحجارة ووُصفت بالجحيم فوق الأرض، لكنها رغم ذلك لم تحرك الضمائر بما يكفي كي توقفها. ويعترف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن المجاعة هناك وصلت معدلات خيالية، مما دفع بلاده لتخصيص مليار دولار للدعم الإنساني.

لكن ماذا عن الدعم العسكري الذي تقدمه بلاده للتحالف السعودي الإماراتي -الذي يقود هذه الحرب- وترفض إدارة رئيسه دونالد ترامب وقفه رغم كل الضغوط داخليا وخارجيا؟

حلقة (2018/12/3) من برنامج "للقصة بقية" عرضت تقريرا تفصيليا عن أخطاء طيران التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، ومن ضمنها حافلة الأطفال بمحافظة صعدة في أغسطس/آب الماضي؛ وتساءلت: كم من الموت يجب أن يسكب على رؤوس الأطفال والمدنيين في اليمن كي يتوقف تصدير السلاح إلى أطراف النزاع ويجلس الفرقاء إلى طاولة الحوار؟

مسؤولية من؟
يقول ستيفن روجرز رئيس تحالف أميركا المنتصرة ومستشار حملة ترامب للرئاسة عام 2020، إن الكونغرس قد يوقف بيع الأسلحة للسعودية، لكن هناك قلق في المنطقة بسبب النفوذ الإيراني وتحرك المجموعات الإرهابية، ولذا فإن الكونغرس لن يتدخل لوقف بيع الأسلحة، والأزمة الإنسانية في اليمن لن تنتهي بوقفه هذا البيع.

لكن الحقوقي والمحلل السياسي اليمني إبراهيم القعطبي يرفض ما قاله روجرز، ويقول إن من الغباء النظر لليمن بأنه مجموعات إرهابية، بل هو بلد عريق ويقتل فيه أطفال ونساء، والمشكلة هي التغاضي عن أفعال التحالف والحوثيين على حد سواء.

وأضاف أن خطة التحالف تغيرت فلم يعد يريد القضاء على الحوثي بل إنه يقوم بتنفيذ أجندة خاصة به، والدعم اللوجستي المقدم للسعودية والإمارات من أميركا يعني أنها شريكة فيما يحدث.

وأوضح القعطبي أن الحديث عن الحوار هو من أجل تخفيف الضغوط الدولية التي تواجهها السعودية، ولكن هناك العديد من النقاط لم تناقش مثل المدن التي تقع تحت سيطرة كل من الحوثيين والإماراتيين، أما الشرعية فهي الحلقة الأضعف في كل ما حصل.

ويؤكد روجرز أن الولايات المتحدة لم تستهدف الأطفال والمدنيين في الحافلات أو المستشفيات، وما حدث من أخطاء في اليمن تتحمله السعودية ويجب التحقيق فيه. أما موضوع اليمن فهو يتعلق بالرئيس ترامب لأنه يقع ضمن دائرة اختصاصه، والكونغرس ما زال منقسما بشأن اليمن وينظر للملف من وجهة نظر سياسية، وهل سيتم استخدام ملف اليمن من أجل قضية جمال خاشقجي أم من أجل اليمنيين؟

البحث عن حل
ويرى القعطبي أن الولايات المتحدة تعارض إنشاء لجان تحقيق دولية للنظر فيما يجري في اليمن إرضاء للإمارات والسعودية، ويعتقد أن الكونغرس سيتخذ قرارات توقف عبث الرئيس ترامب في الملف اليمني، وقرارا بإيقاف بيع الأسلحة للسعودية. وطالب بفتح كل المنافذ اليمنية من أجل إيصال الدواء والغذاء.

وأضاف أن هناك دعوات لإجراء حوار يمني/يمني بعيدا عن كل الضغوط الخارجية، لكن القوى الدولية الفاعلة في المنطقة لا تريد الاستقرار لليمن لأنها تمتلك أجندة خاصة لتنفيذها فيه، وللسيطرة على منافذه البحرية.

ويتساءل روجرز: إذا قرر الكونغرس وقف بيع السلاح للسعودية فهل سيقود ذلك لإنهاء الحرب وإحلال السلام، أم إنه سيفتح الباب لصراع أكبر تصعب السيطرة عليه؟ وحول موقف الرئيس ترامب من ذلك؛ قال إن لدى أميركا أفضل محاور في العالم هو الرئيس ترامب، وهو يعرف جيدا كيف يفاوض ويقوم بحل القضايا.

وشدد القعطبي على أن اليمنيين لا يقبلون أن تكون بلادهم ساحة لمعركة ليسوا جزءا منها، وأضاف أنه يجب تقوية الحكومة الشرعية لتفرض سيطرتها على البلاد من أجل استتباب الأمن، والتخلص من كل أنواع المليشيا والجماعات المسلحة، وعلى أميركا أن تدعم هذه الحكومة من أجل القضاء على الإرهاب.