للقصة بقية 

"فتح" من الداخل.. ماذا تبقى منها؟

في الذكرى السنوية الثانية والخمسين لانطلاقة حركة فتح، تساءل برنامج “للقصة بقية”: ماذا تبقى من فتح، ومن عملية السلام التي أسست مرجعيتها عليها؟ وما آفاق الحركة بعد هذا كله?

تصادف هذه الأيام الذكرى السنوية الثانية والخمسون على انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني
(فتح) التي بدأت شرارتها في الأول من يناير/كانون الثاني 1965.

تسيّدت الحركة العمل الفدائي لفترة طويلة، ثم قادت العمل التنظيمي في منظمة التحرير الفلسطينية، فالعمل التفاوضي.

جاء رحيل زعيمها وقائدها التاريخي ياسر عرفات قبل إقامة الدولة الفلسطينية، ليفجر خلافات داخلية.

ومثلت مرحلة سلطة محمود عباس -كما يرى البعض- انتكاسة للحركة على المستويين الداخلي والخارجي.

برنامج "للقصة بقية" تساءل في حلقة (2017/1/2): ماذا تبقى من فتح، ومن عملية السلام التي أسست فتح مرجعيتها عليها؟ وما آفاق الحركة بعد هذا كله?

عرفات وما بعده
يقول الكاتب والباحث معين الطاهر إن رحيل ياسر عرفات دشن مرحلة جديدة في الحياة السياسية الفلسطينية، فرغم أنه هو من وقع اتفاقية أوسلو فإنه كان في داخله حلم كبير بأن يحقق دولة للشعب الفلسطيني.

غير أن ما ميز عرفات -وفقا له- أنه إذا اشتدت الضغوط عليه كان يقلب الطاولة من الداخل. حدث هذا عندما اندفع إلى أوسلو، لكنه في كامب ديفد الثانية حين اكتشف أن ثمة عقبات أمام حلمه، حاول قلب الطاولة مرة أخرى من خلال انتفاضة الأقصى.

غير أن الطاهر لاحظ انتهاء نهج الخيارين، وأصبحت هناك بعد رحيل عرفات إعادة إنتاج لأوسلو ولا شيء سوى أوسلو، وأنه لا حل إلا بالمفاوضات.

تراجعات فتح
من جانبه قال القيادي في حركة فتح نبيل عمرو إن من أسباب تراجع الحركة تضحيتها بمؤسساتها المستقلة اقتصاديا التي كانت تمثل عضلتها، إضافة الى قوة مجموع الشعب الفلسطيني.

وتابع القول إن هذه المؤسسات ألغيت تقريبا حين عادت فتح إلى أرض الوطن لمصلحة الاندماج المطلق في السلطة.

وبيّن أن فتح راهنت على العملية السياسية دون أي بدائل أخرى، وهذا خلق ارتباطات مالية حددت مسارات فتح وولدت مناخا نفسيا مختلفا عما كانت عليه الحركة الموجودة على مستوى العالم قبل أن تتحجم في السلطة الوطنية.

وخلص عمرو إلى أن تقدم فتح أصبح مرتبطا بتقدم المفاوضات، وكذا تراجعها. هذا الرهان -كما يضيف- قد فشل.

وفي ذات السياق تحدث عمرو عن طبقة واسعة النطاق في فتح تصرفت منذ العودة إلى الوطن على أساس أن هناك غنائم وينبغي توزيعها، مبينا أن هذا ليس له صلة بروح الحركة ولا بأهدافها.

انشقاق مستبعد
حول مستقبل فتح بعد المؤتمر السابع الذي جاء على إيقاع ما عرف بالتجنح، الوصف الذي أطلق على مؤيدي جناح محمد دحلان العضو المفصول من فتح، يقول معين الطاهر إن الحديث عن انشقاق في فتح أمر مستبعد في الظروف الحالية، لأن ذلك يحتاج إلى بنية على الأرض توفرها حاضنة إقليمية كما حدث في انشقاق فتح في سوريا عقب حرب 1982.

لن تتجاوز الحال -وفقا له- حالة التجنح، إلا أن ما هو أهم ليس هذا، وإنما فقدان حركة فتح دورها كحركة تحرر وطني، وتحولها تدريجيا إلى تحالف بين الأجهزة الأمنية وكبار موظفي السلطة ورأسمال فلسطيني، الأمر الذي يشبه غالبية الأحزاب الحاكمة في الدول العربية.