الشريعة والحياة

الرد على استفسارات المشاهدين بشأن قضايا الأمة

يستضيف البرنامج العلامة الدكتور يوسف القرضاوي ليجيب عن استفسارات المشاهدين بشأن مجريات الأحداث، وتتمحور مجمل الأسئلة حول قضايا فقهية متعددة ذات أبعاد اجتماعية.
‪عثمان عثمان‬ عثمان عثمان
‪عثمان عثمان‬ عثمان عثمان
‪يوسف القرضاوي‬ يوسف القرضاوي
‪يوسف القرضاوي‬ يوسف القرضاوي

عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً ومرحباً بكم على الهواء مباشرة من الدوحة في هذه الحلقة الجديدة والمفتوحة من برنامج الشريعة والحياة، حلقتنا لهذا اليوم نخصصها للإجابة على أسئلتكم واستفساراتكم والتي وردت إلينا من خلال صفحة البرنامج على الفيسبوك أو عبر بريد البرنامج، تتمحور مجمل الأسئلة لهذا اليوم حول قضايا فقهية متعددة ذات أبعاد اجتماعية بالإضافة إلى أسئلة أخرى تتناول قضايا المسلمين الغربيين وخاصة الذين يعيشون منهم في شمال أوروبا، يجيب على هذه الأسئلة بطبيعة الحال فضية شيخنا العلّامة الدكتور يوسف القرضاوي، مرحباً بكم سيدي.

يوسف القرضاوي: مرحباً بك يا أخ عثمان.

الابتداع في الدين وعلامات أهل البدع

عثمان عثمان: نبدأ مباشرةً بالأسئلة مع الأخ محمد الصفراوي يسأل عن معنى الابتداع بالدين وما هي علامات أهل البدع؟

يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، {رَبَّنَا ءاتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكهف: 10] {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8] "اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدنا علما سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم" وبعد، فإننا نقول فإن الإسلام حريص على أن يبقى الدين سليماً محترماً لا تتغير موجباته ومبادئه وأركانه، بل يبقى ثابتاً حتى لا يصبح الناس بعد مدة مختلفين ومتحيّرين، ومن أجل هذا رفض الإسلام الابتداع في الدين وأوجب الإتباع، ورفض الابتداع؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم فيما روته السيدة عائشة: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو ردٌّ) أي مردود عليه، وفي حديث آخر عنها (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ) أي أمرنا في الأمور الدينية، الأمور الدينية يجب أن تبقى كما هي لا يزاد فيها ولا ينقص، بخلاف أمور الدنيا الأصل في أمور الدنيا الابتداع، والأصل في أمور الدين الإتباع قال الله تعالى: "وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" [الأعراف:158] اتبعوا الرسول عليه الصلاة والسلام في أمور الدين، أما أمور الدنيا ابتدع فيها ما شئت، واخترع ما شئت واعمل ما شئت، الله سبحانه وتعالى يعني سمح لنا بهذا ولذلك كان المسلمون الأوائل في عهد الرسول وعهد الصحابة ومن اتبعهم بإحسان كانوا حريصين على أن يبقى الدين سليماً لا يدخله أشياء من عند الناس، وأن يخترعوا في أمور الدنيا؛ ولذلك اخترعوا أشياء بدؤوا يعملوا علوم الفقه وعلوم التفسير وعلوم الحديث وعلوم أصول الفقه والسيرة والتاريخ، وبعد شوية دخلوا في علوم اللغة وبعد شوية دخلوا في علوم الفيزياء والكيمياء والفلك والطب والتشريح، وكل فالمهم أمور الدين الأمر الديني بالذات لا يجوز يعني لذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث العرباض بن سارية أنه وعظنا موعظة وجدت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا كأنها موعظة مودّع يا رسول الله فيعني حثهم على التوافق وعدم الاختلاف؛ لأن بعد ذلك سيحدث اختلاف كثير وتفرّق الناس وفي هذه الحالة (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة) محدثات الأمور، الأمور الجديدة اللي الناس بتقلّبها وتعملها إياكم المحدثات في الدين لأن المحدثات اللي في الدنيا كما قلنا ليس فيها شيء، الرسول صلى الله عليه وسلم قال يعني (أنتم أعلم بأمر دنياكم) فأمر الدنيا ما فيش مانع من إنك تحدث فيه ما شئت إنما هو أمر الدين، فأمر الدين علينا بإتباع سنة النبي وسنة خلفائه، لا نستحدث في الدين ما ليس منه لأن أخطر شيء إنك تستحدث تعمل عبادة أنت من عندنا أو تزوّد في العبادة، مشكلة لو كل واحد جيه يقول طب ليه الظهر 4 والصبح 2 ما نزوّد الصبح نخلّيه 2 أو نخلّيه 3 ليه صلاة الصبح يعني صلاة علنية جهرية وصلاة الظهر والعصر سرية ما نعملها كلها علنية أو نعملها كلها سرية لأ هذه أشياء…

عثمان عثمان: هنا الإتباع بشكل كامل؟  

يوسف القرضاوي: لأن الأصل في العبادات هي تؤخذ يعني مش بالعقل هي كما جاءت زي الأدوية التي يصفها لك الطبيب هل بتقوله ليه؟ أأخذ ده قبل الأكل وليه ده بعد الأكل ليه، ده ملعقة وليه ده نص ملعقة ليه ده حبة ودول حبتين؟ لأ أنت ما تعرفش ليه عمل أو هذا لأنه يعرف ماذا عندك وماذا تحتاج، تحتاج من أي نوع هذا نوع محتاج إليه لأن عندك حرارة أو لأن عندك برودة، فالطبيب لا يسأل في الدواء لذلك يجب أن يؤخذ ما جاء به القرآن في العبادات والمقدّرات شيء ربنا جعلها في المرأة لما تعتد، المرأة المطلقة تعتد بثلاثة أشهر إلا إذا كانت يعني حاملاً يبقى فحتى تضع الحمل إذا كانت حائضا فعدتها بانتهاء ثلاث حيض طالت أو قصرت، فربنا هو اللي حدد هذه الأشياء ما تجيش أنت والمرأة المتوفى عنها زوجها 4 أشهر و10 يقولك 10 طب ما نخليها 4 أشهر أو 5 أو 3 لأ فهذه الأشياء المقدّرة شرعاً لا بد أن تؤخذ بمقاديرها تماماً لا يزاد فيها ولا ينقص منها.

عثمان عثمان: مولانا ماذا عن الاجتهادات الفقهية الطارئة، هناك قضايا فقهية طارئة ربما ينطق فيها الحكم على أساس المصلحة المصالح المرسلة أو على أساس القياس، هناك من يرى أن مثل هذه القضايا خاصة فيما خص المسلمين في الغرب أن فيها نوعاً من الابتداع وعدم الإتباع؟

يوسف القرضاوي: لأ فيها أحكام لا بد أن تلتزم فيها ما جاء به الشرع يعني في الزواج والطلاق وهذه الأشياء أنت ملتزم بما جاء به الشرع ما يجوش في الشرع تقول لأ ده عمل لنا وإحنا في الشرق 3 طلقات، الغرب محتاج إلى 5 نخليهم خمسة لا هي يعني طلقات طلقتان الثالثة ثابتة {فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ}[البقرة: 230] هذه أحكام ثابتة سواء كنت في الشرق أم في الغرب في الشمال أم في الجنوب في البلاد الحارة أم في البلاد المنخفضة الحرارة في بلاد راقية أو بلاد متخلّفة، هذا يعني لا يتغيّر يعني حكمه، فهناك أحكام يعني ثابتة، هناك بعض الأحكام ممكن يحدث فيها التغير يعني يدخل فيها حالة الناس إذا كانت حالتهم حسنة ولا حالتهم سيئة حالتهم متقدمة ولا حالتهم متخلفة حالتهم فيها سعة ولا حالتهم فيها ضيق فإذن ممكن تدخل في هذه الأشياء إنما الأحكام يعني الثابتة يجب أن تظل ثابتة.

عثمان عثمان: نعم وددنا أن نأخذ السيد محمود مراد قبل أن نكمل في الموضوع السلام عليكم.

محمود مراد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

عثمان عثمان: تفضل.

محمود مراد: لك التحية ولشيخنا الجليل أنا فقط أود أن أسأل الشيخ متى يجوز للحاكم المسلم أن يلجأ لاغتيال مثيري الفتن ومتجاوزي الحدود إذا ما لم يكن هناك حكم قضائي أو محاكمة لهؤلاء؟ متى يمكن للحاكم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما بعث عبد الله بن أنيف لقتل خالد بن سفيان الهزلي عندما بعث محمد بن مسلمة لقتل كعب بن الأشرف عندما سيّر بن عتيق وسريته لقتل سلام ابن أبي الحقيق، ما الضوابط الشرعية للإقدام على قتل مثيري الفتن ومهددي استقرار ووحدة الدولة الإسلامية؟

عثمان عثمان: شكراً جزيلاً محمود مراد من الدوحة، السؤال واضح مولانا؟

يوسف القرضاوي: لأ مش واضح قوي يعني اشرحه لي.

الحكم الشرعي لمثيري الفتن

عثمان عثمان: متى يمكن للحاكم المسلم أن يصدر قراراً بقتل مثيري الفتن والشغب الذين يؤثرون على كيان الدولة الإسلامية؟

يوسف القرضاوي: لا، لا يجوز لحاكم أن يفعل ذلك الأصل في هذه الأمور أنها تخضع لقوانين وأنظمة، الحاكم لم يعد له الآن الحكم أنه يقتل الناس أو يعمل هذه الأشياء لأن إحنا الآن لم يعد حاكماً يحكم بما يشاء هو بما يراه من آراء أو بما عنده من أهواء لأ هذه أمور خطيرة جداً، الرسول كان له يعني عنده الوحي وعنده العصمة أما الناس كل واحد أنت ملتزم بدستور مش في دستور الناس..

عثمان عثمان: تحتكم إليه.

يوسف القرضاوي: تحتكم إليه ولازم تلتزم به ولازم يغيروا الدستور فإذا كان هناك دستور على الحاكم أن يلتزم بهذا الدستور وماذا له وماذا عليه، يعني ليس مطلق الحرية بأن يفعل ما يشاء متى يقتل الناس ومتى ما يقتلهم هو ما لوش دعوى بالقتل في محكمة، المحكمة تحاكم الناس إذا كان هو يتهم ناس بأنهم يعلموا كذا للإساءة للدولة يقدمهم للمحكمة إذا كان حتى يعني ما فش محكمة المفروض الدستور اللي يعمله يدي له سلطة في إنه يعمل محكمة خاصة في مثل هذه الأمور، إذا الدستور لم يعطه لأ يلتزم هو بدستور الأمة ليس لحاكم يعني أن يحكم بما عنده هو وبرأيه الخاص أو بحسب تفكيره أو إذا كان راجل مهووس شوية يقلب البلد دماء هذا لأ.

عثمان عثمان: إذن الضابط هو الدستور والقضاء؟

يوسف القرضاوي: لا بد الدستور، شوف في سلطات والسلطات كل سلطة لها يعني مصادرها ولها آراؤها بحيث لا تختلط بالسلطات الأخرى، كل سلطة متميزة عن السلطة الأخرى، في السلطة التنفيذية وفي السلطة التشريعية البرلمان إذا كان مجلسين شيوخ ونواب أو مجلس نواب فقط، وفي السلطة القضائية وكل هذه السلطات لها أحكامها ولها دستورها الذي يعني إذا كان في شيء الناس مش عاجبها لازم تستفتي الأمة نغيّر الدستور هذا في مواد معينة، فأما أن يلجأ كل واحد إلى ما يريد ولو كان هو الحاكم ولو هو الحاكم لأنه الحاكم ليس معصوماً، الحاكم يعني له ما للناس وعليه ما على الناس وكل واحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم.

عثمان عثمان: إذن هنا نتحدث عن تمايز السلطات بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية مولانا بالعودة إلى موضوع البدع، ماذا عن مسألة المظاهر عن الهيئة التي ربما يتسم بها الإنسان اللباس اللحية ربطة العنق مثلاً، هل تُعتَبر هذه من الابتداع أو من الإتباع؟

يوسف القرضاوي: الأصل في الإتّباع هو في الأمور الدينيّة، إذا كان الدين له يعني في اللبس يعني حُكم مُعيّن تلتزم بهذا الحُكم، إذا كان يقولّك مثلاً: لا يجوز لك أن تلبس الحرير، الرجل لا يجوز له أن يلبس الحرير، ولا يجوز له أن يتحلّى بالذّهب، (هذان حرام على ذكور أمّتي، حِلٌّ لإناثها) النّبي حرّم الذّهب والحرير على الرّجال، وأحلّه للإناث،  فالأمور التي جاء فيها تقييد من الشّارِع في اللبس أو في الأكل أو في الشُّرب، زي مثلاً حَرَّم عليك إنّك تأكُل في أواني الذّهب والفضّة ما تروحش تجيب لي أواني ذهب وفضّة وتأكُل فيها، لأ، فدي الابتداع ليس فيها، الأصل في الابتداع كما قلنا أنّه في أمور الدّين، إنّما أمور الدُّنيا يُلتزم فيها بما جاء به الشّرع، إذا حَرّم شيئاً تلتزم بتحريمه، وكلّ شيء حلال لك فيها ما عدا الشيء المُحرّم، وكل شيء الأصل فيها الحِلّ، فهذا هو الذي يجب العمل به في أمور الابتداع.

عثمان عثمان: نأخذ السيّد توفيق حمزة من الدّانمرك، السّلام عليكم.

توفيق حمزة: عليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، أخ عثمان أوّلاً أشكرك أخي عثمان على هذا البرنامج الرّائع والمُنير والشّيِّق، ونشكر سماحة العلامة يوسف القرَضاوي ونسأل الله له طول العُمُر والصّحة، حقيقةً نور على نور، نحن في أوروبا ننتظر هذا البرنامج النيِّر من أسبوع إلى آخَر، لما فيه من خير على الأمّة الإنسانيّة أولاً أخ عثمان عندي سؤالين: الأول زوجة ابني معها إدارة أعمال، حصلت على عمل في بنك، عملها إقناع الشّركات والمؤسّسات، شراء الأسهُم والقُروض وجميع النّاس، عملها حلال أم حرام؟ سؤالي الثّاني- إذا تريد أخ عثمان- ابنتي توفّت وعليها صيام ولادة، أدفع عنها أو أصوم؟ وجزاكم الله خيراً.

عثمان عثمان: شكراً جزيلاً توفيق حمزة من الدانمرك، مولانا زوجة ابنه تعمل في أحد البنوك، في أحد المصارف في أوروبا.

يوسف القرضاوي: نعم.

عثمان عثمان: ووظيفتها أن تقنع العُملاء سواء كانوا أفراد أو مؤسّسات بشراء أسهم من هذا البنك، وطبعاً يتحدّثون عن بنك رَبوي، هل هذا العمل جائز أم غير جائز؟

يوسف القرضاوي: لأ، إذا كان البنك ربوي، فالأصل في العمل فيه الحُرمة، ولا يجوز لمسلم أو مسلمة العمل في مثل هذا البنك، إلا من باب الضّرورات، يعني إذ كان يحتاج إلى أن يأكل من هذا العمل، يأكل عيش منه، ولا يجد، فيعمل فيه من باب الضرورة حتى يتهيّأ له عمل آخر، وإنما الأصل في العمل المُحرّم ألا يعمل فيه، وبعدين في بالنسبة لها باعتبارها امرأة فيجوز لها أن تعمل إذا كان عمل في شركة أو في بنك وما فيش فيه حرمة، بشرط ألا تختلي يعني بالرجال خلوة مُحرّمة، يعني لا يجوز أنها تروح تقعد في مكتب هي وواحد مقفول عليهما، الأصل أنّ المسلمة لا تلجأ لهذا، وأعتقد أن أصبح الآن في أوروبا، معظم الناس تعمل في..

عثمان عثمان: مكاتب مفتوحة.

يوسف القرضاوي: مكاتب مفتوحة، ويرى بعضهم بعضاً، ولا حرج عليها في هذا الأمر إذا لم يكن في نفس العمل شيء محرّم.

ضوابط الصيام الفقهية

عثمان عثمان: السؤال الآخر: يسأل أيضاً توفيت ابنته وعليها صيام، ماذا يفعلون، يصومون عنها، أم يدفعون فدية، أم ماذا يفعلون؟ أم ماذا؟

يوسف القرضاوي: عليها الصيام هي.

عثمان عثمان: هي كان عندها ولادة فأفطرت نتيجة الولادة ثم توفيت قبل أن تقضي ما عليها من صيام.

يوسف القرضاوي: ما عليها شيء هو يعني نسأل الله أن يغفر لها ويرحمها وأحسن الله عزاؤه فيها وشكر له إنما هي الأيام التي لم تصمها ليس عليها أن تصومها ويعني الواجب عليها أن تصوم إذا جاءت الأيام إذا ما جاتش الأيام ما عليها شيء فليس عليها شيء إلا إذا كان شيء قديم من قبل إنما إذا..

عثمان عثمان: هي توفيت بعد أن هي توفيت بعد فترة من ولادتها يعني كان عندها متسع أن تقضي هذه الأيام لكنها كانت تؤجل لما قبل رمضان.

يوسف القرضاوي: يعني كان عليها أيام.

عثمان عثمان: نعم، كان عليها أيام سابقة.

يوسف القرضاوي: آه، آه هذه الأيام يجوز لمن يصوم عنها إذا كان يعني لها أخت أو ابنة أو أمها أو أبوها يصوم عن هذه الأيام يجوز ذلك، ويجوز أن تقضي عن كل يوم إطعام مسكين، ما يأكله المسكين في هذا اليوم يعني فهذا جائز.

عثمان عثمان: هل الجمع أم كل واحدة تقضي عن الأخرى.

يوسف القرضاوي: لا هي واحدة تكفي عن الثانية.

عثمان عثمان: نتابع مولانا إن شاء الله مع السيدات والسادة المشاهدين لكن بعد أن نذهب إلى فاصل قصير، ابقوا معنا مشاهدينا الكرام نعود إليكم بإذن الله بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

عثمان عثمان: أهلاً وسهلاً بكم مشاهدينا الكرام من جديد إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج الشريعة والحياة والتي خصصنا هذه الحلقة منه للإجابة على تساؤلاتكم واستفساراتكم والتي وردت إلينا عبر بريد البرنامج أو عبر صفحة البرنامج على الفيسبوك أو من خلال اتصالاتكم التي نتلقاها دائماً، دائماً يجيب عن هذه الأسئلة سماحة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، مولانا هناك الكثير من الأسئلة لذلك نحاول أن نطرح أهمها ونجيب عليها بإذن الله السيد محمود خلفي يقول نحن على أبواب رمضان وآلاف المسلمين الذين يعيشون في المناطق الشمالية للكرة الأرضية يتساءلون عن المواقيت الشرعية للصلاة والصيام، هناك فتاوى مختلفة ومتضاربة، نرجو جواباً شافياً من فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي كيف نصوم لما يكون الوقت الفاصل بين الغروب والشروق أقل من ساعة، كيف نصلي المغرب والعشاء والفجر عندما تزول العلامات الشرعية تماماً؟ عنا الصيام وعنا الصلاة.

يوسف القرضاوي: إذا في علامات شرعية لازم نتبعها هذه العلامات يعني أما إن الشمس طالعة ونفطر فهذا ما ينفعش في أيام يعني طويلة وأيام قصيرة هذا طبيعي، أيام تصوم أيام طويلة بتيجي أيام أيضاً بتيجي سنوات تصوم أيام قصيرة رمضان بهذه الطريقة فيعني فالقصير أمام الطويل وهكذا إنما الأشياء الأخرى..

عثمان عثمان: في موضوع الصيام مولانا قبل أن ننتقل إلى موضوع الصلاة نتحدث هنا عن 20 ساعة.

يوسف القرضاوي: الصيام ما هو مرتبط بالصلاة هل تصوم ولا تصلي، يقول لك صم لحد الساعة كذا والساعة كذا شايف الشمس بقلك طب صلي المغرب لا ما قدرش أصلي المغرب، إزاي تفطر ولا تصليش؟ يعني ما دام مغرب يبقى مغرب يصح لك أن تصوم وأن تفطر فلازم ما تعملش الأحكام على كيفك أنت، حكم الصيام غير حكم الصلاة، لأ هي أحكام وحدة.

عثمان عثمان: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}[البقرة:187]

يوسف القرضاوي: آه هذا الخيط الأبيض من الخيط الأسود هذا في البلاد المعتادة هذه، إنما البلاد اللي يكون فيها يوم قليل ساعتين ولا ثلاثة ولا حاجة هو يعني صعب إنك تتبين فيه.

عثمان عثمان: هناك بعض الفتاوى خرجت أن يصوموا على صيام مكة أو على أقرب بلد؟

يوسف القرضاوي: لا صيام مكة أقرب البلاد المعتدلة إليه إنما مش صيام مكة، صيام مكة في البلاد في اللي ما فيش فيها إلا 6 أشهر ظلمة و6 أشهر نور ممكن نقول على صيام مكة لا بأس بذلك، إنما البلاد الذي فيها الليل والنهار يوميا..

عثمان عثمان: فيها شروق وغروب.

يوسف القرضاوي: وغروب، صعب.

عثمان عثمان: إذا كان النهار طويل ماذا يفعل من لا يستطيع الصيام..

يوسف القرضاوي: يفطر.

عثمان عثمان: يفطر ثم يقضي؟

يوسف القرضاوي: آه ثم يقضي ثم ما كلف الله أن يصوموا صوما لا يقدرون عليه، {مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78] آية الصيام نفسها تقول: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة:185] وآية أخرى{يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا}[النساء:28] فإذا كان الصيام شديد ولا يستطيع الإنسان أن يقدر عليه يفطر ويصوم بعد ذلك في الأيام المعتدلة.

عثمان عثمان: وماذا عن موضوع صلاة المغرب والعشاء هل يمكن أن يجمع مثلا المغرب والعشاء جمع تقديم؟

يوسف القرضاوي: طبعا يجمع جمع تقديم ويجمع جمع تأخير خصوصا في الأوقات اللي تكون فيها حرج دي الجمع مطلوب في هذا الوقت أنا أفتيت المسلمين من زمان من 50 سنة أكثر من  50 سنة في أوروبا قلت لهم يجمعوا يعني حينما يكون الوقت مائل للمغرب والعشاء يقول أنا أصلي ده واستنا كم دقيقة، لا يا أخي ليه تستنا اجمع، الجمع هنا جائز ولا حرج، والنبي الصلاة والسلام جمع في غير سفر ولا مطر في المدينة جمع تقديم وجمع تأخير، سويدة بن عباس ماذا أراد بذلك؟ قال أراد ألا يحرج أمته يعني أراد أن يرفع الحرج عن الأمة ولا يجعل في هذا الدين حرجا ولا عسرا أبدا.

عثمان عثمان: نأخذ الشيخ حسان موسى من ستوكهولم، السلام عليكم.

حسان موسى: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم شيخ عثمان السلام عليكم فضيلة الشيخ..

يوسف القرضاوي: وعليكم السلام ورحمة الله، بارك الله فيك.

حسان موسى: أولا شيخنا أنقلك تحية الأستاذ يانغ جيتشي سول الذي تشرف بزيارتك وهو مستشار وزير خارجية الذي سعد وأظهر شيء من الحب الكثير لك والإعجاب بطرحك الوسطي المعتدل وتأسف لما قد يقال عنك من التشدد، لكن فضيلة الشيخ عندي ثلاثة أسئلة على عجالة من أمري، السؤال الأول هو: ما هي نصيحتك للذين ينهجون منهج التشديد في الفتوى والتنفير في الدعوى، السؤال الثاني هو أن بعض الأخوة مع احترامنا وتبجيلنا للسلف الصالح رضوان الله عليهم فهم سادتنا وقدوتنا إلا أنهم لا يفرقون بين سلفية المحتوى وسلفية المنهج فيريدون إجبار الناس أو دعوة الناس إلى سلفية المحتوى وليس سلفية المنهج مما يوقع الناس في الغرق..

عثمان عثمان: السؤال الثالث شيخ حسان.

حسان موسى: السؤال الثالث هو أنه فضيلة الشيخ هو أن بعض الدعاة في أوروبا لا يفرقون بين فقه الدعوة وفقه الدولة، فبهذا الجمع يوقعوننا في كثير من القضايا التي قد تسبب لنا العتب والحرج مع السلطات الغربية، ولا شك أن هناك للدولة فقه وللدعوى فقه وإذا كانت الدعاة لهم تحكمهم حكام الدول تحكمهم ضرورات فأعتقد فضيلة الشيخ أن الدعاة تحكمهم اختيارات قيمة ما هي نصيحتك لهؤلاء الدعاة، جزاكم الله خير.

فقه التيسير والتبشير

عثمان عثمان: شكرا جزيلا الشيخ حسان موسى من ستوكهولم شيخنا نبدأ بموضوع كيف يمكن للداعية أن يتعاطى مع مجتمع غربي، أنتم دائما تتحدثون عن التيسير في الدعوة والتبشير، التبشير في الدعوة والتيسير في الفتوى هو يتحدث عن أناس ربما يشددون على الناس في بلاد الغرب، ما نصيحتكم لهؤلاء؟

يوسف القرضاوي: يعني الذين يختلفون عن سائر الدعاة إلى الله عز وجل ويريدون أن يشددوا على الناس فيما يجوز التشديد فيه ويتساهلون فيما لا ينبغي التساهل فيه هؤلاء يعني الحقيقة يعني خارجون عن الدعوة الحقيقية، الداعية الموفق هو الذي يشدد في الأصول وييسر في الفروع، يشدد يعني فيما لا يحتاج إلى تيسير في بعض الأمور في الفرائض في العقائد في الأحكام القطعية فيما لا يجوز التشديد فيه يعني ينبغي المسلم يكون يعرف قدر هذه الأمور، نحن دائما نقول نيسر في الفروع ونشدد في الأصول، نيسر يعني في الأمور عامة، النبي عليه الصلاة والسلام يعني قال: (يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا) فنحن أخدنا التيسير في الفتوى والتبشير في الدعوة، يعني يَسِّرُوا في أمر الفتوى والفقه التزموا بالتيسير، ولذلك كما بعث النبي عليه الصلاة والسلام موسى الأشعري ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما إلى اليمن أوصاهم هذه الوصية ثلاث وصايا وهي (يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا وَتَطَاوَعَا وَلَا تَخْتَلِفَا) هذه ثلاثة وصايا فنحن نوصي الناس بالتيسير في أمر الفتوى والتبشير في أمر الدعوة، لا نقم الدعوة كلها على التغليظ على الناس والتشديد عليهم الله تعالى يقول: {‏‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ}[الزمر:53] حتى يقول يا عبادي أنهم أسرفوا على أنفسهم  بمعصية الله يعنى ولكن مع هذا هم عباده ليسوا غرباء عنه {لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}[الزمر:53] فنحن عايزين في أمر الدعوة نتبع المبشرات لا نتبع المنفرات ولا المرّهبات للناس، فهذا يعني ما ينبغي يعني للداعية الموفق أن يسير عليه كما سار عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتبعوهم بإحسان كان هذا منهجهم دائما..

عثمان عثمان: لكن هناك من يري أن التيسير ربما يصبح زائدا عن اللزوم فيكون هناك تمييع لا أحكام الشرعية هل هناك من ضوابط معينة؟

يوسف القرضاوي: طبعا، طبعا التيسير فيما يقبل التيسير، قلت لك إذا الأمر يتعلق في العقيدة ما فيش العقيدة ما أقعد ألعب فيها أو أملي فرائض معينة لا ألعب في الفرائض يعني الأحكام القطعية أحكام المحرمات الأشياء اللي مثلها، {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ}[الأنعام:119] اللي فيها اضطرار يأتي الشرع للتخفيف {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 173] فليس هناك باب مفتوح من حيث أن الأمور تصبح هذه الأمور تفقد صدقيتها وثباتها، إذا كل واحد يعني يلعب فيها كما يشاء لا، هناك أشياء لا تقبل أبدا يعني ثابتة على ما هي ثابتة عليه يعني.

حكم زواج المسلم بالكتابية

عثمان عثمان: الأخ فيصل يسأل عن حكم زواج المسلم من كتابية، ولماذا لا يجوز المسلمة أن تتزوج من غير المسلم؟

يوسف القرضاوي: المسلم يتزوج من كتابية لأننا نعترف بأصل ديانتها، فحينما نتزوج من كتابية نتزوج من كتابية يعني لها كتاب سماوي أصله نازل من السماء التوراة والإنجيل كلاهما كتاب أنزل الله التوراة على موسى والإنجيل على عيسى فالأصل في كل من هذين الكتابين أنه كتاب نزل من عند الله عز وجل ولذلك يجوز للمسلم أن يتزوج يهودية تؤمن بموسى وبكتابه، فعلى اليهودية أن تؤمن في موسى وكتابه أو يتزوج نصرانية تؤمن بعيسى وبكتابه إلا إذا حدثت حالات بيننا وبين اليهود الآن، الذين يؤمنون بالصهيونية ويؤمنون بإسرائيل ويؤمنون بظلم المسلمين هذا لا يجوز أن يتزوج منهم لأن الإنسان لا يجوز أن يتزوج من أعداء قومه، ناس يحاربون المسلمين تروح تتزوج منهم لا هذا يعني ولذلك يقول الله تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ..}[المجادلة:22] إلى آخره فهذا الأصل في الزواج، سؤالك إيه؟

عثمان عثمان: الزواج يعني أجبتم على السؤالين معا يجوز المسلم أن يتزوج من كتابية طالما هناك خصومة أو عداوة.

يوسف القرضاوي: يعني يجوز للمسلم أن يتزوج من كتابية ولا يجوز للمسلمة أن تتزوج من كتابي..

عثمان عثمان: لماذا؟

 يوسف القرضاوي: لماذا؟ الآن نحن نؤمن في الكتاب فيجوز أن تتزوج امرأة  تؤمن أنت في كتابها إنما تتزود المسلمة من رجل لا يؤمن بالقرآن لا يؤمن بدينك كيف تتزوج المسلمة من إنسان لا يؤمن بدينها ولا يؤمن بكتابها يعتقد أن محمدا هذا كذاب وقرآنه كذب وهذا فيه خلاف شديد بينه وبينها..

عثمان عثمان: أين موضع النهي عن الزواج من المشركات؟

يوسف القرضاوي: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ }[البقرة: 221] الطريق مختلف عنكم تماما يعني عن طريق الشرك مختلف عن طريق التوحيد ليس بينهما أي اقتراب.

عثمان عثمان: السائل يتساءل عن: هل الكتابية تعتبر مشركة أم لا؟

يوسف القرضاوي: الكتابية لا تعتبر مشركة لأن المشركة يقصد بها الوثنية، المشركة يعني التي تعبد الأوثان وتشرك بالله علنا هذه هي المشركة.

عثمان عثمان: محمد أبو الهيجا من السويد، السلام عليكم.

محمد أبو الهيجا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تحية لكم أستاذ عثمان وتحية لمولانا فضيلة الإمام الشيخ يوسف القرضاوي وأنا كفلسطيني بصراحة أحيي العلامة القرضاوي رمز قضيتنا العادلة الفلسطينية وحامل همها الأول قضية الأقصى أناشدك الآن بإطلاق نداء لأولئك الذين يعلقون ويغلقون معبر رفح ويقطعون شريان الحياة على أكثر من مليون و800 ألف شخص يسكنون في غزة لا يخرجون منها ولا أحد يستطيع أن يدخل عليها، وهذا هو المكان الوحيد الذي يتنفس منه أولئك الناس وأنت شاهدت في أم عينك حجم المعاناة التي يعانيها الناس هناك، وأطالب يا سيدي القرضاوي أن تطلق نداء الآن بأن لا يتلاعب بهذا الموضوع ولا في مصير الناس.

عثمان عثمان: شكرا جزيلا محمد أبو الهيجا من السويد، تحدث عن إغلاق معبر رفح وأن توجه نداء إلى من يعنيهم الأمر بفتح هذا المعبر.

يوسف القرضاوي: طبعا يعني نحن ننادي من كل قلوبنا وبكل ما نستطيع أن تفتح كل المعابر ما بين فلسطين ومصر، وفلسطين وأي دولة أخرى لا يجوز إغلاق هذه المعابر، وأنا رحت وكانت المعابر مفتوحة الأسبوع الماضي سعدنا بزيارة غزة وكان معبر رفح مفتوحا وليس هناك أي شيء ولكن حدثت أحداث في غزة في الأسبوع الماضي يعني أناس من خطفوا  يعني جنود مصريين من الجيش المصري في سيناء وهربوهم، والآن الجيش المصري يبحث عنهم والحكومة المصرية والدولة المصرية فهذا أدى إلى هذا الإغلاق، نحن نرجو أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه ويفتح هذا المعبر، وإخواننا في فلسطين لا يمكن أن يساهموا في مثل هذه الأعمال التخريبية هؤلاء يقوم بها أناس باعوا ضمائرهم لغير الله عز وجل ونوصي المصريين جميعا أن يعودوا إلى رشدهم، من خطفوا هؤلاء الجنود ينبغي أن يعيدوهم، لا يجوز خطف جندي مصري، كيف واحد يخطف جندي من جيشه اللي يدافع عنه ويقاتل من أجله؛ يخطفه! هذا يعني لا يجوز ونحن نؤيد على كل حال دعوة الأخ إلى فتح المعابر وأن تكون الطرق بيننا وبين أخوتنا في غزة لا يوجد فيها أي عائق أبدا، تكون مفتوحة دائما يعني ولا حرج فيها أبدا إن شاء الله، ونرجو أن يستمع إخواننا إلى هذا ويتغلبوا على كل المعوقات.

عثمان عثمان: السؤال من الغرب أيضا عن الحكم الزواج المؤقت، يضمر الرجل نية الطلاق دون إعلام أحد بذلك، هل يختلف هذا الحكم بين بلد وآخر وبين امرأة وأخرى؟ يذهب سياحة فيتزوج مدة أسبوع أو 10 أيام من امرأة ثم يطلقها ويغادر.

يوسف القرضاوي: لا، هذا يكون فيه نوع من الخداع للمرأة إنما الزواج في ظاهره صحيح، واحد يتزوج واحدة على كتاب الله وعلى سنة الله بمهر قدره كذا وعمل كل الشروط الأخرى أحضر شهود يعني عمل أخذ إذن الولي كما هو المذاهب الثلاثة مذهب مالك والشافعي وابن حنبل وإذا كان على مذهب أبي حنيفة يجب أن لا يكون هناك اعتراض من الولي على هذا الزواج فهذا هو الأصل في الزواج، إنما لا يجوز الإنسان أن يتزوج امرأة وهو ينوي أنه بعد أسبوع ولا بعد شهر ولا بعد سنة وهي فاهمة أنها متزوجة على طول، الأصل في الزواج، الأصل في الزواج الإسلامي أن الزواج مستمر يعني الواحد يتزوج واحدة مش أساس يتزوجها شهر ولا شهرين ولا أسبوع ولا أسبوعين ولا سنة ولا سنتين وبعدين يطلقها لا فإن الأصل أن يتزوجها ما دامت موافقة له فهي زوجته وهو يعيش على ذلك ويموت على ذلك، الأصل في هذا،  أما اللي يتزوجها عشان يتمتع بها كذا الأصل يعني يكون حرام عليه أن ينوي هذا ولكن إن صرح به فإن الزواج صحيح وهو بقى..

عثمان عثمان: يأثم هو، يأثم هو لنيته لتبيت نيته.

يوسف القرضاوي: آه لتبيت النية.

عثمان عثمان: مولانا هشام وليد يقول: نحن شباب نعمل بشركة للحليب ومشتقاته هل يجوز لنا أن نشرب من الحليب داخل الشركة بدون إذن أرباب العمل نستطيع أن نقيس ذلك أيضا على سائر الأمور التي قد يعمل العامل في قطف الثمار أو غيره هل يجوز من يعمل في شيء أن يأكل منه دون إذن صاحبه؟

يوسف القرضاوي: لا لازم  أن يكون في إذن يعني إما إذن لفظي أو عرفي، كل الناس متعارفة على هذا، إنما إذا كان الرجل يقول لا، لا أأذن لأحد أن يأكل من هذا الطعام أو يشرب من هذا العصير أو من هذا الشراب وبعدين يأكلوا ويشربوا من غير إذنه لا يجوز هذا، لابد أن يكون هناك إذن يعني لفظي أو عرفي يكون متعارف على هذا، الناس يشربوا وهو صاحب الأمر سامح بهذا، صحيح ما عمل مشروع رسمي في هذا إنما عارف هذا وسامح به فإذا كان فيه سماح معروف من صاحب الأمر فهو جائز وإلا لا يجوز.

ظاهرة التطاول على علماء الأمة

عثمان عثمان: السيد عكاز يقول ما هو حكم التطاول على علماء الأمة حيث أصبح من هب ودب يسب ويشتم دون ورع ولا علم؟

يوسف القرضاوي: لا يجوز للأمة أن تسب علماءها يعني الأصل الناس تحترم علماءها يعني الأمة الإسلامية تعني ترحم الصغار وتحترم الكبار (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا ولم يعرف لعالمنا حقه) حديث يبرئ من هؤلاء الثلاثة من لا يرحم الصغير ولا يوقر الكبير ولا يعرف للعالم حقه، لابد للأمة أن تعرف العلماء حقوقهم، أما أن تتطاول على العالم لأنه تريد أن يسهل لك كل حاجة والفتوى اللي أنت عايزها يحلها حلال يحللها واللي عايزها حرام يحرمها، لا المفتي ليس تبعا لك هو تبع للشرع، والشرع من الله عز وجل هو الذي يُحل وهو الذي يُحرم {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ}[يونس:59] ربنا أذن لك في هذا ولا أنت تفتري على الله، المفتي ليس حرا يقول ما يشاء ويحلل ما يشاء ويحرم متى يشاء لا، هو عنده شرع عنده أوامر عنده نهي عنده قرآن عنده سنة عنده أقوال العلماء فلا يجوز له أن يخترع من عند نفسه ويقول في الناس إذا كان يعمل هذا فمن حق الناس أن  تعترض عليه تنكر هذا الأمر وتطلب من ولي الأمر أن يبطل عمل هذا أو يغيره أو ينقله إلى مكان آخر أو نحو ذلك، إنما إذا كان عالم ملتزم بأوامر الشرع ونواهيه ملتزم بالقرآن وبالسنة يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، لا يحرم حلالا من أجل إنسان ولا يحلل حراما من أجل إنسان آخر بل يلتزم بما أحل الله وما حرم الله وما شرع الله وما فرض الله، هذا هو الذي نقول له سمعنا وأطعنا {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[النور:51].

عثمان عثمان: مولانا هناك أسئلة كثيرة بطبيعة الحال وهذه مشكلة مع الحلقة المفتوحة، نعتذر من السادة  المشاهدين الذين لن نستطيع الإجابة على أسئلتهم، أشكركم في ختام هذه الحلقة كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة لكم تحيات معد البرنامج معتز الخطيب والمخرج منصور الطلافيح وفي المتابعة عبير العنيزي وسائر فريق العمل، وهذا عثمان عثمان يترككم في أمان  الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.