الشريعة والحياة

الرد على استفسارات المشاهدين حول الشأن العام

تتناول الحلقة الرد على استفسارات المشاهدين حول مجريات الأحداث اليومية حيث حضر فيها الوضع في كل من سوريا ومصر إضافة إلى أسئلة فقهية متنوعة وردت من خلال صفحة البرنامج على فيسبوك أو عبر بريد البرنامج.

– الشأن السوري وضوابط فقهية
– حكم الاحتجاجات المتكررة في مصر

– أحكام فقهية متنوعة تختص بالحياة العامة

 

‪عثمان عثمان‬ عثمان عثمان
‪عثمان عثمان‬ عثمان عثمان
‪يوسف القرضاوي‬ يوسف القرضاوي
‪يوسف القرضاوي‬ يوسف القرضاوي

عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً ومرحباً بكم على الهواء مباشرة من الدوحة في هذه الحلقة الجديدة والمفتوحة من برنامج الشريعة والحياة، حلقتنا لهذا اليوم نخصصها للإجابة على أسئلتكم واستفساراتكم والتي وردت إلينا من خلال صفحة البرنامج على الفيسبوك أو عبر بريد البرنامج، وكالعادة تمحورت الأسئلة حول مجريات الأحداث اليومية فحضر فيها الوضع في كل من سوريا ومصر إضافة إلى أسئلة فقهية متنوعة يجيب على هذه الأسئلة بطبيعة الحال سماحة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي مرحباً بكم سيدي.

يوسف القرضاوي: مرحباً بك أخ عثمان.

الشأن السوري وضوابط فقهية

عثمان عثمان: نبدأ مولانا في الشأن السوري هناك أسئلة كثيرة وردت ونبدأ بالسؤال عن الأمان الذي يعطى للأسرى ممن قدموا من خلف الحدود إن هو ألقى سلاحه على أن لا يناله سوء فسلم نفسه قبل القدرة عليه ثم تبين بعد ذلك بأنه قتل واغتصب كيف يتم التعامل معه؟

يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وأزكى صلوات الله وتسليماته على معلم الناس الخير سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسنته وجاهد جهاده إلى يوم الدين، خير ما أحييكم به أيها الأخوة والأخوات تحية الإسلام وتحية الإسلام السلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وقبل أن أجيب عن سؤالك يا أخ عثمان لا بد أن نقول كلمة عن أحد الإخوة الذين فقدناهم في هذين الأسبوعين وودعناهم إلى الدار الآخرة هو الأخ العالم الداعية الفقيه العلامة الشيخ الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني أحد العلماء الكبار وأحد الدعاة المرموقين في المملكة الأردنية الهاشمية، وقد كان وزيراً للأوقاف وكان من المعروفين في البلاد العربية والبلاد الإسلامية وهو أحد الذين استمسكوا بالدعوة الإسلامية التي دعا إليها الإمام الشهيد حسن البنا كان من الإخوان المسلمين وقد تعرفت عليه من قديم يعني منذ سافرت إلى الأردن سنة 1966 أول سنة أذهب فيها إلى ما يسمى التصييف سنة 1965 لم أذهب إلى مصر وذهبت إلى حمانا في لبنان ولكنّي وجدت حمانا وهذه البلاد ليس فيها مساجد وليس يعني فيها جو إسلامي فبعض الإخوة قالوا تذهب إلى الأردن فاتفقت مع أحد الإخوة في الأردن أخ فوزي النتشة وذهبنا إلى هناك مجموعة من الإخوة، وكانت أياماً طيبة وكان الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني يقدم برنامجاً في التلفزيون الأردني بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع وقدّمني في أكثر من مرة وتعرفت عليه، وظل هذا التعارف يعني مدداً من الزمن حتى توفاه الله تعالى إليه، أخونا إبراهيم زيد الكيلاني أحد الدعاة الذين يعني نسأل الله تعالى أن يتقبل منهم جهودهم وعلمهم وعملهم وتربيتهم وأثره موجود وأبناؤه موجودين على الساحة الإسلامية من العلماء والفقهاء في الأردن وتلاميذه في كل مكان، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر له ويرحمه ويتقبله من الصالحين ويجعله من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدّقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، نعود إلى سؤالك.

عثمان عثمان: هناك بعض الأسرى الذين يقعون، في سوريا الآن هناك الحرب سجال، أسرى يقعون في أيدي الجيش الحر يعطون الأمان فيسلموا أنفسهم على أن لا ينالهم سوء بعد أن يسلموا أنفسهم يعرف بأنهم ربما قتلوا أو اغتصبوا كيف يتم التعامل معهم، ما حكم الأمان الذي أعطي لهم؟

يوسف القرضاوي: هو لا بد أن الأمان هل أعطي له وهو يعلم أنه كان من المقاتلين إذا كان يعلم أنه كان من الذين قاتلوا لا بد أن يقع منه قتل فهذا المفروض أنه ما دمنا قلنا له سلّم نفسك وأنت آمن فهو يعني لا أمر، لا جناح عليه في هذه الحالة، وعلى المسؤولين كل جماعة إسلامية في هذا الوقت تعمل من داخلها مجموعة تتولى الأمر هي تقوم مقام الدولة أهل الحل والعقد من أبناء سوريا ممن يتولون أمر الجهاد وأمر الدفاع عن البلد أو مقاومة الظالمين هم بمثابة أولي الأمر الذين تجب طاعتهم فيجب أن يخضع الجميع لما يرى هؤلاء فإذا كانوا رأوا أنه يعني يريدون أن يعني قالوا له هذا سلم له الأمر وليس عليه شيء فلا حرج عليه، إذا كان هناك يطالب بدفع شيء بشيء من هذا، المعمول به ينفذ ولا شك.

عثمان عثمان: نعم حتى لو كان في ذمته في رقبته دماء أو اغتصاب أو سلب أو نهب، هل تنصب له محكمة؟

يوسف القرضاوي: إذا كان هناك طبعاً حاكم لمثل هؤلاء يُحاكم إذا كان من سلم له هذا الأمر يعفى من كل ما عمله خلاص وأصبح يعني تسليمه سلاحه وانضمامه إلى الجبهة التي كان يقاتلها أصبحت هي المسؤولة عنه يعني الأمر متروك لها في هذه الحالة.

عثمان عثمان: نعم ماذا عن المرأة التي فقد زوجها خلال الأحداث في سوريا لم يعرف عنه أي خبر أحي هو أم ميت؟

يوسف القرضاوي: لا نستطيع أن نحكم عليه لأنه ربما يكون مسجون ما يدرينا يعني في أحد السجون أو أنه حبسه بعض الناس أو إنه مختبئ في مكان أو يعني لا نستطيع أن نحكم عليه إلّا بعد تصفية هذه الأمور بعد ما تنتهي الأحداث ويفرج عن المسجونين ويفك أسر المأسورين ويعرف أمر الذين اختبئوا وظهروا في هذه الحالة يعرف في زوجها أهو حي أو ميت.

عثمان عثمان: حتى لو امتد الزمن سنوات؟

يوسف القرضاوي: حتى لو امتد الزمن إلّا إذا حكمت بقى محكمة في هذه الحالة ممكن فيها أن نعطيها 4 سنين وبعد ذلك يعني كما في مذهب الإمام مالك وغيره في هذه الحالة.

عثمان عثمان: السؤال عن السوريين الذين هجّروا من بيوتهم إلى أحياء أخرى أو إلى مدن أخرى ليس معهم مال لا يجدون لأنفسهم ولعائلاتهم مأوى سوى المنازل التي تركها أصحابها وفرّوا منها أو التي يعيش أصحابها خارج البلد هل يجوز لهم أن يدخلوها بغير إذن أهلها يقيموا فيها ريثما تؤمن مناطقهم؟

يوسف القرضاوي: أنا أقول في هذه الأمور لا ينبغي للأفراد أن يحكموا في هذه الأشياء لازم يسلموا أنفسهم للجهة المسؤولة، في جهة مسؤولة عن هؤلاء الناس، هذه هي الجهة يعني ممكن تقول هذا البيت ممكن نعطيك وتكون هي متصرفة في هذا الأمر، خذ منه كذا حجرة استعمل كذا وإذا حصل كذا تجيب بدالها يعني تنظم هذا الأمر لا يترك الأمر فوضى للناس، لازم تكون فيه حكومة مؤقتة يعني تسيّر أمر الناس بالقدر الممكن وبالقدر المستطاع، والناس عليهم كل واحد يحاول هو أن يكون أميناً بقدر الإمكان ويحافظ، هؤلاء الناس تركوه قهراً وسافروا يعني تركوه فهو أمانة لمن يستعمله لا بد أن يستعمله بكل دقة وبكل محافظة وبكل أمانة ويحرص على كل شيء فيه ويستخدم فيه ما لا بد منه لا يتوسع في الاستخدام هذا هو المطلوب.

عثمان عثمان: حقيقة هذه مجموعة أسئلة جاءتني من سوريين يسأل عن حكم دفع الزكاة في المصارف التالية باعتبارها في سبيل الله أولاً: لعائلات الشهداء، ثانياً: لعائلات المعتقلين، ثالثاً: المتضررين من الثورة، رابعاً: للإنفاق على تجهيزات الثورة، خامساً: لإعالة المتفرغين للثورة.

يوسف القرضاوي: كل هؤلاء يستحقون أن يدفع لهم من الزكاة، يعني الزكاة لمن؟ {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ…}[التوبة: 60] ثمانية أشياء، فإما لمن يحتاج من المسلمين أو لمن يعاون المسلمين فهؤلاء الناس، وكل هؤلاء، أناس يعني لم يعد لهم دخل ما عادوا يصرفون راتبا، والتاجر دكانه أغلق وكل واحد لم يعد أمامه شيء، فالكثير منهم كل من ليس عنده مال يأخذ من هذه الزكاة، وبعض الناس يعني متفرغين للعمل لا بد أن يعطوا أيضاً، هذا ما تقوم به الزكاة، هي ركيزة من الركائز الإسلامية وخصوصاً في مثل هذه الأحوال بالذات.

عثمان عثمان: هل هناك أولوية لدفع الزكاة فضيلة الدكتور بين أن تدفع هنا في هذه المصارف أو أن تدفع في مصارف عادية؟

يوسف القرضاوي: لا إذا كنا في بلد يجاهد فأعمال الجهاد وكل ما يتعلق بالجهاد مقدم على غيره، الأمور لها اعتباراتها أنا في بلد كل ما فيه مجاهدون ومحتاجون أسيب هذا البلد وأروح أدّي لبلد آخر لأ، هذه البلد حاجتها مقدمة على غيرها، الناس محتاجين كل شيء، الناس محتاجين للتدفئة، محتاجين للملبس، محتاجين السلاح، محتاجين الدواء، محتاجين كل شيء يحتاج إليه الناس فهؤلاء مقدمون على غيرهم مقدمون.

عثمان عثمان: مقدمون حتى عند أصحاب البلدان الأخرى؟

يوسف القرضاوي: حتى عند أصحاب البلدان الأخرى يقدمونهم على فقرائهم ويرسلون إليهم زكاتهم فما بالك في أهل البلد أنفسهم يعني.

عثمان عثمان: أبو نافع من بلجيكا يسأل عن بعض الشباب الذين يخرجون من أوروبا للجهاد في سوريا علماً بأن ذهابهم هذا تم بدون إذن آبائهم، يسأل: ما حكم هؤلاء؟ هل الجهاد في سوريا مفتقر إلى الأشخاص أم إلى السلاح والمال؟

يوسف القرضاوي: هذا الذي يقوله ما قلناه الناس الذين يختارهم أهل البلاد اللي يكونوا هم مسؤولون عنهم هؤلاء هم الذي يقررون نحن بحاجة إلى أشخاص يعني أحياناً يكونوا بحاجة إلى كل الأشخاص عايزين كمية من الناس نوزعها وأحياناً يقولوا لأ إحنا لسنا بحاجة إلى أشخاص كثيرين مثلاً نحن بحاجة إلى أشخاص معينين عايزين من يحسن السلاح عن طريق المدافع أو عن طريق الدبابات أو عن طريق البحرية يعني من يعرف هذا نحتاج الآخرين لا نحتاج، فهم الذين يحددون الناس، والأصل في مثل هذا البلد مثل سوريا إن أهل هذا البلد جميعاً محتاجون إليهم في الجهاد سواء في الجهاد نفسه أو في الخدمة الجهاد، ليس كل واحد مجاهد يقاتل، في واحد يقاتل وفي واحد يخدم المقاتل يعمله أكل يعمله شرب يجيب له دواء يجيب له غطاء يساعده على الانتقال من مكان إلى مكان يساعد الأطباء، ففي ناس تشتغل في أعمال عسكرية وفي أعمال أخرى لا بد منها لخدمة العمل العسكري فهؤلاء جميعا مطلوبون، ولذلك هنا الآباء الأخ يقول الأب مش راضي لم يأذن لابنه، إذن الآباء هنا ليس مطلوبا إنما هذا عندما يكون الجهاد فرض كفاية، عندما يكون الجهاد فرض كفاية يطلب إذن الآباء، إنما عندما يكون الجهاد فرض عين على الجميع، كل واحد لازم أن يبذل ما يستطيع، هنا يسقط إذن الآباء، لأن هذا دفاعا عن الأمة وهو فوق الدفاع عن الأفراد، الفرد شيء بسيط بالنسبة للجماعة فنحن نضحي بالأفراد في سبيل أن تبقى الجماعة ونعمل على إحيائها.

حكم الاحتجاجات المتكررة في مصر

عثمان عثمان: في الشأن المصري عدة أسئلة أيضا الأخ محمد هرهش يقول هل من رسالة يرسلها فضيلة الشيخ للرئيس المصري ورموز المعارضة، وبماذا ينصح شباب مصر الثائر الغاضب من تدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟

يوسف القرضاوي: من هم شباب مصر الثائر؟ هؤلاء قلة يعني أنا أعجب الحقيقة، أنا ذهبت إلى مصر وسافرت إلى البلاد، الناس في غاية من الهدوء ما فيش إلا هناك ناس عند ميدان التحرير وفي المكان الفلاني وفي البتاع هم اللي عاملين ضجة، قلة ودائما القلة تعمل دوشة، زي ما يقول لك "العيار اللي ما يصيبش يدوش" يعمل ضجة، فهؤلاء ناس قليلون ومعظمهم ليسوا من أهل الثورة، شفناهم والله شفتهم الذي يمسك مسدسا ويضرب به، والذي عمل في الخرطوش والذي يضرب في النار والذي يضرب في الحجارة، هؤلاء ليسوا ثائرين، هؤلاء ناس مجرمون حقيقة يعني نحن نطالب محمد مرسي ونطالب كل مصري أن يتقي الله في هذا البلد، هذا البلد في حاجة إلى أن يهدأ فترة من الزمن أنا أدعو المصريين جميعا ليصبروا شهرين أو ثلاثة يسيبوا مصر ما يعملوش أي حاجة يسيبوا بس الأمور هادئة كده أهو، والله الدنيا سوف تتغير، كل واحد يشوف بس شغله، المشكلة أن هناك ناس تقبض، تقبض لماذا؟ عشان تعمل دوشة، ما لهم عمل، إلا أن يقبضوا في سبيل الإجرام والإفساد وكل ما يضيع الخير على البلاد، أنا أطلب من المصريين اتركوا الأمور تهدأ والبلاد تستقر، هناك ناس لا يريدون للبلد أن يستقر أبدا وإذا لم يستقر البلد كيف نعمل؟! ازاي نأكل؟! كيف نعوض ما فات؟! نحن كنا في فترة بقي لنا ثلاثين سنة وقبلها ثلاثين سنة أخرى خربت البلد وذهبت أموالها وهربت إلى الخارج وأستغني أناس بالمليارات وأناس لا يملكون الملاليم، فنحن بحاجة إلى أن نبني البلد من جديد، حرام على كل من يعمل أي شيء يعني يلخلخ البلد، نحن لسنا بحاجة لخلخلة، بحاجة إلى استقرار إلى هدوء إلى سكينة هذا ما تحتاج إليه مصر آه والله، وتحتاج إليه كل بلاد الربيع العربي ما تحتاج إليه سوريا ما تحتاج إليه تونس ما تحتاج إليه ليبيا ما يحتاج إليه اليمن كل هذه البلاد التي قامت بها الثورات تحتاج إلى هدوء، أترك الحرب واترك القتل واترك وسيب الناس تشغل نفسها، إنما في ناس لا تريد أبدا تريد أنها تقتل ما تستطيع ولو خربت البلد ولو قتل ما قتل من الناس لا يبالي، ماذا يريد بشار الأسد؟ حكمت أنت أبوك 50 سنة وما كان لكم حق أن تحكموا أكثر من 10 سنوات حكمتم 50 سنة، عايزين كمان أن تزيدوا البلد سوءا وفسادا هذا شيء غريب جدا..

عثمان عثمان: الأخ نضال يسأل عن مشروع الصكوك الذي أقره مجلس الشورى المصري منذ أيام وحكم قرض صندوق النقد الدولي، هل تنتفي عنه صفة الربوية إذا كانت الفائدة أقل من 1.5% كما يقول البعض؟

يوسف القرضاوي: أنا لم أقرأ الحقيقة يعني موضوع الصكوك يعني ما جاءتني أوراقه كاملة بحيث انظر فيها، كنا مدعوين إلى هيئة كبار العلماء في الأزهر لندرس هذا الأمر، ولم يأتني نص هذا المشروع، ولكن هناك من العلماء من قرءوه وأقروه وإذا كان هناك بعض الناس يقول إذا كان واحد في المئة واحد ونصف في المئة هذه لا تعتبر فائدة إنما تعتبر خدمة لهذا الأمر، وهذا ممكن أن نعتبر أن هذه الخدمة للديون وليس فائدة تذكر، أي فائدة واحد ونصف في المئة ما قيمتها؟

عثمان عثمان: أبو بلال يسأل عن حكم الضرائب في الشريعة الإسلامية، متى تجب؟ متى تسقط؟ هل يجوز أن يتم التحايل على إدارة الضرائب لتفادي هذه المخالفات مع العلم أن معظم الأموال التي تجمع من الضرائب تنفق في غير محلها؟ يسأل عن الضرائب ما حكمها؟ هل يجوز التحايل عنها؟ هناك سؤال آخر ورد من الغرب عن الضرائب التي تأخذ من الناس رغم ضيق يدهم وعدم امتلاكهم المال، نسمع الإجابة ولكن بعد أن نذهب إلى فاصل قصير فابقوا معنا مشاهدينا الكرام نعود إليكم بإذن الله بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

أحكام فقهية متنوعة تختص بالحياة العامة

عثمان عثمان: أهلا وسهلا بكم مشاهدينا الكرام من جديد إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج الشريعة والحياة وقد خصصنا هذه الحلقة كما هو معلوم لتلقي أسئلتكم واستفساراتكم والتي يجيب عليها فضيلة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، مولانا الضرائب التي تفرض على الناس سواء في دولة إسلامية أو في دولة غير إسلامية وما حكمها وهل يجوز التحايل عليها؟

يوسف القرضاوي: الضرائب أصبحت في هذا العصر يعني أمور مقررة تحتاج إليها الدول خصوصا الدول التي ليس عندها أموال تملكها يعني مثلا في دول الخليج عندها النفط مثلا أو الغاز أو كذا ومعظم ميزانيتها من هذا فربما لا تحتاج إلى ضرائب، بعض البلاد تحتاج إلى الضرائب احتياج أساسي لأن كل ميزانية الدولة تحتاج إلى أشياء حتى كيف تصرف على الناس؟ كيف تصرف على الدفاع؟ كيف تصرف على الأمن؟ كيف تصرف على القضاء؟ كيف تصرف على الطرقات؟ كيف تصرف على الصحة، على التعليم؟ على كل هذه الأشياء التي تحتاج إلى مليارات، حتى منين تجيب الدولة؟! الفلوس ما تنزرعش لازم تفرض على الناس، المهم أن ما يفرض على الناس يكون بالعدل يعني لازم يفرض على الناس ما يشق عليهم وذلك أحيانا بعض الناس تعمل مظاهرات وتقوم ضد الدولة إذا الدولة فرضت عليهم أشياء يعني ثقيلة يعني تنوء ظهورها بهذه الأشياء، فلا بد أن يكون هذا محسوبا وبقدر ما يملك المواطن وأحيانا تكون الضرائب يعني تصاعدية، الذي عنده أموال كثيرة يدفع أكثر من الذي عنده أموال قليلة، فهناك حساب لهذه الضرائب، وبعض الناس تحاول أن تتهرب من الضرائب، فلما أنا أتهرب من الضرائب وأنت تتهرب من الضرائب وفلان يتهرب من الضرائب، فالدولة تشتغل منين؟! لا هو المفروض إن الإنسان يدفع الضرائب التي عليه، الأساس في هذا يتظلم أحيانا، يعمل أحيانا، أما الهروب من الضرائب بصفة عامة هذا ليس مطلوبا وليس مقبولا.

عثمان عثمان: هناك سؤال أيضا على الضفة ولكن بعد أن نأخذ السيد عماد أبو الرُب من أوكرانيا، السلام عليكم.

عماد أبو الرُب: وعليكم السلام أستاذ عثمان، بداية نقدم تحية تقدير وإجلال من أوكرانيا ومن مسلميها وإتحاد الرائد لفضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله وكذلك تحية وتقدير لكم السيد عثمان لحسن إدارتكم لهذا البرنامج الذي أصبح حقيقة محط اهتمام ملايين المسلمين وخاصة في الغرب.

عثمان عثمان: تفضل بسؤالك.

عماد أبو الرُب: ويحظى بنصيب وافر، وبين يدي سؤالي أقول لفضيلة الشيخ كما تعلموا أن وجود المسلمين في الغرب أصبح دائما وليس مؤقتا، وبفضل الله تجاوزوا مرحلة إنشاء وتأسيس المراكز الدينية والثقافية والاجتماعية وأصبح لها دور فاعل وحتى كما نرى الآن أن حضور هذه المراكز والمؤسسات وتأثيرها في المسلمين في الغرب خاصة وفي المجتمعات الغربية برؤية عامة بات له حضور بفضل الله تعالى، كما نرى هامات ناجحة على مستوى فردي ومؤسسي سياسيا اقتصاديا ثقافيا اجتماعيا رياضيا بالرغم من تفاوتها من قطر لآخر، ولكن هذه المساهمات في هذه المجتمعات الغربية تصطدم بعقبات منها أولا: إساءة بعض الغرب للمسلمين إما لسوء تصرفات بعض المسلمين وإما لجهل بعض أبناء الغرب في الإسلام وإما حقد بعضهم عندما يروا إقبال الناس على الإسلام فيبيتون يشجبون هذا الإقبال، ولذلك في الحقيقة أنا أقدم اقتراح وسؤال لفضيلة الشيخ، اقتراحي أنا أأمل حقيقة ولو من خلال هذا البرنامج أن يقدم للمسلمين في الغرب حقيقة حلقات وبرامج ولو مرة في الشهر أو يعني نزيد حصتهم لكي ينالوا من باب الترشيد والتوجيه هذه الصيغة الأولى والاقتراح الأول، أما استفساري لفضيلة الشيخ ما هي نصيحتكم للمسلمين في الغرب أفرادا ومؤسسات لتفعيل اندماجهم وإحداث تأثير أكبر في مجتمعاتهم، أنا أعني هنا فضيلة الشيخ متى يدخل المسلمين في معترك العمل السياسي سواء من خلال إنشاء أحزاب سياسية في الغرب أو من خلال دخولهم ضمن أحزاب تكون برامجها متقاربة مع الإسلام وقيم الإسلام؟

عثمان عثمان: طبعا موضوعك موضوع كبير وواسع ويحتاج ربما إلى أكثر من حلقة أشكرك السيد عماد أبو الرُب كنت معنا من أوكرانيا، مولانا ما نصيحتكم للمسلمين المقيمين في الغرب موضوع الاندماج موضوع المشاركة السياسية موضوع الانضباط بالقوانين الغربية؟

يوسف القرضاوي: نحن دعونا المسلمين في المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث استمعنا مررا في هذا المجلس، ودائما في ختام كل دورة من دورات المجلس نصدر بيانا، والبيان نتكلم فيه عن فتاوى يطلبها الناس وقضايا نبحثها وبيانات من أجل المسلمين، ندعو المسلمين أن يكونوا مستقرين في حياتهم وينظموا حياتهم مع الآخرين وعلى أساس أنه لا يعيشوا منفصلين عن المجتمع الذي يعيشون فيه، بل ينبغي أن يندمجوا في المجتمع اندماجا لا تذهب فيه شخصيتهم وهويتهم، لا تذهب عقيدتهم، يحتفظوا في العقيدة وفي الهوية، ولكن يندمج مع المجتمع لا يعيش بعيدا عن المجتمع منعزلا عنه، فالمحافظة والاندماج في نفس الوقت محافظة بحيث إن أنا أبقى مسلماً.

عثمان عثمان: على الهوية الإسلامية.

يوسف القرضاوي: محتفظاً بالهوية الإسلامية، مؤدياً فرائضي، مجتنباً المحرمات التي علي، محافظاً على كل ما فيه من شأن صيانة عقيدتي أنا وأسرتي، ولكن أعيش مع المجتمع وأعمل مع المجتمع وأبني مع الآخرين في هذا المجتمع وأندمج فيه اندماجاً يعني لا يفقدني هويتي وهذا المطلوب من كل إنسان مسلم، والإنسان وحده لا يستطيع ذلك إنما يستطيع بالتعاون مع غيره المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، ضعيفٌ بمفرده قوي بجماعته فلما يعيش مع الجماعة يستطيع أن يعملوا هذه الأشياء هذا شيء لا ينبغي أن نقترب منه لأنه ضد عقيدتنا وضد شريعتنا وضد أخلاقنا وهذا ينبغي أن يفعله لأن هذا يعني يجعلنا من ضمن هذا المجتمع ويجعلنا جزءا منه ويربطنا بأهله ولا يفقدنا حقيقتنا وهكذا.

عثمان عثمان: موضوع المشاركة السياسية سواء بأحزاب من أبناء المسلمين أو أحزاب مختلطة؟

يوسف القرضاوي: هو كل جماعة تنظر حسب قدرتها وحسب أعدادها يعني في جماعة فيها ملايين تستطيع تعمل حزب هي، وجماعة أعدادها قليلة لازم تدخل في الأحزاب الموجودة، كل جماعة تدرس يعني مشكلتها حسب الواقع الذي تعيشه هذه الجماعة، وترى الرأي الذي تختاره المجموعة الإسلامية، إحنا عندنا كل شيء بالشورى ونتشاور ((ما تشاوَرَ قومٌ إلاّ هُدوا لأرشدِ أمرِهم)) فنستشير وبعدين الشورى نأخذ بالأغلبية يعني ما فيش حد يفرض رأيه على الجميع حتى الرئيس يعني جاء في تفسير عن علي بن أبي طالب أنه في قوله تعالى {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}[الشورى:38] إن يعني ما اتفق عليه الجميع ينزلون عليه يعني ولو حتى تركوا الرئيس، فالمطلوب أن ينزلوا على الرأي، الرسول عليه الصلاة والسلام قال لأبي بكر وعمر ((لو اتَّفَقْتُمَا على رأيٍ ما خَالَفْتُكُمَا)) يعني يبقى رأيين ضد واحد إنما إذا اختلفتم أنا حر فاتبع مع أبو بكر وما تبع مع عمر لأن ما فيش أغلبية.

عثمان عثمان: أيضا نبقى في أوروبا السيد سليم محمد يقول: نحن مجموعة من المسلمين كبار في السن نعيش في أوروبا بسبب الأزمة التي تعصف بأوروبا، قلت فرص العمل وأصبحنا نأخذ مساعدة يقدمها الاتحاد الأوروبي، لكن شروط أخذها في بعض الأحيان لا تتوافق مع أشخاص فيضطرون لبعض الكذب، هل يجوز الكذب هنا لأخذ مساعدة ما من دولة أخرى أوروبية؟

يوسف القرضاوي: الأصل الكذب محرم ((وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)) {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}[النحل:105] الكذب لا يجوز إلا لضرورات معينة مثل الكذب في الحرب، أن الحرب خدعة والكذب لإصلاح ذات البين وكذب الرجل على زوجته تقول له عايزة كذا يقول لها إن شاء الله أو يعني مثل هذه الأشياء، إنما الكذب بصفة عامة الأصل فيه الحرمة، فلا ينبغي للإنسان أن يكذب إلا إذا دفعته ضرورة معينة، يكذب كذبة معينة أدت إليها الضرورة، إنما لا ينبغي أن يصبح الكذب عادة للناس يستسهلونها بكل شريعة يشيلوا عشان يعني يكذب على الدولة لأ هذا الأصل فيه المنع.

عثمان عثمان: أيضاً من فرنسا سؤال من أحمد يقول هناك بعض الناس ظهروا حديثاً يشككون في صحيحي البخاري ومسلم بدعوة إنهما من بشر وليسوا، يعني البخاري ومسلم أنهم بشر وليسوا رسل، فكيف يتم التعامل مع هؤلاء؟

يوسف القرضاوي: هو بشر هو يصنع أحاديث، هو بشر مثلهم يجمع هذه الأحاديث، هو البخاري مسلم مهمته إيه؟ أنه يجمع الأحاديث من رجال الحديث، الحديث هو ما هو الحديث؟ يعني كلام سمعه من شخصٍ إلى شخص إلى شخص إلى الصحابي الذي سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، السلسلة هذه سلسلة الرواة لازم يكون ثقات ما يكونش يعني المحتمل فيهم كذاب أو يكذب أو يعني أو يكون مغفل يسمع وينسى ويقول لأ، لازم يكون يعني عادل وضابط، ضابط يعني إيه؟ يعني لا ينسى أو يكتب ما بيعتمدش على الكلام الشفوي ويسجل، فلازم عادل وضابط يكون كل واحد سمع ممن يعني بعده، لا يجوز إن واحد يقول عن فلان، عن فلان مش هو اللي.. في واحد آخر هو حسين أنا ما أعرفوش لأ ما دام ما تعرفوش ما تقلناش عليه، لازم تكون عارفه وعارف كل شيء عنه ولذلك قام علم الرجال في الإسلام، الرجال والنساء يعني بس إحنا نتكلم أنه علم الرجال، العلم ده يعني علم مستبحر يجيب لك عن كل شخص من بداية حياته، هو الناس فاهمة أنه العلم الحديث أنه هاتوا من أي كلام لأ، فلازم يأخذ العلم من حلقات الحديث، الحديث مش جاي من أي واحد ماشي كده ويقول أي كلام، يقول من شيخك، لازم يقول شيخه أو شيوخه إن كانوا أكثر من واحد ومن زملائك معك فلان وفلان وفلان، ورأيهم فيك إيه؟ وأنت رأيك فيهم إيه؟ يعني أمور كلها يعني لا بد أن تتحقق..

عثمان عثمان: يرويه عدل ضابط عن مثله معتمد في ضبطه ونقله.

يوسف القرضاوي: لا بد من هذا، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، الإسناد من الدين لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، سيدنا الإمام الشافعي نظر في تفسير مقاتل فوجدوا فيه أشياء، قال: يا له من علمٍ لو كان له إسناد، لو يقول لنا سمع هذا من مين وجاب هذا من مين، إنما الكلام اللي من غير إسناد لا يقبل، والإسناد له شروطه فهذا لا بد من مراعاته ولا يؤخذ من كل من ظن أنه.. البخاري ومسلم كانوا من أدق الناس في أخذ الأحاديث .

عثمان عثمان: لا يصح التشكيك فيهما.

يوسف القرضاوي: لا يعني هما أصح، ليس معنى هذا أنه لا يجوز أن يكون في البخاري حديثين ولا ثلاثة ولا أربعة نشك فيهم لأ، لأن البخاري هو عمله عمل إنسان، إنسان صحيح يعني قعد كذا وعشرين سنة يجمع في هذا الكتاب مش عمله في يوم وليلة ولا في عشرة أيام ولا شهرين ولا، قعد مدة يشتغل بهذا الكتاب، فلا بد أن نحترم عمل هؤلاء، ولكن لا مانع أن يوجد في البخاري أو في مسلم بعض الأحاديث التي يأخذ عليها بعض العلماء مثلاً البخاري روى حديث إن لولا بنو إسرائيل لم يزنخ اللحم، ما كنش اللحم يتغير ويزنخ، لا ليه؟ يعني يقول دا كان  عقوبة لهم، إنما تزنيخ اللحم ده قبل بني إسرائيل وبعد  بني إسرائيل، لأن هذا سنة من سنن الله إذا اللحم ما تعملش بطريقة معينة منضبطة لازم يزنخ ولازم تصيبه آفات ولازم.. فكل البخاري وما رواه ليس معناه أنه هذا أصبح، لا، البخاري أو الشيخ البخاري اللي أخذ منه أو شيخ شيخه يعني هذا أمرٌ قابل يعني أن يحدث ولكن هذه أحاديث قليلة المهم..

عثمان عثمان: يختص بها أهل العلم، أهل الاختصاص هم يبحثون فيها..

يوسف القرضاوي: هم أهل الاختصاص وممكن يأتي أهل الاختصاص في عصرنا ببعض الاختصاصات التي غفل عنها العصر الماضي، لم يأخذوا بالهم منها ويجي واحد هذا الوقت ويقول لك لأ يعني هذا الحديث أرى فيه أنه لا يجوز أن يعني يعتبر من الصحاح المقبولة عند الأمة.

عثمان عثمان: ماذا عن بعض الناس والجماعات والأشخاص الذين يتبنون القرآن فقط منهجاً في التشريع من دون السنة؟

يوسف القرضاوي: هؤلاء يخالفون القرآن نفسه، لأنَّ القرآن قال{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}[النساء:59] من يطع الرسول فقط أطاع الله {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر: 7] {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب: 71] {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً}[الأحزاب :36] لا بد إن الرسول يطاع كما يطاع الله لأن الرسول أمره الله أن يبين للناس ما نزلَّ إليهم فالسنة بيان للقرآن، بيان نظري وتطبيق عملي لأنّ الرسول ظل يطبِّق القرآن، نحن ربنا قال لنا صلوا إنمّا قال لنا الصلاة كم صلاة في اليوم؟ السنة هي التي بينت، وأنّ العصر أربعة والمغرب ثلاثة والصبح اثنان وأنّ صلاة الظهر والعصر صلاة سرية وصلاة المغرب والعشاء والصبح فيها جزء جهري وجزء سري، صلاة الصبح كلها جهرية، مين اللي قال لنا هذا؟ مين اللي قال لنا الآذان؟ السنة هي التي فعلت هذا، السنة هي التي بينت الصلاة وبينت الزكاة وبينت الحج وأفردت لهذا مساحات واسعة، فلا يجوز أن نقول السنة هذه مرفوضة، في الحالة هذه لن تجد الإسلام كما هو الآن، عايز تعمل لك دين جديد غير الدين الذي عرفته أُمة محمد صلى الله عليه وسلم.

عثمان عثمان: عبد الله يسأل ما حكم قبول الهدية بسبب الشفاعة، ربما يشفع لشخص ما في قضية ما في وظيفة في أن ينال منصب فيقدم له هدية، ما حكم قبول مثل هذه الهدية؟

يوسف القرضاوي: لا يجوز قبول الهدية على شان أن يوظف المرء أو كذا، المرء يوظف لأن عنده مؤهلات هذه الوظيفة، هذه الوظيفة تحتاج إلى شهادة معه هذه الشهادة بنسبة معينة جيد جداً ولا ممتاز ولا جيد حتى يعني لازم يكون معه إذا كان في واحد هو واخذ جيد وواحد جيد جداً يبقى الجيد جداً يقدم على الجيد، كل واحد لازم له مرتبة فلا يجوز أننا عشان واحد  نقبل الشخص عشان له شفاعة أو له هدية، كان يعني واحد في مصر يعني زمان يعني يقول لك يعني على شان يبين لك عايز قد إيه  عايز 100 جنيه يقول له يا 100 مرحبا يا 300 مرحبا يا 500 مرحبا الناس يقولوا يا ترى سيرحب بقد إيه؟ لأنه كلما كثر الترحيب يعني كثر الدفع، لا ما فيش هذا الكلام ألا بالقرش تبلغ ما تريد وبالمصري يلين لك الحديد هذا يعني ممنوع.

عثمان عثمان: طالما أنّ..

يوسف القرضاوي: إذا كنت بحاجة فرعاها وأرسل حكيماً ولا توصه وذاك الحكيم هو الدرهم، يعني هذا ادفع فلوس، هذه الأمور مرفوضة شرعاً، كل واحد يأخذ حقه بما عنده من مؤهلات علمية وعملية وما يشترطه الناس لهذه الوظيفة يجب أن يقدمها نزيهة حرة لا عبث فيها ولا لعب، بأن يأخذ الناس حقوقهم وضاعت حقوق الناس بهذه الوساطات وبهذه الشفاعات وبهذه الهدايا..

عثمان عثمان: موضوع يعني في السياق ذاته في موضوع الوظيفة تحدثتم عنه في خطبة الجمعة سمعته، أيهما يقدم الثقة أم الكفاءة؟

يوسف القرضاوي: الكفاءة قطعاً، الكفاءة يعني لها حسابها أمَّا فلان هذا فأقدمه على هذا فهذا أضاع الناس، أمانة الثقة يعني أقدم الثقة عندي على من يملك المؤهلات ويملك الشروط وعنده الدراسات وعنده التدريبات وعنده كل ما يلزم لهذه الوظيفة أضرب بهذا كله عرض الحائط وآخذ الشخص لأنني أثق فيه لأنه قريبي أو صاحبي أو زميلي.

عثمان عثمان: أو من ابن الحزب أو ابن التنظيم أو ابن الجماعة.

يوسف القرضاوي: أو من الجماعة أو من الحزب أو التنظيم كل هذا مرفوض هذا هو الواجب.

عثمان عثمان: الكفاءة شرط أساسي في بناء المؤسسات.

يوسف القرضاوي: نعم.

عثمان عثمان: نعم، الأخت سوسن سامي تسأل عن حكم تناول المجهول كتناول الأطعمة التي توجد فيها مادة لا يعرف أصلها كالجيلاتين الذي يوضع على الحلويات وتركيبة الكولا ونحوه؟

يوسف القرضاوي: لأ هذه الأشياء معروفة الجيلاتين وهذه الأشياء، أشياء قال العلماء إنها أشياء لها أصول ولكنها يعني تغيرت، معروف عندنا قاعدة بالشرع إن النجاسة إذا تغيرت تغيرا أصليا وأصبحت شيء آخر، يقول لك إذا الكلب يعني مات في ملاحة وأكله الملح، الملح ما عادش كلب، الملح أكل الكلب خالص يصبح ملحاً لم يبق كلبا، يستعمل هذا الملح لا أحد يقدر أن يقول لك أنّ هذا الملح أصله كلب لأ، ما ليش دعوة في أصله الأصل تغير وأصبح حقيقة الآن لما تيجي تحلل هذا الشيء تجده أنه أصبح ملحا لم يعد كلبا، الخمرة أصلها إيه؟ مش يبقى أصلها مثلا عنب أو أشياء، والعنب تغير إنما أصبح الآن خمرة لو تغير الخمرة وأصبحت خلاً أعامله على أنه خل وهكذا، فنحن نعامل الشيء على حسب.. فالجيلاتين هو جيلاتين ولو كان حتى أصله خمر إنما تغير وبقى مادة أخرى.

عثمان عثمان: مولانا عندنا الكثير من الأسئلة هناك بعض الأسئلة أريد أن ألفت نظر السادة المشاهدين إليها إلى أنها أسئلة فقهية بسيطة يمكن أن يسأل فيها إمام المسجد أو شيخ القرية أو شيخ الحي عن الوضوء عن بعض الأحكام الفقهية البسيطة، هناك بعض الأسئلة المهمة أيضاً لم نستطع أن نمر عليها لانتهاء الوقت نعتذر من السادة المشاهدين لعدم القدرة على الإجابة على أسئلتهم لضيق الوقت، في ختام هذه الحلقة أشكركم مولانا فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على هذه الإفاضة الطيبة، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة لكم تحيات معد البرنامج معتز الخطيب والمخرج منصور الطلافيح وعبير العنيزي في المتابعة وسائر فريق العمل، وهذا عثمان عثمان يترككم في أمان الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.