صورة عامة- الشريعة والحياة- حلقة مفتوحة للعلامة يوسف القرضاوي ج3 - 05/09/2010
الشريعة والحياة

حلقة مفتوحة للعلامة يوسف القرضاوي ج3

تستضيف الحلقة العلامة يوسف القرضاوي في حلقة مفتوحة من برنامج الشريعة والحياة، يجيب فيها عن تساؤلات المشاهدين ومنها ما هي طرق إحياء ليلة القدر؟

– طريقة إحياء ليلة القدر وأحكام زكاة الفطر
– حول سورة ياسين والتكفير والفتنة المذهبية

– صلاة الجمعة والعيد وصلة الرحم والقروض وتجارة الهامش

عثمان عثمان
عثمان عثمان
 

 يوسف القرضاوي
 يوسف القرضاوي

عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا ومرحبا بكم على الهواء مباشرة في هذه الحلقة الثالثة والمفتوحة من برنامج الشريعة والحياة خلال شهر رمضان المبارك وذلك لكثرة الأسئلة التي نتلقاها من المشاهدين الكرام الراغبين في سماع إجابات فضيلة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على تساؤلاتهم آملين أن نعطي الأهم منها قدر الإمكان، وعلى الراغبين في إرسال أسئلتهم ومشاركاتهم فيمكنهم ذلك عبر الهاتف والبريد الإلكتروني وصفحة البرنامج على الـ facebook وننبه الإخوة المشاهدين إلى ضرورة أن تكون الأسئلة مكتوبة ومختصرة جدا ومباشرة، وأريد أيضا أن ألفت الانتباه إلى أن هناك الكثير من الأسئلة وردت إلى البرنامج وستهمل بطبيعة الحال لأنه أجيب عنها في حلقات سابقة. سيدي مرحبا بكم في هذه الحلقة.


يوسف القرضاوي: مرحبا بكم يا أخ عثمان.

طريقة إحياء ليلة القدر
وأحكام زكاة الفطر


عثمان عثمان: طبعا نحن اخترنا الأسئلة ربما الأكثر أهمية ونبدأ مع ليلة القدر، الأخ أبو عمر غالب يقول الليلة هي ليلة 27 رمضان ومن المحتمل أن تكون ليلة القدر كما هو معلوم، نرجو من فضيلتكم تبيان كيفية إحياء ليلة القدر كما أحياها السلف الصالح وما هي أهم مقومات هذا الإحياء التي يجب أن يقوم بها المسلم كي يكون قد أحياها على الوجه الأكمل ويخرج بأكبر قدر ممكن من الأجر؟


يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا رسول الله وعلى آله وصحبه من واتبع هداه وبعد، فلا بد لي أن أذكر الإخوة قبل أن أجيب عن هذا السؤال بقضية إخوانهم في باكستان هذه الكارثة الكبرى التي نزلت بهذا الشعب المسلم وشردت حوالي عشرين مليونا أو أكثر ودمرت ملايين البيوت وحرمت الناس من كل ما يملكون وأصبحوا يعني في العراء تغطيهم السماء ويفترشون الأرض وليس لهم ملجأ إلا الله سبحانه وتعالى ثم معونات إخوانهم، يعني الغرب يبعث إليهم بعض المعونات ولكنه لم يعط القضية أهمية كما أعطى لكوارث أخرى، فنحن المسلمين نحاول أن نعوض التقصير بمد يد إخواننا ونحمد الله على السلامة ومن شكر نعمة الله عز وجل أن نكون وراء إخواننا و"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"، و"من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" و"من فرج عن مسلمة كربة من كربات الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة".


عثمان عثمان: بارك الله فيكم مولانا. نعود إلى السؤال من الأخ أبو عمر يطلب تبيان كيفية إحياء ليلة القدر.


يوسف القرضاوي: ليلة القدر هي ليلة من ليالي رمضان يقينا لأن الله تعالى قال {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ..}[البقرة:185] وقال {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}[القدر:1] فلا بد أن تكون ليلة القدر في رمضان، وهي محتملة أن تكون في الشهر كله ولكنها أرجى ما تكون في العشر الأواخر كما قال النبي صلى الله عليهم وسلم لأصحابه "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان" وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذه العشر ما لا يجتهد في غيرها فكان إذا دخل العشر الأواخر شد المئزر وأحيى ليله وأيقظ أهله، أحيى ليله كله، كان قبل ذلك ينام بعض الليل ويستيقظ بعض الليل، هذه العشر يحيي الليل كله ويوقظ أهله نساءه ليشاركنه الخير {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا..}[طه:132] وكلمة يحيي الليل دليل على أن الليل الذي ليس فيه طاعة لله ليل ميت، فالأزمنة فيها ما هو حي وما هو ميت والأمكنة فيها ما هو حي وما هو ميت، البيت الذي لا يذكر الله فيه بيت ميت وبيت خرب والبيت الذي يذكر فيه اسم الله بيت حي وبيت عامر والإنسان الذي يذكر الله تعالى ولا ينساه ويعمل بطاعته إنسان حي والإنسان الآخر إنسان ميت، فنحن نحيي هذه الليلة بكل أنواع الطاعات والعبادات بذكر الله تعالى وتسبيحه وتهليله وتحميده، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، بصلاة العشاء في جماعة والفجر في جماعة والحرص على صلاة التراويح أو صلاة القيام أو الجميع بينهما، في ناس بتصلي صلاة التراويح وصلاة التهجد بعد منتصف الليل، يجمع هذه الخيرات يتلو القرآن من المصحف أو إن كان يحفظ القرآن يتلوه من حفظه يساهم في الخيرات يتصدق في هذه الليلة أكثر مما يتصدق في غيرها يبر والديه يعني ولو بالتلفون، نفرض هو في مكان ووالده ووالدته في مكان آخر يتصل بهم، يصل أرحامه، يعمل.. والخيرات سبيلها كثيرة ولا تنتهي فالإنسان يأخذ من الخيرات ما استطاع، وقد وصف سيدنا عبد الله بن عباس النبي صلى الله عليه وسلم قال كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يأتي جبريل فيدارسه القرآن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أجود بالخير من ريح مرسلة". علينا أن نحسن الصيام وأن نحسن القيام وأن نزداد في الخيرات، نتسابق {..فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ..}[البقرة:148]، {..وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}[المطففين:26] ونسأل الله سبحانه وتعالى، ندعو الله بكل ما نحب من خير إلى أنفسنا وإلى أهلينا ولذرياتنا ولأحبابنا وللمسلمين عامة وللناس كافة، نسأل الله الهداية للبشرية وأن يرحمها مما يحيق بها نتيجة ما قدمت أيديها، ندعو الله أن يكشف الكرب عن أمة الإسلام ويكشف الغمة عن الأمة ويقر أعيننا بعودة القدس إلى أهله وتحرير هذه المدينة المقدسة القدس وتحرير فلسطين كلها ورفع الحصار عن غزة وتوحيد الفلسطينيين على الحق الذي هم أهله في قضية فلسطين، يدعوا ما تحاول شياطين الإنس والجن أن يفرقوهم، يلتقوا على كلمة الله وعلى الجهاد في سبيل الله، الدعاء والاستغفار مطلوب من الأمة جميعا وليس هناك أحد استغفر عن إيه؟! أنا عملت شر! أنا ملاك، يا أخي كل الناس، الأنبياء استغفروا، كل الأنبياء استغفروا الله عز وجل، سيدنا نوح قال {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ..}[نوح:28] سيدنا إبراهيم {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}[إبراهيم:41] وكل الأنبياء طلبوا المغفرة من الله والنبي صلى الله عليه وسلم هو أكثر الأنبياء استغفارا، وورد صيغ من الاستغفار ينبغي أن يحفظ الكثير منها المسلمون ليدعوا بها بمثل هذه الأوقات المباركة "ألا إن لربكم في دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها".


عثمان عثمان: مولانا مع الأيام الأخيرة من شهر الصيام وردت أسئلة كثيرة حول زكاة الفطر عن حكمها مقدارها إلى من تدفع على من تجب، فنريد إجابة شاملة حول هذا الموضوع.


يوسف القرضاوي: زكاة الفطر إحدى الزكاتين التي فرضهما الإسلام، الإسلام فرض زكاة المال وفرض زكاة الرؤوس، دي زكاة على المال لا زكاة على الأشخاص، كل من يملك قوتا يعني يملك مقدار هذه الزكاة فاضلا عن قوت يوم العيد وليلته يعطي زكاة الفطر، يعني هو يمكن يكون هو فقير نفسه ولكن هو فقير يعطي زكاة الفطر ويأخذ زكاة الفطر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "أما غنيكم فيزكيه الله تعالى وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطى" والإسلام يدرب المسلمين أن ينفقوا حتى في حالة الضراء، كما قال الله تعالى {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء..}[آل عمران:133، 134] يعني سراؤهم هم وضراؤهم وسراء الأمة وضراؤها، يعني هو يكون في حالة ضراء وحالة ضيق فينفق يتدرب على هذا، فيعود، فجمهور فقهاء المسلمين قال زكاة الفطر لا يشترط فيها ملك النصاب إلا الإمام أبي حنيفة هو الذي اشترط ملك النصاب والجمهور يقولون ليس من الضروري، تدريبا للمسلم على خلق الإعطاء فالإنسان يعطيها عن نفسه وعمن يلونه ويلي عليه يعني يعطي عن زوجته ويعطي عن أولاده الصغار ويعطي عن خدمه ويعطي عن هؤلاء الجميع يعطي مقدار صاع من طعام، في عهد الرسول كانوا يعطون من الزبيب والقمح والشعير يعني لأن هذا كان أنفع للآخذ وأيسر على المعطي أن الناس محتاجون للتمر والزبيب وهذه الأشياء فكان يعني يهمهم أن يعطوا هذا وأنه أيسر على الناس في ذلك المجتمع أن يدفع من الأطعمة اللي عنده لأنه كانت النقود يعني عزيزة جدا عند الناس، العرب ما كانش عندهم عملة فالعملة كانت نادرة ولذلك يعني هي أيسر عليه أما الآن نستطيع أن ندفع مقدار الصاع، الصاع حوالي 2,5 إلا قليلا، 2,5 كيلو بالتقريب، 2,5 يدفعها من التمر أو..


عثمان عثمان: متوسط سعرها.


يوسف القرضاوي: يعني متوسط هذه الأشياء، ما يروحش يعني يشوف أردأ رز يقول لك كده، لا يعني ولذلك أنا أرى أن تقديرها بعشرين ريال، في بعض إخواننا مقدرينها بـ 15 ريالا وأرى أنا أن الـ 15 ريالا لم تعد يعني كافية، الشيخ عبد الله بن زيد المحمود علامة قطر رحمه الله كان هو رئيس المحاكم الشرعية ومن حوالي 25 سنة قدر زكاة الفطر بـ 15 ريالا، هل معقول الـ 15 ريالا اللي من 20، 25 سنة تظل هي هي؟ الأشياء تضاعفت أسعارها وأثمانها ولذلك كان يقول على الأقل يعني يدفع العشرين، وخصوصا الموسرين لأن القرآن أشار في كفارة اليمين إشارة ممكن نستفيد منها هنا، قال {..مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ..}[المائدة:89] ومعنى هذا أن الكفارة ممكن تتفاوت من شخص لآخر فالشخص الموسر يدفع أكثر شوية يا أخي، الغلابة المساكين والناس الهنود والباكستانيين والأفغانيين اللي بيشتغلوا هنا ويا دوب اللي جاي ليه مكفيه وبيأخذ له يعني ثمانمئة ريال ولا مش عارف إيه يدفع 15 ريالا زي بعضه، إنما الموسرون يدفعوا أكثر من هذا ويدفعها لأهل الزكاة يعني كل من يستحق الزكاة المصارف المذكورة {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[التوبة:60] وأفضل من يستحقها هؤلاء المساكين لأن الرسول قال فرضها.. كما قال ابن عباس فرض الرسول صلى الله عليه وسلم يعني طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين. تحقق هدفين، الهدف الأول أن الإنسان لا يخلو من لغو، المفروض صيام الإنسان يكون لا يلغو ولا يرفث ولا يصخب، يكون جوارحه ولسانه وعينه وسمعه ويده ورجله كل هذه الأشياء تصوم عن كل ما هو محرم وما يغضب الله عز وجل، ولذلك في الحديث "ليس الصيام من الطعام والشراب ولكن من اللغو والرفث" ولكن من من الناس يعني يصوم حقيقة من اللغو والرفث؟ فهذه جاءت تطهيرا للصائم من اللغو والرفث وهدف آخر طعمة.. إسعاف للمساكين.


عثمان عثمان: من هم المساكين؟


يوسف القرضاوي: المساكين هم الفقراء، إذا ذكر الفقراء وحدهم أو المساكين وحدهم فيعني أهل الحاجة، وكل منهم يبقى الفقير أشد والمسكين أفضل حالا، على كل حال هم أهل الحاجة، أهل الحاجة ربنا أراد أن يكرمهم في هذا اليوم، الرسول قال "أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم، ما تحوجش الفقير أن يطوف ويجي يسألك، أنت اللي تسأله أنت اللي تروح له وتدي له، شوف إكرام الإسلام للفقراء وحفظ كرامتهم وماء وجههم قال أنت اذهب إليه ووصل له هذه الزكاة بنفسك، أغنهم عن السؤال، والإمام أبو حنيفة والإمام الثوري وعدد من الأئمة وعمر بن عبد العزيز وغيرهم أجازوا أن الإنسان يدفع بدل الطعام يدفع القيمة، قيمة ما تدفع له صاع من القمح أو الشعير أو التمر، ادفع شوف قد إيه قيمته وادفع له، وأنا أفضل هذا خصوصا إذا كان أنفع للفقير ولا سيما في بعض البلاد لا يجوز ولا يجدي أنك تروح تعطي للفقير قمحا أو شعيرا أو شيئا من هذا إنما بلد مثل القاهرة فيها 16 مليون أو مثل اسطنبول لا تعطي الفقير.. تروح تعطيه قمحا أو شعيرا، يعمل فيه إيه؟ ما عاد ينفعه، هو بيشتري الخبز من الفرن من المخبز فتعطيه ما يستفيد منه، حتى في بعض البلاد اللي بيدفعوا التمر، طيب الفقير كم يحتاج من التمر؟ عشرة كيلو عشرين كيلو طيب لما ثلاثة أربعة أو واحد يعطي عنه وعن أولاده بيعطيه العشرين كيلو دول طيب بعد كد بيعمل به إيه؟ يروح يبيعه للتاجر نفسه فبيأخذه منه بنصف الثمن وأحيانا يقول له ده أنا متلتل عنده وما يرضاش يأخذه منه، فأيهما أولى؟ ندفع القيمة ولذلك شيخ الإسلام ابن تيمية أجاز أن ندفع القيمة إذا كان الفقير هو اللي بيطلب هذا وكان محتاجا إلى هذه القيمة. ندفع زكاة الفطر إيمتى؟ كان النبي عليه الصلاة والسلام يعطي زكاة الفطر ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد، صلاة العيد بعد أن ترتفع الشمس مقدار رمح أو رمحين يعني حوالي ثلث ساعة ربع ساعة، وكان المجتمع بسيطا والناس يعرفون بعضهم بعضا إنما الآن لا نستطيع هذا لا يمكن ولذلك بعد ذلك الصحابة كانوا يعطونها قبل العيد بيوم أو يومين، في عهد الصحابة أنفسهم، المجتمع توسع وتعقد أكثر، بعد كده أجاز كثير من العلماء أنك تعطيها من نصف رمضان وبعضهم أجازها من أول رمضان ونحن في عصرنا يعني لا نستطيع أن نقتصر على بلادنا وخصوصا البلاد الغنية مثل بلاد الخليج ونحتاج أن ننقل هذه زكاة الفطر ننقلها إلى الباكستانيين أو لإخواننا في غزة أو في هذه البلاد وكي تنقل زكاة الفطر حتى تصل إلى الفقير في يوم العيد وتؤتي أكلها وتحقق هدفها في إشاعة المسرة بمناسبة العيد لازم تدفعها من قبل فلا داعي أيضا للتشدد، بعض الإخوان يشددون أيضا في هذا ولا داعي للتشديد "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا" ويجوز الشخص يعطي زكاته لواحد أو لأكثر من واحد ويجوز أكثر من واحد يعطوا زكاتهم لواحد أو لأسرة واحدة، حسب المصلحة وحسب الحاجة.


عثمان عثمان: مولانا يعني هناك أسئلة كثيرة جدا في موضوع زكاة الفطر وفي موضوع الزكاة وفي مجالات أخرى ومتفرقات، نتابع إن شاء الله هذه الأسئلة ولكن بعد أن نذهب إلى فاصل قصير. مشاهدينا الكرام نعود إليكم بإذن الله بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

عثمان عثمان: أهلا ومرحبا بكم مشاهدينا الكرام من جديد إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج الشريعة والحياة وهي كما تعلمون حلقة مفتوحة الحلقة الثالثة في هذا الشهر الكريم مع فضيلة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي والتي نجيب فيها على أسئلتكم واستفساراتكم. مولانا في موضوع زكاة الفطر ذكرتم تقريبا كل التفاصيل المتعلقة بها، ولكن هناك سؤالان سريعان، السؤال الأول ذكرتم 20 ريالا هي خاصة العشرين ريالا بأهل قطر، بأهل الخليج، ماذا بشأن البلدان الفقيرة يقدرون القيمة؟..


يوسف القرضاوي: كل بلد تقدر القيمة بعملتها يعني اللي في مصر يقدر بالجنيه المصري واللي في قطر يقدر بالريال القطري واللي في الكويت يقدره بالدينار الكويتي، كل بلد تقدر بعملتها وتقدر قيمة الصاع ده في المتوسط ما تجيبش أرخص حاجة، يعني متوسط فيه تمر بكذا ريال وفي تمر بأربعين ريال وبخمسين ريال وبمائتي ريال فيعني يشوف الشيء القريب.


عثمان عثمان: في موضوع الزكاة الأخ صديق يسأل هل يجوز للأم أن تخرج زكاة مالها لولدها المريض؟


يوسف القرضاوي: هو الأصل أن الأصول والفروع لا يزكي بعضها بعضا ولكن شيخ الإسلام ابن تيمية أجاز أن الإنسان يدفع لوالديه أو الأب يدفع لابنه في حالة الضيق والعسر يعني ما عندوش شيء آخر فبدل ما يدفع زكاته للآخرين يدفع لابنه يعني لأنه حتى لو دفع للآخرين حيضطر يطلب من الناس زكاتهم لابنه فبدل ما يدفع الزكاة ويرجع يطلبها من الغريب يجوز في هذه الحالة أن يدفع لابنه أو يدفع لأبيه.


عثمان عثمان: في حالة الضرورة القصوى.


يوسف القرضاوي: آه، في حالة الضرورة.


عثمان عثمان: أحد الإخوة من فرنسا يسأل عن حكم بناء المساجد بأموال الزكاة.


يوسف القرضاوي: هو الأصل أن المساجد تبنى بغير أموال الزكاة يعني لأن هذا يعتبر من مصرف "في سبيل الله" وبعض العلماء قال كل خير وكل قربى، ولكن لو كان ذلك معناها طيب لماذا قال "في سبيل الله" ولماذا قال الأشياء الأخيرة؟ كان يقول في سبيل الله ويدخل فيها الفقراء والمساكين والمؤلفة قلوبهم، معناها أن "في سبيل الله" لها معنى ففي سبيل الله كل ما تعلو به كلمة الإسلام وترتفع به راية القرآن وتنتشر به الدعوة وتعز به الأمة ولذلك بعض المجامع الفقهية ومنها مجمع رابطة العالم الإسلامي أجاز أن تدفع في سبيل الله كل ما ينشر الدعوة إلى الإسلام ويقوي الدعوة إلى الإسلام، كل الأعمال الدعوية والمراكز الدعوية والكتب الدعوية وكل ما ينفق في هذا يجوز أن ينفق في الزكاة، إنما الزكاة لا تنفق فيها إلا في حالات معينة، أنا أجيز هذا إذا كان هناك بلاد فقيرة لا تستطيع أن تبني مسجدا وهي في حاجة إلى مسجد فأصبح المسجد من حاجات الفقراء، كأننا بنصرف للفقراء بس الفقراء كما أنهم يحتاجون إلى مطاعم ومشارب وملابس ومساكن يحتاجون إلى مساجد وجوامع لأن هذا من ضمن.. وأيضا إذا كان المسجد في بعض البلاد الذي يصبح فيه المسجد مركزا للدعوة وللدفاع عن الإسلام يصبح كأنه قلعة في البلاد غير الإسلامية والبلاد الأقليات والبلاد المضطهدة يصبح المسجد هو مركز التجمع للمسلمين هو بيؤدي معنى الجهاد في هذا الوقت، فيجوز أن نعطيه من سبيل الله.

حول سورة ياسين والتكفير والفتنة المذهبية


عثمان عثمان: مولانا نأخذ بعض المشاركات من السادة المشاهدين، خضرة علي من الصومال السلام عليكم.


خضرة علي/ الصومال: وعليكم السلام ورحمة الله. أنا ولي أمري والدي وهو يدفع زكاة الفطر علي، كوني أنا موظفة يعني فيني أدفع الزكاة، زكاة الفطر من نفسي؟


عثمان عثمان: شكرا جزيلا. عبد الله هاشم من الأردن.

عبد الله هاشم/ الأردن: السلام عليكم. فضيلة الشيخ يعني أنا عندي وجهة نظر يعني حاليا في بصراحة أقدر أتكلم بصراحة في مذهبية بلبنان..


عثمان عثمان: ولكن باختصار أخ عبد الله هاشم لو سمحت.

عبد الله هاشم: آه. في لبنان ما يسمى حزب الله مضطهد المسلمين وفي تحالف مع المسيحيين على المسلمين..


عثمان عثمان (مقاطعا): أخ عبد الله هاشم إذا كان عندك استفسار فتوى من فضيلة الدكتور تفضل بها لأن الوقت لا يتسع لمواضيع طويلة وكبيرة.


عبد الله هاشم: بس أنت يا أخ عثمان لما الشيخ سلمان العودة كان معك من قال لك تصير معه مذهبية في قناة الجزيرة؟ هل في مذهبيين في قناة الجزيرة؟ نطالب قناة الجزيرة بالتخلص من المذهبيين، الأقلية المذهبية اللي في قناة الجزيرة..


عثمان عثمان (مقاطعا): أشكرك، أشكرك أخ عبد الله هاشم من الأردن. عبد الله دكوري من بريطانيا.

عبد الله دكوري/ بريطانيا: السلام عليكم ورحمة الله، عندي ثلاثة أسئلة سؤالان والثالث طلب. الأول ما حكم اجتماع عدد من الناس لقراءة سورة ياسين لما يكون عهدهم في هم وغم أو في مشكلة من مشاكل الحياة بنية أن قراءتها سبب من أسباب الرفع عنهم هذه الأمور ويحل مشاكلهم مستدلين بأن بعض العلماء قالوا ذلك؟ أفيدونا جزاكم الله.


عثمان عثمان: السؤال الثاني.

عبد الله دكوري: ما حكم من يعمل محاسبا في شركة تبيع الخمور ولحوم الخنازير علما بأنه لا يمس هو الشخص شيئا من هذه الأشياء ولا يباشرها إنما هو في المكتب يحاسب الدخل اليومي كل أسبوع في نهاية الأسبوع؟


عثمان عثمان: واضح، والطلب؟


عبد الله دكوري: نعم، الثالث هو طلب فقط لأننا جاليات إفريقية مسلمة يسرنا لو تمكنا من الاتصال مباشر إنما نحتاج في الاستفسار عن بعض الأسئلة الدينية فيسرنا ذلك..


عثمان عثمان (مقاطعا): مرحبا بك ساعة تشاء البرنامج مفتوح لكل السادة المشاهدين، بارك الله فيكم. الأخ عبد الرحمن العبد الله من الإمارات.

عبد الرحمن العبد الله/ الإمارات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحيي سماحة الوالد الشيخ العلامة يوسف القرضاوي وأسأل الله تعالى أن يمد في عمره أعواما مديدة وهو يتمتع بالصحة والعافية، وأسأل فضيلته يحفظه الله ما حكم تكفير الناس بل ما حكم تكفير الصحابة بل ما حكم تكفير أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؟ حيث قبل أيام معدودة خرج ياسر الحبيب مع مجموعة في لندن واحتفلوا بهلاك أمنا عائشة وقال ياسر الحبيب بأنها في النار..


عثمان عثمان: نعم سؤالك واضح أخ عبد الرحمن، هل هناك سؤال آخر؟

عبد الرحمن العبد الله: السؤال الثاني، ما حكم المشاركة في قناة صفا لرفع دعوى ضد من يسب الصحابة؟ وجزاكم الله خيرا.


عثمان عثمان: شكرا جزيلا يعني أسئلة كثيرة نبدأ بالأخت خضرة علي من الصومال، هي الأخت خضرة علي من الصومال هي موظفة ووالدها يدفع عنها زكاة الفطر هل يجوز أن تدفعها عن نفسها؟


يوسف القرضاوي: آه يجوز أن تدفع عن نفسها ولو دفع والدها عنها وأخبرها بذلك يكفي.


عثمان عثمان: نعم الأخ عبد الله من بريطانيا يسأل عن حكم اجتماع عدد من الناس لقراءة سورة ياسين لهدف رفع بلاء أو مصيبة وقعت بهم.


يوسف القرضاوي: إحنا تكلمنا عن هذا في الحلقة الماضية.. لا، ده في المسجد في درس التفسير، درس التفسير في سورة ياسين وقلنا إنه لم يرد حديث صحيح ولا حسن في أن اقرؤوا على موتاكم ياسين، أو ياسين لما قرئت له، أو قلب القرآن ياسين، لم يرد شيء من هذا، فياسين شأنها شأن سور القرآن يجوز أن تقرأ من القرآن ما شئت ليدفع الله عن الأمة البلاء ويجوز أن تستغفر الله وتذكر الله وتسبح الله ويجوز أن تتصدق لدفع البلاء عن الأمة، كل هذا يجوز إنما تخصيص ياسين هذا التخصيص يحتاج إلى نص من القرآن أو من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما عندنا هذا.


عثمان عثمان: يسأل سؤالا آخر عن حكم من يعمل محاسبا في محل أو شركة تبيع المحرمات.


يوسف القرضاوي: إذا كان المحرمات دي أساسية يعين هي شركة بيع الخمور والخنازير فلا يعمل بها إنما إذا كان يعمل في شركة تجارية تبيع مائة صنف ومنها تبيع الخمور أو الخنازير 1%، 2% هذا ما يضره إن شاء الله لأن للأكثر حكم الكل.


عثمان عثمان: الأخ عبد الرحمن العبد الله من الإمارات يسأل عن حكم تكفير الناس والصحابة. نحن كان لنا حلقتان عن فتنة التكفير في فترة سابقة، هل تحب أن تتحدث شيئا في هذه المناسبة.


يوسف القرضاوي: هو تحدث عن عائشة؟


عثمان عثمان: نعم. حكم التكفير بشكل عام وتكفير الصحابة والسيدة عائشة رضي الله عنهم أجمعين.


يوسف القرضاوي: لا يجوز الحديث عن الصحابة بسوء لأنهم أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ذكرت هذا في عدد من كتبي واستدللت بالقرآن الكريم بما جاء في سورة الأنفال أواخر سورة الأنفال وسورة التوبة {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ..}[التوبة:100] فما بالك بهم هم السابقون الأولون وما جاء في سورة الحشر وما جاء في سورة الفتح {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ..}[الفتح:18]، {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ..}[الفتح29] إلى آخره، فالقرآن مليء بالثناء على الصحابة والأحاديث "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، "لا تسبوا أصحابي" إلى آخره، والتاريخ يقول إن هم الذين حملوا راية الإسلام هم الذين حفظوا لنا القرآن وهم الذين نقلوا لنا السنن وهم الذين فتحوا الفتوح وهم الذين أدخلوا الأمم في الإسلام فيعني هل يكون جزاؤهم منا أن نشتمهم؟ ربنا قال بعد أن ذكر المهاجرين والأنصار {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ..}[الحشر:10] عائشة رضي الله عنها قالت أمروا أن يستغفروا لهم فسبوهم. يعني غير لائق، وعائشة هذه أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمبرأة من فوق سبع سنوات، نزلت الآيات من السموات العلا تبرئها {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم..}[النور:11] وهي ونساء النبي المقصودة الأولى بقوله تعالى {..إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}[الأحزاب:33] يعني يا نساء النبي يا نساء النبي يا نساء النبي هن المخاطبات بهذه الآية {..إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} ألحق بهم غيرهم وإنما نساء النبي الأساس في هذه الآية الكريمة، فلا يليق بأمة أنها تتكلم عن مثل هذه أم المؤمنين رضي الله عنها بشيء من السوء.


عثمان عثمان: الأخ عبد الله هاشم من الأردن والذي كان متحمسا جدا بسؤاله يسأل عن موضوع مخاطر الفتنة المذهبية بين المسلمين.


يوسف القرضاوي: الفتنة المذهبية يعني طبعا نحن ندعو إلى الإسلام العام ولا ندعو إلى التعصب للمذاهب وندعو لاحترام المذاهب كل واحد ومذهبه مع احترام القواطع الإسلامية فلا يجوز الاعتداء على هذه القواطع، الصحابة خط أحمر أمهات المؤمنين خط أحمر الكلام عن القرآن خط أحمر الكلام عن قطعيات الشريعة خط أحمر، في أشياء يعني كل واحد له مذهبه وإنما يجب أن نتفق على الأساسيات وبعد ذلك تسعنا القاعدة الذهبية التي وضعها العلامة المجدد الشيخ رشيد رضا رحمه الله حينما قال "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضها فيما اختلفنا فيه" وبعض إخواننا أضاف إليها كلمة قال "ونتحاور فيما اختلفنا فيه" لا مانع أن نتحاور في إطار الجانب العلمي والموضوعي فيما نختلف فيه.

صلاة الجمعة والعيد وصلة الرحم والقروض وتجارة الهامش


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور يعني في حال أتممنا هذا الشهر ثلاثين يوما يكون يوم العيد إن شاء الله يكون يوم الجمعة المقبلة، هنا السؤال من الأخ محمد عبد الله من القاهرة يقول "إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة فهل يجوز ترك صلاة أحدهما وأيهما أولى بالصلاة؟"


يوسف القرضاوي: كله جائز، يجوز أن تصلي الجمعة وتصلي العيد، خصوصا الأئمة عليهم أن يذهبوا إلى المساجد ويصلوا الجمعة ويجوز أن تكتفي بصلاة العيد، هذه رخصة، يعني النبي عليه الصلاة والسلام رخص في هذا وعمل بذلك بعض الخلفاء تيسيرا على الناس في يوم العيد، يوم تهاني واستقبالات وكذا وترويح عن النفس والأقارب بعضهم مع بعض فأجاز لهم هذا، هذا ديننا عظم ييسر بس في ناس لا تريد أن تقبل التيسير.


عثمان عثمان: الأخ بيازيد زياد من الجزائر يسأل عن الأقارب المعنيين شرعا بصلة الرحم.


يوسف القرضاوي: ما حدث يجهل الرحم، الأقارب الناس عارف منهم الأقارب أقرب الناس إلى الإنسان والداه وبعدين جده جداته وبعدين الإخوة والأخوات وبعدين الأعمام والعمات والأخوال والخالات وأولاد هؤلاء والإسلام يقر الأسرة الممتدة الأسرة الموسعة، في الغرب عندهم الأسرة الضيقة الأسرة الذرية الرجل وامرأته وأولاده فقط، إنما الإخوة والأخوات والأعمام والعمات مالهمش دعوة بهم، لا، الإسلام يرعى هؤلاء كأرحام {..وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ..}[النساء:1]، {.. وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ..}[الأحزاب:6] "الرحم معلقة بساق العرش تقول الله صل من وصلني واقطع من قطعني"، والرسول عليه الصلاة والسلام قال "لا يدخل الجنة قاطع" بعض العلماء فسرها بقاطع الطريق وبعضهم فسرها بقاطع الرحم، شوف قاطع الرحم مثل قاطع الطرق المجرم يعني الذي يقتل أو يصلب إلى آخره، فالرحم لها حق، والأرحام ولا أحد يعني الحقيقة يجهل من هم الأقارب.


عثمان عثمان: وخاصة في هذه الأيام المباركة في شهر رمضان وفي يوم العيد.


يوسف القرضاوي: في الأيام المباركة ينبغي أن الناس يتصالحوا بعضهم مع بعض إذا كان واحدا مقاطعا يعني خالته ولا عمته ولا ابن عمه ولا ابن خاله ولا، يروح يصالحه، جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "تعرض الأعمال على الله تعالى في كل يوم اثنين ويوم خميس فيغفر الله تعالى لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا امرؤا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول انظروا هذين حتى يصطلحوا – يعني أخروا هذين حتى يصطلحا- انظروا هذين حتى يصطلحا" ثلاثا يعني المغفرة توزع عن يمين وعن شمال إلا هؤلاء إلا امرؤا كانت بينه وبين أخيه شحناء وعداوة وخصومة لا يستحق حتى يصالح أخاه، انظروا هذين حتى يصطلحا، فما أجدر الأرحام والأقارب أن يصفوا ما بينهم وأن ينسوا الخلافات، الدنيا أهون من أن تقطع أرحام الناس بعضهم مع بعض، لا تساوي الدنيا هذا والله أنك تصافح أخاك أو ابن عمك أو ابن خالتك وتتعانقا ويصفح بعضكما عن بعض، هذا القرآن الكريم لما سيدنا أبو بكر حلف إنه ما يديش مسطح بن أثالة وكان قريبا له وكان لاك في عرض السيدة عائشة ممن شاركوا في حديث الإفك فحلف أنه ما يجي له منه الخير، فربنا أنزل {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[النور:22] فقال أبو بكر بلى أحب أن يغفر الله لي وعاد ليعطي ما كان يعطيه من قبل لمسطح رغم يعني ولوغه في هذه الجريمة النكراء ولكن المسامحة أولى والعفو أولى {..وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران:134].


عثمان عثمان: الأخت روضة من فرنسا تقول أنا طالبة في مدرسة خاصة بفرنسا وتسأل عن حكم أخذ قرض من أحد المصارف لدفع مصاريف دراستها مع عدم وجود معيل.


يوسف القرضاوي: والله إذا كانت مضطرة إلى هذا فالضرورات تبيح المحظورات، وعسى الله سبحانه وتعالى يهيئ لها من أهل الخير ربما واحد يسمعنا الآن ويرفع عنها الحرج ويعينها بما يقيم أودها فتستغني بالحلال عن الحرام، ونحن من أدعيتنا اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك.


عثمان عثمان: مولانا لم يتبق إلا أربع دقائق فقط وهناك ثلاثة اتصالات من السادة المشاهدين أرجو الاختصار بسؤال فقط ومختصر جدا. علي البحري من أميركا تفضل.


علي البحري/ أميركا: السلام عليكم، أنا وصديق كنا متشاركين مش شراكة يعني أنا كان عندي شوية فلوس فإذاً أنا وياه تعاهدنا بالكلام واشترينا اتفاق يعني الكاتو واشتغلنا فيه بس ما ظبط معانا، وأنا وإياه تزاعلنا فبالتالي هو ما دفع لي ريالا يعني ولا دفع لي ريالا واحدا، أنا اللي، يعني اقترضنا من واحد الفلوس ودفعت له، فبالتالي ما اشتغل معي العمل، بعت السيارة وأعطيت الفلوس هذا المجلس ساعدت فيه، وأبغى إن شاء الله تفتوني بهذا الأمر.


عثمان عثمان: أخ علي البحري أرجو أن ترسل إيميل بتفاصيل المسألة لنعرضها في حلقة أخرى على فضيلة الدكتور. الأخ العمير المهدي من المغرب.

العمير المهدي/ المغرب: السلام عليكم. بصير فينا نستغل أراضي بورية للوراثة، وخل هذا المحصود يمكن تمر منه زكاة الفطر أم لا؟


عثمان عثمان: فهمت السؤال مولانا؟


يوسف القرضاوي: أنا ما سمعتكش.


عثمان عثمان: تعيد السؤال لو سمحت.


العمير المهدي: نستغل أراض زراعية فيها الوراثة، ناس وارثين هل هذا يجوز منه زكاة فطر أم..


عثمان عثمان: والله أيضا أنا لم أفهم السؤال كمان أرجو أن ترسله عبر الإيميل. الأخ جمال الطواب من مصر.

جمال الطواب/ مصر: السلام عليكم. السؤال الأول بعض الدول ترى أن الحسابات الفلكية قطعية الثبوت والبعض الآخر يرى أن الرؤية البصرية ظنية..


عثمان عثمان (مقاطعا): هذا موضوع طويل، هذا موضع طويل لن نستطيع إجابة عليه الآن. أريد أسئلة بإجابة سريعة.


جمال الطواب: السؤال الثاني ما الفرق بين الآيتين الكريمتين في سورة الحج الآية 47، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {..وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ}[الحج:47] والآن الثانية في سورة المعارج الآية رقم أربعة {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}[المعارج:4] والسلام عليكم.


عثمان عثمان: شكرا أخ جمال. طعبا أسئلة هي عبارة عن عناوين لمواضيع كبيرة لن نستطيع أن نجيب عنها الآن، لدي سؤال سريع فضيلة الدكتور من الأخ بن شهاب عبد السلام من فرنسا عن حكم التجارة في بيع وشراء العملات الأجنبية عن طريق البورصة أو ما يسمى بتجارة الهامش، في أقل من دقيقة.


يوسف القرضاوي: إيش الثانية؟


عثمان عثمان: يعني شراء وبيع العملات الأجنبية عن طريق البورصة أو ما يسمى بتجارة الهامش.


يوسف القرضاوي: هو إحنا عندنا يعني مبدأ عام في بيع العملات بعضه مع بعض أنه لا بد ذلك أن يكون يدا بيد بسعر يومها والتقابض، لا يجوز التأجيل أو كأن يدع مجالا إلى الربا ولازم يكون في تقابض والتقابض العرفي يعني لو شيك مقبول الدفع يدفع له، ولو كان شيك حيطلع من البنك عندنا هنا مثلا أيام السبت والأحد تكون عطلة في البلاد الأجنبية فلازم يحسب هذا الحساب، لو حتطلع لنا يوم الخميس يبقى في الجمعة والسبت والأحد فيعني يحسب هذا فهذا يعتبر تقابضا عرفيا بحكم الضرورة.


عثمان عثمان: في ختام هذه الحلقة أشكركم مولانا فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على هذه الإفاضة الطيبة، كما أشركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة لكم تحيات معد البرنامج معتز الخطيب والمخرج منصور الطلافيح وهذا عثمان عثمان يترككم بأمان الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.