
فقه الجهاد ومآلاته
– أهمية الجهاد ودوره في مواجهة مشكلات الأمة
– مفهوم الجهاد وضوابطه وشرعية مقاومة الأنظمة
– معنى السلفية الجهادية وعلاقتها بالحركات الإسلامية
– الموقف من الغرب وإشكاليات الجماعات الجهادية
![]() |
![]() |
عثمان عثمان: السلام عليكم مشاهدينا الكرام وأهلا ومرحبا بكم على الهواء مباشرة في حلقة جديدة من برنامج الشريعة والحياة. الجهاد مصطلح بات يثير الكثير من الإشكالات والإلتباسات بحجم انتشار الجماعات المسلحة التي ترفعه شعارا لها في أنحاء خارطة العالم الإسلامي بل والعالم أجمع، فهل أضحى الجهاد اليوم حلا لأزمات المسلمين من وجهة نظر هؤلاء؟ وما حقيقة ما يسمى بالسلفية الجهادية؟ وكيف تحدد تلك السلفية علاقتها بالأنظمة المحلية وبالغرب وبالحركات الإسلامية الأخرى؟ فقه الجهاد ومآلاته موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة الشيخ حامد العلي الأمين العام الأسبق للحركة السلفية في الكويت، فضيلة الدكتور مرحبا بكم.
حامد العلي: حياكم الله.
عثمان عثمان: دعنا قبل أن ندخل في محاور الحلقة أن نشاهد التقرير التالي.
[تقرير مسجل]
عامر الكبيسي: يجاهدون عدوا، يقاومون محتلا أو هم متمردون وثمة قائل إرهابيون؟ وهكذا تزداد رقعة حاملي السلاح من الإسلاميين في هذه الأرض حيثما وجدت جيوش أجنبية في ديار الإسلام. في فلسطين تتنوع الفصائل وتقف حركة المقاومة الإسلامية حماس على رأس تلك الفصائل عددا وعدة، وجربت حماس المقاومة دهرا ثم المقاومة والحكم معا يوم قررت الدخول ضمن لعبة الديمقراطية في الانتخابات لكن مشروعها لا يزال أعقد من رقعة جغرافية بمساحة مدينة غزة فتأسيسها يعلن أن تراب فلسطين كل فلسطين يجب أن يعود بلا إسرائيل. وفي العراق ومنذ دخل المحتل عام 2003 سرت منهجية مقاومة وجهادية في بعض جسد وادي الرافدين ضربت بقوة محتلي البلد في البداية فازدادت خسائر المحتل، ثم تنوعت الرايات بين تنظيم القاعدة ذي التوجه العالمي وبين الفصائل المحلية ذات التوجه الإسلامي العراقي، وما أن بدأ المحتل يزرع بين هذه وتلك حقولا من الفتن حتى اصطرع القوم وسالت بينهم الدماء ففرح المحتل وبات المشروع المقاوم في العراق في تراجع لأسباب الخلافات بين المسلحين أنفسهم بغض النظر عن السبب والمتسبب. في الصومال يعاد رسم الخارطة التي وجدت في العراق لكن الأدوات تختلف، المحاكم الإسلامية تقف جنبا إلى جنب مع المسلحين الآخرين يوحدهم الهدف وتستمر عمليات المقاومة أو الجهاد ضد فئات أخرى تحتمي بقوات من خارج البلد حتى قويت شوكة المحاكم كما لم تقو من قبل ولاحت في الأفق بادرة لرئيس المحاكم حينها شيخ شريف شيخ أحمد ليكون على رأس السلطة في الصومال رئيسا، لكن ثمة قوات أجنبية لم تزل في البلد، تنظيم الشباب المجاهدين ومسلحو الحزب الإسلامي لا يقبلون فكان أن استدارت البندقية من عدو موحد إلى إسلاميين بعضهم في بعض ولم يشفع حتى رمضان في وقف ما بينهم ولكل رؤيته وتصوراته التي تنطلق من المفهوم الإسلامي. وبعيدا عن الوطن العربي ثمة إيقاعات جهادية أخرى، في أفغانستان مثلا ومنذ أحداث سبتمبر أضحت أميركا في الواجهة، طالبان وتنظيم القاعدة يقاتلان الأميركيين ويرفضان المشاركة في العملية السياسية بل ويهددان من يشارك في التصويت والانتخابات كعادة القاعدة في تكفيرها لرواد العملية السياسية أو رواد المقاومة السياسية بعيدا عن السلاح وإن كانوا من الإسلاميين. وبينما تزداد الجماعات المسلحة ويخرج من رحم كل جماعة جماعات أخر يرصد المتابع غياب مشروع موحد يتمكن من جمع كل تلك الجماعات فمعظمهم يوحدهم هدف واحد، إخراج الجيوش الأجنبية من دار الإسلام ثم إقامة حكم إسلامي رشيد بغض النظر عن الأدوات وطريقة الوصول إلى ذلك الهدف.
[نهاية التقرير المسجل]
أهمية الجهاد ودوره في مواجهة مشكلات الأمة
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور مرحبا بكم من جديد. أزمات عدة وعلى أكثر من صعيد احتلالا وحصارا وغيره تعانيه الأمة، هل الجهاد هو الحل الأمثل لمعالجة هذه المشكلات اليوم؟
حامد العلي: قبل أن نبدأ طبعا نحمد الله سبحانه وتعالى ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله، كما نحيي أمتنا العظيمة التي لا زالت تجاهد وتدفع عن أرضها الاحتلال وتدافع عن كرامتها بكل عزة وتناضل منذ قرن من الزمان إلى يومنا هذا وهذه التحية العامة لأمتنا أيضا نخص تحية أخرى لكل المجاهدين في سبيل الله من الفلبين إلى فلسطين مرورا بأفغانستان والمقاومة العراقية الباسلة وجميع المجاهدين سواء بالرصاصة أو بالكلمة أو حتى بالحذاء فكل هؤلاء في دائرة الجهاد أو دائرة المقاومة لا يستحقون منا سوى التحية والإجلال والتقدير والدعم، وفي المقابل الدائرة الأخرى التي يعني هي دائرة الانهزام والاستسلام والقبول بالمشروع الهيمني الغربي الذي لا يريد خيرا بأمتنا لا يستحقون منا التحية طبعا ولا يستحقون منا سوى أن نبين خطورته على أمتنا وعلى حاضرها وعلى مستقبلها. والحقيقة أنها يعني المدخل لموضوع الجهاد في سبيل الله، يعني التقرير الذي سمعناه أنا أختلف منه جملة وتفصيلا -كمدخل- إلا يعني بعض العبارات، المدخل الذي يجب أن نقرأ به الجهاد على أمتنا ينبغي أن يكون من خلال أول شيء النظر إلى هذا الهجوم الكاسح من الغرب على الإسلام، هذا الهجوم لم يتوقف منذ قرن من الزمان بل قبل ذلك منذ التخطيط لإسقاط الخلافة الإسلامية، والحقيقة لعلك تدهش أو يدهش السامعون أن من أحسن الكتب التي ألفت في الجهاد وفيها فهم راقي وكذلك فيها وعي للمخطط الذي يراد للأمة هو كتاب أبو الأعلى المودودي رحمه الله، العلامة أبو الأعلى المودودي بعنوان "الجهاد في سبيل الله" وقد ألف سنة 1928 ميلادي.
عثمان عثمان: ما مضمون الكتاب؟
حامد العلي: مضمون الكتاب هو عرض الجهاد في الإسلام من خلال تعرض الأمة للاستعمار في ذلك الوقت ولا شك أن ذلك الوقت كانت الأمة كلها تجاهد الاستعمار..
عثمان عثمان (مقاطعا): ولكن فضيلة الشيخ يعني هذه الحركات الجهادية التي رأيناها في التقرير إنما انطلقت في كثير منها من خلفية أن هناك احتلالا يجب أن يجابه وأن يقاوم.
حامد العلي: أولا هذا ليس جديد، يعني هذا الجهاد الآن هو امتداد لجهاد الأمة يعني نحن من الخطأ أن نلاحظ الأخطاء ليست الثانوية ولكنها التي بعد الثانوية في مسيرة جهاد أمتنا، جهاد أمتنا جهاد مشرف يستحق التقدير، هذ الخلافات التي تحدث هي ثانوية وهي في الحقيقة يعني لا تعكر على شرف هذا الجهاد وأهدافه النبيلة والعظيمة وأنه الحمد لله هو الوحيد الذي الآن يحفظ كرامة الأمة سواء الجهاد المسلح أو جهاد الكلمة، هو امتداد لذلك الجهاد، أقصد أن هذا هو المدخل، الإسلام يتعرض لهجوم كاسح وهذا الهجوم ليس فقط عسكريا، هجوم فكري هجوم ثقافي هجوم يستهدف الحضارة الإسلامية بكل مكوناتها. ثانيا أيضا نحن يعني الجهاد يأتي في سياق تهديد بالغ للمسجد الأقصى، المسجد الأقصى الآن يحفر تحته الأنفاق ليهدم والقدس تتعرض لتهويد منظم، يعني أول أمس 14 ألف مستوطن جديد سوف ينقل إلى القدس، القدس كمدينة تعتبر مقدسة عند المسلمين وتعتبر من.. بل هي القضية المركزية في الإسلام يعني كل..
عثمان عثمان (مقاطعا): إذاً أنتم ترون فضيلة الشيخ أن الجهاد اليوم أصبح ضرورة حتمية لمعالجة ومواجهة المشكلات؟
حامد العلي: هذه النقطة الثانية، تعال ندخل على الجهاد من هذا المدخل الصحيح، إذا كانت القدس تتعرض، إذا كان المسجد الأقصى يحفر تحته ليهدم، أي عنوان نضع سوى الجهاد؟ أي أمة تتعرض أقدس مقدساتها لمثل هذا ولا تفزع إلى الدفاع عن نفسها؟ بل حتى الحيوانات إذا جاءها أجنبي يريد أن يأخذ منها شيئا بالفطرة هذا تحرك فطري ترى في الحضارات، تحرك فطري في الحضارات أن تتحرك ضد الأجنبي إذا شعرت أن هويتها مستهدفة، كذلك مدخل المؤامرات التي يعني تستهدف تقسيم الأمة، تقسيم الآن السودان تقسيم اليمن تقسيم باكستان، الحديث عن تقسيم العراق إلى آخره، كذلك أعظم من هذا كله عندنا بلاد إسلامية محتلة، أفغانستان محتلة، العراق محتلة، فلسطين محتلة، الجولان محتلة، يعني عندنا أربع دول محتلة وهل هناك حل للاحتلال سوى الجهاد في سبيل الله؟ كذلك يا أخي عندنا مؤامرات التنصير، مؤامرات التنصير التي جاءت مع الاحتلال، رأينا في قناة الجزيرة كيف أن بالبذة العسكرية الاحتلال في أفغانستان يعطي دروسا في التنصير للضباط والأفراد ببذتهم العسكرية وهم عليهم أسلحتهم يقول نحن ما جئنا هنا فقط لأفغانستان لنقاتل وإنما لننقذ هؤلاء المسلمين وننصرهم وإلى آخره. في هذه القراءة يعني هذا الفرش يعني إحنا فردنا الخريطة، أي أمة نفرد خريطتها بهذه الطريقة سيقول لك العاقل هذه الأمة إن لم تجاهد فهي أمة ميتة، ولهذا نقول كون أمتنا تجاهد معناه أننا الحمد لله على الطريق الصحيح، نحن ليس عندنا خيار في الجهاد أصلا ما في خيارات أخرى، هذا اتجاه جبري يعني في فلسطين هل هناك خيارات أخرى؟ خيار السلام، الآن كل يعرف أن خيار السلام هو عبارة عن لعب صهيوني وضحك على الذقون وعبارة يعني عن خداع في خداع يعني أوسلو واحد، أوسلو اثنان، أوسلو ثلاثة ولسنا إلا في تراجع، فالاتجاه الجبري الذي اقتنع فيه الشعب الفلسطيني لاحظ أننا..
عثمان عثمان (مقاطعا): هو الجهاد.
حامد العلي: هو الجهاد، لا يوجد حل آخر، الجميع يعلم أنه ليس أمام أمتنا إلا أن تجاهد في سبيل الله. ثانيا في نقطة مهمة جدا في موضوع الجهاد، عدونا يطبق مفاهيم الجهاد يعني للأسف نقول هذا الكلام كما في القرآن يعني تعال نفرش العقيدة الصهيونية في الجيش الصهيوني، لعل المشاهدين يعني أي واحد الآن يفتح يعني في محركات البحث في الإنترنت..
عثمان عثمان (مقاطعا): ولكن باختصار شديد فضيلة الشيخ.
حامد العلي: يكتب "يد شوف هاها سدير" هذه الكلمة يطلع له أنها المدرسة الدينية التي تخرج منها 50% من ضباط الكيان الصهيوني جمعوا بين التعليم التلمودي التوراتي وبين تعلم السلاح، الكيان الصهيوني أصلا أصلا الأولاد في العيد ما يودونهم حق الألعاب مثلا يودونهم حق معارض السلاح يركب على الدبابة ويشوف كيف أجداده طبقوا كلمة بن غوريون "بالحديد والنار سقطت إسرائيل بالحديد والنار ستعود إسرائيل" غالب رؤساء الوزراء الصهاينة هم يعني شراب الدم، هم الإرهابيون الكبار هم الذين قادوا المعارك، التربية العسكرية الحربية المتعطشة للدماء بل الفتاوى، كبار المفتين الحاخامات يفتون بأن العرب يجب أن يبادوا وأنهم مثل الثعابين ومثل الكلاب وأن نساءهم وحتى يعني انتشر في الكيان الصهيوني قمصان مكتوب عليها اقتل الحامل الفلسطينية لأنها لن تلد إلا ثعبان.
عثمان عثمان: الشاهد.
حامد العلي: أيضا، الشاهد أنه إذا كان عدونا يتربى على هذه العقيدة لكي يغزونا ويغتصبنا أليس نحن الأولى أن نعيد بناء هذه الأمة على مفهوم الجهاد ونحن ندافع عن اغتصاب أرضنا؟ المحتلون في العراق وفي أفغانستان يرجعون إلى بلادهم يستقبلونهم استقبال الأبطال وأنهم يؤدون رسالة نبيلة ونحن نهاجم الجهاد في سبيل الله ونهاجم المجاهدين ونشوه صورتهم ونضع المجاهدين في صورة أنهم ما هم إلا ناس مختلفين وناس يتناحرون وناس يتقاتلون، هذا خطأ غير مقبول أبدا.
مفهوم الجهاد وضوابطه وشرعية مقاومة الأنظمة
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ يعني حتى لا يضيع منا الوقت ونحاول أن نمر على مجمل المحاور التي بين أيدينا، هناك الآن من يستخدم مصطلح الجهاد دون الالتزام بضوابط هذا الجهاد تحت لافتات كثيرة، تحت هذه اللافتات تنفذ ربما أغراض كثيرة، لو أردنا أن نحدد مفهوم الجهاد وضوابط الجهاد كما جاء به شرع الله عز وجل.
حامد العلي: أولا يعني أول قضية مهمة في الجهاد في سبيل الله في الإسلام أنه باق إلى يوم القيامة، يعني نحن نبشر الذين يريدون أن يقضوا جهاد أمتنا من أعدائنا ترى هذا مو جهاد اللي يشوفونه الحين هذا هو عبارة عن مقدمات فقط مناوشات، يعني جهاد الأمة الحقيقي لم يأتهم بعد وسيأتيهم بإذن الله تعالى، الجهاد ماض إلى يوم القيامة بخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أولا النبي عليه الصلاة والسلام أخبر "لا تزال طائفة من أمتي -يعني هي تقود جهاد الأمة- تقاتل في سبيل الله حتى يقاتل آخرهم الدجال" وكذلك هذه طبيعة الحضارات أي حضارة يعني نواتها الأولى تحمل في طياتها طبيعتها، التكوين، التكوين الأول لهذا الدين وتكوين هذه الحضارة الإسلامية ارتبط بالجهاد ودخل في نواته. يعني في خطأ شائع أن الجهاد نزل في العهد المدني، ليس بصحيح، الجهاد نزل وأخذه الرسول صلى الله عليه وسلم وأعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم مع الرسالة كما في الحديث الذي في صحيح مسلم الحديث القدسي، قال النبي عليه الصلاة والسلام "وإن الله أمرني أن أحرق قريش إني أصدع بالحق، قال إذاً يا رب يثلغوا رأسي فيدعوه خبزا، قال أغزهم نُغزِك وأنفق فسينفق عليك وأخرجهم كما استخرجوك وابعث جيشا نبعث خمسا مثله وقاتل بمن أطاعك من عصاك" فالحضارة الإسلامية الجهاد للدفاع عن هذه الحضارة، ولضمان تفوقها أيضا الذي يسمى جهاد الطلب، والنوع الثالث من الجهاد حفظها من التمزق اللي هو جهاد الخوارج وجهاد البغاة مندمج في كيان حضارتنا وفي نواتها الأولى وبالتالي سيبقى إلى آخر الزمان ولن يستطيع أحد أن يوقفه، يعني هذا انتشار الجهاد الآن في الإسلام دليل على أنه خلص خرج عن السيطرة ولا يمكن التآمر عليه ولا قطعه وسيزداد وسيزداد، يعني نحن قبل عشرين سنة ما كنا نعرف العمليات الاستشهادية وواحد من أكابر المفتين في العالم الإسلامي الشيخ القرضاوي الله يحفظه أفتى بالعمليات الاستشهادية في فلسطين عندما يعني قادة مدرسة الشيخ أحمد ياسين الله يرحمه والآن هو ممنوع من الدخول إلى بريطانيا بسبب هذه الفتوى وقبل أربعين سنة ما كان عندنا مثل هذا يعني فإذاً الجهاد هو بذاته سيستمر، الشاهد، الجهاد أيضا هناك نقطة مهمة جدا تتعلق به وهو أن هناك نوعين من الجهاد، صحيح، أو يطلق الجهاد الآن على شيئين أو على نوعين أو على قسمين، جهاد مرشّد وجهاد ذكي وجهاد يعني يسير بخطى هادفة ومنهج سليم، وهناك نوع آخر من العمل الذي ينسب إلى الجهاد وهو ليس في الحقيقة منه وهو في دائرة الخطأ ليس في دائرة الصواب وهو مضر بالجهاد ولا يفيده، الجهاد الذكي الذي في الحقيقة هو امتداد لجهاد أمتنا يعني ليس جديدا حتى في العصر الحديث، الجهاد في الفلبين من خمسين سنة والجهاد في فلسطين من عز الدين القسام يعني أوائل القرن الماضي، الجهاد في الجزائر الجهاد في ليبيا عمر المختار يعني أبطال أمتنا الذين رفعوا راية الجهاد إلى الجهاد الأفغاني الشيخ عبد الله عزام، الجهاد في البوسنة والجهاد في الشيشان كان كله يسير وفق هذه النظرة يعني تجمع بهم ثلاثة أشياء أولا الكفاءة العالية في إدارة الصراع يعني أي حركة جهادية لا تجمع بين هذه الثلاثة أشياء سيكون عملها مضرا أكثر من نفعها..
عثمان عثمان (مقاطعا): الكفاءة العالية في إدارة الصراع.
حامد العلي: الكفاءة العالية في إدارة الصراع فيها ثلاثة أشياء مهمة جدا، الكفاءة السياسية إلى جانب الكفاءة القتالية والكفاءة الإعلامية لأن النبي صلى الله عليه وسلم لاحظ في سيرته عليه الصلاة والسلام عندما كان يجاهد كان يمرحل جهاده وكان يضع أهداف سياسية في كل مرحلة وكان يجعل القتال وسيلة لتحقيق هذا السقف الممكن في هذه المرحلة، مثال على هذا من سيرته عليه الصلاة والسلام في سنة ست للهجرة عندما ذهب إلى مكة وضع هدف أنه يذهب للعمرة وقال إن صدونا.. أول شيء قال إن صدونا نقاتلهم، ولكن كان الهدف السياسي أن تسمع العرب أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب مكة واعتمر رغما عن قريش فيعطيه هذا بعدا سياسيا يعني مفيدا جدا لدعوته، فلما صدوه عليه الصلاة والسلام قال "لا يعطونني خطة رشد يعظمون فيها حرمات الله إلا وافقتهم عليها" وحينئذ النبي صلى الله عليه وسلم قبل بشروط صلح الحديبية الذي اعتبره بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مجحفا لكن الله سبحانه وتعالى أوحى إليه أنه الفتح، الفتح مع أنه لاحظ هنا النبي عليه الصلاة والسلام كان معه أشجع الناس وكان يقاتل معه ملائكة السماء وكانت مكة حولها ثلاثمائة صنم -الكعبة- وكان يحكمها الكفار ولكن وضع هدفا سياسيا ممكن تحقيقه في تلك الفترة واستعمل القتال لتحقيق هذا الهدف ثم لما عقدت شروط الصلح لم يتنازل عليه الصلاة والسلام عن أي شيء من ثوابته لكن أعطى بعض المرونة لما قال لا تكتب محمد رسول الله، قال اكتب محمد بن عبد الله، قال بسم الله الرحمن الرحيم قال لا تكتب الرحمن ما نعرفها قال باسمك اللهم..
عثمان عثمان (مقاطعا): إذاً لا بد من الحكمة في التعاطي مع مثل هذه القضايا.
حامد العلي: باسمك اللهم، فالنبي عليه الصلاة والسلام أقر أن تبقى مكة تحت سلطة الكفار وفيها الكعبة وحولها ثلاثمائة صنم يقام فيها الشرك عشر سنوات في هدنة يحقق بها أهدافا سياسية أخرى، الشاهد أن إدارة الصراع بكفاءة سياسية ينبغي أن تكون في عقيدة جهاد الأمة التي كانت عبر التاريخ. اثنين الكفاءة الإعلامية، الكفاءة الإعلامية مهمة جدا..
عثمان عثمان (مقاطعا): الكفاءة الإعلامية، الأمر الثالث فضيلة الشيخ.
حامد العلي: اللي هي الكفاءة العسكرية.
عثمان عثمان: الكفاءة العسكرية. فضيلة الشيخ يعني هنالك الآن من يرى وجوب الجهاد لدحر الاحتلال هناك من يرى وجوب الجهاد في مقاومة الأنظمة التي لا تحكم بالإسلام، هل يختلف الحكم بين واقع الاحتلال ومشاكل الأنظمة القائمة؟ هل هناك من فرق؟
حامد العلي: النقطة السابقة بس باختصار في نقطتين مهمتين، أنا أتكلم عن الجهاد المرشد الجهاد الرشيد الجهاد الذكي، يعني الكفاءة العالية، اثنين أنه يجب أن يضع ويتفاهم ويمد جسورا بينه وبين حركات الجهاد والمقاومة الأخرى في العالم الإسلامي وأن يتحرك نحو أهدافها بإستراتيجة تصب في النهاية لانتصار الأمة، أن يخلق صراع داخلها هذا الذي يريده العدو، الجهاد المرشد هو الذي يحسن بناء هذه الجسور والتفاهم مع جميع حركات المقاومة. النقطة الثالثة أنه يحافظ على مستوى القبول الشعبي الذي يحمي الجهاد، النبي عليه الصلاة والسلام كان حريصا جدا على سمعة جهاده وعلى سمعة دولته وعلى سمعة رسالته وعلى سمعة بعثته، كان لا يقتل من يستحق القتل حتى أن رجلا شتم الرسول صلى الله عليه وسلم قال اعدل فإنك لم تعدل فالنبي عليه الصلاة والسلام أمر بكف السيف عنه حتى لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه، وترك المنافقين في المدينة ولم يمسهم حتى تتسامع العرب أن محمدا صلى الله عليه وسلم في المدينة يقتل من يتبع دينه، فالشاهد هذه الأمور الثلاثة مهمة. ننتقل الآن إلى سؤالك، لما كان الجهاد الإسلامي تقوده عمالقة الفكر الإسلامي عملاقة الفكر الذين قاوموا هذه الهجمة على الإسلام من سقوط الخلافة إلى اليوم من جميع المدارس، مدرسة الإخوان المسلمين مدرسة السلفيين مدرسة التحريريين مدرسة التبليغيين، جميع أيضا الذين لا ينتمون إلى هذه الحركات أو الجماعات يعني كان الفكر يسير نحو خطة واحدة، التفريق بين منهج مقاومة الاحتلال ومنهج معالجة أزمة أنظمة الحكم في بلادنا الإسلامية، الأول جعلوا له عنوان "الجهاد" لأنه مشروع ناجح يعني يستجمع عوامل النجاح ومنها القبول الشعبي ومنه أنه يعني أصل مركوس بالفطرة، والعنوان للأزمة الثانية لأن أزمة أنظمة الحكم يجب أن نعترف بها في أزمة خانقة جدا وتزداد سوءا يعني أنظمة الحكم النظام العربي الرسمي عندنا يعني لم يعد مرضيا عليه حتى من عمال الزبالة أجلك الله، يعني الجميع ساخط الجميع يشعر بأنه لا كرامة لأمتنا أن كرامتها أصبحت في الوحل وبالتالي نحن أمام أزمة خانقة في الحقيقة، النظام العربي الرسمي أولا يعمل ضد أهداف الأمة بكل صراحة ووضوح يعمل ضد أهداف الأمة ورسالتها الحضارية، اثنين أهدر حقوق الأمة أهدر حقوق الأمة وأصبحت شعوبنا بين جائع بين فقير بين مشرد بين يعني من يسخط ويلعن ليل نهار في هذه الأنظمة وبين من تقوده الهراوات، بين من هاجسه الهاجس الأمني حتى حولت كثيرا منها إلى أجهزة استخبارات تظهر في صورة دولة..
عثمان عثمان (مقاطعا): فضيلة الشيخ يعني الموقف من هذه الأنظمة ومن هذه الدول أسمعه إن شاء الله منكم بعد أن نأخذ فاصلا قصيرا. فاصل قصير مشاهدينا الكرام ثم نعود وإياكم إلى متابعة هذه الحلقة فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
عثمان عثمان: أهلا وسهلا بكم مشاهدينا الكرام إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة الشيخ حامد العلي الأمين العام الأسبق للحركة السلفية في الكويت. فضيلة الشيخ كنتم تتحدثون عن الأنظمة القائمة والحكام الحاليون.
حامد العلي: يعني كما ذكرت أن النظام العربي لا شك أنه يمثل أعظم أزمة أمام نهضة الأمة وأخطر ما فيه أنه أصبحت إرادة الأمة مسلوبة ومرهونة بيد الأجنبي.
عثمان عثمان: كيف يتم التعامل مع هذه الواقعة؟
حامد العلي: التعامل معها تحت -كما ذكرت قبل قليل- يعني المدارس الإسلامية الحركية وعمالقة الفكر فيها منذ أن بدأت هذه المشكلة وضعوا عنوان الأزمة الأولى أزمة الجهاد في سبيل الله وعنوان الأزمة هذه "رسالة الإصلاح" لأن استعمال هنا العنف أو الخلط بين المنهجين يعني جر العنوان الأول للثاني سوف يخرب على الأمرين يعني يخرب على الأمرين وحينئذ رسالة الإصلاح والبعد عن استعمال العنف والمواجهة المسلحة هي التي سوف تحقق بإذن الله تعالى التغيير وإرجاع الأمة إلى طريق نهضتها ويعني إزالة هذا الواقع وهذه الأزمة بحيث يعني تعود الأمة إلى نظام واحد يحكمها هو نظام الخلافة الإسلامية وإلى وحدتها وتدافع عن أهدافها وتحقق تفوقها الحضاري، أما لو استعمل العنف فإن في الحقيقة في وجهة نظري أنا أنه سيقوض نهضة الأمة وسوف يؤدي إلى فساد عظيم وسيقدم لهذه الأنظمة ما يبحثون عنه.
معنى السلفية الجهادية وعلاقتها بالحركات الإسلامية
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ في بداية الحلقة وفي رسائل لكم سابقة وجهتم تحية إلى كل المقاومين على خارطة العالم الإسلامي، هل كل مقاوم على خارطة العالم الإسلامي الآن يعتبر مجاهدا ومقاوما؟
حامد العلي: طبعا نحن لما نوجه تحية للمقاومة نحن لا نعد الأفراد بأسمائهم يعني ما عندنا إحصائية، يمكن هذه الإحصائية عند الأميركيين لأنهم يعني أكثر الناس وضعوا أسماء حتى وصل العدد إلى مليون يعني مليون مسلم اعتبروهم إرهابيين، المهم نحن نتكلم عن المقاومة، نتكلم عن الفكرة، نتكلم عن هذه النهضة التي تقاوم الهيمنة التي ترفض الهيمنة التي تعيد لهذه الأمة إرادتها السياسية إرادتها التشريعية أن تحكم بشريعتها إرادتها في الحفاظ على ثروتها إرادتها في أن تنافس الأمم حتى تحقق التفوق الحضاري أن تعاد هذه.. نمدح ونحيي المقاوم الذي يحقق هذه الأهداف، فنحن نحيي المقاومة نحيي هذا الفكر نحيي هذه الدائرة ولهم منا الحقيقة أعظم تحية وإجلال وتقدير، لولاهم لأصبحت الآن الديار الإسلامية قاعا صفصفا لعاثوا فيها فسادا، المخطط الذي كان عند المحافظين الجدد عندما جاؤوا بمخططهم الله سبحانه وتعالى أخزاهم على عتبة العراق العظيم وبالمقاومة العراقية الباسلة، المخطط الذي كان هو تحويل البلاد الإسلامية هذه كلها إلى مرتع للثقافة الغربية لا يقرأ فيها قرآن ولا يركع فيها ولا يصلى ولا دين فيها حتى..
عثمان عثمان (مقاطعا): ولكن المقاومة وقفت في وجه هذا المشروع.
حامد العلي: وقفت فحطمت هذا المشروع اللي هو اسمه مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي كانوا يحلمون فيه إلى درجة أنهم قالوا ألف سنة سيكون، ألف سنة، طبعا هذه في عقيدتهم الدينية، وإلا فمائة سنة هذا القرن هو قرن التفوق الأميركي.
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ يعني عندما نتحدث عن الجهاد نتحدث عن المقاومة يقفز إلى الواجهة مصطلح السلفية الجهادية تعبير أصبح شائعا بقوة، ما المراد بالسلفية الجهادية؟
حامد العلي: أولا هي إذا رأينا إلى معنى هذا الاصطلاح كل مسلم لا بد أن يكون سلفيا جهاديا لأن كل مسلم يجب أن يكون يرجع إلى السلف الصالح في الاهتداء بأي شيء ومنه الجهاد وكل مسلم يحب الجهاد لأن الله سبحانه وتعالى ذكر الجهاد في القرآن في آيات كثيرة بل عظم شأنه حتى قال سبحانه وتعالى {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ..}[التوبة:19] فجعل الجهاد في سبيل الله أعظم من سقاية الحجيج الصدقة في مكة والصلاة فيها، فإذاً كل مسلم سلفي جهادي لكن طبعا هناك إطلاق تطلقه مراكز الدراسات والإعلام على حركات مقاتلة أو مجموعات مجاهدة أو مقاتلة يسمونها السلفية الجهادية لماذا؟ لأن خلفيتها هي من المدرسة السلفية وحملت الجهاد لمقاومة الاحتلال فسميت السلفية الجهادية. على كل حال هذه الجماعات ليست معصومة، ليس عندنا في الإسلام طائفة نعطيها لقبا ونقول كل ما تفعله صواب وكل ما يفعله غيرها خطأ، هذا ليس في الإسلام، تصرفات الجماعات والطوائف والمذاهب كلها خاضعة لنصوص الوحي منطوقة ومفهومة ومعقول الذي هو القياس، فما كان صوابا يشهد له بالصواب وما كان خطأ يشهد له بالخطأ مهما كان هؤلاء أبطالا أو رموزا أو كبارا أو صغارا لا بد أن يحكم لأفعالهم، هذا أخطأتم فيه وهذا أصبتم فيه ولكن في النهاية هو كله جهاد الأمة جهاد أمتنا يعني، يعني نحن لو نظرنا إلى الغرب وما فيه من بلايا من الجماعات الإرهابية يا أخي هذه اللي يسمونها بلاك ووتر، بلاك ووتر..
عثمان عثمان (مقاطعا): إذاً يعني السلفية هي الملتزمة بنهج النبي عليه الصلاة والسلام والسلف الصالح؟
حامد العلي: يعني هكذا معناها العام لكن لا نستطيع أن نقول هذه الجماعات التي تسمي نفسها السلفية الجهادية المنتشرة التي تجاهد وتقاتل أنها يعني طبقت كل ما ورد في الكتاب والسنة وما عند السلف الصالح.
عثمان عثمان: كيف فضيلة الشيخ ترسمون حدود العلاقة بين السلفية الجهادية والسلفيات الأخرى؟
حامد العلي: هي السلفية الجهادية لا تختلف عن السلفيات الأخرى سوى أنها مارست القتال لأن الظروف دفعتها إلى ممارسة القتال ولأنها مرت بتجربة جعلت القتال في سبيل الله إما واجبا عليها أو فرضا يعني فرض عين أو فرض كفاية، ويبقى في أثناء الممارسة كل طائفة تمارس أي فكرة أو عقيدة لا بد أن تخطئ إما في فهمها أو في عملها كما ذكرت نحن بلاك ووتر هذه جرائمها يعني جرائمها المخزية لا أحد يذكرها، وسائل الإعلام بس تركز على أخطاء المجاهدين المسلمين وتعتبرها كأنها الخطايا التي لا تغتفر، يخطئون، في النهاية هم شباب ورجال هدفهم إعزاز الأمة وإعلاء كلمتها وحفظ كرامتها وفي النهاية هم لا يريدون إلا الخير فيقعون في أخطاء، طبعا لا شك نحن واجبنا ألا نشهد للخطأ بأنه صواب يعني ما يمكن أنه واحد يعني يجري كالعربة الطائشة ويفعل كل شيء ويقول هذا جهاد ونحن بس ما عندنا إلا نشهد له بما أنك أنت تقول هذا جهاد كل ما تفعله حق وصواب، هذا ليس بسليم أيضا.
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ إذاً هذه العلاقة بين السلفية الجهادية والسلفيات الأخرى، ما العلاقة أيضا مع الحركات الإسلامية الأخرى من قبل السلفية الجهادية؟ ولو أردنا أن نتطرق أكثر نفصل أيضا موضوع ما جرى في غزة بين أنصار جند الله وحركة حماس.
حامد العلي: طبعا لا شك أنا تكلمت عن هذه القضية أن الذي حدث..
عثمان عثمان (مقاطعا): وشنعوا عليك عندما تكلمت في هذا الموضوع.
حامد العلي: أولا حكومة غزة حكومة ذات توجه إسلامي تحمل راية المقاومة الإسلامية والله سبحانه وتعالى وفقها لنجاحات على مستوى السلطة، الناس تشهد لهم أنهم أيد نزيهة ونظيفة وقارنوا بينهم وبين من كان قبلهم من عصابة فتح فوجدوا أنهم لم يشهدوا مثل هذه الحكومة في نظافة يدها وحسن إدارتها وهذا كله نجاح للفكرة الإسلامية، اثنين على مستوى الجهاد وعلى مستوى المقاومة الإسلامية نجاحاتها لا تعد ولا تحصى، هذا لا يستطيع أحد أن ينكره يعني حرب الفرقان أبهرت الأمة واصطفت كل الأمة وراء حماس لما قامت به من عمل مشرف رفعت رأس الأمة عاليا وكذلك نجحت على مستوى المفاوضات السياسية التي تحمي المقاومة، هذه النجاحات الثلاثة محسوبة للفكرة الإسلامية، يعني أنا أنتمي إلى الفكرة السلفية وهذه النجاحات محسوبة على مدرسة الإخوان ولكن هذا لا يمنعني أن أشهد بالحق إذا رأيته لأنه هو في النهاية مفيد لي ولأمتي ومفيد لكل الأمة ومفيد للمدرسة السلفية ومدرسة الإخوان فالمقصود أنه لا يجوز عمل أي شيء يعكر على الوضع في غزة الآن ويضعف حماس ويدخل الفتنة إلى غزة لأن هذا لا ينتفع منه إلا الصهاينة والذي وقع والذي حصل في رفح هو خطأ، هو خطأ يجب أن نشهد أنه خطأ، ولكن مع ذلك هؤلاء الإخوة لا يجوز لنا أن نتهمهم ولا يجوز لنا أن نعاملهم بطريقة يعني كأنهم أعداء وإنما تكون هذه بطريق الصلح والإصلاح وإعادة لملمة الجراح والأخوة الإسلامية ومعالجة الأفكار الشاذة والمنحرفة إذا كانت موجودة بطريق الفكر والحوار، هذا الذي دعونا إليه وهدفنا..
عثمان عثمان (مقاطعا): البعض يقول في هذه الدعوة إنكم تجاملون الإخوان المسلمين في موقفكم هذا.
حامد العلي: نحن لا نجامل أحدا، نشهد للحق بأنه حق وللخطأ بأنه خطأ.
الموقف من الغرب وإشكاليات الجماعات الجهادية
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ يعني لدي E-mail من الصومال الأخ عثمان يقول "بينما تتحدثون عن الجهاد يفطر الصائمون في الصومال على أصوات المدافع والرصاص، هل ما يجري في الصومال هو جهاد"؟
حامد العلي: والله يا شيخ بالنسبة.. نحن عندنا منهج، منهج عام نسير عليه، نعطي رؤية عامة فكرة عامة، إذا كان أي بلد إسلامي فيه غزو، فيه احتلال أو في مشروع أجنبي يراد تحقيقه عن طريق حكومة صورة دمية مثل كرزاي فإن المقاومة مشروعة، أما تقدير متى يبدأ متى يستعمل متي ينطلق القتال ومتى يؤجل ومتى يكون غيره أولى منه لمعالجة هذا، هذا تقديره يرجع إلى أهل الأرض وعلمائها ومفكريها سواء في الصومال أو غيرها، لكن بشكل عام لا يجوز أن نوافق على أي مشروع هيمنة أميركي في أي بلد مسلم سواء تحت ستار حكومة دمية أو تحت ستار يعني جيوش كلها باطلة ويجب أن تقاوم.
عثمان عثمان: أحد الإخوة أيضا يسأل "كيف يمكن الوثوق بهذه الجماعات الجهادية وهي متقاتلة ومتناحرة فيما بينها؟"
حامد العلي: يعني كما ذكرت لك، نحن نضع صورة في الحقيقة إعلامية يراد أن تعطي نمطا معينا عنهم، هذا ليس بصحيح هذه يعني الخلافات ثانوية في الجملة ما الذي أخر الآن المشروع الأميركي في العراق؟ لو كانت كلها خلافات لما نجحوا في أي شيء، كذلك في أفغانستان ترى ليست طالبان هي وحدها تجاهد -على فكرة- في أفغانستان في سلفيين يجاهدون في الحزب الإسلامي حكمتيار وفي طالبان وفي شعب يجاهد المحتل وفي خلافات وفي بكل مكان خلافات، طيب الجهاد وحماس بينها خلافات لكن هل هذه الخلافات لو نضعها تحت المجهر ونقول هم مختلفون، لا ليس بصحيح. جهاد أمتنا بشكل عام على ما فيه من خلافات بين فصائله عطل المشاريع الأجنبية وجعلها تتعثر والحمد لله هذا أعظم إنجاز.
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ طبعا عندما نتحدث عن السلفية الجهادية يعني كذلك أيضا نتحدث عن الغرب ونظرة السلفية الجهادية للغرب، يعني ما موقف السلفية الجهادية من الغرب هل تنظر إليه بمجمله بأنه شر؟
حامد العلي: الغرب يعني سياسيا يعادي حضارتنا ويهاجمها، لا يمكن أن يخفى هذا على أحد، حتى أن الدكتور عبد الوهاب المسيري يعني سئل مرة هل هذه الإبادة التي يمارسها ساسة الغرب يعني هي استثناء؟ قال لا هي ليست استثناء هي من صميم فكره، يعني الإبادة النازية هي ليست هتلرية بأكثر من كونها عقلية غربية، الجماعة هؤلاء ساسة الغرب وكثير من منظريهم -حتى لا نظلم- كثير من منظريهم ومفكريهم جمعوا بين أعظم خطايا في التاريخ، الشعور بالتفوق العرقي، الجماعة يرون الآخرين كلهم دونهم. اثنين الإبادة والتدمير الشامل، الإبادة الحرب العالمية الأولى والثانية قرابة مائة مليون من البشر، مليون عراقي قتيل، مليون عراقي وملايين مشردين من أجل كذبة أسلحة الدمار الشامل لأجل الحصول على البترول وحماية الكيان الصهيوني. النقطة الثالثة وهي الجشع المادي والأطماع المادية التي تجعلهم يسحقون من أمامهم، هذه هي السياسة الغربية، من يدافع عنها يعمى عن الشمس الطالعة. لكن نحن أيضا لا نقول إن الشعوب الغربية كلها تؤمن بهذا، بالعكس الهيئات الحقوقية التي تدافع عن حقوق الإنسان أكثرها غربية يعني لعل الذين دافعوا عن معتقلي غوانتنامو من الجمعيات الغربية أكثر من المسلمين ومن الإسلاميين للأسف الشديد، كذلك يوجد مفكرين منصفين أنصفوا ثقافتنا واحترموا حضارتنا، كذلك يوجد ناشطون يعني هذا غالاوي هذا مرة كتبت فيه قصيدة مادحا غالاوي أسد الروم لأنه يناصر قضايانا، وكتبت قصيدة أخرى عن تشافيز أيضا عندما وقف هذا المقاوم..
عثمان عثمان (مقاطعا): إذاً ليسوا كلهم في سلة واحدة ولا في موقف واحد؟
حامد العلي: لا، لا، ليس الغرب كله وليست كل الدول الغربية، لكن في الجملة هذا الغرب يعامل حضارتنا باستعلاء وعداوة واحتقار.
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ أيضا يعني الوقت ضاق جدا لم يبق إلى ثلاث دقائق أو دقيقتان كما يشير المخرج، الآن عندما تأتي الأخبار من العراق من أماكن متفرقة يكون الحديث عن تعبير التكفيريين والبعض يتحدث عن خوارج العصر يعني كيف يمكن تقييم هذه المصطلحات؟
حامد العلي: هي مصطلحات إعلامية يلعب فيها بالإعلام لتشويه صورة الجهاد يعني أنا قرأت مرة يعني تقريرا خطيرا في مجلة أميركية أن بوش جورج بوش الرئيس الأميركي السابق الأبن ينتمي إلى أكثر طائفة تكفيرية من البروتستانت وهي الطائفة الوحيدة التي تكفر حتى البروتستانت الآخرين الذين لا يكونون مؤمنين على وفق مبادئ هذه الكنيسة، فكتبت فيه مقال "بوش التكفيري". الطوائف كثيرة يعني قد إنسان يكون يعني يعتقد يقول بالتكفير لكنه مسالم لكن الذي يبيد مليونا من البشر في العراق ولكن لا يقول إنهم كفار يقول إنهم بشر لا أريد أن أحكم عليهم ولكن أبيد.. هذا أشد ضررا على البشرية كلها، فالشاهد هو مصطلح إعلامي يلعب فيه لتشويه صورة المسلمين والجهاد في سبيل الله ولا قيمة له، ديننا فيه تكفير، كل دين لا بد أن يضع حدا يميز الأمة عن غيرها ويميز هويتها عن غيرها ويجعل المسلم المنتمي إلى دينه معتزا بدينه وهذا موجود في كل حضارة أصلا لها..
عثمان عثمان (مقاطعا): ولكن التكفير ما بين المسلمين الإشكالية.
حامد العلي: هو هذا الإشكالية أن تكفر المسلم أو أن يطلق أحكام التكفير كل إنسان بغير علم أو أن يمحور كل شيء حول قضية أنه لا بد أن أضع هذا في خانة الكفار أو المسلمين وأبني عليه قتالا حتى لو كان مسلما مؤمنا وقد يكون أحيانا مقاتلا ومجاهدا معي ويتبنى أهدافي، هذه هي المصيبة وهذه موجودة..
عثمان عثمان (مقاطعا): كما اتهمت حماس بأنهم مرجئة.
حامد العلي: كما اتهمت حماس بأنهم مرجئة، مع أننا يا أخي نحن على فكرة أمتنا ليست.. يعني هذا الاتهام غير صحيح، في حماس من العلماء والمفكرين كما في غيرها، نحن ترى لما نمدح حماس لا نظلم الآخرين يعني في أيضا غزة من الإخوة المجاهدين الذين ينتمون إلى المدرسة السلفية الحقيقة يشرفون ونؤدي لهم التحية ونحترمهم.
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ يعني لقاء يحتاج إلى وقت أكثر من هذا الوقت ولكن انتهى وقت البرنامج، أشكركم جزيل الشكر على وجودكم معنا فضيلة الشيخ حامد العلي الأمين العام الأسبق للحركة السلفية في الكويت، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، أنقل لكم تحيات معد البرنامج الدكتور معتز الخطيب والمخرج منصور الطلافيح وسائر فريق العمل، دمتم بأمان الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.