صورة عامة- الشريعة والحياة
الشريعة والحياة

العمل الصالح في رمضان

يتناول البرنامج العمل الصالح في رمضان، يقول الله عز وجل (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرةٌ وأجر عظيم) فما الصالحات؟ وكيف كان سلوك الصالحين في رمضان؟

– أهمية رمضان واقتران العمل الصالح بالإيمان
– مضاعفة الأجر ووسائل الثبات على الأعمال الصالحة
– الصوم الأمثل والأمور التي يكفّر عنها
– سبل تحقق القيام وواجبات المؤمن في رمضان

 عثمان عثمان
 عثمان عثمان
 يوسف القرضاوي
 يوسف القرضاوي

عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبا بكم على الهواء مباشرة في برنامج الشريعة والحياة. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم}[المائدة: 9] ويقول سبحانه وتعالى أيضا بعد أن ذكر فريضة الصيام في رمضان {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}[ البقرة: 186] أتانا رمضان شهر البركة يغشانا الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء وينظر سبحانه وتعالى إلى تنافس المؤمنين فيه ويباهي فيه ملائكته، فما الصالحات التي يجب أن يحرص عليها المسلم في هذا الشهر الكريم حتى يري الله من نفسه خيرا فيكون خليقا بمباهاة الله تعالى؟ وكيف كان تصرف النبي صلى الله عليه وسلم وتصرف الصالحين في هذا الشهر الكريم؟ العمل الصالح في رمضان موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، مرحبا بكم سيدي بعد طول غياب على منبركم وفي برنامجكم الشريعة والحياة؟


يوسف القرضاوي: أهلا بك يا أخ عثمان، بارك الله فيك.

أهمية رمضان واقتران العمل الصالح بالإيمان


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور، طبعا أنتم تقولون رمضان ربيع الحياة الإسلامية به تتجدد الحياة بالعلم والعمل والمعرفة والإيمان وبه تتجدد الأسرة وغيرها، هل توضحون لنا كيف ذلك؟


يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه وبعد، فقبل أن نبدأ حديثنا في موضوعنا أحب أن أتوجه بخالص التهنئة إلى أهل قطر خاصة أميرا وشعبا وحكومة وإلى أبناء الخليج وأبناء العرب وأبناء المسلمين في كل مكان من شرق الأرض ومغربها، أهنئهم بمقدوم هذا الموسم العظيم، هذا الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك الذي أنزل الله فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، سائلين الله تبارك وتعالى أن يجعله بشير خير وبركة على هذه الأمة ونذير وبال وحسرة على أعدائها وأن يجعل حظنا من هذا الشهر الكريم الرحمة والمغفرة والعتق من النار وأن يهل هلاله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما يحب ويرضى، وأن يهيئ لهذه الأمة من أمرها رشدا وأن ينصر أخواننا المجاهدين في سبيله في كل مكان في أرض الإسلام وخصوصا أخوتنا في أرض الإسراء والمعراج أرض النبوات والمقدسات الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، نسأل الله أن ينصرهم على ما يعانون من حصار وعلى ما يعانون من آلام وأن يجعل عاقبتهم خيرا في هذا الشهر الكريم.


عثمان عثمان: نعم فضيلة الدكتور يعني نعود إلى الكلام الذي تقولونه، رمضان ربيع..


يوسف القرضاوي: نعم نعود لسؤالك، أنا أقول دائما شهر رمضان هو ربيع الحياة الإسلامية كما تتجدد الحياة بالربيع فيه يتفتح الزهر ويورق الشجر وينضج الثمر وتخضر الأرض وتحيا بعد موتها هكذا شهر رمضان هو ربيع حياة هذ الأمة، تتجدد فيه العقول بالعلم والمعرفة، دروس رمضان في كل المساجد في كل الإذاعات في كل التلفزيونات في كل الصحف، حتى الناس الذين لا يعرفون الله ولا يعرفون الدين يخجلون في شهر رمضان ويحاولون أن يصطلحوا ولو بعض الاصطلاح على الله عز وجل، تكثر دعوات الخيرات وهذا ما عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم، وصفدت الشياطين، قيدت، ونادى منادى ياباغي الخير الخير ويا باغي الشر أقصر". هناك تتفتح الدعوات للخير، يقبل الناس في هذا الشهر على الله عز وجل، بالعبادة من ناحية، حتى كثير من الناس الذين لم يكونوا يصلون في رمضان يصلون في رمضان وحتى بعض الناس الذي لا يصلون يستحيون أن يفطروا برمضان، ويقبل الناس بالتبرعات والصدقات والخيرات من كل جانب، فهذا يعني شهر تتجدد فيه العقول بالمعرفة، القلوب بالإيمان، يعني في هذا الشهر يزداد الإيمان تزداد إرادة الخير، الرسول سمى شهر رمضان شهر الصبر، والصبر هو إيه؟ قوة الإرادة، وهذا ما يميز الإنسان عن الحيوان، الحيوان حينما يريد الحمار، أعزك الله، أن يبول في الطريق هل يمنعه شيء؟ لأنه هو يتصرف تصرفا غريزيا لأنه ما عندوش إرادة ترجح ولا عقل يفكر، في شهر رمضان تقوى إرادة الإنسان بحيث يكون أمامه الطعام وهو جائع والماء وهو عطشان والزوجة وهو يشتهيها ولكنه لا يفكر أبدا أن يلمس شيئا من هذا، ما الذي يمنعه؟ ممكن يستخبى ويشرب ما حدش شافه يقول أنه أنا صائم، لا، الرقابة، الرقابة الذاتية أنه يعمل هذا ولذلك جاء في الحديث القدسي "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" يدع طعامه من أجلي ويدع شرابه من أجلي ويدع شهوته من أجلي ويدع زوجته من أجلي، كلمة من أجلي يعني من أجل الله عز وجل، فنقول في شهر رمضان تتجدد الحياة، العقول بالمعرفة القلوب بالإيمان الأسرة بالتواصل، حتى بعض الناس ربما لا يجد وقتا يتغدى مع أولاده أو يتعشى مع أولاده، رجال الأعمال والبزنس والناس المشغولين، لا يكاد يجتمع بأولاده وأبنائه وبناته وزوجته، في شهر رمضان يجبرهم هذا الشهر الكريم على أن يفطروا معا ويتسحروا معا فتلتئم الأسرة وتترابط الأسرة، المجتمع يرتبط بعضه مع بعض في هذا الشهر، تحس بأن هذا الشهر يعني قوة إيحائية معينة، حتى العصاة، فنجد الجميع يترابطون ويتواصلون ويتزاورون، فلذلك أنا أقول هذا الشهر ربيع الحياة الإسلامية.


عثمان عثمان: إذاً رمضان ربيع الحياة الإسلامية تكثر فيه الصالحات والعمل الصالح، ماذا نعني هنا فضيلة الدكتور بالعمل الصالح وما مرجعية هذا الصلاح؟


العمل الصالح يشمل الصلاح الديني مثل ذكر الله عز وجل والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن والعبادات كالصلاة والصيام، كما يشمل الصلاح الدنيوي، مثل عمارة الأرض وفعل الخيرات

يوسف القرضاوي: كلمة الصالحات وكلمة العمل الصالح من الكلمات القرآنية المعبرة التي لا تكاد تجد لها مثل، شوف كلمة صالحات، صالحات، أعمال الصالحات، الصالحات ما تصلح به الفرد ما تصلح به الأسرة ما تصلح به الجماعة ما تصلح به الأمة ما تصلح به الدولة ما تصلح به الإنسانية ما يصلح به الفرد عقليا ما يصلح به الفرد ويصلح به عقل الفرد ويصلح به روح الفرد ويصلح به جسم الفرد ما يصلح به وجدان الفرد يعني عملية تكاملية، فهذا هو الصلاح فهو يشمل الصلاح الديني مثل ذكر الله عز وجل مثل الدعاء مثل الاستغفار مثل تلاوة القرآن، العبادات الصلاة والصيام كل دي صالحات، ولكن أيضا حتى الصلاح الدنيوي يدخل في هذا، عمارة الأرض فعل الخيرات الواحد يشتغل يؤدي عمله بإتقان "إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه"، "إن الله كتب الإحسان على كل شيء" حديث صحيح، كتبه، مثل كتب عليكم الصيام، كتب عليكم الإحسان، الإتقان، فهذا كله تدخل في كلمة العمل الصالح أو عمل الصالحات، لا يكفي الإيمان، دائما القرآن {الذين آمنوا وعملوا الصالحات}.


عثمان عثمان: ما دلالة هذا الاقتران بين العمل الصالح والإيمان؟


يوسف القرضاوي: هذا يدل على أن الإيمان له تأثيره في صلاح العمل، من ناحيتين، من ناحية اختيار العمل النافع والمفيد في الدنيا والآخرة ومن ناحية تصفية النية تنقية السريرة لأن الإنسان أحيانا يعمل العمل الصالح في ظاهره ولكن يفسده بسوء نيته، نيته ملوثة فقد يعمل الخير لا يريد به وجه الله ولا يريد به، ولكن يريد الشهرة يريد منافسة فلان أنه ده دفع كذا يعني فيفسد عمله، فالإيمان له أثره من هذه الناحية. ومن ناحية أخرى دلالة على أن الإيمان لا يعتبر إلا إذا اقترن بالعمل وإلا كما قال بعض السلف، ليس الإيمان بالتمني ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، العمل يصدق الإيمان وإلا ظل مجرد يعني معرفة نظرية ليس لها أثرها في، الإيمان الحقيقي هو الذي ينشئ واقعا يغير الواقع، ما الذي فعله الإيمان الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم في الحياة الجاهلية؟ غير حياة الإنسان الجاهلي الفرد الجاهلي الأسرة الجاهلية المجتمع الجاهلي غيرها إلى إسلام عن طريق الإيمان، فهذا أنشأ واقعا جديدا، هذا ما نريده باقتران الإيمان بالعمل الصالح وبعدين لا يقبل عمل صالح أيضا إلا بالإيمان وذلك يقول القرآن {..من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة..}[ غافر:40]، {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة..}[النحل:97] فالإيمان شرط لصلاح الأعمال.

مضاعفة الأجر ووسائل الثبات على الأعمال الصالحة


عثمان عثمان: إذاً دكتور، العمل الصالح هو مدار الحياة وهو مدار الإصلاح الدنيوي والأخروي كما تفضلتم، هذا العمل الصالح يتضاعف أجره وثوابه في رمضان، ما سر مضاعفة هذا الأجر والثواب؟


يوسف القرضاوي: هذه يعني من الله سبحانه وتعالى رحمة لعباده وفضل منه، إنه في جانب الخيرات دائما ربنا ما بيدناش بالعدل، لا، أكثر من العدل بالإحسان بالرحمة بالفضل، فمثلا السيئة بمثلها، من جاء بالسيئة فلا يجزى إلا منها ولكن من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها..


عثمان عثمان (مقاطعا): في غير رمضان.


يوسف القرضاوي: لا، أنا بأتكلم حتى في غير رمضان، يعني السنة الإلهية أن ربنا سبحانه وتعالى لكي يجر الناس إلى ساحته لكي يجذبهم إلى طاعته يضاعف لهم الحسنات ولا يضاعف السيئات، فالسيئة بواحدة ولكن الحسنة أقل شيء بعشرة أمثالها، في الصيام قل الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ولكن الصيام مالهوش حد، لي، هو الصوم لي وأنا أكثر من سبعمائة، النفقة في سبيل الله {..كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في في كل سنبلة مائة حبة..}[البقرة:261]، الله تعالى يقول: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة، وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}[النساء:40] يضاعفها مرات وبعدين غير المضاعفة يؤتي من عنده شيء كده بلا حساب بغير حساب، فهذا كله من إغراء للناس أن يقبلوا على الله، من أجل هذا جاء في بعض الأحاديث وإن كان فيها قليل من الضعف "أن من تقرب إلى الله بنافلة في رمضان كان كمن أدى فريضة ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فيما سواه". بعدين في رمضان ليلة واحدة، ليلة القدر هي خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم كما قال صلى الله عليه وسلم، ليلة خير من ثلاثين ألف ليلة، يعني شوف المضاعفة كم قدرها؟! فهذا كله ليجذب الناس لساحة الطاعات إلى عمل الصالحات.


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور، ذكرتم أن الحسنة تتضاعف إلى عشرة أمثالها وفي رمضان يضاعف الله عز وجل لمن يريد وما يشاء والله هو المعطاء الكريم، نتحدث عن موضوع السيئة، المعصية، كما تتضاعف الحسنة في رمضان هل السيئة ذاتها أيضا يتضاعف عقابها؟


يوسف القرضاوي: دائما هو كده، ما دام الحسنة تتضاعف، السيئة تتضاعف، زي في الحرم المكي، الحسنة تتضاعف، الصلاة بمائة ألف صلاة، أيضا المعصية {..ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}[الحج:25] الأشهر الحرم {..ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم..}[التوبة:36] طيب ما هو الظلم حرام في الأشهر الحرم وفي غير أما في الأشهر الحرم يزداد، والنبي عليه الصلاة والسلام قال "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل"، طيب هي الحاجات دي ممنوعة حتى في غير رمضان ولكن في رمضان يتضاعف وزرها، فكما يتضاعف الأجر يتضاعف الوزر، هذه بتلك، الظلم بالظلم.


عثمان عثمان: هل من وسائل نظرية أو عملية للثبات على العمل الصالح في رمضان؟ وبهذا الموضوع عندي سؤال أيضا من أحد الأخوة يقول هل من اقتراح لملء الوقت بالطاعة والعبادة خاصة في الدول الأوروبية التي يقل فيها عدد المسلمين وعدد المساجد؟


رمضان فرصة ليصفي الناس قلوبهم خاصة المتخاصمون، فإذا جاء رمضان يجب أن ينسوا الخصام ويتصالحوا

يوسف القرضاوي: والله الاقتراح أن يلتقي المسلمون بعضهم مع بعض وأن يتعاونوا بعضهم مع بعض، دائما العمل الجماعي فيه بركة، يد الله مع الجماعة، الشيطان ذئب الإنسان وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، النعجة التي تشرد من القطيع يأكلها الذئب إنما إذا كانت في وسط القطيع محمية ما يستطيع الذئب، كذلك الشيطان ولذلك المطلوب من الأخوة في الأقليات الإسلامية المختلفة أنهم يتلموا بعضهم مع بعض، يعملوا إفطارا جماعيا يعملوا صلاة الفجر مع بعض يصلوا التراويح مع بعض، ليش شرعة صلاة التراويح جماعة؟ لأنني يمكن لو قلت أصلي لوحدي في البيت أكسل ولو صليتها أخذهم يعني ثماني ركعات في ربعة ساعة وخلص، إنما إيه اللي يخليني أذهب إلى المسجد وأصلي وراء إمام خاشع في صلاته، متدبر للقرآن الكريم وأصبر على هذا؟ العمل الجماعي، فالذي أنصح به إن الإنسان في رمضان يحاول دائما أن يكون مع أخوانه المسلمين ورمضان فرصة ليصفي الناس أنفسهم يعني في بعض الناس متخاصمون إذا جاء رمضان المفروض ينسوا هذا ويصطلح الأخ مع أخيه، النبي عليه الصلاة والسلام يقول "ترفع الأعمال إلى الله تعالى في كل يوم اثنين وخميس فيغفر الله تعالى لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء" خصومة وقطيعة، يغفر الله، رحمة ربنا توزع يمين وشمال، المحروم منها مين؟ إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول الله أخروا هذين حتى يصطلحا، أخروا هذين حتى يصطلحا، أخروا هذين حتى يصطلحا. يعني هم يحرموا من المغفرة والرحمة التي توزع على عموم الناس، فشهر رمضان هو شهر اجتماع المسلمين واصطلاح المسلمين وتحاب المسلمين بعضهم مع بعض.

الصوم الأمثل والأمور التي يكفّر عنها


عثمان عثمان: نعم فضيلة الدكتور من أهم الأعمال الصالحة في رمضان الصوم لأن رمضان هو شهر الصوم، ما هو النموذج الأمثل للصوم؟ يعني كيف كان يصوم النبي عليه الصلاة والسلام؟ كيف كان يصوم صحابته والصالحون؟


يوسف القرضاوي: الصوم الذي فرضه الله تعالى وكتبه الله في القرآن هو الذي يؤهل المسلم للتقوى، يقول {يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}[البقرة:183]  يعني ربنا لا يريد تعذيبك بالجوع والعطش ولكن يريد أن يزكي نفسك يريد أن ترقى بنفسك من حالة الغريزية، بدل ما تكون مثل البهيمة اللي بتفكر بغريزتها فقط، لا، عايز ترقى، يريد أن يرقي الجانب الروحي على الجانب الطيني، يعين الإنسان خلق خلقا مزدوجا فيه من طين الأرض وفيه من روح الله،{..نفخت فيه من روحي..}[الحجر:29] وده اللي جعل الملائكة دي قال لهم { فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين}[ص:72] مش علشان الطين، علشان نفخة الروح، الصيام بيخلي الإنسان يرتقي بروحه على جسده، نفخة الروح تعلو على قبضة الطين، فمن هنا كان على الإنسان أن يصوم بجوارحه كلها مش بس ببطنه، ممكن واحد صايم عن الطعام والشراب ولكن لسانه يفطر بالغيبة والنميمة والكذب والسب والشتيمة، عينه بتنظر للنظر إلى الغاديات والرائحات هنا وهناك، يده بتنظر لأن تؤذي الناس، نفسه بتؤذي للطمع في غير ما يحل له، كيانه كله مفطر وبس بطنه اللي صايمه، لا، نريد الإنسان يصوم عن كل ما لا يليق به ولا يحل له، فهذا يسميه الإمام الغزالي صوم الخصوص، يقول الصيام ثلاثة أنواع، صيام العوام، اللي هو صيام البطن والفرج، وصيام الخواص صيام كل الجوارح عن معصية الله، وصيام الخاص الخاص يصوم عن الدنيا كلها ولا يفكر إلا في الآخرة وفيما يحبه الله ويرضاه لدرجة يعني أعلى، {والسابقون السابقون، أولئك هم المقربون}[الوقعة:10،11] فنحن نريد، وهكذا كان صيام النبي صلى الله عليه وسلم وصيام الصحابة والسلف الصالح، كان السلف الصالح حينما يقبل رمضان يقولون: مرحبا بالمطهر. يعني إنها فرصة ليغتسل الإنسان من ذنوبه، الإنسان يصاب مش بس بالذنوب الإنسان يصاب بالغفلات، الغفلة عن الله الغفلة عن الآخرة الغفلة عن حقوق الناس الغفلة عن الواجبات، هذه الغفلة داء وبيل، أولئك هم الغافلون حطب جهنم، الناس اللي جعلهم قال {..أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}[ الأعراف: 179] سر الغفلة وده المصيبة، فالإنسان لازم يتطهر من ذنوبه ويتطهر من غفلاته، فشهر رمضان فرصة للتطهر ولذلك كان السلف يقولون مرحبا بالمطهر، ومن هنا النبي صلى الله عليه وسلم قال "من صام إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، فرصة أن الإنسان لأنه فيه يعني الحديث الثاني بيقول عندك ثلاثة فرص، الصلوات الخمس وصلاة الجمعة ورمضان ده في صحيح مسلم، "الصلوات الخمسة والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهم إذا اجتنبت الكبائر" ابتعد عن الموبقات والكبائر العظيمة، ولكن الإنسان في المعاصي اللي بيقع بها معاصي العين والأذن واليد والجوارح دائما واقع في هذه فيأتي الصيام فيكفر عنه هذه الذنوب.


عثمان عثمان: ذكرتم فضيلة الدكتور الحديث "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" هذه المغفرة هل تشمل الكبائر، هل تشمل الصغائر، هل تشمل حقوق الآدميين أيضا؟


يوسف القرضاوي: الحديث قال إنها إذا اجتنبت الكبائر، صيام رمضان يكفر الذنوب الصغائر التي يقع فيها الناس والصغائر هذه ليست أمرها هين، الصغائر مشكلتها بأنها تقع بالآلاف ومن كل جارحة من الجوارح، العين ترتكب صغائر الأذن ترتكب الصغائر اللسان آفات اللسان بعضهم وصلها إلى 72 آفة، الأيدي الأرجل كل هذه، الصغائر كثيرة جدا فالإنسان في حاجة إلى أن يتطهر من هذه الصغائر فلا يدخل فيها، ولكن افرض يعني أنه عمل صالحات كثيرة وخلصت الصغائر اللي عنده، كفرت، يبدأ في تكفير الكبائر، بقى عنده فائض، فالفائض ده حيشتغل في الكبائر ولكن ما بشيتغلش في حقوق العباد، حقوق العباد بالذات هذه فيها تجديد كبير جدا حتى أن أعظم ما يتمنى المسلم وما يسأله ربه الشهادة في سبيل الله، هذه الشهادة واحد يقتل في سبيل الله، يروح يقاتل اليهود فيقتلونه ليس هناك أعظم من هذا، سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: اللهم آتني أفضل ما آتيت عبادك الصالحين، قال له إذا يعقر جوادك ويهرق دمك، ما دام عايز أفضل ما آتى الله عباده الصالحين يبقى ما مالك تخسره ودمك يهرق في سبيل الله، المال والنفس الاثنين معا، هذه الشهادة لا تكفر حقوق العباد وديون العباد، "جاء رجل فسأل النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي؟ قال: نعم. ثم أدبر الرجل ومشي، ترك النبي ومشي خطوات، ثم قال هاتوا الرجل تعال، تعال، فقال تكفر عنك خطاياك إلى الدين، أخبرني جبريل بها آنفا، قال له بعد ما كلمتك جبريل قال لي: لا، استثن، فيغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين" فإذا كانت الشهادة يبقى الصيام، فلذلك ما يتكلش الناس على أنهم يأكلوا حقوق العباد وبعدين يروح يصوم فرضا أو نفلا أو يعتمر أو يحج، لا الحج ولا العمرة ولا الصيام ولا القيام ولا الشهادة في سبيل الله يعني تغني عن الإنسان في إضاعة حقوق العباد، لا بد ترد إليهم حقوقهم أو يسامحونه، تحلل منهم، يعني يقول له سامحني أنا عملت كذا وأنا مش قادر، يقول له خلاص سامحتك في سبيل الله والله سبحانه وتعالى يكافئه على هذا.


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور من قام رمضان إيمانا واحتسابا، إذاً القيام هو من الأعمال الصالحة التي تكون أيضا في رمضان وفي غير رمضان، في رمضان بم يتحقق القيام وهل تكفي فيه صلاة التراويح؟ أسمع منكم الإجابة إن شاء الله بعد وقفة قصيرة، فاصل قصير مشاهدينا الكرام ثم أعود وإياكم لمتابعة هذه الحلقة، فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

سبل تحقق القيام وواجبات المؤمن في رمضان


عثمان عثمان: أهلا وسهلا بكم مشاهدينا الكرام من جديد إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج الشريع والحياة مع فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي والتي نتحدث فها عن العمل الصالح في رمضان. سيدي القيام في رمضان من الأعمال الصالحة، بم يتحقق القيام وهل تكفي فيه صلاة التراويح؟


يوسف القرضاوي: نعم، رمضان شهر الصيام وشهر القيام والنبي عليه الصلاة والسلام في حديثه المتفق عليه يقول "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". فهي فرصة تكفير الذنوب، التطهر من أدران السيئات، اغتسال، هذه الفرصة بالقيام، قيام رمضان. وأنا أرى أن الأمة الإسلامية بما هيأها هذا الإسلام هي أعبد الأمم لله تعالى في الأرض، يعني نحن نعيب على الأمة الإسلامية أشياء كثيرة وفيها علل ومع هذا هي أكثر الأمم تعبدا لله سبحانه وتعالى. في أحد اللوردات الإنجليز أسلم في أوائل القرن العشرين اسمه اللورد هيدلي عمل كتابا اسمه "إيقاظ الغرب للإسلام"، بعدين قال لهم أنا وجدت إن الإسلام هو الدين الوحيد اللي بيربط الإنسان بربه دائما، يجعله على موعد مع الله في اليوم خمس مرات، كلما غرق في لجة المشاغل والحياة انتشله من هذه اللجج وأوقفه بين يدي الله، عندما يطلع الفجر وعندما يحدث الزوال وعندما يقترب الغروب وعندما تغرب الشمس وعندما يغرب، خمس مرات في اليوم، يعني لا يوجد دين في هذا، بعدين تأتي هذه الصلوات التي هي نافلة ليست فريضة، السنة، ومع هذا يحرص المسلمون في أنحاء العالم على صلاة التراويح، يعني لو هناك أحد بيصور من فوق كده العالم كده كله صفوف، صفوف، في مشارق الأرض ومغاربها، السنة اللي فاتت صلى في الحرمين أكثر من ثلاثة مليون نسمة وبس، ليس الحرمين وحدهما، ليرى الناس ما هي الأمة الإسلامية، الأمة الإسلامية مهما بعدت ومهما وهنت ومهما يعني انتقدناها في ضعف الجانب الروحي فيها هذه الأمة أعبد الأمم في الأرض، ثلاثة ملايين كانوا يحجون في الحج، ثلاثة ملايين يصلون صلاة ليلة 27 رمضان وطول رمضان بحمد الله، فالقيام يعني سنة مطلوبة وهو أقل ما يحدث به أن يصلي الإنسان صلاة التراويح، ممكن يصلي أكثر من التراويح ولكن صلاة التراويح تكفي سواء صلاها ثماني ركعات أو صلاها عشرين ركعة، نحن عندنا هنا في الدوحة منصليها ثماني ركعات مع الشفع والوتر، وفي الحرمين في مكة والمدينة بيصلوها عشرين ركعة وهذا جائز وهذا جائز، في بعض الناس تتصارع على هذا، لا معنى للصراع هذا وارد وهذا وارد، كان في زمن عمر بن عبد العزيز بيصلوا 36 ركعة، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية إذا كانت الناس بتقلل الركعات، يعني بتخفف ما بيطولش في القراءة تكثر في الركعات وإذا كانوا بيطولوا في القراءة يقللوا من الركعات، فاللي بيصلوا بجزء من القرآن يكفيهم ثماني ركعات مع الشفع والوتر، وهذا كله زيادة في رصيد الإنسان في هذا الشهر الكريم، إذا كان الناس في عصرنا حريصين على زيادة الرصيد في البنوك ومن أجل هذا يفرغون أنفسهم واللي قاعدين قدام البورصة ولا قاعدين قدام الكمبيوتر علشان عايز يكسب وعنده ما شاء الله بالملايين ويمكن بالملايين، ولكن لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثا، المفروض الذي يحب رصيده يزيد من الدنيا، يا أخي حاول زد رصيدك من الآخرة، زد رصيدك من الحسنات من الطاعات، هذه هي التي تدخل معك قبرك هذه التي تقف معك في يوم الحساب وفي يوم العرض.


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور يعني يضيق بنا الوقت وتكثر الأسئلة، الأخ معاذ من المغرب يسأل ما الذي يجب علينا فعله نحن المسلمون تجاه أخواننا المحاصرين في غزة خلال شهر رمضان المبارك؟


يوسف القرضاوي: والله يجب علنا الكثير، هو شهر رمضان في الحقيقة من الصالحات المعروفة في شهر رمضان غير الصيام والقيام، فعل الخيرات، أن الإنسان يفعل الخيرات كما جاء في الحديث اللي أنت ذكرته في الأول "أروا الله من أنفسكم خيرا، الله يباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل" أن تري الله من نفسك خيرا بفعل الخيرات، قدم الخير إلى الناس ما استطعت، في رمضان فيه ما يسمى تفطير الصائم، من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء، ولذلك عرفت في مجتمعات المسلمين بما يسمى موائد الرحمن وبعضها بيقدمها بعض الناس الذين تؤخذ على سلوكياتهم مآخذ مثل بعض الفنانين، بعض الرقاصات وأنا لا أمانع في هذا، يا أخي واحدة عايزة تؤكل الناس الغلابة سيبها تقدم خيرا إن الله لا يظلم مثقال، {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} [الزلزلة:7،8] وأولى الناس بخيرات المسلمين هم أخواننا المجاهدون، خصوصا أخواننا في غزة والضفة المحاصرون الذين يراد لهم أن يركعوا وأن يذلوا ولكن أبى الله لهم أن يذلوا، أبى الله أن تنحني رؤسهم، أبى الله أن تطأطئ ظهورهم إلا راكعين لله أو ساجدين لله، هؤلاء لا بد أن نعمل على أن نكون معهم، اللي يستطيع أن يبعث بشيء إلى هؤلاء الناس في، حينما فتحت المعابر في المرة اللي فاتت آلاف من الناس يعني أدخلوا أشياء إلى غزة يعني لله سبحانه وتعالى، من استطاع أن يبعث بشيء فليفعل من استطاع أن يبعث بفلوس يبعث، أشياء عينية يبعث، من لم يستطع أي شيء يدعو لهم يقول اللهم انصرهم اللهم افتح لهم فتحا مبينا اللهم اهدهم صراطا مستقيما اللهم انصرهم نصرا عزيزا، ويدفع للجميع، للكل، لا ندخل في الخلافات، نحن نسأل الله أن يصلح ذات البيت بين أخواننا، أشد ما يؤلمنا أن يأتي رمضان ولا تزال القلوب مختلفة بعضها مع بعض ولا معنى لهذا الخلاف ونحن أمام عدو يعطينا كلاما ولا يعطينا عملا، ما أعطى العدو الصهيوني للفلسطينيين شيئا إلا وعودا معسولة ليس وراءها حقيقة إلى اليوم، فعلى ماذا نختلف؟ نحن ندعو لأخواننا أن يصلح الله ذات بينهم وأن يجمع كلمتهم على الهدى وقلوبهم على التقى ونفوسهم على الأخوة وعزائمهم على الجهاد في سبيله وأن نقوم بواجبنا نحوهم، أنا لا أحب أن أسمي ما يصل إليه من تبرعات، كلمة تبرعات دي توحي يعني كأننا متفضلون، هذه واجبات علينا ليس منا من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع، وهو جزء من الجهاد بالمال {..جاهدوا بأموالكم وأنفسكم..}[التوبة: 41] ولا يجوز للمسلم أن يدع أخاه يجوع ويعرى ويهلك وهو يجمع على مائدته ما لذ وطاب من الطعام والشراب.


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور يعني الحديث في هذا الموضوع ربما يطول، ولكن مع بداية رمضان الذي هو شهر الخيرات، شهر العمل الصالح والطاعات، نجد القنوات التلفزيونية تتبارى وتتنافس في تقديم المسلسلات وفي تقديم الأفلام والبرامج الترفيهية وطبعا هذا فيه إجابة على أسئلة أحد المشاهدين يقول ما رأيكم في القنوات الفضائية وما تبثه في رمضان من مسلسلات كثيفة؟ في دقيقتين فضيلة الدكتور أسمع منكم الإجابة إن شاء الله.


يوسف القرضاوي: والله يعني للأسف أنه أصبحت هذه عادة رمضانية، رمضان شهر المسلسلات وكان قبل كده أظن يعني بطلت الآن دي، شهر الفوازير، يعني فوازير تقدمها بعض الفنانات بطريقة كان صديقنا الله يرحمه الشيخ زكريا وزير الأوقاف في مصر، زكريا البري، كان يريد أن يجمع يعني فتاوى من عدد من العلماء في العالم ويقول إنه لا يجوز أن يحدث هذا في رمضان، فنحن نناشد يعني أنا أقول على كل حال برغم هذا إن التلفزيونات في رمضان أحسن منها في غير رمضان، يعني بتحاول ما تجيبش أشياء مثيرة، غريزية، فجة، يعني أحسن ولكنها تشغل الناس عن الطاعات، في بعد الناس يعني قاعدين للمسلسلات، ليس لهم إلا المسلسلات، فناس تسهر طول الليل وتنام طول النهار، أي صيام هذا؟ ماذا استفاد؟! وربما أضاع، يعني يمكن ناس يفضل سهران إلى قرب الفجر وينام قبل الفجر ولا يصلي الفجر، مع أن هذا أمر مهم جدا وربما ضاعت عليه صلاة الظهر أو العصر من كثرة النوم، إن رمضان فرصة عظيمة لنقبل فيها على الله، لنخرج بالمغفرة، النبي عليه الصلاة والسلام صعد المنبر ودعا قال "بعد عبد أدرك رمضان ولم يغفر له، بعدا له، ثم بعدا له" وبعدين قال: آمين، النبي قال آمين، قالوا له بتؤمن على إيه؟ قال جبريل دعا على من أدرك رمضان فلم يغفر له وأنا أمنت عليه. فيا شقوة عبد دعا عليه أمين السماء جبريل وأمن عليه أمين الأرض محمد عليهما الصلاة والسلام.


عثمان عثمان: أشكر لكم فضيلة الدكتور العلامة الشيخ يوسف القرضاوي على هذه الإفاضة الطيبة، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، نتمنى لكم صياما مقبولا وقياما مقبولا أيضا وطاعة لله عز وجل مستدامة، ألقاكم في الأسبوع القادم بإذن الله، وقبل ذلك أنقل لكم تحيات معد البرنامج معتز الخطيب والمخرج منصور الطلافيح، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.