شمولية الاسلام نشأة الفكرة ومنتسبيها
الشريعة والحياة

المساواة بين الرجل والمرأة وتطبيقاتها

تناقش الحلقة المفارقة بين نظرة الإسلام والتقاليد إلى مكانة المرأة في مجتمعاتنا. وتتناول دور العادات والتقاليد في الانتقاص من شأن المرأة، وإلى أي مدى ساير الفقه الإسلامي تلك الأعراف.

– أفضلية الرجل بين الشرع والعرف
– موقف الإسلام من المماثلة بين الجنسين
– ارتباط ظاهرة النشوز بالمرأة
– أوجه التعارض بين المساواة والقوامة


undefinedخديجة بن قنة: مشاهدينا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته {ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} هو النص القرآني الأبرز في بيان الاختلاف بين الرجل والمرأة وهو قول جاء في القرآن الكريم على لسان أم مريم ابنة عمران وتعرَّض للفهم السيئ وللتوظيف السلبي هذا إلى جانب آية {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} وأحاديث نبوية في هذا المجال أيضا، فهل الرجل أفضل من الأنثى وهل أفضلية الرجل كما يراها البعض تعني دونية المرأة؟ وبماذا وفيما يختلف الرجل عن المرأة؟ وما دور العادات والتقاليد في الحط من شأن المرأة وإلى أي مدى سيرى الفقه الإسلامي هذه العادات والأعراف؟ وهل تتحكم مفاهيم المجتمع وثقافته برؤية الفقيه وتصوراته؟ المساواة بين الرجل والمرأة وتطبيقاتها موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله، أهلا بكم فضيلة الشيخ.

يوسف القرضاوي: أهلا بكِ يا أخت خديجة.

أفضلية الرجل بين الشرع والعرف

خديجة بن قنة: فضيلة الشيخ لنبدأ من قول الله سبحانه وتعالى على لسان أم مريم {ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} هل هذا شرع أم عرف؟ وفي أي سياق وُرَد وهل هو بالمطلق هكذا؟

يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأزكى صلوات الله وتسليماته على من بعثه الله رحمة للعالمين وحجة على الناس أجمعين سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمد وعلى أهله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسُنته إلى يوم الدين، أما بعد فقد جرت عاداتنا في هذا البرنامج أن نتحدث عن أعلام العلماء من المسلمين حينما ينتقلون من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة ونحن اليوم على غير هذه العادة نتحدث عن عَلم ولكن ليس من أعلام المسلمين ولكنه عَلم أعلام المسيحية وهو الحَبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية وأعظم رجل يُشار إليه بالبنان في الديانة المسيحية.

 لقد توفي بالأمس وتناقلت الدنيا خبر هذه الوفاة ومن حقنا أو من واجبنا أن نقدم العزاء إلى الأمة المسيحية وإلى أحبار المسيحية في الفاتيكان وغير الفاتيكان من أنحاء العالم وبعضهم أصدقاء لنا، لاقيناهم في أكثر من مؤتمر وأكثر من ندوة وأكثر من حوار، نقدم لهؤلاء العزاء في وفاة هذا الحَبر الأعظم الذي يختاره المسيحيون عادة اختيارا حرا، نحن المسلمين نحلم بمثل هذا أن يستطيع علماء الأمة أن يختاروا يعني شيخهم الأكبر أو إمامهم الأكبر اختيارا حرا وليس بتعيين من دولة من الدول أو حكومة من الحكومات، نقدم عزاءنا في هذا البابا الذي كان له مواقف تذكر وتشكر له، ربما يعني بعض المسلمين يقول أنه لم يعتذر عن الحروب الصليبية وما جرى فيها من مآسي للمسلمين كما اعتذر لليهود وبعضهم يأخذ عليه بعض أشياء ولكن مواقف الرجل العامة وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه، فقد طاف العالم كله وزار بلاد ومنها بلاد المسلمين نفسها، فكان مخلصا لدينه وناشطا من أعظم النشطاء في نشر دعوته والإيمان برسالته وكان له مواقف سياسية يعني تُسجل له في حسناته مثل موقفه ضد الحروب بصفة عامة.

 فكان الرجل رجل سلام وداعية سلام ووقف ضد الحرب على العراق ووقف أيضا ضد إقامة الجدار العازل في الأرض الفلسطينية وأدان اليهود في ذلك وله مواقف مثل هذه يعني تُذكر فتشكر.. لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية وما خلف من عمل صالح أو أثر طيب ونقدم عزاءنا للمسيحيين في أنحاء العالم ولأصدقائنا في روما وأصدقائنا في جمعية سانت تيديو في روما ونسأل الله أن يعوِّض الأمة المسيحية فيه خيرا، نعود إلى سؤالك يا أخت خديجة عن الآية الكريمة أو هذه الجملة من الآية وهي جملة {ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} أولا هل هي من كلام أم مريم أو هي من كلام الله؟ يعني ليس مقطوعا أنها من كلام أم مريم هناك من المفسرين مَن يقول أنها من كلام الله، تعليق من كلام الله جملتين معترضتان لأن أم مريم التي ذكرها الله عز وجل في هذه السورة قال {إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ ونُوحاً وآلَ إبْرَاهِيمَ وآلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ} آل عمران يعني أسرة عمران اللي هي أسرة المسيح عليه السلام، فهذه القضية تتعلق بقصة المسيح ومنزلة المسيح في القرآن وعند الله منذ بدء جدته حينما حملت بأمه وقالت {رَبِّ إنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ} يعني هي كانت لا تحمِل فلما اشتهت الحَمْل ودعت الله أن يرزقها الحمل ورزقت هذا الحمل وهو في بطنها نظرت أن يكون هذا المولود وكانت تظنه ذكرا أن يكون هذا المولود محرَّرَا يعني خالصا لخدمة الهيكل وخدمة بيت المقدس.

نظرته لله إن يكون هذا لهذا الأمر كانت تظن إن هذا المولود ذكر، فلما وضعتها هذا المولود باعتبار إن ما حدث وضعتها قالت ربي إني وضعتها أنثى يعني وتتحسر إنها كان تتمنى ذكرا حتى يكون قادرا على خدمة المسجد والتنظيف والحمل والأشياء.. الرجل عنده جَلَد وقدرة على العمل الجسدي من المرأة من غير شك، فقالت {إنِّي وضَعْتُهَا أُنثَى} فالقرآن يعلِّق ويقول: {واللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وضَعَتْ ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} يعني الأكثر المفسرين هذا من كلام الله يعني تعليق على هذا {واللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وضَعَتْ ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} الأنثى التي وضعت أفضل بكثير من هذا الذكر الذي كانت تتمناه ومن كثير من الذكور لأنها مريم التي قال الله في شأنها قالت الملائكة: {إنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وطَهَّرَكِ واصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ العَالَمِينَ} فأكثر المفسرين يقول أن ده يعني من كلام الله.. الجملتين الاثنين من كلام الله {واللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وضَعَتْ ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} وأن هذا نوع من التفضيل لها لأن لما قال وليست الأنثى كالذكر لا وليس الذكر.

خديجة بن قنة: بل فيها تفضيل للأنثى على الذكر.

يوسف القرضاوي: هو هذا يوحي بهذا إن هي ليس الذكر..

خديجة بن قنة [مقاطعةً]: لكن فضيلة الشيخ لماذا يستدل..

يوسف القرضاوي [متابعاً]: الذي تمنت بمساو للأنثى التي وضعت الأنثى هذه أفضل.

خديجة بن قنة: نعم في هذه الحالة فضيلة الشيخ لماذا يستدل كثير من الفقهاء بهذه الآية للتدليل على أحكام يعني تشير إلى أفضلية الرجل على المرأة؟ نأخذ الإجابة بعد فاصل قصير ونعود إليكم مشاهدينا.

[فاصل إعلاني]

خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا وسهلا بكم إلى برنامج الشريعة والحياة موضوعنا اليوم المساواة بين المرأة والرجل مع فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، فضيلة الشيخ كنت تقول أن الآية الكريمة {ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} لا تعني أفضلية الرجل على أو الذكر على الأنثى، لماذا إذاً الكثير من الفقهاء يستدلون بهذه الآية للتدليل على أحكام كثيرة منها مثلا في موضوع الديَّة لو قتل رجل وامرأة خطأ ديَّة الرجل هي ضعف ديَّة المرأة يعني وكأن دم المرأة أرخص من دم الرجل؟

"
لا يوجد دليل في القرآن ولا في السُنة النبوية يشير إلى أن الرجل خير من المرأة أو الرجال أفضل من النساء بل هما متساويان في الأعمال والتكاليف
"

يوسف القرضاوي: تعرفين إن إحنا أنتِ أدرتِ الندوة حول هذا الموضوع وأقمنا الأدلة على أن الرجل في هذا مساوٍ ولا يوجد دليل لا من القرآن ولا من السُنة على أن ديَّة المرأة نصف ديَّة الرجل ولا يوجد دليل في القرآن ولا السُنة يقول أن الرجل خير من المرأة أو الرجال أفضل من النساء لا يوجد هذا، بالعكس يوجد يعني في القرآن ما هو عكس ذلك كان في الأديان الأخرى يعني هناك نوع من التشكيك في أهلية المرأة الدينية حتى، يعني بعض المجامع كانوا من ضمن الأمور التي يبحثوها هل للمرأة روح مثل روح الرجل وهل تُكلَّف بالتكاليف الدينية مثل الرجل وهل تدخل الجنة كما يدخل الرجل وهل.. هذه الأشياء في القرآن منفيَّة تماما المرأة لها روح مثل الرجل وتُكلَّف كما يُكلَّف الرجل وتدخل الجنة كما يدخل الرجل وتدخل النار كما يدخل الرجل والقرآن بالعكس رد على الذين يعني يهينون الأنثى مثل أهل الجاهلية الذين كانوا يتشاءمون بولادة الأنثى {وإذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثَى ظَلَّ وجْهُهُ مُسْوَداً وهُوَ كَظِيمٌ} وبعضهم كان يئدها يدفنها حية القرآن يقول {وإذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} اعتبر هذا إن قتلهم كان خطأ كبيرا والقرآن يقول {ولِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إنَاثاً ويَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ} حتى قدم الإناث كل هبة من الله حتى المسلمون أخذوا من هذه الآية أن يقولوا خير النساء من بكَّرَت بأنثى وأخذوا من الآية أن ربنا قدم الإناث على الذكور والقرآن يقول {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ} يعني المرأة من الرجل والرجل من المرأة هو يكملها وهي تكمله هو يحتاج إليها وهي تحتاج إليه لا يستغني عنها ولا.. هذا معنى بعضكم من بعض فكيف يقول وفي الآية الأخرى {والْمُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} والحديث الشريف يقول "إنما النساء شقائق الرجال" فلا يوجد نص إسلامي يقول إن الرجل خير من المرأة في أشياء..

خديجة بن قنة [مقاطعةً]: هل معنى ذلك أن توظيف هؤلاء الفقهاء هو توظيف سلبي وسيئ لمثل هذه الآيات والنصوص القرآنية؟

يوسف القرضاوي: بعض الفقهاء يعني وليس كل الفقهاء، يعني يمكن بعض الكلمات ترد من بعضهم تشعر بدونية المرأة ولكن حينما نقرأ الشريعة كلها نجد أن المرأة مع الرجل، يعني المرأة مساوية للرجل في أصل التكليف، التكليف في الكرامة الإنسانية في رعاية الفطرة في رعاية الحقوق في تلبية الحاجات، المرأة إنسان كامل لها أهلية كاملة في الناحية الدينية في الناحية المالية يعني المرأة عندها ذمة مالية كاملة ليس هناك أحد يعني يحجر عليها تستطيع أن تتصرف في مالها بدون أبيها وبدون أخيها وبدون زوجها، تملك تماما {لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ولِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ} فهي تملك مالها وتملك حق التصرف فيه. وهذا ما يقرِّه الفقه الإسلامي هناك أشياء يمكن هي اللي ضللت بعض الفقهاء وهي مثلا الأشياء التي وجد فيها مثلا أن {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ} يعني التفضيل في الميراث وهذا له أسبابه شرحناها في حلقات سابقة..

خديجة بن قنة [مقاطعة]: في موضوع الشهادة..

يوسف القرضاوي [متابعاً]: لأن ده مبنية على تفاوت الأعباء المالية بين الرجل والمرأة، الشهادة في قضايا معينة زي في الأمور المالية جعل شهادة الرجل بشهادة امرأتين لحفظ الحقوق {أَن تَضِلَّ إحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إحْدَاهُمَا الأُخْرَى} ليس لأن المرأة أقل ذكاءً من الرجل.. فيجب أن نعرف هذه الأمور معرفة جيدة.

خديجة بن قنة: نعم لكن فضيلة الشيخ يعني لنُقِرّ بالواقع بأن هذه المدرسة موجودة مدرسة الإفراط والتزمت والتشدد ويعني هناك فتاوى واجتهادات وآراء كثيرة تطالب دائما المرأة بأكثر من طاقتها وتعتبر أن طاعة الزوجة لزوجها كطاعة العبد لسيِّده وأن النكاح نوع من الرقّ وتحريم كشف المرأة لوجهها ولكفيها وأن صوت المرأة عورة وما إلى ذلك من كل هذه الاجتهادات، هل هذا التوجه المتشدد خلينا نقول بين قوسين أيضا المتطرف والمفرط نحو المرأة غير سليم تماما أم أنه له مستندات شرعية؟

يوسف القرضاوي: التشدد المفرط هذا غير سليم تماما وهؤلاء الغلاة في شأن المرأة ليسوا غلاة في شأن المرأة وفي شأن الرجل أيضا يعني هم يجورون على النساء ويجورون على الرجال، التشدُّد ليس خاصا بالمرأة وحدها هؤلاء يتشدَّدون في حق الناس أجمعين ولا عجب أن نرى تشدَّدهم في هذه القضية لأن هذه الثقافة الذكورية التعصب لجنس الرجال ثقافة مغروسة حتى من قبل الإسلام كما قلت لكِ في حتى في بعض الأديان نفسها كانت تتصرف مع المرأة تصرفا غير مقبول، فهؤلاء ورثوا هذا ومعظم أفكارهم إما من أقوال متشددة ليس عليها دليل صحيح الثبوت صريح الدلالة من كتاب أو سُنَّة وإنما بعض أقوال لبعض الفقهاء أو من الأعراف، لا أجد فقيها قال إن صوت المرأة عورة، يعني كيف يكون صوت المرأة في حد ذاته عورة والله تعالى يقول عن نساء النبي يقول {وإذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن ورَاءِ حِجَابٍ} واحد عايز يسأل عائشة في فتوى ولا في حديث ولا كذا يسألها من وراء حجاب طب هترد عليه، طب هترد عليه مش بصوتها؟ صوتها كيف.. بل الله تعالى يقول {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وقُلْنَ قَوْلاً مَّعْروفاً} الممنوع والمحرَّم هو الخضوع بالقول يعني التكسُّر والتميُّع الصوت اللي فيه إغراء يعني هذا يُطمِع الذي في قلبه فيه مرض الشهوة لما يسمع واحدة بتعمل بالطريقة ديه يطمع فيها وبعدين قال {وقُلْنَ قَوْلاً مَّعْروفاً} لم يمنعهن من الكلام، لا الكلام بالمعروف مطلوب، فإذا كان نساء النبي عليهن من التشديد والتغليظ ما ليس على سائر النساء عليهم أحكام شديدة ولذلك قال {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ} ومع هذا قال {وقُلْنَ قَوْلاً مَّعْروفاً} فالذي يقول أن صوت المرأة عورة هذا لا دليل عليه..

خديجة بن قنة: نعم فضيلة الشيخ كنت قلت قبل قليل إن المرأة تُكمِّل الرجل والرجل يُكمِّل المرأة وأن أدوارهما هي أدوار تكاملية إذاً ما موقفكم من فكرة المساواة يعني ما نسمع به اليوم هو المساواة وليست التكاملية هل ترون أن المساواة هي ما تقصد به أنت تكاملية؟

يوسف القرضاوي: الآن لست ضد المساواة ولكن أنا ضد التماثل أو التطابق الذين.. يعني أنا قلت المرأة مساوية للرجل في أصل التكليف وفي الكرامة وفي الحُرمات الأساسية إنما إذا كان يراد بالمساواة يعني إعطاء كل ذي حق حقه هذا لا مانع بس على أن نعترف بأن لكل منهما خصائص غير خصائص الآخر، المرأة ربنا خلق جسمها غير جسم الرجل هل أحد يماري في هذا؟ أعصابها غير.. الجهاز العصبي عندها جهاز.. مُزوَّدة بكمية من العواطف والانفعالات من أجل الأمومة فتستطيع أن تتحمَّل آلام الأمومة والحمل والطلق والوضع والتربية والرضاعة والأشياء ديه كلها عندها.. ولذلك القرآن لما قال {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} ما قالش بما فضَّلهم على النساء لا يعني النساء مفضَّلات في أشياء والرجال مفضَّلون في أشياء، فربنا يعني جعل هناك خلاف بين فطرة الرجل وفطرة المرأة وتكوين الرجل وتكوين المرأة من الناحية البيولوجية نفسها والفسيولوجية، فهذا لحكمة خلقها فكيف نجعلهما.. كيف أسوي بين امرأة من شأنها أنها تحيض وتلِد وتحمِل وتُرضِع وتفطم وتتعرض لهذا بينها وبين الرجل؟ ظلم هذا لابد أن يكون لهذا اعتباره في التخفيف عنها في بعض الأشياء، في بعض..

خديجة بن قنة [مقاطعةً]: سنواصل الحديث في هذه النقطة بعد أن نأخذ موجزا لأهم الأنباء من غرفة الأخبار ثم نعود لمتابعة هذه الحلقة من برنامج الشريعة والحياة حول المساواة بين الرجال والنساء.

[موجز الأنباء]

موقف الإسلام من المماثلة بين الجنسين

خديجة بن قنة: أهلا بكم مشاهدينا، نحن معكم في برنامج الشريعة والحياة موضوع حلقتنا اليوم المساواة بين المرأة والرجل، كان فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي يتحدث عن فكرة المساواة بين النساء والرجال، فضيلة الشيخ الفكر الغربي ومؤتمرات الأمم المتحدة والجمعيات النسائية سواء العربية والغربية كلها تركِّز على فكرة المساواة، المساواة التامَّة بما يعني المُماثَلة، أين تفترق هنا الرؤية الإسلامية عن الرؤية الغربية في مفهوم المساواة برأيكم؟

يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، الرؤية الغربية تنطلق من واقع عند القوم هذا الواقع هو أن المرأة ضاعت في المجتمع الغربي لم يرعها أب ولم يرعها أخ فاضطُرت أن تدخل ميدان العمل وتُزاحم الرجال بمناكبها وتأخذ حقَّها حتى تعيش، أنا أذكر أحد شيوخنا الكبار الأستاذ الدكتور محمد يوسف موسى وهو من كبار علماء الأزهر الذين لمعوا بين الثقافة الغربية والثقافة الإسلامية أخذ الدكتوراة من فرنسا وهو في فرنسا حكى قصة قال كنّا مجموعة من شباب الأزهر ندرس في فرنسا وكانت تخدمنا فتاة يظهر عليها أنها من أصل طيِّب يعني ليست عابثة ولا لعوبة ولا بتاع تؤدي عملها وتنصرف فسألناها يعني أنتِ مين ومن أي؟ قالت لهم تعرفون المتجر الفلاني في الشانزليزيه ده ولا مش عارف إيه؟ قالوا لها آه، قالت له ده متجر عمِّي، قالوا لها عمك يملك هذا قالت نعم ويتركك تخدمين يعني شبَّانا غرباء في بيوتهم؟

قالت لهم آه ولماذا لا يكفلك عمّك قالت له ومن يُلزِمه بهذا؟ هل أنتو عندكم يعني العم يتكفّل ببنت أخيه إذا كانت فقيرة ومحتاجة؟ قال لها نعم وإذا لم يكن هذا طوعا المحكمة الشرعية تحكم عليه بالنفقة كَرها وتلزمه بهذا، قالت لهم لو كان عندنا مثل هذا ما رأيتم هذه الجيوش الجرَّارة من النساء من الصباح الباكر تزحف إلى المصانع والمشاغل وكذا.. ما أصبح يُسمَّى في الحضارة الغربية الجنس الثالث يعني أحد فلاسفة الغرب سمَّى هؤلاء النساء اللائى يعملن صباح مساء فقدن أنوثتهن فسمَّاهم جنس ثالث لا هم من جنس الرجال ومن جنس الإناث، فهل هذه هي التي جعل المرأة الغربية اللي بيقولوا إنها مساواة هي هذه ليست مساواة، مساواة أن المرأة تعمل كما يعمل الرجل تماما؟ هم لا يعتبرون أن البيت ده مسؤولية وأن تربية الأجيال ديه مهمة عظيمة، كل اللي بيذكروه بالنسبة لعمل المرأة العمل الاقتصادي العمل مش الاقتصادي العمل الذي يدر دخلا، المرأة في البيت بتعمل وعمل كبير جدا هو رعاية الزوج وحفظ البيت ورعاية الأطفال ولادة الأطفال وتربيتهم وإرضاعهم هذا أمر هيِّن؟ المشكلة أن المجتمع الغربي يعني معظمه لم يعد يربِّي أطفالا لأن المرأة كثير من النساء لا يتزوجن وحتى اللائي يعاشرن بعض الرجال يعاشرهن عِشرة غير يعني زوجية، يعني أنا كنت في سنة 1985 بأعمل عملية في ألمانيا وكان كل اللي بيخدموني ممرضات وأسألهم يعني هم متزوجات؟ كلهن (Miss) ما فيش (Mrs) أبدا ليه يعني هذه حياتهم حتى اللي لها يعني صديق أو (Boyfriend) أو كذا يعيشان معا في غير حياة زوجية فما عاد فيه حياة زوجية وحتى اللي يتزوجوا لا ينجبون أطفالا يعني ولذلك العقم وقلة النسل أصبحت من مشكلات العالم الغربي..

خديجة بن قنة [مقاطعةً]: نعم لكنها مشكلات فضيلة الشيخ لكنها مشكلات موجودة أيضا..

يوسف القرضاوي [متابعاً]: وكثرة الشيوخ والمسنِّين أصبحت تزيد بكثير على كثرة..

خديجة بن قنة: يعني هذه الأمراض كلها موجودة أيضا في المجتمعات العربية والإسلامية، أنت تتحدث عن مشكلة العنوسة.. الرجل العربي..

يوسف القرضاوي: لا هذه ليست عندنا إطلاقا ليس عندنا ما عند هؤلاء القوم، ليست عندنا هذه الجيوش التي تعمل بالطريقة ديه وليست عندنا العنوسة بهذه الكثرة، لا زال عندنا البيوت والزوجية هي الحياة أو لا زال عندنا الإنجاب هو الأمر الأساسي، عندهم ما عاد فيه إنجاب، فلذلك المرأة ما عاد فيه امرأة مشغولة بأولادها وأطفالها وكذا الأولاد.. إحنا جربنا تزوجنا وكنا أباء وشفنا المرأة يعني لا يكفيها وقتها يعني لكي تخدم أولادها وخصوصا..

خديجة بن قنة [مقاطعةً]: نعم فضيلة الشيخ الفرق الوحيد أن هناك العائلة يتحمل مسؤوليتها الرجل والمرأة، تربية الأطفال يتحمل مسؤوليتهم الرجل والمرأة..

يوسف القرضاوي[متابعاً]: إنما الرجل ما بيحبلش ولا بيولد ولا بيرضع، يعني كيف يتساويان؟ المرأة تحمل وتلد وترضع وتربي، الرجل هو يكسب علشان يوفر للبيت نفقاته المطلوبة كيف..

خديجة بن قنة: نعم لكن هنا تتضاعف المسؤولية على المرأة المسلمة لأنها تربي.. تحمل وتربي وتحضن وتخرج أيضا وتعمل في الخارج لتساعد الرجل..

"
الإسلام يراعي خصوصية المرأة في الحمل والرضاعة وتربية الأطفال فلا يلزمها بالعمل من أجل إعالة الأسرة إنما يكلفها للزوج
"

يوسف القرضاوي: إذا كلفناها أنها تعمل كما يعمل الرجل مع هذا يبقى ظلمنا المرأة، هذا ليس مساواة هذا ظلم للمرأة نُحمِّلها فوق طاقتها أنها عليها أنها تحمل وتتحمل آلام الحمل تسعة أشهر والطلق وبعدين الوضع والإرضاع والتربية والإشراف وبعدين تعمل كما يعمل الرجل تماما، هذا ظلم يعني بالعكس الإسلام هو الفطرة، الأشياء التي خص الله بها المرأة ربنا خصَّها لتكون أما، لماذا نعطِّل الأمومة عندها ولماذا نكلفها أن تعمل إذا كانت امرأة لم يقدر لها أن تتزوج.. والله هذه بحكم.. لم يقدَّر لها أن تنجب هذه معذورة إنما المرأة المعتادة في مجتمعاتنا من شأنها أن تتزوج ومن شأنها أن تنجب ومن شأنها أن تشغل ببيتها وأولادها هذا وهذا حقها وهذا واجبها، فيعني نظرتنا.. وبعدين الغرب بينظر إلى المرأة أنها جسد أكثر شيء مثير للفتنة يعني الإعلانات حتى الإعلانات في الأشياء التي للرجال نأتي بامرأة تُعلن عن أشياء رجالية ما معنى هذا؟ هم الحقيقة لا يكرِّمون المرأة بالعكس ينظرون إليها نظرة.. وبعدين أخيرا انتهوا بالأشياء التي تريد أن يستغني الرجال بالرجال والنساء بالنساء ولا تتكوَّن الأسرة يعني، الأسرة الوحيدة الجنس أو الوحيدة التكوين، هذا كله هذا هو الغرب الذي يُراد أن نتخذه إماما لنا في هذه القضايا.

خديجة بن قنة: فضيلة الشيخ عندما نتحدث عن المساواة بين المرأة والرجل أبسط الحقوق التي يجب أن يتكافأ فيها الرجل والمرأة هي حق التعليم فيما نلاحظ أنه في المجتمعات الإسلامية حق التعليم للذكر إلى الآن في بعض المجتمعات مازال الولد يحظى بالأفضلية في التعليم على المرأة ويعني هذه الظاهرة تمتد إلى حد الزواج الرجل يختار في النهاية الأقل تعليما ربما الأكثر جمالا والأقل ذكاء والأقل تعليما، فهناك ربما بدأت تتغير هذه الظواهر إلى حد ما لكن نجد في بعض المجتمعات توجه نحو تعليم الأولاد قبل البنات.

يوسف القرضاوي: ولكن ليس الإسلام مسؤولا عن هذا، الإسلام يجعل حق التعلُّم للرجل والمرأة سواء وطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ومن حق المرأة أن تتعلم ما تستطيع أن تتعلمه حسب مواهبها وقدراتها تأخذ البكالوريوس والماجستير والدكتوراة والأستاذية وتكون عميدة كلية ومديرة جامعة ووكيلة وزارة ووزيرة تربية أو وزيرة شؤون اجتماعية أو وزيرة حتى خارجية يعني ما عليها يعني مانع من الناحية الشرعية ونحن هنا في قطر بحمد الله هناك مدارس للبنين ومدارس للبنات وهناك كلية للبنين وكلية للبنات ومن المعروف أن البنات أكثر عددا وأكثر تفوقا أنا يعني كنت أستاذ في جامعة قطر ودرَّست سنين طويلة وكنت رئيس قسم الدراسات الإسلامية وعميد كلية الشريعة ودرست.. وجدت البنات يعني أكثر تفوقا من البنين لأسباب يعني شتَّى يعني منها الحرص على التعلُّم والتنافس بينهن أقوى والتفرغ للعلم، الأولاد قاعد كل واحد معاه سياراته وقاعد يلف ويفحَّص ويعمل والبنت طول النهار في الجامعة وبتشتغل، فالفرص متاحة للجميع وأصبح هناك يعني مديرة جامعة ووزيرة تربية ومن اللطيف أني وجدت في البحرين وكيلة وزارة الأوقاف قال لي وزير الأوقاف إن عندنا وكيل وزارة امرأة ودا أوِّل مرة يعني المفروض إن وكالة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ديه عادة بتكون..

خديجة بن قنة [مقاطعة]: يحتلّها رجل.

يوسف القرضاوي [متابعاً]: يعني للرجال لا ديه في الكويت مش في البحرين وزير الأوقاف الكويتي قال لي الوكيلة عندنا امرأة يعني مسلمة واعية نشيطة متعلمة..

خديجة بن قنة: ولكنها امرأة لا تستطيع أن تصوِّت وأن..

يوسف القرضاوي: نعم؟

خديجة بن قنة: ولكنها هذه الوكيلة لا تستطيع أن تصوِّت لا أن تنتخب ولا أن تُنتخَب في النهاية.

يوسف القرضاوي: آه هذا للأسف هذا يعني من يعني سوء فهم الإسلاميين لهذه القضية الله يقول: {والْمُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} والأمر بالمعروف هو الوظيفة الاجتماعية والسياسية الكبرى في الحياة الإسلامية وربنا سوَّى بينهما، هو يقول لا.. وبعدين هو الانتخاب عبارة عن إيه؟ هو شهادة يعني الإنسان بيشهد ويقول هذا أصلح لتمثيلنا في المجلس التشريعي، شهادة المرأة تشهد كما يشهد الرجل في هذه الأمور ولا يأبى الشهداء إذا ما دعوا {وأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ} فكما..

خديجة بن قنة: وليست شهادتها بنصف شهادة الرجل؟

يوسف القرضاوي: نعم؟

خديجة بن قنة: وليست شهادة المرأة بنصف شهادة الرجل؟

يوسف القرضاوي: لا هنا مش في.. لا تتنصَّف هنا زي روايتها للحديث المرأة تروي الحديث كما يروي الرجل مادامت ثقة تروي الحديث ودا يقول حدثني فلان عن فلان وتفتي كما يفتي الرجل ومن حقها أن تكون مفتية وتصل إلى مرتبة الاجتهاد كالأئمة الكبار تماما.

خديجة بن قنة: نعم طيب سعيا لتحقيق نوع من المساواة بين المرأة والرجل عُدِّلت الكثير من قوانين الأحوال الشخصية في الدول العربية والإسلامية مثلا قضية التعدد في قوانين الأحوال الشخصية يعني حاولوا في كثير من الأحيان أن يحسِّنوا وضع المرأة بحيث أنه تُقَرّ حقوقها في هذا المجال أن تُعلَم على الأقل الزوجة الأولى بأن زوجها سيتزوج عليها، أيضا في موضوع تجميد تنفيذ حكم الطاعة بقوة الشرطة، في موضوع الطلاق التعسفي، هل تشجعون هذه الخطوات فضيلة الشيخ تعديل قوانين الأحوال الشخصية بما يحقق حقوق المرأة؟

يوسف القرضاوي: أنا في كثير من هذه الأشياء وافقت عليها مثل ما كان يسمى بيت الطاعة إن المرأة يعني الناس.. يُحكم عليها إنها زوجها يعمل لها بيت طاعة يعني غرفة كده وفيها قُلَّة تشرب منها وحصيرة تنام عليها ومخدة ومش عارف إيه وتروح بالحكم الشرطة يعني هذا لا يجوز، أنا أجزت قضية الخلع المرأة التي تكره زوجها إنها تخلعه تدفع له ما دفع لها وتقول له أنا لا أريد العيش معه يعني هذا يعني وافقت على هذا، التعدد لابد أن يكون الاطمئنان أن الرجل قادر على هذا التعدد معنى قادر ماليا قادر إنه ينفق على يعني بيتين إنما إذا كان مش قادر يعني يوفي حق امرأته الأولى يروح يتجوز واحدة ثانية، يكون قادر يعني جسميا وجنسيا على إحصان امرأتين، يكون واثق من نفسه بالعدل يعني يكون من حق هذا أن يُقنَّن ممكن أن يقنن بحيث الرجل الذي لا يظهر عليه يعني علامات الثقة بالعدل ولا القدرة على الإنفاق ولا القدرة على الإحصان إنه لا يسمح له إنما لا يجوز أن يُحرَّم على الناس التعدد لا يعني..

ارتباط ظاهرة النشوز بالمرأة

خديجة بن قنة [مقاطعة]: فضيلة الشيخ ذكرت المرأة الناشز عندما يكون الرجل ناشزاً من يضبطه؟

يوسف القرضاوي [متابعاً]: ما فيش رجل ناشز لأن الرجل هو صاحب.. النشوز..

خديجة بن قنة: هل النشوز ظاهرة مرتبطة فقط بالمرأة؟

يوسف القرضاوي: هو النشوز ضد صاحب السلطة مفيش حاكم بيتمرد على الشعب إنما فيه شعب بيتمرد على الحاكم، دائما فيه صاحب السلطة هو الذي يُنشَز ويتمرد عليه إنما اللي معه سلطة يعني إزاي هيتمرد على.. يعني لا هو النشوز لا يكون إلا من..

خديجة بن قنة [مقاطعةً]: من أين يستمد هذه السلطة؟

يوسف القرضاوي: نعم؟

خديجة بن قنة: من أين يستمد هذه السلطة؟

"
الرجل بمؤهلاته وبما أنفق من ماله يؤسس الأسرة، وليس معنى هذه السلطة أو القوامة  الاستبداد والتفرد في القرار الأسري
"

يوسف القرضاوي: من الشرع، {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}، إن الشرع قال لابد لهذه الشركة من إدارة ما فيش شركة من غير إدارة لأن تبقى فوضى ولا فيش شركة لها رئيسين المركب اللي فيها رئيسين بتغرق لابد أن يكون من الرجل أو المرأة وُجد إن الرجل يعني بمؤهلاته وبما أنفق من ماله لأن هو اللي مطلوب منه يؤسس الأسرة من ماله هو اللي بيدفع مهر هو اللي بيأسس البيت هو اللي ينفق على.. فلما ييجي يهدم هذا البيت الذي أسسه وأنفق فيه يعني تحويشة عمره كما يقولون يبقى بيهدمه على أم رأسه فلذلك يكون حريص على هذا فلذلك قالوا {بِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} فالرجل هو له السلطة وليس معنى هذه السلطة أو القوامة بتعبير القرآن ليس معناها الاستبداد لا ما فيش سلطة.. لا يعطي الإسلام صاحب سلطة أن يستبد بمن يلي عليهم لا حاكم ولا أب في أولاده ولا زوج في زوجته لا ليس هناك سلطة مطلقة الذي له السلطان المطلق هو الله لا يسأل عما يفعل..

خديجة بن قنة: نعم لكن فضيلة الشيخ هناك أصحاب نعم لكن على مستوى..

يوسف القرضاوي: إنما كل إنسان يسأل عما يفعل.

خديجة بن قنة: نعم لكن على مستوى الأسرة صاحب السلطة هو الرجل وهناك رجال لا يتحملون مسؤوليات عائلاتهم، هناك رجال يقضون الليالي في الملاهي وفي الفنادق وفي الديوانيات والمجالس ويتركون أولادهم وعائلاتهم ولا يتحملون أي مسؤولية يعني هل لا يرتبط، يرتبط بهم لفظ أو معنى النشوز هؤلاء؟

يوسف القرضاوي: ده ما يستحقش يكون يعني قوَّام هو يعني كان رحمها الله الدكتورة عائشة عبد الرحمن اللي هي اسمها بنت الشاطئ كانوا بيسألوها يعني عن القوامة وبتاع قالت لهم ربنا ما قالش الذكور قوَّامون على الإناث ولكن قال الرجال قوامون قالوا هاتوا الرجال فالذي يعمل هذا ليس رجلا هذا اللي بيترك امرأته ويروح يسكر ويروح يلعب ويروح كذا وتارك أولاده وتارك بيته هذا ليس رجلا ليست هذه هي الرجولة لا هو مؤمن ولا هو رجل ومن حق المجتمع أن يتدخل في شأن هذا، مثل هذا الذي يضيِّع بيته ويخلف أولاد ولا يعرف عنهم شيئا.

خديجة بن قنة: نعم ماذا يفعل لهم المجتمع؟
يوسف القرضاوي: المجتمع لازم يتدخل هناك.. أمَّال معنى بعضهم أولياء بعض يعني إيه؟ لازم المجتمع أقاربه.. ليه قال في حالة الخلاف {فَابْعَثُوا حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ} وهذا شغل المجتمع ممكن الدولة يعني تجعل لهذا قانونا إن فيه لجان معينة تهتم بهذا ممكن تنظيم هذا.

خديجة بن قنة: نعم نأخذ مداخلات بعض المشاهدين، عمر السفرجي من السعودية تفضل.

عمر السفرجي: السلام عليكم.

خديجة بن قنة: عليكم السلام.

عمر السفرجي: أنا عندي سؤالين لفضيلة الشيخ السؤال الأول يقول الرسول عليه الصلاة والسلام "ما سمع بي يهوديا أو نصرانيا ولم يؤمن بي إلا أدخله الله النار" هل الرحمة جائزة لغير المسلمين وأنت ترحمت على البابا؟ والسؤال الثاني قوله تعالى: {وقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ولا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} هل تخص نساء النبي أو نساء المؤمنين؟ شكرا جزيلا.

خديجة بن قنة: نعم شكرا لك يوسف اليوسف من السعودية تفضل.

يوسف اليوسف: السلام عليكم.

خديجة بن قنة: عليكم السلام.

يوسف اليوسف: مرحبا أخت خديجة الله جزاك بالخير على هذا البث الطيب وكلامك الطيب.

خديجة بن قنة: بارك الله فيك.

يوسف اليوسف: السلام عليكم يا شيخنا.

يوسف القرضاوي: عليكم من السلام ورحمة الله.

يوسف اليوسف: سيدي الكريم كان بالنسبة لموضوع المساومة لأختِ خديجة وموضوع يعني كبير مساومة.

خديجة بن قنة: نعم تفضل.

يوسف اليوسف: بالنسبة لموضوع المساومة بيعجبني الثقافة الفرنسية الإخوان المسلمين اللي في فرنسا تكلموا عليها وقرأت عنهم في كتاب بن مالك فبيقول إن حتى الخلق مختلف فالله سبحانه وتعالى خلق آدم من تراب روح من تراب الروح من تراب الهدف منها تكون المشقة والرعاية والصرف على البيت، خلق الله حواء من ضلع آدم فهي روح مخلوقة من روح حتى الخلق مختلف روح من طين وروح من روح فهي للرقة وكما تفضل فضيلة الشيخ للأمومة والنقطة ديه تعجبني جداً فالخلق مختلف تماما فبالتالي موضوع النقطة الثانية الدية اللي تفضلت فيها الأخت خديجة نصف الدية ولها نصف الميراث أيضا، في الثقافة الإسلامية عندنا إذا كان في أخ وأخت وجالهم إرث هو له قدها مرتين هي النصف هو مطالب شرعا إنه يصرف على البيت هي غير مطالبة وإن صرفت تفضل منها فبالتالي هو الرجل مطالب بولاية الأمر فبالتالي مستحقاته في الصرف وفي الدية أكبر منها هي بتأخذها لها شخصيا، النقطة الأخيرة عفوا أنا يمكن تأخرت شوية معكم النقطة الأخيرة إنه ثقافة المرأة عندنا أو موضوع المساومة المرأة عندنا محترمة الفتاة محترمة بيدفع لها في العلاقات الأوروبية بتكون مشاركة للزواج أو الصرف أو حتى الـ (Boyfriend) والـ(Girlfriend) وحتى النهاية حتى اليهوديات يتمنى يكون لها (Boyfriend) عربي يتزوجها مسلم عربي، شكرا لكم والسلام عليكم.

خديجة بن قنة: شكرا لك نأخذ أحمد توفيق من قطر تفضل.

أحمد توفيق: السلام عليكم ورحمة الله.

خديجة بن قنة: وعليكم السلام.

أحمد توفيق: جزاكم الله خيرا عن هذا البرنامج الطيب، أولا فقط أود أن أشير إلى نقطة أنه في بعض الحلقات تم تكرار قضية أنه هناك متشددين فأرجو أن يكون هناك توضيح للمقصود من المتشددين خشية أنه بعض الناس يشعر أن إحنا نقصد جهة معينة وأنهم متطرفين أو متشددين لا نحن نقصد مثلا من يتكلم عن النقاب أو أمور أخرى متشددين بمعنى أنهم مغالين ولكن نحن نقصد طبعا أمور ناس آخرين شددوا فوق طاقة المجتمع وأفتوا من الإسلام وهو بغير مكانه، فهذه نقطة أحب أذكرها بالأول، بالنسبة لنقطة الرجال قوامون على النساء فكما قال الشيخ الآية الكريمة {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} فهناك أمور فضَّل الله بها الرجال على النساء وهناك أمور أخرى فضَّل الله بها المرأة على الرجل فمثلا قضية وهذا التفضيل في أمور الدنيوية وليست الدينية فمثلا كانت قواما للرجل لبنيته القدرة على العمل وكانت المرأة تفضيل لها في العاطفة لكي تكون أم وتتحمل الآلام، فنحن كإسلام ندعو إلى العدل ولا يُشترط أن تكون هناك مساواة فمثلا في الحج المساواة أن يأتي الله سبحانه وتعالى يحاسب الفقير والغني على التقصير في عدم الحج لأنهم هنا تكون المساواة ولكن العدل كان بمحاسبة الغني لأنه كان قادرا ماديا ولم يذهب أو كان قادرا جسميا وماديا ولم يذهب ولكن الفقير لم يكن قادرا ماديا فلم يذهب، فهنا كان العدل من رب العالمين وليس المساواة فالإسلام نحن ندعو إلى العدل أكثر من المساواة وجزاكم الله خيرا.

خديجة بن قنة: شكرا لك نأخذ مشاهدينا فاصلا قصيرا ثم نأخذ إجابات فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على أسئلة المشاهدين فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

خديجة بن قنة: أهلا بكم مشاهدينا نحن معكم في برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي موضوع حلقتنا اليوم المساواة بين المرأة والرجل، فضيلة الشيخ كان يسأل عمر السفرجي من السعودية أولا مسألة الترحم على غير المسلمين ثم عن الآية الكريمة {وقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}.

يوسف القرضاوي: {وقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}.

خديجة بن قنة: هل هي موجهة لنساء النبي فقط؟

يوسف القرضاوي: بالنسبة للترحُّم على غير المسلمين أنا قلت نسأل الله أن يرحمه بقدر ما أدَّى من خير للإنسانية وما ترك من عمل صالح يعني المفروض أن ربنا سبحانه وتعالى حينما يجازي الناس ليس كل الكفَّار يعني متساوين حتى في العذاب، لو أن كافرا قدَّم خيرا للإنسانية وقدَّم اختراع وعمل عمل طيب هل هذا يُكافأ مثل هتلر الذي ذبح الملايين؟ ليس كل الناس سواء يعني الله تعالى يقول {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ومَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراً يَرَهُ} فليس كل الناس سواء لذلك قلت ربنا يرحمه بقدر ما قدَّم من خير فهذا دعائي مُقيَّد لمن يدرك يعني العبارات ودقتها، أما قوله تعالى {وقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} وهل هذا خاص بنساء النبي أم عام لنساء الأمة؟ فمَن يقرأ القرآن ببساطة يجد أن هذا هو خطاب لنساء النبي لأنه كل هذه الآيات نزلت في نساء النبي بعد أن قال يعني {ومَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ ورَسُولِهِ وتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ} و{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا العَذَابُ ضِعْفَيْنِ} قال {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ} هو نفى المساواة بينهن وبين غيرهن، عليهن من الأحكام المغلظة والمشددة ما ليس على سائر النساء فقال { لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وقُلْنَ قَوْلاً مَّعْروفاً وقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ولا تَبَرَّجْنَ} فهذا خطاب لنساء النبي فتعميمه على نساء الأمة فهذا ليس صحيح، ليس بصحيح.

خديجة بن قنة: نعم يوسف اليوسف يقول ديّة المرأة نصف ديّة الرجل وأيضا للمرأة نصف الميراث لأسباب تتعلق بالإنفاق.

يوسف القرضاوي: ما ذكرنا من قبل قلت لك إن عملية تفضيل البنت على أخيها في الميراث هذا مردُّه إلى تفاوت الأعباء والواجبات المالية لأن أعباء الابن ليست كأعباء البنت وضربت مثل لهذا لو أن رجلا توفي وترك مثلا 150 ألف ريال وترك ابن وبنت هما الوارثان الوحيدان الابن هيأخذ مائة والبنت هتأخذ خمسين، طيب كلاهما غير متزوج البنت تريد أن تتزوج يأتي واحد ويعطيها مثلا 25 ألف بقى نصيبها كم؟ 75 ألف، الولد يريد أن يتزوج وهيعطي واحدة 25 ألف بقت المائة كم؟ 75 ألف، غير هو بعد ذلك مطالب بتأثيث البيت وبولائم وبأشياء هتنقص الـ 75 ألف هي هتجيلها هدايا وأشياء هتزيد الـ75، فحتى أن بعض أخوانا يقول امتياز المرأة على الرجل في الميراث، قال ده في النهاية المرأة أفضل من الرجل، فليس.. أنا أريد أن أؤكد شيئا أن هذه الشريعة ليست شريعة وضعها الرجال ديه شريعة وضعها رب الرجال ورب النساء الذي {خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأُنثَى} فلا يتصور أن يتحيز الله للرجال على النساء لأنه ربهما جميعا فلذلك العدل المطلق موجود في هذه الشريعة من غير شك قضية الديّة إحنا اتكلمنا عنها في كلام كثير وأنا كتبت فيها بحثا أرجو أن أنشره قريبا إن شاء الله.

خديجة بن قنة: نعم فضيلة الشيخ يسأل عبد العظيم قدَّار المراغي من مصر يقول إذا كانت هناك مساواة بين الذكر والأنثى فلماذا لم يتخذ المولى جلَّ أنبياء ورسل من النساء؟

يوسف القرضاوي: لا هو حتى الأنبياء بعضهم قال إن فيه أنبياء من النساء ابن حزم يرى أن الله أرسل نبيَّات ومنهن أم موسى ويستدلّ بقوله تعالى {وأَوْحَيْنَا إلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} فربنا أوحى إليها ويقول إن مريم كانت نبيَّة {وإذْ قَالَتِ المَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وطَهَّرَكِ واصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ العَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ واسْجُدِي وارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} فيقول مادام الملائكة خاطبتها تكون نبيَّة إنما ليست مرسلة إلى أحد نبيَّة هي في نفسها ليس عندها رسالة إلى الآخرين، لماذا جعل الله الرسالة إلى الرجال؟ لأن الرسالة معاناة شديدة لا يقدر عليها النساء الرسل الرجال يعني عُذِّبوا عذابا شديدا وابتلوا وقاومهم الناس فهنا يكون دور المرأة أن تقف بجوار زوجها كما وقفت خديجة رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعبء الرسالة وهموم الرسالة وابتلاءات الرسالة لا تتحمَّلها المرأة فربنا لطف بالمرأة ولم يكلفها هذا ليس لأنها يعني دون الرجل.

خديجة بن قنة: محمد أحمد الأسد من إيطاليا يقول ما هو رأي فضيلة الشيخ بالحديث الشريف "ثلاثة تقطع الصلاة الحمار والمرأة والكلب الأسود"؟

يوسف القرضاوي: هذا الحديث يعني أخذ به الحنابلة ولم يأخذ به سائر المذاهب وكانت عائشة تُنكر هذا الحديث وتقول سويتمونا بالكلاب والحمير وقالت إن هذا.. إنما كانت ترقد أمام النبي صلى الله عليه وسلم تضجع أمامه وتقول كما توضع الجنازة أمام المصلين وكان يصلي ما قطعتش صلاته ليه؟ فهذا ليس أمرا متفقا عليه.

خديجة بن قنة: أحمد توفيق كان يسأل عن تحديد المتشددين، يقول من هم المتشددون الذين تقصدونهم في حديثك؟

يوسف القرضاوي: نحن لا نعني بالمتشددين لا أريد أن أصف فئة معينة وأقول هؤلاء متشددون إنما الذين يعني يتبنون الرأي الأشد والأثقل دائما هم هؤلاء المتشددون مواقفهم من المرأة معروفة، يعني الذين يمنعون المرأة أن تدلي بصوتها في الانتخاب لا مش فقط يمنعونها من أن تُرشَّح عضوا في المجلس لا يمنعونها أنها تقول هذا يصلح وهذا لا يصلح هؤلاء ليسوا.. أنا مع.. الذين يقولون للمرأة لا يجوز لها أن تتعلم، بعض المشايخ قعد يناقشني مرة أن المرأة تتعلم التعليم الابتدائي فقط ولا تتعلم.. قلت له طيب لكي نعلمها التعليم الابتدائي مش محتاجة واحدة معلمة قالي آه طيب المعلمة تكون معها الابتدائي ولا إيه؟ قال آه ما فيش مانع أن يكون المعلمة أعلى منها قلت له طيب المعلمة أعلى منها محتاجة إلى أنها تتعلم في الثانوي طيب اللي بتتعلم في الثانوي ديه مش محتاجة إلى حد يعلمها يكون جامعي؟ يعني وكل .. فهؤلاء متشددين بعضهم يقول المرأة لا تتعلم المرأة لا تعمل هي في بيت زوجها حتى وإن احتاجت إلى العمل واحتاجت أسرتها إلى العمل، ربنا ذكر لنا في سورة القصص الفتاتين اللتين ذهبتا لتسقيا الغنم ورآهما سيدنا موسى {قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} لا يردن أن يزاحمن الرجال، يعني أما تخف الزحمة ندخل نسقي أغنامنا وقالوا أبونا شيخ كبير مادام الأب شيخ كبير يبقي الأولاد يشتغلوا البنات تشتغل، المجتمع في حاجة إلى طبيبات في حاجة إلى ممرضات في حاجة إلى معلمات في حاجة.. وبعدين النهضة إذا كانت أمَّة عايزة تنهض عمرانيا واقتصاديا وفي حاجة إلى الأيدي العاملة ممكن نشغّل المرأة فيما هو يليق بها خصوصا إذا كانت المرأة غير متزوجة أو المرأة غير مُنجبة معندهاش أولاد أو أولادها كبروا يعني خلاص بقى أصبحت فارغة تشتغل فيما يناسبها لما نمنع المرأة من..

خديجة بن قنة [مقاطعة]: هل تعتبر إذا فضيلة الشيخ أن عمل المرأة هو حق للمرأة؟

يوسف القرضاوي [متابعاً]: آه حق للمرأة نعم هذا..

خديجة بن قنة: لا جدال في ذلك؟

يوسف القرضاوي: بس بشرط ألا يجور ذلك على مهمتها الأصلية إذا كان هتروح تعمل وتسيب أولادها في البيت يبقى إيه اللي عملته أولاد صغار محتاجين إلى حضانتها وإلى رعايتها يعني هذا يعني..

أوجه التعارض بين المساواة والقوامة

خديجة بن قنة: نعم كيف تُحددون فضيلة الشيخ العلاقة بين فكرة المساواة وفكرة القوامة لأنه غالبا يعود لفظ القوامة في حديثنا وأن الرجل قوَّام على المرأة وأنه المسؤول عن الأسرة وهل فكرة المساواة تتعارض مع فكرة القوامة؟

"
المساواة الكاملة لا تعني المطابقة لأن ذلك ضد الفطرة، إنما المساواة بين المرأة والرجل في المجتمع تحمل معها قوامة الرجل لما يقع على كاهله من مسؤوليات
"

يوسف القرضاوي: إحنا أردنا المساواة العادلة كما أشار أحد الأخوة أنه ليست المساواة الكاملة المطابقة لأن ده ضد الفطرة إنما المساواة العادلة بمعني أن الرجل يعني قوَّام على الأسرة وقوامته كل مقاومة أو كل قوَّامية أو كل سلطة في مقابلة مسؤولية أنه مسؤول عن النفقة ومسؤول عن كذا ولكن ليس معني هذه القوَّامية على الأسرة أنه يجعل المرأة كمّاً مهملا لا يستشرها في أمر، إذا كان ربنا ذكر في فطامة الطفل الصغير قال {فَإنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} يعني الطفل صار عمره سنة ولا سنة ونصف وأصبح يعني ممكن يستغني عن الفطام لا يستبدّ الرجل بهذا ولا تستبد المرأة لازم يتراضيان ويتشاوران فالرجل مش يعني أمر ونهي أنا صاحب السلطان وأنا أصدر أوامر عسكرية لا تتم الأسرة بهذا الله تعالى قال {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} لا يكون السكون ولا تكون المودة ولا تكون الرحمة مع الأوامر العسكرية الصارمة أمر وطاعة لا لابد يكون في تشاور حتى النبي عليه الصلاة والسلام يقول "آماروا النساء في بناتهن" يعني لما ييجي الواحد يزوِّج بنته يقول لأمها إيه رأيك يا أم فلان أنا جاي لي فلان الفلاني طالب عائشة بنتي ولا حصة ولا فاطمة ولا كذا، إيه رأيك فيه وإيه رأي البنت، يعني لأن الأم أدرى بابنتها من أبيها تعرف أسرارها ولا تعرف .. تجترئ البنت على أمها ما لا تجترئ على أبيها ولذلك ينبغي أن يسألها، آماروا يعني استشيروا النساء في بنات.. فليس معنى أن القوَّامية أن الرجل يعني يصبح ديكتاتورا يفرض رأيه وإذا دخل سكت الناطق وخرس البيت من هيبة الرجل وترتعد لا يعني، سيدنا عمر واحد..

خديجة بن قنة [مقاطعة]: طيب فضيلة الشيخ طالما.. نعم.

يوسف القرضاوي [متابعاً]: رآه بيلاعب أولاده، شوفي سيدنا عمر وهو هذا الرجل القوي في حكمه وفي كذا واحد دخل لقاه بيلاعب الأولاد فعجب قال له وما عجبك؟ قال وماذا تفعل أنت في بيتك؟ قال له يا أمير المؤمنين إذا دخلت سكت الناطق، يخرس الجميع وكان واليا له على إحدى الولايات قال إذاً لا آمنك على أن تكون واليا على المسلمين، مادام هذا شأنك في بيتك لا تصلح أن تسوس المسلمين وتقودهم، فليس المعني ما يفهمه بعض الناس من القوامة.

خديجة بن قنة: نعم فضيلة الشيخ المثال السابق عن تزويج البنت، دائما عندما تقبل الفتاة على الزواج تأتي الأم وتقدِّم لها مجموعة من النصائح والوصايا لا تغضبي زوجك وكوني له ربة بيت ماهرة وحافظي عليه واحفظي وافعلي و.. و.. وكثير من الوصايا التي تُوجَّه للفتاة أما الفتى فلا يقال له إلا تزوَّج فأكمل نصف دينك، هل المرأة خلقت يعني مخلوق لإسعاد الرجل وللتضحية من أجله فقط؟ يعني لماذا لا توجه كل هذه الوصايا والنصائح للرجل في نفس الوقت؟ يعني حتى في..

يوسف القرضاوي: هو المفروض النصيحة.. النبي عليه الصلاة والسلام يقول "الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين" كل الناس يجب أن يُنصحوا القرآن يقول {وَالْعَصْرِ إنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إلاَّ الَذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} كلمة تواصوا في اللغة العربية معناها إيه؟ يعني وصَّى بعضهم بعضا يعني الواحد يوصِّي بالحق ويقبل الوصيَّة من غيره بالحق، ليس هناك أحد يعني أصغر من أن يوصِي ولا واحد أكبر من أن يوصَى الوصية للجميع كل ما في الأمر أن ده ورد لأن المرأة أكثر شفقة وأكثر حرصا على ابنتها من حرص الرجل على ابنه ولذلك جاءت وصايا الأمهات لبناتهن ولم يأتِ مثل ذلك من حرص الآباء على أولادهن وتوصيتهم عند الزواج، إنما المفروض الإنسان يوصِّي وخصوصا فيه وصايا عامة من الدين للرجل يعني المفروض الرجل الذي يريد أن يتزوج، يتزوج.. فيه كتب مخصوصة لآداب الزفاف وعندما يتزوج الإنسان ينبغي أن يقرأها، يقرأها الرجل وتقرأها المرأة تنصحه ماذا يفعل بعد الزواج.

خديجة بن قنة: نعم يعني كذلك المطالبون بالمساواة بين المرأة والرجل يطالبون ينادون بإلغاء القوامة وتحدثنا عن ذلك قبل قليل وحرية المرأة في التصرف وحرية المرأة في أن تسافر لوحدها ونبذ مفهوم الطاعة أيضا وكذلك يعترضون على أن يكون الطلاق من اختصاص الرجل فقط، فهل هذا جائز في الإسلام أن تكون مثلا العصمة بيد المرأة؟

يوسف القرضاوي: هذا أولا من ناحية سفر المرأة بدون إذن زوجها يعني هل هذا معقول أن واحد يصبح لا يجد امرأته ويسأل عنها فين يا ناس ما يعرفش وبعد يومين ولا كذا تكلمه من باريس ولا بتاع تقول له ده أنا في باريس؟ هل ديه حياة يعني زوجية؟ وحتى الرجل حينما يريد أن يسافر لابد أن يُخبر امرأته يعني.. هؤلاء يعني لهم الذين يطالبون بهذا لهم رؤية غير رؤيتنا للمرأة وليست الحياة الزوجية لها قيمة يعني عندهم وليس الارتباط العائلي له هذه القيمة التي لها عندنا نحن.. المرأة تتعبد لله بهذا وترى أنها لو سافرت بدون ما يعلم زوجها هذه خيانة لا تقبلها ولا يقبلها ضميرها نفسه، أما قضية أن العصمة.. بعض المذاهب أجازت للمرأة أن تكون العصمة بيدها تشترط في العقد أن أنا العصمة بيدي إذا قَبِل الرجل هذا يعني أصبح ملزما بهذا الأمر لأن المسلمين عند شروطهم أجاز ذلك عددا من المذاهب الإسلامية أن المرأة تشترط أن يكون الطلاق في يدها وهذا بعض ما يفعله بعض الممثلات والمطربات والكذا تتزوج الواحد بس تقول له بشرط أن العصمة بيدي أطلقك متى شئت إذا والله قبل الرجل هذا فلا يمنع الشرع من هذا..

خديجة بن قنة: نأخذ كمال شكري من ألمانيا تفضل.

كمال شكري: تحية لكِ يا أخت خديجة وتحية خاصة للدكتور العلامة يوسف القرضاوي.

يوسف القرضاوي: حيَّاك الله.

كمال شكري: أنا ليّ مداخلة الحقيقة بالنسبة للي كنتِ اقترحته يا أخت خديجة وهو أن الرجل والمرأة في ألمانيا مثلا أو في أوروبا بيديروا حضانة الأطفال أو تربية الأطفال، هذا شيء اللي انتوا اللي بيُعرف عنه في المجتمعات العربية الكلام ده طبعا مش مضبوط ولو كان مضبوط عشان الواحد يبقى دقيق في التعبير بجزء بسيط جدا الست بتروح تشتغل ومسؤولة عن البيت بترجع البيت تشتغل تخدم الأطفال وتعمل الأكل للراجل وتنظف البيت و.. و.. إلى أخره وهذا ما لو قارنها بالست العربية فالست العربية بتبقي مدلعة جدا جدا، يعني عشان الحق يُقال ديه نقطة مهمة أساسية، النقطة الثانية اللي في وجهة نظري خطيرة جدا وهو تبديد أموال الأمَّة بهذه الطريقة والمليارات الموجودة في بنوك الصهاينة ولا نريد حتى الآن أن نفكِّر في محو الأميَّة عند البنت لأن البنت اللي هي الست القادمة اللي هي هتبقى مسؤولة عن الأسرة لأن ديه وظيفة كاملة تماما لازم يُعترف بيها والكلام ده مُعتَرف به طبعا هنا في أوروبا مش عايزة كلام يعني الست ديه البنت اللي ما بتعرفش تكتب ولا تقرأ بتعمل تطلع بعد كده بتخلِّف عشر أولاد أو بنات أو أو إلى آخره لا بيتعلموا ولا بيعرفوا يديروا حالهم بعد كده حتى لما شفنا مناطق الخليج يا أخت خديجة اللي أنتِ يعني بترسلي منها لو نعرف أن الست العربية اللي موجودة اللي عندها الفلوس الكثيرة بتروح تجيب الأموال، الأموال اللي موجودة عندها بتروح تشتري بيها من مطاعم الصهاينة وبتشرب الكوكاكولا اللي هو المفروض الناس ديه بتمنعها تماما وهذا أضعف الإيمان فأن الستات ديه مبتعرفش تربي لأن هي أساسا ما تربتش تربية إسلامية صحيحة، فهو الإسلام مش كلام الإسلام دين عمل لازم الناس ديه تفهم يعني زي منسوب طوال العمر اللي عنده بقي 43 مليار دولار الشيخ طال عمره طلال ولا بدران ولا ما أعرف اسمهم إيه ده كلام..

خديجة بن قنة [مقاطعةً]: بدون ذكر أسماء.

يوسف القرضاوي: ما تذكرش أسماء يا أخي.

خديجة بن قنة: نعم بدون ذكر أسماء.

كمال شكري: يا أخت خديجة لازم نكون بنبني رسالة خاصة للمرأة العربية.

خديجة بن قنة: نعم وهذه مسؤولية المرأة والرجل في نفس الوقت شكرا لك، كمال شكري من ألمانيا أثار نقطة مهمة جدا وهي محو الأمية لدى البنات كنا تحدثنا عنها في بداية البرنامج مسألة تعليم البنات في الواقع فضيلة الشيخ هؤلاء الذين يمنعون البنات من التعليم هم يخافون من الاختلاط من أن تختلط البنت بالذكور وفي بعض المجتمعات نجد أن المرأة لا تختلط بالرجل لا في الوسط الأسري ولا في المدرسة إلى أن تصل إلى أن تُكمِل تعليمها وفي النهاية تصطدم في وسط العمل بهذا الرجل يقابلها وبالتالي تشعر بأن أهليتها ناقصة مقارنة بأهلية الرجل.

يوسف القرضاوي: أولا نحن ننكر بشدة الأميِّة الفاشية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، مجتمعات العالم الثالث هذا ومعظم العالم الثالث معظمه من بلاد إسلامية، الإسلام يُنكر.. أول من محى الأمية محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي هو أول من وضع مشروعا لمحو الأمية عندما أسر كثيرا من المشركين في غزوة بدر وكان بعضهم لا يملك المال ولكنه يعرف القراءة والكتابة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم فداء الواحد منهم أنه يعلِّم عشرة من أولاد المسلمين الكتابة أول مشروع لمحو الأمية فلأسف الأمة الإسلامية فيها هذا بين الرجال والنساء على حد سواء كثير من البلاد لا رجالهم ولا نساؤهم وليس الباعث كما ذكرت يا أخت خديجة هو الاختلاط لا، في بلاد الريف، بلاد الريف قائمة على الاختلاط يعني ليس فيها حجب الرجال عن النساء هذا في المدن وفي الأشياء دي.. ومع هذا لا يهتمون بتعليم البنات يعني هو نفس الرجل الأب نفسه ما يقدِّر قيمة العلم فيقولك والبنت هتعمل بالعلم إيه لأن هو نفسه جاهل فيعني ولذلك نحن في حاجة إلى توعية الجميع توعية الرجال والنساء وفتح الأبواب وحملة لتعليم الجميع رجالا ونساء نُريد حملة عالمية إسلامية، هذه مشكلة كبيرة يعني يتحمَّل وزرها الجميع الحكام أساسا وأهل العلم وأهل الرأي وأهل الإعلام، ما نراه في بلادنا الإسلامية للأسف. أريد أن أقول بالنسبة لقضية المرأة التي يعني تشترط العصمة يعني في يدها حتى يكون لها حق مقابل الرجل أريد.. إنه الإسلام جعل للمرأة التي تكره زوجها وتضيق بالعيش معه جعل لها مخارج من هذه الحياة البعض يقول لك طب الرجل في إيده الطلاق طب المرأة في إيدها إيه؟ المرأة في إيدها الخلع إذا كانت هي الكارهة تقول له أنا روح بفلوسك بمهرك لا أريدك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة التي كرهت زوجها وكان أعطاها حديقة قال له يعني أقبل الحديقة وطلقها تطليقة، هذا شيء الشيء الآخر مجلس التحكيم أنه كما قال القرآن {وإنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا} مجلس عائلي محكمة عائلية تفرض على هؤلاء المتنازعين الحكم إن شاءا أن يجمعا جمعا وإن شاءا أن يفرقا فرقا ويحاولان سيدنا عمر بعث اثنين وذهبا ورجعا وقالا يا أمير المؤمنين لم نستطع أن نصلح بينهما الخلاف بينهما عميق جدا فقال لهما أصلحا نيتكما وعودا فعادا بنيّة جديدة وحاولا وعرفوا إزاي يدخلوا إلى المشاكل ويجدوا لها حلولا ووفق الله وعادا إلى سيدنا عمر قالا يا أمير المؤمنين الحمد لله صلح ما بينهما قال صدق الله العظيم يقول {إن يُرِيدَا إصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} الأمر الثالث القاضي من حق القاضي أن يطلِّق على الرجل المضار لزوجته إذا لم يطلقها، يطلقها عليه للضرر إذا ضارها في عشرتها في النفقة عليها آذاها في نفسها في بدنها وبّخها بكلام سخيف وكذا أشياء من حق القاضي أن يطلق جبرا، هذه كلها مخارج للمرأة لم يتركها الشرع يفترسها الرجل ولا تجد لها من ينقذها يعني.

خديجة بن قنة: نعم نشكرك جزيل الشكر فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، بهذه نأتي لنهاية هذه الحلقة التي ربما كنت الصوت النسائي الوحيد فيها في حلقة تتعلق بالمساواة بين المرأة والرجل لم نسجل أية مشاركة للنساء سواء على المكالمات الهاتفية ولا على مستوى المشاركات بالإنترنت في نهايتها نشكر..

يوسف القرضاوي [مقاطعاً]: هذا من الذي يُسأل عن هذا بقى الرجل أم المرأة يعني؟

خديجة بن قنة [متابعة]: المرأة بالتأكيد نعم..

يوسف القرضاوي: يعني المرأة لا تشارك في حلقة خاصة بها يعني أليس هذا مؤسفا؟

خديجة بن قنة: نعم إذاً نشكر فريق البرنامج على رأسه في الإخراج منصور الطلافيح وفي الإعداد معتز الخطيب، نلتقي في حلقة الأسبوع المقبل من برنامج الشريعة والحياة لكم منا أطيب المنى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.