هل تستجيب الأمة الإسلامية للأزمة الفلسطينية؟
مقدم الحلقة: | ماهر عبد الله |
ضيوف الحلقة: | منير شفيق- مفكر إسلامي |
تاريخ الحلقة: | 07/04/2002 |
– النظرية القطرية لدى الدول العربية
– صحوة الشارع الإسلامي
– التوجه الصحيح لغضب الشارع الإسلامي والعربي
– وضع حكام العرب الآن في ظل وجود الانتفاضة
![]() | |
![]() |
ماهر عبد الله: سلام من الله عليكم، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج (الشريعة والحياة).
هذه الحلقة تأتيكم على الهواء مباشرة من لندن، وسيكون موضوعها ذو صلة بما يجري بالأرض المحتلة على اعتبار أن قضية فلسطين وعلى مدار القرن الماضي كنا نقول أنها القضية المركزية والأولى للأمة الإسلامية والأمة العربية، ويذهب كثير من المفكرين الإسلاميين إلى أن قضية فلسطين هي البارومتر الذي يقاس به وضع الأمة، وكان هذا مبني على دراسة تمهيدية.. دراسة معمقة، كانت تقول بأن الهدف من إنشاء دولة إسرائيل في هذا الجزء من العالم بالذات هو لتفكيك أوصال الأمة ولمنع تواصلها، وهي حتماً خدمت في فصل آسيا العربية عن إفريقيا العربية.
إذن قضية فلسطين لم يكن مقصوداً بها في يوم من الأيام الشعب الفلسطيني نفسه، ولم تكن مقصودة بها الأرض الفلسطينية ذاتها، وإن كان هذه الأرض والشعب الفلسطيني هم أكثر من دفع ثمناً لهذه الرؤية ولهذا الكيان المصطنع.
لمناقشة هذا الموضوع وأهمية القضية وأهمية ما يجري من ردود فعل عليها سواء في الشارع الإسلامي عند الجماهير المسلمة إذا كان ثمة من يستخدم كلمة جماهير مسلمة بعد اليوم، ووضع الأمة عموماً وردة فعل العالم على ما يجري، يسعدني أن يكون ضيفي أحد القلة من المفكرين الاستراتيجيين في العالم الإسلامي، وعندما أقول إستراتيجيين لأن ضيفي لهذه الليلة معروف بأنه لا يهتم كثيراً في كثير من الأحيان بالتفاصيل وبالجزئيات وبالأحداث هنا وهناك بقدر ما يهتم بالأبعاد الإستراتيجية الأبعاد طويلة المدى لكثير من القضايا، أنا أعلم أنه يختلف مع الكثيرين الذين تشغلهم الأحداث التفصيلية، ولكن سنستمع له اليوم وقد كان ضيفاً سابقاً لنا في هذا البرنامج، ضيفي هو المفكر الإسلامي المعروف الأستاذ منير شفيق، أستاذ منير أهلاً وسهلاً بك مرة أخرى في الشريعة والحياة.
منير شفيق: أهلاً بك.
ماهر عبد الله: سيدي، ليكن مبتدأ حديثنا عن مقولة لم تعد قائمة وإن كانت فرضت نفسها في الآونة الأخيرة، قضية فلسطين القضية المركزية والأولى للأمة الإسلامية وبالتالي لما صار يُعرف بالإسلام ليس فقط كدين وإنما بإشارة لوضع ديموجرافي وتاريخي وثقافي يسمى الإسلام، هذه المقولة مازالت صالحة أم أنه عفى عليها الزمن؟
النظرية القطرية لدى الدول العربية
منير شفيق: بسم الله الرحمن الرحيم، بتصوري أن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية للأمة الإسلامية وللأمة العربية ذات حضور في هذه الأيام أكثر من أي يوم مضى، ربما غابت هذا الموضوع في فترات سابقة عن الأدبيات وعن بعض الكتابات سواء كانت القومية والإسلامية والفلسطينية وحاول الكثيرون أن يحصروا القضية الفلسطينية فقط باعتبارها قضية للفلسطينيين وقضية تخص الفلسطينيين، وآخرون وقعوا في قضية التجزئة القطرية وقوعاً كبيراً وشديداً، فبدأوا يهتمون بشؤونهم الخاصة والداخلية وأهملوا بشكل أو بآخر قضية فلسطين، ولكن كان دائماً هنالك من العلماء ويجب أن أذكر في هذه المناسبة شيخنا الشيخ القرضاوي والعشرات من الشيوخ والعلماء يمكن أن أذكر أيضاً الشيخ راشد الغنوشي الجميع يعني في الحقيقة كانوا دائماً قد وضعوا قضية فلسطين كقضية مركزية في تفكيرهم، ولكن كثيرون.. الكثيرين تناسوا هذه القضية واهتموا في شؤونهم القطرية الضيقة، في الواقع بتصوري أن الجماهير الآن وما يجري في فلسطين وردود فعل الأمة على المستوى العربي وعلى المستوى الإسلامي، أكد أن قضية فلسطين قضية مركزية في وعي الجماهير في.. يعني في شعور الأمة وفي ردود فعلها وأظنها يعني تعتبرها من أهم من.. من القضايا التي تزيد أهمية عن قضاياها القطرية الضيقة، وهأنت ذا ترى في الشارع ماذا يحدث في كثير من المناطق تأييداً لشعب فلسطين وتفاعلاً معه واعتبار أن القضية الفلسطينية بالفعل هي قضية أساسية للأمة.
ماهر عبد الله: لكن يعني رغم أنها فرضت نفسها مرة أخرى يعني سنعود للمسلمين من حيث هم شعوب ومن حيث هم جماهير لاحقاً، لكن كثير من الحكام المسلمين وعلى رأسهم وفي.. في مقدمتهم حكام الدول العربية فرضت عليهم القضية نفسها باعتبارها القضية المركزية الأولى، ولكن للسبب الخطأ، ليس لقناعة باستراتيجية هذه القضية وخطورتها على المنطقة وإنما كما يصرح بعضهم جهاراً في عندما يخاطب الولايات المتحدة يقول إن لم تفعلوا شيئاً ستقلقلون الشارع العربي.. ستؤدون.. يعني ستؤدي سياستكم إلى يعني مظاهرات إلى نوع من الخروج على الاستقرار في هذه الدول المحسوبة حليفة لأميركا، يعني إقرار بمركزيتها، ولكن بسبب الخطأ.
منير شفيق: هو بالضبط هناك شهادة هذه تشكل شهادة على أهمية القضية ومركزيتها بالنسبة إلى للشعب لك الشعوب العربية والإسلامية قاطبة، وبالتالي إذا كان هنالك من الحكام من يريد أن ينفض يديه وأظن أن هنالك كُثر نفضوا أيديهم من هذه القضية ويجب أن نحمِّل أيضاً الفلسطينيين جزءاً من هذه المشكلة عندما قبلوا أن يعتبروا أنه الشعب الفلسطيني هو الممثل الشرعي والوحيد للقضية الفلسطينية وركزوا كثيراً على بعدها الفلسطيني وأضعفوا بعدها العربي وبعدها الإسلامي، ولكن هي في الحقيقة قضية مترابطة ببعضها ولا يمكن أن نقول بالنسبة لقضية فلسطين أنها قضية للفلسطينيين أو أن هنالك قطراً عربياً أو إسلامياً واحداً يمكن أن يقول أنا نفضت يدي من القضية الفلسطينية، يعني هي تلاحقه كيفما شاء، ولكن المشكلة التي تفسر الذي أشرت إليه هو أن الحكام إنشدوا بشكل غير عادي لوضعهم القطري وشعروا أن الإمساك بالقضية الفلسطينية يشكل عليهم ضغوطاً شديدة، وخصوصاً أنه سيشبكهم مع أميركا ومع عدد من الدول الأوروبية لأن أميركا ولأن الغرب ولأن الإستراتيجية العالمية تعتبر قضية الدولة العبرية قضية مركزية، في استراتيجيتها في المنطقة، لذلك الإمساك بالقضية الفلسطينية لاشك سيحمل صداماً مع الدول الكبرى وبالأساس مع أميركا الآن وأنت ترى كيف أن أميركا تتعامل مع الدولة العبرية وكيف تتعامل مع الشعب الفلسطيني ومع هذه القضية، لذلك أرى أن الإشكال في إهمال القضية الفلسطينية ينبع من النظرة القطرية الضيقة والتي هي ضد مصلحة الأقطار في الحقيقة، ولكن هذه نظرة يجب أن نسلط عليها الضوء ونحاربها بكل سبيل.
ماهر عبد الله: يعني هذه تصريح لابد من.. من إعطاؤه نوع من يعني كيف تقنع الحاكم العربي بأن قضية فلسطين تعينه بشكل جوهري وليس فقط لأن الشارع قد يثور عليه، عندما تقول لي نظرة جزئية يعني قد تكون هذه النتيجة، ولكن كيف توصلت إلى هذه النتيجة؟ وكيف يمكن أن يقتنع أي حاكم عربي بأنه سيتضرر إذا لم يفعل ما يحب تجاه هذه القضية؟
منير شفيق: هو في الحقيقة خذ مثل الآن كثيرون يتحدثون عن فشل التنمية، كثيرون يتحدثون عن عجز الدول العربية عن مواجهة الدولة العبرية، كثيرون حتى يتحدثون عن الفشل في محو الأمية، وفي أي قضية من القضايا المطروحة، السبب الرئيسي يرجع بشكل أساسي إلى المشروع القطري، لأن الدولة القطرية هي التي حاولت أن تحل مشكلة التنمية وفشلت، وهي التي حاولت أن تحل مشكلة فلسطين وفشلت، وحاولت أن تحل قضية الأمية وفشلت، أية قضية.. حتى قضية الديمقراطية أي قضية من القضايا، ولذلك أرى أن النظرة القطرية هي في غير مصلحة الدولة القطرية الشعب، لأن التضامن العربي، التضامن الإسلامي، الوحدة الاقتصادية، الشراكة العربية، كل هذه من القضايا.. ناهيك عن الدفاع العربي المشترك، ناهيك عن مواجهة التحدي الصهيوني، فلذلك أي دولة عربية تفكر أن –كما يقولون- أن تقلع شوكة بيدها أو أن تحل حتى مشاكلها الضيقة جداً، بمعزل عن التضامن، عن علاقة قوية مع الدول الأخرى والشعوب الأخرى، بتصوري أن نهايتها إلى فشل، ويكفينا فشل وراء فشل بسبب السياسات القطرية الضيقة، وقضية فلسطين في الحقيقة هي قضية موحدة وقضية مفروض أنها تعالج حتى القضايا القطرية إذا ما استطاعت الأمة أن تمنع العدوان الصهيوني وتمنع الضغط الأميركي عليها، لأن خذ مثلاً مسألة أخرى الحقيقة يا أخ ماهر لنتذكرها جيداً عندما حدثت قضية التسوية، وطُرحت موضوع الشرق أوسطية، كان موضوع الشرق أوسطية من الواضح أنه أخذ يتهدد كل دولة عربية على حده، وكان يراد من كل دولة عربية أن تصبح تابعة وملحقة للدولة العبرية، وكان الضغط يدور أن تُعطى الزعامة في البلاد العربية للدولة العبرية، بل إن (بيريز) حتى علناً صرح في مؤتمر.. المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي عقد في الدار البيضاء، أنه جربوا قيادة إسرائيل لمدة 10 سنوات، أنتم جربتم قيادة مصر للعرب، شوفوا ماذا حدث.. حدث بكم؟ يعني بمعنى آخر أن الدول العربية لا تستطيع أن ترفع عن نفسها كابوس الهيمنة الإسرائيلية إذا لم تتحد وإذا لم تتضامن وإذا لم تنظر إلى القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية، ولذلك الحقيقة انظر الآن التهديد الذي يواجه الشعب الفلسطيني، البطولات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني، التقصير الذي يحدث من الدول العربية الآن في مواجهة هذه القضية.
ماهر عبد الله[مقاطعاً]: اسمح لي نؤجل يعني الخوض في تفصيل هذه النقطة بالذات إلى ما بعد هذا الفاصل.
نذكركم قبل الانتقال إلى الفاصل بأنه بإمكانكم المشاركة معنا في هذه الحلقة التي تأتيكم على الهواء مباشرة من لندن على رقم الهاتف التالي: (0044) المفتاح الدولي للمملكة المتحدة ثم 2075870156، أما الراغبين بالمشاركة عبر الفاكس فبإمكانهم أن يفعلوا ذلك على الرقم التالي: 00442075873618، عبر الإنترنت على الموقع الرئيسي الصفحة الرئيسية (للجزيرة نت) على العنوان التالي:
[فاصل إعلاني]
ماهر عبد الله: أستاذ منير كنت يعني تحدثت عن أنها جزء من رؤية عبر عنها بيريز بصراحة عندما طالب بأن يجرب العالم قيادة إسرائيل للمنطقة، هذا الكلام قيل في أواخر القرن، وهو تأكيد لما كان يقال في بداية القرن العشرين، لماذا لا يرى الزعماء العرب والنخبة السياسية العربية، وكثير من المسلمين خارج الوطن العربي، لماذا لا يرون هذه الرؤية؟
منير شفيق: بأتصور إن هم يرونها، يعني من حيث أنهم يرونها ولكنهم لا يطبقونها ولا يفكرون في النزول إليها، لأن أولاً سوف تزيد من المواجهة مع أميركا هذه واحدة، أما الناحية الثانية فهنالك الخوف من الأقطار من بعضها بعضاً وهي.. وهذا داء الأمراض التي أصيبت بها الأمة عندما قامت الدول القطرية أنها أصبحت تتحسب حساساً لبعضها أكثر مما تتحسب للعدو الخارجي، أكثر مما تتحسب للعدو الصهيوني، وبالتالي يعني أصبحت هناك أنواع من المفاضلة، ولكن حتى هذه المفاضلة هي مثل وضع الرأس، أو الرؤوس في الرمال، لن يستطيعوا أن يهربوا من هذه القضية، لن.. إذا هربوا منها فإن الدولة العبرية تلاحقهم إلى عقر دارهم، الصهيونية تلاحقهم إلى عقر دارهم، لن يمتلكوا قدرة على الهروب من هذه القضية، والفلسطينيون حربوا ووجدوا أنفسهم أنهم لا يستطيعون أن يواجهوا هذا العدو الشرس إلا بعمقهم العربي والإسلامي، إلا بالاعتماد على أمتهم، وبالتالي على الدول العربية وعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تبقى ضاغطة باستمرار حول القضية الفلسطينية وأن تبقى في الميدان مع الشعب الفلسطيني وفي مواجهة هذا العدو، ولذلك في الحقيقة إنه الدور الذي يلعب به.. يلعبه الآن الشعب الفلسطيني بمثل درعاً يقي الأمة كلها هذه الهجمة الصهيونية الأميركية التي تتعرض لها خصوصاً بعد 11 أيلول 2001، بعد أحداث واشنطن الأمة شنت عليها حرب شرسة من قِبَل أميركا وبالتعاون مع الصهيونية وشن هجوم على العرب وعلى المسلمين وعلى الإسلام وأصبح كل الوضع في خطر شديد، الآن الشعب الفلسطيني يتلقى بشهدائه وأمهاته ودمائه ونضالاته وتضحياته الكبرى هذه الهجمة وأخذ يكسرها في الواقع ويستعيد المبادرة وبإمكانه فعلاً أن يلعب دور المنقذ للأمة، ولكنه لن يستطيع أن ينجح في هذا إذا لم تمتلئ الشوارع العربية والإسلامية بتأييد الشعب الفلسطيني، وبالضغط على الحكومات لتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني والانتفاضة والمقاومة.
صحوة الشارع الإسلامي
ماهر عبد الله: يعني أنا هأسألك سؤال، وللأسف الموجز يقترب كثيراً.. مش هيكون فرصة للإجابة عليه كما يجب، لكن قطعاً سنعود إليه في الأسبوع الماضي مع الدكتور القرضاوي كنا تحدثنا وأنا شخصياً كنت أشكك بوجود الأمة، لأن حركة الشارع العربي لم تكن تتفاعل كما يجب، في الأسبوع الذي تلى ذلك كان خروج المسلمين –نسميهم هكذا- ليس فقط في الأقطار العربية، ليس فقط في الأقطار العربية المجاورة، بل حتى في.. في الجاليات المسلمة المقيمة في الغرب، كيف تقرأ هذا التعاطف؟ وكيف تعتقد أن الحكام العرب والمسلمين يجب أن يقرأوا هذا التعاطف المسلم والإسلامي مع القضية الفلسطينية؟
منير شفيق: في الحقيقة فيه داء أو فيه خطر بأتصور يعني كثير من النخب أو من جانب بعض العلماء –ولا أقول كلهم- أنهم يحتقرون الشارع ويحتقرون الناس وأقول أنهم دهماء وعوام إلى آخره، ولكن في الحقيقة لا يقدرون أن هذه الأمة ذات وعي وذات عمق وذات تجربة وأنها يعني الإسلام فيها عميق، التراث فيها عميق، التاريخ فيها عميق، وبالتالي مخزونها كبير، وتستحق كل الثقة والاحترام، ولذلك عندما قامت الانتفاضة الناس أثبتت أنها مستعدة أن تحتضنها، وتقف إلى جانبها، ولكن مرت ظروف أخرى بدأ هذا يخف يعني وبدأ الشارع لا يتحرك كما يجب، وأنا أعتقد ربما لعب دور أساسي في ذلك، هي.. ذلك النوع من التقاطع اللي كان يحدث من الانتقال من المفاوضات إلى التفكير في وقف إطلاق النار إلى آخره.
ماهر عبد الله: أنا مضطر للمقاطعة ومتأكد أننا سنعود لهذا.
[موجز الأخبار]
ماهر عبد الله: سيدي كنت قاطعتك أثناء الجواب على ردة فعل الشارع الإسلامي –كما درج التعبير- على هذا التعاطف الذي أبدته الجماهير المسلمة في العالم الإسلامي، في العالم العربي وخارج الحدود الجغرافية للعالم الإسلامي، كيف تقرأها وكيف تتمنى أو تريد للنخبة السياسية العربية الحاكمة أن تقرأها؟
منير شفيق: هو في الحقيقة الآن مرة ثانية وثالثة ومكرر يعني، تثبت الجماهير أنها أهل للثقة، وأنها قادرة على أن تعبر عن مواقفها وأن تضغط وأن تهتز أميركا أمام تظاهراتها وأمام غضب هذه الجماهير، الأمر الذي يؤكد أن الجماهير لم تكن نائمة طوال الفترة الماضية، بل كانت يعني غاضبة جداً ولكنها لم تنزل إلى الشوارع لأسباب تتعلق بذلك التراوح ما بين التفاوض، وقف إطلاق النار، والعودة إلى المواجهة إلى آخره، وكان بالتالي مطلوب إذا أردت أن تحرك الجماهير، أن يكون هنالك قتال فعلي وأن يكون هنالك تصميم على الانتصار، وسترى ما ستفعل الجماهير، ولذلك أنا أقول لإخواننا في فلسطين وأقول للشعب الفلسطيني: أنكم كلما قاتلتم أكثر وكلما قدمتم التضحيات أكثر، وكلما صممتم على انتزاع النصر من عدوكم، سوف تلقون من الجماهير ما هو أكثر فأكثر، وسوف يهتز الجميع.. تهتز الدول.. ويهتز الجميع أمام غضب الجماهير، المهم المفتاح بيد الشعب الفلسطيني، فحتى كل التجارب أثبتت عندما تتعاطف الجماهير مع قضية من القضايا، أو تتعاطف مع زعيم من الزعماء أو مع قوة من القوى، ثم تجده يخذلها أو يتراجع ولا يدخل إلى القتال ولا يدخل إلى التضحية، طبعاً الجماهير سوف يعني.. يعني تنطوي على نفسها وتسكت، ماذا ستفعل؟ ستترك حرقتها في قلبها، أنت كنت في خلال الأشهر الماضية عندما كان يقال إنه الجماهير لم تكن موجودة وأين الجماهير؟ إلى آخره، لم يكن هذا موقفاً محقاً في الحقيقة، أينما كنت تدور، أينما كنت تذهب أينما.. مع من تتكلم، كنت تجد أن الجماهير متعاطفة وتتابع القضية، ولكن أن تنزل إلى الشوارع وتفرض نفسها وتتحدى قوى القمع يجب أن تتأكد أنك أنت الذي ستتضامن معه، سوف تصمد، سوف تقاتل، سوف لا تتراجع، ولا توقف إطلاق النار إلا بانتزاع النصر، وبأتصور الآن الشعب الفلسطيني أمسك بهذه القضية، وأنت ترى كيف في كل يوم يتصاعد التأييد للشعب الفلسطيني ويتسع مداه كماً وكيفاً حتى أنه تستطيع أن نقول طبق الآفاق، وهذه مسألة يعني الناس الآن تريد من الشعب الفلسطيني أن يستمر وأن يصمد لأنها تريد هي أيضاً أن تحمل كتفاً معه، وأن تضغط بكل الوسائل، وأظن أن كلمتها قوية ومسموعة ولا يستطيع أحد أن يتجاهلها.
ماهر عبد الله: طيب، أنا أعتقد هذه نقطة يعني مناسبة، نستمع إلى الاخوة المشاهدين معايا الأخ فادي معدود من الإمارات، ومعذرة على تأخيرك فادي تفضل، أخ فادي معايا الأخ شاكر منصور من الدانمارك، أخ شاكر.
شاكر منصور: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
شاكر منصور: تحية لك ولضيفك أخي ماهر.
ماهر عبد الله: أهلاً بيك.
شاكر منصور: الواقع أن الأمر الوحيد الذي يحرك هذه الأمة هو هذه العقيدة وهذا الدين الذي نؤمن به، وهذا ما أثبتته الأيام والوقائع والأحداث، فلذلك نقول: إن الله –سبحانه وتعالى- خاطب هذه الأمة فقال: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)، والرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول: "المسلم أخو المسلم، لا يخذله، ولا يسلمه"، فالله سبحانه وتعالى أوجب على المسلمين نصرة بعضهم البعض، فالأمة الآن واجب عليها أن تنصر إخوانها في فلسطين وأن تستنقذهم من اليهود ومن شرور اليهود، والأمر الواضح للجميع أن الذي يحول بين الأمة وبين تحركها لإنقاذ إخوتها وأبنائها في فلسطين ولإنقاذ أعراضها ومقدساتها الحكام، الحكام هم من يحول دون ذلك، وهم أداة للاستعمار في تركيع الأمة، وهم العدو الحقيقي للأمة، لذلك يجب على الأمة أن تتوجه في احتجاجاتها وتظاهراتها إلى القصور الملكية والجمهورية لإسقاط هذه الأنظمة وإقامة الخلافة مكانها التي سوف تجيش الجيوش لإنقاذ الأقصى وأهل فلسطين من شر اليهود. ونحن في هذه المناسبة ندعو الجيوش في البلاد العربية للوقوف بجانب الأمة والانحياز لدينها ومصالحها، وبالتالي دك عروش الظالمين وتخليص البلاد من كل نفوذ للكفر والكافرين، والله سبحانه وتعالى يقول: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)، ويقول (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقبله وأنه إليه ترجعون)، والسلام عليكم.
ماهر عبد الله: شكراً سيدي، يبدو إنه الأخ فادي معدود من الإمارات رجع مرة أخرى، أخ فادي، تفضل.
فادي معدود: ألو.
ماهر عبد الله: اتفضل.
فادي معدود: الو، السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
فادي معدود: مرحبة يا أخوي.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
فادي معدود: أنا كتير بأشكر هذا الأخ اللي كان عم بيحكي، نحنا الأيام.. نحنا بدنا نتحمل.. نتحمل ها.. ها الظلم، ها الشعب اللي عم بتموت، ها.. ها الناس اللي عم بيشوفون عم بيموتوا يا أخي، طب ما حد عنده أولاد؟ ما حد عنده أبناء، طب شوفوا ها المناظر أو شوفوا ها الدم، ها الناس اللي عم بتموت شو بدهم أكثر من هيك أنهم هاجموا جامع، أنهم خربوا جامع، شو بدهم أكثر من صمود هاي هددوا سوريا، هددوا لبنان، الشعب شو عم بشنا الرؤساء شو هم بيستنوا أكثر من مائة.. أكثر من 20 واحد، ما ظلم؟ ما حرام؟
ماهر عبد الله: طب أخ.
فادي معدود: وين.. وين.. وين الإسلام؟ وين الدين؟
ماهر عبد الله: أخ فادي..
فادي معدود: يعني ضروري الناس ترجع.. ضروري يرجع صلاح الدين؟ طب ها العرب ما عم.. ما عم بتشوف بعينها، ما حد عنده أولاد؟!!
ماهر عبد الله: طب أخ فادي مشكور.. معايا الأخ أبو عبيدة من السعودية أخ أبو عبيدة، اتفضل.
أبو عبيد: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.
أبو عبيد: أولاً: بسم الله الرحمن الرحيم، وثانياً: الصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: أخي، يعني يجب علينا تحويل قضية فلسطين من قضية تحرير أرض إلى قضية دينية بحتة، لأن الأراضي الفلسطينية بها المسجد الأقصى، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وهذا حق علينا لله سبحانه وتعالى وحق على القادة العرب.. سبحانه، أولاً: حينما ضربت أميركا جميع القادة العرب.. جميع القادة العرب وجميع المتدينين قالوا: إن هذا إرهاب، وقالوا: إن هذا شيء لا يطاق، وقالوا: إن هذا شيء خارج عن الإنسانية، ونحن اتفقنا معهم، لماذا؟ من أجل أميركا، والآن الذي يحدث في فلسطين. الذي يحدث في فلسطين والذي نراه من سفكٍ في الدماء وقتل لأطفال أبرياء لا يفقهون شيء، ولا يعلمون شيء، ولا يفعلون شيء، أنا أب لطفلين.
ماهر عبد الله: أبو عبيد، أتفضل.
أبو عبيد: ما ذنبهم؟ هل ذنبهم أنهم عرب؟ هل ذنبهم أنهم يقولون: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؟!
أين القادة العرب؟! أين القادة العرب؟! حرام علينا من الله سبحانه وتعالى، هؤلاء الأطفال الأبرياء لا ذنب لهم.. لا ذنب لهم في الدنيا هذه، فأين القادة العرب؟ فليفتحوا لنا الحدود، لا نريد منهم سلاح، ولا نريد منهم عتاد، ولا نريد منهم مال، نريد فتح الحدود فقط، نريد من الرئيس حسني مبارك حينما شجب هجمات أميركا أن يشجب هجمات إسرائيل وأن يفتح الحدود، ونريد من الملك عبد الله أن يراعي الله، وأن يتقي الله، وأن يعلم أن الله رقيب عليه، نحن أبناء العروبة، نحن أهل الحرب، نحن أهل الانتصارات من بداية هذا التاريخ إلى نهايته إن شاء الله.
ماهر عبد الله: طب مشكور أخ أبو عبيد.
أبو عبيد: وإسرائيل سوف تزول اليوم أو غداً أو بعد غد.
ماهر عبد الله: شكراً.. شكراً يا سيدي.
[فاصل إعلاني]
ماهر عبد الله: سيدي، قبل أن يعني أحيل إليك أسئلة الإخوة على الهاتف يعني تضامناً معهم، الأخ أحمد البراهيم من.. من السعودية أيضاً يحمل، يلقي باللائمة على الحكام العرب، ولماذا اعتمدت على أميركا في قضية السلام، وأميركا لا تعرف السلام، وافتقدته حتى في وطنها؟ لماذا الدول العربية لا تنسحب من هذا التوجه وتدعو إلى التعبئة العسكرية، هل هذا ضعف أم ماذا؟ الأخت أم زينب من تونس، تقول: أليس حراماً على القيادات العربية أن تضرب وتقتل المتظاهرين، وأن تمنع الجهاد في سبيل الله، وتمنع فتح الحدود، وتترك لبوش وشارون يعيشان.. يعسون.. أو يعسان فساداً في أرض فلسطين المحتلة؟ تذكرهم بقول الله تعالى: (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم)، فهل من يستجيب لقول الله تعالى هذا؟ الأخ شاكر يعتقد أن جزء كبير من المشكلة الحاصلة والأزمة الحاصلة هو ابتعاد المسلمين عن العقيدة كمحرك للجماهير، وهو يعتقد أن الحكام هم الذين يحولون بين الأمة وبين فعلها الإيجابي، وبالتالي يطالب أن تكون مظاهرة ضد الحكام العرب، وليس ضد السفارات الأميركية، أو بعض السفارات الإسرائيلية حيثما وجدت في بعض العواصم العربية؟
التوجه الصحيح لغضب الشارع الإسلامي والعربي
د. منير شفيق: الحقيقة بالنسبة للأخ شاكر، أولاً: أحسست إنه تعامله مع موضوع العقيدة فيه درجة عالية من الجمود، ولا.. يعني لا يكفي أن يقول الإنسان.. أن يمسك بالعقيدة، ويقول أنا أمسكت بهذه العقيدة حتى تستجيب له الجماهير أو تقف معه، أو أن يحرك، هناك يجب أن يكون الفعل أيضاً صحيحاً والعمل يكون صحيحاً، وليس فقط القول ومجرد طرح الأفكار وإلا هناك كثيرون كيف تميز بينهم الأمة، وتنحاز لهذا الطرف دون ذاك؟ النقطة الأخرى التي لاحظتها في كلامه أنه لم يعبأ أن يتحدث عن الدولة العبرية ولا عن المعركة الدائرة الآن، هو صحيح تحدث عن موقف الشعب الفلسطيني، ولكن في ذهنه أن يهاجم الحكام، ويقول: خونة، ويقول للمتظاهرين لا تقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني وإلى آخره، الطريق للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني تغيير أنظمتكم والذهاب إلى القصور.. إلى آخره، نحن في معركة الآن المطلوب من الأمة أن تتحد، وتكون ذات كلمة واحدة لدعم الشعب الفلسطيني وللهجوم على أميركا، ولكف يد أميركا عن الشعب الفلسطيني، هذا هو الموقف الأساسي، وإذا كان هنالك كلام مع الأنظمة، وهذا يجب أن يضغط على الأنظمة باتجاه دعم هذه المعركة التي يجب أن ننتصر عليها، أما قصة إنه كل واحد في ذهنه إنه يصفي حسابات معينة، وكأنما الآن هنا محاولة لا يستخدم القضية الفلسطينية وليس نصرة القضية الفلسطينية، هذا طبعاً ليس دفاعاً عن الحكام أو تقصيرهم، ولكن أنا برأيي الاتجاه خطأ في التفكير بهذه القضية، أنت عندك الآن جماهير تقاتل، هناك معركة كبيرة على الأمة أن تقف بقوة وتنزل إلى الشوارع، وتقف إلى جانب الجماهير، أما يجي الآن يقول إنه أنا بدي أغير الأنظمة الآن، أجي أنا أوان تغيير الأنظمة، هذه أنا بتصوري رأي فيه خفة فيما يتعلق بمفهوم التغيير، وكيف يمكن أن تغير الأنظمة، ليست بهذه الطريقة.
ماهر عبد الله: طب الأخ أبو عبيد الذي يقول: إنه نحن يعني وقعنا في خطأ استراتيجي أننا نزعنا الطابع الديني عن الصرع، لماذا لا ننقل الشعار –بالحرف قال- من تحرير الأرض إلى قضية دينية بحتة؟
د. منير شفيق: لا هو.. هو الحقيقة الأخ أبو عبيد أولاً: بكى كثيراً على الشعب الفلسطيني، وقال إنه الأطفال والبكاء، أولاً: أنا أقول لكم: لا تبكوا على الشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني هو الذي اختار طريق الانتفاضة، والشعب الفلسطيني هو الذي اختار طريق المواجهة، وصحيح أن هنالك أعمال إجرامية يجب أن تستنكر، ولكن الشعب الفلسطيني يجب أن تنظروا إليه لا بعين الدموع والبكاء، وإنما بعين الافتخار به وببطولته وبشجاعته، أنه أخذ يمرغ جيش الاحتلال في الطين، وهذا ما نراه في جنين، ما نراه في نابلس، ما نراه في بيت لحم، ما نراه في غزة، الشعب الفلسطيني في الحقيقة صحيح يقع منه الضحايا، ولكن ليست الصورة الرئيسية أن نبكي، الذي يجب أن يتعاطف مع الشعب الفلسطيني هو أن ينزل إلى الشارع ويضغط ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، هذه القضية، الحقيقة النقطة الثانية، ماذا قال الأخ أبو عبيد بالنسبة لـ..
ماهر عبد الله: كان سؤال ذو علاقة بالجزء الأول الأخ شاكر لماذا تفاعلنا، أو تفاعل الحكام العرب بعنف وبحماس مع الهجوم على أميركا تعاطفوا معه، وشجبوا وأبدوا استعداد لمساعدة أميركا في جهودها لوقف الإرهاب، ولم يبدو نفس الحماس في التعامل مع ما يجري داخل الأراضي المحتلة؟
د. منير شفيق: هو في الحقيقة الحكام العرب لا شك.. أو خلينا نقول بدون ما نعمم على الجميع ونأخذهم، هنالك تفاوتات واسعة بين الحكام ومواقفهم، ولكن لا شك هنالك في تقصير عام في الموقف العربي، وفيه هناك شعور بالعجز في مناصرة الشعب الفلسطيني، ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد هناك أي شيء أيضاً، يجب أن يقدر أيضاً أن هنالك مساعدات تذهب إلى الشعب الفلسطيني، وهنالك أيضاً سماح بجمع تبرعات من الناس للذهاب إلى دعم الشعب الفلسطيني، صحيح أنهم لم يتولوا هم قضية أن يتصدوا لأميركا ويتصدوا للدولة الصهيونية، ولعل في هذا بعض الخير في الحقيقة، لأننا نستطيع أن ننتصر في هذه المعركة بالقوى الشعبية القادرة على المواجهة، أما الآن لما ينجي نقول للحكام: تعالوا أنتم استلموا القضية، واذهبوا أنتوا إلى المواجهة، ونحن نعرف –زي ما بيقولوا- البير وغطاه، ونعرف شو وضع الجيوش ووضع موازين القوى، كأننا نقول هاتوا لنا هزيمة، وهاتوا لنا انهيار، وهاتوا لنا شيء أسوأ، يعني هذا فيه نوع من المزايدة الحقيقة أعتقد أنها في غير مكانها، هنالك غضب في مكانه على الحكام أن يفعلوا شيئاً أكثر، هنالك غضب في مكانه أن يقال للحكام: عليكم ألا تقمعوا الجماهير كما قالت الأخت زينب، أو تضربوا الجماهير، ولكن هذا شيء وأن نتحول إلى تحويل معركتنا من معركة مناصرة للشعب الفلسطيني، من معركة حشد كل الطاقات ومن أمكن من الحكام أن نحشدهم إلى جانب هذه المعركة، هذا شيء آخر، وبالتالي الحكمة لا تقتضي أن نترك كل شيء ونترك القضية، ونبدأ نقول نحن لندخل معركة مع الحكام، أعتقد هذه قضية كأنما لا نريد أن نخوض المعركة الراهنة ونكسب هذه المعركة الراهنة.
ماهر عبد الله: طيب الأخ عبد الله الشيخ من السعودية، يعني له مشاركة يقول معادلة لطيفة قطيع من النعاج يقوده أسد، خير من قطيع من الأسود تقوده نعجة.
د. منير شفيق: لا.. لا، يعني هذا كلام غير سليم، يعني بتصوري أولاً: الجماهير ليست قطيع، لا قطيع أسود ولا قطيع نعاج، هذه الجماهير لها سمات الجماهير إسلامية، جماهير عربية، جماهير بشر وناس، وعندهم يعني كل الإمكانات، وبالتالي الذي يقود الجماهير الطريق أمامه مفتوح، والجماهير لا تتقبل بأن يقودها إلا كل من هو زي ما بيقولوا عندنا قد حال ويستحق هذه القيادة، سواء كان عالماً، سواء كان حزباً، سواء كان زعيماً سواء كان حاكماً، المهم أن المشكلة ليست في الجماهير، وإنما المشكلة في الذي يحكم، والجماهير قادرة أن تفتح الباب، يعني هلا تصور أنت الحكام الذي ينزل إلى الشوارع مع الجماهير أو يؤديها، ولا يرسل جنوده ليضربوا الجماهير، هذا لا يعني أن الجماهير لا تتقبل هذا ولا تتفهمه، بل بالعكس أنا بتصوري يجب أن يقع هنالك ضغط على الحكام أن يأخذوا مواقف، أن يأخذوا يعني بعض الإجراءات التي تسمح للجماهير أن تنطلق أكثر فأكثر خيرٌ من أن يفرض عليها ذلك فرضاً، ومن ثم الشرطة يجب أن تكون يعني حتى مع المواكب التي تسير ضد العدو الصهيوني، ويجب أن نشعر أميركا أن الأمة موحدة لدعم الشعب الفلسطيني.
ماهر عبد الله: يعني الأخ عبد الله على صعيد توحيد الموقف له.. له اقتراح في الجزء الثاني من الرسالة طرح أن تتبنى قناة (الجزيرة)، و(الجزيرة) يعي لا تتبنى مثل هذا، لكن نقرأ رسالتك واقتراح، للأمم مظاهرة صامتة يشارك فيها كل شعب من الشعوب العربية، وعددهم 300 مليون نسمة، ولا تستطيع وزارة الداخلية منعها ولا ضرب أصحابها بالعصي، والغازات أو ضربها بالغازات السامة، وهذه الآن يشتري كل فرد شماغاً من شعار الانتفاضة، ويلفه حوله عنقه أو يجعله على رأسه لمدة لا تقل عن شهر، ولا يتخلف عن هذه المظاهرة أحد لا صغير ولا كبير، ولا صحفي ولا مثقف، فإذا بنا جميعاً نعيش كأننا مع الانتفاضة.
د. منير شفيق: أنا يا سيدي أؤيد هذا الاقتراح يعني بالعشرة.
ماهر عبد الله: يعني اللف و..
د. منير شفيق: مش مشكلة اللف هذه تفاصيل، الشيء الأساسي أن تنزل الجماهير بقدها وقضيضها بمئات ألوفها وملايينها إلى الشارع، وتسمع صوتها أنها مع الانتفاضة، وتقول لأميركا: ارفعي. ارفعوا أيدكم عن الشعب الفلسطيني، هذه القضية الأساسية.
ماهر عبد الله: أنا أعتذر بس قليلاً للإخوة على الهاتف سأعود للأخ لؤي والأخ أحمد، الأخ معتصم صديق العوضي على الإنترنت طالب من الإمارات يقول: إما جهاداً حتى النصر وإما خمسون عاماً أخرى من الذل والمهانة، أمام عرفات فرصة تاريخية بإصراره على الثبات حتى الشهادة ليكون له مكان في كتب التاريخ فلسطين من النهر إلى البحر.
الأخ –نسي أن يكتب اسمه- أبو: إن التوجه لزعماء العرب أمر ميؤوس منه، وأدعو جميع العاملين في العالم العربي والإسلامي إلى إضراب مفتوح، كل في موقعه، قطع المجال الجوي مع الطائرات الغربية، والإضراب عن ضخ البترول. الأخ سالم الكندري طالب من الكويت: أنا أريد أن أسأل القادة العرب إلى متى وأنتم نائمون؟ وماذا ستقلون يوم تلاقون ربكم؟ لا يسعكم الآن إلا فتح الحدود، كم سيموت منا؟ مليون، فليمت مليون، ويعيش ملايين من المسلمين بسلام. أخ لؤي، أنت معانا على الهوا، اتفضل.. أخ لؤي العربي من لندن.
لؤي العربي: أيوه.
ماهر عبد الله: اتفضل.
لؤي العربي: في البداية عندي طبعاً مداخلة واقتراح، الاقتراح أرجو أن تذكرني في نهاية.. قبل أن انتهي، المداخلة هي..
ماهر عبد الله: أيش رأيك.. اعمل الاقتراح وبعدين نرجع..
لؤي العربي: الاقتراح، طبعاً أرجو من اقتراح على قناة (الجزيرة) أن تخصص بعض البرامج خصوصاً الدينية والسياسية (…) باللغة الإنجليزية، لأنه الكثير من المسلمين الذين لا يتكلمون العربية تضيع عليهم هذه الفرصة، وكثير من غير العرب الذين هم متعاطفين مع العرب.
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: أخ.. أخ لؤي، ادخل في المشاركة، لأنه يعني أنا أعدك بأن قناة (الجزيرة) أو إدارة قناة (الجزيرة) تدرس هذا الموضوع وهو..
لؤي العربي: أود.. أود أن أساعد في هذه المسألة، يعني Free لأي سبب.
ماهر عبد الله: طيب نعود للمشاركة.
لؤي العربي: نعم، المداخلة: قبل عدة أشهر أو ربما سنة إسرائيل هددت بضرب سوريا، في ذلك الوقت الرئيس المصري –حفظه الله ورعاه- وهو أحد أبطال أكتوبر حرب أكتوبر، صرح بأن إذا تعرضت سوريا لأي ضربة فإن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي، الحقيقة لم أفهم ما قاله السيد الرئيس حفظه الله حتى هذه الأيام الأخيرة، ما قصده هو إن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي، وإنما ستقف مكتوفة الأيدي والأرجل معاً، هذا هو الصريح، لأنه إذا الزعيم المصري لم يستطع أن يقطع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل والشعب.. والشعب الفلسطيني يباد بأسلحة.. بأضخم الأسلحة الأميركية، كيف سيرد على إسرائيل إذاً تعرضت سوريا لهذه الضربة؟!!
ماهر عبد الله: طيب شكراً يا أخي لؤي، معايا الأخ أحمد قعلول من لندن. أخ أحمد، تفضل.
أحمد قعلول: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
أحمد قعلول: أولاً: أحيي الروح الإيجابية التي يقدم بها الأستاذ منير الأحداث وما يقع في فلسطين.
ثانياً: أخشى أن يبدو الأستاذ منير مدافعاً عن أنظمة الوجدان الجماهيري معادٍ لها في حديثه.
ثالثاً: ألا ترى أن الأحداث الأخيرة عرت –وبشكل واضح- الشرعية عن الحكومات العربية التي قامت في مرحلة على شرعية التحرير، ثم على شرعية المقاومة، وها هي اليوم تسقط عنها ورقة التوت؟ ما هو مستقبل هذه الأنظمة إن قبلت القول بسقوط الشرعية عنها؟
أخيراً: ألا ترى أن لواشنطن مصلحة حقيقته في أن تحقق إسرائيل انتصاراً في المعركة التي دخلتها هذه الأيام، وأن فشل إسرائيل في هذه المعركة سيؤدي إلى إفشال أو على الأقل إلى تعطيل لخطة واشنطن في حربها الجديدة؟ ومع الشكر، والسلام عليكم.
ماهر عبد الله: مشكور جزيلاً يا أخ أحمد. تبدأ بالإجابة على الأخ أحمد سؤاله الأول دفاعك عن نفسك، هو يقول أنه تبدو وكأنك مدافع عن الأنظمة العربية.
د. منير شفيق: يعني هو بطبيعة الحال يعني ربما أنا أكون من أجرأ من يمكن أن يناقش في هذه القضية، لأنه لا أعتقد أن هناك أية شبهة في علاقتي بأي نظام من الأنظمة أو إني أدافع عن الأنظمة، هذا غير وارد، ولكن أنا في الحقيقة لا أريد أن ينحرف الدعم للشعب الفلسطيني عن الدعم للشعب الفلسطيني، هذه القضية الأساسية، في موضوع الأنظمة يعني أولاً أنا لا أتكلم عن نظام بعينه، وإنما أدافع عن موقف عام، وأرى أن ما تقوم به الجماهير من نقد ومن ضغط على الأنظمة هذه الأنظمة تستحق هذا الضغط، تستحق هذا الضغط، ولكن ليس من الصحيح أن نحول المعركة –كما قال أحدهم- أن نحول التظاهرات إلى القصور، ونذهب بالتظاهرات إلى آخره.. في.. في الحقيقة لا شك أن الناس غاضبة من الأنظمة، وأن هناك الشيء الكثير يجب أن يقال عن الأنظمة، لكن الشيء الأساسي نحن يجب أن نضبط خطاً دقيقاً وصحيحاً إذا أردنا أن ننصر الشعب الفلسطيني، وإذا أردنا أن نكسب هذه المعركة، وأن نفرض على الأنظمة أن تأخذ مواقف أفضل بالنسبة للشعب الفلسطيني، وأن يعني على الأقل تترك الجماهير تعبر عن نفسها وتعلن للعالم كله عن الرأي الشعبي الواسع. فالمسالة لا تحتاج إلى.. إلى دفاع عن النفس، أنا في الحقيقة أدافع عن موقف موحد في مصلحة الانتفاضة ولدعم الانتفاضة، ولعزل أميركا بالأساس، وأميركا هي العدو، إذا لم نرتب الأولويات وأن لم نعرف كيف نخوض معاركنا أنا بتصوري هذا كله تشتيت للجهد، وكل واحد يعني عنده همه حتى الذين يتحدثون عن الأنظمة المشكلة الأساسية عندهم أنهم يفكروا.. كل واحد يفكر بنظام بعينه.. بنظام بعينه، ولكن حتى الأنظمة ككل إذا اعتبرنا أنها عاجزة فهذا يكفي من الضغط عليها، أنه فيه هناك عجز إلى آخره.
وضع حكام العرب الآن في ظل وجود الانتفاضة
ماهر عبد الله: طب تسمح لي بس سؤاله الثاني كان عن إنه الأحداث عرت هذه الأنظمة وأفقدتها شيء من الشرعية، الأخ محمد الكناري يبدو إذا استخدمنا تعبير الأخ أحمد إنه يعني إيجابي في.. في مقاربته للأشياء مثلك يقول: أنه كان الرهان الأميركي قبل أحداث فلسطين الحالية أنه يعول على أن الشعوب العربية نائمة وبالإمكان خلق حروب داخلية لكل بلد عربي باسم حقوق الإنسان وإلى آخره، فاتضح العكس –وهذا الجانب الإيجابي في.. في كلامه- اتضح العكس أن هذه الشعوب غير ذلك وأنا متأكد الآن أن حكام هذه الدول في طور نقاهة سياسية، لكنهم سوف يلتصقون بشعوبهم بعد هذه الأحداث هل.. هل تعتقد أنها ستترك آثار؟
منير شفيق: يعني أنا برأيي إنه الحكام في هذه المرحلة وعدم اتخاذهم خطوات ملموسة لدعم الانتفاضة ولإطلاق قوة الجماهير أصبح وضعهم أو في قسم كبير منهم وضعه أصبح مذرياً، حتى أكاد أحياناً أتذكر المرحلة التي انتهت بها حرب الـ 48، 49 وكنا في بداية الشباب في ذلك الوقت وفي بداية العمل السياسي وكيف كنا ننظر إلى الأنظمة وإلى التقصير الذي حدث بعد النكبة، تخالني أننا.. أن الوضع العربي الآن يمر بمثل هذا الوضع، خصوصاً إذا لم تنتصر الانتفاضة، إذا انتصرت الانتفاضة فلن نصل إلى هذه المرحلة الأخرى، ولكن إذا وقع التقصير ولم تنتصر هذه الانتفاضة ولم توضع كل القوى إلى جانبها بدعمها بكل الوسائل الممكنة والتي في الاستطاعة ونحن يجب أن ألا نزايد كثيراً بتصوري أنهم الأنظمة تستطيع أن تنقذ نفسها من مصير سيئ جداً إذا –لا سمح الله- أُصيبت هذه الانتفاضة بنكسة ولا أحسبها ستُصاب بنكسة مطلقة بالنسبة لأميركا فيه أخ من الإخوان حتى..
ماهر عبد الله: هو سؤال.. سؤال الأخ أحمد يقول بالحرف: أن لواشنطن مصلحة في أن تنتصر إسرائيل.
منير شفيق: هذا بالتأكيد، ولكن نحن لنا مصلحة أن نُنزل هزيمة على أرض فلسطين بأميركا وإسرائيل في آن واحد، هذه المعركة التي تخوضها.. يخوضها الشعب الفلسطيني هي معركة فيها شراكة أميركية صهيونية مباشرة، وهذه الورقة التي قدمها زيني للرئيس الفلسطيني يطلب منه الاستسلام تؤكد تماماً أن الأميركان في المعركة، ولذلك المطلوب إنزال الهزيمة على المستوى الفلسطيني العربي بالسياسة الأميركية بالقدر نفسه، ولهذا ترى الآن أنه (جورج بوش) أخذ خطوة تراجع لأنه بدأ يشعر أن هذه الجماهير وهي تعبر عن غضبتها ضد أميركا أن الأمور قد تفلت وتكون هناك تداعيات كثيرة حتى على بعض الأنظمة التي تحرص عليها أميركا إذا استمرت هذه المعركة أكثر، ولهذا بتصوري أن أميركا ليس المهم أن يكون لها مصلحة ولكن ليست إرادة أميركا قدر، فلتقف أميركا مع شارون ما شاءت أن تقف، ولكن بتصوري أن من الممكن لجماهير الشعب الفلسطيني ولقواه، والحقيقة جميعاً بالصمود والمثابرة على القتال وعدم الخوف من الدبابات الإسرائيلية كما تحدث بطولات الآن، من جنين إلى.. إلى رفح، هذه البطولات كفيلة مع تأييد مليوني عربي، يعني بالملايين تنزل إلى الشوارع سوف تنتصر هذه المعركة.
ماهر عبد الله: طيب، نستمع إلى الأخ عمر صالح من السعودية، أخ عمر اتفضل.
عمر صالح: مساء الخير.
ماهر عبد الله: مساء النور.
عمر صالح: ملاحظتي هي الحقيقة على اتهام زعماء الدول العربية والإسلامية في أنهم خذلوا القضية الفلسطينية.
ماهر عبد الله: أخ عمر، يبدو فقدنا الاتصال بالأخ عمر، معي الأخ سالم عبد الله من لندن، أخ سالم اتفضل.
سالم عبد الله: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
سالم عبد الله: جزاكم الله خير على البرنامج، وأنا أقول الحقيقة أن ما نطلبه من الشعب مؤثر ومحاصر أن يدفع ويقف أمام دولة لها جيش وقوة عسكرية هائلة هو إهلاك لهذا الشعب، المفتاح ليس مع الشعب الفلسطيني اللي يتآمر عليه قياداته والحكام الخونة منذ قيام دولة إسرائيل، الأخ الدكتور.. الأخ الأستاذ هاجم الدولة القطرية وبين أن كل قطري يخاف من القطر الآخر ولم يسلط الضوء على سبب هذا الخوف، ومثل الأخ لا يخفى عليه أن سبب هذا هو الخلاف بالولاءات لهذه الأقطار للكافر المستعمر، فمنهم مازال تحت هيمنة الإنجليز والآخر يد ضاربة لأميركا، فكيف الأخ الأستاذ يعني يريد.. يتصور بأن النصر سيأتي من هؤلاء؟ حكام سيقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني، وقضية مر عليها أكثر من خمسين سنة كيف يتصور إنه الأخ الأستاذ أن مازال هناك مراهنة عن هؤلاء الحكام سيقفون في يوم من الأيام لمساعدة الشعب الفلسطيني؟ أنا أقول: نعم مع الأخ الأستاذ أن على أهل فلسطين المخلصين منهم أن يقولوا للأمة أن هذه القضية أكبر من حجمهم وهي ليست بمقدورهم، ليست في مقدورهم، وترك البعد الوطني بالقضية وأخص بالذكر الاخوة في حماس والجهاد الإسلامي، وإرجاعها إلى موقعها الحقيقي، بأنها أرض إسلامية اغتصبت من.. من كافر محتل يجب على المسلمين، وأخص بالقول المسلمين اللي يحيطوهم اللي هم في دول الطوق، وبما أن دول الطوق لا يمكن.. لا يمكن لا يتوقع من حكامهم أن يفتحون الباب للمسلمين لحل هذه القضية فالحل نعم هو لابد من إزالة هؤلاء الحكام ولا يوجد حل آخر للقضية الفلسطينية واللي يتصور أن هناك حل غير الحل الإسلامي يروح يراجع.. يراجع في قضية هل إنه مازال عقله سليم أو لا.
ماهر عبد الله: أخ.. أخ سالم.. أخ سالم مشكور جداً على الأسئلة، كان.. كان السؤال الأول مطالبتك بأن يقف الشعب الفلسطيني أمام إسرائيل هي دعوة لإهلاك هذا الشعب.
منير شفيق: هو الحقيقة أن هذه النقطة تكشف جانب مهم، لاحظ هذا الخط الذي يطرحه أخونا يعني يختبئ فعلاً حول تقصير الحكام وخيانة الحكام وإلى آخره، ولكن لا يريد للشعب الفلسطيني أن يواجه الدولة العبرية خوفاً من أن يهلك هذا هو بالضبط الذي عينته.. عينت أن الذين يريدون أن يخرجوا بالمظاهرات إلى القصور أو أن يقولوا للشعب الفلسطيني أنت تهلك نفسك وإنه اتركونا من كل هذه القضايا ونروح نغير الحكام، طب هُمَّ مين ماسكهم يروحوا يغيروا الحكام، ها إلهم خمسين سنة، يتفضلوا يغيروا لكن الآن الشعب الفلسطيني يدخل في معركة.. يدخل في معركة حقيقية مع العدو الصهيوني، ومش بس هيك أظنه قد بدأ يأتي بنتائج فعلية تبشر بانتصار، فغير صحيح أن نقول للشعب الفلسطيني أنت تهلك نفسك، بالعكس إن الشعب الفلسطيني بالشهادة وبالمقاومة هو يحيي نفسه ويحيي الأمة، والذين يتركون المعركة مع العدو الصهيوني هم الذين يهلكون الأمة، والحقيقة قصة ترك البعد الوطني، لماذا على المسلم الذي يؤمن بالعقيدة ويعتبر إنه الإسلام.. ويتحرك بالإسلام لا يرى أن هنالك أبعاد أخرى لهذه القضية، فالمسلم هو أيضاً وطني عندما يدافع عن الأرض وعندما يريد أن يحرر الأرض، فهذه أبعاد ليست متناقضة، أنا لا أفهم لماذا يضعون العقيدة والإيمان بالإسلام مناقض للتحرير، مناقض لمقاومة الغزاة، مقاومة الأعداء، لماذا يريدون..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]: بس هو إنصافاً.. إنصافاً للأخ سالم يعني قد يكون مقصده ليس فقط التقليل من شأن الانتماء الوطني بقدر ما هو المنطلق القطري الفلسطيني ينطلق من نفس.. قد يعتقد أنه ينطلق من نفس القطرية التي أدنتها في.. في الآخرين.
منير شفيق: لا.. لا، القطرية التي أدنتها هي القطرية التي تبتعد عن الأقطار الأخرى والتي لا تحارب لا الاستعمار ولا الغرب ولا إسرائيل، هذه القطرية التي أنا أدنتها والتي تحارب بعضها بعضاً، أما الشعب الفلسطيني عندما يقاتل العدو الصهيوني أو شعب يدافع عن أرضه ضد غزاة هذه ليست قطرية، بالعكس هذا موقف سليم وموقف إسلامي وشرعي بالدرجة الأولى، وإذا كان هنالك أقوام أو آخرين في البلد يريدون أن ينطلقوا من واقع وطنية أو قومية في رد الغزاة ومحاربتهم فما.. فما الخطأ في أن يكونوا مع الإسلاميين على يد واحدة ويقفوا ضد هذا.. هؤلاء الغزاة؟ ولذلك عندما تقف حماس ويقف الجهاد مع بقية القوة الوطنية الفلسطينية على اختلافها وعلى اختلاف مشاربها بما في ذلك اليساريين، فهذا موقف سليم وصحيح لمن يريد أن يقاتل العدو، لمن يريد أن يحرز انتصار ويطرد الاحتلال على الأقل كخطوة أولى، وهذا لا يغير من إسلام المرء ولا من عقيدته.
ماهر عبد الله: طب أنا لو سألتك، يعني سؤاله الثاني كان الأخ سالم أنه الخلاف بين الدول العربية يقدم ويتفق معك في أنه هناك خوف متبادل، لكن سببه خلاف الولاءات بس قبل ما تجاوبني عليه فيه الأخ محمد –رجل أعمال من فلسطين- يقول تعليم.. تعليقاً على كلام ضيفك الكريم أعتقد أن مشكلة الحكام العرب أنهم مازالوا يعانون من عقدة هزيمة 67، فلذلك قرروا ترك الشعب الفلسطيني ربما يتخلصوا يومها من مشكلة أرقتهم كثيراً. هل تعتقد أن هزيمة 67 بحجمها المدوي تركت أثراً نفسياً على كل صانع قرار؟
منير شفيق: هو العقد النفسية بتسكن أكثر من قضية الـ 67، ولكن لاشك إنه واضح للعيان تماماً أن هنالك من حيث القوة العسكرية هنالك بون شاسع بين الجيوش وبين القوة العسكرية الصهيونية ومن ورائها القوة الأميركية والحقيقة إذا أردنا أن نواجه من خلال الجيوش ومن خلال الدول الأخرى علينا أن نغير استراتيجية جيش مقابل جيش، جيش مقابل جيش لا قِبَل للجيوش العربية لمواجهة العدو الصهيوني ولا جيشه، ولكن إذا قلنا جيش وشعب ومعركة طويلة الأمر ومعركة لا تنتهي وبدأت المعركة ولا تنتهي هذه المعركة يستطيع.. تستطيع الجيوش العربية أن تتصدى وأن تقف، هذه بحاجة إلى تغيير استراتيجية، تغيير هذه الاستراتيجية يجب أن توقف كل مظاهر الفساد اللي موجودة في الأنظمة، يجب أن توقف كل مظاهر عدم المبالاة في الدفاع عن الاستقلال عن الموقف الشعبي وعن الدفاع عن سيادة البلاد، هذا بالضرورة يمكن أن يضع البلاد على عتبة أن تحدث هناك مواجهة، أما جيوش مجرد أن تدخل إلى المعركة بإحصاء الدبابات وإحصاء الطائرات وإحصاء الإمكانات العسكرية، فأظن أننا نخسر بهذه العملية، المهم أن نقاتل بالشعب، الجماهير والشعب هم الأقوى، بعون الله وبالاعتماد على الله من أميركا ومن الكيان الصهيوني.
ماهر عبد الله: طب اسمح آخذ المكالمة الأخيرة في هذه الحلقة، ونعتذر بعد ذلك المشاركات على الإنترنت وعلى الفاكس كثير معايا الأخ أحمد النجار من ألمانيا، أخ أحمد، اتفضل مع مراعاة أنه الوقت بدأ يدركنا، اتفضل يا سيدي.
أحمد النجار: أولاً السلام عليكم وجزاكم الله خيراً.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
أحمد النجار: ثم أحيي هذا الشعب المجاهد الذي يقاوم إحدى الجبابرة في هذا العالم، وليست مقاومته فقط تجاه هذا العدو الغاشم، بل إنما جهاده ضد ذلك العدو الذي يحرك هذا، وهذا العدو هو أميركا بحد ذاتها والمقاتل الأول ليس شارون، بل.. بل الذي يدفع شارون إلى الأمام، ولكن الطامة الكبرى أن حكام.. حكام المنطقة الذين لهم سفارات مع العدو أصبحوا يأخذون الأوامر من أميركا هل يقطعوا العلاقة أم لا، فأولاً يجب أن يفسحوا المجال للشعب لإبداء رأيه، ثم يأتي النصر من عند الله، ولنا الأمل في الله أولاً ثم في إخواننا المجاهدين أنهم سيقهروا هذا العدو الغاشم، والله وراء.. من بعد ذلك هو الموفق، والسلام عليكم ورحمة الله.
ماهر عبد الله: طيب مشكور جداً يا أخ أحمد، الأخ عبد الفتاح فتحي همام من أثينا – اليونان، يعتقد أن هذه الانتفاضة بالنسبة لنا يجب أن تكون يعني يقول عدة استشهادات منها اليوم هو ميلاد أكبر جيش تسلح بالكراهية، تسلح ضد الظلم، تسلح ضد النظام الديمقراطي الأميركي المزعوم، اليوم بالنسبة لنا هو الثاني عشر من سبتمبر كما كان الثاني عشر من سبتمبر لأميركا، أميركا اهتزت هزة كبيرة بالهجمة فردت بحرب شاملة، هو يقول أن الوضع الذي نعيش فيه خلق فينا نفس الروح التي وجدت في أميركا في الثاني عشر من سبتمبر، هل تعتقد أنها ستكون بداية جديدة لرؤية جديدة للأمة الإسلامية للعالم؟
منير شفيق: والله إحنا لازم نوقت على 28 أيلول سبتمبر من تاريخ اندلاع الانتفاضة، وتقول إنه هذه الانتفاضة هي يومنا ويوم إنهاض الأمة، وبتصوري أن المعركة الراهنة في الحقيقة وهي ما تحتاج إلى تحليل أن الشعب الفلسطيني بعد سبعة عشر شهراً من المقاومة ومن الانتفاضة وضع العدو الصهيوني في المأزق ووضع أميركا الآن في المأزق، هنالك مأزق عسكري، هناك مأزق سياسي، مأزق اقتصادي وبتصوري بعد أن أُطلقت يعني قدرات الجماهير وإمكاناتها إلى الشوارع وأثبت الشعب الفلسطيني بأغلبيته الساحقة أنه قادر على مواجهة الدبابات كما حدث في جنين وكما يحدث في المخيمات، وكما يحدث في نابلس وفي كل المناطق، أنا برأيي الشجاعة هنا والإقدام وتأييد الجماهير سوف تأتي بانتصار والعدو الصهيوني مرتبك وأميركا مرتبكة، أنت تصور أن جورج بوش هذا الذي يدَّعي إنه هو أكبر دولة في العالم وأكبر.. لا يستطيع أن يثبت 24 ساعة على تصريحاته خلال الـ 24 ساعة الماضية ثلاثة أربع تصريحات مختلفة عن بعضها صرح، هنالك ارتباك واضح في سياساتهم أمام الجماهير الفلسطينية، وأنا بتصوري أن الشعب الفلسطيني الذي يخوض المعارك الآن ضد الدبابات الصهيونية هو قادر أن يهزمها، ليست بالضرورة أن يهزمها بالقوة العسكرية، أن يُخرج طائرات ويخرج صواريخ وإلى آخره، وإنما إذا صمد ومنعها من أن تتقدم أو أن تحقق ما تريده وإذا الكوادر حافظت على نفسها والشباب حافظوا على نفسهم بقدر الإمكان ولكن استمرت.. استمر الموقف موحداً أنا بتصوري أن شارون الآن وأليعازر وبيريز ومفاز والجيش الصهيوني وأميركا يلعبون في الوقت الضائع وسوف يخسرون بالحتم ونحن رأينا هزيمتهم في جنوبي لبنان وهم أنفسهم الذين كانوا هناك في جنوبي لبنان وأميركا كانت من ورائهم وهُزموا على يد حزب الله والمقاومة في لبنان وبتأييد طبعاً القوى المختلفة وبخاصة يعني الموقف الشعبي العام لهذه المقاومة، نحن الآن في فلسطين نواجه المسألة نفسها وأحسبهم في مأزق حقيقي ولا.. يعني النصر ببعيد بإذن الله.
ماهر عبد الله: طيب أخ.. أخ منير أنا يعني عاوز أختم الموضوع، الوقت انتهى والموضوع طويل معايا مداخلتين في.. في موضوع واحد عايز أسمع منك يعني تعليق منطقي وإيجابي، الأخت فاطمة تقول: لقد بدأنا نستمد القوة من صمود إخوتنا ونتجاوز جدران الخوف لنستمر في التعبير ولا نهرب من مسؤولياتنا فنحن شركاء فيما وصلنا إليه، وتحية للضيف اللي هو أنت، الأخ أبو زاهد من مانشيستر إنجلترا يقول: هناك أمر حيوي وهام يتعلق بالقضية الفلسطينية وهو أن الضعف والهوان الذي يخيم على النظام العربي سببه عقيدة سياسية خاطئة يؤمن بها هذا النظام العربي، هذه العقيدة السياسية هي أن إسرائيل أقوى من العرب، الحقيقة هي أن الواقع هو نتيجة لما يؤمن به الإنسان وهذا قانون كوني عام، فإذا اعتقد العرب بأن إسرائيل هي أقوى منهم فستكون كذلك، والعكس صحيح إذا اعتقد العرب بأنهم أقوى من إسرائيل فسيكونون كذلك، في كل معارك الدنيا الداخل النفسي عامل مهم وخطير وأخطر من كل الإمكانيات، هل تعتقد أننا فشلنا في إقناع أنفسنا بالقوة؟ وهل تتفق مع الأخت فاطمة إنه بدأنا بكسر حاجز الخوف؟
منير شفيق: لا أنا بالتأكيد متفق مع الأخت فاطمة وهي القصة مش قصة رأي، الذين يقاتلون الآن الدبابات الصهيونية يثبتون على أرض الواقع وفي.. ومن خلال دمائهم أنهم لم يكسروا حاجز الخوف فحسب، وإنما أيضاً أصبحوا قادرين أن يعيدوا الخوف إلى صفوف الطرف الآخر، الذي يعاني الخوف الآن ليس الشعب الفلسطيني وإنما المجتمع الصهيوني بأثره، والذي يعاني الآن من المأزق ليس الشعب الفلسطيني ولا المحاصرين ولا الرئيس الفلسطيني، وإنما الذي يعاني الآن المأزق هم شارون وبيريز وإليعازر، وأميركا إذا بقيت واضعة ركابها معهم، في ركابهم واضعة رجلها في ركابها سوف تنهزم شر هزيمة وأقول لها: ابق مع شارون ولنرى ماذا سيحدث لأن هذه الجماهير في هذه المرة لن تسكت وسوف تكون هناك تداعيات كثيرة لهذا الموقف، المهم أن الجيش الصهيوني الآن رمى بكل قوته، أنت تتصور في معركة جنين في مخيم جنين، عندما يغير جنرالين ويأتي مفاز قائد الجيش ليقود المعركة بنفسه، ما هذا؟ هذا لم يحدث في (استلنجراد) ولا حدث في أي مكان في العالم، مخيم يصمد كل هذا الصمود وإذا صمد مخيم جنين ومازال يصمد، وأنا أحيي كل رجل فيه وكل امرأة وكل شاب وكل مجاهد، وأقول أن ماذا سيحدث لهم إذا فعلت نابلس الشيء نفسه، إذا فعلت غزة الشيء نفسه، إذا فعلت بيت لحم الشيء نفسه، إذا فعلت رفح، إذا فعلت بيت جالا؟ أنا أعتقد أن.. أننا على الطريق الصحيح ولا ينقض هذا الطريق الصحيح سوى الصبر واستمرار العزيمة والتأكد أن الوضع الآخر.. وضع الصهاينة ووضع أميركا هو الوضع المرتبك، وأننا باستطاعتنا أن نحرز نصراً عليهم، خصوصاً إذا تعاظمت.. تعاظم التأييد الشعب والجماهيري في كل مكان لدعم الشعب الفلسطيني، وقد جاء الوقت لكل من يقول عن الأنظمة أو غير الأنظمة أن ينزل إلى الشوارع ويفرض إرادة الرأي العام، وإرادة الشعب في تأييد هذه القضية وفي اجتراح النصر هاتوا نصراً وسترون ماذا سيحدث في المنطقة كلها وماذا.. وكيف ستثبت القضية الفلسطينية أنها رافعة مهمة لنهضة الأمة، لنهضة العرب ولإحداث التغييرات المطلوبة حتى في الداخل العربي وعلى نطاق الأقطار.
ماهر عبد الله: طيب أستاذ منير شفيق شكراً لك على هذه المشاركة.
أعزائي لم يبق لي إلا أن أشكركم وأشكر بإسمكم ضيفي الأستاذ منير شفيق (المفكر الإسلامي …) الفلسطيني المعروف.
إلى أن نلقاكم في الأسبوع القادم تحية مني، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.