قضايا المرأة
مقدم الحلقة: | ماهر عبد الله |
ضيف الحلقة: | د. أحمد الكبيسي: أستاذ الدراسات العليا بجامعة بغداد |
تاريخ الحلقة: | 05/09/1999 |
– وضع المرأة في الإسلام.
– حدود اختلاط النساء بالرجال.
– هل الأمر بالحجاب خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم؟
– الحجاب في اللغة.
– حكم لبس المرأة للبنطال.
– حقيقة دور المرأة في المجتمع.
– المرأة والولاية العامة والقضاء.
ماهر عبد الله: أعزائي المشاهدين، أهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج
(الشريعة والحياة).
موضوعنا لهذا اليوم سيكون القضايا المتعلقة بالمرأة، وتحديداً الفرق بين ما هو مشروع، وما هو صحيح في شريعة الإسلام، وبين ما درجنا عليه من عادات، وتقاليد، وأعراف، ويسعدني في هذه الحلقة أن استضيف –ثانيةً- سماحة الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي (المدرس في جامعة الإمارات سابقاً، والمدرس في كلية القانون في جامعة بغداد، كلية الشريعة أيضاً)، دكتور أحمد الكبيسي أهلاً وسهلاً بك مرة أخرى في قناة (الجزيرة)..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: بس هذي مسألة المدرس يعني فيها تجاوز، أنا تجاوزتها من ثلاثين عاماً من ثلاثين عام مدرس يا راجل.
ماهر عبد الله: أنا بأسحبها، وأقول محاضر.
د. أحمد الكبيسي: قل أستاذ.
ماهر عبد الله: أستاذ محاضر.
د. أحمد الكبيسي: تعبنا حتى حصلناها.
ماهر عبد الله: ماشي يا سيدي، لو بدأنا أولاً يعني إحنا اطمئنينا إنك رجعت، (الجزيرة) ما فيها المكر الذي تحدثت عنه وخشيت منه في المرة الماضية.
د. أحمد الكبيسي: إن شاء الله يا أخي، أمنتكم الآن، أمنتكم الآن.
ماهر عبد الله: لو ابتديت أنا بسؤالك عن الصورة العامة للمرأة، يبدو لي أن تأثير بعض الإسرائيليات علينا.. أن المرأة اختلطت بالشر كثيراً، يعني لا أدري في خلفية الفكر الإسلامي في بداية التشريع الإسلامي، هل كانت يعني المرأة لها هذه الصورة السيئة المرتبطة بالشر والخطيئة؟
وضع المرأة في الإسلام
د. أحمد الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم، هو هذا الذي يلفت انتباهي، ويلفت نظر كل باحث عندما نقارن وضع المرأة في صدر الإسلام، يعني في عصر الرسالة، وعصر الخلافة الراشدة، وعصر العهد الأُموي، ثم كيف انقلبت إلى الضد بعد ذلك، يعني هذه الانطلاقة الهائلة، العنفوان، الحضور العظيم، المساواة الكاملة، الشخصية المتميزة، الشخصية التي كانت تفوق شخصية الرجال.
وهذا يفسر لك دائماً لماذا النبي -صلى الله عليه وسلم- يوصي النساء بأن يطعن الرجال، لأنه رأى منهن فتوة وحضوراً أقوى من الرجال، كما قال سيدنا عمر قال: لما ذهبنا إلى المدينة مهاجرين، ودخلنا على الأنصار، وجدنا نساءً.. وجدنا
رجالاً يغلبهم نساؤهم، فما طفق نساؤنا أن تعلموا من نساء الأنصار، هكذا كانت المرأة.
ولما تقرأ مفردات المرأة المسلمة الأولى بشخصيتها، بحضورها، بتماسكها بمشاركتها في الأحداث تقول: كيف تبدأ هذه البداية ثم تنتهي بدا.. بتلك الصور الخرافية التي بدأت تملأ كتبنا؟! يعني..
حدود اختلاط النساء بالرجال
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: يعني خليني أسألك كيف بدأ؟ لماذا حصلت هذه النقلة؟..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: أنا أقول لك، أول القضايا، إحنا بنتفق أولاً على أن الصورة الآن.. الحصيلة النهائية لصورة المرأة لا تمت إلى الإسلام بصلة إطلاقاً، سواء كانت شعراً، أو أدباً، أو فقهاً، أو تقوى، يعني مثلاً الإمام الرازي هذا المفسر العظيم الذي أعتبره فيلسوف المفسرين يقول: "إن الله سخر لنا النساء كما سخر لنا الدواب" أي أن المرأة ليست مسخراً لها كما قال: (سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) يبدو هذا فقط للرجال.
أما النساء فهي مسخرة للشمس، والقمر، والنار، والنساء هذا مسخرة للرجال، هذا ما جاء من فراغ، جاء عبر تدهورات وانحطاطات فعلت فعلها في نفوس الناس، يعني مثلاً لما تقرأ أنت (…) المرأة في الكتب الإسلامية "لا تركننَّ إلى النساء، ولا تثق بعهودهن، فإرضاؤهن جميعهن موكل بفروجهن" هذه واحدة.
"تمتع بها ما طاوعتك، ولا تكن جزوعاً إذا بانت، وسوف تبين، وخنها ولو كانت تفي لك إنها على قدم الأيام سوف تخون". هذه أخرى.
ينسب زوراً إلى سيدنا أبو بكر الصديق أنه قال: "ما أفلح من استشار امرأة"، أبو بكر وهو أبو أم.. أسماء (ذات النطاقين)، كذلك سيدنا عمر يروى إليه زوراً وكذباً أنه قال: يعني "احذروا من شر النساء"وكونوا، يعني "تعوذوا بالله من شرِّ النساء وكونوا من خيارهن على حذر".
[فاصل إعلاني]
ماهر عبد الله: فضيلة الشيخ كنت تستعيذ بالله من شرارهن وتطلب أو يعني..
د. أحمد الكبيسي: هذا الزور الذي نسب إلى سيدنا عمر "استعيذوا بالله من شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر".
ماهر عبد الله: على حذر.
د. أحمد الكبيسي: أما ما ينسب زوراً أيضاً إلى سيدنا علي كلام عجب في النساء، ولا يمكن، كيف يقول سيدنا عليّ هذا الكلام وهو أبو الزهراء..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: مثل ماذا؟
د. أحمد الكبيسي: يعني "إنهن إن أعطين ما يردن أفسدن الممالك، وأهلكن المسالك، وجعلن –مش عارف أيش- وضربن الأعلى بالأسفل!! وغير ذلك، كلام غير معقول، وهو أبو.. أبو فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وسيدنا عمر يعني أبو حفصة من أمهات المؤمنين، وسيدنا أبو بكر الصديق، ولذلك كل هذا زور نُسب إليهم في العصور المتأخرة لإعطاء تلك النظرة المتردية للمرأة يجانبها الشرعية، أسباب هذا..
طبعاً نحن لا ننكر مطلقاً أن هذا الدين من أساسياته الحفاظ على العفة قطعاً والحفاظ على النسب، قضية ما فيه من غلط (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ) (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً) قضية (…) غلط، والإسلام يراهن كثيراً على نسب المسلم، وعلى صحة نسبه، وعلى توارث والكرائم والمكارم والفضائل بهذا النسب، ولهذا.. ومع ذلك قال غَض البصر وإلى أخره -كما هو معروف- لا نريد أن نعيده، اللي حصل إنه على مر الأيام صار هذا هاجساً،أحياناً الصفة التي تحبها وتتشبع بها تصبح مرضاً، يعني بعض الكرام مثل حاتم.. حاتم صار مريضاً بالكرم، لم يعد كريماً، صار مريضاً لا يستطيع أن يأكل إلا أن يرسل عبده للجبال يقول له: أوقد ناراً فإن قرَّت فأنت حر، هذا مرض، فهاجس العرض عند المسلمين صار وأداً جديداً يشبه وأد الجاهلية، وأد الجاهلية كان وأداً مادياً حقيقياً يدفنها وهي حية وخلاص.
وأد المسلمين بعد ذلك صار وأداً معنوياً، لا تخرج، ولا تتعلم، ولا تزور، ولا تُزار، وإن كان هناك خطأٌ فمنها، إذا ضربها الزوج عليها أن تصبر، إذا غسلت وجهها بالصابون وفاحت رائحة الصابون فهي عاهرة، إذا كشفت وجهها فهي مش عارف زانية، ولذلك هذا الذي جرى..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: اسمح لي بالمقاطعة، يعني التيار العام في الفقه الإسلامي يغالي في موضوع (سدُّ الذرائع)، المدخل لكل ما تفضلت به هو ما تسمونه سَدُّ..، يعني إلى أي مدى يمكن أن نلقي باللوم على استخدام سد الذرائع في..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: سد الذرائع كان حجة.. حجة لإفراغ رغبات وأمزجة ضد المرأة بحجة -صدقاً أو كذباً- بحجة الحفاظ عليها ففتح هذا الباب، وبالتالي ذُبِحت المرأة تحت هذا الباب ذبحاً، كما أن بعض الفقهاء أفتوا أنه يجوز للإمام أن يعاقب بالتعذير ما يشاء حتى لو كان قتلاً، فسالت أنهار.. دماء المسلمين أنهار تحت هذه الحجة، يا سيدي الكريم النبي -صلى الله عليه وسلم-.. لو كان هناك شيء اسمه (سد الذرائع) لكان أولاكم به رسول الله.
تصور النبي –صلى الله عليه وسلم- تجري في زمانه هذه الحادثة الرهيبة امرأة تخرج من بيتها فجراً لكي تصلى الفجر في المسجد، والنبي -صلى الله عليه وسلم- نهى بصراحة ألا تُمنع النساء من حضور صلاة الصبح بالمسجد، هذه المرأة يعني تُغتصب وهي في طريقها للمسجد، ها القصة مشهورة، معروفة، لو كان هناك شيء اسمه سد الذرائع لكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قال تُمنع النساء من حضور صلاة الصبح، ما فعل هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- وقِسْ على هذا ما يشاء.
اثنين: لكي يكون سد الذرائع حقيقية أنت عندك إحصاء، وإحنا الآن في الدوحة حدثت فيها جريمة قتل، بعدها اثنين، بعدها ثلاثة، بعدها أربعة، لأمر ما لازم يكون إحصاء كم واحد قتل؟ هل هذا صار ظاهرة، هل صار مرضاً اجتماعياً؟ تضع له الحلول، ويسموها أحكام الطوارئ، أما تقع حالة واحدة بالمائة سنة مرة تتخذها أنت تكؤة وحجة لكي تخنق أنفاس الناس، هذا يسمى يعني قهر وليس سدّ للذرائع..
هل الأمر بالحجاب خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم؟
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: اسمح لي، اسمح لي بسؤال يعني له علاقة بالقصة التي ذكرت، الحديث الذي ذكرت يعني ليس مشهوراً شهرة قضية إجلاء (بني قينقاع) والذي كان بسبب الاعتداء على امرأة مسلمة، أنا أعتقد أن كل مسلم بالغ عاقل سمع بقصة إجلاء بني قينقاع بسبب الـ..، ومع ذلك يجري التركيز على اليهود، وخبث اليهود، ومكر اليهود، ويُغفلون أن النبي –صلى الله عليه وسلم- لم ينه لا تلك المرأة ولا غيرها عن النزول إلى السوق، يعني هذا حيدخلنا في موضوع ثانٍ..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: رغم تلك الحادثة الكبيرة.. قامت حرباً.
ماهر عبد الله: عرض امرأة مسلمة، لكن راح يدخلنا في باب العمل والاختلاط، ويعني فيه.. فيه كثير من اللبس في موضوع الاختلاط، يعني ما هو الاختلاط بين الرجال والنساء المنهي عنه شرعاً؟
د. أحمد الكبيسي [مستأنفاً]: هو أقول لك شيء يا أخي الكريم، حقيقية صار عندنا خلط كبير بين الحلال والحرام وبين الآداب، والله العظيم يا أخي هذا الإسلام فيه من الآداب ومن التقاليد الأدبية السلوكية ما يغني عن أن نقحم الحكم إقحاماً على الحلال والحرام، أصبح.. أصبحت الحرمة في قضايا المرأة وحدها هي الأصول، كل حركة منها حرام حتى يثبت العكس، وهذا غير صحيح، لكن لماذا نقول آداب؟ الإسلام نعم عنده آداب ما يسمونه في الغرب (الإتيكيت) يعني، كيف تأكل المرأة مع الرجال، وكيف.. وكيف تحادث الرجال، وتختلط بالناس، وكيف تقاتل، وكيف تبيع، وكيف تطلب العلم، والكتاب والسنة مليئة بهذا مليئة بكثير.
يعني سيدنا موسى (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا) صحيح، النبي -صلى الله عليه وسلم- في واقع حديثه مع الناس وكلامه مع النساء، ووعظه لهن، وتعامل المسلمين مع بعضهم، والله ليس في الإسلام، ولا نص واحدٍ يأمر بفصل الرجال عن النساء إلا فقط.. فقط نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا الفرق بين ما نزعمه حجاب، هو ليس حجاباً، نحن عندنا يعني كلمة حجاب هذا خاص بنساء النبي (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ)، الباقي هذا ما يلبس، هذا ليس حجاباً، هذا زيّ إسلامي زيٌّ شرعي، الحجاب يعني أن لا تقف امرأة مع رجل، لا يراها رجل، ولا تحدثه، ولا تمشي معه كما في (..)، من وراء جدر هذه..
يا سيدة عائشة ونساء النبي -صلى الله عليهم وسلم- وأمهات المؤمنين لا يدخل عليهن أحد إلا من وراء جدار، من وراء حجاب، الباقي زيٌّ إسلامي، زيٌّ إسلامي البس ما تشاء على أن لا ألبس يعني إنت، فليكن ذرعاً، فليكن إزاراً، فليكن رداءً، ثوباً، فستاناً، القاسم المشترك أن لا يبدو منها إلا وجهها وكفاها.
ماهر عبد الله: وكفيها.
د. أحمد الكبيسي: وحينئذ لا يسمى حجاب هذا نوع من أزياء المسلمين، والإسلام ما قيدنا بزيٍّ لا رجال ولا نساء، بدليل أن العمامة اللي كان بيلبسها المسلمون هي جاهلية، أقرها الإسلام، الجلباب الذي تلبسه المرأة المسلمة نساء الأنصار والمهاجرين هو زي جاهلي..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: طب خلينا في موضوع الاختلاط، إلى أي مدىً
-باعتقادك- يمكن للمرأة أن تخرج إلى السوق، إلى المعمل لتمارس نشاطها الذي يمارسه الرجل يعني؟ يعني هناك الكثير من القيود.
د. أحمد الكبيسي [مستأنفاً]: أخي الكريم، لا يوجد في الكتاب والسّنة يفرق في التعامل بين المرأة والرجل في كل شيء، الخطاب واحد للنساء والرجال (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى)، (السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ)، (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) أيضاً (َالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ)، كل ذلك على قدر المساواة ورب العالمين لما يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) يعني به النساء و الرجال ما لم تأت قرينة تدل على أن المخاطب بها الرجال كما أن.. كما في قضية الإرث مثلاً.
إذن الأصل واحد ولكن هناك آداب، كما أن هناك أدب بين الطالب
وأستاذه، هناك أدب كما في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- هناك أدب
جوار، أدب ضيافة، أدب.. هناك أدب كيف تتعامل مع المرأة، ولذلك
النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما تأتي فاطمة يقوم في وجهها، هذا أدب من آداب التعامل مع النساء.
ولهذا يا أخي الكريم هذا.. هذا الطوفان من الحَجْر، ومن التحريمات اثنين يا أخي ما من حكم في الإسلام –إلا ما ندر- إلا وله مخالف، فلماذا أنت في قضايا المرأة بالذات تتصيد أين الشدة؟ وأين الكرب؟ وأين الحرج؟! لماذا بالذات هذه؟! ولهذا القرآن الكريم شو يقول؟ يقول: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ)، والقرآن الكريم يعتبر أن المرأة كالبنين مطلوبان، مرادان، لا يريدان يعني الابن أبوه يريده، وهو لا يريد أباه، كذلك المرأة.
وفي مقابل هذا إيش قال؟.. قال: بما أنكم تريدونهما فلابد من الإحسان إليهما، فرب العالمين يقول عن المرأة (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)، (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)، المفسرون أصحاب الفكر -كابن عباس وغيره- قالوا: الدرجة هي أن يتنازل الرجل عن بعض حقوقه عليها، وأن يوفيها كل حقوقها عليه، هذا ترفع الرجل.
إحنا بالعكس تمام، لم نف لها بحق، يعني فلنقل -حتى لا أكون مغالي- نصف حقوقها لا تأخذها، شو نصف حقوقها؟ تُضرب، وتُشتم، وتُضام، وتهمل، وإذا تزوجت عليها أهملت الأولى، ثم لا رأي لها، ثم أنت لا تتنازل عن حق واحد من حقوقك، ولهذا صار للنساء عليهم درجة..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: طب لو اتفقنا أن هذا الشائع غير مقبول، وإن كان بالضرورة لا يتعارض، لكن أي مدى يمكن احترام ما هو سائد من أعراف يعني الإسلام، أنت قلت العباءة الجاهلية أقرها الإسلام، ما هو دارج وما هو مألوف من عادات وتقاليد، إذا كانت لا تتعارض مع ما هو واضح وصريح في الشريعة، ما هو البأس في احترامه إذا كان جزء من عاداتنا وتقاليدنا؟
د. أحمد الكبيسي [مستأنفاً]:.. هذا متعارف عليه نوعان، نوع يصطدم برغبات الإسلام كشيوع الضرب، شيوع الإهمال وبالتالي هذا يجب أن يتوقف، وإذا كان لا يتعارض العرف في قضايا الأسرة يصبح شرعاً (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، على شرط ألا يتعارض هذا العرف مع مفهوم الإسلام.
ماهر عبد الله: طيب إحنا يعني ذكرنا قضية العمل لماماً، فيه.. فيه قضية مفتعلة ضرورة إخراج المرأة إلى العمل بغض النظر عن الأسباب، وفي العادة النموذج الذي يقدم النموذج الغربي، في العالم الغربي حتى خرجت المرأة إلى السوق كان لابد من حرب عالمية أولى وحرب عالمية ثانية أهلكت ملايين الرجال، لم يعد أحد في السوق، ولا في المصنع ليعمل، فاضطرت المرأة إلى الخروج.
في عالمنا العربي لماذا نريد أن نقحم -يعني كما تفضلتم- كل شدة هي على النساء، أيضاً هناك فيه حالة مبالاة.. حالة مبالغة ربما تؤدي إلى ردة فعل عند بعض المشايخ لابد من إخراج المرأة.. إخراج المرأة.. إخراج المرأة دون أن يكون هناك مبرر طبيعي، يعني البيئة ليست بحاجة -مثلاً- إلى قوة عاملة جديدة، إلى أي مدى يمكن أن نعتبر أن ضرورات الواقع جزء من عملية إخراج المرأة لتختلط، لتعمل، لتمارس ما هو غير مألوف من حياتنا معها؟
د. أحمد الكبيسي: هو قطعاً إحنا.. أنا أوافق على أن مصيبة الأمة في هذا العصر أنها واقعة تحت تأثير التيار الغربي، ولهذا كله دعوة لإصلاح المرأة إسلامياً ربما تنزلق من حيث لا تشعر إلى تلك الدعاوى الغربية التي أصبحت مخترقة اختراق كامل معظم اتحادات النساء في العالم العربي والإسلامي، يعني معظم التنظيمات النسائية التي تحاول إنقاذ المرأة مما هي فيه، مخترقة غربياً قطعاً، وهذا ثبت رسمياً وإحصائياً، لكن هذا لا يمنع أن المسلمين عليهم أن يقولوا: ومتى أُدخلت المرأة لكي تخرج؟!
المرأة والرجل على قدم واحدة، في طريق واحد، ولكل وظيفته في الحياة، أخي الكريم، أنا لا أريد أن أذكر أسماء دول –الآن قد يكون في هذا حرج- هل تعلم أن كثيراً من دول الإسلام الآن التي أقامت النهضة السياسية فيها، والنهضة الاجتماعية و العصر(…) هي دولة ما –دولة علمانية كاملة- ولكن النساء لأنهن بتوفيق الله –سبحانه وتعالى- أدركن الحدود التي لهن الحق أن يتحركن فيها أنقذن مجتمعات كاملة، غيرن سمت المجتمع كاملاً من كونه سمتاً علمانياً معادياً إلى كونه سمتاً إسلامياً بفعل المرأة.
اثنان يا أخي، لما تكون هذه المرأة متعلمة، يعني من ناشطات الإسلام اسأل كيف تكون في بيتها، وفي أولادها، وفي جيرتها، أنا حضرت أكثر من جماعة يعني نسوية في هذا البلد، وفي أي بلد آخر، والله فيهن من الشخصية، ومن القوة، ومن الثقافة ما تقول الحمد الله -رب العالمين- أن هذه.. هذه هي نوعية النساء اليوم.
لنقارن بين هذه وبين امرأة من هذا المخنوق خنقاً التي لا تصلح إلا أن تكون جارية بائسة عند الرجل، بل أقل من جارية، الجارية لها حقوق، ولهذا -أخي الكريم- لا ينبغي أن نخاف بأن هناك تياراً غربياً، ومقاتل أيضاً، وعدو أيضاً، إحنا علينا أن نسكت.
لا إطلاقاً، المرأة في حال سيئة سواء كان ردة فعل مثل ما يتهم
قاسم أمين اتهم مسكين وهو مظلوم قاسم أمين، قاسم أمين ما أراد هذا الذي جرى بعده، ولكن رأيه استُغل حتى صار ما صار، ولكنه يعني كان يريد إلى أقل من ذلك، هذا رد الفعل المعاكس، هذا ليس.. ليس.. ليس يعني محموداً قطعاً، ولكن هذا لا يفزع منه، ولا يخيف الذين يريدون أن يصلحوا وضع المرأة المسلمة، ما من شيء اخترق في الإسلام، إحنا عندنا كتير أمور في الإسلام أُدخل الاقتصاد، والتجارة، والسياسة إلى آخره، لكن أعظم الأشياء اختراقاً هو قضية المرأة.
ماهر عبد الله: طب في موضوع المرأة أنت ذكرت موضوع، وأنا ما أحبتش أسألك عنه في وقته لأنه كنت أحب تفصل فيه، يا سيدي: ذكرت أنت قاسم أمين وذكرت موضوع الحجاب اتصل بي أكثر من شخص في هذا البرنامج بعد الحلقات في العادة، أو بالأحرى أخوات، وبتقول إنه موضوع الحجاب، قاسم أمين إلى حدٍّ ما أنهانا من شرِه، ثم عاد بعض المشايخ وأعادونا إليه، أو اضطرونا للعودة إليه، وما أعطى صورة جديدة عن الحجاب.
في كلامك أنت عن الآية تخصيص زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
د. أحمد الكبيسي: صلى الله عليه وسلم.
ماهر عبد الله: ذكرت حجاب غير المتعارف عليه اليوم، الآن الناس يعني تتحدث عن حجاب بمعنى زي معين طراز معين من اللباس، هذا.. هذا الخلط أرجو.. أن تجيبني عليه شوية بتفصيل.
[موجز الأخبار]
الحجاب في اللغة
ماهر عبد الله: كنا.. قد سألناه عن موضوع الحجاب، هنالك خلط بين الحجاب الوارد في الآية التي تتحدث عن نساء النبي وبين ما تعورف أو ما تم التعارف عليه من أنه حجاب والذي يقصد به زي معين للمرأة المسلمة.. كنت تريد أن ترد على هذا..
د. أحمد الكبيسي [مستأنفاً]: على كل حال هذه يعني قضية فلسفية لا يعني ينبغي إن يكون لها أثر، كما يقول الناس يقولون أن الاستعمال يخصص اللغة، أما أصل اللغة: الحجاب هو انفصال المرأة عن الرجل انفصالا كاملا، وهذا خاص بنساء النبي -صلى الله عليه وسلم- (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ)، أما الباقون فهو زي إسلامي، ولكن تعارف الناس عليه اللي يسمونه بالحجاب، ولا مانع في هذا، لا مشاحة في الاصطلاح، ولكن هو زي إسلامي -وكما قلت- الإسلام ما قيد المسلمات بزي معين، كل المطلوب أن لا يكون يعني أن لا يكون شيء قد بدا من جسد المرأة.. الوجه والكفان، وهذا أيضاً يختلف من بيئة إلى بيئة، من مدينة إلى مدينة، من عصر إلى عصر، بل من مرأة إلى مرأة، مش معقول أن أحجب بنتي اللي هي في مقتبل العمر كما احجب جدتي، الآن في واقع الحال، وحتى في الإسلام كان مثلاً حجاب الريف غير حجاب المدينة إلى اليوم هذا، وتقاليد الريف غير تقاليد المدينة، ولا بأس في الاثنين، لكن أن يسمى حجاباً اصطلاحاً مجازاً هذا لا بأس به، لكن المفروض أن نقول بأن هذا زيّ إسلامي، أو زيّ شرعي، ولا يقال حجاب، لكي نكون منسجمين مع اللغة، فالحجاب هو انفصال كامل (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ)، (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً..) إلى آخره معروفة هذه.
إذن إحنا هذه.. لسنا مشمولين به، المسلمون والمسلمات ثبت بالكتاب وبالسنة، جميع الأنبياء، وجميع الصحابة، وجميع التابعين يختلطون في حدود الاختلاط الشرعي، وهذا ليس سراً، يعني أن الاختلاط الشرعي شروطه وآدابه معروفة، ولذلك علينا أن نلتزم بآداب الإسلام، ولا ينبغي أن يساق المسلم والمسلمة دائماً بسوط الحرام، المسلم لا يتعامل بالحرام، يتعامل بالآداب، والخلق، والنوافل، والسمت الإسلامي، وهذا قضية حضارية، هب أن كلما يتقرب العبد به إلى الله أن يكون حلالاً وحراماً، الله قال: "لا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل " مش بالفرائض، الفرائض هذه حتى أجر ما فيها، هذي إلزام إن لم تفعلها دخلت النار، ولذلك إحنا في أول الكلام..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: هي فيها أجر، لكن يعني يجب أن تُعمل..
د. أحمد الكبيسي [مستأنفاً]: يجب أن تُعمل، وقسم قال ما فيها أجر، هل هذه خدمة عسكرية إلزامية؟! هكذا، وبالتالي علينا أن نكون واقعيين، الإسلام دين حياء، ودين خلق، ودين عرض، ودين محافظة، وبعدين فيه أمور أنا هناك أمور قطعاً غير – ما أقول قطعاً حتى نكون أيضاً علميين- كل ما يقال له.. له.. له مخالف، يعني مثلاً يقولون النقاب.. النقاب هذا أنا أعتبره ليس واجباً، لأنه التطبيق العملي في عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- كان القلة منقبات والكثرة غير منقبات، والنقاب كما في أدبيات العرب وأشعارهم كان معروفاً قبل الإسلام أيضاً فهو ذا أدب بدليل.. بدليل أن المسلم إذا أحرم بالإحرام بالحج عليه أن يكشف رأسه، والمرأة المسلمة إذا أحرمت عليها أن تكشف وجهها ما عدا نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- بس لحظة..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: سؤال له علاقة بهذا الموضوع وصل بالفاكس، الأخ السائل يقول: أنه قرأ مؤخراً، الأخ السائل الأستاذ داود العقاد محمود من لبنان يقول: أنه قرأ مقال للدكتور القرضاوي يقول فيه أنا ضد النقاب ولا أقول به وهو يستهجن ذلك استهجاناً شديداً لأنه يقول هناك اتفاق لدى علماء الإسلام على استحباب النقاب للمرأة فيعني إلى أي مدى يمكن؟
د. أحمد الكبيسي: أولاً أنا قلت، ولا أزال، وسوف أبقي بإن الإجماع خرافة، كل من يقول لك إجماع فهو كاذب، إجماع يعني أنت جمعت كل علماء الإسلام في عصور متقدمة كان أحدهم لكي يصل من مكان لمكان يحتاج إلى خمسة شهور، أنت جمعتهم في مؤتمر وأقروا هذا! أنت الآن في هذا العصر لا تستطيع أن تفعل ذلك.
فالإجماع هذا كلام فاضي، فهذه.. الدعوة هذه ساقطة مقدماً، ما قال اتفق وأجمع علماء الإسلام، الدعوة لا تنظر إلى ما بعدها، لو قال -كما قال الإمام الشافعي- قال: أجمع لا يصح، ولكن نقول رأي الخمسة خير من أربعة، وأربعة خير من الثلاثة، لو قال أن كثير من علماء نصدقه أما ما يبقى إنه اتفق هذا أسلوب قديم قد مات وانتهى، فرقعت انفجرت.
ماهر عبد الله: طب هل فيه أي بأس شرعي فيه أن تقول أنا ضد النقاب؟
د. أحمد الكبيسي: ليس هناك بأس إطلاقاً ليس هناك بأس.
ماهر عبد الله: مع الإقرار أنه..
د. أحمد الكبيسي: هذه هي السبب ما دمنا أنا أعتقد -كما يعتقد الكثير- أن النقاب ليس فرضاً إطلاقاً ومن أرادت أن تتنقب.. لأمر ما، وثبت عملياً أن النقاب في عصور كثيرة من الإسلام كان يدل على الوجاهة كما قلت قبل قليل، أنت بالإحرام لابد أن تكشف رأسك كرجل، والمرأة تكشف وجهها ما عدا نساء النبي لأن نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- النقاب عليهن فرض.
طيب فلما كان على النسوة الأخرى غير فرض لما أباح الإسلام.. بل أوجب عليها الإسلام أن تكشف وجهها هذا رسمه بدليل أن غطاء رأسك أدب، وسمت، ووقار، وجمال ليس فرضاً فتكشفه في الإحرام (لذله) وهكذا أيضاً نقاب المرأة سمت، وجمال، ورفعة هذا في عصر من العصور، نحن نعلم أن في عصور قريبة يعني قبل.. قبل أن نولد نحن كان الاتجاه أن النساء الكرائم العوائل الراقية ينقبن وجوههن فعلامة.
ماهر عبد الله [مكملاً]: الوجاهة.
د. أحمد الكبيسي: الوجاهة، هكذا الذي جرى في العصر العباسي.. العصر العباسي كان السمت أن العوائل الكريمة، عوائل الخلفاء والمسؤولون، والأغنياء،.. وجاهات المجتمع يتميزن بين الناس بهذا النقاب دليل وجاهة، وماذا في هذا؟ فهو موديل في الحقيقة، ولكن أيضاً نقول لو أن امرأة قالت والله أنا مسلمة وأتشبه بنساء النبي –صلى الله عليه وسلم- والتشبه بالكرام فلاح، وأنا والله عصر فيه فتنة وشباب الآن لم يعودوا صالحين كما في الكلية حاصل.. ماذا في هذا؟ لا هذا يُعاب ولا هذا يُعاب ما دام الأمر فيه خلاف فالأمر متسع، وهذه الشريعة مبنية على هذا الخلاف، ما من شيء إلا وله رأي آخر والبدائل موجودة، أما أن تصر أني أنا فقط صواب والكل خطأ هذا حمق، وانتهى وقته، وانتهى عصره، وكل جيل عندنا انحطاطات في كل جيل، في كل عصر من عصور الدنيا،إذ الأمة أو الشعب في انحطاط، في انهزام، في انبطاح، كما يقول بعض الناس تبرز أشياء سيئة ومتربة، الفن الهابط، والبضائع المتهرئة، ومن ضمنه الدين المتشدد الذي يسقط أو يسقط الناس فيه يعني أخطاءهم أو مصاءبهم، وهي فقاعة تنفجر وتنتهي لا يجب الالتفات إليها.
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: الغريب أنه يعني كثير ما يستدل بمقولة ابن عباس ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسنٌ، والغريب أن الكل يفترض أن كل المسلمين في العالم يعيشون على الطريقة التي يرى، لو سافر إلى بلدان أخرى لوجد يعني معذرة للتعبير طبعات من الإسلام غير ما عهد..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: والله الإسلام فيما عدا الثوابت فيه اللي هي حدوده العامة، والله كل ذلك فيه –كما فيه يعني تعبيرك هذا في منتهى الصحة- إنه في كل جيل هناك طبعة خاصة بالإسلام، وهناك جيل العبادات فيه الإنفاق، جيل العبادات فيه الجهاد، جيل العبادة فيه الدعوة وهكذا هكذا.
ماهر عبد الله: طيب عند هذه اللحظة دعني يعني أُشرك الإخوة المشاهدين، ومعي الأخ يوسف مرعي من السعودية أخ يوسف تفضل.
يوسف مرعي: السلام عليكم ورحمة الله.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
يوسف مرعي: الله يحفظكم، بالنسبة للأخ الدكتور جزاه الله خير.
ماهر عبد الله: حياك الله.
يوسف مرعي: الحديث اللي ذكره "وما تقرب إلي عبدي بشيء" أول الحديث "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب مما افترضته عليه" أيضاً الفرائض يقول.. يقول الأخ الفاضل إنه ما فيها أجر؟ هنا يعني الحديث يبين أنها أكثر شيء فيها أجر، أيضاً -بارك الله فيكم- يعني الأخ الدكتور ما أدري يتحدث عن أي دين؟
إذا الآن نفى سد الذرائع، والله –سبحانه وتعالى- يقول يعني (لاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى) هذه آية تدل أن على الإنسان أن يبتعد عن الذرائع، الأشياء التي تقربه من الزنى، قال لا تفعل ما قال لا تفعلوا الزنى، قال (لاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى)، إذن هذه الآية نستدل بها على سد الذرائع، أيضاً نفى الحجاب، ونفى أشياء كثيرة يعني، والدين بدلاً ما تعالجون الأشياء، المجتمع ما إحنا نعاني من شدة، فنحن نعاني في هذا العصر من تفلُّت الناس من دين الله، ومن تفلت الناس من الحجاب، وكثير من الأمور..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: لأ، بس هو يعني لو سمحت لي يا أخي الكريم هو أنا حأترك الشيخ يجاوب، لكن هو ما نفى الحجاب، هو نفى أن يكون هناك شيء…
يوسف مرعي [مقاطعاً]: هو غيَّر الحجاب، يقول أي فستان، أو كذا.
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: لكن هو نفى -فقط- أن يكون هناك صيغة عامة، وأنا سوف أعطيه الفرصة يعني للإجابة، بس قبل الإجابة يعني دعني آخذ مكالمة أخرى من الدكتور عاصم العظم من دمشق دكتور عاصم تفضل.
عاصم العظم: مساء الخير.
ماهر عبد الله: مساء النور.
عاصم العظم: سيدي الكريم، الدكتور أحمد كبيسي يقول بأن المرأة كلها فتنة، كما كان يقول سابقاً، وأنا قرأت في كتاب (الفقه في المذاهب الأربعة) في باب الصلاة فصل لباس المرأة في الصلاة أن عورة الأَمَة في الصلاة من السُّرة إلى الركبة، وهذا يدلل على أن هناك أَمَة وهناك حرة.
ولا أعتقد أن أمام الله هناك تفريق بين الأَمَة والحرة، فالناس كلهم أمام رب العالمين سواء، ومن هذا المنطلق أرى بأن قول الفقهاء المعاصرين بأن حجاب المرأة من أجل الفتنة هو غير صحيح، لأن المرأة فتنةُ الرجل، فهل الأَمَة امرأة أم لا؟ وإذا كانت امرأة فهذا يعني بالتأكيد بأنها تفتن الرجل، فلا يمكن أن تكون امرأة حرة قبيحة عجوز تفتن الرجل، وامرأة كأمة حسناء لا تفتن الرجل، وأنا برأيي أن موضوع اللباس، وموضوع الحجاب هو من العادات والتقاليد حسب النظام الاجتماعي والاقتصادي، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى ماذا كان يلبس رسول الله -عليه الصلاة والسلام-؟ والسيدة أم المؤمنين خديجة حين تزوجها؟ يعني وماذا كانت تلبس أم المؤمنين عائشة بعد أن تزوجها الرسول في المدينة يوم لم ينـزل تنزل آية الحجاب؟ فهذه الناحية مهمة جداً، وما الفرق بين لباس السيدة خديجة وبين لباس السيدة عائشة -رضي الله عنهما؟ فأنا برأيي أن لباس البدوية في سوريا وفي حوران -بالذات- يعرف الدكتور كبيسي بأن القرى المسيحية والقرى الإسلامية مجاورة لبعضها، واللباس واحد في الزي لا خلاف بين القرية المسيحية والقرية الإسلامية، ولذلك أرى بأن موضوع الحجاب هو عروبي وليس إسلامي.
والدكتور كبيسي قال في عدة مقابلات سمعته في محطة دبي، بأن غطاء الرأس هو رمز إسلامي، وأنا أرى بأنه ليس رمزاً إسلامياً، وقد قال شيخ الأزهر الأكبر الدكتور طنطاوي بأن الحجاب هو سُنَّة وليس فرضاً، وهذا مهم جداً أن نرى ذلك ونحن نرى أن هناك ست مليارات في الكرة الأرضية وهذه الست المليارات نصفهن من النساء، ولا يمكن أن تكون هذه النساء من المسلمات وغير المسلمات وهن لابسين غير مجبرات بوضع الحجاب كشرط من شروط الدخول إلى الجنة، وغير مجبرات بتقليد نساء الأوس والخزرج وربيعة ومضر..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: دكتور عاصم، سألت مجموعة من الأسئلة، فأنا أعتقد إنه يعني مشكور جداً على هذه المداخلة التي أزعم أنها قيمة، أعزائي المشاهدين اسمحوا لي أيضاً بمكالمة -فضيلة الشيخ أيضاً- من الأخ أبو محمد وبعدها -إن شاء الله- سنعطي الشيخ الفرصة للإجابة، أخ أبو محمد من الدوحة اتفضل.
أبو محمد: أهلاً مرحباً.
ماهر عبد الله: أهلين.
أبو محمد: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
أبو محمد: والله أول سؤال أريد أن أوجهه إلى الدكتور الكبيسي، طبعاً دكتور نحترمه كلنا، ولكن هو في إذاعة دبي في مرة من المرات أذكر إنه جاءه سؤال عن البنطلون للمرأة، وقال حسب المجتمع، فالبنطلون للمرأة أينما كانت سواء مجتمع غربي أو شرقي هو يظهر المفاتن، وهذه أعتقد لا نختلف، حتى لو جئت ودققت في المرأة تبين أشياء كأنها عارية.. عارية، وليست كاسية عارية، هذه نقطة وهذه أهم نقطة في الحجاب على فكره يعني في حلقة اليوم وهناك أعتقد..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: وأنا أضمن لك إن شاء الله حنستفزه في الإجابة، النقطة الثانية.
أبو محمد: ولكن النقطة الثانية أن الحجاب هذا أمر مفروغ منه، وهو ليس يعني زي عربي ولا زيًّ.. هذه أوامر من الله -سبحانه وتعالى- أوامر من الرسول
-صلى الله عليه وسلم- وإحنا الآن مثلنا مثل الذي يزرع على زرع، إذا جاء على زرع وهو عليه بذره، ويقول: هذا زرعي أنا الذي زرعته، لكن هناك زرع قبله، قبل هذا الزرع يوجد زرع هناك في هذا المكان، فما من حقك الاستيلاء عليه بأي حق أنت تستولي عليه؟! إذا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- هناك أوامر صريحة في الإسلام هناك في الحجاب، فيه أوامر.. بعض النساء الآن تقول لك إن طرف الشعر طالع هذه، إذن هذه مخالفة للسنة، وبعدين الدكتور نفسه يقول عن النوافل، وأن الصلاة هذه فرائض، وما فيها أجر، وفيها أجر هذا موضوع آخر، أنا لا أتكلم فيه لأنه..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: أنا أعتقد هذه النقطة أثيرت، وإن شاء الله ننتقل..
أبو محمد [مقاطعاً]: ولكن عن النوافل، إذن إذا كان الحجاب من النوافل فمعناته أنه من التقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- ومعناه أنه "ما زال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته" إلى آخر الحديث، وهذا معنى الكلام الذي كنا أقصده، ونرجو من الشيخ تفسير الحجاب، والتفسير بإيضاح ليس كلام مُبَروَز بدون تفاصيل، لأن هذه الأمور دقيقة.
ماهر عبد الله: طب مشكور.. أخ محمد، النقطة الثانية وضحت تماماً، وأنا -إن شاء الله- يعني سأحول كل أسئلتك إلى فضيلة الشيخ، خلينا ناخدهم بالترتيب المرة الأولى..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: قبل الترتيب، غريب جداً أن الإخوة الثلاثة الكرام الذين تحدثوا كلهم قوَّلوني ما لم أقل علناً، يعني أنا الآن لازلت على الشاشة، وهم يسمعوني الآن على هذه الشاشة الرائعة، وأنا أتكلم العربية، والله لم أقل ولا كلمة مما قال الثلاثة..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: يمكن لهجتك العراقية شويه.
د. أحمد الكبيسي: أنا أتكلم الفصحى يا أخي ولهذا أنا لست.. لست مجبراً أن أردَّ على هذه الأسئلة لماذا؟ كلها خاطئة، الأول أنا لم أقل بد.. يعني ليس هناك سد ذرائع أنا قلت على مغالاة.
ماهر عبد الله: مغالاة.
د. أحمد الكبيسي: فيه واحد.. هو يجيب أيه أنا ما أعرف هذه الآية؟ اثنين: يقول بأنني أنا الأخ الآخر الأستاذ العظم يقول بأن هذا يعني كأنني أقول بأنه الغطاء ليس واجباً -كان- غطاء الرأس..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: هو يعتقد أنه غير واجب، هو كان سألك.
د. احمد الكبيسي: يعترض على.. على ماذا؟
ماهر عبد الله: أنه هو هذه عادات وتقاليد، أم..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: هو يقول أنت قلت في إذاعة دبي أن هذه الخرقة من شعائر الإسلام، نعم هذه الخرقة من شعائر الإسلام.
ماهر عبد الله: رمزاً إسلامياً.
د. أحمد الكبيسي: والمرأة المسلمة التي لا تغطي شعرها امرأة آثمة بالنص، ولهذا ليس من حقه أن يقول هذا الكلام على ملأ من المسلمين..
ماهر عبد الله: اسمح لي بس أنا أعيدك إلى نقطة هنا، أن فعلاً الإخوة للأسف أساؤوا فهم الدكتور، إنه الأخ عاصم العظم فهم أن الحجاب واجب وانتقد الشيخ أنه قال أنه رمز، والأخ أبو محمد -بعد ذلك- اعتقد أن الشيخ يقول إن الحجاب ليس بواجب..
حكم لبس المرأة البنطال
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: بالعكس، أيهما صحيح.
ماهر عبد الله: ولهذا أنا لما سألتك عن الحجاب بالمعنى اللغوي، والحجاب الدارج..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: إذن الآن يمكن الكلمة الوحيدة الكلمة الوحيدة التي لها قيمة في هذه الثلاثة، ما قاله الأخ الأخير أبو محمد قال ينبغي التفصيل، فعلاً ربما حتى الناس لا يقعوا في حرج، وفي فتنة على الأقل أبرئ ذمتي وألخص ما قلت كله، قلت بأن هناك فرق بين الزي الإسلامي والحجاب، الحجاب خاص بنساء النبي يعني لا يرهنَّ أحد ولا يتحدثن مع أحد إلا من وراء حجاب.
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: والآية كانت واضحة (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ).
د. أحمد الكبيسي [مستأنفاً]: واضحة.. أنا فقط ألخص أما الباقي اللي يسميه حجاب، وهو طبعاً واجب، لكن ليس حجاب اسمه زي الإسلام واحد، اثنين: اعتراض الأخ على البنطلون نعم أنا لا زلت أقول بأن الإسلام لم يقيدنا بزي، وإذا كنت يعني الأخ أبا محمد إذا كنت أميناً يا أخي الكريم والأمانة في الإسلام أساس من أسسها بالنقل، عليك أن تنقل عني بشكل صواب، قلت: فيه امرأة مسلمة في أميركا لا بأس أن تلبس بنطلون تغطي به جسمها على شرط -قلت هذا- على شرط أن تلبس فوقه قميص إلى الركبة أي كالباكستانيات، والهنديات، وما إلى ذلك..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: بحيث لا يفصّل ولا يشف.
د. أحمد الكبيسي: لا يفصل أبداً أنا قلت إلى الركبة، يغطي كل يعني تفاصيل جسمها، وبالتالي ليس صحيحاً أن على جميع النساء أن يلبسن الزي الإسلامي الموحد الذي تلبسه دول الخليج مثلاً، ولذلك أن اللباس الخليجي الآن غير لباس الصحابيات، ولباس الصحابيات غير لباس العباسيات والأمويات، الإسلام ما قيدنا بزي كمان أنه ما قيدنا نحن الآن مسلمين، ولذلك علينا أن نكون دقيقين، بعد الأسئلة التي ذكر الأخ أنها من لباس القرويات البدويات ما علاقته بالأمر؟
ماهر عبد الله: هو قصده يثبت أنه هي يعني عادات محلية..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: عادات محلية أو غير محلية جاء الإسلام فجعلها ديناً، جعلها شرعاً، وبالتالي ليس من حق أحد أن يناقض كتاباً أو سنة، لكن إن كان هناك رأيان في حدود المشروع أنت حر في تختار ما تشاء من الرأيين؟ هذا هو العقل، لكن ربما أنبه الإخوة – الله يخليكم- يعني رجاءً إذا اعترضتم علينا، وهذا من حقكم بل من واجبكم أن تكونوا دقيقين في الفهم، واحد يتهمني بأني قلت غير واجب، ويقول لي أنت واجب، أيهما صواب؟!
ماهر عبد الله: طيب خلينا نرجع للمشاهدين مرة أخرى، معنا مكالمة من الأخ
سراج الزهراني من السعودية، أخ سراج تفضل.
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: أحب قبل أن يتكلم الأخ.
ماهر عبد الله: دقيقة يا أخ سراج.
د. أحمد الكبيسي: أخ هذا اتهمني بأني قلت بأن الفرض ليس عليه أجر، قلت قال بعض الفقهاء نعم، قال بعض الفقهاء أن هذا ليس عليه أجر، لأنه فرض، والأجر على النوافل، والحديثان النوافل بعضها يكمل بعضاً، فماذا في هذا؟
ماهر عبد الله: إن شاء الله نرجع لها بعد.. بعد، تفضل يا أخ سراج.
سراج الزهراني: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
سراج الزهراني: يعني الدكتور أسلوبه جيد، وأعتقد أن له إطلاع كبير على الفلسفة، وعلى علم المنطق، ودي مصيبة إذا أردنا أن نفسر القرآن وأحاديث الرسول عن طريق الفلسفة والمنطق، فهو يمكن لم يقل حرام صراحة، ولكن لم يقل حلال صراحة، يعني أدخل الشك في قلوب الناس..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: في.. في أي موضوع يا أخ سراج؟
سراج الزهراني: وادعاء أو فهم الآية على أن الحجاب مخصوص لنساء النبي، وقد قال القرضاوي قبله وهذه مغالطة، لأن عندك في سورة الأحزاب يقول (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ) يعني إذن أدخل نساء المؤمنين كلهن، ليست الزوجات بس (وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً)، وفي الآية وفي (سورة النور)، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. وهناك حديث عن عائشة لما قالت: "نزلت آية الحجاب نساء المدينة كلهن –ما معني الحديث ما معناه- شققن من ملابسهن وغطين وجوههن وظهرن كأنهن الغربان" ما معني الحديث.
يعني إذن لما نزلت آية الحجاب نساء المدينة كلهن طبقن الآية فوراً وتحجبن، ولا أحد يستدل بالسيدة خديجة -رضي الله عنها- السيدة خديجة كانت في مكة قبل التشريع، لم يشرع في مكة إلا الصلاة أما التشريعات الإسلامية الباقية شرعت في المدينة والسيدة خديجة لا أحد يستدل إنها ما كانت تتحجب ولا أي حاجة.
ماهر عبد الله: يمكن كان قصدك (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) أنا أعتقد إن السؤال الآن أصبح واضح، معانا مكالمة أخرى -لو سمحت لي فضيلة الشيخ- من الأخت أم فيصل من قطر.
أم فيصل: ألو السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
أم فيصل: لو سمحت أشكركم على هذا البرنامج.. هذه البرامج الهادفة بما أن لك السلام عليكم يا دكتور أحمد.
د. أحمد الكبيسي: حياك الله يا بنتي.
أم فيصل: بما أن لك يا شيخ وقعاً خاصاً، أو بالأحرى أحاديثك لها وقعها الخاص في مجتمعاتنا الإسلامية، فلي رجاء وحيد ألاحظ يا دكتور أنك تريد أن ينظر الناس من خلال منظورك الخاص عن الإسلام، وليس هذا منظور خاص اللي هو يسر الإسلام، أو تريد أن توضح أن الإسلام يسير، وليس عسير كما يعتقد بعض
الناس، وجزاك الله خير وسعيك مشكور -إن شاء الله- ولكن ألا ترى أن زماننا هذا يحتاج إلى عناية أكثر لأسباب كثيرة منها البعد عن الدين؟ وشكراً يا شيخ.
ماهر عبد الله: طيب مشكورة يا أخت أم فيصل، طيب فضيلة الشيخ أنا أعتقد أن الآن صارت الصورة واضحة، أريد خليني بس أوضح لك أنا بس مسألة فنية، يبدو لي أن اللبس هو في المسمى.. في مسمى الحجاب..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: في المسمى مع أن شرحنا ثلاث مرات صارت شرحنا ثلاث مرات، قلنا الحجاب الذي ننفيه عن المسلمين عن المسلمات ليس الزي، ننفي أن ينفصل النساء عن الرجال كانفصال نساء النبي، غير صحيح أنه الآن، الصحابيات شاركن في الجهاد، وفي مدارس العلم، وفي المسجد، وكما تقول أم ملحان، وكما تقول أم الدرداء وكلها أحاديث متفق عليه في (البخاري)، (ومسلم) وما من حديث إلا ويجيء قبله.. بعده حديث، هذا كله يترك لأننا ما نفرق بين كلمة الحجاب وكلمة اللباس.
إحنا فقط أردنا أن نرد على هذا الذي سأل من القاهرة يقول بأن الحجاب خلَّصنا منه قاسم أمين ففهمناه أن الحجاب المقصود به -أصلاً- هو فصل النساء عن الرجال فصلاً كاملاً، هذا خاص بنساء -النبي صلى الله عليه وسلم- لكن هذا الزي اللي سميناه حجاب هذا الكلام كلام أصبح تقليداً، وقلت لا بأس أن نسميه حجاب نسميه حجاب، فمن أين جاء هذا الكلام الآخر؟ أنا لا أفهم أين الخطأ في الذي قلته.
ماهر عبد الله: الآن أنا أعتقد أن الناس إذا قيل الحجاب يفترض به الزي الدارج..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: وبالتالي فليكن حجاباً.
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: إذن أنت ما تريد بس -للإيضاح- أنت تريد أن يكون اللباس ساتراً..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: نعم قطعا ليس هناك زيّ معين إطلاقاً.
ماهر عبد الله: غير شاف ولا واصف..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: في آداب الإسلام المعروفة ولم تعد سراً.
ماهر عبد الله: ولا يكشف.
د. أحمد الكبيسي: ما بحد إلا فقيه يعرفها، يعني لا لباس الكفار، ولا مما يشف، ولا لباس شهرة، ولا مما يلفت الأنظار، ولا فيه فتنة، ولا ولا، ومما تعارف عليه المسلمون، يعني مثلاً الآن لو أن امرأة لبست لباس المسلمات الأوائل -فرضنا-الإزار والسروال الناس تنظر لها، هذا غير صحيح، إذن بأعراف عصرنا ما لم تصادف نصاً، أو تصادف يعني قاعدة.
ماهر عبد الله: طب خلينا عايز أطلع من موضوع الحجاب، أنا أعتقد نرجو أن يكون الآن، وصلنا مجموعة..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: أنا أرد على الأخت أم فيصل، أنا لا أعتقد كما تعتقد الأخت هذه حقيقة مقولة شيطانية، إنه إحنا يا أخي الآن في عصر الكل فَجَر، من قال هذا؟ والله نحن في عصر جيد، النساء شريفات، وطاهرات، وكريمات، والغالبية العظمى من النساء الآن يغطين رؤسهن، ولا يلزم من ذلك أن تلبس السواد لازم، وتغطي وجهها.
واثنين: أن المساجد مليئة بالشباب، والأمة بخير، والناس عادوا إلى الله، فإحنا في كل مكان، الزمان فسد، الزمان فسد، مَنْ قال هذا؟! هذا الخير الذي نحن فيه، يكفي أن الناس على التلفزيون يردون، ويناقشون، ويكفي أن جميع المسلمين الآن وجميع.. على اختلاف مذاهبهم وأفكارهم يقول لك والله ليس هناك حل إلا الحل الإسلامي، لماذا ننقد هكذا؟ حقيقة هذا سوء الظن بالنساء، وسوء الظن بالناس.. اللي هو هذا اللي قلته المغالاة في سد الذرائع، نفترض جدلاً أن هناك خطأ، ثم نضع قيوداً جديدة هذا ليس صحيحاً.
عليكم أن تثبتون بالإحصاء -في مثلاً قطر- كم تارك صلاة؟ كم شارب خمر؟ كم سافرة؟ أنا صار لي منذ جيت إلى هنا ما رأيت ولا سافرة واحدة ولا واحدة إلا فقط في (الجزيرة) فقط رأيت.
ماهر عبد الله: لنأخذ رأي آخر، يعني هذه تفهم أنها شتيمة (للجزيرة)؟
د. أحمد الكبيسي: والله احسبها كما تحسبها أنت.
ماهر عبد الله: الأخ منصور الأميري من بريطانيا تفضل يا أخ منصور الأخ منصور المنيري عفواً اتفضل.
حقيقة دور المرأة في المجتمع
منصور المنيري: نعم، نعم السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
منصور المنيري: الحقيقة أنا عندي سؤال في قضية دور المرأة في المجتمع، الآن يعني التصور العام عند المسلمين أن دور المرأة أنها هي تكون ربة بيت، وفي أحد حلقات (الشريعة والحياة) في الحقيقة أحد العلماء أيضاً أكد على أن دور المرأة هو أن تكون ربة بيت، لأن زوجات الصحابة كن ربات بيوت.
ففي الحقيقة يعني حتى أنا اعتقادي الشخصي أنه حتى زوجات الكفرة في هذا الزمان كن ربات بيوت، فيعني ربة البيت في الحقيقة كان قضية ترتبط بالزمان والمكان، حينما كان الرجل يشتغل ويأتي بالذخيرة للبيت، المرأة كانت تخبز، وتكنس، وتغسل، وغير ذلك، أما حالياً نرى أنه هناك الغسالات التي تغسل، وفي الحقيقة يعني والوسائل.. وحتى بالنسبة إذا قلنا إنه المرأة أنه تدرّس للأطفال حالياً المدارس هي التي تدرس في.. في الواقع تعطي التربية للأطفال، وغير ما ذلك.
والحقيقة هذه القضية حتى ترتبط بقضية الملابس إحنا كثيراً ما نقول إنه مثلاً إحنا نرى أنه بعض المسلمين يأتون هنا في بريطانيا ويلبسون ملابس(دشاديش) يعني ويقولون: نحن نريد أن نكون مثل الصحابة، في الحقيقة لم يكن الصحابة فقط يلبسون هذه الملابس حتى كان الكفرة يلبسون هذه الملابس، هذه مرتبطة بالزمان والمكان.. اللي أريد أن أعرفه أنه ما هي حقيقة دور المرأة في المجتمع؟ هذا السؤال..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: السؤال واضح أخي منصور إحنا حنسأله للشيخ عن دور المرأة في المجتمع، لكن خلينا نأخذ مكالمة من الأخ أبو أحمد من الإمارات.
أبو أحمد: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
أبو أحمد: شيخ، أنا عندي جزئين في السؤال (أ) في تليفزيون (الجزيرة) شخصياً، والثاني للشيخ، تليفزيون (الجزيرة) يلاحظ عليه إنه يستضيف مشايخ لهم توجهات خاصة بهم هم، ولا يستضيف مشايخ الكل يجمع عليهم مثل الشيخ
عبد الرحمن السديس، مثل الشيخ ابن عثيمين، مثل الشيخ محمد صالح غابوا هؤلاء المشايخ عن تليفزيون (الجزيرة)، وها يشهد لهم بالعلم، والكل يعرف
فتواهم، والكل يسمع فتواهم في (الجزيرة) وغير (الجزيرة) هاي نقطة.
النقطة الثانية للشيخ: نحن دائماً نسمع من الشيخ دائماً المواضيع الذي تسهل على الناس أمورهم كأن هذا الدين ليس فيه أي تشدد إنما فيه كل رخص -ما شاء الله- فنحن نلاحظ عليه في كل مقابلاته الرخص هي محل اهتماماته، أما في موضع الاستشهاد بالآيات والأحاديث نرى بالشيخ ضئيل في هذا الجانب، والشيخ مشهود له بالعلم، والكل يسمع كلامه، لكن للأسف أنه لا يستشهد كثيراً بالآيات والأحاديث، إنما يستشهد بفكره وفلسفته في المنطق، وأنا أؤكد هذا الكلام على كلام أم فيصل، اللي اتصلت من دولة قطر وجزاه الله الشيخ معروف.
ماهر عبد الله: طيب، شكر الله لك، لكن الشيخ قبل أن يجيب الشيخ يعني أنا أعتقد أنه منذ الإمام الشافعي الذي كان أول منْ أصّل للفقه وللأصول، ومفهوم أن كل عالم من علماء هذه الأمة لا يمكن إلا أن يفتي برأيه في آخر المطاف هو فهمه للنصوص، هو فهمه للأحاديث، ما وصله من أحاديث فهي محكومة بالبيئة التي عاش فيها لا يمكن له أن يتألى على الله، فيقول: هذا هو رأي الله، لابد أن يقول هذا رأي الإسلام كما أفهمه أنا، أنا أعتقد عندما يحاول الشيخ أن ينشر الإسلام من وجهة نظره الخاصة هذا منطق الأشياء أن يفتي..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: لا، لا، لا، أبداً والله العظيم، أخي الكريم اسمعني أنا أجاوبك خليني أكفيك شرَّ هذا.
ماهر عبد الله: تفضل.
د. أحمد الكبيسي: والله.. –إن شاء الله- لن أموت وألقى الله وقد قلت في الإسلام رأياً، ولكني أريد أن أقتحم هذه العقول التي أرهبت المسلمين، وأتحدى هذا الرجل بكل احترام وإعزاز أنني أنا الآن أجيب له خمسين نص على ما قلته وليأتي بنص واحد فقط، أجيب له مثلاً الله يقول: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ) كم مرة جاءت؟ (يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ) (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) (بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا) (لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّداًّ) الرسول يقول "يسروا ولا تعسروا" "بشروا ولا تنفروا" "أفتّانٌ أنت يا معاذ"؟ وهكذا "إنكم أمة أريد بها اليسر"، رجل أطال الصلاة قال "لعله كان منافقاً، أو كان مرائيا"، 12 حديث في البخاري تنهى عن التشدد، ومتفق عليها كلها تأمر باليسر، فليأتي هذا الرجل بحديث واحد يقول لي بأن الذي أمر بالتشدد، أو قال بالتشدد، أقول له أنا غلطان واحد، وأنا ممكن أجيب الآن خمسين دليل من كتاب وسنة.
إذن من الذي من اللي يتحدث بمزاجه ونفسيته؟ يا أخي رب العالمين –سبحانه وتعالى- جعل هذا الدين ديناً فطرياً، والله هذا الدين من الجمال، ومن السهولة، ومن اليسر بحيث يخسر في الدنيا قبل الآخرة من لا يتمسك به، أما هذه النسخة هذه التي فصلت تفصيلاً على (10، 15) واحد فقط، والتي يحملها قوم يعني تنفطر قلوبهم إذا دخل واحد الجنة غيرهم، خلي أقولها بصراحة كاملة، ولذلك أتحدى كل من يقول بأن الإسلام فيه تشدد، وفيه صعوبة أن يأتي.. أن يأتي لي بدليل واحد فقط.
ماهر عبد الله: أنا قلت حأخرج موضوع الحجاب، وحأخرج من موضوع الحجاب، عندي السؤال عن دور المرأة في المجتمع، خليني أدخل له بس بسؤال..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: لا بس أنا أعلن الآن أن كل الذي قالوه لم أقله، هم تخيلوا أنني قلت، ولم أقله سواء كان فلان، أو فلان، أو فلان، أو فلانة تخيلوا لشيء مسبق، وهذا ليس وهذا ليس نقاشاً، هذا جدل يعني أنت عندك فكرة مسبقة تفرضها على الآخرين، أتحدى واحد يقول لي: أنت قلت كذا بالنص، وهذا خطأ، أما هذا كلام التهويش، وكلام لم أقله هذا لا يلزمني..
ماهر عبد الله: سؤال في سؤالين في صميم موضوع الإجابة على موضوع المرأة، السؤال الأول من أخت من ألمانيا وتعيش في ألمانيا منذ 25 سنة تعمل في بيت للعجزة والمسنين والمكفوفين، وهي ممرضة وتضطر للكشف عن عورات العجزة التي تغير ملابسهم -طبعاً- كالغسل، وتغير الملابس، لأنهم أصبحوا كالأطفال الصغار لا عقل لهم، ولا يقدروا على تحمل مسؤوليتهم، هل هناك حرج شرعي كونهم غير مسلمين؟
د. أحمد الكبيسي: يعني ليس هناك رجل يقوم بهذه المهمة؟
ماهر عبد الله: هي لم تذكر أنه هناك رجل، لكن في أوروبا..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: إذا لم يكن هناك رجل، ولا يمكن الإتيان برجل، يجوز من باب الضرورة، ولكني لا أعتقد هذا، معقول أن مؤسسة ما تستطيع أن تأتي برجل يقوم بهذه المهمة؟ لا أعتقد..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: ما هو أنت عارف هي عايشة في ألمانيا، وفي ألمانيا مش يعني الموضوع بغير هذه الصورة..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: على كل حال عليها أن تقول -ما دامت مسلمة-عليها أن تقول اكفوني أو اعفوني من هذه المهمة، وأعطوها لرجل آخر.
ماهر عبد الله: سؤال تاني من (أسبانيا) أيضاً من امرأة مسلمة تعمل في أحد المطابخ وتضطر لطبخ بعض المأكولات تشتمل على محرمات مثل الخنزير، فما حكم الشرع في هذا؟
د. أحمد الكبيسي: لا يجوز طبعاً، لا يجوز.
ماهر عبد الله: طيب هذا يرجعنا إلى دور المرأة في المجتمع، يعني إحنا حصرنا في الاختلاط، وأنا أعتقد أنه كان يكفي، إنه إحنا فتحنا الساحة على موضوع العمل وتركناه على إطلاقه، دور المرأة خارج البيت ماذا يمكن أن يكون؟ يعني إحنا ذكرنا في (الدردشة) ما قبل هذا النقاش موضوع السياسة يعني في (إندونيسيا) عندما رشحت امرأة كان أكثر الناس احتجاجاً على أن يقود البلد امرأة هم العلماء، أو لنسميهم هكذا، فهل يعني فعلاً محصور دور المرأة في البيت؟
د. أحمد الكبيسي: لو كان دور المرأة أصلا في الإسلام محصوراً في البيت لما اختص الله نساء النبي بقوله (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)، لمّا يقول (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) معناها أن هذا ليس الأصل وإلا لما كان هناك داعي للقول، ولذلك من قال بأن المرأة أصلها البيت، نعم هي وظيفتها أمٌّ حنانية، والناس فهموا خطأً أن هذا حديث "خلقت من ضلع أعوج" كأن هذا ذم وهو مدح، لأن المرأة وظيفتها في الحياة حنانية، وقلبية، وعاطفية ورب هذه لولا هذه العاطفة التي عبأ الله بها المرأة لما استطاعت امرأة أن تربي طفلاً، أو أن تنجب طفلاً.
إذن فالمرأة في الإسلام وفي بدايته لم تكن قاعدة في البيت، ولها دور في المجتمع، في الدعوة "(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ) وسيدنا عمر المعروف بتشدده عيَّن الشفاء أميرة السوق، والمسلمون كانوا يذهبون إلى امرأة نجارة صنعت للنبي منبره.. المنبر وهناك امرأة كانت تبيع السلق يذهبون إليها المسلمون يوم الجمعة، ويسلمون عليها ويكون عندها طعاماً، المرأة إذا اقتضت الضرورة فلها دور في المجتمع طبعاً لها دور، فمن قال بأن الأصل أن تكون قاعدة في البيت، من قال هذا؟
ماهر عبد الله: طيب لنأخذ مكالمة من الأخ عبد الستار الهيتي من عمان الأخ عبد الستار تفضل.
عبد الستار الهيتي: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
عبد الستار الهيتي: كيف صحتك يا أخي؟
د. أحمد الكبيسي: حياك الله يا أخي الكريم.
عبد الستار الهيتي: سلامنا للدكتور الفاضل أستاذنا الفاضل الدكتور الكبيسي.
د. أحمد الكبيسي: يا مرحباً يا أخي.
ماهر عبد الله: حياك الله اتفضل يا أخ.
عبد الستار الهيتي: نشكره على طروحاته -الحقيقة- الشرعية والتوجهات السمحة الإسلامية.
ماهر عبد الله: الله يخليك اتفضل بالسؤال أخ عبد الستار.
عبد الستار الهيتي: عفواً سيدي الفاضل أستاذي الفاضل الدكتور الكبيسي، يبدو عودة مرة ثانية إلى موضوع الحجاب، يبدو أن بعض المشاهدين خلطوا بين الزي والحجاب كما ذكرت حضرتك، يعني أنا أرجو من حضرتك توضيح الحجاب، أو مفهوم الحجاب حتى يذهب هذا الخلط لدى بعض المشاهدين، أضيف عبارة بسيطة لأستاذنا الدكتور الكبيسي حقيقة هناك طروحات عند بعض الناس إن الدكتور الكبيسي دكتور متساهل في بعض الأحكام، متسامح كثيراً، كثيراً، كثيراً، فحبذا شيئاً من الحزم حتى نمنع هذه الأقاويل عن الدكتور الكبيسي، أستاذنا الفاضل يعني.
ماهر عبد الله: يا سيدي لو كنا نسمع لهذه الأقاويل لما استضفناه، فمعنا الأخ
معتصم إسماعيل من السعودية أخ معتصم اتفضل.
معتصم إسماعيل: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
معتصم إسماعيل: تحية لفضيلة الشيخ.
د. أحمد الكبيسي: مرحباً، حياك الله.
معتصم إسماعيل: أولاً: مداخلتي ليست لمناقشة فضيلة الشيخ، وإنما لمناقشة الأخوة الذين اتصلوا في هذه الحلقة، أنا استغرب تكررت أكثر من مرة اتهام الشيخ بأنه يتحدث بالفلسفة والمنطق، وكأن كل من يتحدث بمنهج عقلي، ويقرأ.. يعمل عقله في النصوص، وفي الواقع يصبح متهماً، ويصبح العقل تهمة، وهذه يعني مأساة -فعلاً- أن يصبح العقل تهمة.
واستغرب من بعض الذين يعني يضعون أسماء بعض العلماء من مدرسة
معينة، ويرون أن هذه المدرسة فقط هي المجمع عليها، وما دون ذلك من العلماء هم يعني علماء درجة ثانية، أو شيء من هذا القبيل، فيعني أتصور أن هذا التعصب هو المدخل لكل الآفات الفكرية الموجودة في العصر، يعني فيما يتعلق –كذلك- بموضوع المرأة تحديداً أتصور إنه حالة المجتمعات الإسلامية غير العربية، اللي إلى حد ما متحررة من التقاليد المتراكمة عندنا، يعني تثبت أن الإسلام ليس عائق رأينا -مثلاً- زوجة أنور إبراهيم وزير المالية في ماليزيا، كيف كانت في المسجد تقوم بمحاضراتها، وبنشاطات معارضة لنصرة زوجها.
وإلى ذلك، نفس الشيء في جنوب إفريقيا، وفي بريطانيا وفي أميركا داعيات، ومسلمات لم يشكل، بالعكس هم ملتزمات ربما أكثر مما لدينا نحن، وهنا أذكر بمقولة لمفكر الإسلام الجزائري مالك بن نبي رحمة الله عليه، حين قال "إن نهضة الإسلام ربما تكون عند الشعوب غير العربية، لأنها لا تحمل ثقل القرون الذي موجود لدينا " للأسف قرون طويلة من عادات اجتماعية معينة ومن تقاليد تراكمت، وتراكمت، وتراكمت إلى أن يعني أفرزت حالات اجتماعية تفسر على أنها دينية، وتحذر على أي محاولة، لا أقول للتجديد بل للعودة إلى الأصل، يعني وشكراً جزيلاً.
ماهر عبد الله: مشكور.. مشكوراً يا سيدي، أنا بس اسمح لي بمداخلة للإخوة المشاهدين، الأخ السائل من السعودية ذكر أنه فيه أصناف من العلماء نحن نستدعيهم، وأصناف لا نستدعيهم، أنا أزعم لك أن في هذا البرنامج ليس هناك حظر على أي عالم، أو أي فقيه من فقهاء هذه الأمة، مادام هو مقبول في قومه، نحن لا نستطيع أن نحكم على الناس خارج ما نعرف، لكن مادام مقبولاً في بلده، أنا أتمنى شخصياً أن أستضيف فضيلة الشيخ (ابن عثيمين)، ولتعتبر هذا يا أخ
-إذا كان لك به صلة- يعني دعوة له.
نحن لا نحجر على أحد، ولا نريد أن نحجر على أحد، نحن فقط نريد أن نحفز النقاش حول القضايا الشرعية في هذه الأمور، عندي سؤالين لهم علاقة بما
قيل، وإن كان بعيد عن موضوع الحجاب -بالفاكس- أنت ذكرت احتجاجك الشديد على (الرازي) في موضوع..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: هذا.. هذا كان ابن عصره.
ماهر عبد الله: ماشي..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: الرازي ليس مجرماً، أنا كنت أقول أخي الكريم..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: لا، لا أنا لا أريد أن أتهمه السؤال يقول هناك سؤال يعضد رأي الرازي استشهاداً بقوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم) يعني يبدو أنه فهم الآية (لكم) أي يا معشر الرجال رغم أنه قال (من أنفسكم)..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: لا.. لا.. لا، هذا الفهم خاطئ، أخي مصيبة المرأة، عند الرجال ما يلي أولاً: فهم آيات خاطئة مثلاً (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) حيث ما ذهب (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) مع أن هذا -يا أخي- كلمة جاءت على لسان العزيز يخاطب بها امرأته، بالله عليك يا دكتور ماهر -إن شاء الله- تكون دكتور ولا بلاش دية، أستاذ ماهر، بالله عليك أيهما أكثر مكراً، امرأة العزيز اللي أحبت هذا الشاب الجميل، وكانت واضحة فيه أم مكر إخوة يوسف اللي عملوا كل ها المؤامرة الطويلة بأخيهم، ألقوه في الجب، وضحكوا على أبوهم وبعدين استمروا، (إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ) هذا ما كله وهذا المكر؟!
طيب بعدين أحاديث كما تفضلت ما رأيت "ناقصات عقل ودين" والله لو رأيت كيف جاء الحديث، وأين سياقه وما هي مناسبته لكان هذا مدحاً في المرأة، كذلك مثلاً "إنهن خلقن من ضلع أعوج" إضافة إلى ذلك أحاديث موضوعة، أحاديث ضعيفة في مقابل أحاديث صحيحة "إنما المرأة ألعوبة" هذا حديث ضعيف، الصحيح "إنما النساء شقائق الرجال" كما تفضلت له، الله قال: ومن آياته يا عبادي أن خلق لكم من أنفسكم -رجال ونساءً -أزواجاً.
كلمة زوج في القرآن تطلق على المرأة والرجل ليس في القرآن ولا مرة واحدة فيه زوجة.. إذن هناك زوج، ولهذا هذا الفهم الخاطئ اللي يوم بعد يوم كبل المرأة وجعلها فعلاً تشعر بالتدني، يعني المرأة الآن من قرون طويلة غرسنا فيها هذا التدني عن الرجل، هي أصبحت.. هي أصبحت تكاد تكون مصدقة بهذا أنها هي متخلفة، متدنية، ومصدر الشر، وهي أمُّ الخطيئة، القرآن يقول غير هذا (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) ما قال حواء معه، موصحيح إذن يا أخي الكريم إحنا علينا أن نفهم هذا الكتاب العزيز فهماً حضارياً علمياً، خلينا من دعاوى الفلسفة، هذه -كما قلت- أفكار سوداء، فقاعات انتهت، تجاوزها الزمن، الأمة الآن بحاجة إلى دين تطبقه، إذا قلت يوم من الأيام كما قال مسيلمة اتركوا وقتين من أوقات الصلاة، أو اتركوا رمضان، هذا، هذا خرب الدين، أما أن تزيل عن هذا الدين قيوداً، وأمزجة، وتقاليد في قرية، أو قرن، أو جيل فرضت على المسلمين كأنها دين، هذا واجب سنسأل عنه يوم القيامة، لابد من تنقية هذا الدين لكي يعود كما أنزله الله، وكما فهمه الصحابة الكرام، وكما طبقوه بعد التابعون، وتابعي التابعين، أما هذا الذي نسمعه هذا وليد ظروف الانحطاط أمزجة واحد قاعد في قرية، كلنا كنا في أغلب القرى نرى أن هذا هو الدين هي حقيقة كما قال أحدهم: تقاليد حول الحكم الشرعي تطور وتضخم ظننا أن الكل دين، أنا لا أمنعك إن أردت أن تصلي كل الليل، لكن لا اتفق على أن هذا هو الدين ومن لا يقيم الليل فهو كافر، لأ، هذا شأنك.
ماهر عبد الله: طب لنعد إلى المشاهدين مرة أخرى، الأخ محمد البطاشي من
عمان الأخ محمد اتفضل.
محمد البطاشي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
المرأة والولاية العامة والقضاء
محمد البطاشي: شكري الجزيل للأستاذ محمد الدكتور محمد الكبيسي على هذا العقل المتفتح الذي يرى الإسلام بهذا المنظور المبشر، وأرجو أن أسأله سؤالاً يخص الأمور السياسية بالنسبة للمرأة، هل الولاية أو حق تولي المناصب العامة في الدولة الإسلامية مقتصر فقط على الرجال كما يرى الكثير من علماء المسلمين المتقدمين حتى المتأخرين -للأسف الشديد- وعلتهم في ذلك قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ)، والحديث.. الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بما معناه "ما أفلح قوم ولو أمرهم امرأة"، هؤلاء العلماء يتخذون هذين الدليلين على أنهما حافزان لمنع المرأة من المشاركة في الشؤون السياسية، وأريد أن أسأل فضيلة الدكتور -إذا تكرم- عن.. عن أمرين يتعلقان بالمناصب العامة في الدولة، وهو القضاء في الدولة الإسلامية، ومسألة الإمامة في الدولة الإسلامية؟ شكراً.
ماهر عبد الله: شكر الله لك يا أخ محمد، معانا مكالمة أخرى من الأخت سامية من السعودية أخت سامية تفضلي.
سامية: آلو.
ماهر عبد الله: أهلاً.
سامية: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
سامية: لو سمحت أعلق على وصف الدكتور للحجاب الإسلامي، أو اللباس الإسلامي.
ماهر عبد الله: تفضلي.
سامية: يقول بإن أمهات المؤمنين كانت الدعوة خاصة بأمهات المؤمنين في سورة الأحزاب، هي في الحقيقة كما ذكر الدكتور والعلامة سيد قطب في كتابة
(في ظلال القرآن) كانت عامة لأمهات المؤمنين في سورة الأحزاب ثم عممت فيما بين، فيما بعد في سورة النور، بالنسبة الدكتور علق على قوله سبحانه تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ) معرفة المرأة تتركز في الوجه، لذلك وجب تغطية الوجه، لأنه مظنة الفتنة وظهور الوجه، واليدين في الصلاة فقط، وليس في الحجاب، ونساء الرسول -صلى الله عليه وسلم- هن قدوة، ولسن كأحد من النساء، لأنهن قدوة تتخذ في الشؤون الدينية والدنيوية جميعاً، وليس فقط أنهم يحتجبن هم لوحدهم على الرجال وبقية النساء لأ.. فكانوا يفتين في أمور الدين بصفتهن زوجات الرسول وأقرب الناس إليه -صلى الله عليه وسلم-بالنسبة كلمة أخيرة أوجهها للدكتورة (نوال السعداوي) لو سمحت..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: لها علاقة بينا.. بالموضوع؟
سامية: لأنها سبق وأنها تكلمت في قناة (الجزيرة) عن الحجاب وقالت بأنه سجن، إذا كان حجابي ووقاري في البيت سجناً -كما وصفت الدكتورة نوال- فأهلاً به ومرحباً به من سجن، وألف شكر.
ماهر عبد الله: مشكورة جداً يا أخت سامية، أنا أعتقد التعليق..
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: أجيب على سامية أولاً، أسئلتها كلها وجيهة، أنا قلت قبل قليل يا بنتي ثقي بإذن الله لا ألقى الله ولي رأي خاص، ولهذا أبو موسى -رحمة الله عليه- عندما كان على فراش الموت بكى، وقال "ليتني لم أقل في مسألة رأياً"، وأنا مش ناوي أبكي على فراش الموت لن أقول في مسألة رأياً، أنا أختار من آراء الفقهاء ما أراه مناسباً بهذا الجيل، وقد يأتي جيل آخر يرى الرأي الآخر مناسباً، إذن أحيلك إلى تفسير (الطبري) يا بنتي، لكي تري ما هو رأي ابن عباس، وله روايتان ورأى آخرين عدَّ (16) رأياً، اختاري من هذه الآراء ما تشائين، ومنهم من قال كما أقول، أو بالحقيقة أنا الذي أقول كما قالوا، فقط نقلت عنهم هذا الرأي، هذا واحد.
اثنين: الأخ من عمان الله يجزيه خير، أخي لو قرأت، لو أن المسلمين انتبهوا لقوله تعالى (قُرْآناً عَرَبِياًّ) (لِّسَاناً عَرَبِياًّ) (حُكْماً عَرَبِياًّ) يعني باختصار كل كلمة من هذه الكلمات لها معنى في فهم القرآن الكريم، ما معنى قوامون؟ قوامون يعني خدم، يقال هذا قوَّام هذا البيت، هذا قوّام هذا المسجد، قوامون أي يخدمونهن، وليسوا سادة، وليسوا يعني آمرين، القضية غير هذا، هذا فهمٌ رجالي، فهم أنك أنت السيد والمرأة عبد هذا غير صحيح "إنما النساء شقائق الرجال"، كذلك العمل السياسي، البيعة مش عمل سياسي؟ الهجرة مش عمل سياسي؟
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: هو حدد سؤاله في الولاية العامة.
د. أحمد الكبيسي: الولاية قال رئاسة الدولة، قطعاً لأ.
ماهر عبد الله: ذكر القضاء.
د. أحمد الكبيسي: القضاء فيه خلاف عند (أبو حنيفة) يجوز، على كل رأي خلافي، قد تضطر إلى هذا، وفعلاً أنت الآن ثبت أن بعض أجزاء القضايا يعني كالقضايا الأحداث يمكن أن تكون فيها امرأة، لكن خلي أقول: ما دام قضية خلافية يا أخي، هذا الخلاف نعمة كما قال سيدنا عمر بن عبد العزيز لما قالوا "اختلف أصحاب النبي لو وحدتهم قال والله ما أحب أن أصحاب النبي لم يختلفوا، لو أنهم لم يختلفوا لوحدوا السنّة" والسنة متحددة. فلذلك ما دام هناك رأي يقول بجواز القضاء فنستفيد منه إذا كانت هناك حاجة، أما الهجرة، والبيعة، وإمارة السوق هذا كله حدث في زمن الرعيل الأول أما أنك تنتقي انتقاء وتصرُّ على أن هذه هي الصيغة الأبدية، هذا ليس إسلاماً.
ماهر عبد الله: طب اسمح لي عند هذه النقطة أن آخذ آخر.. آخر مكالمتين وأرجو إنه يكون، الأخت إلهام الطائي من مصر اتفضلي باختصار لو سمحتي لأنه شارفنا على الانتهاء.
إلهام الطائي: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
إلهام الطائي: السلام عليكم فضيلة الشيخ.
د. أحمد الكبيسي: يا مرحباً.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
إلهام الطائي: بس أنا حبيت أقول كلمة شويه أخفف الجو، أنا سمعت من الدكتور عبد الله شحاتة كلمة حلوة جداً، ومضحكة يعني شويه لما سُئل عن النقاب في الإسلام فقال: والله النقاب ما هو إلاَّ زي البادية ليقيهن من حر وتراب البادية، وإن أنا أقول إن النقاب هو زي جميل فكيف بالله عليكن أغض البصر؟ هل أغضه عن القفا، أم عن الوجه؟ وتصبح على خير يا فضيلة الشيخ.
ماهر عبد الله: مشكورة جداً.
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: يا بنتي والله ثبت..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: المكالمة الأخيرة بس مروان نعمان من الأردن المكالمة الأخيرة الأخ مروان اتفضل.
مروان نعمان: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
مروان نعمان: مرحباً يا أخي.
ماهر عبد الله: حياك الله.
مروان نعمان: والله أنا معلش سؤالي خارج شويه عن الموضوع إذا سمحت يا سيدنا الشيخ.
د. أحمد الكبيسي: اتفضل يا أخي.
مروان نعمان:، بالنسبة لربطات العنق الرجالية، بما أني أنا بأشتغل فيها، نجد صعوبة -مرات- في توزيعها في بعض البلدان على أساس إنه يقال إنها تشبه الصليب أو إلى آخره، فحبذا تفسير بسيط يا سيدنا الشيخ، شكراً.
ماهر عبد الله: مشكور يا أخ مروان، هذا رغم إنه خارج عن الموضوع بس أنت حابب كلمة أو كلمتين بس.
د. أحمد الكبيسي: والله حقيقة بلغني.. بلغني أن أصل الرباط هو كان صليباً يلبسه النصارى تعبداً وهذا من حقهم، يلبسونه للتعبير عن تدينهم، فإن كان الأمر كذلك فلا يجوز لبسه، وأنا أعتقد أن هذا صواب.
ماهر عبد الله: بس الأخت إلهام..
د. أحمد الكبيسي: الأخت إلهام ..على كل حال قلت لك يا بنتي بأنه اقرئي البخاري واقرئي مسلم، بالاتفاق بين هذين العظيمين الكريمين أن النقاب كان في عصر النبي هو الأقل، والأغلب الذي كان..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: هذا كان سؤال الأخت سامية اللي قالت بالنقاب، الأخت إلهام دخلت لتشجعيك فيما ذهبت إليه.
د. أحمد الكبيسي [مقاطعاً]: على كل حال النقاب ليس فرضاً لغير نساء النبي.
ماهر عبد الله: بدي أسألك سؤال أخير، لأنه وصلني بالفاكس من صديق للبرنامج مسيحي بيقول إحنا ما عندكم رأي واضح في موضوع المرأة بين باكستان، وأفغانستان، وبعض الدول العربية، أين هو رأي الإسلام في قضية المرأة، باختصار شديد لأنه..
د. أحمد الكبيسي: ليش يا أخي؟ إحنا ثوابت الإسلام ثوابت، ثوابت الإسلام أن لا يبدو من جسد المرأة إلا الوجه والكفان، وما عدا ذلك كل هذا فيه آراء كثيرة في شكله، في لباسه، في طوله.. هذه قضايا اجتهادية.. تختلف من عصر إلى عصر، والإسلام في كل القضايا فيه ثوابت لا يختلف فيها اثنان، الصلاة خمس أوقات، الصبح اثنين، أربعة، أربعة، ثلاثة، أربعة معروف مثل هذا، لكن عندنا أمور الاختلاف فيها من عظمة هذا الدين..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: طيب سيدي الشيخ أنا مضطر لأن أقاطعك هنا، أعزائي المشاهدين بهذا ننتهي إلى ختام برنامجنا. لم يعد لنا من الوقت إلا أن نشكر فضيلة الدكتور أحمد الكبيسي، وشكراً لكم أولاً وأخيراً على متابعتكم، إلى أن نلقاكم في حلقة أخرى، سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته.