صراع المسلمين واليهود
مقدم الحلقة: | أحمد منصـور |
ضيف الحلقة: | الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي: مفكر وداعية إسلامي |
تاريخ الحلقة: | 07/12/1997 |
– حقيقة الصراع وطبيعته بين المسلمين واليهود
– تلاقي أهداف الغرب المستعمر مع أهداف اليهود في إقامة دولة يهودية
– هل كل يهودي إسرائيلي؟
– نظرة المسلمين إلى يهود الدول العربية
– السر في توالي النكبات على اليهود على مدار الزمن
– الرؤية الشرعية لمسيرة التسوية السلمية مع إسرائيل
– الانتفاضة الفلسطينية بين الأهداف والواقع
– اتهام المقاومة الفلسطينية بالإرهاب.. تفنيد وتوضيح
– منظمة المؤتمر الإسلامي ما لها وما عليها
– مستقبل الصراع بين المسلمين واليهود
– الفرق بين مفهومي القتال والجهاد
![]() |
![]() |
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج (الشريعة والحياة)، حيث نتناول اليوم قصة الصراع بين المسلمين واليهود وطبيعته، هل هو صراع عقائدي أم صراع على الأرض؟ وهل يمكن في ظل الواقع التاريخي والمعاصر التعايش بين المسلمين واليهود؟
هذه التساؤلات وغيرها نطرحها في حلقة اليوم على العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، فضيلة الدكتور مرحباً بك.
د. يوسف القرضاوي: مرحباً بيك يا أخ أحمد.
أحمد منصور: حضرتك.. الصراع ما بين المسلمين.. المسلمون واليهود، أو ما بين العرب واليهود بشكل مباشر في العصر الحديث ربما بدأ قبل ما يقرب من 100 عام، وكان المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة "بازل" السويسرية هو بداية لتحديد أن الدولة اليهودية سيتم إعلانها خلال 50 عاماً وبالفعل في عام 1947 وتحديداً في 29 نوفمبر اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها بتقسيم فلسطين ورفض المسلمون والعرب هذا القرار، إلا أن في عام 48 أعلن (بن جوريون) قيام دولة إسرائيل مع خروج آخر جندي بريطاني من فلسطين. لو رجعنا إلى الوراء وإلى قبل ما يقرب من 14 قرناً، لنسأل ما هي صورة اليهود في القرآن الكريم؟ وهل هذه الصورة تنطبق على كل يهودي، أم على يهود المدينة فقط الذين كانوا يعايشون الرسول صلى الله عليه وسلم؟
حقيقة الصراع وطبيعته بين المسلمين واليهود
د. يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:
فالسؤال عن الصراع بيننا وبين اليهود هل هو صراع على الأرض أم صراع على العقيدة؟ وهل الصراع على الأرض ينفي الطابع العقائدي عن الصراع بيننا وبين اليهود؟ هناك يعني سوء فهم في هذه القضية، أنا يعني قلت وأقول وسأظل أقول: إن الصراع بيننا وبين اليهود هو صراع على الأرض، يعني نحن لم نقاتل اليهود من أجل عقيدتهم اليهودية، لا، بالعكس نحن نعتبرهم أهل كتاب، و الإسلام يجيز مؤاكلتهم ومصاهرتهم، (طَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ المُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ) فـ.. وقد عاش اليهود في ذمة المسلمين قروناً متطاولة، ولكن منذ أن طمع اليهود في أرضنا في أرض فلسطين، في أرض الإسراء والمعراج، في الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، في أرض المسجد الأقصى، ومنذ خططوا لأن يقيموا دولة لهم على أنقاض أهلها بدأ الصراع بيننا وبينهم، فهو صراع على الأرض ولكن ليس معنى هذا إنه ليس صراعاً دينياً ولا عقائدياً، هنا خلل في هذه القضية لأنه نفي إنه ليس صراعاً على العقيدة لا ينفي أنه صراع ديني أو عقائدي.. لأ، هو صراع ديني وعقائدي..
أحمد منصور: كيف فضيلة الدكتور في ظل أيضاً بعض الآيات القرآنية التي.. (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا…)؟
د. يوسف القرضاوي: دي سنتكلم عنها يعني.. دي..
أحمد منصور: يعني فضيلتك.. فضيلتك قلت أنه صراع على الأرض، ولكنه صراع عقائدي في الوقت نفسه، كيف؟
د. يوسف القرضاوي: آه.. آه، لإننا إحنا أمة دينية واليهود أمة دينية فصراعنا على الأرض مختلط بالدين، يعني المسلم حين يدافع عن أرضه لا يدافع عن مجرد تراب، هو يدافع عن أرض الإسلام، عن دار الإسلام، ولذلك إذا قُتل دون أرضه فهو شهيد، وإذا قتل دون ماله فهو شهيد، وإذا قتل دون أهله فهو شهيد، وإذا قتل دون ماله.. دون دمه فهو شهيد، وإذا قتل دون دينه فهو شهيد، كل هذا بيعتبر شهادة، ما معنى إنه شهادة؟ يعني إن هذه معركة دينية، الإنسان الملتزم كل معاركه تختلط بالدين، وخصوصاً في هذه المعركة بالذات، يعني كل معركة يخوضها المسلم من أجل الدفاع عن أرضه بنعتبرها معركة دينية، وخصوصاً إذا كانت هذه الأرض هي القبلة الأولى، هي أرض المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث المسجدين المعظمين، أرض الإسراء والمعراج، فهذه الأرض لها طبيعة خاصة عند المسلمين، المسلم بيدافع عن أرض له فيها مقدسات هائلة وكذلك اليهودي.. اليهودي أيضاً المعركة عنده معركة دينية..
أحمد منصور: لأن الدولة قامت على أساس ديني فضيلتك؟
د. يوسف القرضاوي: آه لأن.. لأنه بيعتبر دي أرض الميعاد، وبيعتبر.. ومدفوع بأحلام توراتية وتعاليم تلمودية، وبعدين هم عندهم أقانيم ثلاثة، يعني الله والشعب والأرض، وبعضهم يعبر عنها التوراة والشعب والأرض، الـ3 دولا متداخلة بعضها مع بعض، ولذلك فهو يقاتلنا باسم الدين، ولذلك أنا.. نحن ننكر على من يريد إخراج الدين من هذه المعركة، ولذلك أنا لا أريد أن يفهم كلامي إن ليس صراعاً على العقيدة إن أنا أخرج الجانب الديني والعقائدي من.. من.. من القضية هذا.. هذه خيانة، أنا لا.. لا أقول بهذا ولا.. لا ينبغي أن يفهم من كلامي هذا، إنما أنا أريد أن أقول لبعض الناس يريد أن يُفهم منين (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)؟ ومنين إن إحنا.. أيوه، إنما هذا بالنسبة للوضع الذي كان أيام الرسول صلى الله عليه وسلم.
أحمد منصور: عليه الصلاة والسلام، نعم.
د. يوسف القرضاوي: وبعد ذلك اليهود دخلوا في ذمة المسلمين، وعاشوا بين ظهرانيهم آمنين، وطوردوا من أنحاء العالم، ولم يجدوا داراً تؤويهم إلا دار المسلمين وأوطان المسلمين، وهذا معروف وكانوا في بلاد المسلمين يعيشون على أحسن ما يكون وأفضل ما يكون، كانوا أغنياء، وكانوا أصحاب ثروة، وكانوا أصحاب نفوذ، معروف هذا، و.. فلم يكن بيننا وبينهم يعني صراع، إلا يعني صراع ثقافي أحياناً، الإسرائيليات، الأشياء التي كدروا بها يعني نقاء الثقافة الإسلامية الأباطيل التي نشروها بين المسلمين عن طريق من أسلم منهم، وعن طريق القراءات يعني في كتب غير معتمدة، وأشياء وروايات شفوية لا توجد حتى في كتبهم، هذه الأشياء أفسدت على المسلمين كثيراً من ثقافتهم، فالحرب كانت بين..، واليهود كان لهم دور أيضاً في بعض الأشياء مثل الفتنة أيام سيدنا عثمان وأيام سيدنا علي، عبد الله بن سبأ اليهودي ودوره، وهناك بعض من دخلوا في الإسلام وعليهم علامات استفهام مثل كعب الأحبار و..
أحمد منصور: ما .. هذه.. فضيلة الدكتور، أما تعطي هذه الأشياء دلالة مؤكدة على أن أيضاً الصراع هو صراع عقائدي على اعتبار أن اليهود ينظرون للمسلمين نظرة وفضيلتك الآن قلت إنك لا تخرج الأمر من.. من النطاق العقائدي في ظل عقيدة اليهود التي تقول أن هذه أرض الميعاد وفي ظل عقيدة المسلمين التي تدفعهم إلى الدفاع عن أرض المسلمين؟
د. يوسف القرضاوي: نعم، ظلوا ثلاثة عشر قرناً كانوا عايشين في.. في وسط ديارنا..
أحمد منصور: ألم تخل هذه من مؤامرات لهم، من مكائد؟
د. يوسف القرضاوي: تحدث كما.. كما يحدث من غيرهم، يعني هم مثل ما كان النصارى كان اليهود، وهكذا..
أحمد منصور: لكن ما حدث من اليهود في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإخراج الرسول لهم من المدينة؟
د. يوسف القرضاوي: الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أول الأمر عاهدهم، عقد معهم اتفاقية ولكن هم الذين غدروا هو.. لا شك أن اليهود وبني إسرائيل يعني بصفة عامة يعني لهم أخلاق توارثوها تحدث عنها القرآن وذكرناها في الحلقة السابقة..
أحمد منصور: نعم، في الإسراء والمعراج.
د. يوسف القرضاوي: يعني آه، في القسوة والغدر والأنانية والعصبية يعني حتى إنهم حولوا كتابهم التوراة إلى كتاب قومي، يعني ودينهم دين قومي، يعني.. يعني التوراة كلها بتتحدث عن بني إسرائيل وأمجاد بني إسرائيل وأحبار بني إسرائيل وتاريخ بني إسرائيل، وملك بني إسرائيل، يعني هو الأشياء دي جاية في ملك بني.. من وكأن هي دي جنتهم، لا تكاد التوراة تتحدث عن الآخرة ولا عن الجنة ولا عن النار، ولا عن هذه الأشياء، فهذه أشياء هي موجودة في.. في الكيان الفكري والنفسي والخلقي لليهود، يعني تصنعه هذه التوراة التي نعتبرها نحن محرفة، وأكثر من التوراة التلمود، هذه التعاليم الخفية التي يعني يقدسونها أكثر مما يقدسون تعاليم التوراة..
أحمد منصور[مقاطعاً]: التوراة، نعم.
د. يوسف القرضاوي[مستأنفاً]: نفسها والتي تعتبر اليهود صنفاً مميزاً على سائر الخلق وأن الناس جميعاً ينبغي أن يكونوا عبيداً لهم، وأنهم يعتبرون الشعوب الأخرى أحط من البهائم وأذل من الكلاب.. إلى آخره، هذه أشياء نحن نعرفها ولا نستطيع أن ننكرها إنما أنا أقول من الناحية الدينية، أنا يعني -كمسلم- أعتبر اليهودي مثل النصراني، أعتبره من أهل الكتاب..
أحمد منصور: حتى هذا العصر مع اعتداءات اليهود على المسلمين واحتلالهم لفلسطين وكل هذه الأشياء؟
د. يوسف القرضاوي: حتى هذا العصر مع اعتداءاتهم ومع كل كذا… مع كل هذا، هم من أهل الكتاب، لا.. لا أغير الحقائق من أجل.. العدوان أو كذا.. هما يعني..
أحمد منصور: لكن يتم التعامل معهم كما التعامل على أهل الكتاب أم التعامل كمعتدين سلبوا الأرض و..؟
د. يوسف القرضاوي: هو.. يعني أهل الكتاب إذا اعتدوا علينا وإحنا كنا مع أهل الكتاب في وقت من الأوقات كان هم أشد علينا من اليهود، أيام الحروب الصليبية كان النصارى أشد على المسلمين من اليهود، وكان اليهود مع المسلمين في ذلك الأيه؟ الوقت..
أحمد منصور[مقاطعاً]: لكن يقال أيضاً أن..
يوسف القرضاوي[مستأنفاً]: التاريخ دورات أيضاً.
أحمد منصور: يقال أن نصارى المنطقة لم يتعاونوا مع الصليبيين في حملاتهم في بعض..
د. يوسف القرضاوي: آه، نصارى المنطقة يعني في كثير من البلاد في بعض البلاد لم يفعلوا ذلك، بعض البلاد حينما دخل التتار في بعض البلاد النصارى كانوا يرشون الخمور فرحاً بانتصار التتار، يعني عرف هذا لا.. يعني لا نستطيع أن نعمم، التعميم في هذه الأمور يعني يكون ظلماً، والأولى إنك تعطي كل ذي حق حقه، فاليهود ونحن نقول عنهم أهل.. إنما مثلاً أنا الآن لو سُئلت هل يجوز للمسلم أن يتزوج يهودية؟ أقول لأ،..
أحمد منصور: رغم أنها كتابية!
د. يوسف القرضاوي: رغم أنها كتابية، لماذا؟ لأن الفقهاء أنفسهم قالوا لا يجوز أن يتزوج من قوم معادين للمسلمين حتى وإن كانوا أهل كتاب، ما أجيش للصليبيين وأتزوج منهم، وهم يحاربونني، لا.. لا آتي إلى يهودية كأني بأتزوج جاسوسة تكون لإسرائيل..
أحمد منصور: لكن هذا ينطبق على أي يهودية في أي مكان في العالم أم اليهودية الإسرائيلية فقط؟
د. يوسف القرضاوي: والله المفروض حسب ما.. استقرائنا، وحسب ما.. استنطاق الحوادث إن جميع اليهود هم مؤيدون لأيه؟ لإسرائيل..
أحمد منصور: هناك بعض المعارضين في بعض الدول وظهرت في مؤخراً هذا.
د. يوسف القرضاوي: يعني معارضين قلة، يوجد طبعاً يعني، إنما أنا بأتكلم يعني بصفة عامة يعني بصفة عامة الأصل في اليهودي إنه مع إسرائيل وإسرائيل قامت بتعاون اليهود في العالم وتبرعات اليهود في العالم، ونفوذ اليهود في العالم، اللوبي اليهودي في..
أحمد منصور: الولايات المتحدة وفي غيرها؟
د. يوسف القرضاوي: الولايات المتحدة يعني.. يعني هيمنته وسيطرته ونفوذه وله تأثيره في إقامة إسرائيل واستمرار إسرائيل إلى اليوم، واستمرار المعاونة الأميركية، النفوذ الأميركي والمال الأميركي والسلاح الأميركي والفيتو الأميركي كل هذا بتأثير اللوبي اليهودي الصهيوني في الولايات المتحدة، فما نستطيع أن نغفل هذا الأمر وإن كان يوجد يعني، دايماً القرآن لما يذكر يعني يقول لك: (فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) (إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ) يعني أيه؟
أحمد منصور: فيه حالات استثنائية دائماً؟
د. يوسف القرضاوي: يعني إن دايماً فيه استثناءات، الإنصاف إنك تقول إن فيه استثناءات ولكن لما بتحكم على العموم تقول عموم اليهود هذا لا يعني إن كل يهودي في العالم، إنما نحن بنحكم على الأغلبية، والفقهاء يقولون "للأكثر حكم الكل، والنادر لا حكم له".
أحمد منصور: فضيلة الدكتور، طالما أشرت إلى اللوبيات، هناك بعض الدراسات الحديثة التي ظهرت مؤخراً تشير إلى أن القوى الصليبية أو الغربية حرصت على إيجاد الدولة اليهودية أو دعمت إقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين وفي قلب العالم الإسلامي لخوفها من اليهود، لأن ثبت إن اليهود -كما ذكرت حضرتك في الصفات التي يتصفون بها- لعبوا دوراً كبيراً في مشاكل كبرى في الدول الغربية وفي نفس الوقت لإلهاء اليهود بالمسلمين وأن يظلوا هم في مأمن من الطرفين من اليهود والمسلمين، في ظل الواقع ما هو.. يعني رأي فضيلتك في هذه الدراسات؟
تلاقي أهداف الغرب المستعمر مع أهداف اليهود في إقامة دولة يهودية
د. يوسف القرضاوي: والله هو.. يعني هذا يعني ممكن أن يكون يعني، يعني العقلية الاستعمارية التي كانت ولا تزال تخاف من المسلمين، وتخاف من ناحية وتحقد من ناحية، لأنه كما قال شيخنا الشيخ الغزالي رحمه الله يقول لك الاستعمار أحقاد وأطماع، يعني ليس مجرد أطماع في بلاد المسلمين وخيرات.. هو أحقاد.. رواسب من أيام الحروب الصليبية فهذه الأحقاد والمخاوف هي التي يمكن أن تصنع مثل هذا التفكير حتى لا يظهر المسلمون.. المسلمون كقوة كبرى في العالم في المستقبل، ممكن أن نضع هذه الشوكة في جنب المسلمين، نغرس إسرائيل لتفصل ما بين المسلمين، فاصل مادي ما بين المسلمين وبعضهم.. فهذا ممكن أن يفكر.. ولذلك إن قالوا (نابليون بونابرت) فكر في إقامة الوطن اليهودي قبل حتى "هرتزل"..
أحمد منصور[مقاطعاً]: كان هناك عروض كثيرة وحددوا أوغندا وبعض الدول الأخرى، نعم.
د. يوسف القرضاوي[مستأنفاً]: فهناك أشياء يعني، وممكن إنه يكون يعني توافق هذا وذاك، وعلى كل حال هم لعله أيضاً الاستعمار رأى هذه الأحلام عند بعض اليهود فأراد أن يستغلها، واليهود استغلوا هذه المخاوف عند هؤلاء من المسلمين فتلاقيا، ودائماً الباطل يعاون بعضه بعضاً، ولذلك المشكلة إن هؤلاء يختلفون فيما بينهم ولكنهم يتفقون في النهاية علينا نحن.
أحمد منصور: فضيلة الدكتور، فيه من بعض الأشياء التي أشرت فضيلتك ليها الحديث عن بني إسرائيل، هل كل يهودي هو من بني إسرائيل الذين وُصفوا في القرآن الكريم، أم أن هناك يعني بني.. بنوا إسرائيل هم وصف تاريخي وجماعة.. جماعة تاريخية انتهت واليهود الحاليين ليس بينهم وبين بني إسرائيل..؟
هل كل يهودي إسرائيلي؟
د. يوسف القرضاوي: لأ، هي في جماعة تاريخية ولكنها لم تنته، هم بني إسرائيل موجود بعضهم، إنما هل كل يهودي هو إسرائيلي؟ من بني إسرائيل؟ هذا ما يحاول بعض اليهود أن يدَّعي هذا ويقول إن كل يهودي لازم يكون من النسب إنما هذا لو لم تكن اليهودية ديناً، اليهودية ليست جنسية، اليهودية ديانة والديانة يدخلها من أراد واحد اقتنع بأنه يتبع موسى -عليه السلام- ويتبع تعاليم التوراة تقول له لا؟
أحمد منصور[مقاطعاً]: وهناك صراع في إسرائيل فعلاً يقول لا، وهناك صراع ما بين اليهود والإسرائيليين إلى اليوم..
د. يوسف القرضاوي: أيوه ليكن، هناك من يقول اليهودي من كانت أمه يهودية، ولكن هناك يقول من اعتنق اليهودية فهو يهودي ولذلك قال يعني فيه (بنيامين فريدمان) اللي كتب دراسة وترجمها أخونا زهدي الفاتح تحت عنوان "اليهود اليوم ليسوا يهوداً" يقصد إنهم يعني ليسوا إسرائيليين، ويقول إن اليهود معظم اليهود في العالم الآن من يهود مملكة الخزر اللي قامت في وسط..
أحمد منصور: آسيا، نعم.
د. يوسف القرضاوي: أوروبا، فهؤلاء لم يكونوا إسرائيليين، وبعدين حتى أنت يعني تشاهد الشكل يعني اليهودي اليمني يعني ليس شكله الشكل الإسرائيلي يعني الكذا.. فيه من اليمن، فيه من المغرب، فيه من.. من أوروبا، من شرق أوروبا من غرب أوروبا..
أحمد منصور: من كل أصقاع الأرض جاءوا من كل مكان.
د. يوسف القرضاوي: فهو يعني.. فلا تستطيع أن تقول إنه كل اليهود الموجودين الآن هم إسرائيليون ومن بني إسرائيل فهم من بني إسرائيل ومن بني إسماعيل ومن بني ميخائيل ومن أبناء يعني قوميات شتى.
أحمد منصور: دكتور، بالنسبة لليهود المقيمين في بعض الدول العربية ولا زالوا إلى الآن، حتى مثل المغرب، هناك سبعة آلاف يهودي، وهناك يهود في اليمن يقدرون بعدة مئات، ولا زال هناك يهود أيضاً في العراق وفي سوريا وفي بعض الدول العربية، هل ينطبق عليهم ما ينطبق على عموم اليهود فيما أشرت له بالنسبة لنظرة المسلمين لهم الآن؟
نظرة المسلمين إلى يهود الدول العربية
د. يوسف القرضاوي: والله هو يعني من أبدى منهم استعداده ليكون مواطناً صالحاً في بلده وتبرأ مما تصنعه إسرائيل وأثبت مواطنته الجيدة لابد أن تعامله بمثل يعني توجُّهِه لا يكون الأصل هو الاتهام، إحنا بنتهم من بدا من يعني أبدى لنا صفحته أقمنا عليه الحد، ولسنا مكلفين أن ننبش عن صدور الناس ولا أن نشق عن قلوبهم كما جاء في الحديث، نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر، فمن أظهر لنا إنه معنا وليس علينا، وإنه ينكر على إسرائيل عدوانها وسفكها للدماء وكذا.. وكذا، هذا نقبله هو مواطن منا والأصل إنه له ما لنا وعليه ما علينا.
أحمد منصور: فضيلة الدكتور، هناك بعض التفسيرات تقال يعني اليهود في القرن الرابع عشر تعرضوا لعمليات إبادة في أوروبا، وفي القرن السادس عشر كذلك، وتعرضوا في القرن التاسع عشر لعمليات إبادة على يد القياصرة في روسيا، وفي القرن العشرين على يد (هتلر) وعلى يد (ستالين) بعد الحرب العالمية الثانية، اليهود -بشكل خاص- هل يحملون من الصفات..، من الجانب العقائدي أولاً، ما تفسيرك لهذه النكبات التي تعرض لها اليهود؟ هل لدينا كمسلمين ما يشير إلى أن اليهود سيتعرضون دائماً لمثل هذا؟
السر في توالي النكبات على اليهود على مدار الزمن
د. يوسف القرضاوي: عندنا..، عندنا في آيات سورة الإسراء إن اليهود يعني يفسدون في الأرض فيسلط الله عليهم من يؤدبهم ومن يعاقبهم، يعني (لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُواًّ كَبِيراً فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا) وبعدين ربنا يعني عمل لهم قانون، قال لهم (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا) إن عدتم إلى الإفساد عدنا بتسليط الجبابرة والقساة عليكم ليؤدبوكم ويعاقبوكم (وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا) كما يقول الشاعر:
إن عادت العقرب عدنا لها بالنعل
والنعل لها حاضرة
فهكذا، ثم أيضاً يقول الله -تبارك وتعالى- بعد أن قص علينا قصة جماعة من اليهود (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ العَذَابِ)
أحمد منصور: يعني دي سنة أبدية مفروضة بالنسبة لليهود؟
د. يوسف القرضاوي: آه يعني هم.. هم كده ما.. ما.. ما يجوش إلا بالأيه؟ بالعصا الناشفة، يعني ما.. باليد القوية الغليظة، ولذلك قال: (لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ) وهذا من عهد يعني (بختنصر) إلى المسلمين إلى القياصرة إلى هتلر، إلى يومنا هذا هم يفسدون فيسلط عليهم قال: (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً)، قٌطِّعوا في الأرض شذر مذر من أيام الرومان، يعني.. قطعوهم وتفرقوا في الأرض إلى اليوم..
أحمد منصور: هل.. هل معنى هذا عقائدياً أيضاً أن اليهود لا يمكن أن يجتمعوا في مكان واحد حتى مع وجود دولة لهم في إسرائيل ستظل سُنَّة التقطيع والتمزيق قائمة بالنسبة لهم؟
د. يوسف القرضاوي: هو (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً) ده يعني هو.. يعني وعيد من الله تبارك وتعالى، وحتى هي فلسطين لا تتسع ليهود العالم يعني.. يعني مستحيل أن تتسع ليهود العالم، فإنما ممكن تجمع يعني أكبر عدد منهم، ليكون حتفهم فيها إن شاء الله.
[موجز الأخبار]
أحمد منصور: أود قبل استكمال الحوار أن أجيب الإخوة الذين أرسلوا بعض رسائل الفاكس والاتصالات ليسألوا عن رقم الحساب الخاص بمشروع خدمة الإسلام على شبكة الإنترنت الذي تحدث عنه فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي في الحلقة الماضية رقم الحساب هو 242020 مصرف قطر الإسلامي الدوحة – قطر.
رقم الحساب مرة أخرى لمشروع خدمة الإسلام على شبكة الإنترنت: 242020 مصرف قطر الإسلامي، أما العنوان البريدي فهو مركز بحوث السُّنَّة والسيرة جامعة قطر صندوق بريد 2713 الدوحة قطر، مركز بحوث السُّنَّة والسيرة جامعة قطر صندوق بريد 2713 الدوحة قطر.
فضيلة الدكتور، لنكمل حوارنا حول موضوع اليهود ونسأل في الآونة الأخيرة، الآن أوضاع العرب غير قادرين على الدخول في مواجهة مع اليهود، بعد استيلاء اليهود على فلسطين وبعض الأجزاء من سوريا وبعض المناطق من جنوب لبنان، في إطار هذا الوضع الراهن قرر العرب الدخول في مفاوضات أو في مسيرة تسوية سلمية مع الإسرائيليين ما هو.. أو ما هي الرؤية الشرعية لمسيرة التسوية القائمة بين العرب والإسرائيليين الآن في ظل الإطار الذي قامت عليه؟
الرؤية الشرعية لمسيرة التسوية السلمية مع إسرائيل
د. يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، اليهود أو إسرائيل باعتبارها دولة كيان قائم على الاغتصاب والعدوان، لم يكن لهم أي قدم على هذه الأرض إلا باعتبارهم أفراداً يعيشون في وسط هذا المجتمع الفلسطيني العربي الإسلامي، ثم بعد عهد الهجرات الجماعية المنظمة وبعد عهد العصابات الصهيونية المعروفة بدءوا يفرضون وجودهم بالحديد والنار وبالدم والعنف بمنطق القوة لا بقوة المنطق، إلى أن أقاموا دولتهم هذه أقاموها على أشلاء الدولة الفلسطينية، يعني أخذوا أرض الفلسطينيين وجعلوها أرضاً لهم، هذا يعني ماذا تُسمي هذا؟ هذا اسمه اغتصاب اسمه عدوان على أرض الغير، بمنطق الأيه؟ العنف القوة أنا معي السلاح، تحكم الذئب فاخضع أيها الحمل، تكلم السيف فاسكت أيها القلم، فهنا المنطق الشرعي هنا يقول.. يقول لأ، أنا لا أعترف من اعتدى عليَّ وغصب حقي ونهب أرضي لا أعترف بحقه، أنا أظل أقاومه ما استطعت لست مكلفاً إلا ما استطعت الله -تعالى- يقول: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) لم يكلفنا أن نُعد مثل ما أعدوا، إنما تعد أيه؟
أحمد منصور: ما تستطيع.
د. يوسف القرضاوي: ما استطعت، وتقاتل بما قدرت، ولكن لا تسلم، لا تعطيه حق الشرعية على ما اغتصب منك، يمكن أن تهادنه، يعني إننا نكف بعضنا عن بعض مدة من الزمن نتفق عليها، الهدنة في هذه الحالة مقبولة.
أحمد منصور: كيف فضيلة الدكتور؟ وما الفرق بين الهدنة وعقد الصلح الذي تم الآن؟
د. يوسف القرضاوي: الصلح.. الصلح الذي يتم الآن هي تسوية، أن تعترف لليهود بما اغتصبوه، أن هذه أصبحت أرضهم وأصبحت ملكاً لهم وأصبح لهم حق السلطان الشرعي عليها، ولم تعد أرضاً لك، وليس من حقك أن تطالب بها إلى آخره، إنما الهدنة بس كف.. كف اليد عن القتال، لا أقاتلك ولا تقاتلني لمدة نتفق عليها، ففرق بين الأمرين.
أحمد منصور: الهدنة أيضاً أليس فيها إقرار بالوضع القائم؟
د. يوسف القرضاوي: لأ، الهدنة مافيش فيها إقرار بالوضع القائم، الهدنة فيها تكف عني وأكف عنك هذا هذا ما يعني.. ده معنى الهدنة، إنما الصلح اللي موجود ده مش مجرد صلح يعني إننا يكف بعضنا عن بعض وما فيش داعي للدماء ولا هذا لفترة من الزمن، إنما الصلح الذي يراد تسويته إنه هو يعني اعتراف بالوضع القائم، كان العرب إلى سنة 67 يقولون إن إسرائيل عدوان واغتصاب وكذا، وثم بعد عدوان سنة 67 تغيرت السياسة العربية وأصبح هدف السياسة العربية كلها أيه؟ إزالة آثار العدوان يقصدون عدوان سنة 1967 طيب وعدوان سنة.. 1948 اللي أقام..؟! هذا كأن العدوان الجديد أضفى الشرعية على العدوان الأيه؟
أحمد منصور: القديم.
د. يوسف القرضاوي: القديم، وما الفرق بين العدوانيين وهم الآن يريدون حتى بعد 67 حتى لا يريدون أن يعيدوا هذا يعني.. يعني.. يعني حتى السلام الذي أقاموه.. لأنه الحقيقة ليس سلاماً عادلاً، ليس سلام الند للند، هو سلام القوي يفرضه على الضعيف، فهو يريد أن تسلم له بكل ما يريد، لأن القضايا الكبرى بقيت معلقة ومنها قضية القدس، ومنها قضية اللاجئين يعني وعودتهم إلى ديارهم ومنها قضية الحدود، ومنها قضية المستوطنين.
أحمد منصور: يعني فضيلتك ترى إن القضية قضية مبدأ في رفض تسليم أو التنازل عن أي شيء وأن هذه التسوية القائمة أو المسيرة القائمة لا تتفق مع جوانب الشرع الإسلامي؟ معنا من غزة فضيلة الشيخ أحمد ياسين (زعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس) فضيلة الشيخ هل تسمعني؟ فضيلة الشيخ أحمد ياسين؟
أحمد ياسين: أيوه.
أحمد منصور: نرحب.. فضيلة الشيخ أحمد ياسين نرحب بك في قناة الجزيرة، هل تسمعني؟ فضيلة الشيخ.. فضيلة الشيخ هل تسمعني؟
أحمد ياسين: سامع واطي شويه.
أحمد منصور: فضيلة الشيخ، معنا فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي ونحن نتحدث عن طبيعة الصراع..
د. يوسف القرضاوي: والله.. أبلغه أبلغه تحياتي والله يعني، أبلغه تحياتي وأشواقي ودعائي له بالصحة والتوفيق والثبات الدائم إن شاء الله والنصر.
أحمد منصور: فضيلة الشيخ أحمد ياسين، يبلغك فضيلة الدكتور القرضاوي تحياته من الأستوديو.
أحمد ياسين: صوتك ما أسمعه كويس.
أحمد منصور: أرجو من الإخوة في الهندسة محاولة ضبط الصوت مرة أخرى. فضيلة الشيخ، أريد أن أسألك أن هذه الأيام تصادف الذكرى العاشرة للانتفاضة، هل تعتقد أن الانتفاضة الفلسطينية قد حققت أهدافها؟
الانتفاضة الفلسطينية بين الأهداف والواقع
أحمد ياسين: يا أخي، أولاً: الانتفاضة قامت ولها أهدافه، أول أهدافها إزالة الاحتلال وإزالة آثار الاحتلال، هذه الانتفاضة -مع الأسف- لم تحقق الهدف الذي قامت من أجله لأن الاحتلال لازال قائماً، وآثار الاحتلال لازالت قائمة والذي أدى إلى هذا هو اتفاق أوسلو، الذي مزق الشعب الفلسطيني إلى قسمين قسم معارض وقسم مؤيد، القسم المعارض بقى يعارض، وبقينا نقاتل هذا الاحتلال إلا أن انقسام الشعب إلى نصفين أضعف المقاومة الشعبية والمواجهة اليومية مع الاحتلال، لأن جنودهم قد انسحبوا من كثير من المدن وخرجوا منها، وبذلك استمر الكفاح المسلح لمقاومة الاحتلال الجاثم على أرضنا الفلسطينية.
أحمد منصور: فضيلة الشيخ، لكن رئيس السلطة الفلسطينية أعلن أن الدولة الفلسطينية سيتم إعلانها في سنة 99 سواء قَبِل الإسرائيليون أم رفضوا، فما هي.. ما هي رؤيتك لمفهوم الدولة الفلسطينية؟ هل تختلف مع قيادة السلطة الفلسطينية في تفسير مفهوم الدولة في ظل إعلان فضيلتك بعد خروجك من المعتقل أنك.. أن السلطة الفلسطينية هي الممثل للشعب الفلسطيني في التفاوض؟
أحمد ياسين: يا أخي أولاً: كل الشعب الفلسطيني يريد أن تكون له دولة، فنحن لا نريد.. لا نعارض بل نسعى لإقامة الدولة، نحن نختلف في الشكل والطريق للوصول إليها في أن اتفاق أوسلو لا يحقق هذا الحلم ولا يمكن أن يحققه، لأن الأرض الفلسطينية بعد 67 لم تعد إلى الشعب الفلسطيني بل هي عبارة عن جزر فلسطينية قرى فلسطينية في وسط من الجزر الإسرائيلية من المستوطنات، وكيف يمكن أن تقوم دولة في هذا الوضع كالذي هو عبارة عن جزر متقاطع والمستوطنون يسيطرون على الأرض والماء والهواء؟! كيف يمكن أن نقيم دولة وإسرائيل تملك أن تحرمنا لقمة العيش وشربة الماء؟! إن الدولة يجب أن تقوم على أرض محررة أرض كاملة وعلى رأسها القدس الشريف إن شاء الله تعالى..
أحمد منصور: فضيلة الشيخ، ما.. ما هي مساحة الدولة.. ما هي مساحة الدولة الفلسطينية لديكم؟ هل يمكن أن تقبلوا القدس وبعض الأجزاء من الضفة ومن قطاع غزة أم أنكم تطالبون بفلسطين كلها؟
أحمد ياسين: يا أخي، الدولة الفلسطينية التي ننظر إليها هي على كامل تراب فلسطين، فلسطين الأرض الإسراء والمعراج، هذا أمر نحن.. هو من أول أهدافنا، ولكنني أحب أن أقول لك إذا كنا اليوم غير قادرين على أن نصل إلى هذا الهدف البعيد، فلا.. فلا يمكن أن نرفض أن نقيم هدف استراتيجي يخص الأرض بعد 67..
أحمد منصور: كيف فضيلة..
أحمد ياسين: ومن هذا المنطلق أنا طرحت مبادرتي الهدنة المؤقتة بزمن مؤقت لكي توافق بين الواقع الذي نحن فيه ولكي أعلن للعالم أننا أيضاً نحب السلام، لكن عدونا هو الذي لا يحب السلام ويريد القتال والأرض وأن يشرد شعبنا.
أحمد منصور: فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي طرح نفس ما.. فضيلة الشيخ، فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي طرح نفس الطرح الآن ورفض جميع اتفاقيات السلام وقال: يمكن قبول هدنة، ما هي شروط الهدنة وطبيعتها في تصوركم؟
أحمد منصور: يا أخي أولاً: إحنا طرحنا هدنة.. هدنة يعني مع العدو على أساس إزالة الاحتلال، الهدف الذي قامت من أجله الانتفاضة، إزالة الاحتلال وكل آثار الاحتلال من إزالة مستوطنات، من تحرير الأسرى من السجون والمعتقلات، من فتح ممر بين الضفة وغزة لتتصل الأرض الفلسطينية مع بعضها البعض، من إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب المحتل بعد 67 وعاصمتها القدس الشريف، وأن يكون لنا ما فوق الأرض وما تحت الأرض من ثروات وماء، لأن العدو يريد أن يأخذ الماء ويعطينا الهواء فقط، وأن لا يتدخل العدو في شؤوننا الفلسطينية الداخلية، إذا وافق العدو ونفذ هذه الشروط نحن مستعدون من جانبنا أن نوقف القتال ضد هذا العدو لـ.. لفترة محددة من الزمن وعلى شكل هدنة
أحمد منصور: فضيلة الشيخ، كيف يتحقق هذا وإسرائيل أو اليهود تجمعوا في فلسطين على أنها أرض الميعاد وهم مستعدون للقتال من أجل تحقيق هذا الحلم الذي يسعون له من خلال مفاهيمهم التوراتية والتلمودية؟ هل تعتقد أن اليهود يمكن أن يقبلوا مثل هذا الطرح؟
أحمد ياسين: أنا لا يعنيني أن يقبلوا أو لا يقبلوا، وأنا أريد أن أقول للعالم: أنا صاحب حق، أنا ضحية لعدوان صهيوني إسرائيلي على شعبي ووطني هذا من حقي الطبيعي والفطري والاجتماعي والإنساني في كل العالم وكل الأنظمة، أن أقاتل هذا المحتل وأقاومه حتى يزول عن أرضي ووطني وشعبي، لا يُعقل أبداً أن يكون إنسان محتل ثم يصفق لهذا العدو الغاشم فوق صدره، أنا أقول للعالم: نحن نريد أن نعيش كرماء فوق أرضنا، نريد حريتنا، نريد أن نطرد هذا الاحتلال، فالعالم عليه أن يفهم أننا بذلك نريد سلام يطمئن إليه الناس فيعفي الناس من.. -لوقت محدد- من القتال وسفك الدماء، فإذا رفض العدو هو الذي يتحمل المسؤولية، والكرة الآن في ملعبه، ونحن علينا أن نستمر في هذه المقاومة حتى يزول آخر.. آخر أثر من آثار الاحتلال على أرضنا ووطننا.
أحمد منصور: لكن هذه المقاومة التي يقوم بها الفلسطينيون توصف من الجهات الدولية بأنها تعتبر إرهاباً وهناك عمليات إدانة كبيرة للإرهاب حتى إن مؤتمر القمة الإسلامي الذي يعقد في طهران أو سيعقد.. سيبدأ يوم الثلاثاء يضع على رأس أولوياته محاربة الإرهاب، واختلط الآن الإرهاب بالمقاومة بالجهاد فما هو ردكم وتفسيركم لهذا الأمر؟
اتهام المقاومة الفلسطينية بالإرهاب.. تفنيد وتوضيح
أحمد ياسين: يا أخي، الإنسان الذي يطلب حقه، والإنسان الذي يقاوم احتلال على أرضه ووطنه وشعبه، فهذا الإنسان كيف يمكن أن يُسمَّى إرهابي؟! فالإرهابي هو المعتدي، الإرهابي هو المغتصب لأرض الآخرين، فالإرهابي هو الذي يقتل النساء والشيوخ والأطفال، الإرهابي الذي يقوم بالقرصنة في كل يوم، الذي يحرم شعبنا لقمة العيش ويحرمه شربة الماء، الذي يهدم البيوت ويشرد الأسر، الذي يعتقل الناس بالآلاف هذا هو الإرهابي، أما أن يفهم الناس أن الذي يقاوم المحتل إرهابي هذه مغالطة تاريخية، ومغالطة إنسانية، في حق كل الإنسانية نحن لسنا إلا طلاب حق وسنقاتل حتى نسترد أرضنا وحقنا، وأنا أقول لإخواننا الرؤساء والقادة في مؤتمر طهران الإسلامي في.. هذا المؤتمر يجب أن يناقش الحق الفلسطيني ويجب أن يكون قوياً في الدفاع عن الحق الفلسطيني، الإرهابي هو المعتدي، يجب أن نرى أقوالهم في مساندتنا تتحول إلى أفعال، لأن الله يقول: (كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ) نريد من المسلمين ونريد من العرب ونريد من العالم الحر أن يقف بجانب الشعب الضحية، كيف يمكن أن يقف جانب المعتدي ولا يقف جانب الضحية؟ نحن ضحية لعدوان نريد من العالم أن يقف معنا، وإذا لم يقف معنا على الأقل أن يقف محايداً فلا يقف ضدنا مع عدونا، هذه هي المعادلة الصحيحة، ولذلك فالإرهابي هو المجرم القاتل الذي يغتصب أرض الناس ويقتل الناس ويشرد الشعب، هناك 4 مليون فلسطيني مشرد في الخارج، هناك 2 مليون تقريباً تحت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة وغزة، هناك مليون فلسطيني في الأرض الفلسطينية قبل 67 كل هذا الشعب ما يقارب السبع ملايين فلسطيني في ظلم وفي ظلام من تصرفات هذا العدو الغاضب، ولذلك نحن نريد الحرية لشعبنا ووطننا ونحن مقاتلون مجاهدون -إن شاء الله- إلى أن ننتصر ونعيد كل حقوقنا وترابنا.
أحمد منصور: فضيلة الشيخ، نسمع تعليق فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي على مؤتمر القمة الإسلامي في طهران، فضيلة الدكتور، هو يبقى معنا الشيخ أحمد ياسين، فضيلة الدكتور يعقد الآن يوم الثلاثاء مؤتمر القمة الإسلامي في طهران، وكان أساس تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي رد على اعتداء يهودي على.. بحرق المسجد الأقصى في عام 69، هل تعتقد بأن المنظمة التي قامت على ثلاث أسس هي: تحرير القدس واسترداد فلسطين، وتحقيق التضامن الإسلامي قد حققت أهدافها؟
منظمة المؤتمر الإسلامي ما لها وما عليها
د. يوسف القرضاوي: هو لا شك أن وجود أي منظمة تمثل مجموعة المسلمين، المسلمين الآن أكثر من مليار وربع أو نحو مليار وثلث في العالم، هذه المجموعة لابد أن يكون لها من يمثلها، نحن نعلم أننا في عصر التكتلات الكبرى، هناك التكتل الأوروبي والتكتل الأميركي المكسيكي الكندي، والتكتل الآسيوي، فالعالم يتكلم بلغة التكتل، فلابد أن يكن هناك كتلة إسلامية، بعد زوال الخلافة سنة 1924 تمزق المسلمون، ظل المسلمون يعني ثلاثة عشر قرناً وثلث قرن وهم أمة واحدة، لهم دار واحدة اسمها دار الإسلام لهم مرجعية واحدة هي الشريعة الإسلامية، لهم قيادة واحدة تتمثل في الخليفة من عصر الخلفاء الراشدين فالأمويين فالعباسيين فالعثمانيين إلى أن ألغيت الخلافة على يد كمال أتاتورك سنة 1924.
أحمد منصور: 24، نعم.
د. يوسف القرضاوي: وقامت الدول الوطنية والإقليمية على أساس وطني وعلى أساس قومي وعلى أساس كذا، ولم يكن يتصور المسلمون هذا يعني بعد أن ألغيت الخلافة قامت مؤتمرات في البلاد الإسلامية تتنادى بأن يكون هناك خلافة إسلامية ورشحت بلاد ودول، ولكن كان الوضع أقوى من المسلمين في ذلك الوقت ولذلك استبشر المسلمون خيراً عندما قامت منظمة المؤتمر الإسلامي، وقامت بناءً على حادثة حريق المسجد الأقصى، ورب ضارة نافعة، يعني أحياناً المصائب إن.. كما يقول يعني شوقي رحمه الله:
إن المصائب يجمعن المصابينا. فهذه المصيبة جمعت المتفرقين من المسلمين ونبهت الغافلين وتنادى قادة البلاد الإسلامية أن يجتمعوا في صورة قمة يعني إسلامية، واجتمعوا في المغرب في ذلك الوقت، ومن أجل المسجد الأقصى، وطبعاً كان هناك أهداف يعني لهذه المنظمة أهداف سياسية وأهداف ثقافية وأهداف اجتماعية وأهداف اقتصادية وأهداف يعني مختلفة، من الأهداف السياسية ما أشرت إليه إنه قضية المسجد الأقصى..
أحمد منصور: تحرير القدس واسترداد فلسطين.
د. يوسف القرضاوي: تحرير القدس واستعادة فلسطين وتقوية التضامن الإسلامي، يعني للأسف لم تستطع منظمة المؤتمر الإسلامي أن تحرر القدس ولا أن تعيد إلى فلسطين حقوقها، لماذا؟ لأن منظمة المؤتمر الإسلامي هي مرآة للعالم الإسلامي، للأمة الإسلامية هي تعكس وضعاً قائماً لا.. لا يمكن أن تنشأ منظمة قوية والمسلمون ضعفاء، لا يمكن أن تنشأ منظمة ذات إرادة ولا توجد إرادة إسلامية واحدة، المسلمون توزعوا هناك اختلاف المناهج المستوردة، هذا استورد من الشرق وهذا استورد من الغرب واختلاف الولاءات هذا يوالي واشنطن وهذا يوالي لندن وهذا يوالي بكين وهذا يوالي باريس، واختلاف العصبيات هذا عربي وهذا تركي وهذا هندي وهذا توراني وهذا فارسي، واختلاف الأنانيات والرغبات الحاكمة، كل واحد يريد أن يبقى يعني كما قالوا:
وتفرقوا شيعاً فكل قبيلة
فيها أمير المؤمنين ومنبر
هذا أدى إلى أن تضعف الأمة الإسلامية، فلا تطلب من المنظمة المؤتمر الإسلامي شيئاً يعني هي لا تستطيعه، لأن حتى.. ده هو حينما أرادوا..
أحمد منصور: يعني هل هي مجرد شكل يجمع الدول الإسلامية بدون هدف واضح؟
د. يوسف القرضاوي: أنا أقول لك حينما حضر المؤتمرون في المؤتمر الأول أرادوا أن يسموا هذا الشكل الجديد يختاروا له اسماً فبعضهم اقترح إننا نسميها منظمة البلاد الإسلامية أو الدول الإسلامية، زي ما قلنا جامعة الدول العربية تبقى دي جامعة الدول الأيه؟ الإسلامية، فقامت دول وقالت لأ، نحن لسنا دولاً إسلامية إحنا دول علمانية، يعني فبعدين هتقولوا عليها الدول الإسلامية فلسنا.. ورفضوا حتى الاسم حتى احتاروا ماذا؟ فسموها منظمة.. طب نعمل أيه؟ سموها.. إحنا في مؤتمر إسلامي فنسميها منظمة المؤتمر الإسلامي، في علم النحو فيه عندنا شيء بنسميه الإضافة لأدنى ملابسة، يعني فحتى الاسم يدل على..، إنما أنا أقول إنه يعني حتى هذا المؤتمر يعني صنع أشياء إذا أردنا أن نُقَوِّم أو نُقَيِّم إنجازات المؤتمر خلال هذه..
أحمد منصور: لكن إذا كانت أهدافه الرئيسية فضيلة الدكتور، هي القدس وفلسطين والتضامن، وهذا لم يتحقق منه شيء؟
د. يوسف القرضاوي: هذا أهداف سياسية فقط، إنما فيه أهداف أخرى، يعني هو هناك أهداف ثقافية، أنا يعني اشتغلت مع المؤتمر الإسلامي في غير الجانب السياسي.
أحمد منصور: الإسيسكو مثلاً؟
د. يوسف القرضاوي: أذكر لك مثل، المجمع الفقهي الإسلامي، المجمع الفقهي الإسلامي هذا من منظمات المؤتمر الإسلامي، منظمة (الإسيسكو) منظمة التربية والثقافة والعلوم الإسلامية..
أحمد منصور: حتى لا نغرق في.. في المؤتمر الإسلامي نفسه وأهدافه وتفرعاته، إحنا نقصد المؤتمر الآن وواقع المسلمين والهدف الرئيسي الذي أُسَّس المؤتمر، لا أدري هل فضيلة الشيخ أحمد ياسين لازال معنا؟ فضيلة الشيخ أحمد ياسين؟
أحمد ياسين: آه معاك.
أحمد منصور: سمعت ما.. تعليق فضيلة الدكتور القرضاوي وهو يبلغك تحياته وسلامه ويدعو لك بالصحة العافية.
أحمد ياسين: وأنا أبلغه كل تحياتي وسلامي.
أحمد منصور: فضيلة الشيخ.
أحمد ياسين: له ولكل الإخوة المستمعين.. نعم؟
أحمد منصور: فضيلة الشيخ الآن قمة.. القمة الإسلامية التي ستعقد في طهران، وفلسطين هي أولى القضايا الإسلامية ما الذي تأمله أو تطلبه من هذه القمة؟ وهل تعتقد أن منظمة المؤتمر الإسلامي قد حققت ما هو مطلوب بالنسبة لفلسطين؟
أحمد ياسين: والله يا أخي نحن كلنا أمل -إن شاء الله- أن يقف المسلمون صفاً واحداً في وجه الغطرسة الأميركية والاستكبار الصهيوني الذي يسيطر على أرضنا ووطننا، ونحن نأمل منهم وقفة شجاعة، وقفة أمة كاملة وحَّدها الله وجمع شملها، لها قبلة واحدة ولها دين واحد ولها رب واحد، نحن نريد من هؤلاء الإخوة الزعماء الرؤساء والملوك والقادة أن يكونوا على مستوى المسؤولية، على مستوى الكارثة التي تعيشها أمتنا اليوم، نحن نريد منهم أن يكونوا معنا قولاً وعملاً، قولاً وعملاً، نريد أن نرى جهداً على الأرض نريد أن نرى مساعدات مالية وبلاد تفتح للمجاهدين ليستعدوا لتحرير الأرض. وبناء الأرض، نريد الكثير منهم ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، ولذلك نحن نأمل منهم أن يقدموا لنا كل عون ومساعدة..
أحمد منصور: فضيلة الشيخ..
أحمد ياسين: بالإعلام وبالصحافة بالمال والمساعدات، بالمساندة الدولية والاجتماعية،كل ذلك مطلوب منهم، إن الأمة الإسلامية اليوم بين خيارين إما أن تعيش أمة لها تاريخ ولها تراثها ولها حضارتها، وإما أن تكون ذائبة كما هي الآن ممزقة تابعة للشرق أو للغرب وبذلك تضيع هيبتها وقوتها وريحها..
أحمد منصور: فضيلة الشيخ..
أحمد ياسين: هذا أملنا فيهم.. نعم.
أحمد منصور: فضيلة الشيخ، هناك قرار لوزراء الخارجية نوقش اليوم وربما أُقر في اجتماع وزراء الخارجية سيعرض على القمة لإيقاف التطبيع والمفاوضات مع إسرائيل كتأديب لها على ما تقوم بالنسبة للفلسطينيين، هل تعتقد أن هذا كافي بالنسبة للقضية الفلسطينية، إيقاف مجرد إيقاف المفاوضات مع الإسرائيليين بالنسبة للدول التي لها مفاوضات معها؟ فضيلة الشيخ..
أحمد ياسين: أعد علي السؤال.
أحمد منصور: هناك قرار لوزراء خارجية الدول الإسلامية أُقِر اليوم على أن يعني يقضي بإيقاف التفاوض مع الإسرائيليين عقاباً لهم على تعنتهم فما يسمى بعملية أو مسيرة التسوية التي أشرت فضيلتك وأشار فضيلة الدكتور القرضاوي إلى رفضها من الناحية الشرعية، هل يعتبر هذا كافياً بالنسبة لقضية فلسطين أو بالنسبة لقرارات القمة في تصوركم؟
أحمد ياسين: يا أخي، قضية فلسطين تحتاج إلى أكبر من هذا وأعظم من هذا، قضية فلسطين قضية شعب ووطن والتطبيع معناه أنه يريد أن يثبت هذه.. هذا العدوان ويريد أن يثبت هذا الاحتلال، ولذلك التطبيع إذا أوقف إنما يكون مجرد مظهر من مظاهر التي يجب أن تقوم ضد العدو ويجب أن نتخذها ضد العدو، فالأصل أن الأمة الإسلامية لا يمكن أن تتنازل عن وطن إسلامي وقبلة المسلمين الأولى، الأمة الإسلامية لا يمكن أن تفرط فيها، الأمة الإسلامية لا يمكن أن تتنازل عنها ففلسطين ليست للبيع ولا للمبادلة ولا للمقايضة لأنها وقف إسلامي ولا يملك أحد من الناس أن يتنازل عن أرض وقف إسلامية لأحد من الناس أبداً مهما كان، ولا لجيل من الأجيال، فهي.. فهي لأجيال المسلمين جميعاً، ولذلك إن هذه القرارات جميلة ولكنها جزئية لا تعالج الأصل ولا تعالج الوجود الصهيوني في فلسطين، بل هي تجري وراء السياسة الحالية التي لم تعطينا شيء حتى اتفاقية أوسلو لم تعطينا شيء حتى ما جاء فيها من بنود غامضة، حتى ما جاء فيها لا يحقق آمالنا وأهدافنا..
أحمد منصور: فضيلة الشيخ..
أحمد ياسين: ولذلك.. نعم.
أحمد منصور: فضيلة الشيخ، عفواً، ولكن هناك قرارات دولية وهناك أنظمة دولية، ونظام دولي يحول ما بين المسلمين -كواقع- وما بين تحقيق ما تطالب به فضيلتك الآن؟
أحمد ياسين: كمان مرة يا اخويا.
أحمد منصور: هناك مجتمع دولي، وهناك نظام دولي يحول ما بين المسلمين وما بين تحقيق الدولة الفلسطينية المسلمة، ويعترف بإسرائيل كواقع ويطالب بالتعامل معه، والدول الإسلامية تقول أنها لا تستطيع أن تخرج أو تقف في مواجهة هذا النظام الدولي أو النظام العالمي، ما تعليقك على هذا؟
أحمد منصور: يا أخي، هذا كلام جميل ولكن إذا كنت أنا غير قادر أن أسترد حقي غير قادر أن أحرر أرض وطني، فهل يعقل بأن أتنازل عنه وأن أذهب بالحلوى للذي أخذه وأقدم له الهدايا؟! هل يعقل أن أبارك للذي أخذ أرضي ووطني بدلاً أن أقاومه؟! إذا لم أستطع أنا قتاله.. إذا لم أستطع مقاومته إذا لم أستطع التحرير فلا يحل لي أن أتنازل عنه، ولا يحل لي أن أعترف بهذا المغتصب القاتل، ولذلك أنا قلت في مرة من المرات الذي لا يستطيع الزواج لا يحل له أن.. أن يزني، كيف يزني من لا يستطيع الزواج؟ وكذلك من لا يستطيع التحرير فليس من حقه أن يتنازل وأن يعترف بالمغتصب المحتل القاتل..
أحمد منصور: لكن فضيلتك ترى الآن فضيلة.. فضيلة الشيخ أنت ترى الآن أن الأمة قادرة على استرداد فلسطين بوضعها الممزق الحالي؟
أحمد ياسين: إذا لم تكن قادرة على الاسترداد فلتكن قادرة على تنغيص هذا العدو وألا تجعله يستقر ويثبت ويكون له قرار، لا تجعله ينمو ويكبر، لا تجعله يتسع، تستطيع أن تناوشه وتهاجمه وتقض مضاجعه هذا ما تقوم به حركتنا الإسلامية القائمة الآن، وهي تعمل ذلك على أمل أن هذا خطوة في الطريق لاستنهاض الأمة الإسلامية من كَبْوَّتها حتى تعيد هذا الوطن المسلوب إن شاء الله تعالى.
أحمد منصور: فضيلة الشيخ، سؤالنا الأخير ما هي رؤيتك لمستقبل الصراع بين المسلمين واليهود؟
أحمد ياسين: نحن -يا أخي- صراعنا مع اليهود صراع على الوطن والأرض الذي احتلوها واغتصبوها، وإن مستقبلنا ينتهي عندما تعود هذه الأرض ويعود هذا الوطن ويعود شعبنا المشرد إلى وطنه هذا الصراع ينتهي، نحن لا نصارع اليهود لأنهم يهود، نحن لا نقاتلهم لأنهم يهود، بل أوصانا الإسلام أن نحسن إليهم ونحسن لكل أهل الأديان، وأن نتعامل معهم بالحسنى بل نتزوج منهم لنقيم علاقات حسنة طيبة، نحن نقاتلهم لأنهم اغتصبوا أرضنا ووطننا، ومستقبل الصراع في نظرنا أنه مستمر حتى يتحرر الوطن ويعود الشعب إليه في هذه الأرض المقدسة الطاهرة، ولا يمكن أن يقف هذا الصراع حتى نصل إلى هذا اليوم الذي ننتصر فيه إن شاء الله (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ)
أحمد منصور: شكراً لفضيلة الشيخ أحمد ياسين (زعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس) في فلسطين، وقد تحدث إلينا من غزة.
فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي، بالنسبة لسؤالنا الأخير: هناك اتفاق واضح تام ما بين ما طرحته فضيلتك وما بين ما طرحه الشيخ خاصة في سؤالنا الأخير، فضيلة الشيخ، ما هي رؤيتك أيضاً لمستقبل الصراع.. الصراع؟
مستقبل الصراع بين المسلمين واليهود
د. يوسف القرضاوي: الصراع مستمر، والجهاد فريضة حتى يُسترد الحق وحتى تعود الأرض إلى أهلها، وكما قلت إننا لا نطالب ولم يطالبنا الله عز وجل بأن يكون عندنا ترسانة نووية مثلما عند اليهود، إنما نعد لهم ما استطعنا ونجاهد بما نقدر عليه ولا نسلم لهم أبداً، مهما كان.. فهذا هو واجبنا يعني، ونحن نعتقد أننا أصحاب الحق، وصاحب الحق لا ييأس من أن ينتصر لأن سُنَّة الله إن الحق في النهاية لابد أن ينتصر، دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) (وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) وقبل هذا فلسطين احتلت مائتي عام، أيام الحرب الصليبية ولذلك.. والمسجد الأقصى ظل 90 عاماً في.. في أيدي الصليبيين ثم استعيد الحق واسترد المسلمون حقوقهم، وأنا معتقد أن النصر لنا إن شاء الله، وأن.. عندنا البشائر، البشائر عندنا.. عندنا من القرآن ومن السنة ومن التاريخ ومن الواقع ومن سنن الله عز وجل بأننا سننتصر في النهاية على اليهود، وحتى اليهود عندهم هذا، يعني ما.. بعض الفلسطينيين قال (لموشي ديان) قال إن إحنا عندنا بشائر بأن هذا لن يدوم لكم، وإننا سننتصر عليكم، قال له وإحنا عندنا هذا ولكن ليس هذا الجيل ليس جيلكم هو الذي سينتصر علينا، وده صحيح، لأن جيل لم يُعَدّ إنما جيل الصحوة إن -شاء الله- الجيل القائم، الجيل الجديد الذي رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً ورسولاً ووضع روحه في يديه ورأسه على.. على كفه وجعل من نفسه قنبلة بشرية ويضحي في سبيل الله هذا هو الجيل المنشود إن شاء الله، جيل النصر سميته أنا في رسالة لي اسمه "جيل النصر المنشود" هو هذا الجيل المأمول إن شاء الله.
أحمد منصور: قام بعض المشاهدين أو كثير من المشاهدين بالاتصال بغرفة التحكم للسؤال عن رقم حساب مشروع خدمة شبكة الإسلام على شبكة الإنترنت، وقد أعددنا له هذا هو رقم الحساب هو 242020 مصرف قطر الإسلامي مركز بحوث السنة والسيرة – جامعة قطر، تكتب الشيكات باسم مركز بحوث السنة والسيرة بجامعة قطر صندوق بريد وترسل إلى صندوق بريد 2713 الدوحة قطر. معي الأخ أبو بشرى من السليمانية من شمال العراق، الأخ أبو بشرى. أبو بشرى من العراق، تسمعني أبو بشرى؟
أبو بشرى: نعم، أخي السلام عليكم.
أحمد منصور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
د. يوسف القرضاوي: وعليكم السلام.
أبو بشرى: أولاً: نشكر فضيلة الدكتور القرضاوي والأخ أحمد منصور على هذا البرنامج الشيق.
أحمد الشيخ: شكراً لك يا أخي، شكراً لك
أبو بشرى: أخي، أثار فضيلة الدكتور في بداية البرنامج مسألة مهمة وهي طبيعة الفرق بين أن نقاتل اليهود وغيرهم لكونهم غير مسلمين وبين أن نقاتلهم لكونهم غاصبين أو معتدين، وهو يرجع بنا إلى مسألة فقهية ناقشها الفقهاء وهي هل القتال مع الكفار من أجل كفرهم أو لدرء الحرابة؟ على كل حال يلاحظ أن الخلط الذي حدث عند بعض الناس بين مفهومي القتال والجهاد وتصورهما كمصطلحين مرادفين هو السبب الرئيس لهذا التصور، علماً أن القرآن الكريم قد استعمل المصطلحين مما يعني وجود معنيين ومرادين اثنين وبالتالي أحكام خاصة بكل منهما، نرجو من فضيلة الشيخ توضيح ذلك أقصد الفرق بين مفهومي القتال والجهاد، وجزاكم الله والسلام عليكم.
أحمد منصور: شكراً يا أبو بشرى، الأخ خالد الحجري من أبو ظبي.
خالد الحجري: ألو، السلام عليكم.
أحمد منصور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
خالد الحجري: أولاً شكراً للشيخ الدكتور القرضاوي وشكراً لقناة (الجزيرة)
أحمد منصور: شكراً لك يا أخي.
خالد الحجري: سؤالي الأول هو عندي 3 أسئلة.
أحمد منصور: ناخد منك واحد لإن إحنا أخذنا حق المشاهدين في هذه الحلقة حتى نتيح المجال للآخرين، تفضل.
خالد الحجري: هي أسئلة بجواب نعم أولا يعني.
أحمد منصور: طيب، أبشر، تفضل بالثلاثة.
خالد الحجري: فيه.. فيه في القرآن آية بمعناها لا أحفظها أن كلما أشعلوا نار الحرب أطفاها الله، فهل هذا يعطينا نوع من الاطمئنان من أن تكون حرب خاصة أنا نعرف قوة إسرائيل..؟
أحمد منصور: قوة إسرائيل من الناحية النووية وغيرها، نعم.
خالد الحجري: أيوه وهل.. هل تروا أن في هذا الزمن أن.. أن إسرائيل موجودة في منطقتنا ممكن تكون نعمة علينا للمسلمين حتى يتوحدوا حتى لا يدخلوا في حروب بين الدول الإسلامية في هذا الزمن؟
أحمد منصور: نعم، الثالث؟
خالد الحجري: والسؤال الأخير لو سمحت بس، هل.. هل في الحروب يعني مثلاً أنا سمعت من الشيخ القرضاوي أن لا تحل علينا اليهودية، بس هل.. هل في إذا دخل المسلمين في الحروب الغنائم وما فيها النساء هل تحل لنا؟ وشكراً لكم ولقناة (الجزيرة).
أحمد منصور: شكراً لك، أبو بشرى من السليمانية يسأل ما بين مفهوم الجهاد والقتال وقال أن لكل منهما أحكام خاصة على اعتبار ما ورد في القرآن؟
الفرق بين مفهومي القتال والجهاد
د. يوسف القرضاوي: هو الجهاد يعني مفهوم أوسع من مفهوم القتال، الإمام ابن القيم في كتابه " زاد الميعاد" ذكر أن للجهاد ثلاث عشرة مرتبة، 4 مراتب لجهاد النفس، تجاهد النفس على تعلم الحق وعلى العمل به وعلى الدعوة إليه وعلى الصبر على مشاقه آدي أربعة، وجهاد الشيطان يعني مرتبتان، جهاده إذا ألقى الشبهات وإذا أدخل في الشهوات، والجهاد في المجتمع ثلاث مراتب، أن تغير بيدك، أو بلسانك، أو بأيه؟ أو بقلبك، وجهاد الكفار والمنافقين وقال إن الجهاد الكفار أيضاً ثلاثة مراتب، إنه تجاهدهم بيدك أو بلسانك أو بمالك، ففيه ثلاث.. فالقتال هو واحدة.. من.. من.. من هذه: أن تقاتل الكفار بسلاحك بيدك. فالجهاد أوسع مدى بكثير جداً من.. ولذلك في القرآن المكي فيه كلمة (الجهاد) في سورة العنكبوت (وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ) جهاد التحمل هذا، (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)، جهاد النفس وهناك أيضاً (فَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ) أي بالقرآن (جِهَاداً كَبِيراً) في القرآن المكي سورة الفرقان، والجهاد بالدعوة، إنما القتال هو الذي نتحدث عنه، فالقتال له موجباته، فالقتال مع اليهود موجباته قائمة ولا يختلف فيها اثنان أنهم غصبوا أرضنا وشردوا أهلنا وهتكوا حرماتنا، واحتلوا أرضنا وأخذوا أقصانا، فجهادهم أصبح فريضة على كل مسلم، يعني على الفلسطينيين أساساً وكل المسلمين يجب أن يساعدوا الفلسطينيين لأن القضية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، هي قضية المسلمين عامة، كل المسلمين ولذلك نحن نطالب المؤتمر الإسلامي، القمة نطالبها بأن تقف موقفاً إيجابياً يليق بهذه الأمة الإسلامية الكبرى وقفة تاريخية في هذه القضية وقفة مشرفة وليس مجرد الكلام أو الدعاوى أو رفع الشعارات ولكن كما قال الشيخ أحمد ياسين وقفة إيجابية عملية.
أحمد منصور: هو هناك مسؤول إيراني أعلن أن هذه تعتبر قمة القرن بالنسبة للمسلمين ولكن ما.. ما.. كيف يمكن أن تتميز وتصبح كذلك بالفعل؟
د. يوسف القرضاوي: بمناسبة ما فيها من قرارات ومتابعة هذه القرارات حتى تصبح عملية، لأن هناك قرارات جميلة أحياناً ولكنها لا تتحقق في أرض الواقع، فنحن نريد قرارات يتبعها التنفيذ، هذا هو الذي نريده الأخ..
أحمد منصور: فضيلة الدكتور أرجو.. أرجو أن تساعدني على أخذ بعض.. هناك بعض المشاهدين على الهاتف، والأسئلة تحتاج إلى إجابات طويلة..
د. يوسف القرضاوي: ولم يعد هناك وقت.
أحمد منصور: هناك عشر دقائق فقط أمامنا، (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ) هل هذا يعطي طمأنة للمسلمين بأن الله -سبحانه وتعالى- معهم في حربهم القادمة مع اليهود؟
د. يوسف القرضاوي: نعم إن شاء الله يعني يعطي طمأنة المسلمين.
أحمد منصور: وهل..
يوسف القرضاوي: والقرآن والسنة يعطينا يعني مبشرات كثيرة جداً.
أحمد منصور: هل وجود إسرائيل في هذا الزمن تعتبر نعمة لكي يتوحد المسلمين أم لا نستطيع أن نقول ذلك؟
د. يوسف القرضاوي: والله هي نعمة من ناحية "رب ضارة نافعة" يعني.. يعني " كم من منحة في طي محنة"
أحمد منصور: هو يسأل أيضاً عن قضية الغنائم والسبي، هل هناك سبي في الحروب هذه الأيام يعتبر بالنسبة لنا؟
د. يوسف القرضاوي: السبي ده يعني هو القرآن لم يذكر السبي، القرآن ذكر أمرين، قال يعني (فَإِمَّا مَناًّ بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً) (حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوَهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ) إإسروهم (فَإِمَّا مَناًّ بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً) وبعدين السنة جاءت بالقتل أحياناً للمجرمين العتاة، وجاءت بالسبي وقال الإمام ابن القيم" إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يسترق ذكراً بالغاً قط، إنما كان بياخذ النساء والذرية لتكون في حضانة أسرة إسلامية، وكان هذا من نوع المعاملة بالمثل، كانوا يسبون من المسلمين فنحن نسبي، الآن العالم اتفق على إنه لا يسبى أحد ولا يسترق أحد ونحن نرحب بهذا لأن الإسلام أول من حاول إلغاء الرقيق وتحرير الرقيق حتى إنه جعل له مصرفاً في الزكاة (وَفِي الرِّقَابِ) يعني حصيلة ثُمن حصيلة الزكاة المفروض تكون في تحرير الرقاب كما يقول الإمام الشافعي.
أحمد منصور: من موريتانيا معي الأخ محمد بالين، محمد بالين من موريتانيا..
محمد بالين: ألو.
أحمد منصور: تفضل يا أخي.
محمد بالين: السلام عليكم.
أحمد منصور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
محمد بالين: أولاً: أسلم على الصحابي المتأخر الذي أخره الله لنا يوسف القرضاوي الدكتور يوسف القرضاوي.
أحمد منصور: سلمك الله.
د. يوسف القرضاوي: بارك الله فيك يا أخي.
محمد بالين: وأسلم على السيد أحمد منصور.
أحمد منصور: شكراً لك يا أخي، سلمك الله.
محمد بالين: في هذه القضية أقول إن قضية.. قضية اليهود بالذات بالنسبة للمسلمين والعرب واجب ألا تكون يعني هدف نهائي لكل المسلمين والعرب، بيعود الهدف النهائي عندهم القضاء نهائياً على اليهود وما غير ذلك.. يعني ياما.. يعود الحقيقة عن قضية المسلمين واليهود هذه رواية اخترعوها واحدين آخرين يعني يريدوا أن يشغلوا اليهود بالعرب ويشغلوا العرب باليهود، لأن في الحقيقة لو نشاهد التاريخ نرى أن اليهود سلالة اليهود وسلالة العرب سلالة واحدة جميع اليهود أبناء يعقوب بنو إسحاق بنو إبراهيم والعرب بنو.. أبناء إسماعيل بنو إبراهيم..
أحمد منصور: يا أخ محمد، هل يمكن أن توجز لي.. لو سمحت أن توجز لي لأن هناك آخرين ينتظرون على الهاتف، توجز لي مداخلتك.
محمد بالين: طيب، طيب، أنا أريد أن أقول أن العدو الحقيقي للعرب وللأمة الإسلامية هو التأخر التكنولوجي يعني يجب أن يتفقوا مع اليهود كإخوة، كإخوة حتى يتقدموا على المستوى التكنولوجي، وبعدما يتقدموا على المستوى التكنولوجي يقولوا لهم هناك أعداء، وهذه قضية..
أحمد منصور: محمد بالين رغم.. رغم اغتصاب اليهود لفلسطين تريد أن يتفقوا مع المسلمين واليهود معهم كإخوة على التقدم التكنولوجي؟
محمد بالين: بالنسبة لليهود وفلسطين إذا كانت العرب تريد أن يخرج اليهود من فلسطين فهم لكل قضية يقطعوا العلاقات فيما بينهم، لماذا لا يجمدوا علاقاتهم مع الأمم المتحدة بكلمة واحدة، وإذا جمدوا العلاقات مع الأمم المتحدة يصبح الناس اللي تدعم اليهود لابد من تقول لهم يا قوم لابد أن تتفاهموا مع العرب، وهم يقطعوا العلاقات فيما بينهم، والآن وهذا كامل يرجع لما؟ يرجع لعدم الديمقراطية ويرجع لعدم المشاورة مع الرأي الآخر.
أحمد منصور: أنت أدخلتنا في قضية.. يا أخ محمد..
محمد بالين: أقول لك مثل أقول لك مثل في دقيقة.. اسمح لي نقول لك مثل، هنا في موريتانيا ما بين لنا تقريباً 20 سنة.. 24 سنة ماشيين في عقوبات وكان حد قال إسرائيل ينقال عنه ليش ياسين ينقال عنه هذا حتى جاءتنا الديمقراطية في عام 84، بفضل الله جاءت لنا 84 وصارت الناس كلها عندها رأي..
أحمد منصور: يا أخ محمد..، أخ محمد، أخ محمد أنت الآن تدخل في قضايا متشابكة وأرجو أن تحدد إذا كان لديك سؤال، يعني أنت الآن القضية متشابكة لديك فيما يتعلق باليهود وفيما يتعلق بالأمم المتحدة، نأخذ الأخ صالح عبد الله من هولندا، صالح..
فالح عبد الله المنصوري: ألو، سلام عليكم.
أحمد منصور: عليكم السلام.
فالح عبد الله المنصوري: أنا مو صالح، فالح عبد الله المنصوري.
أحمد منصور: فالح، فالح، عفواً يا أخ فالح، عفواً لك، الأخ فالح عبد الله.
فالح عبد الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحمد منصور: وعليكم السلام، تفضل.
فالح عبد الله المنصوري: بداية نشكر هذه المحطة، وثم تحياتنا للأستاذ الدكتور القرضاوي والأخ الأستاذ أحمد منصور.
أحمد منصور: شكراً لك يا أخي
فالح عبد الله المنصوري: عندما يعني عندي -حقيقة- مداخلة في توضيح مختصر ثم سؤال مختصر أيضاً.
أحمد منصور: باختصار لو سمحت.
فالح عبد الله المنصوري: عندما نتحدث عن موضوع باسم العرب والإسلام واليهود، وتاريخ الخلافات والمنازعات والحروب كما تشاءون تسمونها يجب أن نأخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار، إن علينا أن نقسم التاريخ إلى مراحل يعني مرحلة نتكلم عن تاريخ يوم، عن تاريخ أمس وعن تاريخ الأمس الأول، فضلاً عن أي فرع أتكلم إحنا أو صراع العربي اليهودي وإما صراع العربي الإسلامي اليهودي، وعلينا أن لا نخلط لأن لو رجعنا على كل الحروب بين العرب وغير العرب لنجد إن العدو الأساسي والتاريخي للعرب ليسوا هم اليهود ولا.. ولا بالعكس، لأن العرب كانوا يتواجدون قبل الإسلام بآلاف آلاف السنين كما كانت اليهود تتواجد والنزاع الدائر الآن بين العرب والإسرائيليين أو كيهود عمره ليس بطويل وأغلبها بعد الإسلام وخاصة بعد احتلال فلسطين، ولكن أعداء العرب وأعداء اليهود هم الأساسيين في هذا.. هما الإيرانيين أي الفرس منذ زمن بعيد قبل التاريخ إلى يومنا هذا.. نطاق التاريخ.
أحمد منصور: يا أخ فالح، أرجو أن.. سؤالك لأن لم يعد لدينا وقت.
فالح عبد الله المنصوري: أشكرك هذا وأشير على كلام الأستاذ الشيخ الفاضل أحمد ياسين في حين قال إننا لن نحارب اليهود كيهود، ولا نحارب الإسرائيليين كإسرائيليين بل نحارب اليهود من أجل تحرير أرض.. أرض فلسطين، إذن إن إيران محتلة أراضي..
أحمد منصور: سؤالك يا أخ.. يا أخ فالح.. يا أخ فالح أرجو إذا كان لديك سؤال لأن لم يعد لدينا، وقت وأنت أخذت ما.. ما تريد؟
فالح عبد الله المنصوري: هو السؤال هذا هو السؤال.. هذا هو السؤال يا أخي، أرجوك من.. إيران محتلة أراضي العرب، الأهواز محتلة الأهواز العربية.
أحمد منصور: شكراً للأخ فالح، شكراً لك، شكراً فضيلة الدكتور، الآن مؤتمر القمة الإسلامي هناك بعض الاتهامات التي وجهت إلى مؤتمر القمة الإسلامي على أن منظمة المؤتمر الإسلامي قد أُسست لتكون بديلاً عن الخلافة الإسلامية أو للحيلولة دون استعادة أمجاد المسلمين وأن تكون مجرد صورة فقط، وهذه بعض التفسيرات للتفسير التآمري للأحداث كما يحلو للبعض، ما تعليقك على هذا الأمر؟
د. يوسف القرضاوي: كانت الخلافة ستقوم، وقام المؤتمر الإسلامي؟
أحمد منصور: لأ، حتى تكون هي بديل.
د. يوسف القرضاوي: خاصة يعني موضوع الخلافة لم يعد مطروحاً في ذلك الوقت، ولكن حدثت يعني قضية نبهت الأمة الإسلامية وهو حريق المسجد الأقصى فتجمعوا هذا التجمع، وهو -كما قلت- لم يحقق هدفه كما ينبغي ولكن حققه أو حقق بعض الأهداف مثل البنك الإسلامي للتنمية، بعض الأشياء الاقتصادية، صندوق التضامن الإسلامي الأعمال الثقافية كما ذكرت، وهذا نحن بدل ما.. ما نقول نلغي المؤتمر الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي نقويها ونشد أزرها، ونحاول تفعيلها حتى تؤدي دورها، تحاول أن نصحح المفاهيم يعني الإخوة اللي قالوا هذا الكلام يعني كلام كله مغلوط..
أحمد منصور: مفاهيم مغلوطة نعم.. نعم للأسف.
د. يوسف القرضاوي: للأسف يعني الأخ..
أحمد منصور: من موريتانيا، نعم.
د. يوسف القرضاوي: الموريتاني اللي يقول لك نتفق مع اليهود على التقدم التكنولوجي، كيف يتفق مع غاصب أرضي وآكل حقي، والمعتدي على أهلي، كنا نتمنى صحيح هم أولاد إسرائيل وإحنا أولاد إسماعيل أولاد عمومة، ولكن يعني تبقى ابن عمي وتاكلني؟! وبعدين الأخ اللي يقول لك الفرس، فرس أيه؟ إحنا ما انتهت الفرس وانتهت كذا وأصبحنا كلنا بلاداً إسلامية أنا أقف مع أميركا ضد إيران عشان أقول أنا.. هذا عربي وهذا فرس؟! نحن نريد أن نلتقي تحت كلمة الإسلام، يجتمع المتفرقون وننسى الخلافات الجانبية وفي المعركة نقف صفاً واحداً (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفاًّ كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ) نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه.
أحمد منصور: شكراً فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي، مشاهدينا الكرام، نُذكَّركم مرة أخرى برقم حساب مشروع خدمة الإسلام على شبكة الإنترنت رقم الحساب هو 242020 مصرف قطر الإسلامي وترسل الشيكات إلى مركز بحوث السنة والسيرة في جامعة قطر، صندوق بريد 2713 الدوحة – قطر، يمكن لمشاهدينا متابعة نصوص حلقات برنامج (الشريعة والحياة) على شبكة الإنترنت على العنوان التالي: WWW. Aljazeera.net
لم يبق لنا سوى أن نتقدم بالشكر الجزيل إلى فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي كما نشكركم، على حسن متابعتكم.
في الحلقة القادمة -إن شاء الله- نتناول موضوعاً هاماً آخر هو "لماذا يصور الإعلام الغربي المسلمين دائماً بأنهم إرهابيون ومتطرفون؟" وسيكون ضيفنا هو الدكتور عبد القادر طاش (رئيس تحرير صحيفة "آراب تايمز")
في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله.