الشريعة والحياة

شؤون وهموم الإسلام والمسلمين في قارة أفريقيا

تاريخ الإسلام في أفريقيا، دخول الإسلام إلى أفريقيا السوداء عن طريق التجارة، مدى انتشار اللغة العربية في أفريقيا، أسباب معاناة أفريقيا من الفقر المدقع رغم خيراتها الوفيرة، مشكلة التبشير تؤرق الدعاة المسلمين في أفريقيا.

مقدم الحلقة:

ماهر عبد الله

ضيف الحلقة:

د. حسين حسن أبوبكر: رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في تشاد

تاريخ الحلقة:

28/11/1999

– تاريخ الإسلام في أفريقيا
– دخول الإسلام إلى أفريقيا السوداء عن طريق التجارة

– مدى انتشار اللغة العربية في أفريقيا

– أسباب معاناة أفريقيا من الفقر المدقع رغم خيراتها الوفيرة

– مشكلة التبشير تؤرق الدعاة المسلمين في أفريقيا

undefined
undefined

ماهر عبد الله: أعزائي المشاهدين، السلام عليكم، وأهلاً ومرحبًا بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج (الشريعة والحياة).

كان الإسلام المحطة، أو كانت إفريقيا المحطة الثانية للإسلام بعد مكة المكرمة، وقد وصل ابن عم النبي – صلى الله عليه وسلم- جعفر إلى الحبشة قبل أن يصل المسلمون إلى المدينة المنورة، ومنذ ذلك التاريخ والوجود الإسلامي في إفريقيا متواصل إلى يومنا هذا، ورغم هذا التاريخ الطويل بين الإسلام وإفريقيا إلا أننا نُغفِل كثيرًا شؤون وهموم الإسلام والمسلمين فيما يسمى بـ القارة السوداء.

يسعدني لمناقشة هذا الموضوع أن يكون معي قاضي قضاة تشاد ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى-عفوًا-رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في تشاد السيد الدكتور الشيخ حسين حسن أبو بكر، شيخ حسين، أهلاً وسهلاً بك في برنامج (الشريعة والحياة).

د.حسين حسن أبو بكر: أهلاً وسهلاً.

تاريخ الإسلام في أفريقيا

ماهر عبد الله: لو بدأت بسؤالك سؤال عام عن -مختصر -لتاريخ الإسلام في إفريقيا وخصوصًا إفريقيا الغربية حيث جئتم؟

د.حسين حسن أبو بكر: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، أولا في البداية أتقدم بالشكر لاستضافة قناة (الجزيرة) لي اليوم، وأخصُّ بالذكر هذا البرنامج، برنامج (الشريعة والحياة)، تقريبًا الكل يعلم أن إفريقيا قد هاجر إليها الصحابة في إثيوبيا يسموها الحبشة وهذا يدل على أن الإسلام وصل إلى إفريقيا في وقت مبكر.

وتوالى أن التجار المسلمين سواء كانوا من الجزيرة العربية أو من اليمن حملوا بضاعة تجارية وبجانبها هناك الدعوة الإسلامية، كما يقولون في الأصول "نعم المال الصالح للرجل الصالح" وهؤلاء حملوا الإسلام ونقلوه إلى تلك القارة، بصورته النقية الناصعة الجميلة، ويصحب ذلك الإخلاص والتفاني، مما أدى أن هؤلاء قبلوا الإسلام بصورة بسيطة ومبسطة.

إعلان

يقول علماء التاريخ "لعل بعض البلدان في إفريقيا وصل إليها الإسلام في القرن الثاني الهجري، وبعضها القرن الثالث الهجري، وبعضها القرن الرابع الهجري" المهم وصل الإسلام إلى إفريقيا في وقت مبكر، نعم.

دخول الإسلام إلى أفريقيا السوداء عن طريق التجارة

ماهر عبد الله: طيب أنا لو سألتك-إذا أخذنا كلامك، أنت ذكرتني بنقطة وهي أن غير الشمال الأفريقي ما يسمى بالشمال العربي في إفريقيا، لم نسمع عن فتوحات يعني الإسلام في السودان مثلاً، دخل سلمًا عن طريق التجار، هل كان الطابع العام لدخول الإسلام هو التجارة كما ذكرت، أم أنه كان هناك فتوحات أيضًا؟

د.حسين حسن أبو بكر: لا، لا، الطابع العام، طابع التجارة، التجارة في إفريقيا.

ماهر عبد الله: إذن يعني دخلت الدعوة..دعوة سلميَّة.

د.حسين حسن أبو بكر: سلمية، والفضل يعود في ذلك للذين حملوها، يعني لو كانوا حملوها مشوهة، أولم يكونوا مخلصين، أولم يكونوا متفانين، لما وفِّقوا مثل هذا التوفيق.

ماهر عبد الله: هذا الدخول الميسر للإسلام، تعتقد هو المسؤول عن أن الإسلام مجهولاً مازال في إفريقيا، لأنه في الفتوحات و الحروب وخسائر وغنائم تُذْكَر في كتب التاريخ، أما الدخول السلمي الطبيعي، يبدو أن التاريخ يهمله، هل تعتقد أن هذا أحد أسباب إهمال بقية المسلمين للإسلام في إفريقيا؟

د.حسين حسن أبو بكر: في السابق أم الآن؟

ماهر عبد الله: اليوم لا نسمع كثيرًا عن حركة الإسلام في إفريقيا.

د.حسين حسن أبو بكر: لا، الإسلام كيف الآن، الإسلام في إفريقيا متقدم جدًّا، إسلام .. هؤلاء التجار الذين حملوا الدعوة الإسلامية إلى إفريقيا، ما كلهم عادوا، بعضهم استقر واستوطن، وصاروا مواطنين في إفريقيا، بدليل أنه الآن نجد ما من دولة أفريقية إلا وتجد فيها مجموعة كبيرة جدًّا من العرب، المنحدرين من الجزيرة، أو المنحدرين من اليمن، وصاروا مواطنين لهم كامل الحقوق والواجبات.

[فاصل إعلاني]

مدى انتشار اللغة العربية في أفريقيا

ماهر عبد الله: دكتور حسين، كنت تتحدث عن العرب الذين استوطنوا وحاولوا أن يعربوا المنطقة، وقلت إنهم يحملون الجنسية، ويعيشون كبقية سكان البلد الأصليين، هذا سيدخلني في مشروع التعريب، ليس التعريب انتشار اللغة العربية كلغة إسلام، هل نسى هؤلاء المهاجرون لغتهم الأم اللغة العربية؟

د.حسين حسن أبو بكر: لا، بس أنا أريد أن هذه تفهم بأنها هي لغة إسلام، اللغة العربية الآن أظن أن هناك ثورة لغوية عربية في إفريقيا، وينبغي ألا يفهم المستمع أن اللغة العربية قاصرة على الدين، هي لغة علم وتكنولوجيا، إن الدين والديانات تفهم بأي لغة من اللغات، اللغة الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، ومن ضمنها اللغة العربية، فاللغة العربية حقيقة في إفريقيا لها جذورها الضاربة، بدليل انتشار المدارس العربية الإسلامية، بل انتقلت الأمور –على حد علمي- عند لقائي في مؤتمرات مع رؤساء الجامعات في إفريقيا، الجامعات التي كان لا تدرس إلا اللغة الفرنسية، الآن فُتحت فيها أقسام للغة العربية، أنا أعتبر هذه خطوة متقدمة جدًّا.

أديك مثل أو نضرب مثل ببلدي تشاد، بالنسبة لتشاد اللغة العربية هي تعتبر هويًّة من هويًّة الأمة التشادية، ولذلك هم يتحدثون كما أتحدث معك، والمدارس منتشرة، والدليل على الانتشار و حب ذلك الشعب للغة العربية، ليس كلغة، لأن هذا العصر يسمى عصر اللغات، من لم يلم بلغتين أو ثلاث لغات لم يمكن..

إعلان

ماهر عبد الله[مقاطعًا]: اسمح لي.. اسمح لي هنا بالمقاطعة، يعني هناك- كما ذكرت – لغة أو لغتين أو ثلاثة، هناك صراع في إفريقيا الفرانكونونية بين اللغة العربية واللغة الفرنسية، في تشاد كونها بلد داخلة ضمن المنظومة الفرانكونونية، هل هناك صراع بين العربية والفرنسية، والثقافة؟

د.حسين حسن أبو بكر: لا، ليس الصراع، ولا نرضى أن يكون هناك صراع؛ لأن الصراع معناها المعاداة، أو رفض اللغة الفرنسية، أو مجموعة أخرى ترفض اللغة العربية، لا الشعب كله متطلع أن يتعلم اللغة الفرنسية واللغة العربية، بل واللغة الإنجليزية-كما قلت لك-هذا العصر يسمى عصر اللغات من تعلم لغة واحدة فقط، يمكن أن يعد من الأميين أو من أنصاف المثقفين، إذن لا يمكن أن يكون شخص مثقف معاصر، مساير للعصر ويفهم العصر ويتفهم العصر إلا إذا كان ملم بلغتين بالأقل.

ولذلك نحن في تشاد معنى كون اهتمامنا باللغة العربية، لا يعني الرفض للغة

الفرنسية، لأ، بدليل أن … عقد مؤتمر وطني في تشاد، هذا المؤتمر جمع كل الساسة الذين يهمهم أمر تشاد، مستقبل تشاد، مصير تشاد، من ضمن الأشياء التي نوقشت في المؤتمر اللغة العربية.

هل اللغة الفرنسية تستأثر بالمراحل التعليمية والدواوين الحكومية، أم اللغتين تكونان متساوتين في المراحل التعليمية وفي الدواوين الحكومية؟فالمؤتمر أوصى والحكم الشعب في استفتاء، لما عُمل الاستفتاء الشعب قال: إن اللغة العربية باعتبارها لغة علم وحضارة وتكنولوجيا، يجب ألا يُحرَم منها الأجيال القادمة، ولذلك الشعب أغلبيته وافق أن اللغتين يكونا متساويتين، أصبح هذا قرارًا شعبيًّا.

ماهر عبد الله: لكن.. لكن أنا أعرف أصدقاء من تشاد يتكلمون العربية بأسلوب أجمل مما أتكلمه أنا، ولكنهم لا يقرؤونها ولا يكتبونها، في حين أنهم يقرؤون ويكتبون بالفرنسية!

د.حسين حسن أبو بكر: ممكن أكمل الجزئية، وأرد لك على هذا.

ماهر عبد الله: تفضل.

د.حسين حسن أبو بكر: فأصبحت اللغة العربية في تشاد مساوية للفرنسية في المراحل التعليمية، وفي الدواوين الحكومية، وهذه إرادة شعبية ليس قرارات دراسية، إذن.. وأصدر في المادة التاسعة في الدستور التشادي، قضية التشاديون يتكلمون باللغة العربية شفويًّا ولا يكتبون، هذا دليل أنهم أخذوها من البيت، ومن الأسرة قبل أن يدرسوا الآجرومية، ويدرسوا الأزهرية، وقطر الندى، وشذور الذهب، وألفية ابن مالك إذن هي لغة البيت، لغة الأم، لغة الشارع، حتى الأمي يتكلم بها، وهذا الدليل المادي، وأظن لعل لو زرت تشاد تجد ما قلته لك وزيادة.

أقول كلمة تقرير في هذا أنا أقول على حد علمي – الله أعلم- إذا كنت معلومتي خطأ، فيجب أن تصحح، لا أعلم دولة خارجة عن النطاق الدول العربية، وأصبحت فيها اللغة العربية رسمية بقرار شعبي، إلا الدولة التشادية.. إلا الدولة التشادية.

ماهر عبد الله: ما شاء الله، طيب يعني هل هذا، أنت عارف بدي أن أسألك أنا سؤال: أنت قلت ليس هنالك صراع بين العربية والفرنسية، لكن اللغة هي حمالة الثقافة، اللغة واحدة هي أداة ليست محايدة، أو مجردة، هناك ثقافة فرنسية، وهناك ثقافة عربية – إسلامية في العادة تعايشهما دائمًا كان صعبًا، فكيف ستجمع يعني بين الثقافة العربية الإسلامية، وبين الثقافة الفرنسية؟

د.حسين حسن أبو بكر: والله، أنا يا أخي، هذا الموضوع ليس كلام يسمع، وإنما واقع مطبق، ومعاش، الآن تجد كل تشادي يعرف اللغة العربية، ولا يعرف الفرنسية، يبذل مجهود ليتعلم الفرنسية والذي يعرف الفرنسية، ولا يعرف العربية يبذل مجهود ليتعلم العربية؛ لأنه إذا لم يتعلم أحد التشاديين الساسة، أو أي واحد يكون له طموحات مستقبلية، إذا لم يتعلم اللغتين على ضوء الدستور، إن الزمن سيعفي عنه بعد حين، يعفي عنه بعد حين.

إعلان

أسباب معاناة أفريقيا من الفقر المدقع رغم خيراتها الوفيرة

ماهر عبد الله: طب لو خرجنا من هذا، ودخلنا في..في مأساة تعيشها إفريقيا عمومًا، يعني لو خرجنا من تشاد، وتحدثنا عن الجو الأفريقي عمومًا، الملاحظة الأولى التي تتبادر إلى ذهن الإنسان عندما يسمع كلمة إفريقيا هي:الفقر، نسمع عن مجاعات، نسمع..رغم أن إفريقيا بلاد خير، يعني أنهارها من أكبر أنهار الأرض، وأغلبها يعني تمطر فيها السماء في أكثر من فصل، فكيف يجتمع هذا؟خير الأرض وكثرة الماء مع ما نسمع من فقر مدقع في إفريقيا؟

د.حسين حسن أبو بكر: والله، يا أخي فيه مفارقة مثل ما قلت فعلاً هذا الواقع، هناك مفارقة، الفقر مثلما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه"لو كان الفقر رجلاً لقتلته" ونحن في إفريقيا نقول"لو كان رجلاً لقتلناه وحرقناه" وكما جاء في الحديث، والرسول-صلى الله عليه وسلم- استعاذ من الفقر وقال"اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر" الفقر رأس كل المشاكل، ورأس كل الأمراض.

يا أخي، حقيقة لكي أن يعيش الإنسان الذي هو خليفة الله في الأرض معيشة كريمة ترتقي إلى مستوى الكرامة، التي خصّه الله بها كما قال(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) هذا الآدمي، هذا الإنسان، هذا البشر لابد أن تتوفر له مقومات الحياة، مثلاً لا بد للإنسان أن يكون له هناك بيت يأويه ويحميه له ولأبنائه ولأسرته، وإلا إذا لم يكن له بيت..بيتًا مليئًا بالعقارب والحيات والحشرات، هذا يكون سبب من أسباب الأمراض.

لا بد لهذا البشر والإنسان أن يكون له ثوب ملبس يقيه، هذا الملبس يتناسب مع الشتاء والصيف، إذا لم يتوفر هذا، قطعًا كذلك يكون له دخل فيه نوع من أنواع الأمراض، لابد لهذا البشر وبني آدم أن يجد غذاءً يشد مناعته وقوته، وإذا لم يجد الغذاء أو وجد الغذاء ملوثًا له ولأبنائه، كذلك يكون له دخل في الأمراض، كذلك البشر مثلاً لابد أن يجد الماء الصالح للشرب، وإلا إذا كانت المياه -ملوثة كما نراها في إفريقيا- إذن هذه الأمور إذا لم تتوفر-طبعًا-كل واحد منها يكون سببًا من أسباب الأمراض.

والدليل على ذلك أنك تجد الآن أكثر الأمراض الخبيثة منتشرة في إفريقيا، كان الجُذام والعياذ بالله الملاريا الإسهال جميع الأمراض هي بسبب الفقر..

ماهر عبد الله[مقاطعًا]: دعني..دعني أسألك، يعني الواقع الفقير ملاحظ وواقع ومشاهد؟ لكن أنا سؤالي عن سببه، إفريقيا بلد خير، وقد استقلت عن الاستعمار بعض أقطارها منذ قرابة الخمسين سنة، لماذا لم يجري التحسن الذي وقع في آسيا؟ آسيا ما زالت تنتمي إلى العالم الثالث، لكن هناك دولاً وقفت على رجليها.

د.حسين حسن أبو بكر: يا أخي، إذا هذا المرض المقعد والقاتل في إفريقيا التي تزخر بالخيرات زي ما قلت، إفريقيا فيها خيرات كثيرة، يوجد فيها – قبل أن نقول السبب اللي خلاها مقعدة- نجد فيها الماء العذب البحيرات فيها الأرض الصالحة للزراعة، نجد فيها خيرات كثيرة، ودعني أعطيك مثالاً صغيرًا، مثلاً بالنسبة لتشاد، لأنها هي التي نعيش عليها مثلاً: بالنسبة لتشاد تعتبر هي الدولة الخامسة مساحة في أفريقيا، السودان زائير الجزائر ليبيا تشاد، هذه الدولة في تشاد نصف أراضيها صالح للزراعة صالحة للزراعة.. نصف أراضيها صالحة للزراعة، الثروة الحيوانية من الأبقار والأغنام والأبقار يمكن تكتفي منها الأرض، أضف إلى ذلك الصمغ العربي أضف إلى ذلك القطن الأرنيوم الذهب البترول هذه الأشياء كلها متوفرة في تشاد.

وأنا أقرأ كتاب الأمة من الخمس وعشرين دولة أفقر دول العالم وأكثرها تخلفًا، أول دولة ذكرها تشاد خمسة وعشرين دولة إفريقية تعتبر من أفقر دول العالم، الكاتب أول دولة ذكرها تشاد، مش معقول وهذه الخيرات الموجودة في باطن الأرض!

ماهر عبد الله[مقاطعاً]: فسر لنا هذا، لماذا؟

د.حسين حسن أبو بكر[مستأنفاً]: وفي ظاهر الأرض، ومع ذلك الفقر فيها من الدول الفقيرة، أنا أعزو ذلك للسياسة الاستعمارية "جوِّع كلبك يتبعك، ولا تشبع كلبك ليستغني عنك" كل ما في الأمر.. كل ما في الأمر.. كل ما في الأمر.

ماهر عبد الله[مقاطعًا]: حتى بعد الاستقلال؟

د.حسين حسن أبو بكر: حتى بعد الاستقلال.. حتى بعد الاستقلال، نحن مكبلين، الناس فقراء، وترى الإنسان لما وضعوا الحمل على رأسه ما بيحسبوه، الناس يظنون أن الأفارقة كُسالى..

[موجز الأخبار]

ماهر عبد الله: فضيلة الشيخ حسين عزوت الفقر-في البداية-إلى الاستعمار، ثم أردت أن تفصل فيما بعد، الاستعمار لماذا بقي الحال على ما هو عليه؟ لو يعني طلبت منك أن تواصل في تفسير سبب الفقر الذي ما زلنا نراه رغم أن الاستعمار خرج من إفريقيا منذ عقود؟

إعلان

د.حسين حسن أبو بكر: على كل حال، أنا قلت إن الاستعمار له ألوان وأشكال يمكن خرج بأجسامه، وبقي بأساليب أخرى، لكن بس فيه بعض الأخوة يظن أن الأفارقة كُسالى، أو أن الأفارقة متسولين، أو الأفارقة ما عندهم الروح للعمل، أنا أقول كل هذا (غير وارد)، الأفارقة صحيح الاستعمار خرج، ولكن البقية الباقية من ألوان وأشكال الاستعمار-كما قلت- بالعبارة بين قوسين أتبع فيهم سياسة"جوِّع كلب يتبعك" هذه السياسة خطيرة جدًّا وخبيثة.

ماهر عبد الله: وأنت تقول أنها ما زالت تمارس!!

د.حسين حسن أبو بكر: طبعًا هذا شيء تشبه، مش أنا الذي أقول .. يقول الواقع، الواقع الآن يقوله، وإلا لا يمكن، نحن الآن نقول إذا كان في تشاد ذكرت لك هذه الثروات موجودة ولماذا لا نستغلها؟ مهما كان هل معنى.. معناها ما عندنا قدرة علمية نسبية؟ ما عندنا وطنية، لا..لا، ذلك كله موجود، لكن كلما تشعل نار ونطفئها، الاستعمار يشعل نيران لأجل أن يشغلنا عن استغلال خيراتنا.

إفريقيا مرشحة أن تكون احتياطي للكبار، حينما ييجي الوقت الذي يريدون إخراج خيراتها فيخرجوها، لكن الآن يثقلوا شعوبها بالحروب والقبليات والمشاكل، والمرض، والجوع، والعطش، هذه كلها مصطنعة لإشغال الشعوب الأفريقية حتى لا تخرج خيرات الأرض الأفريقية، ولعل إذا خرجت يمكن بعضهم ما يطيع الطاعة كما يطيع الآن.

مشكلة التبشير تؤرق الدعاة المسلمين في أفريقيا

ماهر عبد الله: لو تركنا هذا الموضوع، وسألتك دائمًا عندما تلتقي بالدعاة الذين يعملون في إفريقيا من غير الأفارقة، الهم الأكبر الذي يتحدثون عنه بعد الفقر قضية التبشير، إلى أي مدى هناك مشكلة التبشير في إفريقيا؟ ولماذا يتحسس المسلمون من وجود الجمعيات التبشيرية؟

د.حسين حسن أبو بكر: التبشير واقع وموجود ودخل منذ زمن طويل، وله ركائز قوية مادية تخطيطية موجود..لكن قدر الله في إفريقيا قل ما تجد لدولة إلا تجد فيها جزء منها مسلمين وجزء غير مسلمين، التبشير أساليبه معروفة كذلك إلى الجميع، أساليب من حيث توفير المأكل، المشرب، الملبس، العلاج، التعليم، وهذا ليس بيقصروه على غير المسلمين، أنا أقول- طبعًا – الحقيقة تُقال يعني الحقيقة تقال ولو هي مُرَّة، كثير من الأفارقة المسلمين الآن يجدون الكساء والعلاج والتعليم من مدارس هؤلاء الكنائسيين، أحصر الموضوع ومشاكل لأفريقيا كلها متشابهة، لكن أنا شخصيًّا نقول ما ينبغي أن يكون هناك حساسية – مثلاً – في بلدي نحن مسلمون.. مسيحيون ولا دينيون أي لا دين لهم، في النهاية كلنا شعب تشادي.

[فاصل إعلاني]

ماهر عبد الله: فضيلة الشيخ كنا وصلنا عند الحساسية من التبشير!!

د.حسين حسن أبو بكر: أنا- أيضًا – قلت وأذكر الحساسية لا مكان لها ويجب ألا تكون، وضربت مثال لأن كل أوضاع إفريقيا متشابهة، لكن كل بلد لها ظروفها ولها حالتها، لكن نحن الآن-كما قلت-في تشاد نعيش في وئام وتسامح واحترام من دون أن تستفز أي جهة الأخرى، ومن دون أن تتدخل أي جهة في جهة أخرى، إذن تظلنا أرض واحدة..تظلنا أرض واحدة وتظلنا سماء واحدة، وفي النهاية مواطنين لنا واجبات وعلينا حقوق، إذن نجتمع ونفكر بعقلية لصالح وطننا، لما يقوموا هم يذهبوا إلى كنائسهم، ونحن نذهب إلى مساجدنا، هذه مدرسة تربوية، أنا أتكلم عن تشاد، قد يكون في البلاد الأخرى في إفريقيا يكون هذا المثل، أو لا يكون، تربوية تلقيناها من الأجداد والآباء، ولذلك كل المشاكل اللي مرت لا تجد أن هناك في يوم من الأيام تاريخيًّا مشاكل بين المسلمين والمسيحيين على الإطلاق.

إذن أنا أقول:أظن الحساسية لا تكون إلا لمن لم يفقه فقه الدعوة، أو شخص قاصر علميًّا .. وإلا هو مواطن وأنت مواطن، الباب مفتوح، والمجال مفتوح، الميدان .. أنت تدعي بأساليب مثلما تريد كمسلم، هو المسيحي من حقه، من حقه يدعي مثل ما يريد، كما يقول المثل "الحشاش يرمي شبكته" وهذا مثل سوداني يقول الحشاش يرمي شبكته ، لكن كون أنت تتضايق منه أو يتضايق منك، أظن هذا يعتبر رأس الفتنة، والفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها.

ماهر عبد الله: طيب دعنا نملأ شباكنا من الأخوة المشاهدين، معنا الأخ ربيع فخرو من ألمانيا، أخ ربيع تفضل.

ربيع فخرو: أولاً: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

ربيع فخرو: أنا أحب أن أوضح أن هناك (..)، يعني حصل اشتباه مابيننا وبينكم.

ماهر عبد الله: تفضل.

ربيع فخرو: ثانيًا:أفضل بالسؤال للشيخ حسين حسن أبو بكر- حفظه الله – نسأل عن الحركات المنتشرة في إفريقيا والتي اسمها شهود ياهو؟

ماهر عبد الله: ممكن تعلي صوتك شوية ترفع صوتك شوية لو سمحت؟

ربيع فخرو: طيب هو سؤال موجه إلى فضيلة الشيخ عن الحركة المتشابهة في إفريقيا، إن التنصير مثل التبشير، و(شهود ياهو) علمنا أن بعض الفقراء هناك، وضعفاء النفوس ارتدوا عن الإسلام ودانوا بها الدين، فالسؤال منا لفضيلة الشيخ: هل هناك برنامج من الدعاة الإسلاميين بإفريقيا حتى يفضوا ها الفرق؟ خاصة أن القرآن، أثبت أن هؤلاء ليس لهم شيء من الدين، وأن دينهم دين كفر، وأن من دان بغير الإسلام لا يقبل منه كما نص القرآن في قوله تعال ى(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ ) ثم ما هو موقف سيادة الشيخ -هنا- على من يوجب احترام دين اليهود والنصارى؟ وتكذيب القرآن بدعوى احترام هؤلاء وبدعوى احترام عقيدتهم؟ خاصة أنهم كذبوا آيات القرآن، فالله عز وجل يقول (قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ ) ولماذا السكوت على المحرفين للدين أمثال القرضاوي الذي..

ماهر عبد الله[مقاطعًا]: مشكور يا أخ ربيع، يعني لو لم تسئ في تعليقك الأخير، لكن-إن شاء الله- أيضًا سنلتزم نحن بأدب الحوار، وهنخلي الشيخ يجيب على سؤالك، لكن معنا الآن سؤال من الشيخ طايس الجميلي من الدوحة.

طايس الجميلي: السلام عليكم ورحمة الله.

ماهر عبدالله: وعليكم السلام ورحمة الله.

طايس الجميلي: كيف حالك يا أخ ماهر.

ماهر عبدالله: حياك الله يا أخي.

طايس الجميلي: فضيلة الشيخ حسين، كيف الحال يا أخي؟

د.حسين حسن أبو بكر: نحمد الله ونشكره.

طايس الجميلي: نرحب بكم في الدوحة بعد أن رأيناك في تشاد، وأنا سعيد جدًّا أن أراك هنا في قناة (الجزيرة) التي لم تألوا جهدًا في متابعة قضايا المسلمين.

د.حسين حسن أبو بكر: حياك الله.

طايس الجميلي: فشكرًا (للجزيرة)، وأهل (الجزيرة).

ماهر عبد الله: حياك الله سيدي.

طايس الجميلي: والذين صحبوني في أطول رحلة وأصعب رحلة إلى(سيراليون)وغطوا جزء من أحداثها ومآسيها ومشاكلها، فمرحبًا بكم جميعًا، وشكرًا على هذا اللقاء الكريم المبارك، وشكرًا لبرنامج (الشريعة والحياة) وللأخ ماهر.

ماهر عبد الله: الله يبارك فيك سيدي.

طايس الجميلي: عندي – الحقيقة- سؤال أساسي لأخي فضيلة الأستاذ الدكتور حسين حسن أبو بكر، كم هي نسبة المسلمين في تشاد؟ أولاً، وأريد الجواب فورًا.

د.حسين حسن أبو بكر: على كل حال هناك الإحصائية الرسمية الموثقة.

ماهر عبد الله: هو يعني عايز رقمًا حساسًا، هو يحاورك يبدو فيه.

د.حسين حسن أبو بكر[مقاطعًا]: نعم، نعم، نقول فيه إحصائية رسمية نقولها-طبعًا- نحن بصراحة، (الجزيرة) علمتنا الصراحة، هذه الإحصائية نحن حقيقة لا نتفق معها، فالإحصائية تقول: نسبة المسلمين في تشاد خمسة وخمسين، ولكن الواقع الرقم مرتفع إلى درجة بعيدة، وعلى كلٍّ المسلمين في تشاد هم الأغلبية، هذا هو المهم في الأمر.

ماهر عبد الله: طيب شيخ طايس، وهو يقول الإحصائية الرسمية خمسة وخمسين في المائة.

طايس الجميلي: أنا أجزم بأنها ليست أقل من سبعين في المائة بمشاهدتي أنا شخصيًّا، وقد تجولت مع الشيخ حسين نفسه في كثير من نجوع تشاد، ووجدت المساجد تنتشر في كل مكان، وفي كل قرية، وفي كل زاوية، ووجدت الأكثرية الساحقة هم المسلمون، ثم يأتي من يأتي ليزاحمنا لإخراج بنينا وأبنائنا وبناتنا من ديننا وعقيدتنا، ثم نقول هذا تسامحًا!! أنا أعتقد أن هذا ليس تسامحًا، هذه واحدة.

الأمر الثاني: نحن في الحقيقة نعزز في وجودنا الوجود المسيحي – الديانة الحقة- وهؤلاء الذين يفدون إلى إفريقيا يعلمون حق اليقين أن كنائسهم تنعق بها البوم في أحياء لندن وفي أحياء باريس وفي أحياء برلين المجتمع الغربي تخلى عن الدين المسيحي تخليًّا كاملاً، وأصبح بعد أن فشل في إقناع جماهيره في بلدانها بالديانة المسيحية يحاول أن يصطاد المسلمين، وليس الوثنيين .. انظر جيدًا، ليس الوثنيين، إن الأحياء الوثنية لا يقترب إليها أحد، ولا يبشرها بالمسيحية أحد، إن التركيز منصب على المسلمين.

ماهر عبد الله[مقاطعًا]: لو سمحت لي لو سمحت لي شيخ طايس، باعتقادك لماذا هذا؟ لماذا يجري التركيز-كما تقول-على المسلمين وترك الوثنيين؟

طايس الجميلي: طبعًا، لأن أنت تعرف أن التبشير والاستعمار يسيران جنبًا إلى جنب، ولأنهم متى استطاعوا أن يحيدوا هؤلاء المسلمين وينزعوا منهم اعتزازهم بدينهم أمكن أن يجعلوهم مغلوبين دائمًا ويصورونهم على أنهم أعداءً، في حين أنا أقول للناس هناك وفي رحلاتي في إفريقيا، وفي أجهزة إعلامها، وفي مجالسها أقول يا أيها المسيحيون ادخلوا في الإسلام ولن تخسروا شيئًا، فأنت إذا دخلت في الإسلام تبقى تؤمن بعيسى عبد الله ورسوله، وتبقى تؤمن بالإنجيل كتاب الله المقدس، وتبقى تؤمن بأن مريم الصديقة العذراء، وتبقى تؤمن بأمورٍ كثيرةٍ من أمور الديانة المسيحية، فلا تخسر شيئًا، في حين أن الذي يخسر …. الذي يترك الإسلام، يخسر كل شيء.

فلذلك أنا أقول إن مسألة التساهل في هذه الدرجة لا نقول نحن متساهلون برضانا حقيقة، بل قل إن هنالك ضغوطًا معينة مفروضة على المسلمين في أن يسكتوا ويستسلموا، وإلا أنا رأيت بأم عيني هاتين كثير من المسلمين يقول لك والله أنا لست بإرادتي، أنا مجبور، رأيت الخبز يُلَوَّح به لي، حبة الدواء يلوح بها لي، أنا أجزم هذا الواقع .. قصور المسلمين على الالتفات إلى إخوانهم في إفريقيا، لما عجز المسلمون، وخصوصًا الأغنياء، وفي الجزيرة وفي غيرها عن إسعاف وإغاثة إخوانهم المسلمين في إفريقيا، أصبح هؤلاء المسلمون في إفريقيا لقمة سائغة لهذه المنظمات التبشيرية في أن تلعب بهم ذات اليمين وذات الشمال.

فأنا خليني أكون حقيقة واقعيًّا، وأقول إن هنالك قصورًا من جانبنا، نعم لا يفوتني أن أقدم الشكر لكل من ساهم ويساهم دائمًا في الحفاظ على الهوية الإسلامية في إفريقيا، وأخص لجنة مسلمي أفريقيا في الكويت والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، وجمعية قطر الخيرية ومؤسسة عيد بن محمد الخيرية في قطر، وكثيرًا من الجمعيات في البحرين وفي الإمارات، والشخصيات الإسلامية في السعودية والمدينة المنورة كل هؤلاء لهم جهود.

ولكن غالبية هذه الجهود تطبع وتتهم بأنها إرهابية، في حين-والله-ما تتجاوز نشاطاتنا، إما حفر لإسقاء الناس، وإما لبناء مدرسة لتعليم الجاهلين والأميين، وإما فتح كُتَّاب لمساعدة حفظة القرآن، أين الإرهاب في هذا كله؟ إن الآن هنالك حملة مركزة مركزة – فقط – لتجفيف المنابع وصرف المسلمين عن بذل المعروف لهذه القارة المبتلاة.

ماهر عبد الله: شيخ طايس، مشكور جدًّا على هذه المداخلة، وأخونا الشيخ كتب بعض الملاحظات، و-إن شاء الله- سيرد عليها، وأنا -إن شاء الله- بعض الأسئلة سأذكره بها، لو سمح لي آخذ الأخ عبد الرحمن الصالح من سوريا، تفضل يا أخ عبد الرحمن.

عبد الرحمن الصالح: سلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

عبد الرحمن الصالح: أولاً:بادئ ذي بدء لي عتب عليك أخ ماهر،

ماهر عبد الله: تفضل يا أخي.

عبد الرحمن الصالح: حياك الله، بالنسبة للبرنامج إسمه (الشريعة والحياة)، يكون ضيفك أي ضيف كان يسترسل في الكلام، وإذا بك تقطعه لفاصل، والفاصل لا يليق أنه (ينحط) [يوضع] في هذا المكان، هذا عتب أظن أنه جيد يعني.

ماهر عبد الله: مشكور، على كلٍ هو عتب على الإدارة مش عليًّ، بس هنتقبله، ونعدك برفعه إلى الجهات المختصة.

عبد الرحمن الصالح: حياك الله.

ماهر عبد الله: الله يبارك فيك، تفضل.

عبد الرحمن الصالح: نعم، لقد ذكر الشيخ الفاضل أن الاستعمار هو المسيطر، سواء كان على الدول الإفريقية أو العربية منها الإسلامية، علاج أي مشكلة كانت سواء كانت بالفقر، أو بغيره يكمن في ثلاث كلمات لا رابع لها وهي: غياب سلطان الإسلام الممثل بدولة الخلافة الإسلامية، يعني لو كان لنا على رأسنا خليفة نبايعه على أن يحكمنا بكتاب الله وسنة رسوله، لما حصل لنا ما حصل، وأظن أن الشيخ يوافقني على هذا، وأنني ألفت نظر الشيخ إلى أن هناك حزب سياسي هو حزب التحرير الإسلامي الذي يسعى جاهدًا ويطلب من علماء الأمة أن يشاركوه في منهجه العملي..

برامج الدعاة المسلمين لصد الحملات على الإسلام والمسلمين في إفريقيا.

ماهر عبد الله[مقاطعًا]: اسمح لي يا أخ عبد الرحمن اسمح لي بالمقاطعة.. اسمح لي بالمقاطعة يعني ، حتى بس ما يحسبش علينا أننا وفَّرنا(بلات فورم) لحزب التحرير الذي تحدثت عنه، حزب التحرير معروف، وأعتقد أن نقطتك واضحة، وأنا يعني أعدك بأن أحولها، آخذ مكالمة، اسمح لي أخيرًا قبل أن نواصل النقاش ، معي الأخ أبو موسى علي من السعودية، الأخ أبو موسى، الأخ موسى علي من السعودية طيب، يبدو أنه فقدنا الاتصال مع الأخ أبو موسى، أذكرك بس بالأسئلة السؤال الأول:كان الأخ ربيع الذي أصر في الأخير أن يخرج عن.. عن الموضوع، وأعتقد أن هذا مربوطًا إلى حد ما بسؤال الشيخ طايس عندما

سأل عن: هل هناك برنامج لمواجهة الدعوات والحملات على الإسلام والمسلمين؟ وذكر تحديدًا هو جماعة (شهود ياهو).

د.حسين حسن أبو بكر: على كل حال نشكر الأخ طايس والأخ الآخر في سؤاله عن نسبة المسلمين، أنا أعرف هناك -طبعًا- كتبًا مكتوبة ومنتشرة في العالم أن نسبة المسلمين في تشاد خمسة وثمانين في المائة، خمسة وثمانين بالمائة، وهناك إحصائية أظن قبل ثلاث سنوات تقول أقل من ذلك، أنا يهمني في الأعم أن المسلمين في تشاد هم الأغلبية هذا شيء.

والشيء الآخر قضية التسامح، أنا بأقول للأخ طايس -حقيقة في الواقع- نحن في الميدان، وجربنا والحمد لله وجدنا التجربة ناجحة مائة بالمائة، نتيجة التسامح والتعايش هو عامل من عوامل نشر الدعوة الإسلامية.

ماهر عبد الله: لو سمحت لي بس إضافة، أرجو أن تُدخِل في الجواب هذا… تعليق الأخ ربيع الذي احتج على فضيلة وسماحة الشيخ الإسلامي القرضاوي أنه يعترف بوجود هؤلاء ويدعو إلى الحوار معهم، يعني هذا يبدو أنك تتفق مع قضية..

د.حسين حسن أبو بكر[مقاطعًا]: يا أخي أنا أقول للأخ السائل -مع احترامي للأخ- نحن الآن في السنوات الأخيرة ابتلينا بموت العلماء وخاصة في هذه السنة، إذا كان الآن نتمتع برؤية مثل الشيخ الغزالي أنا أقول هذه نعمة للأمة الإسلامية..

ماهر عبد الله[مقاطعًا]: الشيخ القرضاوي.

د.حسين حسن أبو بكر: القرضاوي، هذه نعمة للأمة الإسلامية، وأنا وصلت إلى قطر وكنت في ودي أن أقابله، ولكن أعتبر أن زيارتي ناقصة واحد في المائة لعدم مقابلتي له حتى استفيد من معلوماته، والناس لايطلبون الكمال من أي بشر، الكمال لله، والأسوة للأنبياء والرسل، وبقية البقية الباقية كلهم معرضون للخطأ، وخير الخطاءين التوابون.

فأنا أقول التجريح لهذه الرموز، أنا بأشوف صراحة أن هذا تعتبر من الابتلاءات والامتهانات في القرن العشرين، أعود إلى الموضوع أقول: نحن في تشاد حقيقة أن روح التسامح والتعايش وجدناها هي أكبر عامل من عوامل نشر الدعوة الإسلامية، ولعل الذين يسمعوني الآن الناس يدخلون في الإسلام أفواجًا أفواجًا ليس إقرارًا بالناحية المادية وليس قدرة علمية، وإنما هي أرض الإسلام بسماحته، وبمرونته، وببساطته، ولذلك تقبلوه ويدخلون أفواجًا أفواجًا.

فأنا أرى يمكن نتفق.. يتفق معي الأخوة، أو لا يتفقون، لكن نحن في الميدان، ولذلك أقول نحن هذه مدرسة صنعها الأولون، ونحن على منوالهم، سنعيش مع الأُخر في ميدان.. ميدان تشاد متعايشين يحترم بعضنا بعض، وهذا وجدنا فيه أسلوب الدعوة التي تقنع الآخرين.

ماهر عبد الله: طيب الأخ عبد الرحمن الصالح من سوريا،يعني أرجع السبب لضعف المسلمين واستقواء الآخرين عليهم إلى غياب الحكومة الإسلامية، أو ما أسماه بغياب الخليفة والخلافة.

د.حسين حسن أبو بكر:والله يا أخي أنا أشوف هذا الموضوع طويل، الحكومة الإسلامية ليست تمني، الحكومة الإسلامية هي مطلب كل مسلم في قلبه مثقال ذرة من الإسلام، ولكن ليست بالتمنيات، يا أخي الأفارقة الآن هم محتاجين

للقمة العيش، أنا أقول بكل صراحة محتاجين إلى العلاج، محتاجين إلى التعليم، محتاجين إلى الماء الصالح للشرب،….. الجوع، والجهل، والمرض، لعل يمنعان الواحد من عبادة ربه.

العبادة الصلاة ممكن تمنعه، فضلاً أن الآن يفكر في حكومة إسلامية تحكمه، أنا أفتكر نقول للأخ الحكومة الإسلامية مطلب كل مسلم، ولكن إذا كان تهيأت الظروف للأخ في بلده، فلم تتهيأ الظروف للأفارقة، هم الآن يقاتلون للقمة العيش وللعلاج وللتعليم، ولكن لعل يأتي وقتها.

ماهر عبد الله: معنا الأخ عبد الله عمر من الكويت، الأستاذ عبد الله تفضل.

عبد الله عمر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

عبد الله عمر: أرحب ابتداء بالشيخ الدكتور حسين أبو بكر.

ماهر عبد الله: حياك الله.

عبد الله عمر: ولي مداخلة – في الحقيقة – يعني أحصرها فيما أشار إليه الدكتور، وتفضل عن دخول الإسلام في إفريقيا، ثم عن ما أشرت إليه أنت، وأيضًا ما أجاب عليه الدكتور في مسألة التنافس الثقافي في غرب إفريقيا، مثلاً بين الثقافة الفرنسية والثقافة العربية، وأقول في وسط إفريقيا وجنوبها بين الثقافة، وشرقها بين الثقافة العربية والثقافة الإنجليزية ونحو ذلك.

فمسألة دخول الإسلام إلى إفريقيا – في الحقيقة – أنك أشرت إلى أنه المفهوم الذي يشاع أن الإسلام قد دخل إفريقيا عن طريق المعارك الحربية والاجتياح، ففي الحقيقة يعني حتى إذا كان جزء من إفريقيا -كما أشرت أنت في شمال إفريقيا – تمثل الأمر في بعض الأحيان في أن كانت الجيوش متقدمة على الدعوة، ولكن ليس هذا هو السلاح، أو الطريق الذي دخل به الإسلام حتى إلى هذه المناطق.

ما حدث بين الإسلام وإفريقيا الشمالية هو عبارة عن تطور طبيعي للتنافس الذي كان عبر التاريخ بين شرق البحر المتوسط، وهذا الجزء من السواحل الأفريقية المطلة على البحر المتوسط، فهذا يرجع طبعاً للتنافس الذي كان غالباً مع الدولة الرومانية ثم تطور الأمر، مع الدولة الإسلامية في شرق البحر المتوسط.

فهذا كان شيء- يعني كما تقول- تطور سياسي عادي، ولكن الإسلام- حقيقة – حتى هذه المنطقة لم يدخلها عن هذا الطريق، وهذا – طبعًا – مفهوم لو رجعت إلى التاريخ الاجتماعي للإسلام في هذه المنطقة، فحتى دخول الإسلام لا يمكن نسميها حتى في شمال إفريقيا أن دخلوا عن طريق الحروب؛ لأن الحروب هذه..

ماهر عبد الله: شكرًا يا دكتور عبد الله، أعتقد أنه يعني فقدنا الاتصال لأسباب فنية بحتة، معي الأخ شريف ذاكر من السعودية، قد نحاول الاتصال بالأخ عبد الله عمر مرة أخرى، الأخ شريف ذاكر من السعودية، تفضل.

الشريف ذاكر: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

الشريف ذاكر: أهنئكم على هذه المقابلة.

ماهر عبد الله: حياك الله.

الشريف ذاكر: أرجو تصحيح الاسم الشريف ذاكر وليس شريف.

ماهر عبد الله: حياك الله يا سيدي، حياك الله سيدي الشريف.

الشريف ذاكر: أمين عام (جمعية الأمير سعود بن بندر الإسلامية) في غرب إفريقيا.

ماهر عبد الله: حياك الله.

الشريف ذاكر: الحقيقة أنا من الممارسين في الميدان، وأشكر الشيخ حسين، وأتمنى أن يكون هناك اجتماع للدعاة في إفريقيا، لأن هناك لدينا بعض المشاكل التي لا يمكن نشرها على حبل الغسيل، وهناك بعض الأوضاع التي يجب أن نعالجها، وهناك بعض المواقف التي تحتاج إلى الدعوة والإغاثة في وقت واحد، لا تنفع الدعوة لوحدها، ولكن يجب مع الدعوة الإغاثة؛ لأنه يجب إشباع البطون قبل إشباع العقول، والحقيقة ما نعانيه من بعض المشاكل في إفريقيا، هي ما يحتاجه الشعب الإفريقي أو دول إفريقيا مع نسيانهم التام، أو هنا نقطتين، هناك من يسعى بإسم إفريقيا لجمع التبرعات، وأتكلم عن دول الخليج التي أنتمي إليها وفيها من المحسنين الناس الكثير، ولكن قد لا تصل هذه الإعانات، الآن بدأنا خطوة اللي هي التنفيذ في الميدان تعاونت معنا رابطة العالم الإسلامي، وفضيلة الشيخ العبيد أمر بإغاثة عاجلة للمتضررين في الحرب بين ليبيريا وغينيا وجمعية الأمير سعود بن بندر كذلك الآن تهيئ كنتينرين (container) شحن إلى غرب إفريقيا، وزارة المعارف في المملكة العربية السعودية أعطتنا مناهج تعليمية للفصول الدراسية من الابتدائي إلى الثانوي لثلاث آلاف طالب.

نحن بحاجة إلى اجتماع الدعاة والمسؤولين في الميدان، أمثال الشيخ حسين لنجتمع ونناقش أمورنا بكل صراحة، حتى نستطيع أن نخدم الإسلام والمسلمين، وشكرًا.

ماهر عبد الله : طيب يا أخ الشريف، مشكور جدًّا على هذه المداخلة، وأنا أعتقد أن الشيخ سمع فحوى كلامك الأخير، هو دعوة لاجتماع المسؤولين عن الدعوة، وعن جهود الإغاثة في إفريقيا الاجتماع لنقل الأمور.

د.حسين حسن أبو بكر: والله الأخ الشريف يعني إسم مطابق للمسمى أشكره على هذه المداخلة، وحقيقة الظروف في إفريقيا حقًا ظروف قاسية، يا أخي فالإنسان لو كان جوعان، تجده تُتلى كل القرآن والأحاديث النبوية لا يفقهها ولا يفهمها ولا يعمل بمقتضاها، أنا أتفق مع أخي الشريف أن الاجتماع ودراسة أوضاع الدعوة في إفريقيا بالتنسيق وتوحيد الأساليب والخطط والبرامج، ونستفيد من بعضنا بعض، هذا أمر مهم فعلاً، و-إن شاء الله- أنا أعتبر هذا اقتراح، وسنسعى لقيامه -بإذن الله- عندما تتاح الفرصة.

ماهر عبد الله: طيب الأخ عبد الله عمر رجع معنا ثانيًا، أخ عبد الله، معذرة على هذا الخلل، تفضل.

عبد الله عمر: شكرًا لكم لإتاحة الفرصة مرة أخرى.

ماهر عبد الله : أنا أرجو أنه في المداخلة الأخرى لو تعود لموضوع التنافس الثقافي في إفريقيا.

عبد الله عمر: طب أشير إلى ثغرة في مسألة دخول الإسلام في إفريقيا بسرعة.

ماهر عبد الله: تفضل.

عبد الله عمر: فيه أيضًا عامل آخر في انتشار الإسلام في إفريقيا بصورة سلمية، وهو حقيقة تاريخية أن الوجود العربي في إفريقيا هو قديم قدم العلاقة بين شرق البحر الأحمر وغربه، فغرب البحر الأحمر هو كان انطلاق طبيعي للجزيرة العربية، فهذا الوجود هو حقيقة قبل الميلاد، فالإسلام حينما أتى إلى إفريقيا هو أتى -أيضًا- كانطلاق طبيعي؛لأنه جزء من الجزيرة العربية موجودة في إفريقيا.

والثقافة العربية كثقافة وكوجود بشري هو في إفريقيا كان موجود عبر باب المندب عبر البحر الأحمر عبر برزخ السويس، فانتقال الإسلام هو كان هناك قالب جاهز، أي وجود بشري، ثقافة معينة، لغة عربية موجودة هي لغة القرآن، ولغة الإسلام، أيضًا هذه حقيقة ساعدت في انتشار الإسلام بأنه الإسلام انتقل من الأهل في الجزيرة العربية -أيضًا- إلى نفس العنصر السكاني في إفريقيا.

ماهر عبد الله: طيب يا ريت تدخل لي في التنافس الثقافي؟

عبد الله عمر: التنافس الثقافي -في الحقيقة- يعني هذه أيضًا نقطة ساهم فيها كثيرًا، ربما نظرتنا إلى ما هي العربية؟ مسألة العربية تمثلت في كيان جغرافي، هي الجامعة العربية، وهذه العربية تتمثل في أن هذا الكيان الجغرافي الذي يضم دولا أسميها هي الدول التي كانت تابعة للسلطنة العثمانية قبل خروج..قبل الحرب العالمية الثانية.

فهذا أظهر أعداد كبيرة من البشر في إفريقيا كدول وكمجتمعات هي ثقافتها ثقافة عربية، العربية- في الحقيقة- في إفريقيا لم تتمثل كعنصر بشري بقدر ما تمثلت كثقافة، العربية في إفريقيا هي كانت وعاء ثقافي في بعض الأحيان وممارسة ثقافية أيضًا عربية في أحيان أخرى، ولو رجعت إلى شرق إفريقيا.. إلى غرب إفريقيا تجد هذه المعالم في كتابة اللغات بالأحرف العربية، في ثقافة الناس، وفي حياتهم اليومية، فهذا الارتباط هو في الحقيقة يعني أقوى مما هو بين مثلاً الفرنسية على الرغم من أن الفرنسية دخلت كاستعمار ثقافي بالإضافة إلى أنها سياسي، ولكنها اهتمت بأن تدمغ السكان بالسمة الثقافية الفرنسية، ولكن الثقافة العربية في إفريقيا هي كانت أقوى من هذا، هي لسان وهي دين وهي لغة للناس كما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام "العربي مَنْ تحدث العربية" فهذا الوجود في الحقيقة يعني العرب ما يستخدموه بصورة ذكية حينما حصروا العربية في رقعة جغرافية، فلماذا لا تكون هنالك -أيضًا- مجامع ثقافة عربية تضم هذه الشعوب، لا يمكن -طبعًا- يمكن لأي شخص من الأشخاص أن هناك المؤتمر الإسلامي، ولكن هذا كيان سياسي، ولكن نحن ننظر إلى كيان ثقافي اجتماعي يتيح الفرصة..

ماهر عبد الله[مقاطعًا]: طيب أستاذ عمر مشكور جدًّا على هذه المداخلة ، وإن شاء الله نسمع تعليق من الشيخ، لكن اسمح لي -فضيلة الشيخ- بس بمكالمة أخرى من الأخ محمد صالح من جمهورية تشاد، تفضل يا أخ محمد.

محمد صالح: أنا في الواقع سمعت جزء من الحوار حول الوجود العربي الإسلامي في

إفريقيا، ومشاركتي تتمثل في أن الوجود العربي الإسلامي في.. بالذات الذي أعرفه وهو وسط إفريقيا أن هذا الوجود تمثل ليس فقط في اللغة والدين، وإنما أهم مظهر له هو المظهر الثقافة الإسلامية وفي التجار الذين نشروا الإسلام ومعه الثقافة العربية الإسلامية، هذه الثقافة لم تكن فقط ثقافة للتعبير العام عن حياة الناس ومظاهرها المختلفة في شكل مساجد، في شكل خلاوي، في شكل مدارس عربية إسلامية، ظهرت في الأخير في شكل جامعات عربية إسلامية بهذه المناطق، وإنما أيضاً تمثلت في مظهر هام من المظاهر، وهو وجود الأدب العربي الإسلامي في وسط إفريقيا.

أنا صراحة في البلدان العربية الإسلامية – أشارك المتحدث قبلي عمر – في أن عدم الاهتمام بالأدب العربي الإسلامي في وسط إفريقيا، وتقديره أو وجعله مادة تدرس في العالم الإسلامي العربي، لكي تضاف جميع الإنجازات العربية الإسلامية في هذه المنطقة وتدرس مثل ما تدرس الآن آداب اندثرت مثل الأدب الأندلسي على سبيل المثال، يعني الأندلس الآن الأدب العربي فيها ليس الأدب الذي ندرسه الآن في المدارس، لكن الأدب العربي الأفريقي الموجود في إفريقيا الآن إذا درسناه ندرس كيان حي موجود الآن، وفيه إنتاج عربي إسلامي في شكل مخطوط مطبوع مكتوب يعني يمكن ضمه إلى التراث العربي الإسلامي..

ماهر عبد الله[مقاطعًا]: اسمح لي أستاذ محمد اسمح لي بسؤالك، يعني أنت نلاحظ في كلامك مفارقة حتى حينما تتحدث عن إفريقيا وعن الشراكة الثقافية ضربت مثل بالأندلس، لكن يعني دول إفريقيا الكبيرة..الدولة الفلانية التي كانت بحجم الدولة العباسية يعني، أين تراثها تمبكتو.. تمبكتو في الخيال الإنجليزي.

محمد صالح: هذا ما أقصده، هذا ما أقصده أن هناك تراث عربي مكتوب ، الأندلس ليست صغيرة، أنا لا أقول الأندلس صغيرة، أقول إن التراث العربي الإسلامي في الأندلس هناك اهتمام به رغم عدم وجوده الآني الحالي، بينما هناك تراث أكبر منه موجود في إفريقيا، ولا يدرس في البلدان العربية الإسلامية، هذا ما أقصده، يعني أنت الآن.. أنا في تشاد عندي كلية اللغة العربية فيه أدب مكتوب، ودواوين شعر وكتب مخطوطات في التراث الإسلامي، في الفقه المالكي، في الفقه الشافعي، في الأدب بجميع مظاهره المختلفة.

ولكن العالم العربي الإسلامي لا يعرف هذا، هذا ما أقصده عن إفريقيا، الوجه العربي الإسلامي في إفريقيا لا يعرف في العالم العربي الإسلامي، هذا ما أقصده، ومقارنتي أن هذا تراث عربي إسلامي غير موجود الآن، ولكنه يدرس في كل الجامعات العربية الإسلامية، بينما التراث العربي الإسلامي في إفريقيا موجود وحي يربط الماضي بالحاضر، وموجود في المعاصرة في الحياة اليومية للمواطن الإفريقي، ويمكن أن يساهم مساهمة فعالة في عكس الحياة الثقافية العربية الإسلامية لإفريقيا مع ربطه بالعالم العربي الإسلامي الآخر في الشرق، أو في الغرب في غرب العالم العربي، ولكنه غير معروف.

الدعوة لإحياء التراث الإسلامي في إفريقيا.

ماهر عبد الله : الأخ محمد صالح، مشكور جدًّا على هذه المداخلة، وعلى هذه اللفتة، باختصار شديد شيخنا، نقطتان أثيرت: الأولى كان احتجاج من الأستاذ عبد الله عمر على حصر العربية في رقعة جغرافية هي ما يسمى بالدول العربية اليوم، أنت في تشاد تقول أن غالبية سكان البلد يتحدثون العربية، فلماذا لا يحسبون ضمن هذا الإطار الثقافي؟

الأخ محمد صالح- لعلك تعرفه- هو يقول إن هناك تراثًا، وهو موجود ومتواصل ولم ينقطع كما حصل في الأندلس -مثلاً- هو يطالب بكشفه أو نثر الغبار عنه، هل لك أن تعطينا مزيد من الضوء على هذا التراث؟

د.حسين حسن أبو بكر: والله هو فيما يخص كلام الأخ قبل الأخير، أظنه لماذا تحصر في رقعة ورقعة معينة، هذا سؤال أعتقد ما يوجه لي أنا، يوجه للأخوة الأُخَر، نحن بسعينا أو بقناعتنا أن اللغة العربية جاءت بإرادة وقناعة في إفريقيا، لكن صحيح نريد أن نقترب لكن هل الأُخر يحبون ذلك، أو لا يحبون؟ دا كلام آخر.

ماهر عبد الله: يعني الأُخر تقصد بهم العرب؟ العرب الرسميين؟

د.حسين حسن أبو بكر: فحقيقة كلام الأخ أنا أتفق معه، لأنه زي ما قال:كل مَنْ تحدث العربية فهو عربي، هذا كلام ثابت فيا ليتهم رفعوا لنا اليد، فنحن مستعدون، التنافس الثقافي -كما ذكر الأخ التنافس الثقافي-أنا أفتكر يجب أن يكون هناك تنافس، ولو لم يكن هناك تنافس لا يمكن أن يكون هناك تنمية للغات، للغة الفرنسية، واللغة العربية.

ماهر عبد الله: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ).

د.حسين حسن أبو بكر: نعم، نعم، فالتنافس مشروع أنا.. أنا لست ضد التنافس، أنا أقول لمن يتعلم اللغة الفرنسية فلينافس، ومن يتعلم اللغة العربية فلينافس، والآخر يتنافس، ولكن كون العدو ينافس وأنت ترقد .. تنام، فأنا أشوف المنافسة الثقافية أمر مشروع ومحمود.

الأخ الدكتور محمد صالح أيوب ذكر نقطة مهمة، ذكر نقطة مهمة جدًّا حقيقة إذا كان في تشاد الآن مركز الملك فيصل -رحمة الله- عليه، الذي يعتبر الدينامو المحرك للثقافة الإسلامية واللغة العربية في تشاد، وامتد امتداداً لهذا المركز قامت جامعة الملك فيصل للدراسات العربية وفيها ثلاث كليات:كلية اللغة العربية الذي يتحدث عنها الأخ الدكتور عمر صالح، وكلية التربية قسم الجغرافيا والتاريخ، وكلية الحاسوب، وهناك مشاريع.

فلعل هذا يعتبر تقدم كبير ومكسب أكبر ليس لتشاد بل لإفريقيا، ليس لإفريقيا فقط بل للعالم الإسلامي كله، هل يا تُرى أن هذه الجامعة لو وجدت المؤازرة والمشاطرة يمكن تعتبر ميدان علمي للتشاديين والدول الأفريقية، وسط إفريقيا خاصة الناطقة باللغة الفرنسية؟

إذن ويمكن الأدب الذي يقصده الأخ محمد صالح الأدب العربي، الأدب الغيره يمكن كله يدرس في هذه الجامعة، المهم وبهذه المناسبة أقول وأعود لكلام الكلام الأخ الذي قبيل قاله: قضية المنظمات، والمنظمات الإسلامية حقيقة، فيه أخ تكلم وقال تجمع التبرعات ولم تصل، أنا لا أدري وأنا أقول للأخوة المشاهدين نحن في الميدان، وفي بلدي بل ونقول بإسم إخواني في إفريقيا الذي أن أتيح لي الفرصة أتكلم، أتقدم بأسمى الشكر والتقدير والعرفان للمحسنين في دول الخليج أصحاب الأيادي البيضاء الندية السخية التي امتدت إلى إفريقيا ومن ضمنها تشاد عبر المنظمات الإسلامية.

أقول للأخوة إن كل ما يؤخذ منكم من المنظمات مثلاً في قطر، ونحن في قطر

جمعية قطر، جمعية الشيخ عيد، وزارة.. دا كله واصلنا، ولذلك أنا بأقول لأخوتي ودي من حقي أن أقولها تشاد باعتباره بلد ابتلي بحروب ثلاثين سنة، ولم يكتب له الأمن والاستقرار إلا في خلال عشر سنوات، في تلك السنوات، سنوات البحبحة والرخاء الاقتصادي، تشاد لم تجد المساعدة التي ترتقي إلى مستوى الموقع والواقع، ليس بخلاً من إخواننا، وليس عدم اهتمام، وإنما الظروف ظروف حرب، الآن ادخل تشاد تجد المساجد عبارة عن (كيمان) [أكوام] من التراب، وفي تلك الفترة أظن أنا أقول المؤسسة التي نفتخر بها كمسجد مركز فيصل الإسلامي.

الآن والوقت لا يسمح أن نبدأ ونقول لجنة مسلمي إفريقيا تلعب دور، الهيئة الخيرية تلعب دور، جمعية الإصلاح تلعب دور..وهكذا، كل الجمعيات في الكويت، في الإمارات، في قطر، في كل البلاد الإسلامية.

ماهر عبد الله : إذن اسمح لي بالعودة إلى المشاهدين مرة أخرى، لأن عندنا كمّ من الهواتف، وهم ينتظرون منذ فترة، معنا الأخ أحمد محمد عزوز من السعودية، أخ أحمد معذرة على التطويل عليك، تفضل.

أحمد محمد عزوز: أولاً:تحياتي لكم ولضيف الحلقة الكريم الشيخ حسين.

ماهر عبد الله: حياك الله.

أحمد محمد عزوز: أريد أن أعطيك تعقيبًا على مداخلة الأستاذ..

ماهر عبد الله[مقاطعًا]: جميل، لو تدخل في الموضوع، لو تعلي صوتك-الله يخليك-أستاذ أحمد.

أحمد محمد عزوز : يعني لدي تعقيب على مداخلة السيد عبد الله عمر، نقول يعني لا شك أن الفاتحين الأوائل والدعاة قد اتجهوا إلى إفريقيا لموقعها االديموجرافي، فقد نقلوا إليها بالتجرد والأمانة الإسلام الصحيح، والثقافة الإسلامية، واللسان العربي، وهذا منذ الأيام الأولى من عصر الإسلام، وكانت هناك ممالك وإمارات إسلامية معروفة ساعدت بدورها على انتشار اللغة العربية والثقافة الإسلامية، بل تعدت شهرتها يعني حدود القارة، وكان هناك تبادل تجاري ثقافي اجتماعي بين هذه الدول، ومثيلاتها العربية والإسلامية، بيد أني يعني أرى أن التعالي والكبر الذي أصبح ينظر به بعض الدول الإسلامية العربية الكبرى لغاية الصغرى، واللسان العربي إلى تلك الدول والممالك أدت إلى اتساع التباعد، واتساع الهوة بينهما، وأدت أيضًا إلى تفكك هذه الممالك العريقة.

وبالتالي اندثار الإسلام وثقافته وبدأ عصر جديد في هذه المواقع الهامة من القارة السمراء يمكن أن نطلق عليه عصر الجهل والتردي والانحطاط، وخروج العديد من سكان تلك الدول من هويتهم الإسلامية، فكان لا بد لهؤلاء المساكين الذين وجدوا الرعاية التامة من تعليم وغذاء ورعاية صحية من المبشرين والمنصرين.

أقول كان لا بد لهم من إدارة ظهرهم لمن طعنهم في الظهر وتخلى عنهم في البداية وحضرتك –دعني أكمل – هؤلاء يعني المنصرين والمبشرين، وبعض من يدعي الإسلام استطاعوا إذكاء الحروب والفتنة..

ماهر عبد الله[مقاطعًا]: أخ أحمد مشكور، إن شاء الله يعني سنعطي الشيخ فرصة للتعليق على هذا، معنا الأخ باسل عبد الرحمن من ألمانيا، الأخ باسل عبد الرحمن.

باسل عبد الرحمن : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سؤالي مباشرة في أول هذا القرن – في الأول مداخلة بسيطة – في أول هذا القرن قبل أن ينتشر الإعلام المرئي بشكل واسع كان العون التبشيري مشروطًا بتنصر الناس، وعندي أنا قصة هنا في ألمانيا، أحد الطلاب أخذه أبوه في إحدى الدول الأفريقية إلى مدرسة.. المدرسة التبشيرية الوحيدة الموجودة عندهم، كان لا بد أن يكون نصرانيًّا، فغير أبوه اسم الولد وسماه بإسم نصراني حتى يقبلوه.

طبعًا لغياب – أصلا – التعليم القومي والعربي أو الإسلامي، فوضع ابنه هناك، وابنه تربى في المدرسة الداخلية وخرج نصرانيًّا، والولد حينما جاء ألمانيا والتقى هنا بآخرين، تعرَّف على الإسلام من جديد، وهداه الله للإسلام من جديد، فحكى لنا هذه القصة، وهي قصة واقعية، ولدينا قصص كثيرة جدًّا، حتى في بعض البلاد العربية أيام الاستعمار، كيف كانت أساليبهم في السابق؟ربما الآن مع تغير الظروف وتغير فهم الناس وتلقيهم لهذا، فغيرت المنظمات التبشيرية أساليبها..

ماهر عبد الله [مقاطعًا]: مشكور جدًّا يا أخ باسل، مضطر أن أقاطعك.

باسل عبد الرحمن: هذا شيء بسيط جدًّا، لو سمحت لأن الشيخ يوسف القرضاوي توجه له كثيرًا بالإهانة، وهو شيخ موقر والإهانات تأتي غالبًا من برلين أو من ألمانيا، فئة الأحباش فئة يغيظها الخير للإسلام والمسلمين، فأظن أن هذه الفئة ليس فيهم خير الذين يعني، أناس يعملون..

ماهر عبد الله [مقاطعًا]: يا أخ باسل، لو سمحت لنا نحن مش ننزل..يا أخ باسل، يعني إحنا ما حبيين نشبع غرورهم بأن نعطي انتقاداتهم شأنًا كبيرًا، أنا أعتقد أن الشيخ أوجز وأجاد بحديثه؛ لأننا ما حابين أن نحول المسألة إلى سجال، وأعتقد أن فضيلة الشيخ كان جوابه كافٍ، أنا آسف أن أقاطعك؛لأن وقت البرنامج شارف على الانتهاء، ومعي مكالمة أخ من فترة بينتظر، الأخ محمد عبد الله من الإمارات، تفضل أخ محمد..أخ محمد عبد الله من الإمارات، يبدو أنه انتظر حتى مل.

طيب يا سيدي، ذكر مولانا أو الأخ أحمد أن هناك نوعًا من الكبر والتعالي، ويبدو أنه مش يعني حديثًا في مقال!!

أن بعض العرب..هو لم يسمِ العرب، لكن قال بعض المسلمين، يعني كان يعامل الإفريقيين بروح من الكبر والتعالي، وكان هذا سبب بعض الانكفاء

عنهم، وبالتالي اعتبروها بالحرف هو استخدم "طعنوا في الظهر".

د.حسين حسن أبو بكر: والله يا أخي إن سألته هو المسؤول عما يقول، لعل الأخ مشكورًا ظهر له بعض الظواهر، لكن نحن حقيقة لم نر هذه الصفة في إخواننا في العالم العربي، كل ما نجد منه الود، والحب والاحترام المتبادل، بل أنا أقول كثير من دول الخليج من نعمة الله عليهم التواضع، هذه نعمة كبرى"ومن تواضع لله رفعه ومن تكبر خفضه" وأنا أفتكر أنا في قطر أنا..حتى أخجل من شدة ما أجد إخوتي منهم الأب، والمعاملة الحسنة، وكنت أتحدث باعتراض فاستغرب.

فأنا أقول باختصار هذا التعالي والتكبر لم نراه في إخواننا الذين قابلناهم وجالسناهم في مدة عشر سنوات بعد أن ابتليت وامتحنت بمسؤولية رئاسة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

ماهر عبد الله : طيب خليني أرجع لك لشأن أفريقي بحت، كما يعني كما أنه يعني قصة.. قصة التكبر هذه كصورة موجودة، هناك أيضًا انطباع عن أن بعض ما نسميه رجال الدين الإسلامي الذين يستغلون الإسلام استغلالاً سيئًا، في بعض الدول الأفريقية، وأنا شاهدت هذا بأم عيني، ترسل لهم الأطفال ليتعلموا القرآن فيرسلونهم إلى الشوارع ليتسولوا!!هذه الظاهرة..أحد الأخوة أرسل لي بالفاكس يقول إن هذا أحد أسباب إقبال الشباب على غير المسلمين.

د.حسين حسن أبو بكر: أنا قبل هذا ذكر الأخ بدقيقة واحدة قال اشترطوا عليه..

ماهر عبد الله[مقاطعًا]: يا ريت.. يا ريت تكون مختصرة لأن هذا آخر جوابًا.

د.حسين حسن أبو بكر: نعم، نعم، أنا أقول هذه الظاهرة أو حدث حدث، لكن أظن يكون نادر، أقول لكم بصراحة الآن نحن عندنا المسألة في تشاد مدارس المسيحيين مفتوحة لجميع البشر التشادي، ونعم لا نقول ليس لهم أهداف، لكن لا يجبروا أحد إلى أن يرتد من الدين الإسلامي، هذا فيما يخص هذا الموضوع حقيقة نعم هذه ظاهرة موجودة، ما البديل؟ كل الذين حفظوا القرآن..

ماهر عبد الله[مقاطعًا]: فضيلة الشيخ أنا مضطر أقاطعك آسف جدًّا، أعزائي المشاهدين معذرة لكل الذين أرسلوا لنا بالفاكس وحاولوا الاتصال، إلى أن نلقاكم في حلقة أخرى سلام من الله عليكم وإلى أن نلقاكم في لقاء آخر.

المصدر: الجزيرة