
النصر في الإسلام
مقدم الحلقة | ماهر عبد الله |
ضيف الحلقة | – حامد العلي الأمين العام السابق للحركة السلفية في الكويت |
تاريخ الحلقة | 19/11/2000 |
![]() |
![]() |
ماهر عبد الله:
أعزائي المشاهدين.. سلام من الله عليكم وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج الشريعة والحياة، والتي سيكون موضوعها عن (النصر في الإسلام) حيث أننا نعيش منذ ما يقارب الشهرين أو لعله يزيد أو يقل عن ذلك كثيراً حالة شهدت فيها الأمة نوعاً من النهوض، صحيح أنه لا يرتقي إلى المستوى المطلوب، ولكنه على الأقل ململة جاءت في وقتها الصحيح لتبعث الأمل في نفوس ظنت أن الدين ذهب إلى غير عودة، وأن النصر لن يعرف طريقاً إلى بلاد المسلمين.
يسعدني أن يكون ضيفي لمناقشة هذا الموضوع الأستاذ الشيخ حامد العلي، والأخ حامد العلي هو الأمين العام السابق للحركة السلفية في الكويت، كما أنه مُحاضر في كلية التربية الأساسية في مادة الثقافة الإسلامية، وله مساهمات في الصحافة الكويتية، أستاذ حامد العلي أهلاً وسهلاً بك.
حامد العلي:
مرحباً، جزاك الله خير.
ماهر عبد الله:
سيدي.. لو ابتدأنا من وجهة نظرك الشخصية وأنت مُلِم بوضع الأمة، وأنا على يقين أنك تتابع عن كثب ما يجري، لو ابتدأنا أولاً توصيفك لما تكون الأمة عليه اليوم، كيف ترى وضعنا اليوم؟
حامد العلي:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً –صلى الله عليه وآله- عبده ورسوله، الحقيقة –يعني- في وجهة نظري أنه ينبغي أن يكون مدخل حديثنا عن النصر في الإسلام هو هذا السؤال الكبير الذي يتواجد في الشارع العربي وفي الأمة من المغرب إلى أندونسيا، الشعب المسلم الفلسطيني يُقتل كل يوم، تسقط الضحايا كل يوم، تُهدم منازلهم، يُقتل الأطفال، تُنتهك حقوقه، تُصادر حقوقه، والأمة تملك مقومات عظيمة جداً تُمكِّنها من ألا تكون مكتفية بموقف المتفرج، قادة الأمة اجتمعوا مرتين في اجتماع القمة العربية، وفي اجتماع القمة الإسلامية، لم يصدر شيء عن الاجتماعين، اجتماعي القمة، علامة الاستفهام الكبيرة: لماذا لا نستطيع أن نفعل شيئاً أمام هذه المحنة العظيمة، أمام رؤيتنا لجزء مهم جداً من جسد الأمة الإسلامية، القضية المركزية في قضايا الأمة الإسلامية وهي قضية فلسطين والمسجد الأقصى؟
لماذا تفشل القمم؟ لماذا لا نستطيع أن نحقق إنجازاً هو أدنى ما يُطلب من قيادات الأمم، حفظ الكرامة؟ هذا هو مدخلنا، مقتضيات النصر إذا عرفناها –بعد ذلك- ودرسناها وتعلمناها، ما هي أسباب النصر؟ نلتفت بعد ذلك فنقول: هل هي موجود فينا؟
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
اسمح لي قبلها بس، فهمت أنا من مضامين كلامك أنك تُلقي بالجزء الأكبر من اللوم على الحكام العرب.
حامد العلي:
لا شك أن القادة يتحملون المسؤولية بالدرجة الأولى.
ماهر عبد الله:
بلا شك، لكن أنا عايز نصل إلى توصيف شامل لحال الأمة، يعني لو كانت الأزمة محصورة في الحكم والحكام لعلها قد تكون أسهل، أنا تقديري أنها أكثر من هذا أو أعمق من هذا.
حامد العلي:
نعم، أكثر من هذا، إحنا عندما نتكلم عن أي أمة تبحث عن نصر، تبحث عن تمكين، تبحث عن كرامتها، فإذن هي لابد أن تجمع مقومات النصر، مقومات النصر، أسباب النصر، وهي تنقسم إلى قمسين: أسباب معنوية ومادية، الأسباب المعنوية أمران مهمان: أول شيء و أهم شيء: الإيمان بالذات والاعتزاز بالهوية، والأمر الثاني وحدة العقيدة، فيه وحدة في العقيدة، فيه وحدة فكرية، فيه وحدة ثقافية، هذا أمران معنويان مهمان لأي نصر، لأي أمة، هذا عام.
ماهر عبد الله:
طيب أنا عايز أسألك: أنت عارف أننا نعيش الآن –يا سيدي- عصر عولمة مهما كان موقفنا منها..
[فاصل قصير]
ماهر عبد الله:
كنت مولانا ذكرت لك أن موضوع الهوية ليس هذا وقته في زمن اليوم، نحن نعيش مرحلة يتصل فيها العالم ببعضه وتذوب فيها الهويات، أنت اعتقدت أو تقول وتعتقد أن الإيمان بالهوية والذات جوهري في عملية النصر، ما مقصودك بالهوية؟
حامد العلي:
المعنى الاعتزاز بالهوية اعتزاز بالذات، الشعور بالانتماء إلى الثقافة التي تحملها الأمة، يعني ضد هذا هو الهزيمة النفسية، شعور أبناء الأمة أنهم لا ينتمون إلى شيء، ليس لهم هوية مستقلة، ليس لهم ذات مستقلة، الهزيمة النفسية الله –سبحانه وتعالى- حذر منها في القرآن تحذيراً شديداً، بل ضمَّن هذا التحذير في سورة الفاتحة، يعني الله –سبحانه وتعالى- ركز في سورة الفاتحة عندما قال (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم) هذا انتماؤنا، الانتماء يعني أنتم –أيتها الأمة الإسلامية- انتماء للصراط الذي أنعم الله به على جميع الأمم السابقة أتباع الأنبياء، فيجب الاعتزاز بهذا الانتماء، (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) والرسول –صلى الله عليه وسلم- فسر باليهود النصارى، إذن عندما يقرأ المسلم هذه السورة كل يوم، في كل صلاة، ولا تصح الصلاة إلا بقراءتها، يؤكد على الاعتزاز بالهوية والانتماء، مسألة العولمة، كلمة العولمة الذين يروجون العولمة يعتبرونها ثقافة يروجون لها ويعتزون بها، الغرب هو الذي جاء بالعولمة، والغرب عندما جاء بالعولمة، عندما جاء بحقوق الإنسان، عندما جاء بالحرية، عندما جاء بالديمقراطية، عندما جاء بالتعددية، هذه الخمسة مفاهيم الآن التي يُبشر بها الغرب هو –الحقيقة- لا يدعو إليها، هو يدعو إلى مفهومه لها، هو يدعو إلى مفهومه لحقوق الإنسان، هو يدعو إلى مفهومه للحرية، هو يدعو إلى مفهومه للتعددية، هو يدعو إلى مفهومه للعولمة..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
طب إذ سمحت لي بالمقاطعة، يعني مفهومه للتعددية على الأقل داخل فضائه الحضاري، داخل فضائه الثقافي مفهوم لا يصطدم كثيراً بالإسلام، ثمة درجة من التسامح، ثمة درجة من الاعتراف..
حامد العلي:
نعم، لكن هو يقول التعددية التي يسمح بها في إطار مفاهيم كلية يؤمن بها، في إطار الديمقراطية، يعني الذي يرفض الديمقراطية ليس داخل في تعدديتنا، إحنا في الإسلام نضع تعددية في إطار ثقافتنا، فإذن نحن عندنا فهم للتعددية والغرب يطرح فهم.. عندنا فهم لحقوق الإنسان والغرب يطرح.. إذن هو أيضاً يطرح ثقافة يعتز بها ويعتبرها هويته وذاته، والعولمة داخلة في هذا المفهوم أيضاً، هو يطرح مفهومه للعولمة، إحنا أيضاً في الإسلام (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، إحنا عندنا مفهوم للعولمة فإذن يرجع الأمر إلى صراع ثقافي في الحقيقة، ولكنه هناك –يعني- خلل في فهم المقصود بطرح هذه المفاهيم من الجانب الغربي..
ماهر عبد الله:
اسمح لي.. اسمح لي بالمقاطعة، أنت قلت: نحن نؤمن بالعولمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الغرب –بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معه- ما يعرضه علينا، ما يجبرنا عليه في بعض الحالات، ما يدعونا إليه في حالات أخرى، ما يخادعنا لإدخاله في بيوتنا في مواقع ثالثة معروف: ديمقراطية.. تعددية.. ما الذي نملك أن نقدمه للبشرية وخصوصاً لغير المؤمنين بهذا الدين؟
حامد العلي:
إحنا نملك الكثير عندما ننتصر، عندما نجمع أسباب النصر، عندما نجمع أسباب التمكين سيكون لنا –حينئذ- القدرة من مقتضيات هذا إن إحنا نقدم مفاهيمنا بصورة أقوى مما يقدمها غيرنا من الأمم، لهذه الأسماء ولغيرها، والله –سبحانه وتعالى- لما أرسل محمد –صلى الله عليه وسلم- أرسله بمفهوم التعددية، أرسله بمفهوم حقوق الإنسان، أرسله بمفهوم الحرية، ما معنى الحرية؟ أرسله بمفهوم لما يُسمى بدور الشعوب في الشورى، أرسله بمفاهيم إحنا غير قادرين على تقديمها، لأن إحنا لم نجمع أسباب النصر، الذين جمعوا أسباب النصر من غيرنا من الأمم وصار لهم المقام الأقوى، صاروا يطرحون مفاهيمهم لهذه الأشياء ويسمونها بأسمائها التي هم يريدونها، فلهذا أول منطلق لنا يجب أن نعتز بهويتنا منها اعتزازنا بمفهومنا لهذه الأشياء المنطلقة من ثقافتنا، ومعلوم أن الله –سبحانه وتعالى- قال: (لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون) هنا يشير الله –سبحانه وتعالى- إلى أنه ينبغي أن تعتزوا، تفتخروا بما أنزل الله –سبحانه وتعالى- عليكم ما خصكم به من رسالة البشرية..، الهزيمة النفسية تعني أن الأمة لن تنهض أبداً إذا هي مهزومة نفسياً، إذا هي دائماً تشعر بأنها تابعة لغيرها وأنه لا يمكن لها أن تنهض وتُقدم مفاهيمها الخاصة للعالم وتعتقد أن مفاهيمها الخاصة للعالم هي التي يجب أن تسود..
ماهر عبد الله:
طب اسمح لي.. قد نعود لموضوع الهوية حتماً في إطار هذا النقاش، لكن حتى نتعرض للجوانب الأخرى ذكرت أنت أيضاً وحدة العقيدة ووسعتها إلى وحدة الفكر وحدة الثقافة، في المائة سنة التي انتهت فشلنا في إيجاد منظومة ثقافية نحولها إلى ثقافية عند عامة المسلمين، أرجو أن لا تُحدثني عما تؤمن به النُخب، قد تتضح الصورة لديك، قد تتضح الصورة لدي، لكن أين هي وحدة العقيدة بالمعنى الفكري والثقافي الذي تحدثت عنه على افتراض أن كل المسلمين يؤمنون بلا إله إلا الله، محمد رسول الله. أين هي المنظومة الثقافية التي ستوحدنا؟
حامد العلي:
هذا الذي لا يوجد ونريد أن نوجده، إحنا نقول حتى الأمم.. كل أمة عندها وحدة، إطار معين، حد أدنى تنطلق منه وتعتبر أن هذه مفاهيمها الثقافية التي تقدمها للعالم، كل الأمة حتى الغرب الآن كما الأسماء التي ذكرتها قبل قليل، تطرح هذه كأن هذه هي عقيدتي، هذه هي ثقافتي، هذه هي وحدتي الفكرية في إن إحنا نؤمن، إحنا نبشر بالديمقراطية، نُبشر بحقوق الإنسان، ما هو المقابل عند المسلمين؟ ينبغي أن يكون أيضاً وإن كان هناك تعددية لازم تكون داخل هذا الإطار، وفي الغرب كذلك التعددية داخل هذا الإطار،عندهم ثوابت دستورية، عندهم ثوابت في ثقافتهم، عندهم أطر عامة، كل الأمم هكذا أصلاً، لا يمكن أصلاً يستحيل عقلاً ومنطقاً إن أمة بلا هوية ولا بثقافة، لأن لن تكون أمة هذه عبارة ينقض أولها آخرها، فإذا كانت أمة لابد عندها حد أدني من الثقافة، عندها حد أدنى من الوحدة الفكرية، نحن المسلمون عندنا عقيدة نريد أن نوجد، نلم الأمة، نجمعها حول هذه الوحدة الفكرية، العقيدة تنطلق من القرآن، تنطلق من سنة الرسول –صلى الله عليه وسلم- وسيرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- تنطلق من منطلقاتنا ثوابتنا، لأن الله –سبحانه وتعالى- قال أصلاً في القرآن: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات مُحكمات هن أم الكتاب).
إذن هذه هي التي تُشكل الإطار، (وأُخر متشابهات) يعني الأمور التي يسير فيها اشتباه واختلاف بين العلماء الفقهاء، إذن عندنا أم الكتاب، عندنا القضايا الكلية، عندنا المحكمات، إذا أمة ليس عندها هذا، مُشتتة ثقافياً، مشتتة عقائدياً، ليس عندها وحدة ثقافية، ليس عندها وحدة فكرية، لا أعني أن يكونوا جميعاً على رأي واحد في كل شيء وإنما إطار عام، وحدة ما، إذا لم يكن لها هذا إذن هي ليست أمة، هي سوق، هي عبارة عن سوق يعني يأتي من يشاء ويبيع من يشاء، إحنا نتكلم عن مكونات الأمة، شيء مهم جداً ينبغي أن نقوله عندما نتكلم عن الاعتزاز بالذات والهوية الشريعة الإسلامية تطبيق الشريعة الإسلامية يدخل تحت هذا العنوان، لأن تطبيق الشريعة الإسلامية يعني اعتزاز بثقافتنا وبانتماء.. تأكيد على انتمائنا الإسلامي، ولهذا من الملاحظ أن الغرب أو الاستعمار عندما جاءنا ركز على أنه يُعطل ثلاثة أشياء في الأمة اللي هي مقومات قوتها: حكمها بالشريعة يفصل بينها وبين شريعتها، لأن هذا يُعزز شعورها الانفصال عن ثقافتها، يُعزز شعورها بالتبعية لغيرها.
2- أن يضرب مفهوم الوحدة الإسلامية.
3- أن يضرب مفهوم الجهاد، لأن الجهاد هو المفهوم الذي كان تلتف حوله الأمة في أوقات محنتها، وكان في الجهاد قدرة تحت هذا المفهوم، قدرة هائلة جداً لبعث روح الأمة..
ماهر عبد الله:
دعنا نتحدث عن هذه الثلاثة محاور..
حامد العلي:
بعدين.
ماهر عبد الله:
لأ نريد أن أن..
حامد العلي[مقاطعاً]:
نتحدث عنها، نبدأ بالشريعة..
ماهر عبد الله[مستأنفاً]:
نُفصل فيها قليلاً، حتى مفهوم الشريعة حتى هذه اللحظة ليس واضحاً عند كثير من الناس، يعني كثير من الإسلاميين يعتقد أنه مجرد أن يعود الخليفة، مجرد أنه يُنصب حاكماً مسلماً ستنتهي مشاكل هذه الأمة.
حامد العلي:
إحنا عندما نتكلم على ما الذي أثر به إزاحة الشريعة الإسلامية من حياة المسلمين، على انتمائها على شعورها باعتزازها بثقافتها، طبيعة الشريعة الإسلامية، الله –سبحانه وتعالى- (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها) اسم عام يشمل الحياة كلها (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).
يعني الإسلام لا يعرف مفهوم الفصل بين الحياة وبين الدين، بين الدولة وبين الدين، الدين هو الحياة والدين هو الدولة، والدين هو كل شيء، (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) والمفسرون يقولون: صبغة الله لأنه يصبغ حياة الإنسان صبغة كأنه يُغمس فيه، ولهذا إحنا لما نتكلم عن الشريعة الإسلامية، نتكلم أيضاً عن مفاهيم اجتماعية تنبثق من الشريعة الإسلامية، حتى القانون عندما يحكم..
فيه واحد من رجال القانون في الغرب يقول: القانون المطُبق يؤدي إلى آثار اجتماعية في المجتمع، مثلاً، هذه يضرب مثل يقول: السعودية الخمر فيها حرام، شارب الخمر يُعاقب عقوبة جنائية، فإذن في المجتمع الخمر حرام، الخمر ممنوع، الخمر شيء سيئ، في أمريكا..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
تخلق أعرافاً اجتماعية.
حامد العلي:
تخلق أعرافاً اجتماعية، الزنا عندما لا يكون عليه عقوبة جنائية سيخلق عُرفاً اجتماعياً أن الزنا ليس بجريمة.. وهكذا، إذن القانون يخلق وضع اجتماعي..
ماهر عبد الله:
تأييداً لكلامك هذا عندما وصلت حكومة العمال الحالية في إنجلترا للحكم كان ثمة قانون تعورف عليه منذ الأربعينات يعطي كل أم لا مُعيل لها، لا زوج لها، ما يكفل لها رعاية نفسها وأبنائها، اكتشفوا بعد مرور هذه السنوات أن هذا شجع على الحياة الجنسية خارج الزواج، لأن المرأة صارت أكثر سهولة في بيع نفسها لأنها تضمن أن الحكومة ستدفع لها، فخلق نوع من الحالة الاجتماعية همشت الزواج وبالتالي همشت الأسرة في القانون..
حامد العلي:
إذن عندما أُقصيت الشريعة الإسلامية من البلاد الإسلامية كان الهدف من إقصائها إيجاد تغيير اجتماعي في البلاد الإسلامية، هذه في البعيد، كذلك الهدف منه أيضاً ضرب العقيدة الإسلامية، ضرب الثقافة الإسلامية، لأنه عندما مجتمع يشعر أنه يحكم بشريعة غيره، بقانون غيره يشعر بأن ذلك الغير أعلى منه، وأنه ينبغي أن ينتمي إليه، وقد آتت هذه الخطة الخبيثة ثمارها، ولهذا أصبحت المجتمعات الإسلامية يحدث فيها تغيرات اجتماعية تابعة للحكم بالقوانين الوضعية الأوروبية التي استُبدلت الشريعة الإسلامية بها.
فإذن عندما نتكلم اعتزاز بالهوية، نحن نتكلم على تطبيق الشريعة الإسلامية كجزء أساسي ومهم داخل هذه النقطة، وأنه عندما حكمنا بغير الشريعة الإسلامية نحن ضربنا الأمة في هويتها، ضربنا الأمة في اعتزازها وانتمائها، تصور لو أن الأمة الإسلامية تحكم بالشريعة الإسلامية الآن، كيف أنها تشعر بالاعتزاز والانتماء إلى ثقافتها، إذن إحنا إننا تُكرِّس في نفوس المسلمين شعورهم بأنهم فاقدو الانتماء إلى ثقافة يعتزون بها عندما نحكم بشريعة أخرى غير الشريعة الإسلامية.
ماهر عبد الله:
إذن أنت مدخلك إلى تطبيق الشريعة ليس فقط لأنها واجب شرعي، ليس فقط لأنها جزء -و هي بلا شك جزء- أيضاً لأنها..
حامد العلي:
تحقق الانتماء..
ماهر عبد الله:
من الانتماء، طيب.. ذكرت في كلامك –مولانا- أن الوحدة كانت أحد أهداف ضرب.. كيف يؤثر هذا على كلامنا اليوم؟ أليس بالإمكان أن تقوم دولة مسلمة عربية قوية؟ كما يقع الحال في الغرب، الغرب ليس كله موحداً، لكن ثمة قطب كبير يُسمى أمريكا يضع شروطاً يعني..
حامد العلي:
إحنا عندما نتكلم على الوحدة قد نقصد بذلك وحدة نظام سياسي أو وحدة منظومات سياسية..
ماهر عبد الله:
أنت ماذا تقصد هنا؟
حامد العلي:
سواء هذا أو هذا الأولى والأفضل والأكمل أن يكون المسلمون في نظام سياسي واحد، اللي هو نظام الخلافة اللي الله –سبحانه وتعالى- جعله في الشريعة الإسلامية، إذا لم يمكن هذا وفي إطار خطوة إلى هذا، يكون هناك وحدة في منظومات سياسية مثل أوروبا، أوروبا ليست دولة واحدة، ولكنها داخلة في منظومات سياسية واحدة، وكذلك أمريكا أوروبا هذه يسمونها دول القلب أيضاً متفقة داخل منظومات سياسية ورؤى سياسية، فهل العالم الإسلامي عاجز أن يُدخل نفسه بين هذه الدول، وفيه محاولات مجلس التعاون الخليجي أو مجلس التعاون العربي أو جامعة الدول العربية أصلاً قائمة على هذه الفكرة أصلاً قبل كل شيء، على أنه يُنسَّق، يوجد منظومات تنطلق منها وحدة المواقف..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
حد أدني من..
حامد العلي[مستأنفاً]:
وحدة الرؤى، لكنها أصبحت غير فاعلة هذه المنظمات، أصبحت غير فاعلة لأسباب سياسية وأسباب أخرى، لكن الشاهد عندما نتكلم عن الوحدة لما جاء أعداء الإسلام وضربوا الوحدة لأنها مُقوم مهم جداً، عندما تحصل قضية مثل القضية الآن اللي في فلسطين تُنتهك كرامة الأمة كل يوم ولا تستطيع الأمة أن تتخذ موقف مُحدد، تجد بيانات مطاطة، تعطي لكل واحد يعني حد يتحرك فيه بما يضمن له مصالحه الخاصة مع الغرب، مع إسرائيل، الجهاد كذلك..
[موجز الأخبار]
ماهر عبد الله:
مولانا.. تحدثنا عن الشريعة، تحدثنا عن الوحدة، ذكرت أن محاربة الجهاد أو إسقاط الجهاد كان جزء من الهجمة على الهوية وعلى روح الانتماء، ما هي العلاقة بين الانتماء والهوية والجهاد؟
حامد العلي:
اللي قلته أن هذه المفاهيم الثلاثة تُعتبر أهم مقومات القوة في أي أمة، انتمائها إلى شريعتها، الشريعة تُعبر عن الانتماء، الوحدة، الجهاد، إذ ن قوة عسكرية، أمة متحدة مُعتزة بثقافتها، إذن هذه قوى إذن هذه أمة قوية، لتفكيك هذه العوامل لإقصاء الشريعة، وتفريق الأمة وتجزيئها تجزيئها تجزيئها إلى أقصى ما يمكن من التجزئة، حتى بقعة صغيرة جداً ممكن يسير فيها ست دول، ووضع عراقيل مستقبلية أمام عوامل الوحدة أيضاً بينها.. الثالث الجهاد، إذن مفهوم الجهاد مفهوم –أيضاً- يربط الأمة بدينها، يربط الأمة بثقافتها، يربط الأمة بعقيدتها، والجهاد أصلاً مفهوم قرآني، والجهاد معناه إن إحنا نموت في سبيل ماذا؟ هو مرتبط الجهاد بأن نموت في سبيل الدين، في سبيل عز هذه الأمة، في سبيل رفع كلمة الله، في سبيل ألا تُنتهك كرامتها.
فإذن عندما أضرب الجهاد أفصل بين الدين، بين الثقافة أيضاً، بين الانتماء أيضاً وبين الأمة،وكذلك يعلم أنه لا شيء يُحرك هذه الأمة مثل مفهوم الجهاد، وهذا شيء يجعلها تلتف بأقصى مدى، يعطيها بعد أكبر جداً، نحن نتحدث –حينئذٍ- عن جامعة الدول العربية، نحن نتحدث عن أمة منتشرة من المحيط الأطلسي ومن المغرب وإلى جاكارتا والملايين التي في الصين، أنت تلف هذه الأمة كلها حول مفهوم واحد، المفهوم هذا مرتبط بالدين، إذن المفهوم هذا خطير جداً لابد من ضربه، لابد من تهجينه، لابد من جعله يمثل –حتى لو إعلامياً- بصورة قبيحة، يعني ليس كل من حمل السلاح إرهابياً، لكن الآن يُراد في الغرب أن يُقال: كل من حمل السلاح إرهابي، حتى لو حمله في نضال مشروع اللي هو الجهاد الشرعي هو أيضاً إرهابي، إذن لما نتكلم.. عندما ضُربت هذه الثلاثة ضُربت الأمة، ضُربت مقومات قوتها، مقومات النصر أيضاً، هذا بشكل مجمل، لكن عندما نتكلم على أسباب النصر بالتفصيل قلنا أسباب معنوية وذكرنا عمودين..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
قبل ما ننتقل للأسباب المادية ذكرت في معرض كلامك مرتين أو ثلاثة جوهرية ومركزية قضية فلسطين في موضوع هذا الصراع على الهوية وتحقيق الذات، لماذا تُصر على هذه المركزية؟ كيف أصبحت –إذا كانت- أصبحت هي القضية المركزية؟
حامد العلي:
من المعلوم أن مشاكلنا السياسية كلها تدور حول قضية الصراع في الشرق الأوسط، بين اليهود ومطالبهم الغير عادلة حتى في القانون الدولي وبين المسلمين ومطالبهم العادلة في شريعتهم وفي تاريخهم، وكذلك في القانون الدولي في فلسطين، أو شيء من القانون الدولي فلسطين، ونتفرع على هذا، تفرع على أنه من يوم 1917م وهذه وعد بلفور وأن الاستعمار أبى إلا أن يعطي اليهود وطناً قومياً في فلسطين، لأنه بحاجة إلى أن يحدث عدة تغييرات حول هذه الدولة المزروعة في قلب الوطن الإسلامي والوطن العربي، يحدث تغييرات كثيرة تضمن بقاءها كمقدمة له وراعية لمصالحه، وكذلك لتأثيرهم على القرارات والسياسات الغربية، فإذن لا شك إنها تعتبر قضية مركزية من هذه الناحية، من ناحية ثانية إن نحن نعلم أن اليهود الله –سبحانه وتعالى- قال في القرآن: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود) إن تاريخهم العدائي بدأ منذ بعثة الرسول –صلى الله عليه وسلم- ولم ينقطع في تاريخ الإسلام، إلى يومنا هذا والأحاديث التي وردت عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- تخبر عن مستقبل الزمان، ذكرت أيضاً عندما نتصفح هذه الأحاديث نجد اليهود نقاط رئيسية جداً في حلقات الصراع، واليهود قضية احتلال بيت المقدس واعتباره هو انتماؤهم التاريخي، انتماؤهم الثقافي، انتماء الهوية عندهم هو انتماء الهوية عندهم، وهو انتماء الهوية عندنا لأنه مسرى الرسول –صلى الله عليه وسلم- هو لأنه أولى القبلتين، ولأنه..، في نقطة مهمة جداً يجب أن نعلمها، لو تسمح لي أن أركز عليها قليلاً..
ماهر عبد الله:
تفضل.
حامد العلي:
إنه نحن أمة ورثت الإسلام من جميع الأنبياء، نحن أمة ورثت تراث الأنبياء جمعياً، لأن أتباع كل نبي مسلمون، الله –سبحانه وتعالى- ذكر هذا في القرآن، وهؤلاء اليهود، هذه ليست تسمية كانت في زمن موسى -عليه السلام- ولا أنبياء بني إسرائيل اللي الله –سبحانه وتعالى- قال عنهم في القرآن: (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا) فإذن النبيون الذين أسلموا الذين حكموا بالتوارة هم مسلمون، ولهذا الله- سبحانه وتعالى- ذكر في سورة يونس أن موسى كان يقول لقومه عندما ووجهوا ببطش وعنف فرعون ودولته الظالمة (وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين).
[فاصل إعلاني]
ماهر عبد الله:
كنت تريد أن تبين لنا كيف أن الله –سبحانه وتعالى- اعتبر موسى وكل أتباع –الأنبياء من قبله أنهم كانوا مسلمين، يعني هذه الفكرة قد نستسيغها نحن المسلمين –أو المسلمون- لكن لن تكون مقبولة عند أتباع الديانات الأخرى.
الشيخ حامد العلي:
بطبيعة الحال لن تكون مقبولة، وليس معنى كونهم يعتقدون أنهم حقاً أتباع نبي في ظنهم أنهم كذلك فعلاً واقع، هناك قضيتان مهمتان جداً في العقيدة الإسلامية، أصلان مهمان جداً، الأصل الأول أن الإسلام دين –جميع الأنبياء، وأن أتباع كل نبي أتباعه يعني يؤمنون به ويتبعونه..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
حق اتباعه.
حامد العلي[مستأنفاً]:
هم مسلمون، عندنا الآية القرآنية التي بينت هذا بشكل عام ما يقول: (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت) يعقوب هو إسرائيل، وبنو إسرائيل هم بنوه وأنبياء بني إسرائيل كلهم في ذريته (إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون) الأصل الثاني المهم أن من كفر بنبي فكأنما كفر بجميع الأنبياء، ولهذا الله سبحانه وتعالى (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته ورسله لا نفرق بين أحد من رسله) وآخرهم محمد –عليه الصلاة والسلام- من كفر بمحمد ولم يصدق رسالته التي الله –سبحانه وتعالى- أرسلها ليدخل جميع الناس في دينه فكأنه كفر بنبيه، هذا أصل من أصول الإسلام ليس أحد جاهله، لكن هؤلاء الآن الذين يسمون اليهود هم اللي الله –سبحانه وتعالى- قال عنهم في القرآن كفرة بني إسرائيل، كما بسورة المائدة (لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه) الآيات، الشاهد أنهم هؤلاء هم كفرة بني إسرائيل، لأنهم –أصلا- كفروا بأنبيائهم، وثانياً أنهم كفروا بمحمد –عليه الصلاة والسلام- حتى لو فرض أنهم كانوا يؤمنون بأنبيائهم، فكفرهم بمحمد بمنزلة كفرهم بأنبيائهم، إذن نحن الصراع الآن بين المسلمين الذين ورثوا هذه القضية عندما نتكلم إحنا على بيت المقدس نتكلم على مهاجر الأنبياء، وعلى قبلة الأنبياء إلى محمد –صلى الله عليه وسلم- أول 16 شهر من هجرته إلى المدينة، نتكلم على بعدنا، على عمقنا التاريخي، ما نتكلم على قضية تتعلق بنا نحن فقط، هذا جزء من المفاهيم القرآنية والعقيدة الثابتة جداً في الإسلام، ليس الأمر بالأمر الهين، الصراع هنا صراع مركزي وخطير جداً ومهم جداً جداً، صراع يتعلق بانتمائنا انتمائنا إلى موكب الإسلام من آدم –عليه السلام- إلى محمد –صلى الله عليه وسلم- وأن هذا الموضع هو أحد المواضع المهمة جداً الذي يرتبط بها الانتماء.. هذا..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
لو عدنا.. يعني لو تركنا فلسطين جانباً، لو عدنا للأسباب المادية للنصر؟
الشيخ حامد العلي:
الأسباب المادية تنقسم إلى عمودين رئيسيين: العمود السياسي، والعمود العسكري، الله -سبحانه وتعالى- قال: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل) لكن القوة قوة أي أمة قوتها العسكرية هي ستمر عبر المنظومة السياسية فإذا كانت المنظومة السياسية، غير صالحة ستوأد قوتها، تتفرق مقومات وعوامل قوتها داخل المنظومة السياسية، فإذن إحنا نتكلم على سبب مادي اسمه سلامة الوضع السياسي، سلامة التركيبة السياسية، حتى لو إحنا نتكلم على قيادة نضال ضد استعمار لازم يكون هناك تركيبه نظام سياسي، صحيح سليم..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
اسمح لي أنا أستغرب هذا الكلام منك تحديداً، لأنك سلفي التيار السلفي في العادة متهم بأنه لا يعطي للسياسة هذه المكانة، -على الأقل- أكون صريح معك هذا جديد علي هذا الطرح من التيار السلفي، ليس بالضرورة اختلافاً مع الـ..
الشيخ حامد العلي:
على كل حال أنت أحسنت في قولك: متهم، والمتهم بريء حتى تثبت إدانتة، وإحنا ما ثبت إدانتنا، يعني السلفيون لم تثبت إدانتهم بأنهم لا يتحدثون عن السياسة، ولكنه قد يكون هذه تهمة ليست صحيحة، إحنا لما نتكلم عن قيادة نضال ضد الاستعمار، أو حتى مثل وضعنا الآن أمة تريد أن تتخلص من التبعية السياسية، أمة تريد أن تتخلص من التبعية الاقتصادية، من التبعية العسكرية إذا ما يكون عندها وضعها السياسي، تركيبتها السياسية السليمة، صحيحة بحيث تجتمع في هذه التركيبة المنظومة السياسية، عوامل القوة العسكرية وتوجه توجيه سليم لن تفلح أبداً، وطبعاً التركيبة السياسية النظام السياسي السليم لابد يكون فيه أربعة أشياء مهمة، أربعة أشياء، أول شيء: أن يكون النظام قائماً على العدل، ثانياً: أنه لابد أن يكون الانسجام بين القيادة وبين الشعب، ثالثاً: لازم يكون النظام (حرياً) عن التبعية لغيره بأي شكل من أشكال التبعية، أنا لا أتكلم عن المصالح المشتركة، حتى الرسول –صلى الله عليه وسلم- صار بينه وبين اليهود، وصار بينه وبين –حتى- الكفار يعني لما النبي –صلى الله عليه وسلم- هاجر إلى المدينة كان نشاطه على ثلاثة أنحاء: إقامة التحالفات عسكرياً مع القبائل والقرى حول المدينة، لأنه كان ينظر إلى العدو الأكبر والأهم في مكة، وكان يريد أن يوجد رادع عسكري يحمي المجتمع المدني، وكان يريد أيضاً أن يقطع طرق التجارة، يعمل حصار اقتصادي على كفار مكة، طيب نرجع الآن إلى قضية أول شيء أن يكون النظام قائماً على العدل، ما أتكلم عن.. أتكلم عن.. اثنين: أن يكون منسجماً فيه انسجام بين القيادة والشعب..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
اسمح لي بس أكون أنا مضطر أقاطعك مرة أخرى في تعريجة أخرى، لأنه أنا أعتقد أنه من المهم كونك معانا من التيار السلفي فيه أيضاً فيه جزئية ذكرتها عندما ذكرت تحالفات المصطفى –صلى الله عليه وسلم- وهذه إشكالية يعني أنا لا أريد أن أوقع نفسي في حرج، أنا أذكر لك بعض العلماء الأفاضل يعني من المحسوبين، قضية الولاء والبراء وعدم فهمها فهماً صحيحاً، البعض يكاد يقول: من لم يكن مسلماً فلا فلا نتعامل معه، إذا طلعت يفهم التعاون.. أن أشتري معه سيارة وأبيعه قطعة من خبز، أما أن يكون هناك مصالح مشتركة، إلى أي مدى متفش هذا الرأي، تغليب الولاء والبراء بمعناه العقائدي الصرف؟
الشيخ حامد العلي:
هو الولاء والبراء جزء من العقيدة الإسلامية وجزء من كل عقيدة..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
بلا شك.
الشيخ حامد العلي:
يعني حتى الغرب الآن يعني أمريكا سمت الدول التي لا يعجبها سيرها في نظام (الدول المارقة)، كلمة الدول المارقة يعني هذه لما نترجمها عربياً يعني الكافرة هي، يعني كأن أمريكا صارت دولة تكفيرية تكفر من يخالف الديمقراطية، ثم بعد ذلك حسنتها (الدول المثيرة للقلق)، إذن حتى كل الثقافات تعتبر إنه فيه مبدأ اسمه الولاء والبراء، فيه ناس معنا فهم أولياء، وفيه ناس يعادوننا فنحن نعاقبهم، نعاقبهم ونتبرأ منهم ونحاصرهم، هذا يوجد في كل عقيدة، بالعكس هذا أحد مقومات بقاء العقيدة وبقاء الثقافة.
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
بلا شك لكن أنا استهجاني..
حامد العلي [مستأنفاً]:
لكن لا يعارضه أن ندخل في تحالفات في مصالح مشتركة، الرسول –صلى الله عليه وسلم- فعل هذا، هذا موجود في كتب الفقه وكتب العلم العلوم الشرعية، وكيف هو يعني الضابط الذي يضبط أن يدخل المسلمون مع غيرهم من أهل الأديان في تحالفات، في مواثيق، في معاملات شرعية لا تضرب مبدأ الولاء والبراء، الثلاثة أركان الأساسية في سلامة النظام السياسي: أن يكون قائم على العدل، فيه انسجام بين القيادة والشعب، ألا يكون تابعاً لغيره،
رابعاً: أن يكون هناك وحدة سياسية، تكلمنا عن هذا قبل قليل، إما أن يكون هناك وحدة سياسية يعني دولة واحدة، أو يكون هناك نوع من المنظومات السياسية التي توحد الرؤى والمواقف، مثلاً الآن عند غيرنا يعني أوروبا أو كم مات من الملايين في حروبها؟ ثم الآن استطاعت أن تصل إلى شكل من أشكال الوحدة يقويها، فهذه الأربع أشياء مهمة جداً، الأول العدل، موضوع العدل عندنا إحنا طامة كبرى في بلادنا، العدل ولما نتكلم إحنا عن العدل نتكلم عن قضية مهمة جداً في الإسلام وينقسم إلى: العدل الاجتماعي والعدل السياسي والعدل القضائي العدل الاجتماعي قائدنا الاجتماعي بنتكلم عن حقوق الفقراء، منع استغلال السلطة للاستئثار بالثروة، منع الفساد، نتكلم عن العدل سياسي، عن حرية الرأي في إطار الشريعة، حرية الممارسة السياسية في إطار الشورى، نتكلم عن العدل القضائي حقوق الإنسان بالمفهوم الإسلامي، النبي –صلى الله عليه وسلم- ورد في حديث صحيح أنه قال: (أخوف ما أخاف على أمتي حيف الأئمة) ظلم الأئمة أن يكون فيها الظلم، لأنه عندما يكون الأمة متفشي فيها الظلم لن تنتصر أبداً على غيرها، يعني ثم تقول إسرائيل: أنتم تتباكون على القتلى الفلسطينيين وفي سجونكم كثير من القتلى الذين هدرت حقوق الإنسان كلها هذه.. أنتم قتلتم من شعوبكم أكثر مما نحن نقتل من الفلسطينيين وبتتبجح إن إحنا عندنا أيضاً من قنوات الحرية اللي تسمح لهؤلاء بجزء من النضال أكثر مما عندكم في بعض أنظمتكم مما يسمى بالمعارضة، حتى لو كانت معارضة سلمية، فإحنا لما نتكلم عن العدل، حيف الأئمة، الرسول –صلى الله عليه وسلم- أخوف ما أخاف على أمتي لأنه إذا كان فيها ظلم ستكون مكبلة عن أسباب النصر تكبيلاً عظيماً جداً، ولهذا الرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم -هذه أبو بكر الصديق- فلم يأخذوا علي أيديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه، وما هو أكبر من عقاب الذل؟! وشيخ الإسلام كلمته المشهورة: إنه يعني يملي للدولة الكافرة بعدلها، ويمنع عن.. الدولة المسلمة بظلمها، لأن الله –سبحانه وتعالى- يبغض العدل [الظلم]، ويقولوا علماء الشريعة الإسلامية أن النظام الإسلامي السياسي النظام السياسي الإسلامي قائم على ثلاثة آيات، آية سورة النساء (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب، (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) وآية سورة المائدة (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم) دستور الشريعة الإسلامية، والثالثة: آية سورة الشورى (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون).
ماهر عبد الله:
سنعود للأسباب المادية، عندي مجموعة من الإخوة على الهاتف منذ فترة طويلة، نستمع إليهم وإلى أسئلتهم أو مداخلاتهم ثم نعود لمواصلة الجزء الباقي من الحديث، معي الأخ طارق مصطفى –أولا- من فلسطين، أخ طارق.. تفضل.
طارق مصطفى:
السلام عليكم ورحمة الله.
ماهر عبد الله:
وعليكم والسلام.
طارق مصطفى:
تحية للأخ ماهر وللضيف الكريم.
ماهر عبد الله:
حياك الله.
طارق مصطفى:
حقيقة هناك قضية مرتبطة ذات علاقة بين النصر والتوحيد، الله –عز وجل- يطلب منا عبادة الواحد القهار، والواقع يطلب منا عبادة القطب الواحد في الأرض، الله –عز وجل- يقول: (فليعبدوا رب هذا البيت) البيت الحرام، والواقع يريد لنا أن نعبد رب البيت الأبيض، هذا الصنم كما أصنام الجاهلية من قبل، قال الله –عز وجل- (واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون. لا يستطيعون نصرهم، وهم لهم جند محضرون) نستنصر بأمريكا، ونستقوي بأمريكا، وحقيقة أن قوة أمريكا هي من قوتنا، قوتها من بترولنا، قوتها من سكوتنا، من صمتنا، من ضعفنا، من حمايتنا لمصالحها، نحن -في الحقيقة –نعبد أمريكا خوفاً وطمعاً، ونحن قادرون على أن نهز هذا الكيان، هذا من جانب، الجانب الآخر أن لأمريكا وكلاء من الأصنام الصغار أيضاً نحن نعبدهم من دون الله –عز وجل- شرقوا أم غربوا، أطاعوا أم عصوا، أحلوا وحرموا، نحن نوافقهم في كل شيء وهذه مشكلتنا..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
سيدي الأخ حامد سمع هذا الكلام وسيعلق عليه، عندك سؤال للأخ حامد قبل أن..؟
طارق مصطفى:
أنا أرى أن أحد إشكاليات القمم –قبل- التي حصلت في الفترة الأخيرة أن قراراتها -إذا كان لها قرارات- كانت دون المستوى كما هي العادة، أن هذه الزعامات -لأننا نعبدها من دون الله- تعودت أن نسكت عليها، وأن نوافقها، ولو أننا عاملنا ها كما ينبغي أنهم خدم للأمة ومسؤولون أمامها وأمام الله عز وجل، وأنهم سيحاسبون إذاً لتغير الأمر، إذاً المفروض كخطوة أولى على الأقل.
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
طب مشكور جداً.
طارق مصطفى:
إذا تكرمت بس.
ماهر عبد الله:
تفضل.
طارق مصطفى:
إنه كل مسلم في العالم يعلن أمام الله أنه لن يعطي شيكاً على بياض لأي زعيم، وأن يرفع صورة الزعيم من بيته ومكتبه كخطوة أولى على طريق التوحيد، والسلام عليكم.
ماهر عبد الله:
طيب مشكور جداً يا سيدي وأن رمز من رموز التوحيد التيار السلفي هو تيار التوحيد، فستسمع منه تعليقاً على ذلك، معي الأخ شريف صلاح من الإمارات، أخ شريف تفضل.
شريف صلاح:
السلام عليكم.
ماهر عبد الله:
عليكم السلام.
شريف صلاح:
مرحباً بالشيخ الكريم.
حامد العلي:
مرحباً.
شريف صلاح:
حضرتك هو فيه سؤال يهمني جداً الإجابة عنه، بتكلم عن الوحدة بين الأمة الإسلامية، ولكن أنا عاشرت الجماعات الإسلامية في مصر كثير قبل كده أيام الجامعة، وعاشرت الإخوة السلفيين والجماعات الإسلامية المختلفة، ولي أصدقاء منهم، وحقيقة الأمر يعني أنا فخور بهذا، ولا أشعر بضيق من اتهام هذه الجماعات بالإرهاب، لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نكون إرهابيين لأعدائنا (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به) فالله سبحانه وتعالى أمرنا أن نرهب أعداءنا، وأعداؤنا يقولوا علينا إرهابيون، نعم، نحن إرهابيون لأعدائنا، السؤال الآن: لماذا الجماعات الإسلامية والدعوة السلفية بالذات، لأني كان مكثت فترة طويلة معهم- لماذا تتنافر هذه الجماعات الإسلامية؟ وهل إطلاق الأسماء على الجماعات الإسلامية مثل: الدعوة السلفية، ودعوة الجهاد وكل هذه الأسماء ألا تعتبر بدعة لأن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لم يأمرنا أن نتخذ غير اسم مسلمين، أرجو التوضيح من فضيلتكم.
ماهر عبد الله:
مشكور.
شريف صلاح:
كيف نلغي هذه الأسماء ونتوحد تحت اسم المسلمين.
ماهر عبد الله:
مشكور جداً يا أخ شريف السؤال واضح معي الأخ احمد بهنسي من السعودية، أخ أحمد تفضل.
أحمد بهنسي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ماهر عبد الله:
وعليكم السلام ورحمة الله.
أحمد بهنسي:
يا أخ ماهر أنا عندي نقط كثير لصعوبة الاتصال بكم على برامج كثير، لكن سأختصر وبسرعة.
ماهر عبد الله:
تفضل.
أحمد بهنسي:
أولاً شكراً ولكل برامج الجزيرة على الحوارات المفيدة الهادفة.
ماهر عبد الله:
بارك الله فيك.
أحمد بهنسي:
لكن حتى لا تكون ازدواجية فأنا أعجب من إن برامجكم –أحياناً- تقطع بفواصل ليست حتى –يعني- أقل درجة من الإسلامية، سامحني على هذا الاعتراض.
ماهر عبد الله:
ماشي.
أحمد بهنسي:
كلمت حضرتك أكثر من مرة على الترجمة ولو شريط ترجمة يا إخوة لأن مهم جداً قيمة برامجكم ستزيد لو ترجمت أو دبلجت يعني تنطق بالإنجليزية مترجمة ولو في الإعادة لو سمحتم.
نقطة بقى بالنسبة لضيفك الكريم –جزاه الله عنا خيراً- الأولى: كيف نقنع القادة والمقودين أن الإسلام لن يقوض قيادات القادة، ولن يحجر على حريات المقودين، يعني أنا أرى إن هذه..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
أخ أحمد أنت متأكد أنه لن يقوض؟
أحمد بهنسي[مستأنفاً]:
لأنه أنا أرى إن لو فيه إخلاص في النية، أو إخلاص حتى في حب الناس سينمو به الإسلام، الإسلام سيحميه هو كقائد ويحمي مقودينه، سيبنيهم، أنا يمكن أنا ليست عندي الحجة الكافية لأقنعهم بذلك، قد يكون شيخنا عنده هذه الحجة.
أختلف مع المتكلم قبلي على حكاية رفض أي تعامل وبث مزيد من الكراهية لأمريكا وللغرب، هناك –على فكرة- إيطاليا وأمريكا ودول كثير من أوروبا ينتشر فيها الإسلام وسمعت تقرير قريب في الـ CNN أن الإسلام أسرع ديانة انتشاراً في إيطاليا وقد تكون في أوروبا كلها.
يعني قصدي لا نكون جغرافيين في الكراهية، ولكن نكون منطقيين، هناك يهود أساتذة الآن أسمعهم يؤيدوا الحق الفلسطيني. يعني قصدي أن نكون عندنا سعة أفق في تقبل وعرض الآراء مع تمسكنا بعقيدتنا وإخلاصنا فيها، وجزاكم الله خيراً حتى لا أطيل عليكم.
ماهر عبد الله:
طيب مشكور جداً يا أخ أحمد وأطمئنك أن الجزيرة كما أنها تنتقد فيجب أن تسمع النقد، أنا أعتقد أن موضوع الترجمة طُرق من قبل وأعتقد أن التأخير في قضية Logistics وإمدادات مادية وإعدادات، لكن أنا أعتقد أنها طور الإعداد، موضوع الدعايات لا شأن لنا به لكن أنا على يقين أيضاً بأن الإدارة تضع هذا في عين الاعتبار، وإن كان –باختصار شديد- الجزيرة لابد لها أن توظف، ومن يوظف لابد أن يدفع، ومن يدفع لابد أن يقبض.
فأنا أعتقد أن هذه أحد وسائل التمويل لهذه المحطة التي نتمنى لها الدوام بهذا الخط، سيدي.. سأوجل الأسئلة فقط لإكمال محورنا الأساسي عن الجانب المادي لأسباب النصر، تحدثت عن الإدارة، أو إدارة الوضع السياسي والتركيبة السياسية، هل هذا كل ما هو مقصود بالجانب المادي؟
حامد العلي:
لا طبعاً، لكن إحنا ما انتهينا من الكلام عليه، يعني حينما نتكلم على سلامة النظام السياسي ونقول إن العدل أحد المقومات الأساسية والانسجام بين القيادة يعني أسئلة اللي دخلوا علينا، وتعكس أسئلة الشارع العربي، الانسجام بين القيادة والشعوب أن لا يكون نظام سياسي تابع، أن يكون هناك وحدة سياسية في المواقف والرؤى على الأقل هذه أربعة أركان، حينما نتكلم عن أسباب النصر، ليش؟ نريد إنه نطبقها على واقعنا ننزل المصطلحات هذه على واقعنا العربي لحقوق الإنسان، ثم ننظر أين خلل، في الحقيقة أن جميع عوامل النصر هذه قد لا تكون معدومة بالكلية في جميع الأحوال وفي جميع..، ولكن فيها ثقوب كبيرة جداً، خلل كبير جداً جداً، وإذا أردنا أن نجمع عوامل النصر يجب أن نُعيد سد هذه الثقوب، وإصلاح هذا الخلل، من وجهة نظري الأمة فيها خير كثير حتى حكامها يوجد في جوانب كثيرة جداً من الخير والصلاح، في بعض الأحوال إن لم يكن كلها، الأمة بحاجة إلى إعادة ترميم، ما يصير نعتبر الأمة كلها صارت في جاهلية، وصارت في كفر، وارتدت وإحنا بنوجدها من جديد، نحن بحاجة إلى تجديد وترميم، والرسول –صلى الله عليه وسلم- يعني قال، كلمة محمد أسد المفكر المشهور: (الأمة مثل الكائن العضوي حضانة، تشب، ثم تموت إلا الإسلام) أمة تتجدد تمر بالأطوار هذه ولكنها تصل عند الموت فتتوقف قليلاً، ثم تعود وتتجدد، إحنا بحاجة إلى إعادة ترميمها وتجديدها، إحنا بحاجة إلى مشروع نهضوي، مشروع نهضوي ليس فقط هو صياغة يعني كلام خطابي..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
بس اسمح لي هنا مقاطعة بسيطة وهذا مأخذ يعني ليس فقط على الإسلاميين، كل من تصدوا لمشروع النهضة العربية، يعني الحديث عن هذه الأزمة التي نعاني منها ونتحدث عنها في هذا البرنامج، وكل برامج المحطات العربية، ثمة هذا التركيز على القضايا الكبيرى، ثمة التركيز يعني في حديثكم هذا المساء تتحدث عن الأمة الأمة الأمة، ماذا عن الإنسان الفرد؟ أنا بأعتقد إن جوهر نجاح المشروع الغربي أنه أعطي للإنسان قيمته الحقيقية.
حامد العلي:
هذا جزء من كلامنا عن العدد، يعني الألسنة قاطعتنا، ونحن كنا في طريقنا إلى الكلام على هذه القضية المهمة والخطيرة جداً فإذا أنت بتأجل الأسئلة.
ماهر عبد الله:
لا أنا عايز، أن الأسئلة موجودة ومكتوبة، لكن قيمة الإنسان، أنا عايز الإنسان والفرد.
حامد العلي:
الفرد؟
ماهر عبد الله:
نعم.
حامد العلي:
أنا عندي العدل الرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول حيف الأئمة يقع على مَنْ؟ على الإنسان الفرد، وأن الظلم سبب زوال الأمم، الرسول –صلى الله عليه وسلم- ما ربط هذا الربط يعني عبثاً، عندما نتكلم عن العدل الاجتماعي، ليش إن الإسلام يعتبر مانع الزكاة؟ أبو بكر الصديق قاتل مانع الزكاة، هي مانع الزكاة تدخل في أي إطار، في العدل الاجتماعي، وفي حقوق الفقراء، وأن ما يصير، ما يصح أن المجتمع المسلم يعيش بينه فقراء، والهوة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء، اللي هم لا يُنظر إليهم ولا يعطيهم أموال، واجب لأن هذا جزء من..، يعني في الإسلام الدولة مأمورة بأن تأخذ الزكاة وتعطيها للفقراء، يعني جزء من واجبات النظام وليس هو كما هو الحاصل الآن أن يعطيها الناس.
اثنين: إنه منع استغلال السلطة للاستئثار بالثروة، هذا جزء من العدل الاجتماعي أم لا؟
الإنسان هو اللي معنى بهذا، الفقير هو المعنى بهذا، أبو بكر الصديق لما تولي وأراد ينزل السوق، لا أنت السلطة لا تدخل السوق، وكذلك منع الفساد إنه نتكلم على منع الفساد لأنه سيضيع العدل الاجتماعي، هذه القصة الرمزية أو الواقعة في التاريخ أن عمر –رضي الله عنه- لما كانت تجمع إليه كنوز الفتوح، الغنائم، فتعجب ذات مرة (إني لأعجب للذين يبلغون هذه الأموال إليّ، كيف لا يأخذوا منها شيئاً؟ فقال له الصحابي الجالس عففت يا أمير المؤمنين فعفت رعيتك، عففت يا أمير المؤمنين.
فإذن هذا كله يخاطب.. كذلك العدل السياسي، العدل السياسي عندنا، وأين العدل السياسي؟ حرية الرأي، حرية الرأي الآن فقط هي يعني مُرحب بها إذا كانت تطعن في الإسلام، توضع تحت بهرج إعلامي وزخم إعلامي غريب جداً، لكن عندما تكون لأ، في حقوق الفقراء في انتقاد النظام السياسي وممارساته، لا أحد يهتم بها، للأسف حتى العلمانيين الذين يرددون حرية الرأي، أفرح ما يكونوا بحرية الرأي في مجالين اثنين، وهذا عندنا خبرة في الكويت في هذا، إذا كان هناك طعن في الدين، إذا كان هناك كلام حول القضايا الجنسية والإباحية الجنسية في قالب الأدب، العدل، حرية الرأي كذلك، حرية الرأي في الإسلام ترى ما هو حق مكتسب، حق أساسي، ولهذا الرسول –عليه الصلاة والسلام- قال: الدين والنصيحة –ربطها بالدين- قالوا: لمن يا رسول الله؟ لله ورسوله وكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم. حتى أئمة المسلمين، وجعل كلمة الحق أمام سلطان جائر أفضل الجهاد، كان قد الرسول –صلى الله عليه وسلم- وضع قدمه في ركاب الـ.. ذاهباً إلى الجهاد فأخذ الصحابي بركابه قال: يا رسول الله ما أفضل الجهاد؟ في هذا المقام قال: كلمة حق عند سلطان جائر الحق هذا، الحق..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
بهذا خلينا نرد على السؤال.
حامد العلي[مستأنفاً]:
كلمة الحق، كلمة الحق إنما يحمى بها الفرد في المجتمع.
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
لا، في جوهر هذه النقطة تحديداً ومعذرة للمقاطعة سؤال الأخ طارق مصطفى هو ذكر كلمة بسيطة بس أعتقد إنها مبدئية أنه أحد أسباب الخلل أنهم يجتمعون –كما قال- في القمم الإسلامية والعربية وتأتي النتائج دون المستوى ونسكت نحن، هو يعتقد –وهذا جوهر الكلام الذي اتفق أنا على الأقل معه- أنه يجب إقناع هؤلاء الحكام أولاً بأنهم ما هم إلا خدم لهذه الأمة، وليس بالضرورة سادة لعبيد فيها، يعني كلمة حق عند سلطان.
حامد العلي:
أيوه، نعم هو ده الأصل في الإسلام أن لحاكم نائب عن الأمة، نائب عن الأمة يسوسها بالشرع.
ماهر عبد الله:
موظف عند الأمة.
حامد العلي:
طبعاً موظف عند الأمة، هذا اللي في العالم الغربي أنه يُكلَّف بأن يخدم مصالح الأمة فإذا انحرف عن هذا الاتجاه يوقف عند حده بطريقة أو بأخرى، طبعاً الطرق السلمية، إحنا نتكلم عن هذا شيء موجود في الإسلام من الأول، إحنا لما نتكلم عليه بعد قليل، يعني الشورى، أقول نستأذن حديثنا أنا، الشورى في الإسلام الله –سبحانه وتعالى- (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم، ومما رزقناهم ينفقون) لماذا وضع الشورى بين الصلاة والزكاة؟ هذا له دلالة، إنها في غاية الأهمية، وعندنا في الإسلام يسمى أهل الشورى أهل الحل والعقد، طيب هذه الكلمة، هذه الكلمة لها دلالة سياسية أهل الحل والعقد، وأنهم يبايعون الإمام، والنبي –صلى الله عليه وسلم- أيضاً جعل هناك حل للانحراف في السلطة، فيه حلول سلمية كلمة الحق، النصيحة، لكن إذا خرج عن الإطار خروجاً كُلياً، يعني صار يقوض النظام الإسلامي، لما سئل الرسول –صلى الله عليه وسلم- أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: لا، ما أقاموا الصلاة، يعني فيه حد إذا وصلوا إلى هذا الحد فهناك في النظام الإسلامي ما يوجب لأهل الحل والعقد أن يتدخلون لإنقاذ، أن يتدخلوا لإنقاذ الحال السياسي.
المهم، نتكلم بعدين عن العدل القضائي، حقوق الإنسان هنا تدخل العدل القضائي، يعني عندما يكون في البلاد الإسلامية الإنسان ليس له قيمة ممكن إنه يأخذ كمتهم ويوضع في السجن وتطلق اليد عليه، ويقول الناس كلهم فيه ما شاءوا أن يقولوا إلا هو ما يستطيع أن يتكلم عن نفسه ولا يوكل من يتكلم عن نفسه، ويصير مات لا أحد يسأل عليه، أو أخرج وتبين أنه كان بريئاً وأن كل الذي حصل له من اضطهاد ومن تعذيب ومن ضياع الحقوق لا قيمة له، لا يعوض، هذا من أعظم الظلم في بلادنا، وهذا من أعظم أسباب احتباس النصر عنا إن الإنسان لا قيمة له حتى لو كان متهماً.
ماهر عبد الله:
طب تسمح لي هنا في هذه تحديداً..، نعود للإنسان لأن جوهر القضية هو الإنسان، لكن ثمة ملاحظة شاملة في أكثر من بلد عربي، في كل البلدان العربية توظيف القضاء سياسياً.
حامد العلي:
وهذا جزء من انعدام العدل، لأن لو كان القضاء قائم على العدل، توظيف القضاء أحياناً يكون سياسياً، وأحياناً يكون يعني أيضاً مصالح شخصية، هذا شيء يوجد إحنا قد يُقال حتى في الشريعة الإسلامية القضاة يمكن.. نعم.
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
الشخصية بالتعبير العامي مقدور عليها، لأنه في الأخير شخص أو شخصين، لكن عندما يوظف معناها ثمة جهاز حاكم، ثمة نخبة حاكمة..
حامد العلي:
أي نعم، وهذا أحد من أعظم أسباب أن يكون الأمة في حالة الضعف والذل، يعني حتى أنه يصير تتضخم الجهات الأمنية، تتضخم.. تتضخم حتى تصير دولة داخل دولة، وتصير الجهات الأمنية يعني في بعض البلاد، الأمن الخاص، والأمن العام، والاستخبارات العسكرية، والاستخبارات اللي ما أدري أيش، والأمن الوقائي، والحرس الخاص، ويمكن عشرة، 15 نظام يعني معقد جداً متضخم.. متضخم.. تطلق يدها على..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
وحرس على الحرس وأمن على الأمن.
حامد العلي[مستأنفاً]:
تطلق يدها، تصير دولة داخل دولة، تصير هي التي تحكم، فعلاً يصير كل شيء تابع لها، تصير هي السلطة، هذا تحت هذه المظلة تهدر حقوق الإنسان في الوطن الإسلامي والوطن العربي، كثيراً ما يكون، إحنا لا نعمم الأحكام، ولكن هذا الظلم أيضاً أحد أسباب احتباس النصر، وكوننا تحت مظلة هذا الظلم والضعف والخطر، إحنا لما تكلمنا على العوامل هذه ترى يعني إجابة على كلام.. على سؤال أحد السائلين هذه هي أسباب يعني التي لو أخذت بها كل أمة نهضت عامة، يعني هناك أسباب عامة، كل أمة لو تأخذ بها تنهض، وفيه سبب خاص بنا إحنا المسلمين يُضاف إليها، إلى هذه.. سنذكره في الأخير، ولكن إحنا قعدنا نتكلم الآن، تكلمنا على الاعتزاز بالذات، تكلمنا على وحدة العقيدة، إنه يتكلم هو على التوحيد، هذه يدخل في هذه، إحنا لما نتكلم عن وحدة العقيدة، نحن نعبد مَنْ؟ من أين نستقي منهجنا؟ من أين نستقي شريعتنا؟ من الذي يحدد لنا سيرنا في الحياة؟ هل هو الله سبحانه وتعالى أم الثقافات الأخرى والمناهج الأخرى، والأفكار الأخرى، والفلسفات الأخرى؟ إذن نتكلم، إحنا لما نتحدث عن العدل، عن العدل الاجتماعي، عن العدل السياسي، عن العدل القضائي، والعدل مهم جداً إذا لم نصحح هذه الناحية اللي تدخل في نظامنا السياسي، لن نستطيع أن ننهض.
ماهر عبد الله:
اسمح لي مرة أخرى نعود إلى الإخوة المشاهدين، ثم نكمل في الجوانب الأخرى، معي الأخ عبد الله المقدسي من فلسطين، أخ عبد الله تفضل.
عبد الله المقدسي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ماهر عبد الله:
عليكم السلام.
عبد الله المقدسي:
أحيي فضيلة الشيخ الجليل.
حامد العلي:
حياك الله.
عبد الله المقدسي:
أحييك يا أخي ماهر.. بارك الله فيك.
ماهر عبد الله:
أهلاً بك.
عبد الله المقدسي:
أخي الكريم يعني فضيلة الشيخ -أعانه الله- تكتال إليه التهم الكثيرة بأنه أصبح من الإخوانية الجديدة، هناك من إخواننا السلفيين –وللأسف- وهم جيران دولتكم الشقيقة الكبرى علماء هناك، يُحرمون –حتى- النظر إلى هذا البرنامج لأن فيه فضيلة العلامة الشيخ القرضاوي، على كل أعانه الله على ما سيوكل إليه الآن من تُهم، وأقول أخي ماهر.. من باب الجهاد، وأرجو من شيخنا الفاضل أن يوجه نداء خاص إلى قناة الجزيرة أن تزيل ذلك الخنجر المسموم الذي تضعه في خارطة فلسطين وهو كلمة إسرائيل، عندما تبث الأخبار، وعندما تأتينا بوجوه نحن نلفظها، ونتعايش معها، ونعرف من هم اليهود، ولا نريد أن نعرفهم عبر قناة الجزيرة، نريد من شيخنا الفاضل ومنكم أنتم، ومن فضيلة الشيخ القرضاوي الدعوة إلى مقاطعة هذا، وخارطة فلسطين هي خارطة المسلمين، قناة أبو ظبي الفضائية تأتي تكتب فلسطين، لا يوجد إسرائيل في خارطة فلسطين إذا كنتم أنتم مسلمون، هذه قضية، والقضية الأخرى.
ماهر عبد الله:
طيب يا سيدي.
حامد العلي:
إذا كان –عفواً أخي ماهر- أرجوك إذا كان.
ماهر عبد الله:
تفضل.
حامد العلي:
إذا كان (صلاح نجم) رئيس تحرير الجزيرة يفرض عليكم ذلك، يجب أنتم..
ماهر عبد الله:
يا سيدي يعني كلامك يا سيدي كان جميلاً لولا هذه المداخلة الأخيرة، اللي كانت -يعني للأسف الشديد مضطر أقول لك إنه خارجة يعني للأسف أقل ما في الأمور -عن حدود اللياقة، ما كانش فيه داعي لتخصيص الاسم، تقديري لنقطتك الأولى جوهري، وأنا أتفق معك، وأنا يعني بإذن الله إن لم تكن الإدارة سمعت بمداخلتك فأنا أضمن لك بأن أنقلها، والحقيقة أنت لست الأول، وأعتقد أنك لن تكون الأخير الذي يعترض ويحتج على مثل هذه، وأنا أؤكد لك يا سيدي أنه ليس هناك موظف واحد صاحب قرار في هذه المؤسسة، إنما هو قرار من الإدارة من حيث هي إدارة، فإلقاء التهمة على فلان أو علان يا سيدي لم تكن موفقاً فيه والله أعلم معي الأخ واصف هلال من الإمارات.
واصف هلال:
السلام عليكم.
ماهر عبد الله:
عليكم السلام.
واصف هلال:
عودة لبداية الموضوع لو سمحتم لي مداخلتي حولها، وهي تحديد الهوية والانتماء لهذا الجيل، تكلمتم عنها من قبل، والأخ الضيف تكلم عنها، ولكن لم تقف عند الآليات التي لابد من استخدامها، يا سيدي لابد من الاهتمام بأسلوب التنشئة في أول محضن من محاضن التعليم ألا وهي الأسرة، حيث أن العديد من شبابنا فقد أسباب التنشئة الواعية، والأساس التعليمي الذي يدفعه إلى تحديد الهدف، هذه نقطة، ولذلك كما تفضل الأخ الضيف لابد من تحديد الهوية والانتماء لهذا الجيل الذي أصبح في حالة ضياع عن هويته الإسلامية، وذلك من خلال تعميق الإيمان بالله عز وجل، والحب والولاء لهذا الدين.
وذلك أيضاً من خلال بناء العقيدة في النفس وقدوتنا في ذلك سيدنا محمد –عليه الصلاة والسلام- حيث أنه مكث طيلة العهد المكي يحدد الهوية والانتماء لجيل الصحابة، وهذا العمل المهم لابد أن تتكاتف العديد من الجهات حتى يُكتب له النجاح، وخاصة، أخص وسائل الإعلام، لأنها تستطيع تشكيل عقلية الناس وتوجيهها لأي جهة، ولذلك ما نتمناه على الإخوة المسؤولين في جميع دول العالم الإسلامي أن يقوموا بواجبهم على أكمل وجه من حيث طبعاً مسؤولين عن وسائل الإعلام، من حيث أولاً التوقف عن عملية الهدم -آلية الهدم العقلية شباب هذا.. لشباب الإسلام، ومن ثم القيام بآلية البناء، هذه نقطة مهمة، بناء الشباب وتعميق العقيدة في النفوس، وكذلك أيضاً لابد أن نعمق الهوية الثقافية لدى المجتمعات الإسلامية لنخلصها من التبعية الثقافية لعدوها من خلال العودة للإسلام عقيدة ومنهاج حياة، والعمل من خلال تضامن وتكامل المؤسسات ولا سيما في ظل دواعي العولمة التي أزالت الحواجز وجعلت الحماية الأخلاقية لا تجدي نفعاً، والسلام عليكم.
ماهر عبد الله:
طب أخ واصف مشكور جداً، مشكور جداً، معايا الأخ محمد أبو عبد الله من السعودية، أخ محمد تفضل.
محمد أبو عبد الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ماهر عبد الله:
وعليكم السلام والرحمة.
حامد العلي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
محمد أبو عبد الله:
أولاً أحييكم إخوتي الكرام، وأشكر لكم هذه الندوات الطيبة، أخي الكريم ماهر.
ماهر عبد الله:
تفضل.
محمد أبو عبد الله:
أرجو أن أبدأ معكم بهذه الملاحظة، وأرجو أن تتقبلها، أولاً السلبية التي أتيت بها مثالاً المرأة في الدول الغربية عندما تفقد عائلها تتكفلها الدولة، وهذا التكافل، أو هذه الرعاية من الدولة الغربية فتح أمامها المجال لانحرافها والتمادي في اللاأخلاقيات، أرجو أن أوضح لكم أن هذه المرأة ليست مسلمة بالطبع، إنما هي تنتمي لغير الإسلام، ويعني الإسلام بريء من هذه التصرفات، والإسلام منذ بزوغ نوره ونبيه الكريم الذي -عليه الصلاة والسلام- الذي أرسى قواعده.
حامد العلي[مقاطعاً]:
(…) العلاقة بين القانون والنواحي الاجتماعية.
محمد أبو عبد الله[مستأنفاً]:
تضمن بين تعاليمه التضامن والتكامل والتكافل الاجتماعي، وما كان يقوم به الخليفة الثاني عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- ليلاً يتفقد أحوال الرعية إلا تحقيقاً لهذا التضامن، ثالثاً: وهل ما أشرت إليه من أشكال الأمهات على ما يُقدم لهن شجعهن واعتبرهن، واعتبرن التمادي في الشذوذ وأقول هل هذا من الإسلام؟ ليس من الإسلام. ولم الإشارة إلى هذا اللا أخلاقيات وإسلامنا يُحرم..
ماهر عبد الله:
يا أخ محمد، يعني اسمح لي بس بالمقاطعة قليلاً، أنت فهمت المثال خطأ، الشيخ كان يتحدث عن أن القانون والعادات الاجتماعية والأنماط التي تسود من المسلكيات في المجتمع مرتبطة بالقانون، والقانون يؤثر فيها، ضربت أنا مثالاً على هذا البلد الذي نعتقد أنه ناجح في إدارة شؤونه أنه قُرر هذا القرار ذات يوم قبل أربعين سنة أو يزيد، ثم تبين أن له تبعات اجتماعية خطيرة على المجتمع فعادوا لإيقافه، الشاهد ليس التأسي وإنما إقرار نقطة أن القانون له خلفيات اجتماعية سيدفع المجتمع، مشكور جداً يا أخ محمد على هذه المداخلة.
اسمح لي شيخ أقرأ لك قبل العودة بس فاكس من الأخ أعتقد أنه العليان من سلطنة عمان لأن الخط غير واضح، تتحدث عن التعددية والديمقراطية وأن لنا مفهوماً غير ذلك، ولكن واضح أن موضوع الشورى الذي نطرحه نحن، أغلب الناس ميالين إلى أنها معلمة وليست ملزمة، وبالتالي هي ستبقى حكم الفرد، وستبقى ضد التعددية، وبالتالي ضد ما أصبحنا نعتقد أنه الصح في هذه الأيام، هل فعلاً الشورى تكفل إذا كانت معلمة فقط، إذا كانت معلمة فقط، وهو الذي يبدو أن كثير من الناس تميل إليه هذه الأيام، ماذا تفترق عن حكم الفرد؟
حامد العلي:
هو لا شك إنه كون الله –سبحانه وتعالى- أمر بالشورى (وشاورهم في الأمر) واجب إن الهدف منه هو منع الاستبداد، لكن إحنا نقطة عندما نفهم يعني كلام العلماء يعني الشورى ملزمة أو معلمة؟ إحنا نتكلم على نظام إسلامي، عندما نطبقه على واقع غير إسلامي نتكلم على حكم لا يرتبط بالشريعة أصلاً، مثلاً حكم علماني مثلاً، والحاكم فيه أيضاً يعني لا يعترف بالشريعة ويعني لا يجب أن يتوافر فيه شروط الحاكم في الشرع..كما كتبها الفقهاء ثم ننزل هذا الكلام سنخطيء..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
لا، هو السؤال أنا في تقديري يعني لو أردت أن أحسن الظن بالأخ عليان إنه حتى في الدولة الإسلامية..
حامد العلي[مقاطعاً]:
يمكن أن يحصل استبداد ولكن النظام الأصلي الإسلامي، الإمام لازم يكون مجتهد عالم، يعني أصلاً هو متمثلة فيه مبادئ ومفاهيم الإسلام التي تؤهله ليكون في هذا المنصب، وهو يستشير الشورى –أهل الشورى- فهو واحد منهم ويستشير العلماء، مو إنه الإنسان ليس بهذه المثابة وله ألا يأخذ بقولهم، إحنا نتكلم على إنسان يترك اجتهاده لاجتهاد الغير، والعلماء لما اتكلموا اتكلموا على هذا الواقع، ما اتكلموا على أن يكون فيه ظروف استثنائية، أن السلطة لا تملك يعني قدرة يعني على الاجتهاد أو العلم اللي هي الشروط الأصلية حينئذ يجب أن تلزم، لأن إحنا حينئذ نتكلم على مجلس أهل الحل والعقد، ومجلس شورى إذا لم يلتزم بكلامه سيكون انحراف في الشرع، مو مسألة اجتهادية بين الشورى ملزمة ومعلمة بين عالم إمام مجتهد مثل الخليفة الراشد، وآخرين فلنتكلم إحنا في داخل إطار الأمور الاجتهادية، هذا لا يتنزل على واقعنا، الشورى الآن إذا لم تكن حسب النظام الإسلامي الأصلي السياسي يجب أن تكون ملزمة، لأن إحنا نتكلم إحنا في هذه الحالة عن اختلاف مجتهد مع مجتهدين فهل يترك اجتهاده ويقلدهم أولا خلافاً معهم؟ هذا بالنسبة لموضوع الشورى.
ماهر عبد الله:
سؤال الأخ إبراهيم حنون بالفاكس من الولايات المتحدة وأنا أطمئن الإخوة أننا يعني الأسئلة التي وصلت بالهاتف سنأتي إليها، طبعاً هو يشكر فكرة استضافة أخ من التيار السلفي، ما تتحدث عنه من التكالب والعدوان الذي يمارسه أعداء الإسلام على المسلمين، أليس الأولى أن تتوحد الحركات الإسلامية على الثوابت المعروفة، وتؤجل الخلافات الفرعية حتى تقاتل أعداءها كافة كما يقاتلوننا كافة؟ وهذا أربطه بسؤال الأخ شريف سابقاً إنه لماذا لا نبدأ بالحركات الإسلامية كونها طليعية في هذا المجال؟
حامد العلي:
نحن الآن في مرحلة التشخيص، نتحدث عن واقع مرير، وعندما نخاطب الناس بالحل الأول، من يخاطب بذلك هم الجماعات الإسلامية قادة الحركات الإسلامية، حملة العلوم الشرعية، ونحن نضم صوتنا مع الإخوة، هذا الخطاب يكلف به كل مسلم على حسب أهليته، لكن إحنا ما أتينا حتى الآن عشان نتكلم على هذا، وإنما نتكلم الآن في إطار تشخيص الواقع المرير، ما هي أسباب كون الأمة على هذا الواقع المرير الذي أدى إلى ضعفها وهوانها.
ماهر عبد الله:
لكن هي قطعاً جزء من هذه المأساة، يعني إذا كانت الطلائع غير الحاكمة وبالتالي ليست لها ثمة سلطان تخسره، ولا سلطان تكسبه اللهم إلا.. إذا كانت هذه لا تستطيع أن تتفق على قواسم مشتركة، ألا يصبح من العبث مطالبة دول عندها مصالح نخب حاكمة في أقطار ستخسر الكثير؟
حامد العلي:
إذا كانت لا تستطيع (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) أم تقصد تقول لا تريد؟
ماهر عبد الله:
وهذا أسوأ.
حامد العلي:
إيوه، فإذا كانت لا تريد، أولاً إحنا لا نستطيع أن نعمم الحكم هذا إنهم كلهم لا يريدون القادة لا يريدون، بل الواقع يدل على أن الجميع يرحب بهذه الفكرة، وأن قادة الحركات الإسلامية يعني تبدي دائماً عندما تطرح مشروع..
[موجز الأخبار]
ماهر عبد الله:
سيدي نعتذر على كثرة المقاطعة وأنا سأقاطعك مرة أخرى لأنه عندي فاكس طريف مختوم بسؤال للأسف اسم الأخ سقط، لكن واضح من الرقم أنه من الإمارات، يقول: السلام عليكم، إن من ينظر إلى أمريكا وما تفعله في الشعوب الإسلامية يشعر وكأنه ينظر إلى المسيح الدجال، فالمسيح أعور –المسيح الدجال- وأمريكا الآن هي القطب الوحيد في العالم المسيطر على مصيره وكأن العالم بكامله أعور، وأمريكا الآن تطبق العقوبات الاقتصادية على كل من يخالفها ويهدد مصالحها والمسيح الدجال يحكم بالجوع على كل من يخالفه ويمنع عنه الخيرات، ويفصل في لك، من يسير في ركب المسيح الدجال يخسر دينه والآخرة، ومن يسير في ركاب أمريكا يخسر دينه والآخرة، ثم يقول أنه المسيح يخرج –المسيخ الدجال- يخرج كنوز الأرض وخيراتها، وأمريكا الآن من خلال الأقمار الصناعية تستطيع تحديد أماكنها، في النهاية يسأل، عندما ذكر المصطفى –صلى الله عليه وسلم- المسيح الدجال هل قصده بشكل رمزي حسب الصفات، أم أنه يجب أن يكون من لحم ودم؟
حامد العلي:
الجواب أولاً يعني لعله نحن نتمنى أن يكون التفسير على هذا النحو لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- ذكر أن المسيح الدجال يمكث أربعين يوماً لكن يبدو إن الموضوع اللي هو علقه بالمسيح الدجال أكثر من أربعين يوماً بكثير، لا يجوز التأويل على هذا النحو، وجعل أحاديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- في هذه الصورة الرمزية لأن هذا يؤدي إلى تأويل..، فتح باب التأويل الباطل يعني بيهدم الإسلام ويفتح باب الزندقة، الأحاديث التي وصفت المسيح الدجال على أنه من أشراط الساعة، تؤكد أنها لا تنطبق على الواقع السياسي تأكيداً منها أنه يمكن، منها أنه –يجوب الأرض كلها إلا مكة والمدينة فلا يستطيع أن يدخلها، يعني ذكرت في سياق من التحديد التفصيلي الذي يجعل مثل هذا التأويل الرمزي ضرب من العبث.
ماهر عبد الله:
عندي فاكس غريب الحقيقة خارج عن موضوع البرنامج، لكن يعني جزء من مأساة هذه الأمة والأخ عبد القادر عسافي للأسف الشديد يا أخ عبد القادر لا أملك إلا أن أقرأ لك هذا الفاكس –كما قلت رغم خروجه عن الموضوع- يعني شر البلية ما يضحك ثمة كمية كبيرة من المصاحف –الأخ من البرازيل عبد القادر عسافي- اشتراها تاجر يهودي، اشتراها من الجمارك البرازيلية عن طريق المزاد العلني، وهو يحاول أن يبيعها للمسلمين، نحن نقدر على شرائها والحفاظ عليها، أو توزيعها مجاناً، حاولنا إيجاد أحد يساعدنا فلم نتمكن، اتصلنا بكل الجمعيات الخيرية في البرازيل، وأرسلنا برقيات مسجلة بالصور والإثباتات إلى عدة سفارات عربية لمساعدتنا في هذا الأمر، إلى الآن لم يأت أي جواب، هو يتحدث عن عشرة آلاف مصحف.
حامد العلي:
لا حول ولا قوة إلا بالله.
ماهر عبد الله:
سيدي، ثمة لوم شديد من أخ أيضاً على مرايحي أعتقد من (نيس) أن قمة القدس فقدت مصداقيتها، أنت تحدثت عن القمم العربية عفواً (لجنة القدس)، وصفتها بالجوهرية ومؤتمر القمة الإسلامي عقد تحت عنوان (انتفاضة الأقصى) تحديداً، هل تعتقد أن لجنة القدس المنبثقة عن المؤتمر الإسلامي قبل كذا عام يعني عام 1969م، الأخ يعتقد أنها قصرت كثيراً تجاه ما كان يجب أن تفعله للقدس، هل تتفق معه في الرأي؟
حامد العلي:
هو لا شك أن التقصير واقع، والواقع شاهد كبير عليه أنه لم يتحقق أي تقدم في قضية القدس، والذي ينبغي أن لا يترك الموضوع لـ..، يعني فوضى شارعنا العربي تظاهر عاطفياً ثم لا يلبث أن ينسى كل شيء، المفروض تنبثق للجان، لجان هذه يكون عندها برنامج عمل، مجدول زمنياً لدعم الانتفاضة، مادياً، معنوياً وإعلامياً وإمدادها بكل أسباب بقائها لأن هي الآن الانتفاضة هي الحل الممكن الوحيد في إطار ظروفنا الاستثنائية الآن إلى أن ندور في آخر النفق المظلم، الواجب أن يكون العمل دعمها، يعني أكثر تحديداً عن طريق لجان، وعن طريق يعني برنامج زمني، وأنها يعني يدفع بها حتى تؤدي إلى الاستقلال، يعني حين نقول صحيح الاستقلال ولو جزء من فلسطين خطوة في إطار الممكن افرض إحنا نعيش ظروف استثنائية فحينئذ الواجب أن يحصل هذا، مو إنه فقط نقول إنه يا الله مؤتمرات ومظاهرات ونقف عند هذا الحد.
ماهر عبد الله:
طب الأخ محمد طاهرالقنطاسي من باريس بعث فاكس يقول فيه نحن نطالب ونترقب من الحكام أن يقوموا بدور الأمة من تحرير ودفاع وانتصار لقضايانا، والحال أن الحكام لا يملكون الاستقلالية ويضع خطاً تحت كلمة الاستقلالية، وهذا ما أشرت إليه وكنا وعدنا بنوع من العودة إليه، عندما استعمرت الأمة وجدت آليه.. سمتها التحرير والجهاد، الاستعمار على مستوى القرار السياسي لرفع هذه، ما هي الآلية التي ترفع عنا الهيمنة والاستعمار الجديد؟ ما هي الآلية للإقلاع عن التبعية؟
حامد العلي:
لندع هذه الإجابة على هذا السؤال في ختامه لأن هو يسأل ما هو الحل؟ كأنه يقول هذه الأسباب اللي ذكرتها كلها غير موجودة في أمتنا، أسباب النصر هذه كلها، إما غير موجودة بالكلية أو فيها خلل كبير، طب ما هو الحل؟ نجيب على هذا في ختام الحلقة علشان نكون يعني جواب شامل إذا فيه..
ماهر عبد الله:
طب عندي سؤال من الأخ أبو أحمد لم يذكر رمن أين ولكن شكل، رقم الفاكس يوحي بأنه أيضاً من الكويت، ما هي هويتنا؟ كأنه عندما قرأت الفاكس في الفاصل كأنه يحتج على بعض ما قيل هل هي الغلو؟ هل هي التزمت؟ هل هي التنطع في الدين؟
هل هي التكفير والحكم على الآخرين؟ هل هي المفاهيم الضيقة والحزبية والمذهبية؟ هل هي القرآن، أم السنة، أم العلماء أم؟ نحن نعاني من لخبطة مفاهيم كيف نتوحد في فهم ديننا كيما تكون لنا هوية موحدة في الأساس.
حامد العلي:
وإحنا ذكرنا إن إحنا يعني هذا من أسباب يعني من الأسباب التي نفقدها، من أسباب النصر التي نفقدها، أن هناك توجد فوضى فكرية، فوضى ثقافية، فوضى عقائدية، وإحنا لما نطالب بالوحدة العقائدية ذكرنا هذا، أن نطالب بالإطار العام، القواعد الكلية، الأصول العامة المأخوذة من الكتاب والسنة اللي الله سبحانه وتعالى سماها المحكمات فهي داخل هذا الإطار، فيه قضايا اجتهادية، فيه قضايا كثيرة خلافية يعني لو تركناها يعني تؤدي إلى تمزيق الأمة، لفقدنا جزء مهم جداً من أسباب النصر.
ماهر عبد الله:
الأخ أبو عبد الرحمن من لندن هو قطعاً يتفق معك، ولكن يكاد يحصر الأزمة بقضية تحكيم شرع الله، هل تعتقد أن السبب الأساسي انقيادنا للشريعة الغربية وللديمقراطية تحديداً؟
حامد العلي:
الشريعة بمعناها العام يدخل فيها كل أسبابنا، كأنه يقول عندما نأخذ بالشريعة سوف يتوفر فينا جميع أسباب النصر، وهذا الكلام صحيح، إحنا نتكلم، من ناحية تفصيلية، يعني ما هي الأسباب التي نفقدها والتي دلت عليها شريعتنا؟ أي نعم..
ماهر عبد الله:
طيب الأخ عبد الحسين المالكي من ألمانيا يتحدث عن واقع يقول أنه يلمسه كل يوم ويقول أن بعض الإخوة في بعض الدول الأوروبية –عفواً- الأخرى يلمسونه، وأن ثمة اهتمام عند بعض الأفراد الذين يتحدثون معهم عن الإسلام، سبب النكوص عن الدخول في الإسلام –كما يزعم الأخ عبد الجليل- يقول في، يعني في أحد المحاور: كيف تدعون لدين لا يستطيع حماية مقدساته ولا اتباعه؟ يعني ما الذي يغريني كرجل يطل على الإسلام من الخارج؟
حامد العلي:
إحنا نقول لمثل هذا السائل إنه يعني ثبت الآن بالإحصائيات الدقيقة أن أكثر دين يدخل فيه هو دين الإسلام، وأقل دين يخرج منه هو دين الإسلام على مستوى العالم، وأيضاً من جهة أخرى ثبت بالإحصائيات أن مستوى اللي يدخلون في دين الإسلام هو أعلى المستويات الثقافية والفكرية يعني حتى في الغرب يعني، في أمريكا أو في أوروبا، فالحمد لله الذي جعل في الإسلام وضوح الحق وموافقته للفطرة ما يجعل الناس يدخلون فيه حتى عندما يعيش المسلمون ظروفاً استثنائية من الضعف، هذا الله –سبحانه وتعالى- تكفل به، جعله نوراً هادياً إلى يوم القيامة إن شاء الله.
ماهر عبد الله:
هو السؤال إذا كنا نحن بهذا الضعف وثمة هذا الإقبال ماذا لو كنا قادرين على..؟
حامد العلي:
نعم، لا شك، يعني هو إذا كان هو يقول لو أنا كنا إحنا أقوياء سيكون لا شك أن هذا سيكون أدعى إلى دخول الناس في الإسلام.
ماهر عبد الله:
السؤال الأخير إذا كنا نطلب أتباع ديانات أخرى ليأتوا لحمايتنا والدفاع عن مقدساتنا، كيف ننتظر؟ كيف نتوقع من هؤلاء أن يستجيبوا دائماً لطلباتنا بحماية مقدساتنا والدفاع عنها؟
حامد العلي:
يعني لا شك التبعية السياسية من أهم أسباب كوننا ضعفاء، كوننا لم تجتمع فينا أسباب النصر، هذه التبعية السياسية لابد من إيجاد حل جذري لها، ولهذا لازم نرجع الآن قبل أن يعني يأخذنا الوقت بعيداً بالأسئلة إلى كلامنا عن الأسباب المادية.
ماهر عبد الله:
خلينا نكمل المادية بالسريع وبعدين نعطي ما تبقى لأين الحل حتى نكون إيجابيين بعض الشيء.
حامد العلي:
إحنا قلنا أول شيء إن يكون النظام قائم على العدل، وبعدين يكون فيه انسجام بين القيادة والشعوب، يعني من أهم أسباب فشل القمم أن هناك عدما انسجام كأنها قمم مفصولة الرأس عن الجسد، الشعوب حتى في البيانات وإن كنا لم نستطع أن نلبي متطلبات وتطلعات شعوبنا، طيب هذه نقطة يجب أن نتوفق عندها إلى حين لما نستطيع أن نلبي تطلعات وطموحات شعوبنا، يجب أن نتوقف عندها، لكنها أحسن من لا شيء هذا هو نفس السؤال، هو نفس المصيبة يعني لابد من إصلاح النظام السياسي ليكون أول شيء يرتكز على مشروعية، القيادة ترتكز على مشروعية اكتسبتها من الانتخاب الحر، وفي الإسلام هذا الأصل البيعة، الأصل في الإسلام البيعة، ولكن العلماء تكلموا على ظروف استثنائية، أنه يعني الرضا بها يعني خير من ضرب وحدة الأمة، إنه نخلي الظروف الاستثنائية هذه هي الأصل، ونقصى الأصل اللي كل هو الأصل الشرعي سوف لن ننهض يوماً من الأيام طيب كيف ننهض وقياداتنا لا تمثل طموحات وتطلعات الشعوب؟ هي المظاهرات نريد.. الجهاد، نريد أن نحفظ كرامتنا، والقيادات تضرب..
ماهر عبد الله:
بس اسمح لي ربما سأقول الكلام في الموقع الغلط، ولكن في لحظات مثل الفترة التي نعيش قد يكون من الطبيعي للحاكم أن ينساق خلف مطالب مشروعة لما أسميته بالمظاهرات، لكن ليس كل قيادة سياسية حكيمة ستتبع رأي الشارع في كل صغيرة وكبيرة يعني.
حامد العلي:
إحنا ما نتكلم عن الشارع الغوغائي يا ليت، إحنا نتكلم عن الانفصال حتى بين المثقفين وبين القيادات السياسية وهذا أمثلته في العالم العربي واضحة للعيان يعني لابد من إصلاح هذا الوضع السياسي، لأن إحنا لا نستطيع أن ننقذ الأمة نحو النصر، لابد يكون هناك أيضاً قنوات تمكن النخب، أنا ما أتكلم عن الغوغاء، أنها تراقب السلطة بحيث إنها تضمن أنها تحقق أهداف ومصالح الأمة، لابد إنها تنبثق انبثاقاً ذاتياً من الشعوب، الأصل في الإسلام أن القيادة تنبثق انبثاقاً ذاتياً –ترى- من الشعوب الإسلامية، تمثل ولهذا تمثل تطلعاتها، هذا الوضع السياسي لازم، لابد أنه يعني يوجد له حل، كذلك أن يكون نظامنا سياسي سليماً من التبعية، آخر شيء أنه يكون يعني هناك وحدة سياسية في المواقف على الأقل –في المواقف والرؤى العامة على الأقل- عبر منظومات كحل يعني خطوة نحو النظام الإسلامي الموحد العام الذي يعني يسمى الخلافة.. العمود الثاني من الأسباب المادية اللي هي القوة العسكرية، القوة العسكرية أيضاً فيها أربعة نقاط مهمة أولاً لازم إبقاء الروح الجهادية في الأمة.
اثنين لابد من يعني إن يكون فيه عقيدة عسكرية واضحة يعني مأخوذة من الشريعة.
كذلك لابد أن يكون هناك أيضاً قوة عسكرية مستقلة أو قادرة على الاستقلال، إما بتصنيع السلاح أو بتنويع مصادره، أربعة: يعني لابد أن تسعى الأمة لإيجاد توازن، توازن القوي العسكري حتى لو بصنع القنبلة النووية.
ماهر عبد الله:
بس تسمح لي يعني هل هذا الكلام تراه منطقياً يعني مستقلاً؟ كيف تكون قوة عسكرية مستقلة اليوم؟
حامد العلي:
الحين أليس في أوروبا دول عسكرية مستقلة، أقصد يعني كقوة أستطيع أن أستقل.
ماهر عبد الله:
حتى تستقل تصنع ما تريد.
خالد العلي:
نعم فأنا أستطيع أن أصنع قوتي العسكرية مستقلاً عن غيري، هذا الأصل مفروض لأن..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]:
لكن كمطلب اليوم، ماذا يعني هو اليوم؟ يعني على المدى البعيد نعم أنا أقدر، بس.
حامد العلي:
هو تنويع السلاح، تنويع السلاح حل جزئي يعني إن الأمة الإسلامية لا تضع كل قواتها العسكرية في سلة واحدة بحيث تكون تابعة، قرارها السياسي بعد ذلك، هذا بالنسبة يعني للأسباب المادية، السياسية والعسكرية والأسباب المعنوية إذا جمعناها، دخل فيها اللي قلنا إحنا الشريعة الجهاد والوحدة، إذا جمعناها فإذا هذا هو الحل، كيف نتخلص من واقعنا؟ نحن بحاجة إلى مشروع نهضوي، هذا شيء متفقين عليه جميعاً حتى العلمانيين والقوميين والماركسيين والإسلاميين كلهم يقولوا نحن متفقين، نحن بحاجة إلى مشروع نهضوي، حالتنا لا تسر، بحاجة إلى مشروع نهضوي، ما هو المشروع النهضوي وما هي مقوماته، إحنا الإسلاميين نعرض مشروعنا النهضوي، أول شيء نقول العنف في مشروع نهضوي هذا فشل له، مرفوض العنف، مجمعات العنف التي تقول إحنا عندنا مشروع نهضوي بأن نبدأ بالتفجير، نبدأ بالاغتيالات، نبدأ بقلب أنظمة الحكم، نبدأ بإشاعة الفوضى، هذا ليس مشروعاً نهضوياً، هذا مشروع تخريبي وطريق مسدود ومشؤوم ومظلم، المشروع النهضوي لازم يقوم على الترتيب إيجاد الخطوات الأولى، واللبنات الأولى لترتيب جمع هذه العوامل التي ذكرناها في هذا..، إعادة الشريعة الإسلامية، يعني العقيدة الإسلامية، إيجاد وحدة عقائدية، سلامة إعادة تصحيح أوضاعنا السياسية كلها، يجب أن يعاد تصحيحها، لأن مهما كانت عندنا من قوة، إذا أوضاعنا السياسية بهذا الوضع ستشتتها الأنظمة السياسية إذا كانت لا تقوم على أساس صحيح، كذلك لابد من أن توجد عندنا القوة العسكرية حول مفهوم الجهاد الإسلامي، لأن المفاهيم الأخرى كلها لا تنطلق من ضمير الأمة ولا تلبث أن تنقطع، أما الجهاد الإسلامي نحن نوفر، نوفر قوة عظيمة جداً معنوية، وأيضاً مادية لدفع الأمة نحو تحقيق أسباب النصر.
ماهر عبد الله:
طيب سيدي لم يبق –للأسف- معي من الوقت إلا أن نشكرك على هذه المشاركة في هذا البرنامج.
خالد العلي:
حياك الله.
ماهر عبد الله:
وأعتذر مجدداً للإخوة المشاهدين لأننا توقفنا عن استقبال الهواتف فترة من الزمن وذلك لأننا –كما لاحظتم- داهمنا الوقت ولم نستطع أن نجب حتى على بعض الأسئلة التي كنا قد استلمناها، ومرة أخرى ننبه الإخوة، كان عندي فاكس للأسف كنت أريد أن أريكم هو يعني ما يزيد على الألف كلمة في صفحة واحدة، أنا أعتقد سيحتاج قراءة مني إلى نصف ساعة، وأعتقد أنه مستحيل أن أفعل ذلكن فأرجو أن تكون الفاكسات دائماً مختصرة وفي الصميم حتى نتمكن من قراءتها كلها.
إذن أعزائي المشاهدين حتى نلقاكم أو قبلها باسمكم أشكر الأستاذ حامد العلي الأمين العام السابق للحركة السلفية في الكويت، شكراً لك على حضورك، إلى أن نلقاكم في الأسبوع القادم هذه تحية مني، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.