العلاقة مع غير المسلمين
مقدم الحلقة: | ماهر عبد الله |
ضيف الحلقة: | د. يوسف القرضاوي: مفكر وداعية إسلامي |
تاريخ الحلقة: | 22/06/2003 |
– نعي القرضاوي للمرحوم الشيخ محفوظ نحناح
– إشكالية التعامل مع النصوص الشرعية في قضية علاقة المسلمين بغيرهم
– حتميات المرحلة الحالية في التعامل مع غير المسلمين
– الأصل في علاقة المسلمين مع غير المسلمين
– تأثر الفقه الإسلامي بالتاريخ والبيئة في ظل ثوابته ومتغيراته
– مفهوم الولاء والبراء وأثره في علاقة المسلمين بغيرهم
ماهر عبد الله: سلام من الله عليكم، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج (الشريعة والحياة).
موضوعنا لهذا اليوم سيتركز حول علاقة المسلمين بغيرهم.. بغير المسلمين، مهما كان رأينا، مهما كان الأصل في العلاقة الشرعية، مهما كانت الأسس التي تقوم هذه العلاقة، ما لا يمكن إنكاره بأن وجود غير المسلمين وحضورهم في حياتنا بدأ اليوم أو يبدو اليوم أكبر مما كان في أي وقت مضى، لم يعد لإنسان الحق في أن يعيش وحده منعزلاً عن الآخرين حياتنا الخاصة، حياتنا العامة، حياتنا السياسية، حياتنا الاقتصادية، كلها بطريقة من الطرق مرتبطة بآخرين غالبيتهم العظمى من غير المسلمين، لأن الأمة تعيش جو أزمة يبدو أن ظروف الأزمة وأخلاقيات الأزمة هي التي تطغى على هذه العلاقة، جو من الانفعال، جو من الفعل وَرَدَّة الفعل يبدو أنه هو الذي يسود هذه الأيام، أيام غير طبيعية نمر فيها ليس فقط أياماً معدودة ولكن نتحدث الآن عملياً عن سنوات ربما تأزُّم الموقف أكثر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حيث أصبح ما يُسمى بحوار الحضارات هو حديث الساعة، وعندما نتحدث عن حوار الحضارات عملياً إنما نتحدث عن علاقة المسلمين بغيرهم، حتى عندما يتحدث الغربي عن حوار مع الآخر فإنه غالباً ما يقصد الإسلام، لأننا نحن الذين نقع في مركز الأحداث، نحن الذين نشكل بؤرة التوتر العالمي.
كالعادة يسعدني أن يكون معي ربما خير من يفهم هذه العلاقة والأصل في هذه العلاقة فضيلة العلاَّمة الدكتور يوسف القرضاوي. سيدي، أهلاً وسهلاً بك مجدداً.
د. يوسف القرضاوي: أهلاً وسهلاً بك يا أخ ماهر.
ماهر عبد الله: يعني أعتقد هذا الموضوع يعني تحدثنا عنه كثيراً وأظن أننا سنظل نتحدث عنه كثيراً لأنه يدخل في.. في تلافيف وتصاميم.. وصميم حياتنا بشكل شخصي وبشكل عام كأمة، مازلت ترى أن هناك مبرر للحديث وديمومة الحديث عن العلاقة مع غير المسلمين؟
نعي القرضاوي للمرحوم الشيخ محفوظ نحناح
د. يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأزكى صلوات الله وتسليماته على المبعوث رحمة للعالمين وحجة على الناس أجمعين سيدنا وإمامنا وأسوتنا ومعلمنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسنته إلى يوم الدين.
قبل أن أجيب عن هذا السؤال أود أن أقول كلمة على ما جرت به عادتنا في هذا البرنامج في وداع الراحلين من كبار العلماء والدعاة الذين خدموا هذه الأمة وعملوا لها، أقول هذا بمناسبة وداع أخينا وصديقنا العزيز علينا الحبيب إلينا الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله رحمة واسعة، هذا الرجل الذي عرفته في الجزائر وعرفته خارج الجزائر وعرفته منذ زمن طويل داعياً إلى الله على بصيرة، جنَّد نفسه منذ أدرك لخدمة الإسلام والدفاع عن حياض الإسلام والذود عن حرمات أمة الإسلام، عاش حياته كلها داعياً إلى الله داعياً إلى هذا الدين بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن متبنياً تيار الوسطية والاعتدال والرفق والرحمة والحكمة والتدرج، هذا الرجل الذي شاء له ربه أن يعيش أواخر حياته مريضاً، وهذا ليكفر الله من سيئاته ويزيد من حسناته ويرفع من درجاته حتى توفاه الله منذ أيام، الشيخ محفوظ نحناح (رئيس حركة مجتمع السلم في الجزائر، وأحد الدعاة الجزائريين) مهما اختلف مع الناس هناك، ومهما اختلف مع إخوان له هناك فسيظل الشيخ محفوظ نحناح علامة من العلامات ورمزاً من الرموز وشيخاً من الشيوخ الذين نذروا شبابهم وشيخوختهم للدعوة إلى هذا الدين وترك وراءه آثاراً طيبة وصالحة، فلا نملك إلا أن ندعو الله -تبارك وتعالى- له أن يتغمده برحمته وبمغفرته وأن يسكنه الفردوس الأعلى وأن يخلفه في ذريته وإخوانه بخير ما يخلف به عباده الصالحين، وأن يتقبله في عباده المؤمنين ويجزيه عن الدين والوطن والأمة خير ما يجزي به الأئمة والعلماء العاملين والدعاة الصادقين، ونقدم عزاءنا لإخوتنا في الجزائر، لآل نحناح ولإخوتنا في حركة مجتمع السلم، وللإخوة العاملين للإسلام هناك وللجزائر كلها وللداعين إلى الله في أنحاء الأرض نعزيهم ونعزي أنفسنا، فقد فقدت الأمة رجلاً من رجالاتها، نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يغفر له ويرحمه، وأن يعوضنا فيه خيراً.
إشكالية التعامل مع النصوص الشرعية في قضية علاقة المسلمين بغيرهم
هذا، وأما الإجابة عن سؤالك عن هل الحديث عن علاقة المسلمين بغيرهم أمر ضروري أو لا، فنقول: للأسف يعني إنه أمر ضرورى، هل هو أسف أو غير أسف يعني هو لابد منه، لأنه لا تزال هناك غيوم وغبش في الرؤية الإسلامية للآخر، للمخالفين في الدين أو في العقيدة أو في السياسة أو في المواقف ولا يزال هذا الأمر يحتاج إلى تجلية وأضرب لك مثلاً، يعني في الحلقة الماضية أحد الإخوة سأل سؤالاً طويلاً وقال كلاماً كثيراً أخ من المغرب وتحدث عن المهدي المنتظر، ولا أدري هل هو بيزعم نفسه المهدي المنتظر أو أيه كلامه، وذكر الحديث إنه "بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبد الله وحده لا شريك له وجُعل رزقي تحت ظل رمحي" واتخذ من هذا قضية كأنه يريد أن يُقاتل العالم جميعاً، وأنا يعني للأسف أقول: إن هناك بعض النصوص تُفهَم فهماً غير صحيح، وبعض النصوص لا تكون ثابتة، يعني هذا الحديث صححه بعض العلماء، ولكن المحققين ضعَّفوه، يعني الشيخ شعيب الأرناؤوط وهو من أحد كبار علماء الحديث في عصرنا ومن المحققين في هذا الأمر في تخريجه لأحاديث "زاد المعاد" صحح هذا الحديث، لكنه في عمله الكبير في عمل الموسوعة الحديثية التي ضمت مسند الإمام أحمد وظهرت في 50 مجلداً وهو يرأس فريق من العلماء والمحدثين، فعملهم عمل جماعي، في هذا العمل ضعَّف الحديث، وهو الذي صححه من قبل لعله بناءً على تصحيح الشيخ الألباني أو الشيخ شاكر أو كذا، لأ، هذا العمل الجماعي ضعفوا الحديث وضعفوه تضعيفاً مسبباً، أحد الرواة فيه عبد الرحمن بن ثابت البناني فذكروا إنه هو يعني لا…، العلماء ضعفوا هذا الرجل فمثله لا يصحح حديث رواه وانفرد به، خصوصاً إن الحديث يخالف القرآن، الحديث يقول: "بُعثت بالسيف بين يدي الساعة" كيف.. الرسول -عليه الصلاة والسلام- 13 سنة لا.. لا يقول إلا يعني يا أيها الناس يعني أعرفوا ربكم. قولوا لا إله إلا الله، كيف بُعث بالسيف؟
ماهر عبد الله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ).
د. يوسف القرضاوي: هو السيف شُهِر في وجهة فاضطر أن يقاوم السيف بالسيف، هو لم يبعث بالسيف، الله تعالى يقول في القرآن في آيتين (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) أرسله بالهدى ودين.. ما أرسلوش بالسيف، فهذا نص القرآن في آيتين في سورة التوبة وفي السورة الصف، فلا نقول إنه أرسل يعني بالسيف بحديث ضعيف، الله تعالى قال له: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) فهو أُرسِل رحمة وهو قال عن نفسه: "إنما أنا رحمة مهداة"، إنما أنا رحمة مهداة فهذا هو الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك فإذا كان بعض الناس المشتغلين بالعلم يعني اشتبهت عليهم الأمور والتبس عليهم الحق بالباطل واختلط الحابل بالنابل وأصبح الكثير ينظرون إلى إنه الإسلام كأن الإسلام يعني وحش مفترس أو غول فاغر فاه يريد أن يبتلع العالم وأن يقاتل الدنيا كلها، هذا يعني ليس بصحيح.
ماهر عبد الله: يعني هذا سيدي بيفتح لنا موضوع جديد إنه يعني متى يُسقط الحديث المحدد والمخصص ومتى تسقط الآية المحددة على الواقع.
[فاصل إعلاني]
ماهر عبد الله: سيدي، في حديثك الأخير يعني تضطرني أسأل عن هذا السؤال الذي يتكرر في هذا الموضوع وفي غيره من.. من المواضيع، ليست هذه المسألة الوحيدة التي يُجعل فيها من.. من حديث أو من آية وكأنها هي الركن الأهم في الإسلام، يعني لابد من آلية تنتقل إلى ثقافة عامة ليس فقط عند العلماء والمتخصصين في متى نسقط هذا الحديث حتى لو كان الحديث صحيحاً، هل يصبح هو الأصل في علاقتنا مع غير المسلمين على افتراض أنه صحيح حتى لو كان بإجماع هذه اللجنة الجماعية، لو كان الحديث صحيحاً هو الحديث الوحيد الذي يحكم هذه العلاقة، كيف نتعامل مع غيره من الأحاديث التي قد تنحى منحى آخر، مع الآيات التي تفضلت بذكرها؟ يعني كمنهجية يجب أن تنتقل من دائرة الخاصة من العلماء إلى ثقافة عامة عند المسلمين.
د. يوسف القرضاوي: هناك يعني.. يعني شيء مهم هنا يجب أن يبحث ويقرر وهو أن الأصل الأول والمصدر الأول للإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً وتوجيهات، الأصل الأول هو القرآن، لذلك نحن نستدل على يعني حجية الأصول الأخرى والأدلة الأخرى بالقرآن، نقول السُّنة لأن الله -تعالى- يقول (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) أو قال (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ) القرآن هو الأصل الأول، فلابد أن نعتمد على القرآن لكي نؤصل أمراً من الأمور وخصوصاً في الأمور الكبيرة مثل أمور العلاقات بالدول وبالعالم، هذا أمر مش يعني مش أمر واحد بيطلق مراته أو واحد بيتعامل بيبيع لواحد صفقة، لأ دا أمر يتعلق عليه علاقات دول، فلابد أن نعتمد أول ما نعتمد على القرآن الكريم، وبعدين لابد أن نهتم بالأشياء والقضايا على قدر اهتمام القرآن بها، يعني فيه ناس تُكبِّر الأشياء وتضخمها وتدور عليها في القرآن ما تلقهاش في القرآن يعني، لو كان الشيء له أهمية كبيرة ما كانش القرآن أهمله، يعني مثلاً أضرب لك مثل: الناس بتتكلم عن المولد النبوي، لأ بأس أن الناس تهتم بالمولد.. إنما المولد النبوي كشيء ديني وعبادي لو كان أمر مهم كان ذُكر في القرآن، كما ذكر مثلاً الإسراء والمعراج أو الهجرة، أو كما ذكر الغزوات، شوف بقى يعني فرق، شوف مثلاً الإسراء والمعراج خد آية في القرآن آية في الإسراء وآيات أشارت إلى المعراج في سورة النجم، آية في سورة الإسراء، أما الغزوات فأخذت سوراً، فلابد أن أهتم، لكي يكون نظري صحيحاً أهتم بالأشياء على قدر اهتمام القرآن بها، وبعدين حتى حينما آخذ القرآن لا آخذ آية واحدة وأترك الآيات أو آيتين وأترك سائر القرآن، لابد أن أنظر في مجموع ما ورد عن الموضوع في القرآن الكريم وأربط بعضه ببعض وأرد بعضه إلى بعض (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) القرآن قال (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) ففيه ناس يعتمدون الجري وراء المتشابهات ويتركون المحكمات، المتشابهات اللي تحتمل أكثر من دلالة وأكثر من فهم وأكثر، يعني إنما المحكمات هي ذات الدلالة القاطعة، فلابد أن تَردَّ المتشابهات إلى المحكمات، أما الزائغون الذين في قلوبهم زيغ (فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ) اقروا هي.. طب، يا أخي ما تشوف الآيات الأخرى ماذا قالت فلابد أن نربط النصوص بعضها ببعض بحيث لا يُصادم بعضها بعضاً، إذا صادم بعضها بعضاً وناقض لأ.. لابد أن فيه خلل في الفهم، بعد هذا كله لابد أن نربط هذا بالمقاصد العامة للإسلام، والمبادئ الكلية للشريعة، لأنه الإسلام له أهداف كبرى وله مقاصد في حياة الناس، الإسلام جاء ليصلح الفرد، ويُسعد الأسرة، وينظم الجماعة، ويهدي الحكومات، ويقيم العدالة بين الناس جميعاً بعضهم وبعض للتعارف بين العالم، هناك أهداف كُبرى، هناك يريد تحقيق مصالح قَسمَّها العلماء إلى: مصالح ضرورية، ومصالح حاجية، ومصالح تحسينية على مراتب شتى، فلا يجوز إنك تضيَّع المصالح الضرورية من أجل مصالح حاجية أو تحسينية، فلابد أن تضع الأشياء في مراتبها، فهذا لابد منه لمن يريد أن يفهم القرآن إذا كان يريد أن يَتْبَع الحق، لا أن يتبع الهوى أو يُكوِّن في نفسه رأي يريد أن ينصره بالحق وبالباطل، لأ. أو يعني متأثر بثقافة أجنبية فيريد أن يفرضها على المسلمين، لأ. نريد إنه نُحكِّم إن الإسلام يكون هو الأصل لا الفرع والمتبوع لا التابع، هذا هو المنطق السليم إذا أردنا أن نفهم قضية من القضايا الكبيرة في ضوء الإسلام ونصوص القرآن والسنة.
حتميات المرحلة الحالية في التعامل مع غير المسلمين
ماهر عبد الله: طب ما.. ماذا تقول بعد.. بعد هذا وعوداً على.. على موضوعنا بأنه هناك الكثيرين مثل الأخ الذي ذكرته واتصل من.. من المغرب، أنك تتعرض لهجمة، أن الحرب مفروضة عليك شئت أم أبيت، نحن نعلم بوجود الآيات التي تتحدث عن الرحمة وعن الدعوة وعن إنقاذ البشرية، ولكن في جو الحرب ليس من المنطق وأنت تُحارَب وتُقاتل في أرضك وأرضك تُحتل، ليس من المنطق أن نتحدث عن الدعوة والرحمة في حين أننا نغزى، فالمنطق يقتضي أن نكون انتقائيين في التعامل مع النصوص بحيث نركز على القضية التي تشغل بال الأمة وتستهلك جهودها وتستهلك دماءها وأراضيها، وبالتالي الجهاد يجب أن.. أن يبرز ليصبح وكأنه هو العلاقة الأساس في هذه العلاقة.
د. يوسف القرضاوي: أنا مع هذا المنطق عندما يُفرض على الأمة القتال كما قال تعالى (كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ) لما يُفرض على الأمة القتال، لابد أن نقاتل، ولابد أن نُحرِّض، (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ)، (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ المُؤْمِنِينَ) كل.. لكل مقام مقال حين.. نحن الآن نقف مع إخوتنا في فلسطين، إخوتنا في حماس وفي الجهاد وكتائب الأقصى وهؤلاء نقف معهم، لأنه الحرب مفروضة عليهم، هنا السلام المزعوم لا ليس له معنى وكل شيء يُهدَّم، وكل.. والناس تُغتال والأرواح يعني تُزهق، وهنا لكل مقام مقال، نحن لا ندعو إلى.. إلى السلام في وقت الجهاد، ولكن هناك أحياناً يعني يؤخَذ علينا أو يفهم عنا إن إحنا نريد أن نقاتل الناس مُحقِّين أو مبطلين، وإن إحنا يعني نريد قتال حتى من سالمونا ومن مدوا إلينا يد المسالمة والمصافحة والمصالحة، لأ القرآن يقول (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) بس يكون هذا جنوح حقيقي، يعني أما واحد يجي يعني يقاتلك ويأخذ دارك يقول لك طب تعالَ نصطلح وهأديك يعني جزء في البدروم تعيش فيه أو.. يعني ليس.. ليس صلحاً هذا وليس جنوحاً إلى.. إلى السلم، الجنوح الحقيقي للسلم أن يُعطى كل ذي حق حقه، هنا يكون السلم منشوداً ومطلوباً والإسلام يعني يمد يده إليه، حتى القرآن يقول (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ)، (وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ) حتى لو كان هؤلاء الخصوم يريدون بدعوة الجنوح إلى السلم خداعك، افترض حسن النية، طبعاً كُن حذراً ويقظاً إنما خذ بحسن النية واقبل الجنوح للسلم وتوكل على الله.
[موجز الأخبار]
ماهر عبد الله: بإمكانكم بعد قليل جداً المشاركة معنا في هذه الحلقة إما على رقم الهاتف: 4888873.
أو على رقم الفاكس: 4890865.
أو على الصفحة الرئيسية للجزيرة نت على العنوان التالي: www.aljazeera.net
وبالمناسبة يعني المشاركة هذه المشاركة الحية في هذه الحلقة بعض الإخوة والأخوات يرسلون لنا على العنوان البريدي، عنوان الـE-mail للبرنامج، وبعض الأحيان يتوقعون أن هذا هو المخصص للمشاركة الحية في هذه الحلقة من أراد المشاركة في هذه الحلقة يمكن أن يشارك معنا على www.aljazeera.net العنوان البريدي الـ E-mail للـ.. وهو ما ترونه على الشاشة الآن، أما العنوان الآخر الذي يظهر مع الإعلان عن هذا.. عن هذا البرنامج وحلقاته، فهو مخصص للـE-mail الذي يمكن مراسلتنا عبره، وبهذه المناسبة يعني أذكر الأخت مايا والأخت مسك من الشام أن الرسائل التي أرسلوها كانت مصحوبة -للأسف الشديد- بفيروس وبالتالي لم نتمكن من قراءتها كانوا يتحدثون عن شيء ضروري يريدون الحديث حوله مع الشيخ. إذن للمشاركة الحية في هذه الحلقة وكل حلقات البرنامج يمكن اليوم فعل ذلك على: www.aljazeera.net
الأصل في علاقة المسلمين مع غير المسلمين
سيدي، لنعد إلى صلب موضوعنا، ما هو الأصل في العلاقة مع غير المسلمين؟
د. يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم أستطيع أن أقول: إن الأصل في العلاقة بغير المسلمين حددته آيتان من كتاب الله، في سورة الممتحنة وهي سورة نزلت في العلاقة بالمشركين فما بالك بأهل الكتاب، هاتان الآيتان تعتبران بمثابة الدستور الإلهي في علاقة المسلمين بغيرهم، يقول الله تبارك وتعالى (لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) الآية الأولى تقول (لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ…) يعني لأن كثير من الناس يظن أن الإحسان والعدل مع المخالفين يعني منهي عنه، لأ. دول لأ.. لا ينهاكم الله عن هذا، الله -سبحانه وتعالى- لا ينهي عن البر والقسط مع غير المسلمين، وأنا أفضل أن نعبر عن يعني الآخرين بغير المسلمين، ولي كتاب اسمه "غير المسلمين في المجتمع الإسلامي" يعني لا داعي أن تقول مثلاً الكفار، لأن القرآن لم يخاطب الكفار بـ (يا أيها الكفار) أو (يا أيها المشركون) كان يخاطب الناس في العهد المكي بقوله (يا أيها الناس) أو (يا بني آدم) أو (يا عبادي)، إنما لم يقل (يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ) في القرآن ما جتش يا أيها الكَافِرُونَ إلا مرتين الأولى في سورة الكَافِرُونَ المعروفة، ونحفظها جميعاً (قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ (1) لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)) وهذه جاءت لقطع المفاوضات والمساومات التي كان يحاولها الوثنيون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولوا له تعالَ أنت تعبد آلهتنا سنة وإحنا نعبد إلهك سنة، ونجرب العملية دي ونشوف، يعني القرآن يعني وقف موقفاً حاسماً، وقطع هذا الأمر بهذا الأسلوب الصارم لا أعبد.. (قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ (1) لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُون) السورة في أولها صارمة غاية الصرامة وفي نهايتها متسامحة غاية السماحة، لأنها ختمت بقوله (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، وإن كانوا هم قالوا لأ.. لنا ديننا وليس لك دينك، إحنا لنا ديننا إنما إحنا لا.. ليس لك الحق في.. في أن تدعو إلى.. إلى دينك وفتنوا المؤمنين في دينهم فهذه السورة ((قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ..) وفيه آية أخرى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَعْتَذِرُوا اليَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) هذا في يوم القيامة، يقول لهم مافيش.. خلاص الآن ما فيش اعتذار ولا.. كان الاعتذار زمان، الحديث يقول "اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل" (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا) دا في الآخرة، إنما خطاب الناس هو خطاب بـ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) إلى آخره، فأنا أقول: القرآن يقول (لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ)، القسط هو العدل، يعني أن تعطي كل ذي حق حقه، البر أن تعطيه زيادة عن حقه يعني تتفضل وتعطيه زيادة، أيضاً العدل أن تأخذ مالك من حق، البر أن تتنازل عن بعض ما لك، فالله -سبحانه وتعالى- يعني رَغَّب في الأمرين القسط والبر، واختار كلمة تبرُّوهم، وهي الكلمة التي يعبر بها المسلمون عن أقدس الحقوق بعد حق الله تعالى، حق الوالدين يقول بر الوالدين، فالله لم ينهنا أن نبر غير المسلمين، وهذه نزلت في المشركين الوثنيين الذين حاربوا النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني 13 عاماً في مكة وسنوات طويلة في المدينة..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: كيف غاب.. كيف غاب هذا الفقه عن أذهاننا؟
د. يوسف القرضاوي: نعم؟
ماهر عبد الله: كيف ولماذا غاب هذا الفقه عن أذاهاننا؟
د. يوسف القرضاوي: هو يعني أنا أقول لك لأن المشكلة أيه؟ أن الناس تأخذ ببعض الكتاب دون بعض، تركوا هذه الآيات وأخذوا آيات أخرى، وانتشر فكرة النسخ، يعني بعض الناس تيجي تقول له الآية دية، يقول لك: لأ دي منسوخة، يعني ما.. يعني كأنه محطوطة في القرآن كده يعني متحفية ما لهاش أي.. أي.. أي معنى، تقول له (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ)، يقول لك لأ دي منسوخة، نسختها آية السيف إذا قلت له (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) يقول لك دي نسختها آية السيف، (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ) نسختها آية السيف، حتى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ..) نسختها آية السيف، بعض الناس قالوا إن آية السيف ديه نسخت 114 آية، وبعضهم قال 140 آية، وبعضهم وصلها إلى 200 آية نسختها آية السيف، ولما تيجي تقول لهم: طب ما هي آية السيف؟ اختلفوا حتى في تعيين آية السيف أي آية هي؟ بعضهم يقول يعني (وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) طيب هذا بيقول عاملوهم بالمثل (كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) كلهم بيحاربوكم، أنتم كلكم حاربوهم كما يتجمعون على قتالكم، تجمعوا على أي.. أي سيف في هذا؟ يعني وبعضهم يقول (فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوَهُمْ) ودي جت في مشركي العرب ودولا لهم وضع خاص، الإسلام أراد أن يجعل الجزيرة محضناً للإسلام ومعقلاً له، ويخلصها له، فهم بعد أن يعني دوخوا المسلمين وظلوا عشرين سنة يحاربونهم.. أكثر من عشرين سنة نزلت هذه الآيات في أول سورة براءة تحدد هذا الأمر، فهذا الفقه للأسف يعني شُوِّش وغُيِّب بهذه الأفكار.
ماهر عبد الله: يعني ما هو هذا يعني بيفتح علينا السؤال عن.. عن دور البيئة ودور التاريخ ودور الحقبة التاريخية التي يعيشها الفقية في صياغة فهمه للقرآن.
[فاصل إعلاني]
تأثر الفقه الإسلامي بالتاريخ والبيئة في ظل ثوابته ومتغيراته
ماهر عبد الله: يعني سيدي، كلامك الأخير يعني يفتح الباب واسعاً على مقولة -للأسف الشديد- يعني يرددها الكثير من العلمانيين، وأنا أظن أنه فيها الكثير من الحق لو ابتعدنا عن الانفعال في الرد عليهم، أنه جزء من.. من هذه الأحكام قصة النسخ هذه يعني مثال واضح على تاريخية الكثير مما يُستسقى من بعض الآيات، ما يستنبط من بعض الآيات، أليس ما تفضلت به دليل على تاريخية الكثير من الأحكام الشرعية؟ يكون الفقيه منفعلاً بالبيئة التي عاشها، بالحقبة التاريخية، بجو الحرب بجو الانتصار، بجو السيطرة في بعض الأحيان؟ يسود الآن فقه انهزامي السلم البارد الذي نتحدث عنه هذه الأيام، كيف نميز بين أثر التاريخ وأثر البيئة الخاصة لفهم الآيات وبين الأصل في فهم الآيات؟
د. يوسف القرضاوي: أولاً: يعني التاريخية هذه تتعلق بأفهام البشر، يعني أفهام البشر لا شك أنها تتأثر بالزمان والمكان والعرف والحال، ولكن النصوص نفسها، لا نقول بتاريخية النصوص كما يقول بعض العلمانيين، لأن النصوص حاكمة لا محكومة وليست متأثرة بالزمان، بل هي تؤثر في الزمان والمكان، ولا نقول كما يدعي بعض الناس إنه بيزعم إن القرآن متأثر بالواقع لأ القرآن مؤثر في الواقع، لأنه جاء يغيِّر الواقع الوثني إلى واقع توحيدي، الواقع الجاهلي إلى واقع إسلامي واقع العصبية الجاهلية واقع الأخلاق الجاهلية وحمية الجاهلية، وظن الجاهلية، تبرّج الجاهلية، وحكم الجاهلية، جاء يغيِّر هذا كله إلى واقع يعني إسلامي، إنما لا أنا أقول إن أفهام الناس لا.. غير متأثرة بالوقت، لأ، لازم أفهام الناس متأثرة بالوقت، ولكن هذه الأفهام يعني لا يمكن أن تؤثر على الأصول وهناك أصول، وهناك فروع، هناك ثوابت وهناك متغيِّرات، الثوابت لا تؤثر فيها أفهام الناس، لأن ربنا -سبحانه وتعالى- يعني لما أنزل قرآن بعضه محكم وبعضه متشابه، أراد إن المحكم يقول (هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ) أم يعني أصل يُرجع.. يُرجع إليه، فهذا لا يتأثر بأفهام الناس ولا باجتهادتهم، فالثوابت هذه قام عليها من الدلائل والبراهين ما يجعلها غير قابلة للتغيُّر، ولا لاجتهادات البشر، فهذا.. وهذا معنى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، ومعنى إنه القرآن (لاَ يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ)، مش.. مش الباب مفتوح لكل من هبَّ ودبَّ، كل واحد يقول لك لأ، ده هو رأي الأولين ده.. ده كان زمان، أيوه هذا في.. في الآراء الجزئية، إنما هناك أشياء قواطع أجمعت عليها الأمة منذ عهد الصحابة والتابعين، هذه القواطع هي التي لا مجال.. إحنا لما.. لما بنبحث في الاجتهاد، نقول: ما هو مجال الاجتهاد؟ نقول: مجال الاجتهاد هو الظني من الأحكام، إنما القطعي منها يعني.. قطعي إنه ما ثبت ثبوتاً قطعياً من ناحية النص ومن ناحية الدلالة، فيه قطعي الثبوت وقطعي الدلالة، فيه ظني الثبوت وظني الدلالة، وفيه ظني الثبوت قطعي الدلالة، ظني الثبوت والدلالة معاً، فالظنيات هي مجال الاجتهاد ومجال التطور، إنما القطعيات هي الثوابت، هي التي تمسك الأمة أن تذوب أو أن تتمزق، أنه مهما اختلفت الأمة ترجع إلى هذه الدائرة، لذلك نحن نقول في الاجتهاد هناك منطقتان أو دائرتان، دائرة مغلقة ودائرة مفتوحة، الدائرة المغلقة هي دائرة القطعيات، وهي تشمل العقائد الأساسية، تشمل العبادات، تشمل أمهات الأخلاق التي أمر بها الإسلام، أمهات الرذائل التي حرمها الإسلام، الأحكام القطعية في شؤون الفرد والأسرة والمجتمع، دي.. ديت أيه؟ القطعيات، وما عدا ذلك ومعظم أحكام الشريعة ده قابل للاجتهاد، ولكن ليس اجتهاداً يعني سائباً.. لأ، ده هو اجتهاد مبني على أصول، يعني مش يجي واحد يقول رأي من عنده كده في الهوا، لأ لازم يقول الرأي ده بناه على أيه، على أي أصل قرآن، سنة، مصلحة مرسلة، قياس على منصوص عليه، استحسان معيَّن، يعني الاجتهاد ليس يعني أمراً في فراغ، هو أمر منضبط، ولذلك لابد فيه من شروط لمن يلج أو يخوض هذه اللجة، وليس الأمر كلأً مباحاً يرعاه كل من شاء، كما كل من قرأ له كتاب أو بتاع يريد أن يجعل من نفسه شيخ الإسلام، وهذا يشمل حتى بعض الإسلاميين ويشمل العلمانيين، بعض العلمانيين عايز يدخل نفسه ويجتهد في أمور الدين، وهو ما.. ما.. لا يستطيع أن يقرأ يعني آية واحدة قراءة صحيحة، ولا يستطيع أن يعرف فاعلاً من مفعول، ولا يعرف حكم من الأحكام ولا أصل من الأصول ولا قرأ أصول، ولا قرأ..، فبعض الناس يريد أن يُدخل نفسه فيما لا.. لا يحسنه، فنحن نقول إنه مسألة التاريخية ديت مش مسألة يعني مُسَلَّمة، لأ فيه تاريخية بالنسبة للاجتهادات والأفهام البشرية، وهذا ما جعلنا نخالف الأقدمين في أشياء ونفتح باب الاجتهاد، ونقول إن الفتوى تتغير بتغيُّر الزمان والمكان، ولسنا الذين نقول كذا، لأ المحققون.. المحققون من علماء الأمة هم الذين قالوا هذا أمثال القرافي المالكي، أمثال ابن القيم الحنبلي، أمثال ابن عابدين الحنفي، أمثال يعني.. رأينا هؤلاء جميعاً يدعون إلى أن الفتوى تؤثر فيها مؤثرات وتغيرها مغيِّرات، فيه موجبات لتغيُّر الفتوى يجب أن.. أن.. أن تُراعى، ومن أجل هذا ندعو إحنا إلى التجديد.. وإذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"، فشرع تجديد الدين، يعني الدين نفسه بحاجة.. لكن مش معنى الدين أنك يعني تعمل طبعة جديدة من القرآن تغيِّر فيه زي ما أنت عايز أو.. لأ. الدين يعني الثوابت ثوابت والمتغيرات هي التي تقبل للاجتهاد والتطوير.
مفهوم الولاء والبراء وأثره في علاقة المسلمين بغيرهم
ماهر عبد الله: في الآيتين اللي تفضلت بالحديث عن إنه يُشكِّلان دستور العلاقة مع غير المسلمين الآية الثانية منهم تحدثت عن موالاة غير.. بغير المسلمين غير المؤمنين، هذا يعني تفتح الباب على باب مهم في العقيدة، باب الولاء والبراء، باب الولاء والبراء بلا شك أنها مسألة مهمة عند المسلمين، لكن يبدو أنها يعني اليوم تضخم بطريقة وكأنه هي الركن الأهم من أركان الإيمان في الإسلام، أين تقع عقيدة الولاء والبراء في..؟
د. يوسف القرضاوي: أولاً: يعني الإمام أحمد سُئل عن حكاية الولاء والبراء فأنكرها، وقال: هذا يعني ليس من شأن أهل السنة يعني اللي يقولوا الكلام ده، إنما الولاء الذي جاء به القرآن هو الولاء للمؤمنين لأمة الإسلام، ويقابل الولاء الحقيقة ليس البراء الذي يقابل الولاء العداء، يعني إما تواليني يا إما تعاديني، وكده..، ولذلك القرآن يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) الواحد لا يوالي عدوَّه، يوالي أولياءه، فالقرآن أمر الأمة بأن يكون ولاؤها لله ولرسوله وللمؤمنين (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الغَالِبُونَ) وشدد القرآن في مسألة الولاء قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً)، (بَشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً)، فالممنوع هنا أن يتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين، يعني يوالي أعداء الأمة على حساب الأمة، والآية التي معنا تنهى عن الولاء لمن؟ قال: (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ)، ولذلك ليس مجرد الكفر هو المانع للولاء. لأ، إنما المحادَّة كما قال الله تعالى: (لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) محادَّة الله.. محاربة الله ورسوله، إنما ليس مراداً بدليل إن القرآن والإسلام أجاز للمسلم أن يتزوج الكتابية، يعني أجاز الإسلام أن يتزوج المسلم يهودية أو نصرانية، وهي قطعاً كافرة بدينه وكافرة بمحمد عليه الصلاة والسلام، ومع هذا أجاز، ومعنى إنه أجاز له أن يتزوجها وقد قال تعالى في أركان الزوجية: (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)، فهذه المودة والرحمة بين الزوج وزوجته مش ممنوعة وإن كانت كافرة، ابنها.. ابنها من هذا المسلم، طبعاً مش هيود أمه؟ يعني قطعاً لابد أن يود أمه، طيب جده وجدته وخاله وخالته وأبناء خاله وأبناء خالاته، يعني لهم حقوق ذوي القربى وصلة الأرحام، هؤلاء لابدَّ أن تكون بينهم مودَّة، فالممنوع إذن هو أن يواد الإنسان أعداء الأمة الذين يضمرون لها الشر كما قال: (لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ). هؤلاء فعلوا من الأفاعيل ما يقتضي عداوتهم وما يقتضي عدم موالاتهم، فلابدَّ أن نفرِّق بين الكفار بعضهم وبعض، فيه كافر مسالم وموادّ للمسلمين ويعمل الخير مع المسلمين، فهذا لا مانع منه، وممكن يكون قريب من الإنسان، وقالوا: إن الآيتين اللتين ذكرناهما في سورة الممتحنة جاء في الصحيحين إن السيدة أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تقول: يا رسول الله إن أمي جاءت تزورني وهي مشركة -كانت أمها لم تزل مشركة- وهي راغبة -يعني راغبة في صلتها والإحسان إليها- أفأصِلُها؟ فقال لها: نعم، صلي أمك" قالوا ونزلت في هذا هذه الآية (لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ) فلابد أن نفرق لمن تجوز الموالاة ومن..، أما أعداء الدين وأعداء الأمة وأعداء الله ورسوله والمؤمنين فلا يجوز موالاتهم بحال (الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ)، وده للأسف الذي نراه في كثير من ضعفاء الإيمان أو أهل النفاق أو الذين لا يهمهم أمر الدين إنهم يوالوا أعداء الله، وعلى حساب الأمة للأسف الشديد.
ماهر عبد الله: نسمع من الأخ عامر العراقي من بريطانيا. أخ عامر، اتفضل.
عامر العراقي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
عامر العراقي: الحقيقة إن الأمة الإسلامية تتعرض لهجمة شرسة يعني قد وصلت والله أعلم إلى قمتها في هذا الوقت، وهذه الهجمة جعلت أعداء الأمة يضغطون وبشكل مستمر ومتواصل على الحكومات الإسلامية، وكذلك على العلماء لتقديم التنازل تلو التنازل لأنهم يدركون حق الإدراك أنه بتطبيق الإسلام كاملاً كما طبَّقه محمد بن عبد الله سوف تنهض هذه الأمة ويعود الإسلام سائداً كما ساد من قبل، ولذلك أحب أن أشير هنا إلى ثلاث نقاط جوهرية كمداخلة مع كلام الشيخ.
المسألة الأولى: في خطاب المشركين أو الكفار والشيخ في غير مناسبة يحلو له أن يسميهم بغير المسلمين، والحقيقة قول الشيخ أنه في القرآن لم يأتِ فيه الله -سبحانه وتعالى- على خطاب غير.. أو على خطاب المشركين بكلمة أيها المشركون أو أيها الكافرون إلا في مرتين كما قال.. فهذا في مسألة خطابهم ونحن نؤيده في ذلك، لكن في مسألة ذكرهم بأنهم كفار فليس هناك مهرب ولا مناص من عندها، فالذي يكفر برسالة محمد بن عبد الله هو كافر كما أنه يمكن أن يسميني أنا كافر من حيث أنا أكفر بما يقول، فليس هناك حرج في أن أسميه كافر، فهو يكفر برسالة محمد بن عبد الله، أما من ناحية الخطاب فهي مسألة ثانية، فأن نسميهم غير المسلمين هذه المسألة فيها نوع من التنازل، ونحن كلما نقدِّم تنازل يُطلب من عندنا التنازل.. من عندنا التنازل الذي يليه، هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية: في مسألة الجهاد الحقيقة بعد أحداث أيلول.. الحادي عشر من أيلول انطلقت مسألة الجهاد والنقاشات فيها مستفيضة فيما يخص هل كان الجهاد دفاعي أو جهاد الأمة الإسلامية هجومي، وكثرت الأقوال والتي يحلو للذين انحنوا أمام الضغوطات الغربية أن يأخذوا بالقول بأن الإسلام كان دفاعياً، وأن الإسلام لم ينتشر بحد السيف وهذا حقيقة مخالف لأوامر الله -سبحانه وتعالى- الواضحة ولنهج رسوله صلى الله عليه وسلم، الله -سبحانه وتعالى- يقول: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول:" أُمرت لأقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" الحديث المعروف، وطريقة محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- منذ اليوم الأول الذي أقام فيه دولة الإسلام في المدينة فقد سار على نهج مهاجمة أعداء الإسلام واحداً تلو الآخر، ومثال بسيط هو ما حدث في مؤتة عندما أرسل جيش قوامه ثلاثة آلاف…
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: بس تسمح لي بس أخ عامر.. أخ عامر.. أخ عامر..
عامر العراقي: نعم.
ماهر عبد الله: أخ عامر، كلامك على راسي، بس يعني دخِّل لي فيه وماذا عن الثلاثة عشر عاماً التي سبقت المدينة؟ أليست أيضاً جزء من رسالته، جزء من حياته، جزء من سيرته. جزء مما يجب أن يُقتدى به فيه؟
عامر العراقي: نعم.. نعم.. نعم، تماماً.. تماماً، ولكن الأمر بالقتال لم ينزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا عندما كان في طريقه إلى المدينة، ونستشف من ذلك أنه الجهاد لا يتم على أساس فردي، وإنما يتم.. يتم من خلال..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: طيب يا سيدي ما أنت تستشف، يعني ما.. أنا نقطتك وصلتني، أنت تستشف، ومن حقك أن تستشف، ومن حقك أن.. أن تستنبط، وهنا لب الإشكال من الذي يستشف؟ ومن الذي يستنبط؟ يعني من حقك أن تحتفظ بهذا الرأي، وأنا أعتقد أن الشيخ قد لا يختلف كثيرا في.. في هذا الاستشفاف، لكن هو كان يريد، وهذا ما نحاول أن نصل.. يعني سيكون للشيخ فرصة..
د. يوسف القرضاوي: أنا لم أسمع ماذا قال..
ماهر عبد الله: يعني سأذكر لك ما.. ما قال، بس نسمع من الأخ علي خالد العلي من السعودية، ومعذرة يا أخ خالد على التأخُّر عليك، اتفضل يا أخ خالد.
خالد العلمي: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
خالد العلمي: الشيخ في البداية قال بالنسبة لموضوع إسرائيل وإنه هذه يجب محاربتها، لأنها بتحاربنا، بأسأله سؤال محدَّد: ما هو رأيه في محاربة الولايات المتحدة للمسلمين في الوقت الحاضر؟ وهي محاربة واضحة، فهل ينطبق عليهم العداء أو البراء زي ما تقدم أم هم مستثنون في رأي الشيخ، بس لو سمحت، شكراً.
ماهر عبد الله: طيب يا أخ خالد. نسمع من الأخ عبد الله عثمان أيضاً من السعودية، أخ عبد الله تفضل.
عبد الله عثمان: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.
عبد الله عثمان: تحية لك أخ ماهر ولفضيلة الشيخ، الواقع أني أرى أن أظن أن العلاقة بين المسلمين والكفار أو غير المسلمين كما يحلو للشيخ ستبقى عرضة لاختلاف الآراء والأهواء، حتى يُقيض الله لهذه الأمة من.. من يوحدها ويحكم بكتاب الله وسنة نبيه، أي حتى يوجد إمامٌ لهذه الأمة، ومعروف أن القاعدة الفقهية تقول: رأي الإمام يرفع بثلاث، والخوض في هذا البحث الآن و(…) علاقة المسلمين بغيرهم، فالواقع هي علاقة أفراد المسلمين بغير.. من.. من الدول الأخرى، أي علاقة أفراد بدول، حيث أن الإسلام غير مطبق الآن في العالم الإسلامي، وهي حقيقة أصبح رجل.. الرجل المسلم الأمي يدركها، فلذلك فإذا كان المقصود بالعلاقة بين الدول والحكومات الموجودة في العالم الإسلامي، وهي لا تطبق الإسلام، وهي أنظمة.. أنظمة كفر، في حقيقة الأمر هي علاقة النظم العلمانية في العالم الإسلامي بغيرها في العالم، وهي تابعة في.. وتابعة وعميلة للقوى الكبرى وهذا بيِّنٌ وواضحٌ وجلي، فهي تنفذ ما يملي عليها من الدول التي معظم سكانها غير مسلمين أي غير.. أي كفار.
أما موضوع الجهاد فالعلاقة بين المسلمين وغير المسلمين فهو واضح وصريح في القرآن الكريم، وطبقه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن بعده الصحابة رضوان الله عليهم، ومن ثم التابعين حتى وصلوا سور الصين العظيم وحدود فرنسا، وطريقة التعامل أيضاً واضحة ووفقاً للشريعة الإسلامية، فهناك قواعد وأحكام شرعية في.. في.. في القرآن والسنة وطبقها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتابعين، ونحن نعمل..
ماهر عبد الله: طب أخ.. أخ عبد الله خليك معاي بس.. جاوبني على السؤال يا أخ عبد الله..
عبد الله عثمان: تفضل.
ماهر عبد الله: إحنا يعني.. جاوبني على.. على سؤالي بس حتى نتأكد إنه الصورة واضحة يعني هل فهمت من كلام الشيخ إنه لا يدعو إلى الجهاد؟ أن يقلل من قيمة الجهاد؟ إحنا سؤالنا موضوعنا في هذه الحلقة ليس في أن الجهاد مهم، الجهاد ذروة سنام الإسلام، السؤال هل هو المحدِّد الأول والأخير لعلاقتنا بغير المسلمين؟
عبد الله عثمان: يعني المحدد.. المحدد الأول والأخير هو أننا نحن مسلمون وهم كفار، فهناك علاقة أحكام شرعية في الإسلام محددة..
ماهر عبد الله: من قال أن هذا المحدد؟ أليس المحدد الأخير أنك رحمة للعالمين يا سيدي؟ أنا أعتقد أنه الأصل في علاقتنا أن نصل بهم إلى الجنة معنا إذا وصلنا.
عبد الله عثمان: نعم هناك آيات.. هناك آيات تقول: (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، وهناك آيات إنه (شَدِيدُ العِقَابِ) فلذلك هنا أحكام شرعية في كل حادث لكل واقعة ولكل.. هناك حكم شرعي، وهذا الحكم الشرعي هو يستنبط من الأدلة التفصيلية، من القرآن والسنة والقياس والإجماع، وقد أنت.. (…) المجتهد في اجتهاد صحيح بتنزيل الحكم الشرعي، الذي تنزل.. الدليل الشرعي على هذا الواقع حسب فهمه بظروف بحسب الشروط في الاجتهادات الصحيحة، ومن ثم يصدر الحكم الشرعي الذي فهمه.
ماهر عبد الله: طيب أخ عبد الله أعتقد النقطة الآن واضحة وتسمع -إن شاء الله- من الشيخ سؤال عليها، بس قبل ما أنسى يا سيدي فيه سؤال من..
د. يوسف القرضاوي: أنا في عزلة عن الاتصالات دي كلها أنا لم أعرف أي شيء قيل.
ماهر عبد الله: طيب.. طيب، أنا أحاول أذكر لك، للأسف الشديد ما قدرت تسمع الكلام، لكن أنا هأعيد لك جزء من الأخ عامر العراقي يعتقد أنه مجرد استخدامك للفظ غير المسلمين بدل كلمة كفار في الخطاب القرآني، صحيح أنه ذكرت (قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ) مرتين في سورتين مختلفتين، ولكن واضح من الخطاب القرآني أنهم كفار، وإنه لا حساسية ولا حرج في استخدام كلمة.. مجرد استخدام غير المسلمين هو نوع من التنازل أصلاً.
د. يوسف القرضاوي: ليه.. ماذا في هذا؟ هذا القرآن يقول (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) أيهما أحسن أن تقول يا كافر أو تقول له يا غير مسلم؟ القرآن يعني ذكر قال: (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) ويخاطب المشركين الوثنيين، إنا أو إياكم يعني ويريد أن يشكك في إنه محمد هو اللي على هدى أو هم اللي على هدى؟! دا نوع من التقريب والإيناس وإرخاء العنان، يقول (قُل لاَّ تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) وكان مقتضى التقابل إنه يقول لو.. تسألون عما أجرمنا ولا نُسْأَل عما تجرِمون، ولكن لم يشأ أن ينسب إليهم الإجرام، مع إنه الكلام عادي، هذا يريد أن يقربهم، حينما تريد أن تجادل الناس وتدعوهم إلى الإسلام، لا داعي أن تستعمل الألفاظ المنفرة، استعمل الألفاظ المخففة، كلما خففت وقربت كان ذلك أدعى إلى جلب ودهم وإلى كسب قلوبهم، فماذا تكسب لو قلت لهم أنتم كفار، وأنتم ولاد كذا وأنتم ولاد كذا؟ هذا ما.. ليس هذا من أسلوب الدعوة الحسنة.
ماهر عبد الله: فيه جزء آخر من كلام الأخ عامر ذكر إنه يعني منذ أن حطَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة بدأ بمهاجمة الأعداء واحداً تلو الأخر، وأصبح الجهاد مسألة مهمة في حياة الدولة المسلمة.
د. يوسف القرضاوي: لا هو لم يبدأ بمهاجمة الأعداء، الأعداء هم الذين بدءوا بمهاجمته، هذا تصوير غير صحيح لغزوات الرسول ولسيرة الرسول، الرسول هو المعتدَى عليه، وظل ثلاثة عشر عاماً يعني يُؤذَىَ أصحابه ويأتون إليه ما بين مشجوج ومجروح ومضروب ومكسور ويسألونه إئذن لنا أن ندفع عن انفسنا يا رسول الله، ويقول لهم لم أؤمر بعد، كفُّوا أيديكم وأقيموا الصلاة، إلى أن جاء قوله تعالى (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) بعد ذلك أول غزوة حدثت غزوة بدر، من أين بدأ التحدي؟ التحدي بدأ من المشركين، الرسول -عليه الصلاة والسلام- خرج ليلقى القافلة اللي جاية، يريد أن يضربهم ضربة اقتصادية في مقابل ما أخذوا من أموالهم وديارهم التي تركوها في مكة، فلم يتح له هذا، فهم نجت قافلتهم ولم يكتفوا بهذا، أبو سفيان قال لهم خلاص يا جماعة نجت قافلة تعالوا ارجعوا، أبو جهل قال لا. لابد أن نذهب إلى بدر ونشرب الخمور وننحر الجذور، وتعزف علينا القيان، ويسمع بنا العرب، فلا يزالون يهابوننا أبد الدهر، بدر يعني قُرب المدينة، وهذا معناه تحدي، فالرسول هل يقبل التحدي أو..؟ فقبله وذهبوا إلى هناك وبدأت المعركة، بعد ذلك غزوة أُحد، كانت يعني غزو للمسلمين في عقر دارهم، بعد ذلك غزوة الخندق، كان يراد بها استئصال المسلمين يعني نهائياً، جاءت قريش وغطفان وقبائل العرب في عشرة آلاف، وللأسف انضم إليهم بنو قريظة من الداخل، نقضوا المعاهدة وانضموا إلى المهاجمين، كانت.. يقول لك فرصة نقضي على محمد وأصحابه في هذه الغارة، فمن اللي بدأ اللي هو بدأ يهاجم؟ لأ رد، والروم هم الذين بدءوا، وقتلوا الرسول اللي بعته النبي -عليه الصلاة والسلام- وتجمعوا يعني أكثر من 100 ألف، وقالوا 150 ألف، على الحدود العربية حينما ذهب الصحابة في مؤتة، بعدين تبوك، هو النبي -عليه الصلاة والسلام- سمع أنهم يجهزون له، فقال "نغزوهم قبل أن.. أن يغزونا"، هذه كلها من قرأ السيرة النبوية وقرأ الغزوات قراءة صحيحة عَرَفَ إن الرسول كان هو المهاجَم ولكنه يعني كان يأخذ بالحزم ولا يدعهم حتى يدخلوا عليه داره ويقتحموا عليه بيته، لأ كان يحاول أن يغزوهم قبل أن يغزوه.
ماهر عبد الله: طيب نسمع من الأخ إبراهيم السباعي قبل أن نعود لأسئلة الأخوين الآخرين.. الأخ إبراهيم السباعي من الولايات المتحدة تفضل الأخ إبراهيم.
إبراهيم السباعي: أيوه، السلام عليكم ورحمة الله.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
إبراهيم السباعي: إبراهيم السباعي إمام مسجد مدينة أتلانتيك سيتي في ولاية نيوجرسي بالولايات المتحدة، أنا يا أستاذ ماهر بداية أحييك وأحيي فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، وأنا آسف جداً بما أسمعه من أناس يتعمدون الإساءة إلى العلماء ولا سيما مرجعية علمية عالية المستوى كفضيلة الدكتور، وهذا يجعل أهل السنة في الكفة غير الراجحة، نحن نرى إخواننا الشيعة يحترمون أئمتهم ويوقرونهم ويستمعون إليهم ويثقون فيما يقولون، بينما نحن نجتهد في أن نعترض ولا نستمع ولا نقبل ما يقوله علماؤنا، وهذا تبَّين في هذه الحلقة من خلال المكالمات الثلاثة التي أتت كأن كلاً منهم يزعم أنه عالم وأنه فاهم وأنه لا يقر ولا يعترف، بينما هناك مقاييس علمية ومقاييس إسلامية ينبغي على العالم أن يأخذ بها، وغير العالم ليس مؤهلاً لهذا يعني، فأنا اتصالي هذا إنما هو تعبير عن الحالة السيئة التي بلغها المسلمون، في أن كلاً منهم يزعم أنه شيء وأنهم يرفضون ولا يستجيبون، ويعني أنا أدعو جميع الإخوة المسلمين من هذا البرنامج القيم أن يعتبروا، وأن هذه الفترة فترة حساسة، وأن المسلمين ينبغي أن يلتفوا حول علمائهم، وفضيلة الشيخ بما أبلى من خلال كتاباته وبرامجه ينبغي أن يكون إنساناً مسموعاً له، وجزاكم الله خيراً.
ماهر عبد الله: مشكور جداً يا أخ إبراهيم، نسمع المكالمة الأخيرة من الأخ ماجد الشهري من السعودية، أخ ماجد تفضل.
ماجد الشهري: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: سلام ورحمة الله.
ماجد الشهري: أحبك في الله يا شيخ يوسف، وسؤالي عن قوله تعالى في سورة آل عمران (لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) سؤالي عن هذه الفئة من أهل الكتاب، هل مازالت موجودة في عصرنا هذا؟ أم أن هذه الآيات منسوخة بآيات أخرى؟ وشكراً.
ماهر عبد الله: مشكور جداً يا أخ ماجد، ليسو سواء.
د. يوسف القرضاوي: نعم.
ماهر عبد الله: ليس سواء، سؤاله عن الآية (مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ أُمَّةٌ..) هذه الفئة التي تحدث عنها القرآن سؤال الأخ ماجد هل هي موجودة؟ وكيف نتعامل معها فيما لو كانت موجودة؟
د. يوسف القرضاوي: لأ، هو القرآن بعد أن ذكر عن أهل الكتاب (َلَوْ آمَنَ أَهْلُ الكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ المُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ)، (مِّنْهُمُ المُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ) وقال (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) فهذا كان كلام طبعاً عن أهل الكتاب، وعن اليهود منهم خاصة، لأنه هم الذين قتلوا الأنبياء، النصارى لم يقتلوا أنبياء، الذين قتلوا الأنبياء وقتلوا زكريا، وقتلوا يحيى وقتلوا غيرهم، وقال لهم القرآن (فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) جاءت هذه الآيات تتحدث عنهم، ثم قالت (لَيْسُوا سَوَاءً) يعني ليس أهل الكتاب كلهم من هذا الصنف، هناك فئة خصوصاً الذين دخلوا في الإسلام مثل عبد الله بن سلام وغيره وهم الذين وصفهم الله: (َيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)، هؤلاء الذين آمنوا بمحمد، صلى الله عليه وسلم، أو المؤمنون السابقون قبل محمد، هناك من هذه الأمم أناس كانوا صالحين وكانوا مستمسكين وكانوا ملتزمين بدينهم، ومن عادة القرآن إنه لا يحكم على الجميع حكماً يستثني يقول (إِلاَّ قَلِيلاً)، يعني زي ما قال (مِّنْهُمُ المُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ) ليُقيم الموازين القسط، ويحق الحق ويبطل الباطل.
ماهر عبد الله: كان سؤال الأخ خالد العلي عن محاربة الولايات المتحدة الأميركية اليوم بكل ما تفعله مجموعة هناك من الأسئلة من إخوة آخرين، أليس الغرب بشكل عام ساعد اليهود في إخراج الفلسطينيين من ديارهم فهذا، فهل.. كيف نتعامل معها.. هل هي مستثناة من قضية الولاء والعداء إذا لم نرد أن نستخدم الولاء والبراء؟
د. يوسف القرضاوي: نحن.. نحن نعادي من يعادينا ونوالي من يوالينا، الإسلام يسالم من سالمه ويحارب من حاربه، الذين يظنون إننا من هذا الكلام إننا ندعو إلى إسقاط الجهاد، هذا ليس وارداً، أنا محسوب في الإرهابيين وفي المحرضين على القتال وأنا يعني وفي القائمة السوداء عند الصهاينة وعند الأميركان، يعني ما حدش يزايد عليَّ، يعني في هذه القضية حتى أنا لست أنا من دعاة المسالمة بغير حق، أو الإذعان وبالسير في ركاب الآخرين، إنما نحن نعطي كل ذي حق حقه، السلام لمن سالم والحرب على.. على من حارب، وهي الآن كده هؤلاء (لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ) والتانيين (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) أنا وقفت ضد الحرب في العراق، وموقفي يعني معروف، يعني أرجو من الأخوة ألا يخلطوا بين الأشياء، ولكن هذا لا يعني إنه إحنا يعني على طول نريد أن نحارب العالم، لأ إحنا نحارب اللي.. الذين يحاربوننا فقط، أما من سالمنا فنحن نسالمه، نحن دعاة السلام، ونحن لسنا هواة يعني حرب ولا.. ولا متعطشين للدماء، القرآن حينما انتهت معركة الخندق أو غزوة الأحزاب برجوع المشركين، وخاب فألهم ولم يحدث قتال ولا دماء قال الله تعالى (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ المُؤْمِنِينَ القِتَالَ) شوف هذا التعبير، هذا التعقيب على هذا الأمر، هل دا دين متعطشين للدماء؟ قال لهم الحمد لله ما حصلش معركة، (وَكَفَى اللَّهُ المُؤْمِنِينَ القِتَالَ)، وكانوا يعني، ولما حدث صلح الحديبية يعني وتصالح النبي مع.. مع المشركين لمدة قامت هدنة لمدة عشر سنوات، نزلت فيها سورة الفتح (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً) وسأل سيدنا عمر يا رسول الله أفتحٌ هو؟ يعن لم يتصور فتح بغير حرب، إزاى فتح، اصطلحنا يبقى.. يبقى فتح، قال نعم هو فتح، سماه القرآن فتح، وجاء في هذه السورة (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) طب كف أيديهم عنكم معقولة يعني إنما أيديكم عنهم يمتن عليهم إنه يعني.. معناه بيمتن بالسلم، فالإسلام يرحب بالسلم إذا كان في موضعه، إذا كان سلماً بحق، أما السلام بالباطل، السلام بأنك يعني تدع الظالمين لظلمهم وتدعهم يركبون ظهرك وتوطئ لهم ظهرك ليأخذوا حقك ويستلبوا أرضك ويستلبوا عرضك، هذا ليس السلام، يعني أرجو من الإخوة ألا يخلطوا بين الأمور بعضها وبعض.
الإسلام هو دين السلام لمن أراد السلام، إحنا حتى يعني الجنة اسمها دار السلام، والله الملك القدوس السلام، والمسلمين هم أول أمة أو يمكن الأمة الوحيدة اللي من ضمن أسمائها عبد السلام، لأن السلام هو الله عز وجل.
ماهر عبد الله: طيب سيدي، يعني لم يبق لي إلا أن أشكرك، بس في الختام الأسئلة كانت كثيرة حول هذا الموضوع، الأخ أبو خالد من السعودية، أرجو من سماحتكم توضيح كيف يكون إخراج الكفار من جزيرة العرب
د. يوسف القرضاوي: نعم؟
ماهر عبد الله: كان سؤال من الأخ أبو خالد عن إخراج الكفار من جزيرة العرب كونك ذكرت إنه كان فيه حرص شديد على أن تكون أرض العرب أرض الإسلام الخالص..
د. يوسف القرضاوي: نعم هذه جاءت فيها أحاديث للنبي عليه الصلاة والسلام.
ماهر عبد الله: لكن وللأسف لم.. لم.. لم يبق معنا كثير، لكن بس كان سؤال بودي أن يتاح لنا من الوقت من الأخ عبد العظيم لعله نعود له في.. في مناسبة أخرى (وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) ما.. ما المقصود برضى اليهود والنصارى، للأسف يعني نعتذر عن أن الوقت لم يدركنا للاستماع إلى رأي الدكتور القرضاوي حول هذه القضايا.
شكراً لكم وشكراً له أيضاً، إلى أن نلقاكم الأسبوع القادم، تحية مني، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.