الحب في الإسلام
مقدم الحلقة | د. حامد الأنصاري |
ضيف الحلقة | د. يوسف القرضاوي – داعية إسلامي كبير |
تاريخ الحلقة | 25/04/1999 |
د. حامد الأنصاري: بسم الله الرحمن الرحيم، أعزائي المشاهدين، السلام عليكم ورحمة الله بركاته، وأهلاً بكم في لقاء جديد مع (الشريعة والحياة) حيث نناقش فيه موضوع الحب، هذه الكلمة الصغيرة المبنى، الكبيرة المعنى، التي تهتز لها أفئدة العاشقين، وتلهج بذكرها ألسنة العابدين المبتهلين، ويوصي بها الأطباء والمصلحون، ويسعى الدعاة إلى الله إلى غرسها في نفوس المسلمين أفراداً وجماعات. الحب هذه الكلمة الساحرة ذات الظلال الرقيقة في النفس الإنسانية هل يعكس الإسلام فهماً خاصاً لها؟ وهل يعترف الإسلام بعاطفة الحب على أنها واحدة من أهم الدوافع الإنسانية، والمحركات الفعالة في السلوك الفردي والجماعي؟ وهل يعاني المسلمون حقاً من أزمة في المحبة جعلت الإنسان لا يفهم إنسانيته على وجهها الصحيح، أم أن المسلمين هم أكثر شعوب الأرض صفاء وإنسانية؟ هل يعاني الإنسان في بلادنا من فقر مدقع إلى الحب يعجز فيه عن العطاء والنمو والتواصل مع أسرته ومجتمعه ومع الآخرين، ولماذا لا ينظر الأهل إلى الحب المتبادل بين الشاب والفتاة نظرة رضا حتى وإن كان هذا الحب في إطار الشرع؟ وما مفهوم الحب في الإسلام؟ وكيف تنظر الشريعة الإسلامية إلى هذه العاطفة، وكيف نفهم المودة والرحمة من خلال نصوص القرآن وأحاديث الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام-؟ وهل هناك حب مرغوب فيه، وأنواع أخرى من الحب مرفوضة؟ ولماذا جعلت الكراهية عملاً شيطانياً في الإسلام، وما هي المعاني التي تنطوي تحت عنوان عاطفة الحب في الإسلام؟ وكيف ضبط الإسلام هذه العاطفة في إطار قيود وأحكام عامة تنصب في هدف تنظيم المجتمع وإشاعة الأمن والطمائنينة في حياة البشرية جمعاء؟ هذه الأسئلة وغيرها نناقشها مع فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي، فضيلة الشيخ مرحباً بكم.
د. يوسف القرضاوي: مرحباً بك يا أخ حامد، بارك الله فيك.
د. حامد الأنصاري: فضيلة الشيخ، الحب قد يكون الناس.. ذكر هذه الكلمة عند بعض الناس لها مفهوم معين..
د. يوسف القرضاوي [مقاطعاً]: معين، نعم.
د. حامد الأنصاري [مستأنفاً]: لكن ما هو مفهومها في الإسلام؟
د. يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آلة وصحبة ومن اتبع هداه. هناك بعض الأخوة الفضلاء بمجرد أن أعلن عن هذا الموضوع (عاطفة الحب) ظنوا أنَّا سنتكلم عن الحب الذي تلهج به أجهزة الإعلام، وتتحدث عنه الأغاني، عن هذا النوع من الحب حب المرأة، وحب المرأة كجسد فقط، وقالوا: كيف تتكلمون عن مثل هذا، ولكن في الواقع هذه الكلمة ظُلمت، كلمة الحب كلمة كبيرة، ومعناها معنى واسع، ولها مجالات رحبة تشمل الحياة، وما بعد الحياة، تشمل حب الله تعالى، وحب رسوله، وحب الدين، وحب الوطن، وحب الأسرة وحب الناس، وحتى حب الموت. فهذه الكلمة مظلومة، نحن نعلم أن الإنسان عقل وقلب، أو كما يقول علماء النفس المحدثون: الإنسان عقل وعاطفة، لا يستغن عن واحدة من هاتين –عقل وعاطفة- وأول ما يتجلى فيه العقل التفكير، وأبرز ما تتجلى فيه العاطفة الحب فإذا كان الفيلسوف الشهير ديكارت قال كلمته الشهيرة: أنا أفكر إذن أنا موجود، نستطيع أن نقول أنا أحب إذن أنا موجود، فالعاطفة معبرة عن الإنسان كما أن العقل معبر عن الإنسان، فالإنسان كيان مزدوج فيه هذا العقل المفكر وفيه هذه العاطفة الشاعرة، والخطر في أننا نجعل هذه الكلمة مقرونة بالمرأة وبجسد المرأة..
[فاصل إعلاني]
د. يوسف القرضاوي: أنا أريد أن أقول: إن الذين قيدوا معنى الحب، ومفهومه بهذه العلاقة الخاصة التي يتغنى بها المتغنون، هؤلاء قد ظلموا مفهوم الحب، ومعنى الحب. نحن نريد بهذه الحلقة -الحقيقة- أن نشيع معنى الحب في الحياة كلها، أكثر ما تشكو منه حياة الناس في عصرنا هو الأنانية، أن كل إنسان يريد أن يعيش لنفسه، لا يحب الناس بعضهم بعضاً، غلبت الفردية، وغلبت النفعية، وغلبت الأنانية على الناس، فنريد إشاعة المحبة بالمفهوم العام، الذين قد يظنوا أن العلاقة مقصورة على هذا الجانب.. ظلموا الكلمة، وظلموا مفهومها، الإنسان: فرد وأسرة، ومجتمع، وأمة، والفرد: عقل، وعاطفة، وجسم، وروح، والعاطفة ليست هي عاطفة الحب، عاطفة الحب، وعاطفة البغض، وعاطفة الرغبة، وعاطفة الرهبة، وعاطفة الرجاء وعاطفة.. عواطف كثيرة.
وحتى لو قلنا عاطفة الحب، طيب حب لمن؟ حب الله، وحب رسوله، وحب الدين، وحب الوطن، وحب الناس، وحب الخير.. يعني أنواع من الحب، وحتى لو قلنا حب المرأة، المرأة من؟ المرأة بنتاً والمرأة أماً، والمرأة أختاً، والمرأة زوجة، فليس حب المرأة مقصور على حب ما يسميه علماؤنا الأقدمون عشق الصور، أنه يعشق صورة المرأة، ويعيش لهذا فقط، لا، معنى الحب معنى أكبر من هذا، فإذا أردنا أن نتحدث عن الحب فلابد أن نتحدث عن الحب في مجالاته المختلفة، وبأنواعه الكثيرة حتى نعطي الكلمة حقها.
د. حامد الأنصاري: نعم، أنواع الحب، نحن ذكرنا أن هناك حب يتعلق.. حب الإنسان لنفسه، وأحياناً حبه لأسرته، وربما تتسع دائرة الحب -الحب دوائر-لتشمل أفراد المجتمع، ثم تتسع بذلك لتشمل المجتمع الإنساني بصفة عامة، وقد ترتقي من حب الإنسان إلى حب الكون الذي يعيش فيه، بل قد تصبح هناك.. يعني ترتقي إلى حب القيم والمبادئ والأخلاق، وقد تسمو به إلى حب الله -عز وجل- فضيلة الشيخ، ما هي العلاقة بين هذه الدوائر؟
د. يوسف القرضاوي: هذه الدوائر يعني يؤثر بعضها في بعض، أول ما يطلب من الإنسان المسلم أن يحب الله –عز وجل-، هذا هو أعلى أنواع الحب، وهذا أول من يستحق حب الإنسان. الإنسان يحب الله –عز وجل- حبه للجمال، لأنه مصدر كل جمال في هذا الكون، وكل ما في هذا الكون من حسن وجمال هو من الله تعالى (الذي أحسن كل شيء خلقه)، (صنع الله الذي أتقن كل شيء)، وكما قال المنفلوطي: إن الشاعر يرى الجمال في كل شيء، نحن نقول: المؤمن يرى الجمال يعني جمال الله في كل ما خلق يجب الجمال يحب الكمال، ويحب الإحسان، لأن الإنسان مغمور بإحسان الله من قرنه إلى قدمه (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها…).
فأول ما يجب أن يحبه الإنسان هو حب الله تعالى، ولذلك القرآن لما ذكر الحب ذكر حب الله،لم يذكر الحب بين الرجل والمرأة إلا مرة أو اثنين إنما القرآن يقول (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله)، (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) والأحاديث الكثيرة،النبي -عليه الصلاة والسلام- حينما جاءه رجل وقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ فقال: وماذا أعددت لها؟ قال: والله ما أعددت لها كثير صلاة، ولا صيام غير أني أحب الله ورسوله، فقال: أبشر أنت مع من أحببت، قال أنس: فما فرح الصحابة بشيء فرحهم بهذا الحديث. لأنهم يحبون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهم يكونون معه إن شاء الله، فحب الله وحب رسول الله بصفته أنه هو الذي جاءنا بالهداية، وهو الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور، وهو الذي هدانا إلى الصراط المستقيم نحب رسول الله كما قال (قل إن كنتم تحبون الله، فاتبعوني يحببكم الله) حب الطبيعة نفسها، يعني الإنسان يحب الطبيعة لأنها خلق الله، وهي مصدر الخير للإنسان،ومصدر النعم للإنسان، ربنا مهدها للإنسان (جعل الأرض فراشاً، والسماء بناءً) (وجعل الأرض ذلولاً)
حتى الغربيين لما يتحدثوا عن الطبيعة يقول لك: قهر الطبيعة، كأن الطبيعة عدو له، وهو يريد أن يقهرها! لا، الإنسان فيه مودة بينه وبين الطبيعة، حتى إن النبي -عليه الصلاة والسلام- حينما جاء من إحدى الغزوات، وظهر جبل أحد، قال لهم (هذا أحد، جبل يحبنا ونحبه) يعني شوف إذا.. هذه العبارة الرقيقة مع أنه قد وقعت بجواره معركة، وخسر فيها المسلمون، إنما جبل يحبنا.. فحب الطبيعة وحب الحياة… المسلم يحب الحياة، لا يعتبر الحياة مثلاً مثل ما اعتبرها (مانى) الفيلسوف الفارسي القديم، كان يعتبر الحياة شراً والعالم شراً،ويجب التخلص من هذا الشر بالتعجيل بفناء العالم، بعدم الزواج، بعدم الاستمتاع بالحياة، لينتهي الناس من شر الحياة. لا، المسلم يرى العالم خيراً، ويرى أن كل يوم يعيشه هو لن يزيد المؤمن عمره إلا خيراً.
ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-نهانا أن نسأل الله الموت قال: "لا يتمن أحدكم الموت لضر نزل به، ولكن يقل: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي" بل أكثر من ذلك الإنسان يحب الموت، الإنسان المسلم لا يخاف من الموت، لا يعتبر الموت ده شيء مجهول، أو يعتبره عدم، يعني بعض الناس بيظن الموت ده عدم، صرف، وفناء محض..
د.حامد الأنصاري [مقاطعاً]: كيف نوفق فضيلة الشيخ بين حب الحياة وحب الموت؟ وبالذات يعني الموت في سبيل الله، كما بعض الجماعات الإسلامية ترفع شعار الموت في سبيل الله أسمي أمانينا مثلاً؟
د. يوسف القرضاوي:
الحياة مرحلة لابد منها، لكنها لابد أن تنتهي بالموت، حينما يأتي الموت المؤمن يرحب به، كما قال يحي بن معاذ: لا يكره الموت إلا مريب، فهو الذي يقرب الحبيب من الحبيب. القرآن يقول (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم…) لو كان الموت عدماً لم يخلق، الموت مرحلة انتقال، وكما قال الشاعر:
-وما الموت إلا رحلة غير أنها من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي.
-لا تظن الموت موتاً إنه ليس إلا رحلة من هاهنا.
فحتى الموت يحبه الإنسان، فمعنى هذا أن المسلم عنده قلب كبير، وعنده عاطفة واسعة جداً تسع الكون بأرضه وسمائه، وتسع الناس، يحب الناس، يحب الخير للناس كل الناس، يحب الخير للمسلم ولغير المسلم، وحتى للإنسان وللحيوان.. حتى الحيوان، فهذا القلب الرحب، وهذه العاطفة الواسعة تشمل الوجود كله، فهذا هو معنى الحب الذي… وبعدين حب الناس، حب الناس هذا أيضاً يعني أنواع: يبدأ بأن الإنسان يحب لنفسه الخير، لا مانع، بس لا يصل إلى درجة الأنانية أن يحب نفسه، ولا يحب أحداً إلا نفسه، لا..لأن هذه هي الأنانية القاتلة، إنما أنا أحب نفسي، ولكن مع حب الناس، أحب أسرتي، أحب أولادي، أحب زوجتي، أحب أخوتي، أحب أقاربي، بل أحب الناس جميعاً، الله تعالى يقول (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل)، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام)
أنا أفكر أن الأرحام هنا مش بس الأرحام اللي هي أقارب الإنسان من أسرته، الأرحام الإنسانية، لأنه بيتكلم التقوى (ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) فبيتكلم عن الناس، يخاطب الناس، فهناك رحم إنسانية واشجة، ولذلك كان النبي -عليه الصلاة والسلام- في دبر كل صلاة يقول: اللهم ربنا، ورب كل شيء ومليكه، أنا شهيد أنك الله وحدك لا شريك لك، اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه أنا شهيد أن محمداً عبدك ورسولك، اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة. الإخوة بين العباد، والأخوة تتضمن معنى المحبة.
د. حامد الأنصاري: الحب كلمة من حرفين، وهي علاقة بين جهتين، وعقد بين طرفين، سواء كان بين عبد ومعبود، أو بين خلين، أو بين رجل وامرأة، المهم أنه عقد بين طرفين، فما هي الشروط التي ينبغي توفرها في هذا العقد لكي يستمر، وتستمر معه المحبة والمودة؟
د. يوسف القرضاوي: الحب أنواع ومراتب، وأعظم أنواع الحب هو الحب في الله أي أن يحب الإنسان غيره لا لمنفعة، ولا لشهوة، ولا لقرابة، ولا لخدمة أداها له، ولكن يحبه لله. معنى يحبه لله يعني إيه؟ يعني يحب هذا الإنسان لأنه رجل صالح، لأنه رجل مؤمن، لأنه رجل على خلق، لأنه رجل ينفع الناس، لأنه رجل يقدم خيراً للإنسانية، فيحبه من أجل هذا، من غير أن يناله منه أي نفع، ولذلك جاء في صحيح مسلم "أن رجلاً أراد أن يزور رجلاً، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً في الطريق في صورة رجل، وسأله: أين تذهب؟ قال: أريد أن أزور أخي فلاناً، قال: ألقرابة بينك وبينه؟ قال: لا،قال: أفبنعمة له عندك؟ يعني قدم لك خدمة فأنت رايح يعني تكافئه خدمة بخدمة وإحساناً بإحسان، قال: لا، قال: فما الذي..؟ قال:أحبه لله، قال: أبشر فإن الذي تحبه من أجله بعثنى لأبشرك بأنه يحبك لحبك إياه)
هذا التحاب في الله، والذي جاء فيه الحديث: "رجلان تحابا في الله -عز وجل- اجتمعا عليه، وتفرقا عليه" اجتمعا على الحب في الله، وتفرقا على الحب في الله، وهؤلاء "يظلهم الله في ظله يوم لا ظله إلا ظله" وفي الحديث القدسي: (وجبت محبتي للذين يتحابون من أجلي، ووجبت محبتي للمتبادلين من أجلي، ووجبت محبتي للمتزاورين من أجلي)، فهؤلاء الذين يتحابون من أجل الله هم الذين جاء في ذكرهم القرآن الكريم: (الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) الناس يوم القيامة الأصدقاء والإخلاء) التي كانت بينهم في الدنيا مودات، وكانت بينهم علاقات، وصداقات -للأسف- يوم القيامة يتعادون، يكفر بعضهم ببعض، ويلعن بعضهم بعضاً، وكل واحد يقول للتاني: أنت اللي ودتني في داهية، وأنت اللي عملت لي كما قال تعالى: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ياليتنى لم اتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني) فالإنسان يضل الإنسان، بيحبه في الدنيا، يوم القيامة يصبح عدواً له.
المسلم يحاول أن يصطحب الإنسان الذي تظل يعني محبته وخلته ومودته له طوال الحياة بل تصحبه في القبر، بل تصحبه يوم القيامة، وتظله في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله، وهذا جاءت فيه أحاديث شتى، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كما روى أبو مالك الأشعرى إنه قال "إن من عباد الله من ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء لمكانتهم من الله عز وجل، فقام رجل أعرابي من قاصية القوم، من بعيد وقال: يا رسول الله، (وقال له بيده) وقال يا رسول الله: صفهم لنا، جلهم لنا -مين هم الناس دول اللي هم ليسوا بأنبياء ويغبطهم.. يتمنى الأنبياء والشهداء أن يكونوا- قال: هم قوم تحابوا بروح الله -عز وجل- على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لعلى نور، وإنهم لعلى منابر من نور، يخاف الناس يوم القيامة، وهم لا يخافون، ويفزع الناس وهم لا يفزعون، وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون هذه المعاني.. الناس يحب بعضهم بعضاً لله أي ليس لدنيا، ولا لأغراض، ولا لقرابة، ولا لأي شيء إلا لله، هذا أعلى أنواع الحب، فنحن طبعاً نرغِّب في هذا، ونحرض الناس أن يصلوا إلى هذه المرحلة، فإن لم يكن فعلى الأقل، هناك أقل المراتب هي سلامة الصدر من الحقد والغل والحسد كما قال الله -تعالى- (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا) أن يكون صدره صافياً، طاهراً من الغل والأحقاد، هذا الحقد الأسود هو مدمر، يعني بعض الناس تحمل هذه الأشياء، وتعيش بها، وهذه الكراهية مدمرة النبي عليه الصلاة والسلام سماها داء الأمم "دب إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين"…
د.حامد الأنصاري [مقاطعاً]: إذن نستطيع فضيلة الشيخ أن نقول: إن الحب في الله أعلاه الإيثار، وأوسطه أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، وأدناه سلامة الصدر من الأحقاد..
الشيخ يوسف القرضاوي [مقاطعاً]: أن يسلم صدرك من الأحقاد، والضغائن، والكراهية، وهذه الأشياء.
[موجز الأخبار]
د. حامد الأنصاري: فضيلة الشيخ،كنا نتكلم عن الحب ثم تطرقنا إلى موضوع الكراهية، لما أثر الكراهية على الأسرة، وعلى المجتمع، المفهوم المعاكس للحب أو انعدام الحب، أو افتقار الحب؟
د. يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، لا شك أن الحب له مُنافي، ومضاد، ومناقض، وهو البغض والكراهية، وهذه آفة الإنسانية، يعني بعض الفلاسفة يقول: العدل نائب المحبة، يعني لو أن الناس حكموا قانون المحبة ما احتاجوا إلى محاكم ولا كذا كما قال الشاعر: لو أنصف الناس استراح قضاتهم، أو أنصف القاض استراح الناس، لكن لعدم وجود المحبة، احتجنا إلى العدل، فالعدل هو الذي يضبط هذه الأمور إذا لم توجد المحبة، ولذلك إذا تعارضت عاطفة الحب مع الواجب المفروض أن الإنسان يضغط على حبه، ويتبع الواجب.
سيدنا عمر كان حينما يرى قاتل أخيه ضرار بن الخطاب يقول: أنا لا أحب أن أرى وجهك، كلما رأيته تذكرت قتل أخي، فقال له: يا أمير المؤمنين أو يمنعني هذا حقاً لي، قال: لا. والله أعطيك حقك، قال: إنما يأسى على الحب النساء. أنا مادام هآخذ حقي ما يضرنيش، فلذلك الإنسان المفروض أنه يعني يتبع المحبة إذا استطاع، أخطر شيء هو العداوة والبغضاء، خطر على الشخص نفسه، على نفسية الإنسان، الإنسان الذي يعيش يحسد ويحقد، كما قال بعضهم: لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله،ويقول:
اصبر على كيد الحسود فإن كيدك قاتله
فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله
هو بياكل بعضه. فخطر على الفرد، وخطر على الأسرة، الأسرة إذا شاعت فيها العداوة، وشاعت فيها الكراهية دمرت الأسرة.
لماذا قال القرآن الكريم.. يعني أمر بالمعاشرة (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) يعني حتى لو أحس بالنفرة من زوجة، مش لأول عاطفة يحس بيها خلاص يروح هدم هذه الأسرة ونقض هذا الميثاق الغليظ، لان لابد أن يتوقف، ويتريث، ويفكر، يقول: لعل هذه المرأة تنفعني في شيخوختي، لعل الله يرزقني منها أولاداً، لعلها كذا، لعلها كذا (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً) والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يفرك مؤمناً مؤمنة -لا يفرك يعني لا يكره ولا يبغض- لا يفرك مؤمن مؤمنة إن سخط منها خلقاً رضي منها آخر) يعني لازم يأخذها بمجموع صفاتها، مش بس ينظر إلى السيئات، ويترك الحسنات، ينظر إلى العيوب، ويغفل المزايا، كل إنسان فيه خير وشر، فيقوم الإنسان بمجموعه (إن سخط منها خلقاً رضي منها آخر)، فلابد No أن الإنسان يرعى هذا الجانب حتى يبقي على الأسرة.
كذلك المجتمع، كما ذكرنا إن الحديث يعتبر إنه من أمراض الأمم "دب إليكم داء الأمم" هذا مرض اجتماعي، مرض أخلاقي يحطم الأمم حين تشيع فيها العداوة والبغضاء وتتمزق الروابط بين الناس بعضهم وبعض، وسماها الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحالقة، فلذلك يجب أن نقاوم هذه الآفات، ونزرع مكانها المحبة بين الناس بعضهم وبعض، ولو في درجاتها الدنيا، إذا لم نصل إلى درجة الإيثار (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) أن الإنسان يجوع ليشبع الآخرين، ويسهر ليناموا، ولا حتى لمرتبة "حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، ودي لا يكمل الإيمان إلا بهذا، على الأقل سلامة الصدر من الضغائن، فهذا ما يجب أن يشيعه الناس في المجتمع.
د. حامد الأنصاري: فضيلة الشيخ، لو انتقلنا إلى قضية.. إلى موضوع الحب بين الشباب أو بين الرجل والمرأة، ما حكم هذه العلاقة، علاقة الحب؟ هل الحب في الإسلام جائز شرعاً؟
د. يوسف القرضاوي: الحب في الإسلام جائز بشرط ألا يسعى الإنسان إليه، يعني مايقولش: أنا قررت أن أحب، يعني لازم أشوف لي واحدة أحبها، ويقعد بقي يعاكس في التليفونات ويعمل.. لا، الحب ده هو بيفرض نفسه على الإنسان، يعني هو يسعى إلى الإنسان، ولا يسعى الإنسان إليه، ولذلك تجد مثلاً عشاق العرب اللي بيعملوا عنهم بيقولوا عليه: الحب العذري، الحب العذري اللي هو الحب العفيف الطاهر هؤلاء مثلاً قيس وليلي، كيف أحبها؟ هي بنت عمه، بيراها وهي خارجة ورايحة ترد الماء، وتعمل كذا.. وعاشوا في الصبا يريا بعضهما، فتعلق بها قلبه، وكذلك –مثلاً- عنتر وعبلة، أو كثير وعزة، أو جميل وبثينة.. هؤلاء ولم يسعوا إلى العشق.
بعض الناس الآن بيفكر أنه لازم يعني يحب، وبعض يقول لك: لابد الزواج يكون عن حب. لا ليس لابد، أنا قرأت دراسة وبالإحصائيات قالوا: إن أسعد أنواع الزواج، وأكثرها استقراراً -هم ذكروا أنواع من الزواج- ما كان على الطريقة التقليدية يعني أنه الواحد يروح إلى أهل الفتاة، أو بتيجي أمه أو أخته أو كذا وتقول له والله فيه فلانة بنت فلان، وكذا.. وكذا.. ونعرفها ومش عارف إيه، ويعني يسأل عن أوصافها ويسأل عن كذا، وبعدين يروح يخطبها. والشرع هنا يحبذ أمراً كثيراً ما تركه الناس وخصوصاً في منطقة الخليج، وهو الرؤية (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) يؤدم اللي هي قضية الإئتدام، الائتلاف، الألفة، المودة اللي ذكرها القرآن (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) هذه المودة تأتي بالعشرة، وبحسن العشرة تأتي مودة، ليس من الضروري أن تصل إلى مرتبة الحب، أو العشق، أو الغرام، أو الهيام، أو الصبابة، أو التوله، أو التتيم.
فالعرب ذكروا للحب مراتب، وجعلوا لكل مرتبة منها لفظة من غنى اللغة العربية، فإذا الإنسان كان -مثلاً- بنت الجيران كان بيشوفها وكذا من الصغر، وتعلق قلبه بها،والله.. هذا الإنسان لا يملك قلبه، فالقلوب بين إصبعه من أصابع الرحمن. واحد بيشتغل بمؤسسة من المؤسسات وفيه زميلة معاه،ويراها كل يوم، ورآها إنسانة نبيلة، ومحتشمة، وملتزمة،وليست عابثة، ولا لعوباً ورأى أخلاقها.. ، وأعجبته صورتها، فتعلق بها قلبه، هذا ما يستطيع في هذه الحالة أن تمنع القلوب أن تتحرك..
د. حامد الأنصاري: نعم.
د. يوسف القرضاوي: فإذا تحركت القلوب هذا من حق الإنسان أن يحب، وإنما لا تحجر على الإنسان، ولا تسعى إليه سعياً، لأنك بتسعي إلى بلاء إذا ابتليت به، فالإنسان يحاول إنه يبتعد، فإذا ابتلي لابد أن نساعده على هذا، ولذلك جاء في الحديث.. حديث ابن عباس أنه "لم ير للمتحابين مثل النكاح" أي مثل الزواج، ولذلك.. جماعة جم شكوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وقالوا: ابنتنا عندنا ابنة تقدم لها اثنان رجل معسر ولكنه شاب ورجل موسر ولكنه شيخ، وابنتنا تهوى الموسر.. البنت تهوى الشاب وإن كان معسراً، وإنما شبابه يعني.. فالنبي -صلى الله عليه وسلم -قال لهم: (لم ير للمتحابين- يعني لا علاج للمتحابين إلا أن يقترنا بهذا العقد الشرعي الزواج- لم ير للمتحابين مثل النكاح. مثل الزواج ومثل هذا الرباط المقدس.
د. حامد الأنصاري: طيب، فضيلة الشيخ، نستقبل بعض المكالمات، ثم نعود لمناقشة الموضوع، الأخ أشرف أبو زيد من مكة المكرمة.
أشرف أبو زيد: أيوه أهلاً يا دكتور حامد.
د. حامد الأنصاري: أهلاً وسهلاً.
أشرف أبو زيد: ربنا يجزيك خير على هذا البرنامج الطيب، ونشكر فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي، وإن كنا -يعني- كمصريين أهل بلده محرومين منه…
الشيخ يوسف القرضاوي [مقاطعاً]:
لماذا يا أخي؟ هذا البرنامج يطرح على الناس جميعاً لا يحرم منه مصري، ولا غير مصري..
أشرف أبو زيد: ربنا يجزي حضرتك خير، الحقيقة لي مداخلة في مسألة الحب في العلاقة الزوجية، وكان فضيلة الشيخ ذكر قضية أنه كثير من الحالات التي تبنى أو تبدأ بالحب كثير ما يصيبها الفشل، وفي الحقيقة أن الحب في البداية يكون حب العاطفة والوجدان والهيام، وهذا يصحبه كثير من الخيال، وكثير من المشاعر الطيبة اللي بتخفي العيوب، ولكن ينبغي بعد الزواج أن يتحول هذا الحب من حب العواطف إلى حب المعاشرة، يعني هناك حب بينبني على العشرة الطيبة، وهذه العشرة عندما تطول تؤدي إلى نوع آخر من الحب يطول مع الزمن، وربما يكون فقدان هذا النوع من الحب بعد الزواج هو الذي يؤدي إلى هذه المشاكل.
ولعل الإنسان يلاحظ أن المكتبة الإسلامية -في الحقيقة- بتفتقد يعني ليس فيها الكم المطلوب من الدراسات، والبحوث، والكتب التي تغطي الحب في العلاقات الزوجية، وكيف ننمى هذه المشاعر؟ وكيف نجعلها في المسار الصحيح حتى لا تحدث مشكلات الطلاق، ومشكلات النفرة التي تحدث بين الأزواج والزوجات بعد الزواج، خاصة أن الحب في العلاقة الزوجية يؤدي إلى وجود بيت مستقر ينشأ فيه الأولاد، ولا شك أن الذي يصيب المجتمعات الآن من حوادث العنف، ومشاكل الأولاد، واتجاههم إلى المخدرات، واتجاههم إلى الأخلاق السيئة، ومصاحبة أهل السوء، كل هذا له نصيب من غياب الحب في البيت الذي نشأ فيه الأولاد. فنحن نريد فعلاً أن نركز في العلاقات الزوجية على كيفية تنمية مشاعر الحب بين الزوجيين أثناء الحياة الزوجية، مما يجعل الأولاد أنفسهم ينشأوا في بيت فيه حب.
وبعد إذن حضرتك استفسر من فضيلة الشيخ على نقطتين هامتين في الحقيقة النقطة الأولي: ماذا يمكن أن ينصح به زوج الذي يصاب أثناء حياته الزوجية بالنفور من زوجته؟ وكيف يحول هذا، أو كيف نوجهه إسلامياً إلى إنه يحول هذا النفور إلى معاشرة طيبة، ولا ينفر من زوجته، ويؤدى إلى ارتكاب الحرام أو النظر إلى غيرها؟ الأمر الثاني هو بالنسبة إلى مشاعر الحب هذه كيف بالنسبة للأفراد أو الرجال الذين ينظرون إلى خارج بيوتهم، وينظرون إلى النساء المحرمات عليهم، كيف يمكن أن نحول هذا بجهد منا في توجيه الزوجات إلى إن هم فعلاً يستحوذوا على رجالهم، وألا يجعلوهم يلجأون إلى الحرام أو النظر إلى خارج المنزل، خاصة ونحن في هذا العصر هناك الكثير من الفتن والمغريات التي تجتذب الرجال، وجزاكم الله كل خير.
د. حامد الأنصاري: شكراً يا أخ أشرف، الأخ عبد الله المرزوقي من أبو ظبي.
عبد الله: السلام عليكم.
د. حامد الأنصاري: وعليكم السلام ورحمة الله.
عبد الله: جزاكم الله خير على هذا البرنامج الجميل.
د. حامد الأنصاري: حياك الله.
عبد الله: الشيخ يوسف القرضاوي أشهد الله أني أحببتك من أيام المعهد الديني في الدوحة، ولا أزال أحبك في الله، جزاك الله خير.
د. يوسف القرضاوي: أحبك الذي أحببتني من أجله يا أخي، بارك الله فيك.
عبد الله: بارك الله فيك، إذا تسمحوا لي عندي سؤالين بسيطين لو سمحت يا شيخ.
د. حامد الأنصاري: تفضل.
عبد الله: السؤال الأول -طال عمرك- أنت ذكرت إن الإنسان يحب الله، طبعاً الكل يحب الله، وأنا أحب الله كثير حتى عيوني تدمع لما أذكر الله، ولكن أنت قلت إن الإنسان يشتاق إلى الموت، وأنا أخاف من الموت لأن عندي ذنوب، وذنوبي هذه تجعلني إني أخاف أن أموت، ورغم أني أستغفر إلا أنني لا أزال أخاف من الموت، لأن عندي ذنوب كثيرة. هذا هو السؤال الأول. أرجو النصيحة. السؤال الثاني: إذا الإنسان نافر من زوجته، فهل الحل يكون إنه يستطيع يتزوج زوجة تانية لعله يحبها، ويعيش في حب، لأنه يكون الواحد.. فيه كثير من الرجال يريدون الزواج من ثانية ولكنه لا يعترف أنه يريد الزواج لأنه لا يحب الحالية، ولكن يجيب يعني أجوبة أخرى، ولكن يمكن يكون الجواب الصحيح هو لأنه نافر من زوجته فيبغي يتزوج واحدة أخرى عشان يعيش في حب يعني، فأرجو النصيحة في هذا.. أنا سألت دكتورة في مجلة "كل الأسرة"، فذكرت أن الذي يتزوج على زوجته فهو إنسان خائن، وميتم لأولاده، وهذا ليس من الشريعة. فأرجو النصيحة في هذين السؤالين، وجزاكم الله خير.
د. حامد الأنصاري: شكراً يا أخ عبد الله، الأخ حازم مصطفي من الدوحة.
حازم مصطفي: السلام عليكم.
د. حامد الأنصاري: وعليكم السلام ورحمة الله.
حازم مصطفي: كيف حالك يا أخ حامد؟
د. حامد الأنصاري: حياك الله.
حازم مصطفي: السلام عليكم الأستاذ الدكتور القرضاوي.
د. يوسف القرضاوي: عليكم السلام عليك يا أخي ورحمة الله.
حازم مصطفي: كيف الحال يا أخي.
د. يوسف القرضاوي: بارك الله فيك.
حازم مصطفي: والله لو سمحت يا أخي الكريم، فيه بس عندي مشكلة بسيطة في موضوع الزواج، فيه أخت كريمة بطبيعة عملي أنا شفتها موجودة في العمل، فحبيت إني أتزوجها فرحت طبعاً بحمد الله.. بفضل الله رحت أتقدمنا من الباب دخلنا من الباب، وأتكلمنا في ها الموضوع، وكان الرفض من أهلها وسبب الرفض إن أنا أحمل وثيقة سفر، أنا أحمل وثيقة سفر هي هاى المشكلة اللي موجودة في الـ.. السبب، أما أي سبب آخر يعني لا يوجد أي سبب آخر إلا هذا السبب.
د. حامد الأنصاري: نعم.
حازم مصطفي: فما الحل في الموضوع هذا؟ فهل يجوز إذا إنسان بيحب إنسان، وهي بتحبني يعني إحنا الحمد لله بفضل الله بنحب بعض والحمد لله حب طاهر حب شريف بما يرضي الله فالمشكلة.. ها المشكلة اللي واقفة بيني وبين الأخت الكريمة، فما الحل في الموضوع هذا ؟ وجزاكم الله عنا كل خير.
د. حامد الأنصاري: طيب، شكراً يا أخ حازم، فضيلة الشيخ الأخ أشرف أبو زيد يسأل: ماذا يمكن أن يوصف به الزوج الذي يصاب بالنفرة من زوجته؟
د. يوسف القرضاوي: قلنا إن من المفروض الإنسان المسلم لو أحس النفرة لا ينبغي أن يستجيب لها، لأنه لعل هذه العاطفة طارئة، ويمكن إن الإنسان يحول العواطف.. عملية الإبدال أو الإعلاء أو..يعني، وينظر في الأمر، مش يأخذ قرار سريع بالهدم، لا وخصوصاً لو كان منها أولاد، فلابد أن يراجع نفسه مرة، ومرة، ولذلك جاء في الحديث (أبغض الحلال إلى الله الطلاق)، وأعتبر كثير من الفقهاء أن الطلاق لغير سبب جريمة ومحرماً، بل إن القرآن أعتبر أن التفريق بين المرء وزوجة من الكبائر التي يفعلها السحرة الكفرة، ولذلك لا ينبغي للإنسان أن يقدم على هذا إلا لمبرر. وهذا ينطبق على الرجل، وعلى المرأة معاً، لو المرأة أيضاً أحست بهذا الأمر لا ينبغي أنها على طول خلاص تريد أن… لا، لابد أن يصبر كل منهما على صاحبه.
وهناك قصة مشهورة عن سيدنا عمر أنه واحد جاءه -إلى سيدنا عمر- وقال له: يا أمير المؤمنين أنتم تتهمونني بإن أنا رجل مزواج مطلاق، طيب إسأل هذه، وجاي امرأته معاه اسألها لماذا طلقتها؟ قال لها: لماذا طلقك؟ قالت له: يا أمير المؤمنين ناشدني بالله هل أحبه؟ قلت له: اعفني، فزاد علي، فقلت له: لا أحبك.. فقال لها طب خلاص طلقتك. فسيدنا عمر قال لها: إذا كانت إحداكن لا تحب زوجها فلا تخبره، فإن أقل البيوت مابني على الحب، وإنما يتعاشر الناس بالشرف والإسلام. يعني مش كل زوج وزوجته قيس وليلي، أو عنتر وعبلة، أو.. يعني لا. إنما يتعاشر الناس بالإسلام والشرف، أي الدين والخلق، وهو ده اللي بيحدث المودة، فلا ينبغي إن الإنسان مجرد ما يحدث أي نفرة أن يطلق. فهذا هو الذي أقوله يعني للأخ أشرف.
د. حامد الأنصاري: طيب، فضيلة الشيخ، هناك أخ ينتظر نأخذه، ثم نعود.. الأخ أبو عبد المطلب من السويد
أبو عبد المطلب: السلام عليكم ورحمة الله.
د. حامد الأنصاري: وعليكم السلام ورحمة الله.
أبو عبد المطلب: عفواً ذكرتم الحب لله -سبحانه وتعالى- لحد الآن ما ذكرتم أو تطرقتم لحب آل بيت الرسول -عليهم أفضل الصلاة والسلام- والأيام هادي اللي عم بتمر أيام العاشوراء يعني فأرجو أن تذكروا ولاشيء بسيط عن حادثة كربلاء، لأن حب آل بيت الرسول يتطلب منا كمسلمين أن نحبهم، ومن أحبهم طبعاً أحب الرسول، ومن أحب الرسول أحب الله، جزاكم الله خير.
د. حامد الأنصاري: حياك الله يا أخي، شكراً جزيلاً نرجو من الأخ المخرج أن يؤخر المكالمات قليلاً حتى ننتهي من بعض النقاط. فضيلة الشيخ، السؤال الثاني للأخ أشرف أبو زيد يقول: مشاعر الحب عند الإنسان الذي أحياناً قد يضطر أو قد ينظر.. يبحث عن هذه المشاعر خارج بيته، لأنه يفتقدها في البيت، فماذا نقول للمرأة؟ ماذا ينبغي على المرأة أو الزوجة أن تفعله لكي تحافظ على زوجها من أن يضطر إلى النظر عن هذه العاطفة في أماكن أخرى خارج المنزل؟
د. يوسف القرضاوي: هذا واجب كل من الزوجين بالنسبة لصاحبه.
د. حامد الأنصاري: نعم.
د. يوسف القرضاوي: يعني من حق الزوج على زوجته، ومن حق الزوجة على زوجها أن كل واحد يحاول أن يحافظ على الآخر، فالرجل يعني يبحث ماذا يجعل امرأته تحبه، والمرأة تبحث نفس الشيء، ما الذي يجعل زوجها يقبل عليها؟ لماذا لا يقبل عليها؟ المرأة المشغولة بالبيت، والكنس والغسل، وكذا ومش مدية زوجها، أو مشغولة بالأولاد، وناسية الرجل خالص هذه مخطئة، لابد أن تعرف إن الزوج له حق، وإنه رجل،وإنه إنسان، وإنه له غريزة وإنه لابد.. وتتحبب إليه بكل ما يجعل بصره يغض عن الأخرى. المرأة هي ممكن تجرم في حق نفسها، وتضيع زوجها بإهمال شأنه، والإسلام يجعل هذا عبادة.
سيدنا عبد الله بن عباس كان يقف أمام المرآة، ويأخذ من لحيته ويرجل من شعره ويهندم من… فرآه سيدنا نافع -مولى عبد الله بن عمر- وقال: ما هذا يا ابن عم رسول الله؟ تفعل هذا وإليك يضرب الناس أكباد الإبل من شرق وغرب، ليستفتوك في دين الله؟ قال: وماذا في هذا يا نافع؟ إني أتجمل لامرأتي كما تتجمل لي امرأتي، وهذا في كتاب الله، قال: أين هذا؟ قال: في قوله تعالى: (ولهن مثل الذي عليهمن بالمعروف) يعني على الرجل أن يتجمل لامرأته كما على المرأة أن تتجمل لزوجها، وهذا واجب مشترك، فكل واحد لازم يحاول أن يحرص على أن يستبقي صاحبه بأن يبذل كل ما يستطيع لتحبيبه إليه.
د. حامد الأنصاري: الأخ عبد الله المرزوقي يقول: ذكرتم أن الإنسان يحب الله، ويحب الموت لأنه يقربه إلى لقاء الله -عز وجل- لكنه هو يحب الله ويخشي الموت لأنه يرى أن لديه ذنوباً؟
د. يوسف القرضاوي: هذا طبعاً مرحلة من مراحل الحياة لأن لديه ذنوباً، ويخشى وهذا مطلوب أيضاً من الإنسان المؤمن أن يخاف ذنبه ويرجو ربه، يخاف الذنوب، ولكن يرجو الله –سبحانه وتعالى- فإذا قوي إيمانه يصبح يحب الله –عز وجل- كما جاء في الحديث "من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه". (وإن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا -عند الموت- ألا تخافوا ولا تحزنوا، وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون) فهو -إن شاء الله- يصل إلى هذه المرحلة بحيث يحب الموت، لأنه هو الذي يقربه إلى الله، وينقله إلى الدار.. دار السرور بعد دار الغرور.
د. حامد الأنصاري: إن شاء الله، إذا نفر رجل من زوجته، هل يكون الحل في أن يتزوج من أخرى؟
د. يوسف القرضاوي: والله دى ليها ضوابط وشروط، إذا كانت هذه النفرة استحكمت، ولم يجد لها علاجاً، وكان قادراً على أن يتزوج، قادراً من الناحية المادية، وقادراً من الناحية البدنية، وكان واثقاً من نفسه بالعدل بين الزوجتين، فها هو المطلوب. لأن المطلوب من الإنسان أنه يعدل، وهنا أيضاً أحياناً عاطفة الحب لإحدى المرأتين تجعله يجور على الأخرى، وخصوصاً في الأشياء الظاهرة.. الأشياء الباطنة.. مثل أنه بيحب التانية، مش مطلوب إنه يحب دي 50% ودي 50% مش شرط، فهذا لا يملكه.
كان النبي –عليه الصلاة والسلام- يقسم بين نسائه في المأكل والمشرب، والكسوة والنفقة، والمبيت، يبات عند دي ليلة وعند دي ليلة، وبعدين يقول: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما أملك ولا تملك. يعني أمر القلب، وهو ده العدل المنفي استطاعته في القرآن، القرآن قال (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) (لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء) العدل المطلق الكامل حتى في العواطف، حتى في الشهوة، والميل الجنسي، هذا مش ممكن، ولكن قال (فلا تميلوا كل الميل) معناه: أن بعض الميل مغتفر..
د. حامد الأنصاري: نعم.
د. يوسف القرضاوي: بعض الميل يعني متساهل فيه، (فتذروها كالمعلقة) التي لا هي مُزوَّجة، ولا هي مطلقة، فهذا هو المطلوب.. إذا كان قادراً على البتاع ولم يستطع علاج النفرة التي بينه وبين زوجته بدل يطلقها يتزوج أخرى، ويمكن الحال ينصلح بعد الزواج.
د. حامد الأنصاري: حازم مصطفي من الدوحة أحب زميلته في العمل، وأحبته حباً عذرياً، تقدم للزواج..
الشيخ يوسف القرضاوي[مقاطعاً]: حله عند وزارة الداخلية،مش في الحلقة.. يعني الحل..
د. حامد الأنصاري: لا.. هو يعني يبدو كما فهمت من السؤال أن الفتاة من نفس جنسيته، لكن أهلها رفضوا لأنه يحمل وثيقة سفر، وأغلب الظن أنها وثيقة سفر فلسطينية، وحملة وثائق السفر الفلسطينية الممنوحة من الحكومة المصرية من أشد الناس بلاء في قضية الحل والترحال، والبحث عن وظائف وما إلى ذلك. فيقول: إن أهلها رفضوا هذا تزويجه، لأنه يحمل وثيقة السفر هذه، ليس لديه جواز سفر، إنما هي وثيقة سفر، فهل يجوز لأهلها أن يرفضوا الزواج والعلاقة بينهما علاقة حب متبادل فقط لأنه يحمل وثيقة سفر مصرية؟
د. يوسف القرضاوي: إذا كان هناك علاقة حب وعاطفة مشتركة بينه وبينها، ولم يكن هناك أي حائل آخر،يعني رجل –مثلاً- جامعي، ومعاه شهادة، وله وظيفة، وليس عليه غبار في أخلاقه أو سلوكه، فالحديث معنا (لم ير للمتحابين مثل الزواج).
د. حامد الأنصاري: نعم، الأخ أبو عبد المطلب يقول: ذكرتم حب الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهل حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من حب رسول الله؟
د. يوسف القرضاوي: نعم، حب آل رسول الله، وصحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- نحب آل البيت، ونحب الصحابة، ولكن لا نشترك فيما يفعله الأخوة في عاشوراء، نحن ننكر ما يفعله بعض أهل السنة في عاشوراء، وننكر ما يفعله الشيعة أيضاً في عاشوراء. بعض أهل السنة يعتبروا يوم عاشوراء يوم فرح، ويوم عيد، ويغتسلون فيه، ويأكلون فيه الذبائح ويعملون كذا، وكل هذا ليس من السنة، ولا من الإسلام في شيء، وإخواننا الشيعة يجعلونه يوم لطم، ويوم كذا، ويوم.. هذا ليس من الإسلام، الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال: ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية. فنحن ننكر على الفريقين، ونحزن على الحسين –رضي الله عنه- فيما أصابه، وليس هو أول شهيد، قد استشهد أبوه وهو خير منه، علي رضي الله عنه- لماذا لا نفعل هذا في علي؟ فالحق أحق أن يتبع في هذه القضايا.
د. حامد الأنصاري: نعم. الأخ محمد الأحمد من الدوحة.
محمد الأحمد: السلام عليكم ورحمة الله.
د. حامد الأنصاري: وعليكم السلام ورحمة الله.
محمد الأحمد: نشكر فضيلة الشيخ، ونشكركم على البرنامج الطيب هذا.
د. حامد الأنصاري: حياك الله.
محمد الأحمد: أنا عندي سؤال، فضيلة الشيخ ذكر قبل شوية قال إن مجتمع الخليج مجتمع مقيد، فما يمكن يشوف.. الرجل يشوف المرأة عشان يعجب بها أو ما يعجب بها وتحصل مثل ما تقول طريقة الحب بينهم، فالزواج على الطريقة التقليدية أنا عندي سؤالين: السؤال الأول: إذا كان واحد متزوج بنت عمه، وتعرفون أنتوا صلة القرابة دائماً تسبب الأمراض العضوية في الزواج من الأقرباء، مثل بنت العم، بنت الخال.
د.حامد الأنصاري: نعم.
محمد الأحمد: فحضر مثلاً طفل أو طفلين أو ثلاثة وأعاقوا، وأثبت الطب مثلاً أن جميع الأطفال الذين من سيأتون حتى في المستقبل ستكون فيهم بعض الإصابة بالإعاقة وكذا، فما حكم الطلاق هنا؟ السؤال الثاني: بالنسبة.. ما ذنب الأب الذي يجبر ابنه على الزواج مثلاً من ابنه عم الولد، وهو يحس مثل ما تقول ربما معاه في بيت واحد ويحس أنها كأخته، وأجبر عليها مثلما قال الأب قال للولد: خذها وإلا أنا بريء منك إلى يوم القيامة. فأنا أحس أنه لو تزوجها رغماً عنه بس لمجرد إرضاء لوالديه أو إرضاء لوالده بالأخص أحس أنه أجرم في حق نفسه، في وحق الزوجة حتى في المستقبل، لأنه لم يأخذها عن حب متبادل، أو عاطفة، أو رغبة منه، هو خذها مجرد إرضاء رغبة لوالده لأنه عطاه مثل التخيير، فما حكم الأب؟ وخاصة أنها ظاهرة منتشرة عندنا كمجتمع بدوي في نطاق الخليج، وشكراً.
د. حامد الأنصاري: شكراً يا أخ محمد،الأخ منذر بريش من بلجيكا.
منذر بريش: السلام عليكم.
د. حامد الأنصاري: وعليكم السلام ورحمة الله.
منذر بريش: سؤالي يا شيخ، أنا أحب كل النساء، كل امرأة جميلة تدخل قلبي سبحان الله!
د. حامد الأنصاري: نعم.
منذر: بالرغم من أني متزوج وأب لثلاث. هذا سؤالي، مع السلامة.
د. حامد الأنصاري: حياك الله، سمعت سؤال الأخ.
د. يوسف القرضاوي: لا ماسمعتش.
د. حامد الأنصاري: الأخ منذر يقول: إنه يحب كل النساء، أية امرأة يراها تدخل قلبه على الرغم أنه متزوج.
د. يوسف القرضاوي: هيتزوج كل النساء يعني؟!
د. حامد الأنصاري: يقول: ماذا يفعل؟ ما الحل؟
د. يوسف القرضاوي: يغض البصر يعني، فيه حل وهو غض البصر، والشاعر يقول:
وأنت إذا أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
فالحل هو بيقولوا فكل الحوادث مبدأها من النظر، ومعظم النار من مستصغر الشرر.
د. حامد الأنصاري: نعم.
د. يوسف القرضاوي: فالحل في هذا أن يغض البصر، مايقعدش بقى يحملق في كل امرأة يراها ويتعلق قلبه بها، هذا ليس إلا.. شراهة من الإنسان لأنه لا يستطيع أن يتعلق بغير.. وبعدين ينظر إلى واحدة جايز متزوجة، كيف ينظر لامرأة غيره؟! يعني واحدة لا يستطيع أن يتزوجها،ولا يقدر أن يتزوج إلا امرأة واحدة فالحل في غض الطرف.
د. حامد الأنصاري: الأخ محمد الأحمد يقول: فضيلتك تفضلت بأن المجتمع الخليجي مجتمع مقيد،لقاء الشاب بالفتاة قبل الزواج من الأمور التي تعتبر في غاية الصعوبة، وأكثر الزواج على الطريقة التقليدية، أن الأهل يخطبون له، أو أهلها يخطبون لها،يقول: إذا كان شخص متزوجاً من بنت عمه على هذه الطريقة…
الشيخ يوسف القرضاوي [مقاطعاً]: فهمت القصة.
د. حامد الأنصاري: نعم.
د. يوسف القرضاوي: هو الحقيقة هذا أمر تعرضنا له كثيراً، من آفات المجتمع الخليجي..
د.حامد الأنصاري[مقاطعاً]: هو قال.. عفواً فضيلة الشيخ، السؤال الأول يتكلم عن أن الزوجة التي هي بنت عمه نظراً للقرابة التي بينهما أصبح هناك ينجبون أطفالاً معوقين، فما حكم الطلاق في هذه الحالة؟ يعني يسأل عن الطلاق؟
د. يوسف القرضاوي: أولاً هو يقول جميع الأطفال هذا لا يحدث أن جميع الأطفال يعاقون، إنما تصبح نسبة كبيرة من الأطفال معرضة لهذا العوق أو التعويق هذا، وبعضهم يكون قابل للإصابة بالأمراض الوراثية، مثل السكر، مثل كذا… هذا معروف. في عهد سيدنا عمر نبه على هذا، والشعراء العرب نبهوا على هذا الأمر، فكما قال الشاعر:
فتى لم ترده بنت عم قريبة فيضوى وقد يضوى سليل الغرائب
.. إلى آخره. فالعلاج في الحقيقة الوقاية أولاً، مش نتزوج، وبعدين نطلق، لا. المفروض أن المجتمع نفسه يقلل من هذه العادة، إنه مايصبحش التزويج أو الزواج من بنت العم ده كأنه فريضة، وهي لا ترغب فيه، وهو لا يرغب فيها. ولكن أحياناً تفرض الأسر هذا الأمر لأسباب معينة، وهذا أولاً لا يجوز للإنسان أن يفرض على ابنته، مش ابنه،لا ابنته ولا ابنه أن يتزوج من لا يحب.
د. حامد الأنصاري: نعم.
د. يوسف القرضاوي: لا يجوز حتى الفتاة إن أبوها يقول لها: تتجوزي ده غصب عنك، لا، فكيف بالولد الشاب؟ كيف يزوجه من لا يرغب فيها؟ هذا خطأ شرعي، فالآباء يخطئون في هذا الأمر، لأن مش أنت اللي هتتزوجها دا هو اللي هيتزوجها فكيف تزوجة بكيفك أنت وبهواك أنت، هو لازم يتزوج من.. يعني..
د.حامد الأنصاري[مقاطعاً]: هو خصوصاً يقول: أنه مثلاً ربما يكون قد تربى معها منذ الصغر وشعوره.. ينظر إليها كأنها أخته..
د. يوسف القرضاوي: يراها مثل أخته، ينظر إليها فعلاً مثل.. هذا يحدث، فأحياناً يتربى معها ويتعلق بها، وأحياناً بالعكس.
د. حامد الأنصاري: نعم.
د. يوسف القرضاوي: فلابد أن تراعى رغبة الشاب والشابة في هذه القضية ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (البكر تستأذن وأذنها صمتها، والثيب أحق بنفسها) عندما توجد هذه الأشياء وتصبح العشرة… إذا تزوجها وحدث خلاص يبقى ويرضى بهذا الأمر، ويمكن أن يتزوج واحدة أخرى، فليس الطلاق هو الحل، إذا كان يقدر يتزوج بامرأة أخرى وتبقى، فهو أولى من أن يطلقها..
د. حامد الأنصاري: نعم.
د. يوسف القرضاوي:إذا رغبت هي في الطلاق، قد ترغب هي في الطلاق وتقول له: يمكن الحل في أنني أتزوج واحد تاني، وتتزوج أنت واحدة تانية.
د. حامد الأنصاري: نعم.
د. يوسف القرضاوي: (وإن يتفرقا يغني الله كلاً من سعته وكان الله واسعاً حكيماً) جائز أن يكون هذا هو الحل، إنما إذا كانت هي تريد أن تبقى معه فلا يكسر قلبها بالطلاق.
د. حامد الأنصاري: هنا فضيلة الشيخ.. هناك بعض الأسر التي تزوج بناتها من خارج الأسرة، ربما أحياناً يجبر الأب ابنه على الزواج من بنت عمه حتى لا تكثر العنوسة في الأسرة، فهل الحل في مثل هذه الحالة أن يتزوج الشاب من ابنه عمه ثم يتزوج واحدة أخرى إذا أراد؟ ألا يعد هذا حلاً؟
د. يوسف القرضاوي: ممكن. ممكن في الحالة دي إذا كان قادراً على أن يعدد، ممكن يكون لو الأسرة كبيرة أو قبيلة كبيرة،مش شرط يتزوج بنت عمه اللي هو شقيق أبوه. لا يعني بنت عم العم يعني من القبيلة..
د. حامد الأنصاري: نعم.
د. يوسف القرضاوي: فبعض الأسر ممكن يحلوا هذا، فالقبيلة فيها ألف أو ألفين، أو مائة أو مائتين، فيتزوج من القبيلة، فيكون هذا أبعد عن احتمالات الإصابة بالمعوقات دى، وبهذه الأشياء.
د. حامد الأنصاري: نعم. الأخت نعيمة من فرنسا.
نعيمة: السلام عليكم، السلام على سيادة الشيخ القرضاوي يوسف القرضاوي أنا أتكلم من فرنسا.
د. يوسف القرضاوي: عليكم السلام ورحمة الله يا أختي.
نعيمة: عايزة أسأل الشيخ يوسف القرضاوي على أمة زوجي، لأنها لا تحب أن أكمل مع زوجي، وتتمنى الفرقة ما بين زوجي وأنا، لي 3 أولاد، البنت الكبيرة ثلاثة عشرة سنة، الولد عشرة سنوات في العمر،البنت الأخيرة عمرها خمس سنوات. والعجوز تحب الفرقة ما بيني وبين زوجي، ما هي الشروط في الدين الإسلامي؟ والآن أسألك ما هو ذنبي، وذنبها في هذه الأمور؟
د. حامد الأنصاري: ما هي الأسباب الني تدعو أم زوجك لكي تسعى لـ….؟
نعيمة: لا تحبني، أم زوجي لا تحبني، لأنها خطبت بنت أختها لمدة ستة عشر، والآن عايزة الفراق ما بيني وبين زوجي.
د. حامد الأنصاري: نعم.
نعيمة: منذ أسبوع مشيت ذهبت لأزورها فتمنيت لي الفراق يني وبين زوجي، ودعت لي بدعاء بالصلاة أن أفرق زوجي بالموت، أو بأي شيء، ما هو ذنوب هذا الإنسان؟
د. حامد الأنصاري: شكراً يا أخت نعيمة، السؤال وصل إن شاء الله، الأخت زهرة من فلسطين.
زهرة: آلو.. السلام عليكم.
د. حامد الأنصاري: وعليكم السلام ورحمة الله.
زهرة: سؤالي للشيخ القرضاوي، عندما تشعر فتاة مسلمة بإعجاب بشاب لحسن خلقة ودينه، يعني هي لا تستطيع الكلام عن هذا بحكم التقاليد والدين، ماذا تفعل بهذا الشأن؟ والسؤال الثاني…
الشيخ يوسف القرضاوي[مقاطعاً]: هو يبادلها…
د. حامد الأنصاري: هل يبادلها هو نفس الشعور؟
زهرة: هي أحست بهذا، لكن لم يتكلم بهذا الموضوع.
د. حامد الأنصاري: نعم.
زهرة: والسؤال الثاني: إذا كان شاب مسلم ولكنه إنجليزي يدعو في الصلاة باللغة الإنجليزية، هل هذا ينقص الصلاة؟
د. حامد الأنصاري: يدعو في الصلاة باللغة الإنجليزية.
د. يوسف القرضاوي: يدعو؟
زهرة: نعم.
د. يوسف القرضاوي: ويقرأ الفاتحة.
زهرة: يقرأ الفاتحة فقط.
د. يوسف القرضاوي: يقرأ الفاتحة إنما الدعاء…
زهرة: بالإنجليزي لأنه لا يعرف العربية.
د. حامد الأنصاري: نعم، شكراً يا أخت زهرة، الأخ محمد عدنان من بريطانيا، الأخ محمد.
محمد عدنان: السلام عليكم.
د.حامد: وعليكم السلام ورحمة الله.
الشيخ القرضاوي: وعليكم السلام ورحمة الله.
محمد عدنان: بالله نحب الشيخ ينيرنا في موضوع أناره الله دنيا وآخرة، بالنسبة لطاعة الوالدين هل هي مبصرة أم هل هي طاعة عمياء؟ وجزاكم الله ألف خير.
د. حامد الأنصاري: هل هي ماذا يا أخي.
د. يوسف القرضاوي: مبصرة.
محمد عدنان: طاعة عمياء بمعنى أنه يجب علينا كأبناء مسلمين أن نتبع أولادنا.. عفواً آباءنا..
د. حامد الأنصاري: هل تكن طاعة عمياء أم على بصيرة؟
محمد عدنان: نعم. شكراً. أم مبصرة؟ بمعنى إن إحنا نفكر الشيء الذي نعتقد في أنه عقلاني بحكم أن أكثر أجيال آبائنا كانت غير متعلمة.
د. حامد الأنصاري: نعم. السؤال واضح إن شاء الله، ونجيب عليه بعد قليل بإذن الله تعالى، الأخت نعيمة من فرنسا، ويبدو من سؤالها أنها ليست عربية، يبدو أنها فرنسية وما إلى ذلك. تقول إن أم زوجها لا تحبها وتسعى لأن تفرق….
د. يوسف القرضاوي[مقاطعاً]: بينها وبين زوجها.
د. حامد الأنصاري: نعم.
د. يوسف القرضاوي: هذه مشكلة الحقيقة قائمة، مشكلة الحماة وامرأة الابن، كان مثل عند المصريين "لو كانت الغلة قد التبن، كانت الحماة تحب امرأة الابن". الغلة: القمح، القمح لا يمكن أن يكون بقدر التبن، فهي مشكلة من زمان، ولكن فيه كثير من الحموات -الحقيقة- عندها عاطفة طيبة مع زوجات أولادهم، وبعضهم بيعتبر زوجة الابن مثل البنت، تعاملها كأنها ابنتها، ولكن فيه بعض الأمهات يعني لأسباب معينة… لعلها تريد أن تزوجه بنت أختها هي مثلاً، وهو تزوجها، لعلها غيورة جداً، وكانت تحب أن يبقي ابنها كأنه طفل أبد الدهر، ولا يفارقها، فدى جت خدته منها. ففيه عقد أحياناً تحكم بعض السيدات، إنما هذا حرام -في الحقيقة- إذا كانت المرأة على دين، وخلق، وتؤدي حق زوجها، وترعى أولاده، فلا يجوز أنها تفرق ما بينه وبينها، وخصوصاً إذا كان مثل هذه الأخت التي تحكي أنها عندها أولاد وبنات وكذا. حرام أن تشتت شمل هذه الأسرة، المفروض إن وجدت فيها شيء تقول: نسأل الله أن يهديها، وأن يصلح حالها مع ولدها.
د. حامد الأنصاري: الأخت زهرة من فلسطين تسأل عن عندما تعجب فتاة بشاب، لكنها لا تستطيع أن تصرح، وهي تشعر أنه يميل إليها، ماذا تفعل؟
د. يوسف القرضاوي: والله هو المفروض الخطوة الأولي تكون من الرجل، إذا كان الرجل يميل إليها المفروض يبدأ الخطوة يعني إذا كانت زميلة في العمل يصارحها، وبعدين يتقدم للخطوة الإيجابية، ويخطبها من أهلها.
د. حامد الأنصاري: نعم. من أهلها. سؤالها الآخر: شاب مسلم في الصلاة يدعو باللغة الإنجليزية، لأنه لا يجيد اللغة العربية.
د. يوسف القرضاوي: المهم يقرأ الفاتحة باللغة العربية والتكبيرات: الله أكبر، الله أكبر، والدعاء ده ممكن يعني وخاصة إذا كان يطيل في الدعاء أو نحو ذلك يدعو بلغته إلى أن يهيئ الله له أن يتعلم بعض الأدعية باللغة العربية.
د. حامد الأنصاري: نعم.
د. يوسف القرضاوي: يحاول هو بقدر الإمكان أن يحسن لغته، ويتعلم اللغة العربية، ويدعو باللغة العربية.
د. حامد الأنصاري: الأخ محمد العدنان من بريطانيا يسأل عن طاعة الوالدين، هل هي طاعة عمياء أم مبصرة؟
د. يوسف القرضاوي: ليس هناك طاعة عمياء في الإسلام، حتى الرسول –عليه الصلاة والسلام- لما ربنا ذكر بيعة النساء في سورة الممتحنة وقال: كذا وكذا قال (ولا يعصينك في معروف) يعني حتى قيد طاعة النبي –صلى الله عليه وسلم- تكون في المعروف، لأنه (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) فلو كان الأب يأمر ابنه بأمر فيه معصية الله، أو فيه ضرر عليه، أو ضرر على أولاده، أو مثل هذه الأم التي تريد أن تفرق بين المرأة وزوجها لا يطاع، والله –تعالى- يقول (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم، فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً) هي طاعة مبصرة، ولكن المصاحبة بالمعروف مطلوبة، حتى وإن أمر الوالد ولده، أو أمرت الأم ابنها بمعصية لا تطاع في المعصية، ولكن يصاحبهما في الدنيا معروفاً.
د. حامد الأنصاري: نعم فيه لدينا سؤال فضيلة الشيخ، بالفاكس يقول: هل يجوز شرعاً للشاب أن يتزوج من فتاة أحبها مع العلم أنها حسنة الخلق، لكن والدها سيئ السمعة من مبدأ (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس)؟
د. يوسف القرضاوي: والله هو يعني.. سيئ السمعة.. ليس من الضروري أن سوء السمعة يورث عند الفتاة، كثيراً ما يكون الأب سيئاً والبنت صالحة والعكس، والقرآن ذكر لنا الأب المؤمن والولد الكافر، مثل قضية نوح، والرجل الصالح والمرأة الطالحة، مثل امرأة نوح وامرأة لوط، والعكس في امرأة فرعون، والأب الكافر والابن المؤمن،مثل سيدنا إبراهيم وأبوه آزر،فليس من الضروري… قد تكون الفتاة هي فلتة، وقد يكون هو الذي أدي إلى سوء سيرته أصدقاء سوء أو نحو ذلك، وهو طيب في أصله، فإذا كان يرى أنها على خلق طيب.. وبعدين لينظر لبقية أسرتها هل أمها مثل إيه؟ يعني يمكن الأم أكثر تأثيراً في البنت من الأب..
د. حامد الأنصاري: هو يقول: حتى إن البنت حسنة الخلق.
د. يوسف القرضاوي: أيوه إنما هل أهلها كلهم سيئون، وحتى لو كان أهلها سيئون، والله ينتزعها من هذه الأسرة السيئة مادامت هي حسنة الدين والخلق، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" فهي نعمة، النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة" فينتزعها من هذه الأسرة، فيكون له ثواب أنه لم يتركها تتمرغ في هذه الأوحال.
د. حامد الأنصاري: نعم. سؤال آخر بالفاكس يقول: ما حكم الشرع والدين في أب منذ صغر ابنه أي مع بداية العام الثاني من عمر ابنه وإلى الآن بعد أن كاد ابنه يبلغ سن المراهقة يرفض أي نوع من عواطف المحبة أو المودة أو الألفة، أو التحدث، أو التواصل مع ابنه، ويرفض تقبيل ابنه أو السماح لابنه بتقبيله، ويختلق الأعذار، ويتتبع أقل الهفوات لمعاقبته ولا يوجه له الحديث إلا للتوبيخ أو الإهانة رغم تفوق الولد في المدرسة، ورغم حب الولد الشديد لوالده، وحسن الخلق والشكل؟ وهل يقبل الشرع أن يعيش الأب مع ابنه العمر كله دون التحدث معه أو إرشاده أو توجيه ويكتفي فقط بالإنفاق على ولده؟
د. يوسف القرضاوي: هذا أب –للأسف- سيئ، ولا يؤدي للأبوة حقها، لأن الأبوة ليست مجرد أن ينجب الإنسان الأولاد ويصرف عليهم، وينفق عليهم، الأبوة رعاية "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الأب راع في أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته". (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) يقول سيدنا علي في هذه الآية "علموهم الخير"، فالأب مسؤولية وتربية الأولاد لابد أن تكون بإظهار المحبة للأولاد، وإظهار العاطفة. هذا شغل الأعراب كانوا في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- "دخل رجل ورأى النبي-صلى الله عليه وسلم- يقبل الحسن أو الحسين قال: أتقبلون أولادكم، والله إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحداً منهم، قال: أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك" إذا كان ربنا نزع الـ… حتى على أولادك فهذا الإنسان لابد أن يظهر أولاده منه هذه العاطفة الرحمة، والحنان والإشفاق والمحبة، وإلا يكون إنساناً ناقصاً، هذا قصور في الإنسان وقصور في عاطفة الأبوة..
د. حامد الأنصاري: فضيلة الشيخ، لو وقعت الآن مشكلة شاب وشابة وقعا في الحب. مثلاً كما تفضلت فضيلتك الحب عاطفة لا يملك لها الإنسان صرفاً أو دفعاً، الحل الأمثل كما تفضلت في الزواج؟
د. يوسف القرضاوي: هذا كما قال الرسول –عليه الصلاة والسلام-، نعم.
د. حامد الأنصاري: نعم، لكن نظرة المجتمع في أيامنا يعني المجتمع تقريباً ينظر إلى الشخص المحب على أنه ارتكب جريمة، ودائماً نجد الأهل لو علموا أن ابنهم أو ابنتهم تحب فتى أو ابنهم يحب فتاة يحاولون قصارى جهدهم أن يفرقوا بينهم، فهل هذا التصرف سليم؟ وما السبيل لمعالجة مثل هذه القضية؟
د. يوسف القرضاوي: هذا التصرف موروث من العرب من قديم، العرب من قديم كانوا لما يعرفوا إن واحد يعني أحب ابنتهم وخاصة إذا كان شاعراً وشبب بها، ما الذي حرم قيساً من ليلي؟ أنه ملأ الدنيا شعراً:
يارب لا تسلبني حبها أبداً ويرحم الله عبداً قال آمين
أحببت ليلي وكذا…
شعره الهائل الذي ملأ الآفاق، وسارت به الركبان في البوادي، فعمه منعه من الزواج منها.. هذا يبدو وأنه ميراث قديم، إنما لو أننا نحكم الشرع في هذا مادام لم يحدث شيء مخالف للشرع، هو ممكن أن يحدث حب ويكون معه مخالفة، إن هو يختلي بها وتختلي به هذا لا يجوز، أنهم يقعدوا يتكلموا في التليفونات من وراء أهلهم هذا لا يجوز، إنه يحب امرأة لا يحق له الزواج منها لأنها متزوجة مثلاً وزي القرآن ما ذكر لنا امرأة العزيز، أحبت سيدنا.. (شغفها حباً).
د. حامد الأنصاري: نعم. باختصار في أقل من عشر ثواني.
د. يوسف القرضاوي: فلا يجوز لهذه المرأة أن تحب، ولا يجوز للواحد أن يحب امرأة رجل آخر، إنما إذا كان حباً مشروعاً، وليس فيه خروج عن قوانين الشرع، وقيمه، فينبغي أن نفعل ما أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- (أنه لم ير للمتحابين مثل الزواج).
د. حامد الأنصاري: شكراً فضيلة الشيخ، أعزائي المشاهدين، في ختام هذه الحلقة أشكر فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي، كما أشكركم على حسن المتابعة، وإلى أن نلتقي في الحلقة القادمة بإذن الله لكم أطيب المنى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.