الثقافة الإسلامية والكراهية
مقدم الحلقة: | ماهر عبدالله |
ضيف الحلقة: | منذر الأسعد: كاتب وباحث في الشؤون الإسلامية |
تاريخ الحلقة: | 07/07/2002 |
– أسباب كراهية الغرب للمشرق الإسلامي
– أسباب حصر الإسلام في دائرة الجهاد وعدم فتح الباب على مصراعيه
– أسباب النظرة الدونية للمشرق العربي وأصولها
– خوف الغرب من انتشار الإسلام
– وجوب دعوة غير المسلمين إلى الإسلام بالحسنى
– تشويه الغرب للإسلام وحقيقته
ماهر عبد الله: سلام من الله عليكم، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج (الشريعة والحياة).
"الشرق شرقٌ، والغرب غربٌ، ولن يلتقيا" لعلها أشهر قصيدة بعد أشعار (شكسبير) في الأدب الغربي عموماً، وعلى الأقل في الأدب الإنجليزي، وكانت من الأشعار التي صنعت ثقافة الاستعمار، والتي مازال الشرق والغرب يدفعان ثمنها إلى يومنا هذا.
المجتمع الأميركي في الحادي عشر من سبتمبر وبعدها مباشرة طالما سأل وربما لازال يسأل -وإن كان بحدة وبدرجة أخف- لماذا يكرهوننا؟ أنا أعتقد أنه آن الأوان ليسأل المسلمون أنفسهم ويسألوا العالم لماذا يكرهوننا؟ البعض يريد أن يقول أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر هي السبب المباشر لحملة الكراهية التي يتعرض لها الإسلام كأمة وكثقافة وكدين، لكن أي استعراض مهما كان بسيطاً للتاريخ، وخصوصاً تاريخ العلاقة الثقافية بين الطرفين سيرى أن المسألة تعود قروناً إلى ما هو قبل الحادي عشر من سبتمبر، ولعل القصيدة الشهيرة التي تشبه قصيدة "طلع البدر علينا" في الثقافة الإسلامية ما كان يسمى بأنشودة (رولان) للشاعر الفرنسي اللاتيني، لا أدري كيف كانت صفته في تلك الأيام، قصيدة كُتبت في القرن العاشر الميلادي وأُعيد طبعها، بصيغة حديثة عام 1837، القصيدة كانت تُحفَّظ في المدارس وفي الكنائس وكانت بمثابة الغناء الشعبي، في أوروبا في كافة أنحاء أوروبا، المسألة أخذت أبعاداً أخرى مع الاستعمار وما سبقه من استشراق ولكن باختصار علاقة الشرق بالغرب، هذا الاتهام للإسلام بأنه ليس فقط دين الكراهية من حيث هو عنيف، من حيث هو دموي، من حيث هو لا ينتشر إلا بحد السيف، ولكن من حيث أنه حتى كثقافة لا يمكن إلا أن يكون عنيفاً.
لمناقشة هذا الموضوع اسمحوا لي أن أرحب باسمكم بالأستاذ منذر الأسعد.
والأستاذ منذر الأسعد (كاتب وباحث إسلامي سوري مقيم في المملكة العربية السعودية، يعمل في مجال الإنتاج الفني عموماً، إضافة إلى عمله في التأليف والكتابة).
من مؤلفاته كتاب "إسلام آخر زمن"، وكان فيه نوع من المناقشة لأفكار بعض المستشرقين، لاسيما تلك التي نسبها بعض الكتاب العرب لأنفسهم دون أية أمانة علمية بذكر المصادر الحقيقية، عنده كتاب آخر عن.. أو بعنوان "ملائكة وشياطين"، وكتاب في الدفاع عن الصحابة بعنوان "براءة الصحابة من النفاق".
أستاذ منذر الأسعد، أهلاً وسهلاً بك في (الشريعة والحياة).
منذر الأسعد: حياكم الله.
ماهر عبد الله: اسمح لي أن أذكر الأخوة المشاهدين بالهواتف قبل أن نبدأ هذا النقاش، بإمكانكم المشاركة معنا في هذه الحلقة على الأرقام التالية، رقم الهاتف: 4888873، بعد المفتاح الدولي لدولة قطر وهو (974)، وأظنكم ترونه على الشاشة أمامكم الآن.
الراغبين بالمشاركة عبر الفاكس بإمكانهم أن يفعلوا ذلك على الرقم: 4890865، أما الراغبين بالمشاركة عبر الإنترنت فبإمكانهم أن يشاركوا معنا على الهواء مباشرة على الصفحة الرئيسية (للجزيرة نت) على العنوان الذي ترونه على الشاشة أمامكم الآن وهو:
سيدي أرحب بك ثانية، لماذا يكرهوننا؟
منذر الأسعد: لماذا يكرهوننا؟
ماهر عبد الله: أسياد الموقف وأسياد العالم اليوم.
أسباب كراهية الغرب للمشرق الإسلامي
منذر الأسعد: نعم، الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد:
فالمسألة -في تقديري- أنه الحقد هذا يرجع إلى قرون فعلاً، إلى بداية الدعوة، بعضه إلى بداية الدعوة، وبالذات الحقد المبني على أساس ديني، واستمر هذا إلى الحروب الصليبية وأحياناً مازالت له حتى الآن بقايا، برغم إن الغرب تبنى العلمنة ونجح فيها داخلياً إلى حدٍ كبير، لم يعد العنصر الديني ضاغطاً في صنع القرار في الغرب، ومع ذلك فالحقد أو الكره مستمر وفي تقديري أن له جانبين، الجانب الأول يخصنا نحن المسلمين، لأنهم يرون أن هذا الدين برغم هيمنتهم على أراضي أهله ومناطقه الحيوية وثرواتهم، منذ على الأقل.. منذ سقوط الأندلس حتى الآن كلما ظنوا أنه انتهى يعود إليهم بوجه آخر، الوجه الآخر هو عام في الغرب وقد يعني أتمنى ألا يظنني المشاهد الكريم أتجنى، عندما أقول إن الأصل في الغرب هو رفض الآخر وليس مجرد المسلمين، نحن لما خرجنا من الأندلس نحن المسلمين طُرد معنا اليهود، حروب الاستئصال، الاستئصال في الغرب أساس في ثقافته، استئصال السكان الأصليين في أميركا وأستراليا لم يكن عبثاً، كان سياسة منهجية، طرد اليهود، حتى دعم إسرائيل.. حتى دعم الحركة الصهيونية لإقامة الدولة الصهيونية الآن هو في جزء منه تخلص من اليهود، الولايات المتحدة الآن التي تتباكى على اليهود أقفلت أبوابها في الأربعينات أثناء الحرب العالمية الثانية، واليوم يتباكون على ضحايا المحرقة حتى يتوجهوا إلى فلسطين، يتوجه الشباب و(هتلر) يفتك بالرجال الطاعنين في السن وبالنساء، وهذه صفقة حتى شارك فيها بعض الصهاينة مثل (شامير)، مشهورة اتفاقيتها (هاعفره).
ما أود الخلوص إليه حقد الغربيين ليس مطلقاً، يعني يجب أن نميز، ليس كل غربي يحقد علينا، ليس كل غربي يحقد علينا كالآخر، هذه الصورة النمطية التي قد تُريحنا، لكنها قد تخدعنا والدليل أننا خضنا مواجهاتنا دائماً، نحن أظن كنا في يعني مطلع المراهقة أثناء حرب 67، أنا شخصياً أتكلم عن نفسي أنا وأبنائي كنا نظن أن لليهودي ثلاث عيون.. ثلاث عيون، أو أذن في الخلف، لا لشيء إلا لأنه يجب أن نعرف حتى عدونا.. حتى عدونا الذي نحاربه يجب أن نعرفه.
ماهر عبد الله: يعني باعتقادك، أنت أدرى مني بحكم متابعتك للأخوان المستشرقين يعني ما يسمى بأغنية "زولان" بأنشودة "زولان" عندما تكتسح الثقافة الأوروبية، عندما كانت أوروبا شبه موحدة، يعني لم يكن لها سلطان واحد ولا إمبراطور واحد، لكن كان ثقافتها واحد وكان اللاتينية هي الدارجة في أغلب مناطقها، تتحول إلى ثقافة يومية، يعني كما يقول كل مسلم مهما كان رأيه في.. في الإسلام، سواء كان متدين، سواء كان علماني، يقول: إن شاء الله، سبحان الله ما شاء.. يعني جزء من.. من ثقافة..
منذر الأسعد: من ثقافة..
ماهر عبد الله: مصبوغة بصبغة اللغة بالإسلام، هذه الأنشودة يعني صبغت الثقافة الأوروبية فترة طويلة جداً من الزمن، لو استثنينا الحقد الصليبي، لو استثنينا حتى الحقد الاستعماري، من وجهة نظر فلسفية ثقافية صرفة إذا تكونت الشخصية وفيها هذه الصورة النمطية عن المسلم، قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وقبل الاستشراق.
منذر الأسعد: نعم.. بكثير.. بكثير..
ماهر عبد الله: كيف يمكن أن نتوقع أن تقول كيف تريدني أن أقبل منك أنه ليس كل غربي حاقد، وقد لا يكون شاهراً سيفه ليقاتل صحيح، لكن صورة في ذهنه عني هل تختلف كثيراً؟
منذر الأسعد: نعم، أنا حتى لا.. يعني طبعاً هذا العنف التاريخي الأوروبي، لكن حتى لا نتهم أنت وأنا بأننا نغني على ماضٍ ولَّى، من بضع سنوات عندما حادثة تركيا، تركيا كل الناس يعلمون أنها علمانية، نظامها يعني معروف هويته الفكرية والسياسية منذ ثمانين عاماً منذ إسقاط الخلافة، مع ذلك تركيا تسعى وتركض لدخول الاتحاد الأوروبي، يرفض ما.. لا علاقة لنا بالرفض، (هلمت كول) عُوتب بشدة من الصحافة الألمانية لما كان مستشار ألمانيا السابق، لأنه ألمح إلى البعد الديني في رفض تركيا في عضوية الاتحاد الأوروبي، إذن مهما تعلمنت مهما تغيرت، موقفي منك واحد، أنا أتكلم هذا على صعيد معظم النخب السياسية، على صعيد كثير من العناصر المهيمنة على المال والإعلام، لكن هذا لا يعفينا أولاً من مسؤوليتنا.
ثانياً: هناك كثير من المثقفين ذوي الضمائر الحرة من الغربيين والأمثلة كثيرة، (جارودي) ربما يكون أشهرها ومازال على قيد الحياة، هذه النماذج تثبت أنه ليس كل غربي حاقد علينا، برغم التربية النمطية.
[فاصل إعلاني]
ماهر عبد الله: سيدي، أنت لا تريد وأنا لا أريد أن نغرق في التاريخ كثيراً، ولا نريد أيضاً أن ننحصر في الحادي عشر من سبتمبر وتبعاته بغض النظر عن الخطأ والصواب فيه، أنت رددت على بعض المستشرقين، مطلع على إنتاجات المستشرقين، الموسوعات، الكتب، الأشعار، الأفلام، إذا استثنينا الشوارعي والآني من صحف ومجلات هل تخلو من هذه الثقافة؟ وأرجو ألا تفهمني خطأ، سنعود إلى جانبنا العربي والإسلامي، إلى ثقافة الاستعداء وثقافة كرهنا للآخر، هل زالت معالم هذا الحقد لنا.. علينا هذه الكراهية لنا من هذا الكتب، وخصوصاً ما كان منها مدرسي أو ذا طابع مدرسي، يعني الكتب المعتمدة في الجامعات مثلاً، هل اختفت هذه الظاهرة؟
منذر الأسعد: بالعكس موجودة في دراسات علمية أجراها بعض الباحثين العرب والمسلمين وحصلوا على شهادات عليا فيها، تعتمد على المراجع الغربية، توثق الكتب المدرسية صورة العربي والمسلم في الكتب المدرسية الفرنسية والألمانية وكلها صورة سوداء قاتمة نمطية، أقل شيء من التسمية هم يسموننا المحمديين، رغم أنه هذه التسمية ما نطلقها على أنفسنا، وحتى في الإعلام يعني أحياناً، موسوعة (وبستر) تصف العربي بأنه المتشرد الغبي المتسكع، صورة نمطية فاقعة وغير أخلاقية يعني هذا تعميمها هي غير أخلاقية وغير علمية..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]: طب، تسمح لي بس بالمقاطعة في.. في جزء من ترجمات أنشودة "رولان" تتحدث عن (وبستر)، يعني نتحدث عن القرن العشرين، أواخر القرن العشرين، حتى طبعاً..
منذر الأسعد: من سنوات نعم.
ماهر عبد الله: يعني أمة لا تستسيغ.. لا تستسيغ سوى العنف والتدمير والنهب والقتل ولا تؤمن إلا بالخرافات والبدع، ولا يحكم تصرفها أية أخلاقية، يعني ما الذي اختلف إذن؟
منذر الأسعد: هذا يذكرني بضابط إنجليزي سابق في.. كان أثناء سنوات الاحتلال البريطاني لأفريقيا، لما كانوا يذبحوا الأفريقيين كالنعاج قال هذا الضابط في مذكراته فيما بعد قال: هذا الوغد -عن الأفريقي الذي ذبحه- عض يدي، يعني هم كانوا يتهموننا بهذه الاتهامات ونحن حتى الآن لا نذهب.. الآن ما يجري في فلسطين ماذا يؤكد؟ يعني كل الناس لها حق المقاومة إلا المسلم، في فلسطين، في كشمير، في البوسنة، مُنع التسليح عن الطرفين.
ماهر عبد الله: تسمح لي هنا أسألك سؤال غريب قد يبدو خارج الموضوع قليلاً، ولكن أظن أنه في.. في صميم الموضوع، كونك ذكرت فلسطين كحالة، وكيف أن التاريخ والهاجس التاريخي عندما يتحول إلى جزء من الشخصية والكينونة، هل تعتقد أن التبرير الأميركي -على الأقل كما ورد في خطاب الرئيس الأخير- تبرير ما يجري في فلسطين إسرائيلياً، هل له علاقة أو أليس له علاقة بالطريقة التي استعمرت فيها أميركا أميركا وأبادت فيها سكانها الأصليين؟
منذر الأسعد: بالضبط هي نفس الثقافة، وهم أصلاً الذين ذهبوا المهاجرون أو الآباء المؤسسون في أميركا -كما يطلق عليهم- عندما ذهبوا إلى هناك كانوا يسمونها كنعان، يعني التشابه هو أيضاً من يتعمق في موضوع الأصولية الدينية في الولايات المتحدة تحديداً دون غيرها من الدول الغربية يدرك مدى هذا، والمعروف الرئيس (بوش) من اليمين، يعني من يدعمه اليمين الأصولي المسيحي المغرق في محافظته، ولذلك ما بدر منه من ملاحظات والحرب الصليبية وذلة لسان، جاء (أشكروفت) فأكدها بصيغة أخرى قال: هذه ديانة يرسل فيها الرب يطلب منهم أن ينتحروا لأجله، بينما دينهم كما يزعم -أرسل الله ابنه- تعالى عما يقولون- ليقتل.
ماهر عبد الله: طيب، يعني سنعود إلى المخرج من هذا، ولكن أيضاً إنصافاً ونحن هنا لا نريد أن.. أن ندافع، بعض الأخوة يعني يحتجون وكأننا ندافع، نحن لم.. حتى هذه اللحظة لم ندافع عن الإسلام، نحن نهاجم حتى هذه اللحظة منطق الثقافة الغربية، ولكن لنكن صرحاء مع أنفسنا ولننسى الإسلام من حيث هو عقيدة ونص ووحي، على اعتبار أننا نحن الذين نتحرك به وليس النص، ما هو سائد من ثقافة إسلامية اليوم؟
عندما تنظر إلى الصحف العربية والمسلمة تجد حالة من الاستعداء أو شبه الاستعداء للصين بحكم معاملتها السيئة للأقلية المسلمة، تجد حالة من الاستعداء الشديد.. الاستعداء الشديد خصوصاً هذا الأيام ضد الهند، بحجة قضية كشمير، وهناك كثير من المنطق في أن.. أن تتعاطف مع القضية الكشميرية، نعادي روسيا وتعاطفنا مع الشيشان والثورة الشيشانية بغض النظر عن دوافعها وأسبابها، نعادي أميركا بسبب العراق وبسبب فلسطين، وبسبب أفغانستان لأسباب كثيرة، هذه الدول يعني ماذا تبقى من البشرية عندما تستثني الصين والهند وروسيا وأميركا والعالم الغربي، وهذا تسمعه في خطب الجمعة، تسمعه في.. في مقالات، أليست هذه ثقافة استعداء وليس فقط ثقافة استعداء ثقافة استعداء حمقى، لا تحسب لموازين القوى حساباً، تريد أن تعادي كل العالم جملة واحدة، فلماذا نلومهم ونسأل لماذا يكرهوننا، في حين أننا ننشر ثقافة الكراهية بهذا الاستعداء؟
منذر الأسعد: نعم، هو يعني أنا -اسمح لي- اختلف قليلاً مع ما طرحت، المظالم الموجودة في هذه الأماكن مظالم حقيقية باعتراف الأمم المتحدة في بعضها، يعني كشمير قرار حق الشعب الكشمير في تقرير مصيره لم ينفذ، لأن القوة النافذة في العالم لا تريد تنفيذه، أيضاً الشيشان، الغرب إلى فترة قريبة كان يقول إن هم مقاتلون من أجل الحرية، طبعاً اختلف الآن الموضوع بعد تصفية الحسابات القديمة مع الإمبراطورية الروسية، إذن.. لكن أنا معك في حاجة لابد.. لا ريب أننا نحن المسلمين في هذا الزمن لا نتقن يعني فن الدفاع الصحيح عن قضايانا المحقة، يعني إثارة العالم جملة حتى لو كانت هناك مظالم حقيقية، لا نعرف أولويات، لا نعرف تركيز على شيء معين، الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يُخرج اليهود من جزيرة العرب أو لم يقاتل اليهود دفعة واحدة، حتى رغم إنه ميزان القوة ربما كان في بعض المراحل كان كافياً، لكن كان يعني إذا وقع منهم ما يستحق، نقضوا عهداً أو نكثوا وعداً أو أساؤوا و(….) ذمة، كان يعاقبهم بما يستحقون، نحن لا نملك القوة ولا نملك حتى يعني القوة.. قوة المنطق أيضاً نحن لا نعرف حتى الدفاع عن أنفسنا، نحن أصحاب حق، ديننا حق لا نقول بأننا مسلمين هذا يعني لأننا مسلمون هذا يعني مستطاع الدفاع عنه بالحجة، لكن أيضاً قضايانا عادلة، لكن لا نحسن تسويقها حتى القضية الفلسطينية وهي أوضح وأعمق جرح موجود في العالم الإسلامي ويستقطب اهتمام المسلمين جميعاً، لا نعرف.. لا نعرف كيف نسوقه، لا نعرف كيف نقدمه ونحن أصحاب حق، يعني نترك الآخرين يرسمون لنا صورة أننا إرهابيون، طبعاً لهم مصالح بذلك، لكن لماذا لا يكون لنا نحن أصوات أو قنوات أو وسائل اتصال خاصة بنا؟!
[موجز الأخبار]
ماهر عبد الله: سيدي، الصحوة الإسلامية يعني عطفاً على موضوعنا ما سُمي بالصحوة الإسلامية والتي هي في طريقها إلى الأفول يبدو صنعتها حركات إسلامية بعد فضل الله، تأسست في فترة مناكفة الاستعمار ومحاربته في مواجهة عسكرية مباشرة، كان العالم العربي والإسلامي مُحتلاً، كان طبيعي في مواجهة عسكرية مع استعمار مباشر، أن تنمو ثقافة الجهاد على حساب جوانب أخرى من جوانب الدعوة المحمدية -إذا جاز التعبير- بعد ذلك تهنا في الدولة الوطنية، لم نستطع أن ننتج معرفة ولا أن ننتج ثقافة، وبقي الإسلام أو الفكر الإسلامي أسير هذا الميل الشديد نحو فكر الجهاد، ألا تعتقد أن هذا يشكل يعني في حين أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- في.. في مكة عانى من الأذى أكثر من عانينا يعني، أنت قلت أن الصين والهند و.. يعني فيه.. فيه نوع من المنطق في.. والمظلومية في ما يعاني هؤلاء المسلمين، لكن الرسول –صلى الله عليه وسلم- كان يوجد أكثر من هذه المنطقية، وأعتقد أنه سمع وراء وعانى من الأذى ما لم يعاني أحداً منا على الأقل بنص الأحاديث يعني، ولكنه لم يسمح –صلى الله عليه وسلم- لثقافة، استعداد، لثقافة الجهاد أن تسيطر على عقله وتفكيره، أعطاها مكانة تستحقها
منذر الأسعد: تستحق هؤلاء
ماهر عبد الله: لماذا تحوصلنا نحن وحصرنا الإسلام في دائرة الجهاد وثقافة العنف والعنف.. والعنف المضاد دون أن نفتح الباب على كل مصارعه؟
أسباب حصر الإسلام على الجهاد وعدم فتح الباب على مصراعيه
منذر الأسعد: هو يعني الصورة فيها شيء من التفصيل، يعني هناك حركات أو توجهات يعني غير مسيسة حتى.. أصلاً، يعني بعض جماعات الدعوة الإسلامية لا أصلاً لا تعمل في السياسة ولا تقترب منها ولا بكثير ولا بقليل، بعضها مسالم، بعضها جماعات غير عنفية، لكن هذا الطابع الغالب -في تقديري- أنه جاء نتيجة المعالجات الأمنية القاصرة التي جاءت من النظم العلمانية المتغربة، لفرض التغريب بالقوة على الشعوب، ولما أخفقت هذه الأنظمة في تحقيق أي شيء من شعاراتها المطروحة.
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: يعني تسمح لي بس يعني الأخ أسامة منصور مراد رجل أعمال من أسبانيا بيذكر على الإنترنت: ألا تعتقد أن طريقة تعامل الأنظمة العربية مع شعوبها وسكوت هذه الشعوب على هذه المعاملة ساهم في هذه الصورة النمطية التي تحدث عنها الضيف الكريم؟
منذر الأسعد: لا شك في ذلك، أنا هذا ما كنت أقوله، الناس من الضغط طبعاً وتنحية العلماء أيضاً وتوظيف الدين، وهنا مصيبة العلمنة في العالم العربي، أن الدين في الغرب محايد لا يتدخل في صنع السياسة، عندنا ليس محايداً، يصبح في أغلب بلداننا موظف يحمل ختماً للختم على ما يريده الحاكم، فهنا يفقد الشباب ثقتهم بالعلماء، نشأة هذه الفجوة يظهر الناس غير المؤهلين وغير الناضجين وغير المتحصلين على العلوم الشرعية، فيفتون بما يجهلون أكثر مما.. مما يفتون بما يعلمون، وهذه مشكلة أيضاً، استباحة الدماء كيفما اتفق والعنف كيفما اتفق وتجاه مسلمين وغير مسلمين، وتفكير الناس، كل هذا ناتج عن قصور في الفقه، أيضاً أسهمت فيه الأنظمة، هذا جزء من.. ولذلك لجأت.. لجأ كثير من الإسلاميين إلى الغرب، وهنا المفارقة أن تلجأ إلى عدوك التاريخي الوطني لتحتمي من عدوك يعني، ما أود أن.. أن أقوله.
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: بس هل تعتقد هذه الهجرة هل تعتقد هذه ظاهرة صحية؟
منذر الأسعد: لأ أنا أقول مفارقة هذه ليست ظاهرة صحية، الأصل.. الأصل أنه حتى هذه الهجرة يعني لها أحكام شرعية، لكن حتى لو غضضنا النظر عن ما يحكم هذه الهجرات، ظاهرة بالعكس ظاهرة الطرد الاجتماعي أصلاً حتى بمقياس وطني في أي بلد في العالم عندما يهاجر منه ملايين، هذا دليل أن الوضع غير سليم، الوضع.. البلد المستقر الآمن يهاجر الناس إليه أم يهاجرون منه؟ هذا من حيث المبدأ بشكل عام، طبعاً هناك استثناءات لكن هذه الحالة العامة.
ماهر عبد الله: تسمح لي.. تسمح لي أن أسألك سؤال يعني يتردد كثيراً في.. في بعض الأوساط العربية، وليست يعني كلها خبيثة وليست كلها متآمرة، هذا الوضع الذي تتحدث عنه، هذا الوضع الخاص بالأنظمة، هذا التأثير السلبي لغياب العلماء. الانحصار في جوانب من ثقافة الإسلام، أليس هو -في المحصلة النهائية- وليد ثقافة إسلامية منذ 14 قرناً، باستثناء القرن الأخير، والإسلام هو الذي يصوغ شخصيتنا الإسلامية، وبالتالي ألا يتحمل الإسلام جزء من.. من هذه الصورة بطريقة أو بأخرى؟
منذر الأسعد: نعم، الحقيقة أنه الإسلام يعني إذا كان فهمنا المتخلف في كثير من.. بالذات في القرون الأخيرة للإسلام هو الحكم، فيعني نحكم به على الإسلام، هذه كارثة، الحقيقة أننا لا نحتكم أصلاً إلى الإسلام يعني في غالب شؤوننا حتى كأفراد علاقاتنا، يعني نريد من الحكام أيضاً هذا ليس تبريرا لأي حاكم، الناس كلهم يريدون الاحتكام إلى الشريعة، بشرط ألا يحتكموا هم بأنفسهم إذا كان الحق عليهم، هذه الظاهرة مريبة ومخيفة، العلاقات بين الناس بعيداً عن الحكومات والمحاكم أيضاً لا تقوم في الغالب على الأسس الشرعية، هذا حلال هذا حرام، هذا لك هذا لي، لا نحتكم في هذا، فالإسلام لا يحمل وزر هذا التخلف، بالعكس بمقدار بعدنا عنه، نحن وصلنا إلى هذه المهاوي، سواء على صعيد القوة العسكرية أو حتى العلمية، يعني أيضاً تخلفنا يحسب على الإسلام، لما كنا ملتزمين بالإسلام كنا أساتذة الحضارة، الآن لا يقبلوننا حتى تلاميذ، يعني إلا إذا اغتربنا للأسف، يعني من يذهب إلى الغرب ويبدع هناك لأنه البيئة تناسبه، لأن هناك رغم كل مآسي الغرب وسيئات الغرب، المجال مفتوح للإنسان أن يبدع إلى حد كبير أفضل من بلداننا، هذه كارثة يعني.
ماهر عبد الله: طيب أنا مضطر للمقاطعة مرة أخرى.
[فاصل إعلاني]
ماهر عبد الله: سيدي، يعني أنت نزَّهت الإسلام عن هذه الظاهرة وعن التخلف الذي نعاني منه عموماً، ثمة مقولة استشراقية أخرى تتحدث عما يسمى بالطبع الثابت، مؤداها أن الشرق بطبعه هو هكذا لا يمكن.. بغض النظر إن كان مسلماً، مسيحياً، يهودياً، ما دام شرقي الطباع وشرقي السمات، فهو بطبعه متخلف، باحث عن الاستنارة، وللأسف الشديد أن حتى بعض من لا يتفقون مع اطروحات الاستشراق يعني، الأستاذ المفكر الكبير محمد عابد الجابري تمنى شيئاً من هذا، وإن كان ضمن إطار إسلامي، عندما تحدث عن عقل مشرقي عربي أكثر بيانية من عقل مغربي عربي.. أكثر برهانية وبالتالي أكثر عقلانية، هل هناك صحة يعني كون محمد عابد الجابري يتحدث عن هذا داخل المنظومة العربية، أليس هذا إعطاء لمصداقية للطرح الغربي عن الطبع الثابت؟
أسباب النظرة الدونية للمشرق العربي وأصولها
منذر الأسعد: يعني كل يعني يرد.. يرد ويُرد عليه وهذا حتى على علماء الفقه يعني، لكن أنا أكتفي بأن أؤكد أن هذه المسألة غير علمية أصلاً، يعني لا يوجد شيء اسمه طبع ثابت لا في الأفراد ولا في الأمم، وحتى هم الآن الثقافة الغربية كلها تقوم على أنه الهوية كائن متحول، كائن يتم تكوينه باستمرار، فهذه نقيض أحدث النظريات الفكرية السائدة في الغرب، لذلك ما.. يعني ما أظن أنها تحتاج إلى نقاش، يعني موضوع الطبع يدخل معنا اليابانيون أيضاً إذا قلنا الشرق ولا الشرق محصور بدرجة عرض معينة يعني مثل مناطق حظر الطيران على العراق؟
ماهر عبد الله: لأ هو.. هو عملياً يدخل، لأنه أنت، يعني لو نظرت إلى تاريخ اليابان الحديث، اليابان كانت متخلفة إلى أن دخلها الأميركي بعد الحرب العالمية الثانية، وأنت تعلم وربما هذا هو المقصود لفلسطين والعراق اليوم، الأميركي دخل اليابان صاغ لها الدستور، أعاد توزيع الأراضي، أرغم المرأة على الخروج إلى العمل، صاغ الشخصية اليابانية على النموذج الغربي، وهذا ما يراد يعني ربما هذا كان أحد المحاور التي ستلي لاحقاً، ما المطلوب منا لنخرج من.. من.. فالياباني نعم كان المقصود، الصيني كان مقصوداً، حرب الأفيون.
منذر الأسعد: حرب الأفيون نعم، لكن هذا لا يعني إنه يعني أنا أتكلم عن موضوع اليابان لو كان الطباع لما تغير اليابانيون، لن نخوض في موضوع اليابان لأنه موضوع شائك وطويل وفيه أقوال كثيرة يعني كُتبت فيه مؤلفات متناقضة، أيضاً في تفسير الظاهرة اليابانية، لكن ما علينا أن نؤكده أنه المسلمين أولاً ليسوا عرقاً، ليسوا كاليهود مثلاً ينتمون إلى.. يعني عنصر.. اليهود يزعمون أنهم أبناء إسرائيل، رغم أن هذا ثابت طبعاً إنه غير صحيح، لكن هذا ما يرون أنفسهم، هل المسلمون يرون أنفسهم أنهم من جنس معين، الدين وخلطة بالجنس؟ هذه بدعة صهيونية على فكرة يعني.
ماهر عبد الله: هو.. هو ليس الدين، لكن يعني اسمح لي نعود لها بعد الاستماع إلى هذه المداخلات.. الأخوة ينتظرون على الهاتف، لكن يعني قطعاً سنعود إلى موضوع الجنس، معايا الأخ عبد الله منصور من فلسطين، أخ عبد الله. تفضل.
عبد الله منصور: ألو، السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.
عبد الله منصور: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: تحياتي لك أخي ماهر ولضيفك الكريم. سألتَ في القسم الثاني من البرنامج الأخ الضيف عن الرسول –عليه الصلاة والسلام- لماذا في الفترة المكية لم يستخدم الجهاد، والضيف الكريم لم يوضِّح للسادة المشاهدين جواباً على سؤالك، فأود مداخلة في هذا الموضوع فأقول: أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لم يؤمر بالجهاد ولم يقم بالجهاد ضد قريش جبنا في المسلمين وإنما كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- مأموراً من الله -سبحانه وتعالى- بالسير في طريق معينة رسمها الله له حتى يصل إلى المدينة ويقيم دولة الإسلام في المدينة، فالرسول في الفترة المكية كان يسير في مراحل ثلاث، تضمنها.. تضمنها الكفاح السياسي والصراع الفكري، بهذه الطريقة استطاع الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن يصهر المسلمين ويكتِّل المسلمين في كتلته، ويثقفهم بثقافة الإسلام، ويقاوم قريش كفاحاً سياسياً وصراعاً فكرياً، إلى أن وصل إلى المدينة وأقام دولة الإسلام، وهذه هي الطريق التي صار فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي كما ذكرت لك أنه كان مأموراً بها من الوحي، إنما هي لكي يترسم المسلمون من بعده الطريق للوصول إلى.. إلى العزة، للوصول إلى استئناف الحياة الإسلامية التي نحن مأمورون بها في هذه الأيام، فنحن مأمورون بترسم طريق الرسول صلى الله عليه وسلم، الذين نحن مأمورون بالتأسي لإقامة دولة الإسلام.
ماهر عبد الله: أخ عبد الله، مشكور جداً على هذه المداخلة، معايا الأخ عبد الواحد المولوي من الإمارات، أخ عبد الواحد تفضل.
عبد الواحد المولوي: يا أهلاً، رجوعاً إلى سؤالك الأصلي أستاذ ماهر، لماذا يكرهنا الغرب؟ وتعقيباً على بعض العوامل اللي تفضل فيها الأستاذ منذر، أحب أضيف بس بإيجاز 4 نقاط أخرى، 4 أسباب أخرى، السبب الأول: أنه، وحاولت إني من خلال الأسباب هذه إن أنا أنظر إلى الموضوع من وجهة النظر الغربية، فالسبب الأول وهو أنه الدول العربية بالذات طبعاً من الناحية الجغرافية هي الجارة الحقيقية للغرب.. لأوروبا بالذات، ولذلك على مر القرون كان دائماً سواءً أيام العباسيين أو أيام العثمانيين.. كان دائماً الهاجس اللي كان عندهم الجغرافي كان من هذه المنطقة، هذا رقم واحد، الهاجس الجغرافي والقرب الجغرافي.
رقم اثنين: إن لو رجعنا إلى التاريخ من عهد الإغريق والروم لنجد على أن في الخرائط القديمة ما قبل الإسلام لهذه المنطقة نجد أن مناطق الشام مثلاً.. مناطق مصر أو شمال أفريقيا كانت معظم.. في لقرون طويلة تابعة لأيام الإغريق.. أيام الإسكندر الأكبر أو الروم، وطبعاً الأوروبيين قد يحسوا على أن العالم العربي أخذ جزء من حديقته الخلفية إذا صح التعبير.
رقم ثلاثة: إن الإسلام كأيديولوجية وهو –مثلما تفضل الأستاذ منذر- هو دين ودولة، لو قورن الإسلام.. دين الإسلام بأيديولوجيات أخرى فنجد مثلاً البوذية.. طبعاً لا يقارن الإسلام كدين بالبوذية، لكن كعقيدة بوذية أو الطاوية في الصين أو الكنفشيوسية وغيرها، نجد على أن الإسلام صعب تهجينة لأنه هو دين ودولة، ولذلك. هذه طبعاً دائماً صعب على الغرب خاصة بعدما انفصلت الكنيسة عن.. عن الدولة في.. في الغرب من (إسحاق نيوتن) في القرن السابع عشر أو حتى من أيام (مارتن لوثر) أو (جون كلفن) information أو الإصلاح الديني اللي انبثق منه البروتستانتي البروتستانتية، فلذلك نجد على أن هم انفصلوا كدين ودولة، لكن إحنا بقينا دين ودولة، وهذه صعب عليهم عملية إخضاعنا لفترة طويلة جداً، النقطة الأخيرة -وأنا آسف على التطويل- النقطة الأخيرة أن.. أن محورية.. فيه هناك محورية للاستقلال السياسي والعزة والكرامة والتحرير في الفكر الإسلامي، في الأيدلوجية الإسلامية بطبيعته هو.. هل النقاط محورية فيه، ولذلك من الصعب على الرأسمالية إن دايماً يحتاج.. تحتاج إلى أسواق جديدة، وإلى مواد خام وغيرها إنها تستطيع أن تهجِّن وبالتالي تستولي على الأشياء هذه اللي بتحتاجها الرأسمالية، ولذلك طبعاً الإسلام ظهر في.. في مقولة (هنتنجتون) صراع الحضارات، مع أنه هو حقيقة لو استعمل لغة دبلوماسية هي مش صراع حضارات، هي صراع أديان حقيقةً أو عقائد، علشان ها الشكل دائماً عالمنا إحنا يبقى هو عدو كبير لهم، وشكراً.
ماهر عبد الله: طيب أخ عبد الوهاب، مشكور جداً على هذه المداخلة القيمة. معايا الأخ عبد الله صالح من السعودية، أخ عبد الله، اتفضل.
عبد الله صالح: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.
عبد الله صالح: أول شيء سنلاحظه أن الأخ ماهر المقدم..
ماهر عبد الله: اتفضل.
عبد الله صالح: يمكن زلة لسان، قلت هل الإسلام يتحمل جزءاً من هذا؟ وهذه أعتقد إن هذه يعني زلة إن شاء الله، فالإسلام إذا كان الواحد مسلم ما يحتاج إنه يقول هذا الكلام، ولكن لو قلت كمسلمين أو.. لكان أولى.
الأمر الآخر: بالنسبة لموضوع البرنامج البغض، الأعرابي كان يأتي للرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: والله إنك كنت من أبغض الناس إلي، والآن.. الآن أنت أحب الناس إلي، فالبغض هذا والكراهية هاي شيء طبيعي، يعني إذا كان الدين صحيح فإن من يعادي هذا الدين لابد أن يكره هذا الدين، لابد أن يكرهه، لماذا؟ لأن الدين يفسد على أهل الدنيا من أهل الشهوات شهواتهم، فلذلك من الطبيعي أن يبغضون، لكن لو كان الإنسان يريد الحق فإنه سيدخل تلقائياً في الإسلام، فلذلك تجد أن المواطن مثلاً الغربي أو المواطن الأميركي أو المواطن تجد إنه أقرب قلبه يعني رقيق.. قريب لو يعني يُدعى لاستجاب، فتجد أن المسؤولين الكبار هم اللي بيغالطون، أذكر إن أن.. أن أحد إخوانا في فلسطين ذهب لبريطانيا يقول أربعين سنة، يقول: فلما دخلت إلى العائلة كان يدرس لغة إنجليزية، يقول فالتفت العائلة حولي يدورون حولي، فقلت ماذا بكم؟ قالوا: أليس لك ذيل؟ دور لنا ذيل هذا العربي سبق بأربعين سنة يحدثني هذا، ويقول سمعت دعاية -شوف كل هذا قبل أربعين سنة- يقول صابون يعني دعاية لأحد الصابون يقول أنه يُغسل ينظفك حتى لو كنت عربياً ينظفك، يعني ماذا فعل العرب إذا كنا نتكلم عن التاريخ الحديث؟ العداوة قديمة جداً، هل تعلم يا أخي أن التاريخ الإسلامي لا يُدرَّس في مدارس أميركا الولايات المتحدة كلها إلا في الجامعات اللي تخصص التاريخ، لماذا يدرسون التاريخ الإسلامي؟ لأنه سيتساءل هذا.. هذا الإنسان هذا المراهق كيف قرويين وبادية حكموا نصف العالم في ظرف 60 أو 70 سنة، كيف حكموا إلا من.. من العقيدة التي يحملونها؟
ماهر عبد الله: طيب أخ..
عبد الله صالح: أما إذا كان الضعف، آخر كلمة إذا كنت يعني أطلت عليكم.
ماهر عبد الله: اتفضل.
عبد الله صالح: أما بالنسبة للضعف الموجود الآن، الضعف الموجود الآن هذا من الطبيعي أما.. أما نقرءون التاريخ وتعرفون أن قُتل في بغداد مليون ونصف مسلم قتلهم التتار؟ ورغم ذلك رجع الإسلام، واستعادت الدولة العثمانية قبل خمسة قرون، ستة قرون والإسلام أقوى.. أقوى دولة في العالم، لأن.. لأن الإسلام عزيز مهما ضعف سيرجع، فلذلك لا تنظر يا زميلي السنة نعيشها الآن، انظر إلى 1300 سنة سابقة كانت دولة الإسلام أقوى دولة بلا منازع.. وإن شاء الله..
ماهر عبد الله: طيب أخ عبد الله، مشكور.. مشكور جداً يا أخ عبد الله ومشكور أكثر على ملاحظتك الشخصية معايا الأخ جميل محمد من قطر، أخ جميل، تفضل.
جميل محمد: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
جميل محمد: الله يعطيكم العافية.
ماهر عبد الله: حيَّاك الله.
جميل محمد: الحقيقة فيه تناقضات كثيرة فيما.. فيما يطرح يا أخ ماهر أولاً.
ماهر عبد الله: ما يُطرح هنا أم مع الأخوة مع الهاتف؟
جميل محمد: ما يُطرح هنا.. بينك وبين الضيف الكريم، ماذا يريد البرنامج أن يقول؟ هل تريد أن تدجن العلاقة بين الإسلام والآخرين حسب ما يريد الآخرين؟ إذاً لا داعي لأن يكون هنالك إسلام، إذاً نرجع.. نرجع إلى المقولة الإنجليزية التي تقول: We want Gorge.. Gorge إحنا بدنا (جورج) يتفاوض مع (جورج)، إذاً ما فيه طرف وطرف مقابل، إذا هنالك طرف وطرف مقابل، ما الذي يحكم العلاقة من وجهة نظر إسلامية بين هذين الطرفين؟
العلاقة التي تحكم بين هذا الطرف وذلك هو.. هو الإسلام، ماذا يقول الإسلام عن العلاقة بيننا وبين الآخرين؟ قُسمت العلاقة في.. إلى.. إلى تجزئين أو إلى مرحلتين، المرحلة الأولى والنوع الأول هو العلاقة العقائدية، وهذه حسمها الله -سبحانه وتعالى- في أكثر من آية، وهي آيات بينات لما قال: (لكم دينكم ولي دين)، وقال (إنَّ إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم)، وقال (ليس لك من الأمر شيء)، إذاً الإيمان العقائدي الشخصي موكول إلى الشخص، يبقى العلاقة بين دولة الإسلام والآخرين، سواء كانت هذه الآخرين دول أو أفراد، وهذه أيضاً حُسمت، طالما أن هذا الطرف الآخر لا يعتدي ولا يمس الأرض الإسلامية أو المسلمين بأذى فله عهده، وإن.. وإن.. وإن الآية التي تقول لا أذكرها جيداً استجارك (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره)، هل يوجد تسامح أكثر من هذا؟ أما لماذا يحقد علينا الآخرون يا أخ ماهر وضيفك الكريم؟ فالرسول محمد -عليه الصلاة والسلام- جاء إلى الدنيا.. إلى الناس بخير الدنيا والآخرة، جاء لهم بما ينفذهم ويسعدهم في الدنيا ويزكيهم ويعطيهم خير الدنيا والآخرة، ماذا كان جواب الناس له؟ منهم من صدَّق واتَّبع، ومنهم من وقف على الحياد، ومنهم من عارض وحارب، وهذا موقفنا، نحن نقول لدينا ما يصلح للدنيا والآخرة، فمن يريد أهلاً به، ومن لا يريد (إن إلينا إيابهم ثم إنَّ علينا حسابهم)، واضح.. واضح..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]: طيب أخ جميل مشكور.. مشكور جداً ومعذرة على المقاطعة، برضو مداخلة يعني جميلة وأعتقد أنك يعني تعطيها -على الأقل- حقها من.. يعني بداية الأخ عبد.. عبد الله المنصور نحن لم نقل أن الجهاد توقف جنباً والأخ في البداية..
منذر الأسعد: أنا قلت أنه لم يُؤذن للرسول -صلى الله عليه وسلم- لكن..
ماهر عبد الله: لكن كان السؤال هو ليس ما إذا كان جبناً.. أو.. أو لماذا توقف عن الجهاد؟ السؤال هو اضطر إلى الجهاد ثم أُذن له بالجهاد، ولكنه لم يسمح لجانب الجهاد في الإسلام في أن يطغى على الجوانب.
منذر الأسعد: حتى الجهاد له أحكام.
ماهر عبد الله: أخرى.. طيب سؤال الأخ.. يعني ما دون ذلك أعتقد كلام فيه اتفاق مع كلام الأخ عبد الله منصور، سؤال الأخ عبد الواحد ذكر أربعة أسباب أو مداخلة الأخ عبد الواحد إلى أي مدى تتفق؟ ذكر بدايةً البعد الجغرافي، هناك حساسية، هو افترض وضع نفسه في.. في مكان أوروبا، أعتقد أن السبب الجغرافي بحكم القرب ممكن نغزو، أعتقد بأنه مناطق الشام تاريخياً -وأنت شامي- قطعاً في فلسطين كانت الأمور محسومة، كانت مشاع لكل من هب ودب من.. من إغريق ومن رومان وغيرهم، هل يعني هناك نزعة تاريخية يعني كما نريد فلسطين اليوم لأسباب تاريخية فضلاً عن الأسباب العقائدية؟ هل كان عند أوروبا هذه النزعة التاريخية لإعادة امتلاك ما امتلكته روما؟
منذر الأسعد: والله يعني ما أظن إنها بهذه الدرجة، لأنه الآن هناك قطيعة رغم الاستمرارية القائمة في الغرب لا.. لا يوجد هذا، لكن الأرضية تتداخل فيها الجغرافيا والتاريخ والدين حتى بعد العملمنة أنا يعني الموقف حتى الآن يؤخذ موقف مثلاً مثل ما أشرنا من تركيا معروفة ما.. ما.. ما هي ما هو نظامها السياسي ويؤخذ منها موقف سلبي، لأنه جمهورها أكثره مسلم.
ماهر عبد الله: طيب نقطته الثالثة أنا أعتقد نقطة الأخ عبد الواحد والأخ جميل أشار لها أيضاً من طرف قضية وجود الدين والدولة، بغض النظر عن الدين والدولة أن.. أن الإسلام ثبت بالوجه الشرعي والعملي والملموس أنه أحد أسباب الكراهية.. تحفز منه والخوف منه أنه ثبت بالتجربة عبر كل هذه السنوات أو القرون من.. من الصراع أنه دين يصعب تهجينه أو تتجينه.
خوف الغرب من انتشار الإسلام
منذر الأسعد: أنا أشرت إلى هذا من قبل إنه الإسلام يعني يزعجهم ويؤرقهم بأنهم لم يستطيعوا احتواءه حتى الآن، وكل ما يعني بدي لهم أنهم على وشك الإجهاز عليه كما يتوهمون يتبين لهم العكس، لكن الأخ ربما فهم منا شيئاً خطأ، يقول إنه هل المطلوب تتجين الإسلام كأنه..
ماهر عبد الله: هذا كان سؤال الأخ جميل، سنعود إلى.. إلى سؤال الأخ جميل.
منذر الأسعد: نعم.. نعم، يعني..
ماهر عبد الله: لكن أنا يعني كجوهر في موضوع الكراهية، إذا كان الإسلام بالتعريف من حيث المبدأ، وكان.. كنت هأسألك أنا سؤال ثاني فيه.. في هذا الموضوع، هل صعوبة.. التتجين والتهجين عائدة إلى مواصفات سننية وضعها الله فيه، أم هي توقيفية صرفة، جزء من تعهد الله بحفظ هذا الدين؟
منذر الأسعد: هو حفظ الدين وارد (إنَّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، لكن حتى هذا الله -عز وجل- يعني كلَّف الأمة بأن تنهض بأسباب، والدليل علوم القرآن، وجمع القرآن، وتفسير القرآن، والقراءات، كل هذه يعني لابد من جهد بشري، لا يكفي التوقيف، هذا ندخل بموضوع التوكل، لابد من التوكل، هذا جزء من عقيدتنا، لكن ما هو التوكل الصحيح؟ "اعقلها وتوكل"، أما أننا يعني وننتظر أن يأتي الأمر من عند الله مباشرة (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)، يعني هذا مثل أدعيتنا الآن، يعني لأنه عندما نكتفي بالدعاء ونحن قادرون على الجهاد مو الجهاد فقط العسكري، الله -عز وجل- يعني هذا سلاح العاجزين الدعاء لما يكون وحده، الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يخوض المواجهة بعد أن يُعد كل الأسباب، يرفع يديه ويدعو الحق عز وجل "اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تُعبد في الأرض" لكن أن نكتفي بالدعاء ونحن قادرون على كثير من الأشياء، المسلمون لو جمعنا..
ماهر عبد الله: ما.. ما يعني إذاً.. إذاً أنت تنفذ..
منذر الأسعد: تتجين الإسلام لن يُدجن الإسلام.
ماهر عبد الله: إذاً أنت تتفق ليس فقط على أنه لم يُدجن على استحالة التدجين.
منذر الأسعد: لن.. لن.. لن أنا أقول لن وهذه بتعني الاستحالة.
ماهر عبد الله: وبالتالي هذا يسبب نوع من الحساسية..
منذر الأسعد: أرق وإزعاج أيضاً، لأنه لا.. يعني هم لم يستطيعوا احتواءه كما فعلوا في ديانات أخرى.
ماهر عبد الله: طيب وهذا بالتالي يتفق مع المحور الرابع والأخير كان ميل الاستقلال، نزعة التحرر متجذرة فيه.
سؤال الأخ عبد الله، الجهل عامل مهم في تشكيل هذه الصورة، يعني ذُكرت هذه العوامل ذكر الأخ تفضلت بذكر مجموعة عوامل الدين، موضوع الجهل هل أميركا تتقصد أن.. أن.. أن لا يُدرَّس شيء على الإسلام، وخصوصاً..؟
منذر الأسعد: نعم، أنا أميز ما بين نخبة كما أشرت من قبل هناك نخبة رأسمالية.
ماهر عبد الله: وللإنصاف الأخ عبد الله ميز قال بعض الحكام يمانعون من أن..
منذر الأسعد: نعم، هم حتى لو درسوه يدرسونه يعني بطريقة مشوهة، أحياناً مقصودة، أحياناً لتقصيرنا نحن، أيضاً نحن المسلمين نود.. أن نعفي أنفسنا من المسؤولية؟ أنا الآن أسأل: لماذا ندعو عليهم بدل أن ندعوهم إلى الإسلام وندعو لهم؟ الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان منهجه مع المشركين في الغالب أن يدعو لهم أو.. يدعوهم ويدعو لهم، والنادر كان والاستثناء هو أن يدعو عليهم، الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو لأبي جهل: "اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين" يعني نحنا.. أنا أرى إن الدعاء عليهم في الغالب ناتج كأنه تعويض عن تقصيرنا، عن إحساسنا بالذنب، بأننا لم ندعو هؤلاء الناس، الآن الفرصة متاحة لا تحتاج إلى سفر ولا إلى إقامة ولا..، عن طريق الإنترنت ووسائل الاتصالات الحديثة يمكن أن نعرض الإسلام عرضاً صحيحاً وجميلاً، والدليل أن الناس يدخلون فيه أفواجاً حتى الآن برغم كل ما يقع.
ماهر عبد الله: طيب لو جينا على كلام الأخ جميل العلاقة العقائدية، يعني أولاً يعني هل أنا وأنت ندعو إلى التهجين؟ هل.. هل فُهم من الكلام؟ أنا لم أفهم.
منذر الأسعد: هذا غريب، يعني الأخ أكيد أخطأ في فهمنا، ولو أعاد الاستماع إلى الحلقة عندما تعاد غداً -إن شاء الله- سيتضح له..
ماهر عبد الله: تقسيمه أن هذه العلاقة -يعني باختصار شديد- توقيفية، هناك علاقة عقائدية إيمانية، وبالتالي هذا التميز فيها مطلوب، ثم هناك العلاقة التي أسماها -إذا سمح لي أعيد الصياغة- إنها علاقة سياسية، سواء كانت مع دول ولا مع أفراد، بالتالي هذه تختلف عن.. عن..
منذر الأسعد: أنا أرى والله أعلم أنه طبعاً أتحفظ على عبارة متأكد أنه لا يقصدها إنه الإيمان موكول للشخص، ليس بهذه الصورة على إطلاقها يعني، لكن المسألة التفريق ما بين الأحكام العقدية والأحكام الشرعية في هذه المسألة ضروري، هناك خلط حتى في الساحة الإسلامية عندنا نحن المسلمين، نحن نظن أن الكفر.. يعني شاعت مقولة الكفر ملة واحدة، ملة واحدة.. لا شك في ذلك في.. في إطار معين، بدليل.. بدليل أن الله –عز وجل- يعني قال أن أهل الكتاب (ليسوا سواءً).
ماهر عبد الله: كيف ترد.. يعني جزء من هذه الإجابة
منذر الأسعد: نعم
ماهر عبد الله: الأخ محمود البنا من مصر على الإنترنت يقول قول الله عز وجل (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
منذر الأسعد: ملتهم.
ماهر عبد الله: الإجابة الوافية الشافية لموضوعكم، وها هي الأيام تثبت ذلك، زعيم الكافرين يقول: "هل أنتم معنا أو ضدنا؟".
وجوب دعوة غير المسلمين إلى الإسلام بالحسنى
منذر الأسعد: لا نشك، هذا كلام الله –عز وجل- أصدق القائلين، لكن الأخ يخلط بين مسألتين، نحن لم ننزل نشوفهم على الواقع اليوم، كم نسبة التديُّن في بلد مثل بريطانيا؟ 6% الذين يذهبون إلى الكنيسة، إذا اعتبرنا أحد المقاييس يعني، وأنت عشت في بريطانيا فترة طويلة وتدرك هذا أكثر مني، قد يكون في أميركا الوضع مختلف نسبياً، لكن في أوروبا بشكل عام الدافع ليس الدين، يعني لا.. لا ألغي دور الدين، لكن نحن أيضاً يجب هذا أن نعاني.. هذا لا يشفع لتقصيرنا، نحن مشكلتنا اليوم مثل ذاك الحاكم الظالم الذي يكره الفقر فقرر القضاء على الفقراء حتى يتخلص من الفقر كلية، يعني مشكلتنا لا نقوم بما علينا، هذا واجب أولاً الدعوة واجبه علينا، لكن الدعوة على أصولها، أما أن يعني أجلس مثلاً في بريطانيا لاجئ سياسي وأتقاضى معونة اجتماعية منها، ثم أقول أنها دورة مياه أو أتوهم أني أحيي الخلافة من هناك، أنا لا أشك في نية أحد، لكن أشك في عقله.
ماهر عبد الله: هو أنا يعني بس كان سؤال عرضي من الأخ بن درويش، أعتقد رجل أعمال من المغرب، يقول سلام عليكم ورحمة الله، أود أن أوجه سؤالي لضيفكم الكريم بصفتي مهاجر في أوروبا عن كيف يمكننا أن نواجه الكراهية التي نواجهها في المهجر بسبب ما حدث في أميركا؟ وشكراً.
جزء من هذه الازدواجية.. يعني قد أعطيك فرصة الإجابة لاحقاً، بس اسمح لي بمشاركات على الهاتف، الأخوة ينتظرون من فترة، معايا الأخ هادي أبو عمرية من السعودية، أخ هادي اتفضل.
هادي أبو عمرية: السلام عليكم ورحمة الله.
ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.
هادي أبو عمرية: الأخ الضيف الكريم يرى أننا يعني ندقق في طرح قضايانا في الغرب على ما أظن، وأنا أقول يعني ربما هذه من الأمور التي يعني أفسدت علينا أمر قضايانا أولاً لا يوجد عاقل يحاول أن يشرح لعدوه أنه على حق وأن عدوه على باطل، الأمر الثاني إننا ندخل في متاهات جدلية في الشمس والقمر والليل والنهار، فقضية فلسطين على سبيل المثال دخلنا في متاهات، وتخصصوا ناس في المتاهات هذه هل فلسطين وعد إلهي لليهود أم ليست وعد إلهي؟ وكان يكفي فيها كلمة، أرضنا أعيدوها إلينا لا أكثر. الإرهاب أيضاً كان يكفي فيه كلمة، لا أن نقول للغرب سامحونا، ولا هنقر الإسلام ليس إرهابي، فيه بعض المسلمين إرهابيين، ما هذا القول؟ المفروض نقول: يا غرب اقرأ تاريخك، لا أكثر ولا أقل، والسلام عليكم ورحمة الله.
ماهر عبد الله: طيب مشكور أخ هادي. معي الأخ سلطان ماجد من عمان، أخ سلطان اتفضل.
سلطان ماجد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.
سلطان ماجد: شكراً أخ ماهر على أسلوب طرحك، للحوار، وكذلك تحريك الماء الراكد، فأغلب المواضيع والنقاط التي طرحتها هي بحق تحتاج إلى حلقات، وأختلف مع بعض الأخوة المتصلين، فالإسلام ليس فيه كره الآخر، إنما الإسلام فيه هداية الآخر، فالرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول: "لأن يهدي بك الله رجلاً خير لك من حمر النعم" أو كما قال عليه الصلاة والسلام، والرسول –صلى الله عليه وسلم- تعايش مع اليهود في المدينة، وعندما كانوا اليهود وأحبوا الحياة وأحبوا العيشة، فلم يعارضهم الرسول صلى الله عليه وسلم، بل العكس الإسلام في بدايته هو الذي حافظ اليهود، لأنهم عاشوا هم وسط قبائل.. وسط قبائل.. سلمك الله يعني- متفرقة متحاربة، لا يلتزمها عهد ولا يلتزمها ذمة، أما الرسول –صلى الله عليه وسلم- تركهم وأعطاهم حرية الاعتقاد وحرية.. وحرية التثبت بديانتهم، بل بالعكس نجد الرسول –صلى الله عليه وسلم- إنه توفي ودرعه مرهون إلى اليهودي، وكذلك عندما جلس الإمام علي -كرم الله وجهه- في مجلس القضاء مع يهودي، يعني غضب من القاضي لأنه قال له يا أبا الحسن، وقال لليهودي باسمه، وغضب الإمام علي لأنه الرجل كناه بس بالكنية، أيضاً هناك طرحت أنت الأخ ماهر معاداة الشعوب، للصين وروسيا وأميركا والهند، وما شابه ذلك، كنحن كشعوب يعني ماذا تطلب منا؟ ماذا تريد منا، نحن؟ لم يبق لنا إلا كما قال –عليه الصلاة والسلام- "الدعاء سلاح المؤمن" فالشعوب يعني حدثت عندها نوع من.. من الغضب ضد هذه الأنظمة و.. بسبب إيش؟ بسبب السياسة اللي للحين، اللي هي سياسة الانبطاح وسياسة الأمر.. الأمر الواقع.. فرض الأمر الواقع، فمثلاً فالكبير يشكو، والصغير يشكو، والمثقف يشكوا، والأمي يشكو، ونجد جميع الشعوب قد تشكو من العلم، وقد تشكو من السياسة، وبعضها يشكو من الاقتصاد، وبعضها يشتكوا من التفكك في المجتمع، وإذا جئنا هذا الشكى ليس من الخليج فقط أو من.. لأ من الخليج والمحيط، وإذا جئنا من العالم الإسلامي كامل، وأغلب.. وكان الناس يعني كان تأمل شيء في.. في علماء الإسلام وما شابه ذلك، عقدوا مؤتمر لأجل (بوذا) ولم يعقدوا مؤتمر لأجل فلسطين مثلاً، لأجل جنين، لم يعقدوا شيء من هذا.
ماهر عبد الله: طيب أخ.. أخ.. أخ سلطان اسمح لي.. اسمح لي بالمقاطعة، وأنا أعتقد أثرت يعني ما يكفي من النقاط جيداً. معاي الأخ أحمد عبد الله أيضاً من سلطنة عمان، أخ أحمد اتفضل.
أحمد عبد الله: أيوه. السلام عليكم ورحمة الله.
ماهر عبد الله: عليكم السلام.
أحمد عبد الله: والله أنا عايز أشير إلى نقطة اللي أثرتوها متعلقة.. هو فيه أكثر من نقطة. النقطة اللي أثرتوها المتعلقة بالإشارة إلى الأمة الإسلامية بأنها يعني أمة متخلفة في القواميس، هو دا طبعاً دا.. دا بيعكس حالة المسلمين، لأن طبعاً المتقدم والقوي هو اللي بيكتب وبيضيح وبيفرض على الضعيف الآراء، فإحنا مثلاً في.. لو رجعنا في.. للتاريخ القديم هنلاقي إن همَّ عندهم كانوا في القرن الـ13 يعتبروا المسلم أو العربي يعني بمثابة الفيلسوف والعالم، إنما الآن بيعتبروه متخلف، فدا بيعكس حالنا إحنا، يعني إكمالاً لهذا عايز أقول إن الإعلام العربي الحقيقة لو.. الواحد طبعاً وهو عايش هناك.. لو عايش هناك فترة يحس بشكل مستمر ودائم بأن فيه كراهية.. دعوة للكراهية ضد المسلمين كل خبر يجي عن المسلمين تحس بطرحه بشكل.. يعني فيه عداء ليهم وفي استفزاز أو حث للكراهية نحوهم.
ماهر عبد الله: طيب أخ.. أخ أحمد بس نظراً لضيق الوقت مشكور جداً على ما طرحت من نقاط، وإن شاء الله تسمع تعليق من الأستاذ منذر الأسعد عليها.
سيدي يعني اسمح لي نستعرضها استعراض سريع بالإضافة للمشاركات الأخرى.
الأخ أبو عمرية يعني إذا كان عدواً كيف نتوقع من عدوٍ أن يشرح لعدوه أنه على الحق؟".
منذر الأسعد: أنا أريد أنا.. أنا أريد أنا أدعوه إلى الإسلام يا أخي، يعني هو يمنع الجدل معهم سامحه الله، والله عز وجل قال (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم) يعني ربنا يأمرنا بمجادلتهم بالحسنى، والأخ الكريم ينهانا، ما أدري أنا!! هذا اللي ما فهمته.
ماهر عبد الله: يعني هذا بيدخلنا في السؤال التالي، الأخ سلطان ماجد أثار
منذر الأسعد: نعم.
ماهر عبد الله: يعني محور جديد، وربما هو كان.. اللي كان يجب أن.. أن نعود إليه، وأعادنا إليه، برز مفهوم الجهاد، لكن ما برز المفاهيم التي طرحها الأخ سلطان، على رأسها "لأن يهدي الله بك رجلاً خير.."
منذر الأسعد: هذا نعم موضوع الدعوة، نعم هو لأنه أنا كنت بدأنا في موضوع التفريق ما بين الأحكام، يعني التطابق ما بين الأحكام الدنيوية والأخروية في الإسلام لا توجد ثنائية دين ودنيا، توجد دنيا وآخره، يعني على سبيل المثال الحب في الله والبغض في الله هذا أساسي في إيماننا، نحن نبغض الكفر وأهله، نحب الإيمان وأهله، لكن هل هذا يعني تترتب عليه دائماً نفس الأحكام المتطابقة؟ دائماً بالحالات كلها هاي ليس صحيحاً، بدليل وجود حالات للذمة، حالات لمعاهدين، حالات حرب، يعني لاحظ في الجانب التشريعي أيضاً المسألة ليست دائماً مرتبطة بالحب والكره، يعني المؤمنون.. الله –سبحانه وتعالى- سمى قتال البغاة، سماهم مؤمنين، تقاتلهم لكنك لا تكرههم، لا تبغضهم بغض كفار يعني، إذاً المسألة يعني (كُتب عليكم القتال وهو كره لكم) المسألة ليست مسألة حب وكراهية بهذه الصورة المتسعة، المسألة بحاجة إلى كثير من التوضيح للمسلمين أنفسهم.
ماهر عبد الله: قبل.. يعني الأخ أحمد عبد الله أثار نقطة جميلة جداً، لكن قبل أن.. أن نعود إليها الأخ خالد قاسم السلوادي: الغرب والأخرون لا يكرهوننا، يعني جانب مهم
منذر الأسعد: نعم.
ماهر عبد الله: لا يكرهوننا، إنما يتأثرون بالحملات الدعائية فقط، ودورنا بيان حقيقة الظلم الواقع علينا بمناطق عديدة، ومن ناحية.. ومن ناحية التعريف بالإسلام كما جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم- لتحقيق العدالة للجميع تتفق معه؟
منذر الأسعد: نعم، نحن
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: طيب الأخ أحمد عبد الله ذكر.. معذرة.
تشويه الغرب للإسلام وحقيقته
منذر الأسعد [مستأنفاً]: لأ، أنا قلت إنه هذا سبق أن أشرنا إليه، أتفق مع الأخ تماماً أنه يعني يجب أن نميز ما بين ناس يُدعون وناس قد تواجههم بحرب، يعني أميركا مثلاً لما تعتدي وتدعم الدولة الصهيونية يجب أن نقاتل الصهاينة، لكن أنا.. هل كل أميركي أذهب وأذبحه بحجة أنه غير مسلم؟! الرسول –صلى الله عليه وسلم- يعني هذا تشويه لسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، المستشرقون أصروا كما تعلم أنه الإسلام انتشر بالسيف، وهذه أكذوبة كبرى، للأسف يؤيدها بعض الإسلاميين من دون أن يدري.
ماهر عبد الله: فيه.. فيه اقتراح جميل من الأخ علي العليوي، وهو ذكر طبيب مقيم في.. في فرنسا، على الأقل يعني تتضمن بعض الرد على بعض الأخوة الأخرين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لماذا لا نسمي بلاد الغرب بلاد دعوة؟ وهي حقيقة كذلك، إذ لا مفارقة في تفكير من يلجأون إلى الغرب للأمن على دينهم وأموالهم. أنا أعتقد أنه بدل أن تكون بلاد عدو.. ديار كفر بلاد دعوة.. دعوة محتملة.
منذر الأسعد: حتى لو كانت دولة عهد يعني، تدعوا فيها أنت و.. وأنت مطمئن تدعوا إلى الله.
ماهر عبد الله: طيب النقطة اللطيفة اللي أثارها الأخ أحمد عبد الله يقول العبارة الصحيحة الأولى أنه القول هو الذي يكتب تاريخ، وربما نضيف عليها أنه يكتب الحاضر، ولكن من يستعرض التجربة التاريخية أن توصيف هذا الأخر لنا سواء كان بلاد دعوة أم بلاد كفر أم.. أنه توصيفه لنا، ونحن الآن مضطرين للخضوع لتوصيفه لنا، إنما هو انعكاس لصورة وضعنا الحقيقي، عندما نكون أقوياء قد يكرهنا، ولكن هم يخشى ويحترم
منذر الأسعد: نعم.
ماهر عبد الله: عندما نكون ضعفاء.
منذر الأسعد: ضعفاء.
ماهر عبد الله: فإلى أي مدى صورتنا نحن على أنفسنا، حقيقة وضعنا الذي نحن عليه يعكس الطريقة التي يصفنا بها هذا الأخر سواء كان غربي أو غيره؟
منذر الأسعد: هو لن نسلم بتوصيفه إذا قصد أن يوصف ديننا كما يريد، أما أن يوصف واقع، أحياناً يعني يكون هناك صحيح أحياناً.. يكون توصيفه صحيحاً، أحياناً يبالغ أحياناً مثل ما تفضلت، بالإشارة إلى بعض الأقوال العنصرية التي أصلاً الغرب يرفضها، لكنها إذا جاءت إلى المسلمين قد يتبناها بعض الغلاة هناك، بالذات في صفوف اليمين الأشد غلواً، لكن نحن واقعنا لا شك في أنه سيئ لكن هذا ليس خاتمة المطاف، لسببين الأول: أن الوعود الإلهية بنصر المؤمنين قائمة ومفتوحة إلى قيام الساعة، موجودة في القرآن الكريم وفي السنة النبوية.. النبوية المطهرة. الجانب الآخر: تجارب التاريخ، تاريخ المسلمين والتاريخ الإنساني أيضاً يشهد أن دولة الحق –كما قال علي رضي الله عنه.. سيدنا علي. "دولة الحق إلى قيام الساعة، دولة الباطل ساعة". قد يبدو وهذا زمن مزعج وطويل ومن المعاناة، لكن هذا لا يعني التسليم به أبداً، المسألة ليست موازين قوى دائمة، بدليل أن شعوب مغلوبة على أمرها هزمت دول.. هل كان الجزائريون أقوى من فرنسا عسكرياً؟
ماهر عبد الله: خليني أعطيك بس مداخلة الأخ أبو بكر أحمد.. لا أدري اسم العائلة، رجل أعمال من.. من مصر، يعني يصر على موضوع الضعف، لأننا ضعفاء متفرقين لا وزن لنا، يعني قد.. الضعيف قد يهزم في.. في معركة القوى نتيجة اعتبارات ما، لكن السؤال الصورة النمطية، الصورة.. يعني عندما انتصر الجزائري فرض ثقافته على فرنسا، عندما كان يحارب.. أو مصنف ضمن الضعفاء، قطعاً كان الفرنسي رأيي فيه مخالف.
منذر الأسعد: نعم، لأ.. لا شك أنه من يهن يسهل الهوان عليه.
يعني ما لجرحٍ بميت.. لكن نحن لسنا موتى.
ماهر عبد الله: طيب عندي دقيقتين أو يزيد قليلاً.
الأخ إبراهيم يقول الإنسان الغربي.. نختم بها بملاحظة إيجابية.. بمدخل إيجابي: الإنسان الغربي هو أفضل إنسان للدعوة، باعتقاد الأخ إبراهيم، لأنه
منذر الأسعد: بيعني لأن يكون مدعواً، نعم.. نعم.
ماهر عبد الله: لأنه إنسان موضوعي وعقلي، ربما يقصد عقلاني، ويتعامل مع الأمور بموضوعية أكثر من الإنسان الشرقي المنفعل المحافظ على التراث، لنترك هذا التصنيف على اعتبار أنه رددنا.. رددنا عليه.
منذر الأسعد: تصنيف وصفه نمطي لكن، لكن فيه..
ماهر عبد الله: بما تعرف عن الغربي؟ أقل من دقيقة ونصف
منذر الأسعد: نعم
ماهر عبد الله: هل هو مدعو محتمل من الدرجة الراقية التي قد يسهل إقناعه فيها؟
منذر الأسعد: في حدود إطلاعي المتواضع نعم، ثم قبل ذلك واجبنا أن ندعوا ولا نضمن النتائج، لأنه النتيجة بيد الله عز وجل، القلوب بيد الله، نحن علينا الدعوة (إن عليك إلا البلاغ) هل مطلوب منا نحن أن ندخل أو..؟ هل تكره الناس..؟ (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) ليس من حقنا، (لا إكراه في الدين)، نحن يجب أن ندعو، أما أن نقصر في الدعوة ثم نهاجم الناس لأنهم لم يستجيبوا إلى الإسلام فو الله أنا أخشى، ثم من سلوكياتنا أيضاً أخشى على المسلمين.. على كثير منا الآن كأمة أن نكون ممن يصدوا عن سبيل الله عز وجل، أنا أخشى على الأمة فعلاً.. والله هذا لا أقوله يعني لأتهم غيري، أتهم نفسي أيضاً، يُخشى علينا أن نكون نصد عن سبيل الله، أفرض أن إنساناً غربياً يعني يراني أقطع إشارة المرور. أنا سأخذ مثلاً بسيطاً، بالله كيف سينظر إليَّ وأنا أحدثه عن الأخلاق وعن احترام الأرواح.. مثلاً البيئة عندما ترى المسلمين يرمون.. يلوثون الطريق، والرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول: "الإيمان بضع وستون، وفي رواية بضعٌ وسبعون شعبة، أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" إذا كان من الإيمان ونحن نفعل عكسه تماماً. نحن الآن حجة على الإسلام للأسف عند بعض الناس، ولذلك واجب الدعاة أن يميزوا هناك بين واقع الإسلام.. بين الإسلام وبين واقع المسلمين.
ماهر عبد الله: هل يختلف دوري ودورك عن دور الجالية؟ لو عدنا لسؤال الأخ ابن درويش؟
منذر الأسعد: لأ، دورهم أكبر، لأنهم هناك على احتكاك مباشر، لكن هذا يوجب علينا أن ندعمهم بالمال.. يعني عكس وضع المسلمين في الغرب، بعكس وضع اليهود، اليهود الغربيون في أميركا مثلاً هم الذين يدعمون الدولة الصهيونية، أما نحن بالعكس الجالية المسلمة غالباً جالية فقيرة.
ماهر عبد الله: طيب سيدي هنضطر للتوقف انتهى الوقت إلى أن نلقاكم الأسبوع القادم تحية مني، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شكراً جزيلاً لك.
منذر الأسعد: شكراً.