استفادة الأمة من الوقت
مقدم الحلقة: | أحمد منصـور |
ضيف الحلقة: | د. محمد أكرم العدلوني: خبير إداري – وزارة الأوقاف القطرية |
تاريخ الحلقة: | 17/08/1997 |
– طبيعة الوقت
– قيمة الوقت
– انقضاء الوقت في غير عبادة
– قضاء الوقت في العبادة
– مسؤولية الحفاظ على الوقت
– التخطيط للمستقبل
– أثر العقيدة في استثمار الوقت
– التاريخ الهجري
– الفن و الوقت
– الأزمنة المذكورة في القرآن الكريم
– استفادة الأمم من الوقت
– كم من العمر يُستغل في الأعمال النافعة؟
![]() |
![]() |
أحمد منصور: السلام عليكم و رحمه الله و بركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج(الشريعة والحياة)، موضوع حلقتنا اليوم يدور حول الوقت، فمعظم تكاليف الإسلام تقوم على الوقت و تعتمد عليه، فالصلوات الخمس تنظم حياه المسلم في يومه و ليلته، كما أن تكاليف الشرع الحنيف الأخرى تنظم أوقات المسلم وحياته على مدار العمر، مثل الحج و الزكاة و الصيام و زكاة الفطر والرضاع والطلاق والعدة والنفقة والدين، والأضحية والسفر والتيمم والمسح على الخفين والضيافة والعقيقة والحيض والنفاس وغيرها، فرغم أن هذه التكاليف تحول حياة فاعلها خلال وقت قصير إلي ملتزم بخلق ضبط الوقت ودقة الوعد وأداء كل عمل في وقته المخصص له على الوجه الأمثل، إلا أن المسلمين -للأسف- الآن أكثر الناس إضاعة للوقت. مشاهدينا الكرام، لعلكم استطلتم صمتي واستبطئتم كلامي رغم أني لم أصمت -متعمداً – سوى عشر ثوانٍ فقط، وهذا يؤكد قيمه الثواني التي يستهين بها كثير من الناس، بل يستهينون بالدقائق والساعات والأيام وحتى السنوات، فيضيع العمر وتنقضي الحياة ، ولا يشعر الإنسان أنه قام بعمل ذي قيمه لنفسه أومجتمعه أو أمته أو الكون الذي خُلق لعُمارته، قيمة الوقت في حياة الفرد المسلم ستكون محور موضوع حلقة اليوم مع الدكتور محمد أكرم العدلوني الخبير الإداري في وزارتي الأوقاف والتربية في قطر، وقبل أن نبدأ حوارنا نذكر مشاهدينا الراغبين في المشاركة بأرقام هواتف البرنامج 888840 _ 888841 ،أو 42 أما رقم الفاكس فهو885999
أهلاً يا دكتور،موضوعنا هو الوقت ونبدأ بقيمة الوقت حيث أن كثيراً من الناس يقيَّمون الوقت تقييمات مختلفة، وعلى مدى الفترة الماضية ظهرت هناك تعاريف مختلفة لقيمة الوقت: من الناس من يقولون إن الوقت من ذهب ، ومنهم من يقولون إن الوقت أغلى من الذهب، ومنهم من يقولون إن الوقت هو الحياة في ظل هذه التعريفات، وفي ظل المفهوم الشرعي للوقت، ما هو المفهوم الشرعي لقيمه الوقت في حياة الإنسان؟
د. محمد أكرم العدلوني: بسم الله الرحمن الرحيم، وأُصلي وأُسلم علي سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين، في بداية حديثي أحب أن أعبر من امتناني وشكري لهذه الاستضافة الطيبة لقناة الجزيرة،أتمنى لها التوفيق والنجاح، في الحقيقة الموضوع المثار في هذه الليلة وفي هذه الأمسية لهذه الحلقة موضوع في غاية الأهمية، وأعتقد أن كثيراً من الناس بحاجة إليه، وبحاجه إلى تمحيص قيمته، وبالتالي التعرف على أهميته لكي يُحسنوا بعد ذلك التعرف على كيفيه الاستفادة من هذا الوقت وكيفية استخدامه، ابتداءً قال العلماء -الحقيقة- "الحكم على الشيء فرع من تصوره"، وقبل أن ندرك قيمة الوقت لابد أن ندرك أو نتصور طبيعة هذا الوقت، حتى نفهم الشيء الذي نحكم عليه حتى نثمن قيمته وبالتالي نثمن عظمة هذا الشيء الذي منحنا الله إياه سبحانه وتعالى.
أحمد منصور: نبدأ بمفهوم طبيعة الوقت.
طبيعة الوقت
د. محمد أكرم العدلوني: في الحقيقة الوقت، يعني كما تحدث فيه وتحدث فيه الكثير من العلماء في هذه القضية، طبيعة الوقت هو الفترة الزمنية التي منحها الله -سبحانه وتعالى- للإنسان منذ ميلاده حتى وفاته، فهو سريع الانقضاء سريع المرور، غير قابل على التخزين، غير قابل على الادخار قابل على الاسترجاع، غير قابل على أن تطيله أكثر مما هو فيه، الله -سبحانه وتعالى – منحنا 24 ساعة في اليوم، منحنا 168 ساعة في الأسبوع، منحنا عمراً معيناً، فطبيعة الوقت طبيعة سريعة، طبيعة لا يمكن أن تخزن لا يمكن أن تستدرك، لا يمكن تعيد أي ثانيه مضت من حياتك، ولهذا الله-سبحانه وتعالى- أشار إلي ذلك في كتابه العزيز ويقول العلماء في هذا القضية أن الله -سبحانه وتعالى- عندما يقسم على شيء يريد أن يلفت الانتباه ويلفت النظر إلى قيمة هذا الشيء الذي يقسم عليه، ولذلك نرى في كتابه العزيز أن الله- سبحانه وتعالى – قد أقسم على بعض أجزاء الليل، على بعض أجزاء الوقت، فقد أقسم بالصبح، (َالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) وقد أقسم بالليل ( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ) وقد أقسم بالفجر (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ) وقد أقسم بأوقات أو أجزاء كثيرة من هذا الوقت، يعبر ذلك -الحقيقة- على أن الوقت مهما حاولنا أن نقيمه لا نستطيع، فالذي يقول الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، والذي يقول إن الوقت من ذهب، بل أغلى من الذهب عند البعض، الحقيقة لا نذهب إلى القول أن الوقت هو حياة الإنسان، كل الإنسان، فعلى قدر حُسن استغلالك وقتك على قدر الاستفادة من هذا الوقت والله – سبحانه و تعالى-أيضاً يعني وصف في كتابه العزيز قصر هذا الوقت وكم يمضي بسرعة هائلة حتى أن الله -سبحانه وتعالى- يقول في كتابه العزيز مشيراً إلي هذه القضية… (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ العَادِّينَ قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) فالحقيقة قيمة الوقت وأهمية الوقت قيمة عظيمة، وأشار إليها الشرع الحنيف وعلى المسلم الذي يريد أن يستفيد ويستثمر من هذه القيمة الغالية، لابد أن يدرك قيمة هذا الوقت، لأن الذي يمضي لا يعود إليه مرة أخرى.
أحمد منصور: أشرت إلى أن الوقت هو ما يقدره الله سبحانه وتعالى، أو ما قدره الله -سبحانه و تعالى- للإنسان من العمر ابتداءً من ميلاده وإلى وفاته، ومعنى ذلك أن البشر جميعاً يتساوون في قيمه الوقت وأن الله -سبحانه وتعالى- وقد ساوى بين الملك وبين الفقير وبين الغني وبين هذا وذاك، في أنهم أعطاهم وقتاً وترك لكل إنساَنٍ أن يحاول الاستفادة أو التصرف في هذا الوقت وفق منظومة حياته التي اختارها.
د. :أكرم العدلوني: بالضبط.
أحمد منصور: ما زلنا حضرتك تحدثت عن طبيعة الوقت، وبالنسبة لقيمة الوقت أعتقد لازال فيها بعض الكلام نأخذ أول مشاركة لنا من الأخ ساقي إدريس من المغرب.
الأخ ساقي إدريس من المغرب، يبدو أن هناك خلل فني، إن شاء الله نترقب المكالمة مره أخرى. دكتور.. بالنسبة لقيمه الوقت الآن من خلال هذا التصور الذي طرحته بالنسبة لطبيعة الوقت و قيمته، نستطيع أن نقول أن قيمه الوقت لا يمكن تقييمها بالمعيار المادي الذي يقيمه بعض الناس، وإنما نخلص من خلالها إلى أن الوقت هو الحياة التي وهبها الله -سبحانه وتعالى- لكل إنسان، هذا فيما يتعلق بالخصوصية، فماذا بمفهوم الوقت العام، مفهوم الزمن؟
قيمة الوقت
محمد أكرم العدلوني: نعم، لا يخفى على الإخوة المشاهدين جميعاً، أن الوقت تختلف قيمته في حياة الإنسان من شخص إلى أخر، فلعلي أشبَّه بذلك كما شبه بعض الناس، قائلاً أن الوقت كقطعه الحديد -على سبيل المثال- قطعة الحديد هي حديد هي قطعة، لكن تزداد قيمة هذه القطعة الحديدية بمقدار استغلالها أو الاستفادة منها فأنت تستطيع أن تصنع من الحديد مسماراً و تستطيع أن تصنع دبوساً و تستطيع أن تصنع طائرة، فأنت كلما أحسنت استخدام واستثمار هذا الوقت كلما زادت قيمته، و القضية لعله تحدث فيها كثير -حقيقة- من الناس يعني أذكر الشافعي، رحمة الله عليه، يعني عندما أدرك قيمه الوقت عندما قال:" لا خير في يوم تطلع منه الشمس لم ازدد به علماً" فهو أدرك أنك كلما استثمرت وقتك كلما زادت قيمته عندك، هناك بعض الناس تراهم يتشنجون عندما تسرق أوقاتهم، لأنهم قد حسبوها -أحياناً- بالدقيقة وأحياناً بالثانية، ولعل بعض الناس يقيمها فعلاً لأنها غالية إلي درجه بحيث أنها تكلفه الآلاف..
أحمد منصور: هذا واضح لدى بعض الناس مثل المستشارين أو المحامين أو غيرهم الذين يحددون بعض ساعات الاستشارة أو العمل في قضايا معينه بألف دولار أو ألف دينار أو.. يعني بمبالغ محدودة.
محمد أكرم العدلوني: يا سيدي، أحياناً نصف ساعة لبعض العلماء عندما يُدعون لبعض المحاضرات لكي يلقوا بعض المحاضرات أو بعض الدورات أو بعض الندوات يأخذ على ربع ساعة فقط 75 ألف دولار، فقيمة وقته هذا بهذا…، يقال عن هذا (بيل جيست) اللي هو رئيس (ميكروسوفت) يقال في الليلة التي يضع فيها رأسه على مخدته يكسب يومياً في حسابه الخاص 15مليون دولار فقيمه وقت هذا الإنسان قطعاً غير قيمة ذلك .. غير قيمة الإنسان العادي الذي أحسن استغلال وقته.
أحمد منصور: نعم، دكتور.. كيف يتم تحديد قيمة.. هل يستطيع الإنسان أن يحدد قيمة وقته و قيمة نفسه من خلال ما يحدده يعني لحياته و لنفسه من غاية و من هدف في المجتمع، أم أن هذه حظوظ يعطيها الله- سبحانه و تعالى- إلى الناس؟
د. محمد أكرم العدلوني: هي ليست حظوظ بقدر ما هي تدبير، الله- سبحانه وتعالى -خلق الناس متساويين، لأنه هو العادل -سبحانه وتعالى، فلذلك على قدر ما أنت تحدد كيف ستصرف هذا الوقت على قدر الغاية التي أنت تعيش من أجلها، لذلك كلما ارتبط الإنسان بغاية و ارتبط الإنسان بهدف سامي و هدف نبيل سواء كان بذاته .. لذاته أو كان ذلك لأسرته، أو كان ذلك لمجتمعه، أو كان ذلك لأمته، أو كان للإنسانية جمعاء، على قدر نبل ..على قدر نبل الرسالة و على قدر سمو الهدف يكون استثماره لوقته أكثر و أكثر وأكثر، أما إذا انخفضت الهمم و قَّلت الغايات و أصبح لا هم لنا إلا الأكل و الشرب وكما يقول العلماء" من كان همه بطنه وفرجه فقيمته ما يخرج منهما، فقيمة الشيء تزداد بحسن استخدامه و استغلاله.
أحمد منصور: إحنا لنا مداخلة حول قيمة الوقت بالنسبة للجانب العقائدي الذي أشرت إليه بعد أن نشرك معنا الأخ درويش محيي الدين من فرنسا الأخ درويش الأخ درويش محيي الدين.
درويش محيي الدين: نعم.
أحمد منصور: أتفضل يا أخ درويش .
درويش محي الدين: يا أخي بأحب أطرح سؤال للشيخ.
أحمد منصور: أتفضل يا أخي.
درويش محي الدين: بمناسبة الوقت.
أحمد منصور:نعم.
درويش محيي: يعني كيف أنا أقول في الحكم الإسلامي هناك بعض الدول في البرلمان يجمعوا يعني من العاشرة حتى الستة بتاع العشية لا صلاة، ،لا شهادة لا يعني ذكر الله لا.. حالة يعني كيف نقول هذه الأِمة؟ يعني وشكراً.
أحمد منصور: يعني أنت تسأل عن الناس في بعض الاجتماعات و اللقاءات في .. ويعني يتطاول وقتهم و يغفلون عن الصلاة؟
درويش محي الدين: نعم.. نعم.
انقضاء الوقت في غير عبادة
أحمد منصور: شكراً لك.. شكراً يا أخ درويش. دكتور، فيه كثير من الاجتماعات والمؤتمرات و الأشياء المتطاوله فعلاً تنقضي ساعات طويلة في مثل هذه الأشياء، و وقت المسلم وضع الله -سبحانه وتعالى- الصلوات الخمس في اليوم حتى تنظم وقت الإنسان، فكيف يستطيع الإنسان أن ينظم وقته و اجتماعاته و لقاءاته و يضبط نفسه في نفس الوقت مع الصلاة؟
د. محمد أكرم العدلوني: أشرت الحقيقة إلى قضية جداً مهمة وأنا أشكر الأخ المشاهد على هذا السؤال، القضية قضيه في الحقيقة قضية لابد أن عندما نتحدث عن الشيء لابد أن نتحدث عنه في الإطار العام، الشرع الحنيف حث و حض الإنسان على تنظيم وقته، و قد تحدث عن ذلك الله -سبحانه وتعالى – في كتابه العزيز في الآيات الكثيرة، و كما أشرت في بداية الحديث يعني قيمة الميقات على سبيل المثال قيمه الوقت التي نؤكد على.. على اهتمام القرآن الكريم بهذه المسألة، ذكرت في القرآن حوالي 13 مرة، قضية أجزاء الوقت المختلفة الليل والصباح والمساء وما إلى ذلك..الليل والنهار وكذا، ذُكرت حوالي 35 مرة، قضيه أحاديث المصطفي عليه الصلاة و السلام كلها باتجاه "بادروا إلى الأعمال"، "اقتنص خمساً قبل خمس" كله باتجاه تنظيمي، تنظيم وقت الإنسان و حسن استخدامه، ما نراه في بعض الأحايين أن الإنسان ليس فقط في الاجتماعات، ليس فقط في المؤتمرات ليس فقط .. حتى في حياته العادية وفي حياته اليومية لا يستخدم تنظيم عملية النظام نحن أمه النظام، لأننا وجهنا لكي ننظم من أوقاتنا و حياتنا وأفكارنا، ولا ينتظم هذا الشيء إلا إذا اتضح الإطار العام، لماذا نحن خلقنا؟ لماذا نحن موجودون ؟ لذلك كل ثانيه محسوبة عليك، كل حركة، كل نقلة،كل سكنة كل فكرة،كل خاطرة في ذهنك محسوبة عليك.
أحمد منصور: و هذا يدخل في إطار تنظيم الشخصية المسلمة نفسها و تنظيم حياتها منذ أن تبدأ في وحي الحياة و إدراك ما فيها كجزء أساسي من توجيهات الدين في هذا الإطار.
محمد أكرم العدلوني: بالضبط ..بالضبط ..بالضبط.
أحمد منصور: نشرك معنا الأخ حيدر صاحب من هولندا، أخ حيدر صاحب.
حيدر صاحب: السلام عليكم.
القدم: عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
حيدر صاحب: هنا.. هناك سؤال أود التوجه به إلى الأستاذ الدكتور الضيف
أحمد منصور: اتفضل
حيدر صاحب: لو سمحت، ما..مارأى الدكتور في الإنسان الزاهد في الدنيا المؤمن الزاهد في الدنيا الذي ترك العمل و استغل كل وقته في العبادة؟ هل أتم عبادته أم العمل جزء من العبادة؟
أحمد منصور: شكراً يا أخ حيدر، هذه القضية من القضايا الأساسية و أعتقد في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وُجد من جلس في المسجد طوال وقته للعبادة و من كان ينفق عليه كان أخوه يعمل و ينفق عليه، ففي هذا المحور هناك بعض الناس يعتقدون أنهم لو تركوا أمور الدنيا و اتجهوا اتجاهاً إلى العبادة بالكلية، ما حكم مثل هؤلاء الناس بالفعل؟
قضاء الوقت في العبادة
د. محمد أكرم العدلوني: الحقيقة إحنا إذا اتفقنا على أن المرجعية لنا في الحكم على الأشياء هو الدين هو الإسلام الذي نؤمن به، الله -سبحانه وتعالى – وضح في كتابه العزيز و كذلك أشارت السنة المطهرة وسيره الرسول -عليه الصلاة و السلام- كتاب مقرؤ ، لمن يريد أن يتعلم و يتفقه و يتزود من هذا الدين، الحقيقة علمنا الإسلام من خلال كل هذه المرجعية علمنا التوازن والاعتدال، لذلك بعض الناس كان يأتي لرسول-صلى الله عليه وسلم- فكان يسأله عن أي الأعمال أفضل يا رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟ وبعض الناس كانوا يختاروا عملاً معيناً، و كان بعضهم يقول للرسول إن لما نكون عندك يعني حتى نكون بحاله من السمو الروحي و ما إلى ذلك حتى نعم ثم نذهب إلى ديارنا أي تذهب إلى.. إلى بيوتنا..
أحمد منصور:كأنما تصافحنا الملائكة، ثم نعود إلى بيوتنا فنصافح أبناءنا ونلعب معهم.
د. محمد أكرم العدولوني: نعم بالضبط فأرجعهم إلى الفطرة السليمة و أرجعهم إلى الاعتدال والتوازن، الإنسان الذي يقضي وقته في العبادة و قد زهد في الدنيا، عمله مشكور مبارك عليه، لكن الله -سبحانه و تعالى- وضَّح مفهوم العبادة. بمعنى أشمل و معنى أوسع العبادة ليس فقط الزهد في الدنيا، العبادة أيضاً خلافة الله في الأرض، العبادة أيضاً استعمار الأرض بمنهج الله سبحانه وتعالى، العبادة أيضاً السياحة في الأرض العلم في الأرض، خدمة الإنسانية بناء الحضارة، هذه المسائل إذا اتضحت في ذهنية الإنسان أدرك أن قيمة العمل الذي يقوم به إن كان يعني ..بعض الناس كان يأتي إلى كبار العلماء و هو معتكف في المسجد نعم.. ابن العباس، ثم يأتيه واحد بحاجة له و هو يعتكف فيه أفضل من الاعتكاف و العبادة في .. في مسجد رسول الله عليه الصلاة السلام و؟ كان يقول: لإن تغدو يعني فيخرج عندما يناديه طالب الحاجة استشهاداً أو استمساكاً بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام "لإن تغدو فتقضي حاجة لأخيك خير لك من اعتكاف في مسجدي هذا شهراً" حتى مش التوازن.
أحمد منصور: معني ذلك أن هؤلاء الناس الذين يقضون كل أوقاتهم في العبادة و يعتقدون أن هذا يتناسب مع طبيعة .. أو أن هذا أفضل لهم، هؤلاء لديهم خلل في طبيعة الاستخلاف التي وظف الله -سبحانه وتعالى- الإنسان..
محمد أكرم العدلوني: في حاجه إلي توازن، نعم.
أحمد منصور: نشرك معنا الأخ خالد الفهد من الرياض، أخ خالد الفهد .
خالد الفهد: السلام عليكم و رحمه الله.
أحمد منصور: عليكم السلام ورحمه الله و بركاته .
خالد الفهد: أخي الكريم، أود في البداية أن أشكرك شكر جزيل على هذا البرنامج الجيد الذي يطرح أطروحات جيده لها أثرها الجيد و الإيجابي على سلوك كثير من الناس في مجتمعاتنا، و أشكر معك ضيف هذا اللقاء.
أحمد منصور: شكراً يا أخي.
خالد الفهد: وأتقدم الحقيقة في طلب للمسؤولين عن قناة (الجزيرة) في قطر بأن يحاولوا أن يبثوا قناتهم أيضاً ليس فقط على Q Band بل على C. Band، لأن هناك قطاع عريض من الجمهور العربي المتابع للقنوات التي تبث عن طريق C. Baund ، و أتمنى حدوث ذلك.
أما سؤالي الموجَّه لضيفنا الكريم و هو هل مسؤولية الحفاظ على الوقت هي مسئوليه فردية 100% و ما دور المجتمعات متمثلاً في حكوماتها في إنجاز ما يوفق كثير من الناس لقضاء أوقات جيدة في أوقاتهم ؟ و شكراً.
أحمد منصور: شكراً للأخ خالد الفهد من الرياض، بالنسبة C. Band أعتقد أن هناك مساعي -إن شاء الله -و ترتيبات من الإدارة لتوسيع البث خلال الفترة القادمة إن شاء الله، ورسالتك إن- شاء الله – لعلها بلغتهم في هذا الجانب.
و بالنسبة لسؤالك نوجه إلى الدكتور حول المسؤولية عن إدارة الوقت هل هي مسؤولية فرديه أم أنها مسؤولية مجتمع و مسؤولية دوله أيضاً بالنسبة للفرد المسلم؟
مسؤولية الحفاظ على الوقت
د. محمد أكرم العدلوني: أنا أعتقد المسؤولية مشتركة، لكن بالأساس تنبع من الذات، ويعجبني قول -الحقيقة- قاله أحد العلماء الكبار من علماء الإدارة و بالمناسبة إدارة الوقت أحد الفروع المهمة جداً في علم الإدارة الذي بدأ يتسع اليوم ويأخذ مساحة واسعة في الثقافة الإدارية في العالم يقول كلاماً جميلاً يقول: إدارة الوقت .. إدارة الوقت هي إدارة الذات، و الإنسان الذي لا يدير أولاً يستطيع إدارة وقته لا يستطيع إدارة شيء.
في ذلك إذا أنت أحسنت التحكم على وقتك.. استطعت أن تتحكم في وقتك معنى ذلك استطعت أن تتحكم في ذاتك، و الذي يستطيع أن يتحكم في ذاته معني ذلك أنه يستطيع أن يتحكم في كل شيء حوله.
أحمد منصور: هذه المسؤولية الفردية.
د. محمد أكرم العدلوني: هذه المسؤولية الفردية، ما فيش شك هناك مسؤولية اجتماعيه، مسؤولية دولة مسؤولية نظام بأكمله، و هذه القضية الحقيقة مرتبطة بالتوجهات الاجتماعية و بالتوجهات الحكومية لبلد دون آخر وأنا أعتقد أن القاسم المشترك أن الأمة اليوم بالذات، الأمة العربية و الأمة الإسلامية، اليوم لو فكرت في أمرها تفكيراً جيداً و ومحصت يعني ما هي من مشاكل وما فيه من أزمات و ما هي فيه من تخلف و ما فيه من ابتعاد، لا أعتقد أنها ستستطيع أن تجد الكثير من المشاغل التي يمكن أن تشغل بها الشباب في ..في مختلف مستوياتهم و في مختلف أعمارهم، و أعتقد يعني يكفي أن نعدد القضايا، القضايا الاقتصادية و القضايا الاجتماعية، و القضايا التعليمية، والقضايا التقنية، و ما إلى ذلك ، نعم هناك دور للمجتمع و هناك دور للحكومة، و لكن مره ثانية أعود و أقول أن الذات الشخص بذاته إن لم يتحكم..قد أنا أوجد لك..
أحمد منصور: أو ما هي من الإنسان نفسه.
د. محمد أكرم العدلوني: قد نعم أُوجد لك النوادي و قد أُوجد لك المشاغل و الجمعيات والأماكن التي تعمل بها وما إلى ذلك و حتى في على مستوى المؤسسات، لكن إن لم يكن أنت بذاتك جزء من ..من ثقافتك و جزء من علمك و جزء من أخلاقك وجزء من سلوكياتك و أصبحت قيمة بالنسبة لك، قيمه من القيم التي تدين بها و تتحلى بها مهما حاول أن ينظم لك الآخرون فأنت إن لم..
أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني نعود و نقول أن المسؤولية الفردية هي المسؤولية
د. محمد أكرم العدلوني: هي الأساس.
أحمد منصور: الأساسية و هي المنطلق الأول الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن ينظم وقته و من ثم أن ينظم ذاته و أن ينظم حياته. دكتور، بالنسبة لجانب التأصيل الشرعي الذي أشرت إليه بالنسبة للوقت.. يعني قسم الله -سبحانه و تعالى-بالوقت أم أجزاء من الوقت في مناطق مختلفة من القرآن الكريم ، كما أشرت، في أكثر من ثلاثين موضعاً بالنسبة لهذا الأمر، هذه إشارات مباشرة أم غير مباشرة لكل فرد مسلم أن يدرك قيمة الوقت وكيف يوجهه الله -سبحانه و تعالى- إليه؟ هل نعتبر هذا تأصيل شرعي لقيمة الوقت في حياة الإنسان؟
د. محمد أكرم العدلوني: أنا أعتقد نعم أضف إلى ذلك حتى كلام المصطفى -عليه الصلاة و السلام -الله لأنه لا يكمل إن لا يكمل يعني.. يتضح المعنى في بعض الإشارات أحياناً في كتاب -الله سبحانه وتعالى-، يستكمل معناها نعم في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، ومعرفة الرسول لو أخذت أحاديث الرسول التي يتحدث فيها عن وقت الإنسان عن وقت الإنسان فيها الحض والحث على ذلك، عندما يقول " اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك، و شبابك قبل هرمك، و صحتك قبل سقمك، و فراغك قبل شغلك، و غناك قبل فقرك" ثم يقول في حديث أخر: " لا تزولا قدما عبد حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، و عن ماله من أين اكتسبه و فيما انفقه، و عن علمه وعن .. وعن علمه ماذا عمل به" أنا اعتقد هذه و غيرها و كثير من التوجيهات الربانية و النبوية كلها تؤكد و تؤصل البعد الشرعي في قضية الوقت.
[موجز الأخبار ]
أحمد منصور: كنا نتحدث حول قيمة الوقت أو الجانب التأصيل الشرعي للوقت، وأشرت له.
وقبل أن نبدأ أو نستكمل حوارنا نذكر مشاهدينا الراغبين في المشاركة بأرقام هواتف البرنامج: 888840 ، 888841 أو 42 ،أما رقم الفاكس فهو : 885999. دكتور، حدثتنا عن التأصيل الشرعي بالنسبة للوقت، و حدثتنا عن ضرورة إدارة الوقت وأن المسؤولية الفردية تعتبر هي المسؤولية الأولى بالنسبة لكل فرد مسلم بالنسبة للوقت، و لديَّ رسالة جاءت على الفاكس من الأخ عبد الله من المغرب يقول: في إطار تخطيطي لمستقبلي أنا شاب عمري 32 سنه محدود الدخل أريد الزواج و أسعى للتخطيط لمستقبلي لكني أصطدم بعقبات كثيرة….. الإنسان الميسور الحال يستطيع أن يخطط، ولكن ماذا عن الإنسان غير الميسور؟ كيف يستطيع أن يخطط و أن يدبر مستقبله و يستفيد من وقته و قد أدركه العمر 32 عاماً؟
د. محمد أكرم العدلوني: الأخ عبد الله من المغرب؟
أحمد منصور: نعم نعم الأخ عبد الله من المغرب.
د. محمد أكرم العدلوني: الحقيقة أثار الأخ عبد الله شكراً للمشاهد الكريم على هذا السؤال، الأخ عبد الله من المغرب، على قضيه المستقبل وصناعة المستقبل و التخطيط للمستقبل أنا أعتقد قضيه مهمة جداً في غاية الأهمية و نحن معنيون بشكل أو بآخر عن .. سواء كان طريق الإعلام أو عن طريق الكتابة أو عن طريق التثقيف العام أو ما إلى ذلك أن نؤكد على أنه هل ممكن أن يصنع الإنسان مستقبله؟ أعتقد أن الإنسان يستطيع أن يدبر و يخطط لأمر مستقبله، أما أن يصنعه 100% فإن بذلك تدخل في قضايا كثيرة جداً : قضايا الغيب، وقضايا القدر، وقضايا ما قد أعده الله له سبحانه و تعالى.. لكن..
أحمد منصور: كيف يخطط الإنسان لمستقبله؟
د. محمد أكرم العدلوني: كيف يخطط لمستقبله ؟
أحمد منصور[مقاطعاً]: و ما هيالمرحلة أيضاً التي يخطط فيها؟
د. محمد أكرم العدلوني: أنا أعتقد ليس هناك متأخر من الوقت، الأخ لازال في مقتبل الشباب.
أحمد منصور: لأ. بشكل عام بالنسبة للإنسان، هل يمكن أن يخطط الإنسان لمستقبله و هو في الستين من العمر؟
التخطيط للمستقبل
د. محمد أكرم العدلوني: ممكن أن يخطط الإنسان من عمره و هو في الستين ممكن أن يخطط أيضاً أن يعينِه الله على ذلك و هو في سن الطفولة، و يعتمد على طبيعة النشأ أو طبيعة التربية.
أحمد منصور: كيف يتم ذلك يا دكتور بشكل عملي وحياتي ؟
د.محمد أكرم العدلوني: أنا أعتقد بشكل علمي، لابد أن يحدد الإنسان المجال الذي يستطيع أن ينجح فيه ، فالإنسان الله -سبحانه وتعالى -وهبه شيئاً ما، هذا الشيء إما أن يكون الشيء .. إذا كنا نتحدث عن الأمور الحياتية و قضايا العمل، بعض الناس تمكنوا من إنهاء دراستهم و جامعتهم وما إلى ذلك، بعض الناس ما.. ما تمكن فاتجهوا إلى العمل الحرفي والعمل التجاري و العمل الحر، بعض الناس يجيد في هذا العمل دون ذاك، ينبغي -ابتداءً -أن يحدد المجال الذي يستطيع أن ينجح فيه ذلك الإنسان..
أحمد منصور[مقاطعاً]: أن يدرس نفسه و هواياته و اتجاهاته بداية..؟
د. محمد أكرم العدلوني: تماماً.. تماماً، هو يحدد ذلك، إذا حدد هذا المجال بعد ذلك يبدأ يُرتب ما هي الاحتياجات التي..التي ينبغي عليه أن يلبيها لكي يرتب هذا المجال الذي يريد أن ينجح فيه هناك أربع .. هناك أربع جوانب أساسيه فيه جانب الروحاني الذي لا يستطيع أن يستغني عنه الإنسان، الجانب النفسي، فيه الجانب المادي الجانب
الحياتي الذي لا يستطيع أيضاً أن يستغني عنه الإنسان، و هناك أيضاً الجانب الاجتماعي يتزوج يربي أولاده إلى آخره؟ و هناك أيضاً الجانب الفكري والجانب الثقافي، أنا أعتقد هذه المسألة هامة جداً، تحدد المجال ثم بعد ذلك أن تحدد ما هي الاحتياجات الأساسية لك ولشخصيتك أمر آخر لابد أيضا أن تحدد ما هي غايتك في الحياة؟ ما هي مهمتك في الحياة؟ ما هي رسالتك في الحياة ؟ ماذا تريد أن تفعل؟ هل تريد أن تكون إنساناً عادياً؟ أم هل تريد أن تكون إنساناً كبيراً؟ حسب الهمة حسب ..حسب إدراكك لقيمه الوقت الذي..
أحمد منصور: لابد.. من وقفات للإنسان مع نفسه
محمد أكرم العدلوني: لابد لابد أن يراجع نفسه.
أحمد منصور: و لا يُحمل الآخرين مسؤولية الفشل إذا كان هناك فشل.
محمد أكرم العدلوني: إطلاقاً، إطلاقاً، إطلاقاً، فيه مثل أميركي بيقول أسمح لي أقوله بالإنجليزية
If there is a will there is always a way
أحمد منصور: لازم تترجمهلنا.
محمد أكرم العدلوني: إذا هناك رغبة و إرادة حقيقية دائماً هناك طريق للخروج و الحل ، و كم من أناس كانوا لا شيء ثم أصبحوا أشياء.
أحمد منصور: و نعتقد أيضاً أن هناك في الشرع وفي الإسلام أشياء كثيرة تحض على ذلك.
محمد أكرم العدلوني: و أعتقد أن الإسلام لو نظرت إليه ..لو نظرت إليه ناس كانت يعني لا شيء، لكن بعد ذلك لما أدركوا قيمه الحياة و أدركوا قيمه الشيء ذلك الصحابي الذي أسلم لأيام بسيطة ثم حصلت الغزوة حصلت معركة من معارك الإسلام الشهيرة ، فأدرك قيم الوقت فانظر كيف حدد لنفسه غاية و أدرك وخطط لذلك فعد العدة و ذهب إلى المعركة و حان وقت…. و حمى الوطيس فنظر إلى ما بيده وجد ثمرات فقال: بخٍ بخٍ ليس بيني وبين أن أدخل الجنة إلا هذه الثمرات.
أحمد منصور[مقاطعاً]: حينما سمع حديث الرسول صلي الله عليه و سلم الذي أشار إلى ذلك
د. محمد أكرم العدلوني[مستأنفاً]: حينما سمع حديث الرسول.. فألقاها فقاتل حتى قُتل فاستُشهد فنال الجنة، القصد أن الإنسان ممكن أن يخطط لمستقبله، ممكن أن يصنع مستقبله..
أحمد منصور: في أي مرحلة من مراحل العمر يمكن للإنسان أن يستدرك وقته وزمنه على أن ينظر في نفسه أولاً و يدرك ما هي طباعه ما هي ميوله، ثم يحدد الأهداف التي..
د. محمد أكرم العدلوني: كلما بدأت مبكراً كلما كان ذلك أفضل، و هنا تأتي مسؤولية وأنا أقول لإخواننا المشاهدين وأخواتنا المشاهدات تأتي مسؤولية الأباء، تأتي مسؤولية الأسر، تأتي مسؤولية المجتمع، أي لابد أن يعودوا أولادهم على صناعة مستقبلهم لا تترك الأمور هكذا.
أحمد منصور: صناعة.
د. محمد أكرم العدلوني: صناعه المستقبل، نعم.
أحمد منصور: يعني صناعة الحياة.
محمد أكرم العدلوني: صناعه الحياة، فالذي يصنع ذاته يستطيع أن يصنع مستقبله.
أحمد منصور: نشرك معنا الأخ أحد زياد من تونس، أحمد
أحمد زياد: شكراً، ألو.
أحمد منصور: أتفضل يا أخي.
أحمد زياد: أريد أن اسرد عليكم ملاحظات ثلاث.
أحمد منصور: أتفضل.
أحمد زياد: الأولى هي أن مقدمة ما نقول، بصفة عامة تطول و تطول، و الثانية: هي أننا قد نحسب اليوم بالساعات و الساعة بالدقائق، و لكننا، للأسف الشديد، لا نعرف عادة متى يبدأ شهرنا ومتى ينتهي، و هذا يؤثر على علاقاتنا خاصة بالدول الغربية الأجنبية التي تحصي في تقديراتها عام 2001 و القرن الواحد و العشرين و غيرها. و النقطة الثالثة و الملاحظة هي أنه ما يُعاب علينا من .. مما يسمي بالفرنسية الموعد العربي.Arab …. الذي يتأخر و يتأخر و يتأخر، و شكراً.
أحمد منصور: شكراً لك يا أخ أحمد زياد، لا زلت أحمد معنا ….. ذهب أحمد زياد وأبدى بعض الملاحظات التي هي جزء أساسي مما نتناوله، و نشرك معنا الأخ منصور العربي من ألمانيا، أخ منصور.
منصور العربي: السلام عليكم.
أحمد منصور: و عليكم السلام.
منصور العربي: شكراً لكم علي هذا البرنامج القيم
أحمد منصور: شكراً يا أخي.
منصور العربي: الوقت كما، أشار الأخ الكريم، هو حياة الإنسان، و المطلوب من كل إنسان أن يحسن استثمار وقته لصالح نفسه و مجتمعه و أمته. هناك نظام يملأ منذ سنه 89 السجون بخيرة أبناء البلد من دكاترة و أطباء و مهندسين لا لذنب سوى أنهم قالوا ربنا الله. سؤالي و يحكم عليهم في كثير من الأحيان بأحكام معناها كبيره تصل حتى مؤبد.
أحمد منصور: سؤالك؟
منصور العربي:سؤالي إلى.. إلى سؤالي الأخ الدكتور: ما هو حكم الشرع في الذين يعطلون حياة المؤمنين ويحرمونهم من الاستفادة من أوقاتهم بغير سبب؟
أحمد منصور: شكراً لك يا منصور من ألمانيا. هذا أمر يخرج ربما عن نطاق ما نتناوله، و لكن قد يسلب وقت الإنسان و تُسلب أوقات من حياته و يسلب منه جزء أساسي من عمره ربما شبابه و ربما يعني ما هو أغلى من ذلك، ولا يملك الإنسان إزاء .. إزاء ذلك شيئاً، و أعتقد أن صحابة الرسول -صلى الله عليه و سلم- و التابعين وتابعي التابعين قد تعرضوا لمثل هذه الأشياء كجزء أساسي من الابتلاءات التي يصاب بها المؤمنين ، فإذا أُصيب المؤمن أو ابتُلي بشيء من هذا لا فلا يملك هذا العمر من وقته أو لا يملك فيه شيئاً فماذا يصنع فيه؟
د. محمد أكرم العدلوني: نعم، الحقيقة الأخ الكريم أثار مسألة يعني قد لا تكون على مساس مباشر في الموضوع ، و لكن نقول كلاماً عاماً في هذه المسألة ، يقول علماء الإدارة الذين اهتموا في هذه المسائل وفي تفصيلها من الناحية العلمية وما إلى ذلك، وأيضاً من الناحية النفسية و الاجتماعية، قالوا أن هناك ثلاث دوائر في حياه الإنسان، هناك دائرة تُسمى دائرة التحكم الكلي في حياتك و وقتك، و هناك دائرة أخرى تسمى دائرة التحكم الجزئي، و هناك دائرة أخري هي خارجة عن دائرة التحكم، لا تستطيع أن تتحكم بها، فالأمر الذي هو في دائرة تحكمك أنت بمعنى أنت تصنعه و أنت تتحكم فيه بشكل مباشر تنظم وقتك فيه بشكل مباشر تذهب إلى المدرسه تذهب إلى الجامع تذهب إلى العمل، تتزوج، تتوظف، هذه الأمور كلها تتحكم بها عواطفك مشاعرك… إلى آخره.
فيه أمور ثانية يشترك معك فيها آخرون في التحكم فيها، فتحكمك فيها يكون جزئي، فأنت عليك شيء و همَّ عليهم شيء، فيه أمور أخرى لا تتحكم فيها إطلاقاً، هي قضية..
أحمد منصور[مقاطعاً]: مثل هذا الإطار.
د. محمد أكرم: مثل هذا الإطار.
د. محمد أكرم العدولوني: لكن مع ذلك إن الذي يعني أبتلي بهذا و قد سُلب وقته، وقد سُلب عقله، وسلب فكره وقد سلبت طاقته و ما إلى ذلك، أنا اعتقد هو مأجور على على ذلك أجراً كبيراً، و إحنا ذكرنا إن مسؤولية تنظيم الوقت إدارة الوقت كما إنها مسؤولية ذاتية هي أيضاً مسؤولية اجتماعيه و هي أيضاً مسؤولية سلطة ومسؤولية دولة (..) فإذا رأى نظام ما أن يعطل هذه المسيرة ويعطل هذا النظام، فأعتقد يتحمل يعني عبء هذا الشيء..
أحمد منصور[مقاطعاً]: وأيضاً يستطيع الإنسان أن يخرج بها.
د.محمد أكرم العدلوني: لكن الشخص نفسه يستطيع أن يستثمر وقته.
أحمد منصور: و أعتقد في محنه الإمام أحمد بن حنبل
د. محمد أكرم العدلوني: يعني نموذج لهذا ما يفعل به أعدائي فإن فيه خلوه نعم يستفيد من خلوته في القراءة و في الكتابة وهو مأجور على ذلك أجراً عظيماً.
أحمد منصور: ونفيه سياحة
د.محمد أكرم العدلوني: نعم.. نعم.
أحمد منصور: نشرك معنا الأخ محمد الباقر، الأخ محمد الباقر.
محمد الباقر: أهلاً و سهلاً.
أحمد منصور: أتفضل يا أخي.
محمد الباقر: السلام عليكم.
أحمد منصور: و عليكم السلام و رحمة الله .
محمد الباقر: جزاكم الله خيراً، فيما تجتهدون فيه مما ينفع الناس و ينشط عقولهم، لا أريد أن اعلق على حقيقة أهميه هذا الموضوع و هو الوقت فهذا واضح جداً، و ما طرحه في هذا البرنامج الموفق إلا دليل على ذلك، و الحمد لله أن الأخ الدكتور قد..أو تعمق أو.. وطرح الـ الـ أهمية الذاتية و أهمية الدولة و البيت و المجتمع في.
أحمد منصور: المسؤولية المشتركة في تنظيم الوقت.
محمد الباقر: أنا أريد أن أذهب إليك في أبعد من ذلك، هذا البرنامج يعتبر مجلس شورى للمسلمين عام، و أنا أدعو كل المسلمين الذين يشاركون في هذا البرنامج أو يريدون أن يشاركوا أن يضعوا اقتراحات بناءة للانتقال بالناس من مرحلة طرح أهمية الوقت المعروفة إلى مرحله كيف أن نوجه الناس علي الاستفادة من وقتهم الاستفادة القصوى، و ما وجدناه في الغرب ونحن نعيش فيه مثل الجامعة المفتوحة يمكن أن يكون اقتراحاً مبدئياً لبعض الجهات التي لها المقدرة أن تنشئ مثل هذه الأشياء لتَّوجه وتعلم الناس مثل هذا الوقت، في زمن نحن فقدنا فيه من النظم فقدنا فيه ما يوجهون به الناس و ما يقودون الناس به إلى عزتهم و كرامتهم..وسؤددهم، و السلام عليكم.
أحمد منصور: شكراً لك يا أخ محمد الباقر على هذه المداخلة و نحن نستقبل من الأخوة المشاهدين كافه اقتراحاتهم على أرقام الفاكس التي أشرنا إليها بالنسبة إليهم الفهم و من كانت لديه مقترحات أخرى يود أن يرسلها بريدياً يمكن أن يرسلها على صندوق بريد 23123 الدوحة قطر خاص ببرنامج (الشريعة و الحياة) و نرحب بمقترحات الأخوة المشاهدين في هذا المجال.
نشرك معنا الأخ الدكتور أحمد النجار من ألمانيا.
د.أحمد النجار: ألو.
أحمد منصور: أتفضل يا دكتور.
أحمد النجار: السلام عليكم.
أحمد منصور: وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته.
د. أحمد النجار: أولاً جزاكم الله خيراً على هذا البرنامج، ونسأل الله -سبحانه و تعالى- أن يأخذ بيدكم أن تطيلوا في الوقت، أما عن موضوع الوقت، فإن..فإن المسلمين الأوائل عندما كانوا السباقين في العقيدة وُجد للوقت قيمته، و في هذا الوقت عندما لم ندع للشريعة مجالها أضعنا أوقاتنا، فنسأل الله- سبحانه و تعالى- أن يأخذ بيدنا جميعاً إلى أن نعود إلى عقيدتنا حتى نقيم أوقاتنا، و جزاكم الله خيراً .
أحمد منصور: شكراً لك يا دكتور، و لعل هذا من أحد المحاور الأساسية التي نتناولها و نطرحها على الدكتور مع هذه المداخلة، هل العقائد لها تأثير علي الإنسان في تحديد قيمة وقته و التزامه بمحاور حياته؟
د. محمد أكرم العدلوني: لا شك .
أحمد منصور: كيف؟
محمد أكرم العدلوني: لا شك في ذلك ..لا شك في ذلك يعجبني هنا أن أستشهد بقول جميل، و بكلام جميل للمفكر -الحقيقة- الجزائري مالك بن نبي رحمه الله- يقول إن نهضة أي أمة.
المقدم: مالك بن نبي.
أثر العقيدة على استثمار الوقت
د. محمد أكرم العدلوني: مالك بن نبي، نعم، يقول إن نهضة أي أمة من الأمم مرهون باجتماع مجموعة من العوامل، منها الإنسان و الموارد و الوقت، ولو أردت أن تستعرض لو أردت أن تستعرض
أحمد منصور[مقاطعاً]:الإنسان و الموارد و الوقت،
د. محمد أكرم العدلوني:الإنسان.. والأمة تملك هذا و الأمة تملك هذا تملك فوق ذاك تملك عقيدة و قوة دافعة تدفعها في اتجاه أن تنهض و تستثمر كل هذه الموارد، سواء كان مورد الإنسان المورد البشري، أو كان المورد الطبيعي خاصة منطقتنا مما منحنا منحها الله -سبحانه و تعالى – من ثروات هائلة سواء كانت مائية أو كانت نفطية أو كانت حيوانية أو كانت زراعية أو كانت جغرافية، أو كانت موقع استراتيجي، أو كان موقع جيوبولوتيكي حيوي أو ما إلي ذلك،الله -سبحانه و تعالى- منحنا كل مفردات النهضة، لكن هنا يأتي -الحقيقة- مقدار تلاقي هذه الموارد و التقاء هذه الموارد مع العقيدة الدافعة أو القوه الدافعة التي تدفع، فعلى قدر اقترابنا من هذه العقيدة و هذا الفكر و هذا الإطار و هذه المرجعية، على قدر ما أحسنا استخدام هذه الموارد، فالموارد هذه عبارة عن شيء محايد، فإذا فاقت و تفوقت علينا أمة.
أحمد منصور: و يُعطى للمسلم و الكافر
د. محمد أكرم العدلوني: وللكافر بدليل أن أمم كثيرة لا تدين بالإسلام لكن لها عقيدة..
أحمد منصور: ولها التقدم الآن و الازدهار.
د. محمد أكرم العدلوني: و هي متقدمة و مزدهرة، لماذا؟ لأنها استفادت من هذه الموارد و وظفتها ضمن عقيدة هي اتفقت عليها، بغض النظر عقيدة فاسدة عقيدة جيدة، عقيدة غير ذلك، لكن هناك قوة دافعة دفعت إنسان ذلك المجتمع فصغ من هذه الموارد المتاحة الإنسان و الموارد الطبيعية له والوقت حتى تحول الوقت إلى جزء من ثقافة الإنسان.
أحمد منصور: دكتور، معنى ذلك هنا أن من يأخذ بالأسباب، سواء كان مؤمناً أو كافراً، يمنحه الله -سبحانه وتعالى- الريادة والقيادة
محمد أكرم العدلوني: وهذا صحيح .. هذا قانون الله.
أحمد منصور: أن التقدم الذي قام به المسلمين في خلال.. قام به المسلمون خلال العقود الازدهار الإسلامي كان بسبب أنهم أخذوا بالأسباب مع العقيدة التي كانت تحركهم، و أن ربما السبب اللي يعود إلى تقهقر المسلمين الآن هو ابتعادهم عن العقيدة، رغم امتلاكهم للإنسان وللموارد كأشياء أساسيه.
د. محمد أكرم العدلوني: مافيش شك.. ما فيش شك.. ما فيش شك.
أحمد منصور: كثير من الناس يشكون من إضاعة الأوقات، ويقولون لا نملك الطريقة أو الوسيلة التي نستطيع بها أن نستثمر أوقاتنا أو نستفيد منها، من خلال الأشياء العملية التي في أيدي الناس الآن كيف يستطيع الناس أن ينظموا أوقاتهم من خلال أنفسهم هم؟
محمد أكرم العدلوني: نعم، ابتداء لابد من التعرف على ما هو الشيء الذي يضيع وقتك؟
أحمد منصور: هذا أول شيء.
د.محمد أكرم العدلوني: لابد أن تتعرف على ما هي مضيعات الوقت، مضيعات الوقت قد تكون بعض العادات الاجتماعية على سبيل المثال بعض الزوار، الزوار الثقيلي الظل نوعاً ما، بعض المكالمات الهاتفية، هذا الكلام ينطبق على.. ينطبق على الذي يعمل في عمل حر أو ينطبق على الذي يعمل في عمل وظيفي أو ينطبق حتى على الذي ليس له عمل، ليس له التزام معين. بعض العادات النفسية قضيه التسويف و التأجيل و ما إلى ذلك، فيه بعض الناس ميال إلى ذلك لا يحب أن ينجز .. متردد.
أحمد منصور: دائماً يؤجل عمل اليوم إلى الغد فتتراكم الأعمال والأشياء.
محمد أكرم العدلوني: دائماً يؤجل نعم فتراكم عليه، قضية التليفزيون اليوم كجهاز طبعاً هو جهاز محايد ممكن أن يستخدم كما تستخدم هذه القناة في أمور فاضلة وأمور كريمة وأمور جيدة تحث همم الناس و تجمعهم علي القضايا الكبيرة على القضايا الكبيرة، و ممكن أيضاً أن تهبط من مستوى ذلك، قضية التليفزيون أنا أعرف بعض الناس يجلس على التليفزيون ساعات طويلة جداً هذا يضيع وقته بعض الناس خبيرين في قضيه قتل الوقت، حتى يسميهم يعني العلامة القرضاوي في بعض كتبه يسميهم هؤلاء الذين يقولون قتلة الوقت هذه جريمة .. جريمة تحتاج إلي إقامة حد عليه.إلى وفقه وإلى مراجعة، فأنا أعتقد.
أحمد منصور: كأنها قتل للحياة و لأجزاء منها،نعم
د. محمد أكرم العدلوني: و قتل للذات.. وقتل للذات، الأمر مرتبط مرة أخرى بالقضية التي أنت تشغلك في حياتك، فكلما شغلتك قضية كبيرة كلما كانت همتك كبيرة وكلما كانت تقديرك لقيمه وقتك كلما كان ذلك كبيراً.
أحمد منصور: إذن أنت تحمل الإنسان الفرد قيمة أساسية أو جزء أساسي من عمليه أضاعه الوقت أو استثماره.
د. محمد أكرم العدلوني: نعم.
أحمد منصور: نكمل هذا المحور بعد إشراك الأخ أبو خالد من فنلندا، أخ أبو خالد
أبو خالد: ألو، السلام عليكم.
أحمد منصور: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
أبو خالد: يعني بدي أوجه التحية إلى الكم
أحمد منصور: الله يبارك في حضرتك.
أبو خالد: تحيه خاصة للدكتور أكرم الحقيقة
د. محمد أكرم العدلوني: الله يكرمك … شكراً يا أخ.
أبو خالد: كان فيه عندي سؤال على السريع، على كل حال هو بيعرفني أبو خالد العجلوني من فنلندا.
أحمد منصور: أهلاً و سهلاً.
د.محمد أكرم العدلوني: أهلاً وسهلاً.
أبو خالد: هو السؤال.. هو السؤال هو.. في حد ذاته إنه قديماً قيل إنه الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، لكن هذا سؤالي هو ما مدى التغيير اللي حصل في العالم العربي و الإسلامي عندما بدأ التغير في التوقيت ، التوقيت الهجري أو التوقيت اليومي؟ يعني السؤال هو في مطلع الشمس و غروبها يعني تحديد الوقت، ما مدى تأثير التغيير على العالم الإسلامي و العربي؟ هذا هو السؤال و أرجو من الأخ الدكتور الجواب عليه.
أحمد منصور: شكراً يا أبو خالد من فنلندا، الأخ ولاَّد، الأخ ولاَّد معنا؟
ولاَّد: نعم، السلام عليكم و رحمة الله.
أحمد منصور: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
ولاَّد: سؤالي يا أخي الكريم بالنسبة للوقت، هل الآن الجانب الفني في العالم الإسلامي و بالأخص في العالم العربي سينما وتليفزيون وغيره، يعني ما فيش إضاعة لوقت الأمة عموماً؟ و السلام عليكم، بمعنى أن كل الوسائل الفنية بما فيها الأفلام التي تُذاع و تضيع أوقات الأسر و الأبناء و الرجال و الأطفال، فهل ما فيش إضاعة لوقت الأمة؟
أحمد منصور: هذه فيها إضاعة و يتحمل الأفراد مسؤولية كما أشار الدكتور و أيضاً نجعله يعلق علي هذا السؤال هل لك سؤال أخر؟
ولاَّد: يعني هل هي مفيدة؟ هل هي تفيد أوقاتنا أو لا؟ و شكراً.
أحمد منصور: شكراً يا ولاَّد دكتور عندنا سؤالين الأول من أبو خالد من فنلندا و هو يسأل عن تأثير ضبط الوقت بالنسبة لشروق الشمس و غروبها كما كان المسلمون يفعلون من قبل و يسمون الوقت الزوالي، وأعتقد لازالت بعض المساجد حتى في بعض المناطق تلتزم بالساعة الزواليه بالنسبة للوقت، هل في ذلك تأثير على أوقات المسلمين أوقات الأمة بشكل عام، لأن ده طبعاً ضبط للأمة؟ و هل يعني هناك فيه جانب تأصيلي بالالتزام بالأوقات الزواليه بالنسبة لتحديد ميقات اليوم و الليلة؟
التاريخ الهجري
د. محمد أكرم العدلوني: أنا أعتقد المسألة هذه تدخل في دائرة الكلام الذي تحدثنا فيه السابق، أما العبادات التي فرضها الله -سبحانه وتعالى- على عباده بحد ذاتها هي عمليه ترتيب عمليه ترتيب ذاتي لحياه الإنسان، فهناك ترتيب يومي خمس مرات في اليوم لازم يُصلي الإنسان، و هناك ترتيب أسبوعي لازم فيه يوم يلتقي فيه مع جمع أكثر من المسلمين، و هناك ترتيب شهري، و هناك ترتيب سنوي، و هناك ترتيب عمري، فالتقسيمات هذه كلها في .. في المواقيت التي كتبها أة ذكرها الله -سبحانه و تعالى-في كتابه العزيز كلها تحث وتحض على ذلك، هناك الحقيقة جانب آخر من السؤال الذي أشار إليه السيد الكريم أبو خالد، إن قضية هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام و التأريخ الهجري و ما إلى ذلك.أنا أعتقد إن كان هناك حكمة و لعله هذا اجتهاد مني أقوله، إن هناك حكمة لإعادة ترتيب وقت الناس حسب الهجرة أو تاريخنا حسب الهجرة، فأنا أعتقد هذا يعطي إشارة هامة جداً، إلى أن دائماً تربط أوقات الناس بالقضايا .. بالقضايا الكبيرة بالقضايا الهامة، و قضية الهجرة في حياة المسلمين تعتبر قضية جداً هامة ، لأنها ميزت بين مرحلة و مرحلة، و كانت إيذاناً ببدء مرحلة جديدة في عهد الإسلام، الإسلام الذي كان ضعيفاً، و كان مستضعفاً في الأرض، و كان لازال مطارداً و مُشرداً، ثم انتقل إلى مرحلة أخرى. مرحلة الهجرة حتى أقام كياناً سياسياً و اقتصادياً و اجتماعياً و أقام دولة ثم بعد ذلك حولها إلى حضارة، و قدمً فيها نموذج للعالم، فلعل التأريخ الهجري يعطينا هذا الإيحاء، أن تاريخك يبدأ بعمل عظيم، فلابد أن ينتبه إليه الإنسان.
أحمد منصور: إن شاء الله.
د. محمد أكرم العدلوني: أما القضية التي أشار إليها الأخ ولاد قضية الفن و الأجهزة الإعلامية من تليفزيون و ما إلى ذلك وسينما وغيرها
أحمد منصور: و أوقات الأمة بشكل عام.
أكرم العدلونى: و أوقات الأمة بشكل عام.
الفن والوقت
محمد أكرم العدلونى: أنا أعتقد يا أخي الكريم الفن في حد ذاته أمر..أمر جزء.. يعتبر جزء من طبيعة الإنسان وطبيعة البشر، لا أحد يستطيع أن ينكر الفن، لكن أي فن ؟ الفن الرفيع الفن الراقي والفن.. والأوعية التي تعين إيصال هذا الفن أوعية متاحة للجميع سواء كان في التليفزيون أو السينما وكما أشرت هذه الفضائية ممكن أن تبث بها شيئاً فاضلاً و كريماً و نبيلاً و ممكن تبث بها شيئاً آخر هذه قضية، تبقى قضية المستقبل لهذا الإعلام، المستقبل لهذا الفن في أي وسيلة كانت من الوسائل، هو يستطيع أن يتحكم في ذلك بالريموت كنترول، يرى هذا البرنامج أو لا يرى هذا البرنامج، يذهب إلى هذا المسرح أولا يذهب إلى هذا المسرح.
أحمد منصور: و هذه أيضاً تدخل أيضاً في نطاق المسؤولية الفردية التي تؤثر على..
محمد أكرم العدلونى: تدخل في نطاق المسؤولية الفردية،و أيضاً هناك المسئولية الإجتماعية و المسؤولية الاجتماعية و مسؤولية الدولة و مسؤولية السلطة هو ألا تقدم لهذا الإنسان الذي تريد أن تُعده حتى يكون شيء، يعنى أنا أذكر في.. اسمح لي في هذا التعليق هذا اللي أتقدم له ، لعله يخدم القضية أن ألمانيا الغربية عندما خرجت من الحرب العالمية الثانية مدمرة محطمة هي و غيرها من الدول الثانية بعد أن كانت دولة عظمي و دولة كبرى، حددت لأبنائها و لشعبها حددت أن يعطي كل فرد في الأمة في المجتمع الألماني أن يعطي ساعتين أو ثلاث ساعات من وقته تطوعاً حتى يستطيع أن يبني دوله ألمانيا من جديد. و كان ذلك..
أحمد منصور: مسؤولية الفرد تجاه بناء الأمه نفسها.
د. محمد أكرم العدوني: و هنا أتت لصالح الدولة.
أحمد منصور: تقييم وتحديد. نعم.
د. أكرم محمد العدولني: الدولة حددت لها هدف، قالت نحن نريد أن نعيد بناء من ألمانيا جديد، فأدركت قيمة الوقت و أدركت قيمة الإنسان فحثت الإنسان على استخدام وقته، فاستغلت ثلاث موارد الطبيعة الموجودة و الإنسان نفسه و الوقت.
أحمد منصور: ربما يسعفنا الوقت أيضاً من أجل العودة إلى عملية بناء الأمم التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن نشرك معنا الأخ أبو مودة من ألمانيا، أبو مودة.
أبو مودة: السلام عليكم و رحمة الله.
أحمد منصور: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
أبو مودة: يعنى أصطف في صف الذين يشيدون بهذا البرنامج، و السؤال أيضاً عن الشيخ القرضاوي.
أحمد منصور: شكراً يا أخي.
أبو مودة: جزاكم الله خير، سؤالي هو يبدو أن القرآن الكريم أراد أن ينبه الناس إلى زمن غير الزمن الموجود في عالم اليوم، و في ذلك الزمن السحيق الذي كان العرب فيه لا يعرفون حتى القراءة و الكتابة، فيشير القرآن الكريم مثلاً إلى (إِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ..)
أحمد منصور: (كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ)
أبو مودة: نعم و إلى يوم كان مقداره خمسين.
أحمد منصور: (خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ).
أبو مودة: و إلى قصة سليمان يعني مع.. مع الذي قال عنده..قال الذي عنده علم من الكتاب
أحمد منصور: علم من الكتاب
أبو مودة: أنا آتيك به قبل أن يرتد
أحمد منصور: (قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)
أبو مودة: أريد أن أشير هنا إلي سؤال هام ما الذي يريد القرآن الكريم أن يوجه المسلمين إليه؟ في هذه الأزمنة التي إلي الآن لم نستطيع.. أن
أحمد منصور: الإحاطة بها.
أبو موده: أن نعرف ما هو المقصود منها؟ أرجو أن نسمع رأي الدكتور و أشير هنا إلى عبارة طريفة ورد أظن عند الشيخ ابن عربي حين قال" إن زمن الله يضيق حتى كأنه يخرج عن الزمن" جزاكم الله خيراً
أحمد منصور: شكراً يا أبا مودة و نشرك الأخ عاطف محمد علي من الدوحة،
عاطف محمد علي: السلام عليكم.
أحمد منصور: وعليكم السلام.
عاطف محمد علي: في البداية نشكركم على هذا البرنامج و هذا الموضوع المهم جداً، و حتى تتم الاستفادة يا أخي الكريم من وجود الدكتور العدلونى في الدوحة كخبير إداري في أكثر من وزارة، أرى و أقترح أن تتم.. أن يتم يعني عمل برنامج على حلقات بوجود الدكتور في الدوحة على أساس أن يبث على قناة (الجزيرة) هي كيفية الاستفادة و تنظيم الوقت، و هذا اقتراح طبعاً للإدارة أرجو أن يأخذوا به.
أحمد منصور: شكراً لك.
عاطف محمد على: العفو.
أحمد منصور: دكتور، سؤال أبو مودة فيما يتعلق بالأزمنة التي ذكرها الله سبحانه و تعالي و التي فيها خروج إلى حد ما عن نطاق الزمن الذي يشعر به الناس (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)
الأزمنة المذكورة في القرآن الكريم
د. محمد أكرم العدلوني: لعل في الإشارة إلي هذه القضية، أن نميز بين وقتين بين الوقت وقتنا في الحياة، هو.. هي الأعمار التي منحنا إياها سبحانه و تعالى، و كما عبر عنها أثر و حديث لا أدري مدى دقه المرجعية " أن أعمار أمتي بين الستين و السبعين" هذه..هذا هذا نتفق على أن هناك نوعين من الأزمة، الزمن الذي وهبنا الله إياه سبحانه وتعالى في الحياة الدنيا، و هذا متوسطها كما أشار هذا القول، و هناك أزمنة أخرى هي في عالم في حيز أخر عالم البرزخ و عالم القبر و عالم النشور و عالم الكذا و الخلود في الجنة و الوقوف في المحشر، و ما إلى ذلك، هذا زمان و عالم الحقيقة عالم آخر، فنميز بين هذين الأمرين، و أنا أعتقد أن الإشارة إليه من خلال يعني فهمي للمسألة هو يريد أن يُلفت نظرنا الإسلام .. الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز، أنه أنتو الوقت يا جماعة يا بشر يا ناس الوقت اللي أنتو بتقضوه في الحياة جداً قصير، ليلة لا قيمة لها عشية أوضحاها، وقت قصير جداً، فلعل هذا حث وحض لكي يستثمروا و يستفيد ويقدم ما هو مهم في هذا الوقت، حتى يسعد بذلك الوقت الطويل، حيث لازمان ولا مكان ولا حدود هناك خلود
المقدم: خارج نطاق الزمن
د. محمد أكرم العدلوني: خارج نطاق الزمن، لعله هذا هو التفريق ولعله هذا المعني .
أحمد منصور: دكتور، سؤالي كان حول كيفيه أن تسعى الأمم و تنهض الأمم لا تقاس بالأيام و السنوات في.. بعد الحرب العالمية الثانية على مدى الخمسين عاماً الماضية، خرجت ألمانيا من الحرب مُدمرة و كذلك اليابان إلا أن هاتين الدولتين على وجه .. هاتين الدولتين على وجه الخصوص تمكنتا من أن تصبح الآن من أبرز و أهم الدول بل و من أقوى الدول من الجانب الاقتصادي، هل معنى هذا أن الهمم إذا توفرت لدى الدولة و لدى الأفراد لاستطاعوا خلال فترات زمنية محدودة أن ينهضوا بأنفسهم؟
استفادة الأمم من الوقت
د. محمد أكرم العدلوني: بالتأكيد، و لعل هذا لُب قضيه مهمة جداً جداً الحقيقة ينبغي التركيز عليها، نحن نتحدث ..عما نتحدث عن قضيه الوقت إنما نتحدث عن قيمة ..قيمة تمثل جزء مهم جداً من ثقافة أي شعب من الشعوب، وكلما أدركت الأمم أو الشعوب الهدف الذي تريد أن تسعى إليه، يعني علي سبيل المثال اليابان عندما قررت أن تكون أو أن تعود إلى وضعها الطبيعي خلال عشر سنوات عادت إلى وضعها الطبيعي، و قد أخذت إلى ذلك إجراءات عدة، من جملتها قضيه هذا التطوع الذي حصل من سنتين عفواً من ساعتين إلى ثلاثة باليوم
أحمد منصور: كل فرد، علاوة على عمله المقرر له.
محمد العدلوني: كل..كل الشعب، كل الشعب فعملت شيء ، اليابان كذلك الذي حض ودفع إلى ذلك أنهم أصروا و هنا توافرت الإرادة، إن لم تتوفر الإرادة لا يمكن عمل شيء.
أحمد منصور: لابد من توفر الإرادة.
د. محمد أكرم العدلوني: لابد من توفر الإرادة.
أحمد منصور: لدى الدولة و لدى الفرد
د. محمد أكرم العدلوني: لدى الدولة ولدى الفرد وتحسن جمع جهده و طاقته لخدمه هذا الهدف ولخدمة هذا الموضوع.
أحمد منصور: نُشرك معنا الأخ محمد من باريس، محمد.
محمد: السلام عليكم .
أحمد منصور: و عليكم السلام و رحمة الله.
محمد: أخي أرت أن أشير في هذا اللقاء إلى آية و حديث، الآية تقول (وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) و الحديث الشريف يقول الرسول- صلى الله عليه و سلم-:"لا يندم أهل الجنة إلا على ساعة قضوها في الدنيا لم يذكروا فيها اسم الله" إذا فهم، وذُكر وذكر الله ليس باللسان فقط، ولكن أن يتذكر الإنسان ربه في أي عمل و في أي ساعة في الدنيا، إذا فهم الإنسانية المسلم ما خلق من أجله وقيمة الوقت، وقيمة أي ساعة يقضيها في هذه الدنيا لابد أن يعمل عملاً يكون في كل وقت من..من .. من أوقات حياته يشعر بأن الله يراقبه و بذلك سيجيد عمله و بذلك ستقدم الأمة ، إذا تقدم عمل الفرد سيتقدم الأمة في عملها الجماعي.
أحمد منصور: شكراً يا محمد هل ..هل لديك سؤال؟
محمد: أردت أن أشير إلى إلى..إلى هذا الحديث و إلى هذه السورة، و إذا أراد الشيخ أن يفيدنا بأكثر من ذلك في معنى هذه الآية والحديث .
أحمد منصور: شكراً لك يا محمد على هذه المداخلة، و نشرك أم محمد من لندن، أم محمد.. ذهبت أم محمد. دكتور، في أثناء حديثك الآن ذكرت حديث أو أشرت إلى حديث الرسول -صلى الله عليه و سلم-" أعمار أمتي بين الستين و السبعين" لو أخذنا علي بعد السبعين عاماً، ونسأل الله أن يطيل أعمارنا و أن يحسن أعمالنا، إذا قسمنا السبعين عاماً على مدى هذا العمر كم كم ساعة.. سنة ممكن أن يقضيها الإنسان في نومه؟ و كم سنة يمكن أن يقضيها في الطعام و الشراب و اللهو و غير ذلك؟ و كم من السنوات يمكن أن تصفو في الأعمال النافعة التي يمكن أن يقصدها الإنسان؟ كشيء يدرك به الإنسان إذا مد الله -سبحانه و تعالى- به إلى هذا العمر، فكيف سيكون عمره؟ و كيف سيكون قد وزعه؟
كم من العمر يستغل في الأعمال النافعة؟
د. محمد أكرم العدلونى: السؤال حقيقة مهم و طريف بنفس الوقت يعني ذكرني بدراسة و بإحصائية عُملت في بعض مراكز البحوث و في بعض مراكز الدراسات في قضية الوقت، عندما وجدوا أن متوسط عمر الإنسان خدوه من الستين أو السبعين سنة كما .. كما أشارت هذه الدراسة، فحللوا وقت الإنسان حللوا وقته كم ساعة يقضى من النوم، كم ساعة بيفرش الأسنان؟ كم ساعة بيقف حتى يستقل سيارته؟ كم ساعة يقف على المحطة؟ كذا فوجدوا وجدوا أنه ينام عشرين سنة أو أنه يأكل ثمان سنوات.
أحمد منصور: ده إذا عاش كم سنة؟
محمد أكرم العدلوني: ده إذا عاش ستين سنة.
أحمد منصور: ستين سنة.
د. محمد أكرم العدلوني: نعم ينام منهم عشرين سنة، و يفرش الإنسان فيهم حوالي ثمان شهور، و يتناول طعامة حوالي ثمان سنوات.
أحمد منصور: ما شاء الله.
د. محمد أكرم العدلوني: و يذهب بسيارته حوالي سنتين أو ثلاثة، تنم الإحصائية و الجمع في النهاية طلع حوالي الباقي له خمس سنوات.
أحمد منصور: خمس سنوات يعملها في نفع البشرية ونفع.
د. محمد أكرم العدلوني: أو أقل من ذلك . هذه قضية
أحمد منصور: سبحان الله، إذا عاش ستين عاماً.
د. محمد أكرم العدلوني: نعم، يعنى في حدود ستين إلى سبعين سنة، لكن القضية ليست هنا أستاذ أحمد، القضية أنا أتصور قيمة الوقت مره أخرى، قيمة الوقت حتى وإن كان مئة سنة .. ماذا تفعل فيه؟ رب دقيقة و ثانية تحول مجرى التاريخ.
أحمد منصور: عاش الأمام النووى أربعين عاماً ترك مدونات، لو عاش الإنسان أربعين عاماً ما أنتهي منها.
د. محمد أكرم العدلوني: و هنا يشير سيدنا -عمر رضي الله عنه – و أرضاه، عمر بن الخطاب يقول كلاماً جميلاً في هذه القضية يقول: " إني أكره أن أرى أحدكم سبهللا" سبهللا دي كلمة طلعت فصيحة، أي فارغة أي فارغة لا في عمل دنيا و لا في عمل آخره، وكلام جميل يعني ذكره المتحدث إبراهيم الحربي، و هو يصف أحمد بن حنبل على سبيل المثال يقول: لقد صحبت أحمد بن حنبل عشرين سنه صيفاً و شتاء ًفما لقيته في يوم إلا و هو زائد عليه بالأمس، فالحقيقة مرة أخرى نؤكد ليس العبرة أن تعيش ستين أو سبعين أو مائة سنة، وليس العبرة أن تعيش سنتين أو ثلاثة، لكن العبرة أن تكون دائماً مستعداً و على أهبة الاستعداد ماذا تقدم في هذا الوقت، و كيف تجتهد على تنظيمه و ترتيبه و تحديد أولوياته و تحديد مجالات نجاحك أنت فيه و مقدار ما ستقدم لأمتك وطنك و مجتمعك هو مقدار قيمة الوقت.
أحمد منصور: دكتور، المسؤولية هنا واضح أن المسؤولية الأولى تقع على الفرد نفسه و على ما ينبغي أن يقوم به، لو أخذنا بشكل عملي الآن و في دقيقة واحدة، كيف يستطيع كل منا ممن فاته أو سوَّف في حياته أو لم يستطيع أن أن يدبر وقته؟ كيف يستطيع من الغد أو من الآن أن يبدأ في تنظيم يومه و ليلته على اختلاف التزامات الناس الحياتية و وظائفهم و مهنهم و غير ذلك؟ هل هناك نظام عام يمكن أن يساعد الإنسان المسلم في ترتيب وقته؟
محمد أكرم العدلوني: أنا أعتقد هناك نظام إذا توفرت الإرادة إذا توفرت الإرادة ابتداءً، نصيحتي منذ الآن منذ اللحظة أن يأتي كل إنسان، رجل و امرأة، كبير و صغير أن يأتي بورقة وقلم و يكتب ما هي أولوياته في الحياة؟ ماذا يريد أن يفعل؟ صغيراً و كبيراً، أنا أخذت حتى الأخوات اللائي في البيوت، اللي أحياناً يقضوا أوقات و طبيعي أوقات كثيرة عليهن في الطبخ و في الجلي و في الكنس و ما إلى ذلك، أن يعيدوا التفكير من جديد، أن يأتي ورقة و قلم .. يأتي ورقه و قلم؟ و يكتب أولوياته ثم يحدد بعد ذلك أهدافه، أهدافه الأسبوعية و أهدافه الشهرية و أهدافه السنوية، ثم بعد ذلك يحدد بالضبط أي وسيله سيستخدمها للتذكير له؟ هل سيعتمد أسلوب الورقة، أم هيعتمد على أسلوب الجهاز البسيط هذا الذي يوضع في)(..) و ما إلى ذلك لكن أهم شيء أن يحدد -كما ذكرت -هذه الأمور، و يبدأ يكتب، إذا كتب ستتضح أمامه الصورة تماماً، ثم بعد ذلك يحاول أن يحضر بعض الدورات التدريبية تعينه على ذلك، يحاول أن يقرأ بعض الكتب زي الكتب
أحمد منصور: أو يبدأ في تخطيط وقته ابتداء من تنظيمه لأهدافه.
د. محمد أكرم العدلوني: في شخصه تنظيم حياته فيه كتاب جميل الحقيقة أطلعت عليه قبل فتره 500 فكرة.. رائع لتنظيم كل شيء، هذا الكتاب الصغير يعطيك أساليب ما تحلم بها ولا تفكر بها.
أحمد منصور: ربما غيره أيضاً من الكتب.
محمد أكرم العدلوني: و غيره أيضاً كثير من الكتب تعينك على تنظيم كل شيء، إذا أردت أن تنظم الشيء.
أحمد منصور: شكراً لك علي هذا اللقاء الطيب.
مشاهدينا الكرام، نحن نتحدث عن الوقت و ها نحن قد أدركنا الوقت و انقضت مدة أعمارنا، مدة من أعمارنا هي مدة هذه الحلقة من هذا البرنامج، الذي نأمل أن تكون بداية لكثير ممن لم يكونوا ينتفعون من بأوقاتهم و قيمة حياتهم لإعادة النظر في واقعهم من جديد، لم يبق لنا سوى أن نتوجه بالشكر الجزيل إلى ضيفنا الدكتور محمد أكرم العدلوني (الخبير الإداري في وزارتي الأوقاف و التربية في قطر)، كما نشكركم على حسن متابعتكم، في الأسبوع القادم إن -شاء الله – نتناول موضوعاً هاماً أخر هو مفهوم الدولة في الإسلام و واقع الفقه السياسي الإسلامي في العصر الحاضر، و سيكون ضيفنا الكاتب و المفكر الإسلامي الأستاذ فهمي هويدي
في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج، و هذا أحمد منصور يحيكم والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.