
التطبيقات المعاصرة للزكاة
– الزكاة في الإسلام وهدفها واختلافها عن الصدقة
– نصاب الزكاة والمستحقون لها
– حساب قيمة الزكاة وكفارة تاركها
– إخراج الزكاة في رمضان
– زكاة الفطر ونصابها وتوقيت إخراجها
خديجة بن قنة: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الزكاة فريضة من فرائض الإسلام، مصطلح قرآني انفردت بمعرفته أمة الإسلام مشبع بالمعاني الإنسانية والخيرية بما يؤكد اهتمام الدين الإسلامي بالفقراء والمساكين وذوي الحاجة، جاءت الزكاة شقيقة ملازمة للصلاة في القرآن والسُنة دليلا على أهمية هذه الفريضة التي تطهر المال وتزكي النفوس وتقيم التكافل بين المسلمين في مجتمع لا يجوع فيه مسلم وإخوانه شباع، فما هي فوائد الزكاة؟ وما هي الأهداف التي شُرِعت الزكاة من أجلها؟ وهل يشكل شهر رمضان الفضيل فرصة مثلى لإخراجها أم أن إخراجها في هذا الشهر يؤدي إلى تكديسها في وقت واحد مما يضعف توزيعها على بقية شهور السنة؟ وإذا كانت فريضة الزكاة وسيلة للتكافل الاجتماعي فلماذا يتفشى الفقر والمجاعة في مناطق من العالم العربي والإسلامي؟ هل هي مشكلة فقر لا تفي الزكاوات بسد حاجات أهلها أن إنها مشكلة منع إخراج الزكاوات أم إنها تذهب إلى غير مواضعها؟ الزكاة أهدافها ومقاصدها الكبرى في الإسلام موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي أهلا بك فضيلة الشيخ.
يوسف القرضاوي: أهلا بكِ يا أخت خديجة.
الزكاة في الإسلام وهدفها واختلافها عن الصدقة
خديجة بن قنة: يعني ربما الشيء المشترك بين الأديان جميعها أنها كلها أو كلها تدعو إلى البر والإحسان والتكافل الاجتماعي لكن الزكاة مصطلح قرآني انفردت به أمة الإسلام، ما ميزة الزكاة أو ميزة الزكاة مقارنة بما جاء في الأديان الأخرى فضيلة الشيخ؟
يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا رسول الله وعلى أهله وصاحبه ومن اتبع هداه وبعد، فلا شك أن الأديان جميعا كلها اهتمت بهذا الجانب الاجتماعي الخيري الإنساني، كلها دعت إلى البر والإحسان والتطوع بالصدقات حتى الأديان قبل الأديان الكتابية كان فيها هذه الدعوة ولكن المزية التي جاء بها الإسلام بالنسبة للزكاة أنه يُرتقى بها إلى أعلى درجات الإلزام الديني والأخلاقي والتشريعي، فجعلها ركنا من أركانه هي فريضة ولكن فريضة ركنية؛ فيه فرائض نسميها الفرائض يعني هي من أركان الإسلام الخمسة ولذلك تعتبر شقيقة الصلاة في القرآن والسُنة قورنت بالصلاة في 28 موضعا من القرآن فالصلاة عماد الدين والزكاة قنطرة الإسلام كما قال السلف من عبر عليها نجا ومن تخلف عنها هلك، فالإسلام ارتقى بها جعلها في أعلى سلم درجات الإلزام من الناحية الأخلاقية من الناحية الدينية من تركها يعتبر ترك فرضا يكاد يكفر لو تركها منكرا أو مستخفا بقيمتها ولذلك جاء الوعيد على تركها من أشد من {الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والْفِضَّةَ ولا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وجُنُوبُهُمْ وظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} في الوعيد في الآخرة وفي الدنيا ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة ما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطرة من السماء ولولا البهائم لم يُقطروا فالعقوبات في الدنيا والآخرة وحتى عقوبات تشريعية غير العقوبات القدرية السماوية فيه عقوبات تشريعية جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه في الإبل إنه كل أربعين (كلمة غير مفهومة) من أعطاها مؤتجرا طالبا الأجر فله أجرها ومن منعها فإن آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا لا يحل لآل محمد منها شيء" يعني يصادر نفس ماله عقوبة له على منع الزكاة فالزكاة في أعلى.. وبعدين الإسلام جعلها حقا مش بس مجرد واجب لا هي حق للفقراء والمستحقين الثمانية وحق للمجتمع وحق لله عز وجل مش بنقول حق، حق معلوم ونقوله هناك الأديان الأخرى أحسن إلى الفقير بر جارك ولكن بره بإيه محددتش ديه معلوم في كل كذا كذا حددت في كل مائتي درهم خمسة دراهم في كل خمسة إبل شاه في كذا حددت حق معلوم وبعدين الحق وراءه مطالب مش بس حق معلوم فيه مطالب وراء هذا، الفقراء من حقهم أن يطالبوا المجتمع من حقه الدولة من حقها أن تطالب، الأصل في الزكاة أنها تنظيم اجتماعي تشرف عليه الدولة ولذلك القرآن جعل من مصارف الزكاة العاملين عليها الذين يقومون على جباية الزكاة وعلى توزيع الزكاة جعل لهم سهم في الزكاة حتى لا يتعطلوا ونقول مش لاقيين يأكلوا ما حدش بيديهم راتب لا يأخذوا من ميزانية الزكاة.
خديجة بن قنة: لكن رغم ذلك فضيلة الشيخ الزكاة هناك الكثير من الناس يخلط بين الزكاة والصدقة بين زكاة المال وزكاة الفطر هل لكم أن توضحوا لنا الفروق بين هذه الأنواع من الزكاة؟
" |
يوسف القرضاوي: الصدقة إذا كان يراد بها صدقة التطوع ففيه فرق كبير بين صدقة التطوع والزكاة، الزكاة قلنا حق معلوم يؤدى في وقت معين عندما يحول الحول أو عندما يأتي الحصاد في الزرع وفي هذه الأشياء والصدقة حق مش حق حتى وإذا كنا حق مندوب وليس مفروضا ولا واجبا ولكن عايز أقول إن الزكاة قد تسمى في الإسلام صدقة أو في القرآن والسُنة يعني الرسول صلى الله عليه وسلم: "ليس فيما دون مائتي درهم صدقة" أي زكاة {إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} يقصد الزكاة ولذلك قال الإمام المواردي الزكاة صدقة والصدقة زكاة اتحد الاسم وافترق المسمى فهذا إنما الزكاة هي المراد بها الزكاة الفريضة الواجبة الدورية المحددة محدد مقدارها ومحدد نصابها ومحدد وقتها ومحدد من تجب له ومحدد من تجب عليه ففرق بين الزكاة وبعدين فرق بين صدقة الفطر أو زكاة الفطر وزكاة المال، زكاة الفطر زكاة على الرؤوس مش على المال على الشخص بهذه المناسبة مناسبة الفطر من رمضان يعني هي جاءت نتكلم عنها في حديث خاص عنها لأنها جاءت بمناسبة العيد لتشرك أبناء الأمة كلها في مسرة العيد وفي أفراح العيد حتى لا يكون العيد يعني مصيبة على المحتاجين والمعوزين ولا يفرح به إلا القادرون والموسرون..
خديجة بن قنة [مقاطعة]: حتى يفرح الجميع.
يوسف القرضاوي [متابعاً]: فالإسلام أحب أن تكون الفرحة عامة فأوجب على المسلمين أن يبحثوا عن الفقراء يعني يسألوا عنهم مش الفقير اللي يجي عند الغني يقول له إديني لا أنت اللي تبحث عنه وتوصله إلى بيته أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم فهذه على الصدقة عن الإنسان عن نفسه وعمن يمونه ويلي عليه عمن يعوله من أبنائه الصغار من زوجته من الخدم اللي عنده يخرج عنهم وعنه ولا يقبل صيامه إلا بأن يدفع زكاة الفطر.
خديجة بن قنة: زكاة الفطر ما هي الأموال فضيلة الشيخ الأموال التي تجب فيها الزكاة؟
يوسف القرضاوي: الزكاة تجب في كل مال نام، يعني مال نام يعني إيه؟ المال النامي هو الذي يدر دخلا على صاحبه إنما المال الذي من شأنه ألا يدر دخلا على صاحبه يعني واحد عنده أثاث البيت عنده سيارة بيركبها عنده بيت بيسكنه هذه أشياء غير نامي إنما عنده نقود حتى ولو لم ينمها سايبها في البيت حاططها في الخزانة عنده أو تحت البلاطة كان زمان يحطوا تحت البلاطة لا هذا مال أنت المفروض إنه ينمو بطبيعته أن ينمو إذا عطلته وكنزته فأنت مطلوب تدفع منه الزكاة والزكاة هي من أكبر الحوافز والدوافع لتنمية المال وتثميره إن الواحد يستثمر لأنه حتى لا تأكله ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال: "من ولي يتيما فليتجر له في ماله حتى لا تأكله الزكاة" يعني ممكن الواحد ينمي ماله إنما يشرف على ماله يسيبه وكل سنة بيدفع منه زكاة بعد كذا سنة هيخلص المال ده ولذلك الزكاة من الدوافع من أهدافها إنها تدفع إلى تنمية المال حتى لا يتآكل بمرور السنين وفي كل سنة يدفع زكاة منه غير النفقة التي تؤخذ من هذا المال.
خديجة بن قنة: سنواصل الحديث مع فضيلة الدكتور العلامة يوسف القرضاوي حول موضوع الزكاة لكن بعد هذا الفاصل فانتظرونا.
[فاصل إعلاني]
خديجة بن قنة: أهلا بكم مشاهدينا مرة أخرى إلى برنامج الشريعة والحياة موضوعنا اليوم الزكاة مع فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، فضيلة الشيخ كنا نتحدث عن الأموال التي تجب فيها الزكاة ما هو الحد الذي أو حد الغني الذي يوجب دفع الزكاة أو بصياغة أخرى حد الفقر أيضا الذي يمنع عن الفرد أداء الزكاة؟
" |
يوسف القرضاوي: هو إحنا تكملة لجواب السؤال السابق إنه قلنا الزكاة تجب في كل مال نامي يعني ولذلك تجب في النقود تجب في عروض التجارة تجب في الثروة الحيوانية إذا كانت سائمة يعني ترعى مش بتتكلف تكاليف يعني ترعى معظم السنة تجب في الثروة الزراعية ما تنتجه الأرض وهي تجب في هذا المال إذا بلغ نصابا وهذا يدخل بقه في السؤال اللي بتسأليه لأن الزكاة لا تجب على كل إنسان وإنما تجب على الأغنياء، النبي عليه الصلاة والسلام حينما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال له: "أخبرهم أن الله افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم لترد على فقرائهم" فالزكاة لا تؤخذ من الفقير لترد لفقير لا، تؤخذ من أغنيائهم لترد على فقرائهم وهذا مهم جدا لأنه قبل الإسلام يعني في بلاد الفرس والروم وهذه كانت الزكاة الضرائب التي يفرضها كسرى وقيصر وهؤلاء الناس يفرضونها على صغار الزراع على صغار التجار على الحرفيين من الناس يأخذون هذه الضرائب وتُنفَّق على العواصم الكبرى الذي يعيش فيها الإمبراطور عليه وعلى موظفيه وحاشيته وجيشه وخدامه والبلاد القرى النائية الكادحة لا تكاد تجد يعني ما يمسك الرمق أو يطفئ الحرق فكأن الضرائب هذه كانت تؤخذ من الفقراء لتُنفق على الأغنياء الإسلام جاء قال لا الزكاة تؤخذ من الأغنياء من أغنياء كل إقليم لترد على فقرائه ولذلك المفروض في الزكاة الإسلامية إنها في النظام المحلي مش المركزية نعمل كل شيء ونوديه العاصمة لا كل إقليم تؤخذ زكاته وتنفق في هذا الإقليم إذا بقي منه شيء يذهب إلى أقرب الأقاليم إليه أو إلى العاصمة المركزية إذا كانت في حالة مثل في حالة جهاد في حالة مجاعة فهذا الغني الذي تجب عليه الزكاة لترد على الفقير، الغني هو إيه من يملك النصاب الشرع بقه حدد الغنى كل من يملك نصابا تجب عليه.. والنصاب في كل شيء بحسبه فمثلا عندنا في نصاب النقود كان في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام هناك نقدان فيه دراهم فضية أتت من بلاد فارس ودنانير ذهبية جاءت من دولة الروم البيزنطية، العرب مكنش لم يكن عندهم عملة يتعاملون فهذه عملة جاية من الخارج فكانوا يتعاملون بهذين النقدين ويصرفون أحدهم لأن كان الدينار يُصرف بعشرة دراهم ثم تغيرت بعد ذلك الصلة بين الدراهم والدنانير، نحن الآن نقدر نصاب النقدين بخمسة وثمانين جرام من الذهب قلنا لا داعي نعمل نصاب للفضة ونصاب للذهب لأن الفضة تدهورت قيمتها على توالي العصور والذهب احتفظ نسبيا بقيمته ولذلك يعني علماء العصر شبه مجمعين على إن الذهب ينبغي أن يكون هو وحدة التقدير ولا داعي لأن نقول هناك نصابان نصاب للفضة ونصاب للذهب وبينهما تفاوت كبير فالذهب ولما قدرنا الذهب وجدنا العشرين درهما أو عشرين مثقالا وجدنا وزنها يساوي خمسة وثمانين جرام من الذهب وهناك أنصبة أخرى يعني فيه أربعين شاه في الغنم فيه خمسة من الإبل فيه ثلاثين من البقر فيه خمسة أوثق قدرت بحوالي ستمائة وكذا وخمسين كيلوجرام من الحبوب كل يعني مال له نصابه الذي يمثل النصاب الذي إيه الحد الأدنى للغنى من ملك هذا النصاب وجب عليه أن يخرج الزكاة.
خديجة بن قنة: طيب كيف أو كم يُعطى للفقير أو المسكين من هذه الزكاة؟
يوسف القرضاوي: الإسلام حدد ثمانية مصارف لمستحقي الزكاة وهي مصارف في معظمها اجتماعية وإنسانية وبعض هذه المصارف سياسية إن الزكاة يعني لأمة الإسلام فبعضهم مثلا {والْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} تأليف القلوب هذا عمل سياسي يعني بنشوف بعض الدول الكبرى الآن تعطي معونة لبعض الشعوب تريد أن تشتري ولاءها لها هذا الإسلام فعل هذا أن مش كل الجهاد بالسيف، هناك جهاد بالسنان وجهاد باللسان وجهاد بالإحسان، فتأليف القلوب هناك في سبيل الله الجهاد والجهاد أنواع منه الآن بعض المجامع الفقهية أصدرت فتوى بإن العمل لنشر الدعوة الإسلامية وجذب الناس إلى الإسلام وتصحيح المفاهيم عند المسلمين كل هذا العمل الدعوي اعتبروه في سبيل الله اعتبروه جهادا وهذا ينطبق مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: "جاهدوا المشركين بأيديكم وألسنتكم وأموالكم" جهاد باللسان فأول مصارف الزكاة الثمانية هي الفقراء والمساكين وهذا يدل على أن الهدف الأول من الزكاة هو علاج مشكلة الفقر وتحويل الفقراء إلى واجدين تحويلهم إلى ملاك.
خديجة بن قنة: نعم في هذه النقطة بالذات فضيلة الشيخ إذا هل الترتيب الموجود في القرآن ترتيب ملزم الفقراء والمساكين والعاملين عليها يعني فيه نوع من..
يوسف القرضاوي: لا ليس معنى هذا إنه ملزم يعني إن هذا تقديم الشيء في القرآن يدل على أن له أهمية على غيره لأن القرآن كتاب في أعلى ذروة البلاغة وهو لا يذكر الأشياء اعتباطا فكونه يقدم الفقراء والمساكين يدل على أهميتهم ومن دلائل ذلك أيضا إن النبي عليه الصلاة والسلام في بعض أحاديثه قال: "تؤخذ من أغنيائهم لترد على فقرائهم" ذكر الفقراء بالذات مقالش {والْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وفِي الرِّقَابِ} وكذا فمما يدل على إن محاربة الفقر وتحويل الفقراء والمعوزين إلى مالكين يعني مهمة الزكاة إيه إنها تجعل لمستحقي الزكاة في هذه السنة تعطيه يعني قد توصله إلى حد الغنى ليصبح في السنة القادمة معطيا للزكاة لا آخذا لها، يصبح قوة منتجة لا قوة مستهلكة ولذلك العلماء قالوا ماذا نعطي الفقير؟ بعضهم قال نعطيه كفاية السنة ما يكفيه لأهله وعياله طوال سنة كاملة وما يكفيه هذا مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه وعلاجه وكل ما يحتاج إليه كما قال الإمام النووي كل ما يحتاجه إليه لنفسه ولمن يعوله بلا إسراف ولا تقتير كل ما يحتاجه وهذا أمر يعني حاجات تتطور يعني ممكن في بعض البلاد الثلاجة تعتبر حاجة أساسية في البلاد الحارة كيف يعيش الإنسان بدون.. بل كيف يعيش بدون تكييف بل فهذه لم تكن حاجات فيما مضى الآن تطورت هذه الحاجات فلازم نعطي الفقير، التعليم الآن لازم الشخص يُعلَم.. يعلم أولاده وأطفاله فهذه حاجة من حاجاته مش معقول ندي للشخص ونقول له كل ويترك أولاده أميين هذا لا يجوز لأن الأمية وصمة عار في جبين الأمة الإسلامية فلازم نعطيه ما يعلم أطفاله علاجهم الأساسي فلهذا نقول إن إما أن نعطيه كفايته يعني لمدى سنة كاملة وإما أن نعطيه كفاية العمر وهذا يحتاج..
خديجة بن قنة: نعم سنتحدث فضيلة الشيخ عن هذه النقطة وكيف تحسب قيمة الزكاة التي تخرجها نتحدث عن ذلك بعد موجز لأهم الأخبار من غرفة الأخبار فبعد حين.
[موجز الأنباء]
حساب قيمة الزكاة وكفارة تاركها
خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم مرة أخرى إلى برنامج الشريعة والحياة، موضوعنا اليوم مع فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي الزكاة ومقاصدها الكبرى في الإسلام، فضيلة الشيخ كنا نتحدث عن الذين تعطى لهم الزكاة مستحقي الزكاة أو أهل الزكاة ذكرت أهل الزكاة حسب التراتبية الموجودة في القرآن الكريم نريد أيضا أن نعرف كيف يمكن حساب قيمة الزكاة التي تدفع لمستحقيها؟
" |
يوسف القرضاوي: بس قبل أن نتكلم عن الحساب لم نكمل فكرة كم يُعطى للفقير لأنه كثير من الناس يظنون أن الزكاة يعطي للإنسان الفقير أو المسكين يعني حفنات من حبوب أو لقيمات يقيم بها صلبه أو دريهمات لا تثمن من شبع ولا تغني من جوع لا، الزكاة تريد أن تغني الفقير تنقله تعالج مشكلته علاج جذري الأساس هذا إذا كنا يعطى يعني كفاية السنة على أساس إن الزكاة حولية وفيه مذهب الإمام الشافعي وهو أيضا رأي في المذهب الحنبلي أن يعطى الفقير من الزكاة كفاية عمره يعني ما يكفيه طول العمر معنى ما يكفيه طول العمر مش يديله فلوس يعني إذا كان هو زارع نشتري له مزرعة أو جزء من مزرعة يشتغل فيها إذا كان هو تاجر نفتح له دكان ونعطيه ما يمشي رأس ماله إذا كان هو صانع نجار نجيب له أدوات النجارة أو حداد نجيب له أدوات الحدادة ونقول له اشتغل وبهذا نكفيه طول العمر هذا مذهب الإمام الشافعي، حتى يقال لو كان واحد تاجر وبيتاجر في الجواهر ومحتاج إلى عشرة آلاف درهم نديله عشرة آلاف درهم حتى لا يحتاج إلينا نعطيه مرة واحدة وهذا طبعا حسب حصيلة الزكاة إذا كان حصيلة الزكاة من السعة بمكان شأن المجتمع لو هو مجتمع مسلم حقيقي المفروض إنه منتج وشغال وعدد الموسرين والقادرين على إعطاء الزكاة عدد كبير جدا والفقراء عدد قليل جدا على خلاف ما هو الواقع الآن لأنه عندنا فيه أغنياء كثيرين ولكن للأسف كثير منهم لا يدفع زكاته وكثير منهم يدفعها ويضعها في غير موضعها لأنه ليس هناك نظام يعني جيد لتوزيع الزكاة ولذلك هناك فقراء كثيرون البطالة بالملايين وهناك سوء توزيع في الثروة هناك من يضع يده على بطنه يشكو من عضة الجوع ومن يضع يده على بطنه يشكو من زحمة التخمة من كثرة ما أكل واحد مش لاقي يأكل وواحد قاعد عايز.. يا أخي ليه تتعب نفسك كنت اللي فايض عندك اعطيه فمشكلة مجتمعنا إنه لا يطبق يعني تعاليم الإسلام وأحكام الإسلام فلو إننا نفذنا الإسلام كنا نحاول نعطي الفقير ما يغنيه، سيدنا عمر قال إذا أعطيتم فأغنوا مش تدي درهمين ولا عشرة ولا خمسين ولا مائة اعطيه ما يغنيه وكان يقول يعني لا أكررن على أصحاب البادية حتى لو راح على أحدهم مائة من الإبل طول ما عندي فائض من الإبل أروح أدي له الأول عشرة وبعدين لقيت فائض أدي له عشرين حتى لو مائة والمائة ديه يعني عشرين نصاب لأن نصاب الإبل خمسة إبل فيدي له مائة إبل يعني المفروض هذا من شأن الزكاة فليست الزكاة كما يظن بعض الناس إنها صدقة سريعة كده لا تحل مشكلة ولا تحقق هدفا لا هذه ليست الزكاة الحقيقية والمسلمون للأسف يعني أساؤوا فهم الزكاة وأساؤوا تطبيق الزكاة.
خديجة بن قنة: نعم نأتي مرة أخرى إلى طريقة حساب الزكاة لنتحدث بعدها عن كفارة تارك الزكاة من لا يؤدي الزكاة.
يوسف القرضاوي: حساب الزكاة وكل زكاة لها نصابها ولها مقدارها، إنما أكثر ما يطلب هذا في زكاة النقد زكاة النقود، زكاة النقود لازم نعرف الخمسة وثمانين جرام من الذهب كم تساوي؟ إذا كان مثلا حساب إنه الجرام بأربعين ريال مثلا يبقى نشوف الخمسة وثمانين جرام بتساوي كذا نعرف إذا جاء هذا المبلغ بنعطي عن كل أربعين درهم درهما عن كل مائة اثنين ونصف عن كل ألف 25 يعني الحساب واضح جدا عن كل ألف 25، بالنسبة لحساب التجارة كيف يخرج التاجر يعني زكاة تجارته؟ التاجر بيكون عنده أموال سائلة في صندوقه أو في حسابه في البنك هذه نمرة واحد النقود السائلة كم ألف أو كم مليون وبعدين عنده بضاعة معدة للبيع لأنه فيه أشياء لا تعد للبيع ذي الأصول الثابتة المحل الرفوف الأثاث الموازين الثلاجات الأشياء ديه مش معدة للبيع إنما رأس المال المتحرك المتداول ده بنشوفه قد إيه ونحسبه بسعر الجملة مش بسعر القطاعي المفرق لا بسعر الجملة كم يساوي كم ألف كم مليون نمرة اثنين، نمرة ثلاثة عنده ديون له ديون عند التجار ديون موثقة وثابتة وغير ميؤوس منها ولا مشكوك فيها يعني على تاجر مليء مقر أو فيه صكوك وكمبيالات عليها نشوف الديون ديه كم ألف كم مليون تحسب، عليه ديون هو عليه ديون هذه الديون تُخصم بعد ما وصلت عند اثنين مليون ثلاثة مليون طيب وعليه مليون يبقى ثلاثة مليون عليه مليون يبقى اثنين مليون فقط يخرج زكاتها هذا يخرج بالنسبة المعروفة وهي 2.5% وإخواننا في صندوق الزكاة ممكن لو يقول له احسب لي زكاتي ممكن يحسبها له على الكمبيوتر في ثواني ويقول له زكاتك كذا يعني الأمر الآن لم يعد مشكلة في الحساب.
خديجة بن قنة: بالنسبة لحلي المرأة هل تقاس القيمة بناء على قيمة الذهب حين شرائه أم يعني حاليا سعر البيع؟
يوسف القرضاوي: هو الأول عايزين نبحث هل حلي المرأة فيه زكاة أم لا زكاة فيه؟ فيه بعض المذاهب مثل مذهب أبي حنيفة يقول إن حلي المرأة فيه زكاة ولكن..
خديجة بن قنة: المستعمل وغير المستعمل؟
يوسف القرضاوي: أه.
خديجة بن قنة: الذي تستعمله؟
يوسف القرضاوي: الحُلي فيه زكاة حتى لو كان مستعمل ولكن المذاهب الثلاثة مذهب الإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد مذاهبهم ومذهب جمهور الفقهاء إن حُلي المرأة إذا كان مباحا الحُلي مباح ومستعمل ومعتادا لمثلها لا زكاة فيه لازم يكون مباح إذا كان محرم لا يجوز زي زكاة حلي الرجال ما هو محرم على الرجال لبس الذهب وبتاع لو واحد عنده خواتم ولا عنده سلسلة لبسها محرم ولكن يعني يجب يخرج زكاتها سنويا إذا كان هذا الحلي مباحة ومستعمل أحيانا هنا القطريين الأخوات القطريات يقول لك أنا عندي بتاع والدتي أو جدتي أشياء قديمة لا تستعملها يعني هي مركونة في البيت أو حلي انكسر ولا صلحتوش أصبح لا يستعمل هذا أصبح ثروة مكنوزة نقود ده لازم يخرج لازم يكون مباح ومستعمل والشيء الآخر أن يكون معتادا لمثلها يعني لا يكون في حد الإسراف يعني واحدة سألتني مرة أنا عندي حلي قلت لها كام يعني حليك قالت لي يعني بحوالي ثلاثة مليون كده أو بتاع يعني قلت لها هذا لازم تزكيه يعني طبعا يمكن بعضه جواهر وبعضه ذهب وبعضه الجواهر الأصل فيها إنها لا تزكى إلا إذا كانت يعني فرارا بيتخذ هذا فرارا من الزكاة إنما الذهب..
خديجة بن قنة: فضيلة الشيخ ما المقصود بالمباح يعني هل هناك حلي بالنسبة للمرأة غير مباح؟
يوسف القرضاوي: اللي بيسرف في هذا اللي فيه إسراف واحدة لابسة لي خلخال وزنه نصف كيلو ولا بتاع هذا محرم على المرأة إنما إيه المعتاد والمعتاد ده ليس شيئا ثابتا لأن المعتاد للمرأة في بنغلاديش ليس هو المعتاد للمرأة في بلاد الخليج، البلاد الفقيرة المعتاد لها شيء بسيط ديه لا مش هيكون أيضا المعتاد لامرأة الرجل الغني الميسر مش زي امرأة الرجل الموظف الغلبان، يعني فلذلك الاعتياد هذا يعني يختلف من بيئة لأخرى ومن شخص لآخر فما خرج عن حد الاعتياد يكون إسرافا ففيه الزكاة ويبقي فيه زكاة المال اللي هو زكاة النقود يعني 2.5% يخرجها يعني كل سنة.
خديجة بن قنة: نعم فضيلة الشيخ ما هي كفارة تارك الزكاة يعني هل هناك فرق بين تارك الزكاة جحودا أو ربما عن غير وعي أو غير علم لم يكن يعلم بفرضيتها أو تهاونا ربما؟
يوسف القرضاوي: لا هذا اللي تركها جحودا هذا والعياذ بالله هذا كافر يعني لأن الزكاة من المعلوم من الدين بالضرورة معلوم إنها من أركان الإسلام ومن عباداته الشعائرية ولا يجهل مسلم هذا فهذا مما يشترك فيه الخاص والعام والمتعلم والأمي والحضري والبدوي فلذلك من أنكر الزكاة وأنكر وجوبها فهذا كافر لابد أن يعني يعود إلى الإسلام من جديد.
خديجة بن قنة: يعتبر كافرا؟
يوسف القرضاوي: نعم يعتبر كافرا بالإجماع، من أنكر وجوب الزكاة إلا قالوا إذا كان إنسانا يعني يعيش في بادية ولم يعرف شيء عن الإسلام أو كان حديث عهد بالإسلام لسه ما إتعلمش هذا له عذره، إنما واحد عايش في دار الإسلام ويجهل فأما الزكاة لا كفارة لها الزكاة كفارتها أداؤها حتى لو مرت عليه سنون لم يدفع الزكاة ما يقلش تبت إلى الله ورجعت إلى الله وابدأ من النهاردة نقول له لا هذا حق ودين في عنقك يجب أن تدفعه هو حق لله وحق الله يجب أن يقضى وحق للفقراء الفقراء هيطالبوك به يوم القيامة وحق للمجتمع.
خديجة بن قنة: لكن من لم يكن يعلم بفرضيتها ربما لتقصير في التوعية هل يدفعها بأثر رجعي؟
يوسف القرضاوي: طيب عرف يعني يطلع بأثر رجعي نعم لأن ديه حقوق مالية، الحقوق المالية لا تسقط بالجهل، إنما الحقوق الأخرى ممكن ديه تسقط عرفت الحق المالي يعني بأثر رجعي بل بعض العلماء قال تُقدَّم الزكاة على الديون الأخرى لأنها فيها حق الله وحق العباد.
خديجة بن قنة: طيب فضيلة الشيخ هل يمكن نقل الزكاة من مكان إلى آخر أو من دولة إلى أخرى؟
يوسف القرضاوي: الأصل كما أشرت إنه الأصل في الزكاة إنها تؤخذ من أغنياء كل إقليم لترد على فقرائه ده سبق نظام إسلامي نظام التوزيع المحلي وده أثبت لأنه الفقراء تعلقت قلوبهم بهذا المال اللي شايفينه فأصبح لهم حق يُقدَم على حق غيرهم ولكن هناك اعتبارات ممكنة كأن يكون للإنسان مثلا أقارب فقراء في بلد آخر يبعث..
خديجة بن قنة: يرسلها إلى أهله.
يوسف القرضاوي: أو يكون هناك بلد يعني أصيب بكارثة زلزال يعني أو كذا أو حريق أو إعصار فهذا البلد يحتاج إلى إسعاف فأقرب البلاد إليه يدفعه بل كل المسلمين الذين من حوله يجب أن يسعفوا هذا البلد لأن المسلمين أمة واحدة مش معناه لا أنا ملياش دعوة أنا في بلدي، لا يؤمن الإسلام بالإقليمية هذه الإقليمية أولى عند الحاجات النازلة عند الكوارث الطارئة لابد أن تراعى هذا فيجوز نقل الزكاة في هذه الحالة.
خديجة بن قنة: في هذه الحالة فضيلة الشيخ هل يفضل أن يدفعها مباشرة الفرد أن يدفعها مباشرة أو يوكلها إلى الدولة وللجمعيات الخيرية وما إلى ذلك؟
يوسف القرضاوي: هو كما قلنا الأصل في الزكاة إنها نظام تشرف عليه الدولة الله تعالى يقول: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} حتى لما بعث سيدنا معاذ قال له "تؤخذ من أغنيائهم" قال له تؤخذ الزكاة مش مجرد تبرع لا تؤخذ ولذلك بواسطة العاملين عليها ولذلك سيدنا أبو بكر بعد موت رسول الله فيه جماعة من الناس قالوا نصلي ولا نزكي قالوا ليه قالوا لأن الزكاة كان الرسول بيصلي علينا ويقول {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيهِم بِهَا وصَلِّ عَلَيْهِمْ إنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} فلصلاة الرسول فمن بعد الرسول ليس مثله فنحن لا ندفعها مادام الرسول مات فسيدنا أبو بكر قال لا ولنصلي عليكم هنصلي عليهم يعني إيه ادعوا له وكل واحد يأخذ زكاة يدعوا لمن دفعها فقال والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق الإسلام سيدنا عمر قاله كيف تقاتل الناس وقد قالوا لا إله إلا الله والرسول قال من قال الله فقد عصى مني دمه وماله إلا بحق قال له الزكاة حق المال لأقاتلن من فرق بين الصلاة والله لو منعوني عقالا حبل بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه ولذلك كانت الدولة الإسلامية أول دولة في التاريخ تشن الحرب وتجييش الجيوش من أجل حقوق الفقراء قبل الدعوات الاشتراكية والأشياء ديه، الإسلام هو الذي لذلك الإسلام جعل حراس ثلاثة على أداء الزكاة أولا حارس من داخل ضمير المسلم الإيمان هو الحارس الأول حارس الضمير الاجتماعي المجتمع المسلم لو قصر المسلم يقول له يا أخي حرام عليك، ربنا آتاك المال لماذا لا تدفع الزكاة؟ هذا والثالث الدولة سلطان القانون وذلك لمن لم يدفعها طوعا أخذت منه كرها ولكن إذا الدولة لم يكن هناك دولة إسلامية تجمع الزكاة أو تُلزِم بدفع الزكاة المسلم لازم يدفعها لأنه مش هيقول لا خلاص مفيش زكاة مفيش والي بيطلبني..
خديجة بن قنة: وتؤثم الدولة على ذلك؟
يوسف القرضاوي: أه لأن ده جزء من أحكام الإسلام.
خديجة بن قنة: نعم سنتحدث بعد الفاصل عن إخراج الزكاة في رمضان يعني شهر رمضان الفضيل كثير من المسلمين يخرجون الزكاة في هذا الشهر ربما قد يؤدي ذلك إلى تكديس إخراجها في وقت واحد وقد يؤثر على بقية شهور السنة سنأخذ الإجابة من فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي لكن بعد فاصل قصير فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم مرة أخرى إلى برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة الدكتور العلامة يوسف القرضاوي موضوعنا اليوم الزكاة معانيها ومقاصدها الكبرى في الإسلام، فضيلة الشيخ كما ذكرت سابقا يعني هذا الشهر الفضيل شهر رمضان الكريم يعتبر فرصة بالنسبة لكثير من المسلمين لإخراج الزكاة هل ذلك برأيك من الفضائل أم أنه بالعكس سيؤدي إلى تكديس إخراجها مرة واحدة وقد يؤثر على توزيعها على بقية شهور السنة؟
يوسف القرضاوي: هو الكثيرون يحرصون على إخراج الزكاة في رمضان لاعتقادهم أن الحسنات في رمضان تُضاعف مثوبتها وأجرها عند الله عز وجل كما جاء في بعض الأحاديث "إن من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه" وإن كان الحديث يعني فيه راوي ضعيف فلهذا حرص كثير من المسلمين على أن يؤدي زكاته في رمضان وبعضهم يخرج الزكاة في رمضان ولكن لا يوزعها في رمضان يعني يخليها عنده ويدفع للفقراء في أشهر معينة أو كذا وهذا ممكن أيضا يعني المهم يخرجها من ذمته ويجعل لها حسابا خاصا ويجعلها في صندوق خاص أو خزانة خاصة ويخرج.. وبعضهم بيخرج في أول محرم مثلا وبعضهم يخرج في الوقت الذي كمل فيه الحول لأن هو الحول هو إيه عندما يكمل الإنسان سنة على بلوغه النصاب أول نصاب ملكه، إفرض أول نصاب ملكه في أول رجب طيب يبقى حوله بعد سنة في أول رجب اللي بعده ويفضل رجب لو حاول يعمله في رمضان لازم يخرج بقى الشهرين دول الزيادة وبعدين فيه أموال مش حولها بوجودها يعني مثلا الزرع كيف يعني يخرجه {وآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} مقدرش أجعله في رمضان يوم يعني هذا النوع من الزكاوات عندما يكتمل ويوجد يخرج في وقته فيعني بطبيعة الحال بتتوزع الأمور خلال العام إن شاء الله.
خديجة بن قنة: أستأذنك فضيلة الدكتور في أخذ مكالمات معنا مداخلة لأحمد توفيق من قطر تفضل.
أحمد توفيق: السلام عليكم ورحمة الله.
خديجة بن قنة: وعليكم السلام ورحمة الله.
أحمد توفيق: عندي سؤالين لو سمحت للشيخ الكريم، شيخ إذا كان في رجل يملك بيت أو عقار ولكن هذا العقار يعني عبارة عن محلات غير مؤجرة يعني لا يعود عليه مال نهائيا هذا الرجل ولكن هو يملكهم فهل هذا يجوز عليه الزكاة إذا كان لا يعود عليه أي دخل؟ هذا السؤال الأول والسؤال الثاني إذا كان رجل يدفع زكاته كل سنة ولكن يعني لا يدفعها بشكل كامل وأراد إنه يرجع ويعيد حساباته من أول وجديد ويدفعهم اللي كان يعني يتوب ويدفع اللي كان عليه كان فكيف ممكن بطريقة يحسب اللي كان عليه وجزاكم الله خير؟
خديجة بن قنة: شكرا نأخذ يحيى دلاوي من الجزائر.
يحيى دلاوي: أنا من الجزائر.
خديجة بن قنة: نعم تفضل.
يحيى دلاوي: هل الزكاة فرضا أم واجبا وإذا كانت واجبا فهل هي واجب عيني أم واجب مخير ومن هم مستحقونها يا سماحة الشيخ والمكلفون بإخراجها وبما أنها صدقة كما أسلفتم الذكر آنفا فما القصد من وراء قوله تعالى: {لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ والأَذَى} وما الفرق الفقهي ما بين المسكين والفقير هل المسكين هو من له قوت يومه؟ وتقبل الله صيام الجميع وشكرا.
خديجة بن قنة: شكرا، عمر السفرجي من السعودية.
عمر السفرجي: السلام عليكم.
خديجة بن قنة: عليكم السلام.
عمر السفرجي: إني أحبكم في الله أنا يا شيخ أبغى أريدك أن تشدد على موضوع زكاة الحُلي ما بلغ الخمسة وثمانين جرام فما وقع عليه الزكاة هذا قول الراجح فما رأيك يا شيخ؟ السلام عليكم.
خديجة بن قنة: عليكم السلام ورحمة الله، زكاة الحُلي.
يوسف القرضاوي: زكاة الحُلي ما إحنا قلنا إن المذاهب الثلاثة إنها لا زكاة فيها إلا إذا بلغت حد الإسراف وخرجت عن المعتاد أو لم تكن يعني مستعملة مركونة مكسورة قديمة إلى أخره هذا هو الرأي الذي نرجحه.
خديجة بن قنة: من هو المسكين؟
يوسف القرضاوي: هو هذا خلاف يعني بين الفقهاء بعضهم وبعض هل المسكين أسوأ من الفقير ولا الفقير أسوأ من المسكين هذه اختلفت المذاهب وهذا خلاف لا يترتب عليه أثر لأنه المهم الفقير والمسكين كلاهما سواء إن قلنا الفقير أسوأ حالا من الفقير لأنه مكسور فقار ظهره أو المسكين زي ما قال: {مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ} يعني إيده والأرض يعني أيا كان فكلاهما من مستحقي الزكاة ومن مصارف الزكاة ولا داعي أن نخوض في هذا الأمر، الأخ بيسأل الزكاة يعني فرض ولا واجب وواجب مخير الزكاة إحنا قلنا الزكاة مش فرض فرض ركني فريضة ركنية ومفيش فيها تخيير ويقاتل عليها ولا كلام يعني في هذا.
خديجة بن قنة: نعم هل تجب الزكاة على الأموال غير المقبوضة كالمستحقات التي يتقاضاها الموظف كنهاية خدمة العمل؟
" |
يوسف القرضاوي: المكافآت وهذه الأشياء يعني هنا فيه الفقهاء اشترطوا شروطا للمال الذي تجب فيه الزكاة منها أن يكون مملوكا ملكا تاما وأن يكون ناميا وأن يكون فائضا عن الحوائج الأصلية لصاحبه وأن يكون سالما من الدين ومعنى مملوكا ملكا تاما أن يستطيع صاحبه التصرف فيه كما يشاء ولذلك فمكافآت الخدمة وهذه الأشياء إذا كان الشخص يستطيع إنه يصرفها وهو مش راضي يصرفها يعني يستطيع إنه يأخذ من مكافأته أو جزء منها حسب القوانين ممكن يأخذ 10% 20% فهذه يجب يخرجها وتنفذ إنما الباقي الذي لا يضمنه لأنه قد يحدث أي شيء فيُحرَم من المكافأة قد يعني يرتكب أي خطأ فتضيع عليه المكافأة قد يتغير القانون يعملوا قانون للمعاش ويلغي المكافأة يعني فليست مملوكة ملكا تاما فلا تجب الزكاة إلا فيما يملك ملكا تاما ويستطيع الشخص أن يتصرف فيه كما يشاء.
خديجة بن قنة: نأخذ مكالمة لعبد الله القحطاني من الأردن تفضل.
عبد الله القحطاني: السلام عليكم ورحمة الله.
خديجة بن قنة: وعليكم السلام.
عبد الله القحطاني: الله يجازيكم بالخير يا فضيلة الشيخ.
يوسف القرضاوي: حياك الله يا أخي.
عبد الله القحطاني: أنا عندي سؤال لو سمحت بس قبله رجائي الله يجازيك بالخير لا تلح على الحكومات التي تعرفها أن تجبي الزكاة حتى لا يكون مصيرها كمصير الأوقاف التي استولت عليها الحكومات وتعرف مصيرها فخلي الناس هم يدفعون زكاوات أموالهم هذا رجاء لكن أنا سؤالي بالنسبة لزكاة الموظف فالموظفون درجات كما تعلمون سيادتكم موظف يدوب ها يعني يحصل معيشته وموظف يأخذ أموالا كثيرا طائلة وإلى أخره فهل الموظفون على أموالهم زكاة وهي يعني رواتب شهرية كما تعلمون؟ وجزاكم الله كل خير.
خديجة بن قنة: نعم شكرا.
يوسف القرضاوي: أنا أود أن أقول للأخ أنا معه في فكرة إن فيه بعض الحكومات العلمانية التي لا تطبق الإسلام ولا تعطي لتعاليمه وأحكامه أي قيمة تحاول إنها تخرج قانون لجمع الزكاة لا هؤلاء غير مؤتمنين على الزكاة، الحكومة التي ترفض تطبيق أحكام الشرع وتأخذ من أحكام الشرع بس إن هي تجبي أموال الناس هذه ليست مؤتمنة على الزكاة وأولى إن الناس تدفع زكاتها بنفسها أفضل من إعطائها لمثل هؤلاء.
خديجة بن قنة: نعم نأخذ محمد ولد الشيخ من موريتانيا.
محمد ولد الشيخ: هل تجوز المعاملة مع آكلي الربا ومانعو الزكاة.
خديجة بن قنة: محمد ولد الشيخ تفضل هل لديك سؤال؟
محمد ولد الشيخ: هل تجوز.. نعم هل تجوز المعاملة مع آكلي الربا ومانعو الزكاة؟
خديجة بن قنة: نعم أحمد باب أحمد من الإمارات تفضل.
أحمد باب أحمد: نعم السلام عليكم.
خديجة بن قنة: عليكم السلام.
أحمد باب أحمد: حياك الله الشيخ الدكتور.
يوسف القرضاوي: حياكم الله يا أخ.
أحمد باب أحمد: وبارك لكم رمضان.
خديجة بن قنة: كل عام وأنتم بخير.
أحمد باب أحمد: ويجعلنا إن شاء الله في هذا الشهر من العتقاء، بغيت أصحح شوية أشياء يا دكتور صحيح إحنا قلنا إن الأخ اللي اتصل من الجزائر طرح سؤال عن هل الزكاة عينية هو أظن أنه يقصد أنها هل هي يعني في عين تجب في عين المال أو يجوز مثلا في العقيمة طبعا خلاف معروف بين الفقهاء بين الأحناف وغيرهم هو أظن أنه يقصد هذا هذه نقطة يعني وبالنسبة يعني فيه نقطة يعني طلبنا من سماحتكم يعني إذا ممكن إذا كنت في صندوق الزكاة أجريت دراسة مثلا اقتصادية إنه لو أُخرِجت مثلا زكاة المسلمين زكاة أموال المسلمين فكم تكن نسبة الفقراء في المسلمين فنبغى يعني الأرقام إذا أمكن وشكرا دكتور.
خديجة بن قنة: شكرا تفضل فضيلة الشيخ.
يوسف القرضاوي: أنا بالنسبة لعين المال والقيمة أنا في الحقيقة أرجح مذهب الأحناف ومذهب سفيان الثوري ومذهب عدد من العلماء الذين أجازوا دفع القيمة في الزكاة سواء زكاة المال أو زكاة الفطر يعني في زكاة المال يجوز إخراج القيمة يعني واحد عنده حدائق أعناب وفواكه وكذا وهو يبيعها يبيع هذه الأشياء ويقبض ثمنها نأخذ من القيمة عشر القيمة إذا كانت تسقى يعني من السماء أو إذا كانت تسقى بالآلة نأخذ نصف العشر فجواز القيمة لأنه المهم هو إغناء الفقراء فيعني سيدنا معاذ ابن جبل كما روى الإمام البخاري قال لأهل اليمن أتوني بقميص أو لبيس آخذه منكم مكان الذرة والشعير فهو أهون عليكم وأنفع للفقراء في المدينة يعني هم عندهم مزروعات ولكن عندهم منسوجات تميز بها أهل اليمن قال لهم ادوني المنسوجات يعني بقيمة الذرة والشعير وهذا وخصوصا ما فاض عن زكاة أهل الإقليم وهيبعته إلى المدينة فبدال ما يبعتلهم رز وبتاع ذرة وشعير ويحتاج تكاليف إلى نقله نقل المنسوجات أهون فهو قال لهم أيسر عليكم لأن ده من إنتاجكم وأفضل وأنفع لفقراء المدينة فلهذا مال إلى ترجحيه الإمام البخاري رغم كثرة مخالفته للأحناف، أنا أرى يعني ورجحت هذا في كتابي فقه الزكاة جواز دفع القيمة في الزكاة وأيضا يسأل كثيرون في شهر رمضان بالذات عن دفع القيمة في زكاة الفطر هذا سؤال مهم جدا لأن بعض إخواننا المتشددين يعني ينكرون على الناس إنكار بالغا أن يخرجوا زكاة الفطر نقدا ويفرضون عليهم أن يخرجوها يعني برا قمحا أو شعيرا أو تمرا أو زبيبا أو يعني طعاما..
خديجة بن قنة: أيهما الأفضل حسب السُنة؟
يوسف القرضاوي: الأفضل بل مش الأفضل الآن لازم الآن في المدن الكبرى أن يدفع الإنسان النقود، كيف يستطيع الإنسان في مدينة كبرى مثل القاهرة هذه المدينة فيها 14 مليون على الأقل فيهم 13 مليون مسلم كيف تأتي هذه الملايين كل واحد يحتاج إلى صاع من الحبوب يأتي بها منين وافرضي واحد عنده مثلا له أقارب في القرى والريف يقول لهم ابعتوا لنا ذرة ولا شعير ولا قمح من عندكم طيب يعطيه للفقير يعمل بيه إيه الفقير لما أقول له خد أنا بأعمل السُنة خد البر أهوه أو الشعير هيعمل بيه إيه ما عاد الناس بتخبز بتطحن وتعجن وتخبز بيروح يشتري الخبز من المخبز من الفرن فكأن بأعطيه شيء لا ينتفع به..
خديجة بن قنة: لأن أنماط الحياة والمعيشة تغيرت طبعا.
يوسف القرضاوي: أه تغيرت وبعدين هو الرسول عليه الصلاة والسلام حينما فرض هذه الأطعمة لماذا فرضها؟ لأنها كانت أيسر على الدافع وأنفع للآخذ يعني الواحد بيدفع مما عنده اللي عنده بر يدفع بر عنده تمر يدفع تمر عنده شعير يدفع.. حتى قال لأهل البوادي ادفعوا صاع من الأقط الأقط اللبن المجفف يعني بنشوف هنا في قطر يعني مثل الجبنة القريش كما يقولون لبن منزوع زبده ومجفف هذا قال لهم ادفع هو عنده إبل وعنده من الغنم وعنده بقر فعنده هذه الأشياء قال له ادفع مما عندك فهو أيسر على من يدفع وأنفع لمن يأخذ إنما الآن الإنسان اللي ياخد الحبوب يعمل بها إيه لا وليست يسيرة على الدافع ولا نافعة للآخذ فلو راعينا الروح المقصد مش إحنا بنتكلم عن المقاصد الكبرى مقصد زكاة الفطر الرسول قال: "أغنوهم عن السؤال" أسعفوهم في يوم العيد، الفقير لم يعد في حاجة إلى الأكل إنما يعني بيشكوا من قلة الدخل لا من قلة الأكل فهذا يعني بنوسع دخله شويه ونوسع عليه في العيد لتشمله فرحة العيد كسائر المسلمين.
خديجة بن قنة: نعم أحمد محمود أو محمد زايد من الولايات المتحدة الأميركية يسأل عن الضرائب يقول أننا بالولايات المتحدة الأميركية ندفع الضرائب فهل يمكن اعتبار هذه قيمة الضرائب التي ندفعها على أنها زكاة؟
يوسف القرضاوي: لا الزكاة يعني الضرائب لا تغني عن الزكاة كما أن الزكاة لا تغني عن الضرائب لأن في المال حقوق سوى الزكاة إنما الضريبة مخالفة للزكاة في اسمها حتى ديه اسمها ضريبة يعني ضُرِبت عليهم يعني وديه زكاة {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيهِم بِهَا} فالزكاة طهرا ونماء ومصادر إيجاب الزكاة الشرع الوحي الأمر أمر الله سبحانه وتعالى وفرضه، الضريبة تجب بالاجتهاد أولي الأمر، مصارف الزكاة حددها الشرع، الضرائب غير محددة، الزكاة عبادة يجب أن تخرج بنية العبادة باسمها ورسمها ومصاريفها فالضرائب لا تغني عن الزكاة.
خديجة بن قنة: كان محمد ولد شيخ من موريتانيا سأل هل يجوز التعامل بالزكاة مع آكل الربا يزكي أو يزكى عليه؟
يوسف القرضاوي: لا هو بيقول هل يجوز التعامل مع مانع الزكاة وآكل الربا يعني نتعامل معهم لا نتعامل معهم للحاجة والضرورة إنما أصل هؤلاء الذين يرتكبون الكبائر كبائر الإثم ومنع الزكاة ديه من أكبر الكبائر وأكل الربا من أكبر الكبائر الأصل في هؤلاء إننا نقاطعهم ولكن قبل أن نقاطعهم يجب أن نعلمهم ونوعيهم ونذكرهم بما يجب على الله ورسوله وإذا اضطررنا إلى التعامل معهم نحاول ألا نأكل من المال المحرم عندهم بقدر الإمكان وآكل الربا ليس من الشرط أن يكون كل ماله ربا يمكن عنده مال ولذلك الرسول عليه الصلاة والسلام تعامل مع اليهود استلف من اليهودي ثلاثين وثقا من الشعير ورهنه درعه وكان ذلك في حاجة أهله ولم يجد في ذلك يعني منكرا لأن اليهود له أموال غير أموال الربا فيجوز التعامل في الجزء الحلال بعيد عن الجزء الحرام.
خديجة بن قنة: نعم نأخذ سامر نمر من فلسطين تفضل.
سامر نمر: بارك الله فيكِ فضيلة الشيخ مساء الخير السلام عليكم أحييك من فلسطين الله نسعى لله بك ونسأل الله عز وجل أن يطيل في عمرك ويحسن في عملك إن شاء الله.
يوسف القرضاوي: بارك الله فيك يا أخي.
سامر نمر: شيخنا بالنسبة لزكاة العقار هناك يمكن أن تكون عمارة مثلا كلفت مبلغ مليون دولار على سبيل المثال وجزء منها مؤجر والجزء الآخر غير مؤجر وهو هذا سؤال شبيه بالسؤال الأستاذ أحمد توفيق اللي من قطر لم تجيبوا عليه حضراتكم، السؤال الثاني شيخنا هو المال النامي المال المستثمر في العقار أحيانا يعني يكون هناك مبلغ من المال يتم استثماره في العقار في البنايات ثم يعني هذا المال يعني يكون له مردود يُستثمر في عقار آخر أو في بناية أخرى حقيقة أموال سائلة بين أيدينا يعني لا تكون موجودة ولا يحول عليه الحول يمكن أن تخرج من مشروع إلى مشروع فأين يعني الزكاة في ذلك وكيف يمكن أن نصنع في هذا الأمر لاسيما إنه نحن يعني نشغل هذه الأموال من أجل أن يشتغل يعني تنمية دورة رأس المال وتنمية اليد العاملة في البلد وبارك الله فيك وجزاك الله خير.
خديجة بن قنة: شكرا، نأخذ أبو أنس من الكويت.
أبو أنس: السلام عليكم.
خديجة بن قنة: وعليكم السلام.
أبو أنس: مرحبا يا شيخ.
يوسف القرضاوي: أهلا وسهلا يا أخي بارك الله فيك.
أبو أنس: أشهد بالله أحبك في الله يا شيخ.
يوسف القرضاوي: أحبك الذي أحببتني من أجله يا أخي بارك الله فيك.
أبو أنس: ممكن سؤال يا أستاذ؟
يوسف القرضاوي: تفضل.
أبو أنس: هل قصة ثعلبة صحيحة وهل رسول الله صلى الله عليه وسلم رفض أن يقبل من ثعلبة الزكاة؟
يوسف القرضاوي: لا يا أخي هذه القصة غير صحيحة وليست مقبولة منطقيا يعني لأنه الزكاة فريضة وحق في المال لا يجوز رده لأنه هذا حق الفقراء والمساكين، القصة يعني غير سليمة وحتى ثعلبة ابن حاطب ده يعني ليس من يعني في سير الصحابة ليس من هؤلاء الذين وصفوا بالنفاق فالقصة غير سليمة لا من ناحية السند ولا من ناحية المتن والدلالة، أنا أريد أن أجيب على الأخ اللي تكلم هذا وكنا نسينا إننا نجيب على الأخ أحمد توفيق الذي قال إن واحد عنده محلات ولكنها يعني غير مؤجرة أو مؤجر منها واحد ولا اثنين والباقي هو يملك صحيح وهذه المهم أن هذا الشخص لا يجد كفايته مادام لا يجد كفايته ولو كان حتى عنده يعني أرض ولكن أرض لا تنتج مثلا أو كذا فمن حقه أن يأخذ من الزكاة ما يتم به كفايته وبعدين الأخ اللي سأل من الأردن عن الأموال..
خديجة بن قنة: عن زكاة العقار والمال النامي المستثمر في العقار.
يوسف القرضاوي: نعم؟!
خديجة بن قنة: من الأردن سأل عن زكاة العقار والمال النامي المستثمر في العقار.
يوسف القرضاوي: أه أنا أقول يعني الأموال النامية والمستثمرة إذا كان هو يعني بيشتغل في بناء مثلا فيلات أو كذا ويكسب منها هذا الكسب يجب يُخرِج منه يعني نسبة أنا أرى إنه في هذه الحالة إذا كان بيشغل أمواله ويكسب منها يخرج منها نسبة 5% من الأرباح أو 10% من صافي الربح يا إما 5% من إجمالي الربح أو 10% من صافي الربح قياسا على الأرض الزراعية بنأخذ 10% مما سقي بماء السماء و5% مما سقي بالآلة فهذا وإذا كان هو معندوش يعني سيولة فيستطيع يعني ليس من الضروري إنه يخرج من هذا المال نفسه إذا كان عنده مال آخر له سيولة من ناحية ثانية يجب يعمل ولا يضيع حق الفقراء لعدم وجود السيولة لأن الأخوة الرأسماليين والمقاولين والشركات المختلفة لا يكاد يوجد عندها سيولة لأن بتكسب المال من هنا وتشغله في الحال طب يضيع الفقراء في هذه الحالة ربنا يعني أكسبكم وأرباحكم من هذا الشيء لابد أن يكون للفقراء حق حتى تؤدوا شكر هذه النعمة.
خديجة بن قنة: نعم نأخذ مصطفي الجندي من السعودية باختصار لو سمحت.
مصطفي الجندي: السلام عليكم.
خديجة بن قنة: وعليكم السلام.
مصطفي الجندي: سؤالي عن الشركات التي تطرح أسهمها للاكتتاب والتداول تقوم بعض الشركات بإخراج الزكاة في نهاية السنة بعد إصدار الميزانية هل تسقط الزكاة عن المساهم اللي هو يملك أسهم في هذه الشركات حتى لو إن الفلوس اللي هو حططها في التداول يعني جلست سنة في الشركة؟
يوسف القرضاوي: جت إيه؟
خديجة بن قنة: هل لك أن تعيد السؤال؟
يوسف القرضاوي: لا أنا أخر الكلام بس.
مصطفي الجندي: الشركات تقوم بإخراج الزكاة عن الأسهم الموجودة شخص له فلوس في الشركة وجلست سنة في الشركة والشركة يعني أخرجت الزكاة عن الأسهم ديه بكده تسقط عنه هو الزكاة؟
يوسف القرضاوي: إذا كان الشركة ملتزمة بإخراج الزكاة عن أسهم المؤسسة هذه خلاص ليس عليه هو أن يخرجها مادام الشركة التزمت بهذا هي المسؤولة لا يطلب من الأفراد إذا كانت الشركة هي ملتزمة، بعض البنوك مثلا بنك فيصل الإسلامي المصري وبعض البنوك الإسلامية في قانون البنك الأساسي إن هو اللي يخرج الزكاة عن البنك معنى البنك يعني أسهم البنك ففي الحالة ديات المساهم لا يخرج هذا الزكاة إلا لو البنك قال له أنت أخرج ساعات بعضهم بيطلب من البنك إدوني يعني نسبة معينة لأني عندي فقراء وجيران وأقارب إدوني أخذ 50% من الأسهم ممكن هذا وماعدا ذلك من واجب الشركة أن تخرج عن الأفراد والأفراد ليس عليهم واجب آخر.
زكاة الفطر ونصابها وتوقيت إخراجها
خديجة بن قنة: نعم فضيلة الشيخ بما أننا في شهر رمضان الفضيل مما يقتضي التركيز على زكاة الفطر في هذا الجزء الأخير من البرنامج ما هو نصاب زكاة الفطر وما هو توقيت إخراجها وعلى من تجب؟
" |
يوسف القرضاوي: نصاب زكاة الفطر عند الأحناف هو نصاب مال الزكاة العادي يعني يملك نصابا يعني يملك 85 جرام إنما المذاهب مذاهب جمهور الفقهاء أن زكاة الفطر تجب على من يملك قوت يوم العيد وليلته ما يملك مقدار الزكاة فائضا عن قوت يوم العيد وليلته يعني معناها كما قال القرآن: {الَذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ} يعني حتى وهو لا يملك نصابا يخرج لأن الإسلام يريد أن يعود المسلم أن يخرج حتى وهو في معيشة ضيقة والرسول عليه الصلاة والسلام قال: "أما فغنيكم فيزكيه الله تعالى وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطى" يعني يمكن هو يعطى الزكاة باليمين ويأتي ناس يقولوا ده الرجل ده مسكين نعطيه يأخذ بالشمال فلا مانع من هذا الإسلام يريد هذا وزكاة الفطر في عهد الرسول كان يخرجونها بعد صلاة الفجر من يوم العيد لأن كان مجتمع صغير وبسيط ومحدود ودي لأم فلان ولأبو فلان والبيت الفلاني في دقائق بيوزعوا بعد الرسول عليه الصلاة والسلام كانوا يوزعونها قبل رمضان بيوم أو يومين بعد كده الفقهاء قالوا لا يخرجها من منتصف رمضان لأن اتسع المجتمع معدش يمكن بسهولة توصيلها وبعض الفقهاء قالوا من أول رمضان وأنا أجيز هذا وأرجحه إنه يجوز من أول رمضان نخرج وخصوصا إذا كان الفقراء بالكثرة ويحتاج إننا نعرف من هم وكم ستكون الزكاة إذا كنا في ناس ينتظروا إلى ليلة العيد ويروحوا يدفعوا هذا لا يجوز لأن متى يخرج يا أخي ليلة العيد وفين الفقراء اللي نلتقيهم في هذا الوقت فالمبادرة بالإخراج من منتصف الشهر أو من أول الشهر هو المطلوب، أود أن أقول إن هدف زكاة الفطر هي إدخال المسرة على الفقراء في هذا اليوم حتى يشعروا بأن هذا مجتمع متكافل وأن الغني يسأل عن الفقير فهذا هو الواجب.
خديجة بن قنة: نعم هل أنصبة زكاة الفطر ثابتة أم أنها قابلة للاجتهاد؟
يوسف القرضاوي: لا ما بأقول لك مفيش نصاب إنما القيمة يدفع قد إيه قيمة زكاة الفطر هو صاع الصاع ده اثنين كيلو ونصف تقريبا من التمر أو من غيره قيمته قد إيه يعني بيقدرها..
خديجة بن قنة: تُحدد بمبلغ معين؟
يوسف القرضاوي: من 15 إلى عشرين ريالا، باقي شيء أريد أن أقوله أنت تكلمتِ عن أهداف الزكاة ومقاصدها الكبرى الزكاة لها مقاصد كثيرة مقاصد بالنسبة للمعطي {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيهِم} لعل الضرائب مبتفكرش في الشخص إن لها هدف بالنسبة لمن يدفع لمن يأخذ بس ويستفيد منها إنما الزكاة تريد أن تطهر نفس المعطي بحيث ينتصر على الأنانية والشح {أُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ} فيزكي نفسه، المال شقيق الروح حينما ينتصر على هذا الشح ويخرج الزكاة وهي في سبيل الله يبقى هذا هدف مهم، هدف أيضا إننا نرتفع بمستوي المجتمع بحيث نحاول إننا نحل مشكلة الفقراء نحاول أن نطهر المجتمع من رذائل الحسد والكراهية والبغضاء لأنه هذا إذا كان المجتمع متفاوت فيه ثراء فاحش وفيه فقر مدقع وكثيرا ما يكون الثراء الفاحش بدون شغل وبدون عمل والفقر المدقع للذين يعملون ولا يجدون هذا مجتمع فيه الصراع نريد أن نزيل هذا الصراع وبدل الأحقاد تسود الأخوة والمحبة هذا من الأشياء، هناك أهداف اقتصادية ندفع المجتمع إلى الإنتاج وإلى مزيد من العمل والعطاء حتى يعم الغنى هذا هو الأصل.
خديجة بن قنة: لكن للأسف ما نلاحظه هو تفشي الفقر والمجاعة في مناطق كثيرة من العالم العربي والإسلامي.
يوسف القرضاوي: ليه؟ لأنه لا القادرون يعملون ولا الموسرون يدفعون فتأتي النتيجة هكذا ملايين وعشرات الملايين من العاطلين ومع إنه بلاد المسلمين بلاد زراعية ومع هذا تستورد القوت ولا تعمل في الصناعة مع إن عندها سورة الحديد {وأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} فالأمة هي اللي بعيدة عن الإسلام وعن تعاليم الإسلام علينا أن نعيد توعية الأمة وأن نربطها بالإسلام الحقيقي وأن نصحح مفاهيمها عن الإسلام وأن يقوم أهل الرأي وأهل الفكر وأهل الدعوة وأهل التربية بقيادة الأمة إلى الرشد الصحيح ترشيد مسيرة الأمة حتى تبلغ مكانتها وتحقق رسالتها وتكون كما أراد الله لها {أُمَّةً وسَطاً} و{خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.
خديجة بن قنة: لا يسعنا في نهاية هذا البرنامج إلا أن نشكر فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي ونشكر لكم حسن المتابعة والإصغاء، نلتقي بكم الأسبوع المقبل بإذن الله لكم منا أطيب المنى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.