المسلمون والعنف السياسي ج1
مقدم الحلقة: | ماهر عبد الله |
ضيف الحلقة: | يوسف القرضاوي: مفكر وداعية إسلامي |
تاريخ الحلقة: | 23/05/2004 |
– المسلمون ضحايا العنف
– مشروعية العمليات الاستشهادية
– مفهوم الجهاد والرحمة في الإسلام
– مبررات استخدام العنف أو رفضه
– عنف الغرب ومحاولاته إبعادنا عن الدين
– مفهوم الإسلام السياسي
ماهر عبد الله: بسم الله الرحمن الرحيم وسلام من الله عليكم وأهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامج الشريعة والحياة. سنناقش في هذه الحلقة وربما في حلقتين أخريين بعدها موضوع المسلمون والعنف السياسي، قضية تشغل بال العالم أجمع ليس فقط بال الإسلام والمسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي لعله من أحسن من تكلم بثبات الثبات لا يعني بالضرورة ثابت على موقف ما ولكن ثابت بمعنى متابعة القضية بتفاصيلها متابعة ما يجري للواقع المسلم متابعة ما يقال عن الإسلام والمسلمين ولهذا اتصفت كثير من آرائه حول هذه القضية بالكثير من المصداقية أصبح ليس مرجعا لها فقط في عالمنا الإسلامي وفي أوساط محبيه ومريديه بل كثير من المؤسسات الدولية تتصل لتعرف رأي الإسلام في قضايا ذات علاقة بالعنف بالإرهاب بالصورة العامة عن الإسلام والمسلمين. كمقدمة لموضوعنا لهذه الحلقة أحب أن أضيف أن الصورة المُتخيلة أو المُتوهمة عن الإسلام سواء في علاقته بالعنف أو في أشياء كثيرة أخرى لا تنطبق دائما على الصورة الحقيقة لا على الإسلام ولا على المسلمين وهذا الكلام لا ينطبق فقط على الغربي الذي يقف منا موقف إما المتفرج أو الدارس أو حتى المعادي وإنما تنطبق علينا نحن كذلك نزعم أننا مسلمون ونرجوا أن نكون مسلمين ولكن ليس بالضرورة أن يكون ما نعرفه من الإسلام هو الإسلام الحق وهذا مبرر التجديد في الدين وهذا مبرر ما تحدثنا عنه في الثلاث أو أربع حلقات الماضية عن تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان. آراء الشيخ يوسف القرضاوي فيما يتعلق بالعنف إن تميزت بشيء فهي تميزت ببعدها عن الانفعال لا يسمح الشيخ لنفسه أن ينسى أن هناك إسلام صالح لكل زمان ومكان ولابد له من رؤية بعيدة عن انفعالات اللحظة وعن انفعالات الراهن ولعل هذا ما أكسب كثير من آرائه الكثير من الثبات حول هذه القضية سيدي أهلا وسهلا بك مجددا في الشريعة والحياة.
يوسف القرضاوي: أهلا بك يا أخ ماهر.
المسلمون ضحايا العنف
ماهر عبد الله: عندما نتحدث عن العنف يعني نتحدث عن العنف من حيث هو واقع يتغير ونتحدث عن صورة ارتبطت في أذهان الناس عن علاقة بين الإسلام والعنف بين الإسلام والدم بين الإسلام والحرب خلينا بداية نتحدث عن عندما يكتب الدكتور القرضاوي عن العنف ما الذي يقصده بالعنف أولا؟ هل كل العنف سيئ هل كل العنف منبوذ إسلاميا وغير إسلاميا؟
” |
يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه {رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا وهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ} وبعد فاسمح لي قبل أن أتحدث عن العنف باعتباره موضوعا نظريا أود أن أتكلم عن العنف باعتبارنا نعيش مأساته في ديارنا ديار الإسلام وخصوصا في أرض النبوات وأرض المقدسات أرض فلسطين فنحن الآن ونحن المتهمون بالعنف نحن في الحقيقة ضحايا العنف المسلمون في كل مكان هم أول ضحايا العنف والدم الإسلامي أرخص دم في الأرض أرخص من التراب دمانا وحرماتنا مستباحة في كل مكان ويكفي ما يحدث في العراق وما يحدث في فلسطين من سفك للدماء وهتك للأعراض واستباحة للحرمات وإهانة للكرمات يكفي ما نراه بأعيننا ولا نكاد نصدقه كل يوم في رفح، هذا الذي يحدث أمام عين العالم وسمعه يرى ويسمع هذه المشاهد التي تشيب من هولها الولدان دماء تسفك حرمات تستباح مزارع تُجرف أشجار تُقلع رجال ونساء وأطفال تُقتل منازل بالعشرات تُهدم يعني ما أدري تُهدم كأن يعني.. كأن أصحابها هؤلاء يعني ليسوا بشرا والله لو كانوا حتى حيوانات ما رأينا إن الحيوانات يُفعل بها مثل هذا، الإنسان في لحظة من اللحظات يكون في بيته وبين أهله وأولاده يفر من بيته خشية أن يقع البيت على رأسه ويترك كل شيء ويبقى في العراء في العراء حقيقة ليس يعني تشبيها أو استعارة أو مجازً يقف في العراء وحده لا يملك شيئا ولذلك أنا يعني ناديت الأخوة المسلمين في خطبة الجمعة أول أمس وناديتهم قبل ذلك يوم الخميس في موقع إسلام أون لاين ناديت المسلمين في كل مكان والعرب في كل مكان والشرفاء والأحرار في كل مكان وخصوصا المسلمين بحكم الأخوَّة الإسلامية والدافع الإسلامي أن يمدوا أيديهم لإخوانهم لا يتركوهم وحدهم لابد أن يُثبتوا أن هذه الأمة أمة واحدة {إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ} كالجسد الواحد كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعض لا يجوز أن تنام على الفراش الوثير وإخوانك لا يجدون فراشا ولا غطاء ولذلك نادينا الأخوة أن يمدوا يد العون لإخوانهم يتصلوا بإسلام أون لاين ذكر يعني التليفونات وهواتف يمكن الاتصال بها واتصل الحمد لله مئات من الناس اتصلوا جمعيات اتصلت شركات اتصلت أفراد اتصلوا وكل واحد أخذ على نفسه شيئا هذا يريد أن يبني شقة وهذا يريد أن يؤسس لهؤلاء شيئا وهؤلاء يريدوا أن يمدوا يد المعونة أن يبعث لهم بما يعني بفراش أو بغطاء أو بأي شيء فأنا أؤكد هذا في هذه الحلقة وأدعو الأخوة في كل مكان من المسلمين عربهم وعجمهم ومن العرب مسلمهم ومسيحيهم ومن الأحرار الشرفاء في أنحاء العالم ألا يَدَعوا هؤلاء الأخوة المظلومين المقهورين لا يدعوهم وحدهم أبدا.
ماهر عبد الله: يعني يا سيدي مازال دخلت هذا المدخل يعني السؤال أنه رغم كل هذه الخسائر ضحايا العنف ليس فقط في الأيام الأخيرة في مدار القرن الماضي كله الضحايا الأكبر للعنف هم من المسلمين أو في المنطقة الإسلامية ما يزيد الأمر سوءاً أننا نتحمل ثمن هذا العنف وصورة الإرهاب صورة العنف صورة الدم مقترنة بالإسلام أكثر من اقترانها بمن يمارسون هذا العنف علينا يعني كيف تفسر لنا هذه يعني أن نكون نحن الضحية ونُتهم بأننا نحن المجرمون؟
يوسف القرضاوي: وهذا يعني من عجائب الأقدار وهذا من التضليل المكشوف والمخطط إنه الضحية يصبح ظالما والظالم شارون وجماعته ضحايا مساكين أمام هؤلاء الفلسطينيين الوحوش الأشرار الذين يعني.. هذا يعني منطق أعوج ومنطق معكوس الواقع نحن المسلمين يعني أبعد الناس عن العنف ولكن كل ما نراه من هذا الأشياء يعني هذه العمليات الاستشهادية التي يعتبرها الغرب قمة العنف وقمة الإرهاب ما هي؟ هي دفاع عن النفس يعني الإنسان المظلوم المقهور المقتول المهان بيحاول يدافع عن نفسه ومن عدل الله تعالى ورحمته أنه أعطى للضعفاء أسلحة لا يملكها الأقوياء لو كان عند الفلسطينيين دبابات ومروحيات وقاذفات صواريخ وأشياء ما عملوا هذه العمليات الاستشهادية ولكن الله أعطى الإنسان الضعيف قدرة على أن يضحي بنفسه في سبيل أمته وهذه لا يستطيعها الآخرون {ولَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} هم لحرصهم على حياة لا يمكن أن يفعلوا هذا إنما المؤمنون يفعلون هذا يفعلون هذا دفاع يعني ما فعلوا هذا إلا بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ووجدوا أن العالم كله ساكت عن المظالم التي وقعت عليهم يعني من أكثر من ثمانين سنة من قبل الانتداب البريطاني وبعد الانتداب البريطاني على فلسطين ودخول الجماعات الإرهابية الصهيونية يعني وحماية بريطانيا لهم دخولهم بأسلحتهم في حين حرموا على الفلسطينيين أن يملك يعني قطعة سلاح يعني ولو سكينة حتى.
مشروعية العمليات الاستشهادية
ماهر عبد الله: طب أنا تسمح لي أسألك سؤال تجاوبني عليه بعد الفاصل العالم يجمع على إدانة هذه العمليات التي تصر على تسميتها استشهادية ونحن نسعى إلى تحسين صورة الإسلام كيف نكسر هذا الإجماع الدولي على تحريم وتجريم العمليات الاستشهادية في حين أننا نقول الإسلام دين رحمة وليس دين عنف ونصر على أن شرعية في حين أننا نصر على أن نسميها شرعية والعالم كله يدينها لكن أسمح لي يعني أن نتوقف قليلا مع فاصل قصير ثم نعود بعده لمواصلة هذا الحوار فأبقوا معنا..
[فاصل إعلاني]
ماهر عبد الله: مرحبا بكم مجددا في هذه الحلقة من برنامج الشريعة والحياة والتي نتحدث فيها عن المسلمين والعنف بإمكانكم المشاركة فيها معنا بعد قليل إما على رقم الهاتف: 4888873 أو على رقم الفاكس: 4890865 أو على الصفحة الرئيسية للجزيرة نت على العنوان التالي www.aljazeera.net سيدي هذا الرأي الذي تفضلت به يواجه رفضا يكاد يكون عالميا بل ويزيد عليه رفض من رموز إسلامية معروفة ولها ثقلها في الساحة العربية والمسلمة كيف تصر على هذا الرأي أن العمليات الاستشهادية مشروعة وهذا له علاقة في صميم موضوعنا الآن ونحن نتحدث عن العنف؟
يوسف القرضاوي: أنا لست وحدي الذي أقول إن هذه العمليات مشروعة هناك مئات من علماء المسلمين يعني أذكر من عدة سنين يعني كنا في مؤتمر مجمع الفقهي وكان منعقدا من بضعة عشر سنة يمكن ما يقرب من العشرين سنة وكان هناك المجمع الفقهي وكان فيه يعني عدد ضخم من العلماء الأخوة الفلسطينيين أخذوا فتوى كتبتها أنا وبعض العلماء وقع عليها حوالي ثلاثمائة عالم من العلماء المسلمين إن هذه عمليات مشروعة ما الذي يمنعها من إنها مشروعة واحد بيضحي بنفسه وضع رأسه على كف باع نفسه القرآن يقول {ومِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} يعني يشري نفسه يبيع نفسه ابتغاء مرضات الله فهذا يعني للدفاع عن دينه ووطنه وحرماته وأمته هذا يعني أمر لا شك فيه ويجوز للإنسان أن يضحي بنفسه من أجل هدف كبير كما في قصة الغلام الذي قال حينما أراد الملك وقد آمن بغيره الملك بيدعي الألوهية والناس بتعبده والناس كذا هذا الغلام رفض هذا فأراد أن يقتله وأراد يقتله في التغريق لم يغرق يرميه كذا وبعدين قاله إذا أردت أن تقتلني فخذ هذا السهم واجمع الناس وبعدين قول يعني بسم الله رب الغلام واضربني بالسهم سأموت واجتمع الآلاف من الناس وعايزين نشوف الشاب ده أو الصبي ده الذي احتار الملك في قتله فلم يقتله وبعدين لما رماه بسم الله رب الغلام ضربه مات الناس قالوا آمنا بالله رب الغلام فمن أجل هذا الهدف ضحى بنفسه كان ممكن ما يعملش هذا ولذلك أخذ من هذا شيخ الإسلام ابن تيمية إنه الإنسان يجوز أن يضحي بنفسه من أجل هدف كبير هذا شيء غير الانتحار، الانتحار ده المنتحر هو شخص يعيش لنفسه لأنه واحد يعني أخفق في صفقه تجارية في الامتحان في آخر العام في حبه مع امرأة أو نحو ذلك فيروح يضرب نفسه بالرصاص أو يشرب السم أو يرمي نفسه من فوق عمارة عالية أو نحو ذلك هذا إنسان لا ليس عنده قضية وليس له رسالة إنسان عايش في هم نفسه فإذا لم يحقق يعني شهوته أو هدفه أو مصلحته القريبة فر من الحياة هذا غير الإنسان اللي بيقدم على عمل وهو واع له مضحٍ بنفسه يعرف أنه يضحي من أجل رسالة عظيمة ومن أجل هدف كبير هذا لا يمكن أن يسمى منتحرا.
ماهر عبد الله: يعني ما أنت هيك مضطر أن أؤجل التعريف النظري للعنف وننتقل للسؤال اللي بعده ونرجع للتعريف النظري بعدين حتى نشوف العنف كله سيئ ولا لا وهو إنه يعني ما أفهمه من كلامك أن هناك في نوع من المزاوجة من الإسلام وبين العنف إذا كنا قصة الغلام التي ذكرت قصة العمليات الاستشهادية إضافة إلى كثير من الآيات التي تتحدث عن الجهاد البعض يقول الإسلام دين عنيف بنفسه بغض النظر أن المسلمون اليوم هم عرب أم هنود أم من إفريقيا الإسلام عنيف بنفسه أيا من اقتنع به وآمن به سيقرأ مثل هذه القصص ومثل هذه الفتاوى وسيصبح عنيفا تبعا لذلك.
يوسف القرضاوي: هو الغربيين يتهمون المسلمين بأنهم يعني أعنف الناس وأن دينهم قائم على العنف ويدَّعون أنهم هم أبعد الناس عن العنف لأنهم مسيحيون أو نصارى والنصرانية دين سلام ودين محبة ويعتبرون إن حضارتهم حضارة مسيحية وإن المسيح قال في الإنجيل من ضربك لا تقاوموا الشر بالشر من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ومن سخرك لتسير معه ميلا فسر معه ميلين ومن أخذ قميصك فأعطه إزارك يعني هذا التسامح أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم هكذا يعني المسيح وكأن الغربيين الذين يقولون هذا الكلام هم مَثَل حي لهذه التعاليم الحقيقة إن الغربيين أبعد الناس عن تعاليم المسيح تعاليم المسيح هي في الحقيقة تعاليم مثالية جاءت لفئة خاصة من الناس وليس لعموم البشر لأن.. فالإسلام جاء بالعدل وبالفضل الاثنين {وجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} {وإنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ولَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ} فجعل يعني فيه مجال لمن يريد أن يقف عند العدل ومن يريد أن يتجاوز هذا للرحمة والإحسان والفضل فهو أفضل ولكن ليس كل الناس ينفى في واحد لو أدرته خدك الأيسر ضربك على وأدرته خدك يضربك عليه ثاني هذا هل ده يعني ينفع معه مثل هذا، هذا ينفع معه قول الشاعر العربي:
لإن كنت محتاجا إلى الحلم إنني إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج
ولفرس للحلم بالحلم ملجم ولفرس للجهل بالجهل مصرد
فمن رام تقويمي فإني مقوم ومن رام تعويجي فإني معوج
وما كنت أرضى الجهل خدنا صاحبا ولكنني أرضى به حين أحرج
حينما يريد بعض الناس أن يقهرك وأن يدوس فوق رقبتك فهذا ليس له إلا أن تعامله بالعنف.
ماهر عبد الله: هذا بحاجة إلى مزيد من النقاش لكن بعد هذا الموجز من الأنباء إذا نتوقف للحظات طويلة بعض الشيء دقائق ثم نعود لمواصلة هذا الحوار فابقوا معنا.
[موجز الأنباء]
ماهر عبد الله: مرحبا بكم مجددا في هذه الحلقة من برنامج الشريعة والحياة والتي بإمكانكم أن تشاركوا معنا فيها بعد قليل على رقم الهاتف 4888873 أو على رقم الفاكس 4890865 أو على الصفحة الرئيسية للجزيرة نت على العنوان التالي www.aljazeera.net سيدي بغض النظر عن الموقف من الغرب وسنعود للموقف من الغرب لأنه هذه الصورة غير دقيقة الإنسان عندما يقارن الكتاب المقدس خصوصا في العهد القديم يجد صور أكثر عنفا وأكثر دعوة للجهاد بالمفهوم الإسلامي مما هو موجود في القرآن ولكن فيما يتعلق بهذه الصورة عن القرآن الذي يدرس القرآن الذي يدرس الأحاديث ويدرس هذه الفتاوى المعاصرة نتيجة أننا ضحايا ونخسر الدماء كأنه غلب على فقهنا المعاصر طابع جهادي غلب مفهوم الرحمة ومفهوم الدعوة ومفهوم أننا إنما جئنا لإنقاذ البشرية وبالتالي الغرب قد يكون معذور في هذه الصورة اللي غلبتها في فقهنا وخطابنا المعاصر؟
يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم هو في الحقيقة الغرب هو الذي أشاع مقولة مغرضة ومضللة هو أن الإسلام بطبيعته دين عنف وأن العقيدة الإسلامية تغرس في نفس من آمن بها خُلُق العنف لماذا يقولون إن الإله الذي يؤمن به المسلم هو إله جبار قهار منتقم وليس إلهاً رحيما رؤوفا محبا لخير الناس إلى آخره هكذا كتبوا هذا وأشاعوه وهذا في الحقيقة أيضا يعني درب من التضليل الواقع أن من ينظر إلى العقيدة الإسلامية وينظر إلى الإله أوصاف الإله أو بالتعبير القرآني أسماء الإله الأسماء الحسنى صحيح في اسم الجبار واسم القهار واسم المنتقم كلمة الجبار وردت في القرآن مرة واحدة اسما لله عز وجل يعني هو وردت ضمن يعني باقة من الأسماء الحسنى {هُوَ اللَّهُ الَذِي لا إلَهَ إلاَّ هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَذِي لا إلَهَ إلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ} يعني ضمن هذه الأشياء جاء ذكر الجبار مرة واحدة وما معنى الجبار؟ يعني الجبار الإمام الغزالي له كتاب لطيف اسمه المقصد الأسنى في شرح أسرار أسماء الله الحسنى وهو يذكر كل اسم من أسماء الله التسعة وتعسين المشهورة هذه ويذكر حظ الإنسان المؤمن من هذا الاسم فيبقى مثلا حظه من اسم الرحمن أن يرحم خلق الله يعني جميعا وكذا اسمه من العزيز أن يعتز بالله ويعتز بإيمانه وكذا اسم العليم إنه يكن يعني من أهل العلم ويبحث عن العلم يعني ويطلب العلم طيب الجبار دي يكون إيه قال لك أن يكون قويا على الطغاة الجبروت.. زي ما الناس مثلا المسلمين عامة عوام المسلمين يقول لك الكبر على أهل الكبر صدقة ده أخذوه برضه الإمام الغزالي قال طب اسم المتكبر تأخذ منه إيه التكبر على الطغاة والمستكبرين في الأرض أنت تتكبر لا تنحني لهم ولا تتضعضع لهم، فاسم الجبار هكذا يوحي إلى المسلم يكون قوي على أهل الجبروت المستكبرين في الأرض بغير الحق وبعدين اسم ذكر مرة القهار ذكر مرتين في القرآن مرة في سورة الرعد ومرة في سورة ص {قُلْ إنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ومَا مِنْ إلَهٍ إلاَّ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ} قهار أنه لا يقف أمام إرادته شيء إذا أراد أمرا قال له كن فيكون هذا هو القهر والمسلم يأخذ هذا بالقوة في الإيمان بحيث يكون صلب الإرادة مصمم العزم..
ماهر عبد الله [مقاطعاً]: وماذا عن المنتقم؟
يوسف القرضاوي [متابعاً]: فإذا وبعدين إذا نظرنا إلى هذه الأسماء الثلاثة اللي ذكروها جبار قهار منتقم ومنتقم من مين؟ منتقم من الظلمة وتأتي هذه الكلمة في القرآن {فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وعْدِهِ رُسُلَهُ إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} هذا جاءت بعد قوله تعالى {ولا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} إياك وأن تظن إن هؤلاء سيفرون من عقوبة الله يعني وكما أنهم نجوا من عقوبة الدنيا ولم تطلهم يد العدالة ولا كذا لا {إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} فهذا هي {إنَّا مِنَ المُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} {يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى إنَّا مُنتَقِمُونَ} هذه هي.. إنما إذا نظرنا إلى الأسماء التي تكررت في القرآن كثيرا مثل الرحمن والرحيم لماذا لا يذكرون هذا ده في 113 سورة في القرآن بدأت باسم الله الرحمن الرحيم وفي سورة الفاتحة بدأت البسملة وبعدين الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم يكررها المسلم سبعة عشرة مرة على الأقل الرحمن الرحيم الرحمن يعني ذكرت في القرآن سبعة وخمسين مرة الرحيم ذكرت خمسة وتسعين مرة غير البسملة مائة وثلاثين.. مائة وثلاثة عشر مرة أرحم الراحمين خير الراحمين { وقُل رَّبِّ اغْفِرْ وارْحَمْ وأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} {ورَحْمَتِي وسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} هذه هي الأسماء الحسنى وهذا كان له تأثيره في المسلمين نحن نعرف إن الإسلام جاء والعرب يعني في الجاهلية يقدرون العنف يعني ويمدحون العنف يعني كما وجدنا الشاعر زهير ابن أبي سلمة يقول:
ومن لا يزد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
كأنه يحرض الناس على أن يظلموا حتى لا يظلموا والشارع الآخر عمر ابن كلثوم يقول أيضا في معلقته:
لنا الدنيا ومن أمسى عليها ونبطش حين نبطش قادرين
بغاة ظالمين وما ظلمنا ولكنا سنبدأ ظالمين
ونشرب إن وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا
هكذا كان العنف في الجاهلية التي استباحت قتل الأولاد إن من إملاق واقع أو خشية إملاق متوقع وخصوصا البنات {وإذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} فجاء الإسلام خصوصا الذي دفع العرب إلى هذا العصبية العمياء إنه الإنسان يغضب لغضب قبيلته ويتعصب لقبيلته في الحق وفي الباطل سئل بعضهم عن بعض زعماء القبائل قال هذا رجل إذا غضب غضبَ له مائة ألف سيف لا يسألونه فيما غضب الشاعر يقول:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهان
استجابة على هذه.. وده اللي كان المعنى اللي يقولوه انصر أخاك ظالما أو مظلوما قبل أن يعدل مفهومه النبي صلى الله عليه وسلم جعل لها مفهوم جديد انصر أخاك قالوا يا رسول الله ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال "تمنعه من الظلم" فذلك نصر له نصرته على نفسه الأمارة بالسوء على هواه وعلى شيطانه فهذا ما جاء به الإسلام ذم القسوة وحدث عن بني إسرائيل قال {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم} الخطاب لبني إسرائيل {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} واعتبر القسوة عقوبة من الله حينما قال أيضا عن بني إسرائيل {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} فكأن القلوب القاسية دي من آثار لعنة الله عز وجل هكذا فهل مثل هذا ينشئ قلوبا رحيمة أم قلوب ده القرآن جعل رسالة محمد حصرها في الرحمة قال وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين دي صيغة بيقولوا عليها في اللغة العربية صيغة الحصر أو القصر يعني ليست هذه الرسالة إلا رحمة وهو النبي عليه الصلاة والسلام تحدث عن نفسه فقال "إنما أنا رحمة مهداه" فهكذا.. هذا هو الإسلام وهذا ما تنشئه العقيدة الإسلامية.
مفهوم الجهاد والرحمة في الإسلام
ماهر عبد الله: لكن الأصوات الأكثر ارتفاعا يعني لو أنا بدي بقدر موقف الغربي في عدائه للإسلام الأصوات الأكثر ارتفاعا هي التي لا تتحدث عن جانب الرحمة بالعكس يعني ممكن يتصل بينا حد يكون شيخ القرضاوي يدعوا إلى المهادنة لأنه يتحدث عن الرحمة في وقت الأمة تتعرض فيه لهجمة يعني من شدة ما عانينا الأصوات الأكثر ارتفاعا هي الداعية إلى الجهاد حتى لا يخيم..
يوسف القرضاوي: داعية؟
ماهر عبد الله: الداعية للجهاد حتى وكأنه الفرض الوحيد..
يوسف القرضاوي: الجهاد لا ينافي الرحمة.
ماهر عبد الله: كيف لا ينافي الرحمة وإذا كان الدين من أركانه عند البعض الجهاد ثم كيف نقول أنه دين الرحمة الأصوات الأكثر ارتفاعا الآن؟
يوسف القرضاوي: هل مطلوب من الدين أن يترك الأمة تُستباح حرماتها ويُفتن الناس في دينهم ويخرجون من ديارهم بغير حق إلى أن يلقون ربهم أو يستسلموا أم من واجبهم أن الواقع هم قالوا الإسلام انتشر بالسيف والحقيقة الإسلام لم ينتصر بالسيف ولم ينتشر به إنما انتصر على السيف لأن الإسلام جاء يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ويجادل بالتي هي أحسن رُفع في وجهه السيف عُذِّب المسلمون ثلاثة عشر عاما في عقر دارهم أصيبوا بكل ما يفتن الإنسان في دينه وثبتوا وكان الصحابة وهم عرب يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يقولون يا رسول الله ائذن لنا أن نحمل السلاح وندافع عن أنفسنا يأتون ما بين مضروب ومشدود ومجروح ومكسور ائذن لنا فيقول لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة لم يؤذن لي في الجهاد بعد صبروا ثلاثة عشر عاما ثم كانت أول آية {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ} يعني الجهاد الذي أُذن به للمسلمين ليس للدفاع عن حرمات المسلمين أو مساجد المسلمين حتى البيع والصلوات يعني معابد اليهود والنصارى يعني معناها إن المسلمين يجاهدون لتقرير حرية الإنسان في الأرض أن يختار ما يشاء من دين ولا يكره على الدخول في دين ما هذا ده ينافي الرحمة؟ هل مطلوب من الإنسان أن يستسلم لمن يظلمه هذا ما لا يرده الإسلام يريد العزة للإنسان وحتى الإسلام حينما يعني يفرض عليه الجهاد حينما يفرض عليه الجهاد لا يقاتل لا يقتل إلا من يقاتل هناك أخلاقيات في الحرب في الإسلام تحتاج يمكن نفرد لها حلقة لو أحببنا الحرب في الإسلام تحكمها أخلاق الإسلام دين أخلاقي في كل شيء السياسة تحكمها أخلاق الاقتصاد يحكمه أخلاق العلم يحكمه أخلاق السلوك تحكمه أخلاق الحرب حتى الحرب وهي بتمثل غريزة الغضب في الإنسان لا ليس الإنسان متبعا لهواه يعني لا يقاتل.. {وقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ولا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ واقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ والْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ} الفتنة اضطهاد الناس من أجل عقيدتهم لكي يرجعوا عنها يعتبرها الإسلام أشد من القتل لماذا لأن القتل اعتداء على الجسد إنما الفتنة في الدين اعتداء على الروح على العقل على كيان الإنسان المعنوي فهذا ما جاء به الإسلام.
ماهر عبد الله: طب هسألك عن العنف مرة أخرى والإسلام بس ذكرت آيه مخيفة بعض الشيء تحدثت عن قسوة قلوب بني إسرائيل {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} واعتبرت أن هذا عقاب من الله سبحانه وتعالى لهم نحن نتحدث ليس في هذه الحلقة ولكن في القرن الماضي كله عن ابتعاد المسلمين عن مواثيق الله ابتعاد المسلمين عن دين الله هل يمكن أن تكون هذه العقوبة قابلة للتطبيق علينا أيضا؟
” العرب الآن غير قادرين على أن يجتمعوا على رأي واحد قوي إيجابي ويدينوا العنف القائم بقوة ويقفوا وقفة الرجال الأبطال ”القرضاوي |
يوسف القرضاوي: نعم المسلمون لا يخرجون عن سنن الله هم إذا انحرفوا عن سنن الله لابد أن تحكمهم سنن الله، الصحابة انحرفوا في غزوة أحد عن سنن الله أخلوا ظهرهم للمشركين الرسول قال لهم ابقوا في هذا المكان لا تتخلوا عنه ولو رأيتمونا تتخطفنا الطير، فخالفوا هذا حينما رأوا المسلمين انتصروا في الجولة الأولى تركوا أماكنهم وانتهزها خالد بن الوليد وكان لا يزال على خيل المشركين وجاء من وراء وأعمل السيف وكان وهذا القران قال {أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ} فالسنن تحكم المسلم والكافر والبار والفاجر والصالح والطالح اللي بيزرع من بذر بذرة في أرض خصبة طيبة وتعهدها بالسماد والسقي ومنع الغوائل عنها تثمر ثمرا طيبا اللي تكاسل ولم يفعل هذا أو بذر بذرة ولم يرعاها لا يمكن أن تأتي دي نتائج.. العرب الآن هم غير قادرين على أن يجتمعوا على رأي واحد قوي إيجابي ويدينوا العنف القائم دينونة قوية ويقفوا وقفة الرجال والأبطال إذا لم يفعلوا هذا لابد أن تصيبهم سنن الله بما تصيب به الآخرين من قال إن السنن خاصة بغير.. السنن دي عامة وخالدة عامة من ناحية ومستمرة من ناحية { فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ولَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً}.
ماهر عبد الله: طب في خوف أنه قد يكون هذا الصراع الدائر ليس بالضرورة بين غرب وإسلام وإنما بين مجموعتين أعرضتا عن ذكر الله بين مجموعتين من قساة القلوب يعني من يقاتلهم هل كل كيف نضمن أننا في هذا الصراع نقف على أرضية أخلاقية أسمى؟
يوسف القرضاوي: أنا يا أخي دارس في أرضي يعني شارون وهو بيضرب رفح ما هي رفح ومن هو شارون؟ أهل رفح عايشين في بلدهم التي ولدوا فيها ونشؤوا عليها وورثوها من آباهم وأجدادهم آلف وأربعمائة سنة هذا جاي منين شارون من أين جاء هذا وجاء يعني كيف تساوي بين القاتل والمقتول بين الظالم والمظلوم يعني بين الغاصب والمغصوب هذا مستحيل أن يكون هو ده منطق الغرب المعكوس أنه يجعل الضحية يعني ظالما ويجعل القاتل ضحية هذا غريب يعني..
مبررات استخدام العنف أو رفضه
ماهر عبد الله: طيب خلينا قبل نسأل عن العنف هل هو شر كله نسمع من الأخ أحمد الرجال من مصر الأول أخ أحمد تفضل. طيب معنا الأخ أحمد الرجال هل العنف كوننا نتحدث عن جهاد دين جهاد هل العنف مرفوض بالمطلق؟ أم أن بعض العنف في بعض الأحيان وقد تفضلت بالإجابة على جزء من هذا في السؤال السابق هناك مبررات لأن يجب أن يبقى الجهاد ركن من أركان الإسلام إلى يوم الدين؟
يوسف القرضاوي: ما هو العنف؟ العنف إذا كان استخدام القوة في صفة مطلقة فلا يمكن أن يدان استخدام القوة إطلاقا لماذا تنشئ الدول جيوشا لها لماذا تنشأ الشرطة وممكن الشرطي يعني يمسك اللص أو كذا يمكن لو مقدرش يمسكه أو أراد أن يعتدي عليه ممكن يضربه بالرصاص يعني استعمال القوة في حد ذاته ليس مذموما بل هي مطلوبة الله سبحانه وتعالي أنزل الكتاب والميزان {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ والْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ومَنَافِعُ لِلنَّاسِ} فالحديد فيه بأس شديد اللي هو الآلات الحربية ومنافع للناس اللي هي الناحية المدنية الصناعة المدنية فمطلوب إنه يكون.. الإمام بن تميمة يقول من لم ينفعه الكتاب والميزان نفعه الحديد يقوم بالحديد الحديد مطلوب فليس كل عنف مرفوض إنما إذا كان معني العنف استخدام القسوة يعني والشدة في غير موضعها في كل حال هذا مرفوض وحتى مرفوض مش بس العنف الفعلي حتى العنف القولي العنف الفعلي في غير موضعه كأن تقتل من لا ذنب لهم أو تعتدي على الناس تبدأ أنت بالعدوان كما المسلمون بُدِؤوا بالعدوان طوال التاريخ إنما حتى العنف في القول يعني جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن جماعة من اليهود دخلوا على النبي صلي الله عليه وسلم فقالوا السام عليك يا محمد، كلمة السام يعني إيه؟ الهلاك والموت هم يعني لووا ألسنتهم بحيث يعني إن هم عايزين يفهموا أن بيقولوا له السلام وهم يقولوا السام وهذا من سوء الأدب طبعا ومن الخبث الطوية يعني فالسيدة عائشة طبعا أدركت ما قالوا فقالت بل السام واللعنة عليكم يا أعداء الله كذا.. فالنبي عليه الصلاة والسلام قال لها يا عائشة "إن الله يحب الرفق في الأمر كله فقالت يا رسول الله ألم تسمع ما قالوا قال سمعت وقلت وعليكم" هم قالوا السام عليك يا محمد فقال لهم وعليكم يعني السام الهلاك والموت علينا وعليكم لم يشاء أن يجعل منها معركة يعني وبعدين لقن عائشة هذا الدرس أن الله يحب الرفق في الأمر كله ولذلك الرفق في الإسلام مش بس في العمل الرفق في الدعوة الإسلام شرع الدعوة بالحكمة {ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} {وقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَتِي هِيَ أَحْسَنُ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإنسَانِ عَدُواً مُّبيِناً} فمطلوب من المسلم أن تكون كلمته الأحسن مش بس الكلمة الحسنة التي هي أحسن يعني لو كانت هناك كلمتين أو عبارتين واحدة حسنة وأخرى أحسن منها مطلوب من المسلم أن يختار الأحسن فهذا حتى العنف في القول والعنف في الدعوة مرفوض إسلاميا.
ماهر عبد الله: قبل ما نسمع من الأخ أحمد الرجال الحديث حديث السام موجود وين؟
يوسف القرضاوي: نعم؟
ماهر عبد الله: حديث السام تبع السيدة عائشة؟
يوسف القرضاوي: في البخاري ومسلم.
ماهر عبد الله: في البخاري حديث صحيح يعني؟
يوسف القرضاوي: نعم حديث صحيح نعم "الله يحب الرفق في الأمر كله".
ماهر عبد الله: نسمع من الأخ أحمد الرجال من مصر أخ أحمد تفضل.
أحمد الرجال: السلام عليكم ورحمة الله.
ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.
أحمد الرجال: كيف حالك يا أخ يوسف يا شيخ يوسف؟
يوسف القرضاوي: حياك الله يا أخي بارك الله فيك.
أحمد الرجال: أولا يا أخ ماهر يجب إلا نجهد أنفسنا نحن المسلمين بالدفاع عن أنفسنا كمتهمين بالعنف لأننا نثق بأننا لسنا متهمين بشيء فنبراسنا في ذلك محمد بن عبد الله رسول الله ونبيه صلي الله عليه وسلم أوامره لنا إذا خرجنا غُزًّى نحن المسلمين ألا نقتل امرأة أو طفل أو شيخ ولا نقطع زرع ولا نهدم منزلا والله تبارك وتعالي جعل الجنة ثواب لمن يطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا،المتهم إذا هم الصليبيين في غوانتانامو عندما يتعاملون مع أسرى غوانتانامو وأسرانا في سجون أبو غريب والصهاينة في فلسطين اللي فعلوا ما لم يفعله أي ديكتاتور في تاريخ البشرية منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وما عليها ولكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه الآن أما آن الأوان وبعد هذا الهوان أن نكون فعلا مسلمين كما كان عليه الرسول والصحابة يقول الحق تبارك وتعالي {ولِلَّهِ العِزَّةُ ولِرَسُولِهِ ولِلْمُؤْمِنِينَ} ويقول {وعَدَ اللَّهُ الَذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ} إما أن الله سيخلف وعده وإما أننا لسنا مؤمنين وحاشا لله أن يخلف وعده، القضية ليست قضية اتهامنا بالعنف وليست قضية الصهاينة وليست قضية الصليبيين إنها قضيتنا نحن المسلمين أن نستقيم على أمر الله.
ماهر عبد الله: طيب أخ أحمد مشكور جدا على مشاركتك إن شاء الله تسمع تعليق من الشيخ عنها نسمع بعد الأخ أحمد الرجال من الأخ محمد ظاهر من فرنسا أخ محمد تفضل.
محمد ظاهر: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.
محمد ظاهر: نعم أحييك يا أخي وأحي الدكتور يوسف القرضاوي وأشكره على المحاضرة القيمة حول العنف.
يوسف القرضاوي: حياك الله يا أخي.
” |
محمد ظاهر: نعم بداية أقول بأن بعض العلماء أو ما يسمى بالعلماء قاموا بإدانة أو تحريم العمليات الاستشهادية فأنا أقول لو كانت هذه العمليات ضد مدنيين ربما هنا الأمر يحتاج إلى مناقشة أما إذا كانت هذه العمليات ضد إسرائيليين حتى لو كانت استشهادية فأنا أعتقد أن هذه العمليات شرعية بل أن ديننا الحنيف يدعونا إلى هذه العمليات والدكتور يوسف القرضاوي قد أوضح بأن شخص ضحى بنفسه لنصرة دين الإسلام هذه النقطة الأولى، أما النقطة الثانية فأنا أقول بالنسبة للعنف في الدول العربية فأنا كررت وأقول في أكثر من قناة فضائية أقول بأن العنف في الدول العربية ناتج من عنف الحاكم بمعنى أن هناك ظلم من الحاكم وهناك عدم مشاركة في الحياة السياسية وهناك دول تدعي بأنها دول إسلامية ولكن لا توجد مشاركة سياسية وأيضا موقف هذه الدول من أميركا والدول الغربية التي هي ضد قضايانا أيضا هذا يدعو إلى العنف أنا أعطيك مثالا هناك دولة معروف أن سفيرها قام بتمويل حملة بوش الانتخابية وقد وعد بوش بأنه سوف يزيد كمية البترول لكي يدعم بوش طيب هذا العمل أليس هذا العمل هذا ضد الإسلام؟ يعني كيف نقول أن هناك جماعات إرهابية ونلوم هذه الجماعات المشكلة أنا أعتقد الحاكم..
ماهر عبد الله [مقاطعاٍ]: طيب أخ محمد نقطتك واضحة وإن شاء تسمع من الشيخ تعليق عليها نسمع بعد الأخ محمد مشكور جدا يا أخ محمد نسمع من الأخ إبراهيم شراب من فلسطين أخ إبراهيم تفضل شراب أخ إبراهيم شراب تفضل.
إبراهيم شراب: السلام عليكم الحقيقة أنا انتظرت كثيرا على الجوال لأحكي من هاتف نقال بارك الله في شيخنا الجليل الذي قيده الله لهذه الأمة أن يدافع عنها والحقيقة سأستخدم مثالا شعبيا لدينا الآن تبدلت غزلانها بقرودها ولا نجد إلا القليل ممن يدافعون عن الإسلام كعقيدة وكدين في الاتهام الذي يُتهم به ديننا الحنيف بأنه دين عنف أقول إن خوذة الجندي الأميركي التي وجدت وقد كتب عليها ولدت لأقتل هذه الخوذة تمثل هذه الثقافة هؤلاء هم من ينتجون العنف ويفلسفونه لقد انسلخ النصارى عن دينهم وعن الديانة المسيحية وأوجدوا دولتهم العلمانية بعنف شديد ويريدون لنا أن ننسلخ عن ديننا لنتبع علمانيتهم فنحارب ديننا بأنفسنا وهذا مرادهم وهذا مآربهم وغرضهم.
ماهر عبد الله: طيب مشكور جدا أخ إبراهيم مشكور جدا سيدي الأخ محمد ظاهر يقول أن جزء من العنف الذي يشهده المجتمع المسلم جزء منه يعود إلى عنف الحاكم إلى عدم احترامه لإنسانية الإنسان في عالمنا العربي وبالتالي طبيعي أن نجنح أو يجنح الكثير من شبابنا إلى التطرف كرد على..
يوسف القرضاوي: هذا يعني سيأتي عندما نناقش العنف داخل البلاد الإسلامية يعني قضية إحنا بنتكلم الآن عن..
ماهر عبد الله: العنف عموما.
يوسف القرضاوي: العنف ضد غير المسلمين ضد المحتلين إنما سنتكلم حينما نتحدث هنجد أن هناك أسباب يعني في العنف اللي بيحدث داخل البلاد الإسلامية يعني منها الفقر مثلا يعني وكما قال سيدنا أبو ذر عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه واحد مش لاقي يأكل يعني ممكن هذا وسنناقش يعني هذا في حينه لا نريد أن نتوسع فيه الآن إنما هناك أسباب كثيرة للعنف أسباب سياسية وأسباب اقتصادية وأسباب اجتماعية وأسباب فكرية وسنركز على الأسباب الفكرية في حينها إن شاء الله.
ماهر عبد الله: دعنا نتوقف قليلا مع فاصل ثم نعود بعده لمواصلة هذا الحوار فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
عنف الغرب ومحاولاته إبعادنا عن الدين
ماهر عبد الله: مرحبا بكم مجددا سيدي الأخ إبراهيم كان يقول أن الغربي الآن يفلسف العنف وانسلخ عن مسيحيته عن نصرانيته بعد ثورات يريد أن يقدم لنا الموضوع لننسلخ بنفس المنطق عن ديننا حتى نتساوى معه في كُفرنا في إلحاده في بعدنا عن الدين هل تتفق مع تحليله هذا أن جزء من هذه الحملة إبعادنا عن الدين تكرار للتجربة الغربية في الإبعاد عن النصرانية؟
يوسف القرضاوي: هو الغرب يحاول من قديم أن يبعدنا عن ديننا إحنا فيه في كلامه نقطتين مهمتين المهمة الأولى إن الغرب انسلخ عن مسيحيته وأنا أقول هذا حقيقي يعني الغربي بصفة عامة ابتعد كثيرا جدا عن المثالية المسيحية المثالية اللي هي من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر أبعد الناس عن هذا الغربيون، الغربيون يبدؤون الناس بالضرب على الخدين الأيمن والأيسر وأكثر الناس عنفا وأكثر الناس دموية هم الغربيون ولذلك يعني أحد الغربيين قال يعني كلمة وهي كلمة حق قال لم يصدق المسيح في نبوءة من نبوءاته مثلما صدق في قوله ما لا تحسبوا أني جئت لألقي على الأرض سلاما ما جئت لأرسي على الأرض سلاما بل سيفا ولكن هي دي اللي تحققت في تاريخ الغربيين المسيحيين يعني طوال التاريخ الكاثوليك حينما ظهر البروتستانتيين قتلوا منهم عشرات الألوف ومئات الألوف مجازر بشعة حينما تقرأها يقشعر بدنك لهول ما حدث وحينما انتصر البروتستانت كالوا لهم الصاع صاعين وفعلوا بهم الأفاعيل وأنا بقرأ هذا في تاريخ الأديان أجد.. والأوروبيين ظلوا يقاتلوا بعضهم بعضا وأقرب شيء الحربان العالميتان اللتان حدثتا في القرن العشرين حرب الأولى والحرب الثانية كانت بين الأوروبيين أساسا بعضهم وبعض وكل منهم مسيحي وقتلوا بالملايين فأين السلام والمحبة؟ الغربيين بعيدون عن.. المسيحية دين مغرق في الروحية والحضارة الغربية مغرقة في المادية المسيحية تدعو إلى العفاف والإحصان المسيحي يقول كان من قبلكم يقولون لا تزني والحق أقول لكم من نظر إلى امرأة بشهوة بعينه فقد زنا اعتبر النظرة دي أين هذا من حضارة العري والتحلل حضارة إباحية ولذلك يعني أنا قلت في ما كتبت من قديم عن هذه الحضارة إنها ليست حضارة المسيح ابن مريم ولكنها حضارة المسيح الدجال حضارة المسيح الدجال لماذا لأن المسيح الدجال وصفته الأحاديث بأنه أعور وهذه حضارة عوراء لأنها تنظر إلى الإنسان وإلى الحياة وإلى العالم بعين واحدة هي العين المادية الحسية أما الغيبيات والروحانيات فهي أبعد ما تكون عنها..
ماهر عبد الله: نسمع من الأخ..
يوسف القرضاوي: هذه الجزء الأول من كلام الأخ الجزء الثاني إنهم يريدون أن يبعدونا هذه حقيقة والقرآن قالها من قديم {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ويَأْبَى اللَّهُ إلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ} {ولا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إنِ اسْتَطَاعُوا} وهذا يفعلونه بكل ما يستطيعون التنصير موجات التنصير يعني في العالم مليارات تدفع أنا من سنة 1978 حينما استمع المبشرون الأميركان البروتستانت في ولاية كلورادو وكان اجتماعهم بهدف معلن هو تنصير المسلمين في العالم ورصدوا لذلك ألف مليون دولار لتنصير المسلمين في العالم يعني هم اجتمعوا قبلها بسنة في بازل في سويسرا وقرروا تنصير العالم وأول من يريدون أن ينصروه المسلمون طيب ابدؤوا بالوثنيين ابدؤوا بالملاحدة المسلمين عندهم دين على الأقل يعني فما قاله الأخ هو حقيقة هم يريدون أن يسلخونا عن ديننا خصوصا أنهم يعلمون جيدا أن مصدر القوة لهذه الأمة هو الدين نحن المسلمين يعني الدين هو مصدر قوتنا هو المؤثر الأول في حياتنا الموجه الأول لفكرنا الدافع الأول لقوتنا وصلابتنا هذا أمر يعني لا يشك فيه أحد فإذا تخلينا عن هذا الدين تخلينا عن مصدر قوتنا أصبحنا فريسة سهلة لمن يريد أن يفترسنا.
ماهر عبد الله: طيب نسمع من الأخ شريف صقر من ألمانيا الأخ شريف تفضل.
شريف صقر: بسم الله الرحمن الرحيم أنا لي مداخلة هأحاول أوجز بس يا ريت ما تقاطعنيش أنا لي أول سؤال اللي عايز أعرفه هو دلوقتي أنا لي الأول هنتكلم عن العنف داخل البلاد الإسلامية دلوقتي أنا شايف أن أسوأ حاجة كلمة الإسلام السياسي هي سبب مشاكل كثيرة للمسلمين جوا البلاد العربية ليه ما بنسمعهش كلمة الإسلام الاقتصادي ليه ما بنسمعهش كلمة الإسلام الرياضي ليه ما بنسمعهش كلمة الإسلام الفني الإسلام الثقافي ليه كل هدف الجماعات الإسلامية هي وصول الأحزاب والثقافة ليه ما نبدأش نحن ليه ما يبقاش ما نعملش إسلام فني يبقى فيه فيلم مسلم يأخذ أوسكار ما نعملهش إسلام رياضي أبطال مسلمين يوصلوا لألعاب أوليمبية يأخذوا ويقولوا إحنا مسلمين أهم ويوروا الصورة الحلوة للإسلام كمان حتة إن إحنا لما نجي ندافع عن الإسلام سؤال بسيط جدا إيه فايدة أن نطلع في الجزيرة ندافع عن الإسلام مين في أوروبا مين في أميركا بيشوف الصورة الكويسة للإسلام دي ليه ما نعملهش قنوات تخاطب الأميركان إحنا لو عملنا قنوات تعرض بس طول اليوم اللي بيحصل في أبو غريب اللي بيحصل في رفح من غير تعليق من غير ما نتكلم نقول للناس أدي الحقيقة اللي بيحصل إنما ما يبقاش يحصل حاجة زي بتاعة محمد الدرة في فلسطين ويروحوا اليهود يستغلوها ويسوقوها على أن ده طفل يهودي هم أدركوا أساليب النجاح وقدروا يحققوها إحنا ما بندركش أنا كل المسلمين اللي قاعدين يتفرجوا على الجزيرة ما استفدوش إحنا ما فدناش الإسلام بحاجة ما ورناش الصورة الكويسة للمسلمين لأن المفروض يشوفوه لو عرضنا الكلام ده في ألمانيا وإنجلترا وبريطانيا والناس دي هتتعاطف كمان معلهش أنا لي حاجة بسيطة هل أميركا وإسرائيل تستحق الغضب الكبير قوي عليهم من العرب ناس بتدافع عن مصالحها وعارفة إزاي تحققها وبتحاول تحققها وبتدافع عن مصالحها أنا شخصيا بشوف إن هم من حقهم يشوفوا مصلحتهم إذا كنا إحنا ما بندورش على أن إحنا نحقق أهدافنا ومصالحنا ليه نلوم غيرنا أنه هو بيشتغل في تحقيق أهدافه ومصالحه طيب ما نشتغل إحنا ونحقق أهدافنا ومصالحنا بدل ما نقعد نقول هم السبب وهما ونوريهم صورة الإسلام.
ماهر عبد الله: الأخ شريف مشكور جدا على مداخلاتك الجميلة وإن شاء الله تسمع من الدكتور تعليق عليها نسمع من الأخ أبو علاء من فلسطين أخ أبو علاء تفضل.
أبو علاء: السلام عليكم مساء الخير أخ ماهر مساء الخير دكتور يوسف.
ماهر عبد الله: وعليكم السلام ورحمة الله.
يوسف القرضاوي: حياك الله.
أبو علاء: مفهوم العنف أو الإرهاب اصطلاح مشترك يشترك في تبنيه اليهود والنصارى وعملاؤهم من حكام العرب والمسلمين وهو الترجمة الحقيقية عندهم لمعنى الجهاد لأنهم قد فهموا ذلك من الآية الكريمة {وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ومِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وعَدُوَّكُمْ} فبما أن هذا الاصطلاح عندهم مشترك وأنهم متفقون للوصول إلى هدف مشترك وهو محاربة الإسلام والمسلمين فكان لابد لهم من القيام بذلك تحت مسميات ومصطلحات خداعة وخبيثة تحت ستار وشعار مكافحة ما يسمونه بالإرهاب والإرهابيين لذلك كان من الطبيعي أن تكون ضحيتهم في الدرجة الأولى الفئة المجاهدة من أبناء الأمة وتأتي بعدها في الدرجة الثانية من يؤيد هذه الفئة ويدعمها إلى أن يصبح جميع المسلمين مستهدفين بهذه الحملة الصليبية الشريرة لذلك فإن ما يحصل من مذابح وتدمير وترهيب في فلسطين وأفغانستان والعراق على أيد اليهود والنصارى هو نفس ما يحصل تماما من قتل وملاحقة في باكستان والسعودية واليمن والجزائر والأردن وباقي بلاد المسلمين على أيد العملاء من الحكام الخونة حتى لو اختلفت المسميات..
ماهر عبد الله: أخ مشكور جدا برضه لفتة لطيفة جدا إن شاء الله تسمع تعليق من الشيخ عليها نسمع من الأخ خالد الهاشمي من السعودية أخ خالد تفضل.
خالد الهاشمي: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: وعليكم السلام ورحمة الله.
خالد الهاشمي: أثابك الله يا فضيلة الشيخ.
يوسف القرضاوي: حياك الله يا أخي.
خالد الهاشمي: عندي سؤالين حقيقة وبسرعة باختصار السؤال الأول فهمت من بداية البرنامج إنه والمشروع تبعكم في إسلام أون لاين الإعانات والأشياء هذه أنا من أرض الحجاز مثلا ماذا يجب علي فقط المعونات ليس هناك نصرة بالقتال أو غيره أكثر من معونات لأن إسرائيل تريد أن تهدم هذه المباني مرة أخرى السؤال الثاني الآن في الإعلان القصير قبل شوية موضوع حكاية قانون الدولة بالنسبة للعراق وفي وسط برمش هل هذا القانون حلال أو يجوز أو هو شرعا إحنا عندنا قانونا ودستورنا القرآن الكريم؟
ماهر عبد الله: أخ خالد مشكور جدا سيدي قبل هذه الأسئلة كان الأخ أحمد الرجال لامنا أننا نناقش هذا الموضوع أخ ثاني سأل أيضا بالإنجليزي يجب ألا ننطلق من أننا متهمون بأننا إرهابيون هم يريدون لنا أن نعتقد أننا إرهابيين والإسلام ليس كذلك عندما نناقش الآن نتحاور هل نحن نقبل التهمة أم سيبقى واجبنا أن نوضح بغض النظر عن طبيعة المتهَم أو المتهِم لنا؟
يوسف القرضاوي: هو ما الذي جعلنا نختار هذا الموضوع أنه كان في قَطَر في الأسبوع الماضي مؤتمر يناقش هذه القضية قضية العنف وموقفنا من العنف وهذا ما جعلنا نختار هذا الموضوع وإذا اخترناه فإنما لنرد فيه الشبهات ونصحح المفاهيم هذه أمور اختلط فيها الحق بالباطل والإعلام الغربي إعلام قوي جدا ويضخ يعني ما يستطيع به أن يغير الحقائق ويلبس الأمور بعضها ببعض يعني إذا نظرنا في الحقيقة أشد الدعوات إلى العنف هو ما يتضمنه الكتاب المقدس التوراة في سفر التثنية هو أول دعوة إلى العنف والتوراة يؤمن بها اليهود والنصارى جميعا كل المسيحيين يؤمنون بهذا الكلام إنه التوراة تقول لموسى إذا دخلت بلدا فادعها إلى الصلح فإن قبلت الصلح فكل من فيها عبيد لك وإذا لم يقبلوا فقاتلهم فإذا انتصرت عليهم فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، شوف جميع ذكورها لم يستثنِ شيخا ولم يستثنِ طفلا اضربهم بحد السيف هذا في البلاد البعيدة البلاد القريبة اللي بيسموها شُرَّاح التوراة أرض الميعاد يعني الحثيين والأموريين واليابوسيين والكنعانيين والفرزيين ست شعوب قال هؤلاء إذا وقعوا في يدك فلا تستبقي فيهم نسمة حية أبيدوهم عن بكرة أبيهم لفظ التوراة لا تبقوا فيهم نسمة حية لا تدعوهم.. الإسلام يقولك ادعوهم إلى الإسلام فإن قبلوا خلاص انتهت القضية وإلا ادعوهم إلى الجزية إذا دفعوا مبلغ بسيط ودخلوا تحت نظام الإسلام دول خلاص.. لا يقبل منهم أي شيء إلا أن يبادوا جميعا يعني فكرة الاستئصال ولذلك ورث الغربيون من التوراة هذه الفكرة حينما دخلوا أميركا استأصلوا الهنود الحمراء ولم يبقوا إلا شيئا قليلا منهم وأبادوهم بطرق لا أخلاقية حينما دخلوا الغربيين أيضا والبريطانيين دخلوا استراليا أبادوا أهل استراليا الصهاينة حينما دخلوا فلسطين فأرادوا أن يبيدوهم يعني لو استطاعوا أن يبيدوا أهلها لفعلوا هذا هو العنف الحقيقي أين هذا مما عندنا نحن {ولا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ} وزي ما ذكر الأخ لا تقتلوا امرأة ولا وليدا ولا شيخا ولا تقطعوا شجرة ولا تهدموا بيتا ولا..
مفهوم الإسلام السياسي
ماهر عبد الله: كون الوقت يدركنا تعطينا أجوبة مختصرة يعني المحاور اللي ذكرها الأخ شريف أعتقد كلها تستحق ربما يمكن نرجع لها في الحلقات القادمة لماذا يجري الحديث عن مشروع إسلامي سياسي عن إسلام سياسي عموما لكن ليست هناك إبداعات ليس هناك كلام عن جوانب أخرى من..
يوسف القرضاوي: أولا اللي بيقولوا الإسلام السياسي ما هماش الإسلاميين اللي بيقول الإسلام السياسي دي أعداء الإسلام وهم يريدون أن يحاربوا الدعوة إلى الإسلام عقيدة وشريعة يعني نحن نأمل نؤمن بشمول الإسلام، الإسلام ليس روحانية فقط الإسلام دين ودنيا دعوة ودولة عقيدة وشريعة حق وقوة الإسلام صِناعة وزراعة الإسلام فَن الإسلام في كله نحن لا نؤمن بهذه التجزئة هؤلاء يريدون أن يعني يسموا هذه الدعوة الشمولية للإسلام يسموها الإسلام السياسي حسن البنا حينما أقام ودعا إلى إقامة دولة إسلامية لم يَترك كان قال إحنا جماعة الأخ بيقول رياضة إحنا جماعة رياضية ونحن شركة اقتصادية ونحن دعوة سلفية ونحن حقيقة صوفية ونحن طريقة سنية ونحن هيئة سياسية ونحن رابطة اجتماعية يعني كل شؤون الحياة نعمل بها بقدر ما نستطيع مين قال؟ الإسلاميين حاولوا أن ينشؤوا فنا إسلاميا ولكن الأمر ليس بالسهل حاولوا البنوك الإسلامية والمؤسسات الإسلامية دي كلها عمل من آثار الصحوة الإسلامية فكلمة الأخ مش فاهم قضية الإسلام السياسي هذه مش من عمل هذا هؤلاء الذين يريدون يقولوا في إسلام سياسي وإسلام روحي إسلام ديني وإسلام دنيوي ما فيش في إسلام كده الإسلام هو هذا كله.
ماهر عبد الله: سؤاله الثاني ما فائدة الدفاع عن الإسلام بالعربية نحن لا نتحدث..
يوسف القرضاوي: أيضا هو الأخ مخطئ في هذا المسلمون للأسف لا يفهمون الإسلام كما ينبغي نحن في حاجة إلى أن نُفهِم المسلمين أولا وبعدين نُفهِم غير المسلمين إحنا بنتكلم العربية لمن يفهم بالعربية وهذا لا يمنع أن تكون هناك قنوات أخرى تكلم الناس بالإنجليزية إنما هذا لا يمنع هذا، هذا من مطلوب منا عمل منا مطلوب للمسلمين لتفهيمهم الإسلام الصحيح وعمل لغير المسلمين لدعوتهم إلى الإسلام وده اللي قلناه قبل كده إن إحنا قبل أن نحتاج إلى جيوش جرارة للجهاد نحتاج إلى جيوش جرارة للتعليم والدعوة إلى الإسلام.
ماهر عبد الله: باختصار شديد أقل من دقيقة لماذا نغضب على أميركا وإسرائيل دول تسعى لتحقيق مصالحها المفروض بغض النظر..
يوسف القرضاوي: تسعى لتحقيق مصالحها بذبحي أنا تجد مصلحتها عطشانة تشرب من دمي تجد مصلحتها أنها تريد أن تبني نفسها بهدمي هذا..
ماهر عبد الله: لا هو كان مقصده إنه بدل ما نرد عليهم ونحسن صورة الإسلام هم يسعون لتحقيق مصالحهم فلنسع نحن.
يوسف القرضاوي: بنرد عليهم بنرد الظلم، الظلم الواقع علينا العدوان الواقع علينا لابد أن نرد العدوان بما يناسبه هذا ظلم وقع علينا يجب أن يزول.
ماهر عبد الله: طيب السؤال الأخير من الأخ خالد كان ماذا يجب علينا أن نفعل إذا بنينا البيوت ستهدمها إسرائيل مرة أخرى الأخ مجدي طبيب من المملكة المتحدة في حالة تبرع لإعادة لبناء مسجد..
يوسف القرضاوي: يعني الأخ يريد أن نترك الأخوة في العراء لابد أن يسكن هؤلاء حتى لو اتهدمت نبنيها ثاني أيضا لابد أن نعمل إنما ندع إخواننا يعني يعيشون بلا مأوى هذا غير ممكن يعني..
ماهر عبد الله: طيب شكرا جزيلا لك سيدي وشكرا جزيلا لكم أنتم أيضا نعتذر لكل الذين لم يُتح لنا من الوقت لنرد على أسئلتهم عبر الفاكس والإنترنت ولكن نعدهم أننا سنعود إلى هذا الموضوع مرة أخرى في الأسبوع القادم وبالتالي ستكون هناك فرصة للرد على بعض هذه الأسئلة وإن كنا في الأسبوع القادم قد نحصر الحديث في الحديث عن العنف الداخلي داخل المجتمع المسلم ومبرراته وأساليب الخروج منه إلى أن نلقاكم في الأسبوع القادم تحية مني والسلام عليكم ورحمة تعالى وبركاته بارك الله فيك يا سيدي.