الحرب الرمزية ضد الإسلام
مقدم الحلقة: | ماهر عبد الله |
ضيف الحلقة: |
يوسف القرضاوي |
تاريخ الحلقة: | 30/11/2003 |
– الحجاب الشرعي في الإسلام
– أسس الحوار مع أوروبا العلمانية
– جهود المجالس الإسلامية للتعريف بقضايانا في الغرب
– رفض بعض الدول الإسلامية للحجاب
ماهر عبد الله: سلام من الله عليكم، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج (الشريعة والحياة).
موضوعنا لهذا اليوم سيكون حول الحجاب والمشكلة الأخيرة المتجددة في.. في فرنسا، كمدخل فقط لهذا الموضوع، الحرب الرمزية على الإسلام ليس بالضرورة ضد الإسلام عقيدة وضد الإسلام ديناً، مجلة غربية محترمة جداً تحاول أن تربط بين تعليم القرآن وبين الجهاد، وما بين الحرب وبين الإرهاب، تركيز شديد على تصريحات وزير الدفاع الأميركي في أن هذه المدارس التي تعلم القرآن وتحفظه هي المسؤولة عن تفريخ الإرهابيين، مقتطف من كلام الوزير يقول: إنه في كل مرة نقتل إرهابياً تخرج هذه المدرسة عشرات غيره، في مقال آخر في نفس المجلة المحترمة تركز على هذا الوجه الجديد لهذه الفتاة على أنه وجه أوروبا القادم، هناك خوف حقيقي من أن يتحول تسميه Generation M الجيل M المسلم، وكأن نهاية أوروبا ستنتهي نهاية إسلامية، طبعاً لا نملك إلا أن نتمنى ذلك، ولكن واضح أنه ليس هذا مقصود المقال، إنما هناك هجمة على الإسلام باعتبار أنه سيغير وجه أوروبا، وأظن أن قصة الحجاب ليست بعيدة عن هذا الموضوع.
لمناقشة هذا الموضوع يسعدني أن يكون معي -كالعادة- فضيلة العلامة الدكتور القرضاوي. سيدي، أهلاً وسهلاً بك مجدداً في البرنامج.
د. يوسف القرضاوي: مرحباً بك يا أخ ماهر، بارك الله فيك.
ماهر عبد الله: سيدي، فرنسا تفاخر دائماً على بقية أوروبا بأنها معقل الثقافة من ناحية في أوروبا، وأنها معقل العلمانية في أوروبا، أقوى معقل للعلمانية، هل يمكن فعلاً للحجاب أن يهدد علمانية فرنسا هذه التي تفاخر بها دائماً وأبداً؟
د. يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وأزكى صلوات الله وتسليماته على المبعوث رحمة للعالمين وحجة على الناس أجمعين سيدنا وإمامنا وأسوتنا ومعلمنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهدية وسار على دربه إلى يوم الدين.
أما بعد..
فقبل أن أبدأ حديثي بمناسبة أن هذا أول.. هذه أول مرة لهذا البرنامج بعد عيد الفطر المبارك أتوجَّه بالتهنئة إلى إخواني وأخواتي من المشاهدين والمشاهدات.. والمشاهدات في قطر، وفي بلاد الخليج، وفي بلاد العرب وبلاد المسلمين، وفي كل أنحاء الدنيا حيث يوجد مسلم، أتوجه إليهم بالتهنئة بهذا العيد الذي أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعيد أمثاله عليهم بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما يحب ويرضى، كان بعض شيوخنا يقولون: يعني نسأل الله أن يعيد علينا هذا العيد والمسلمون في أحسن حال، فيقول: يعني نستحي من الله أن نقول والمسلمون في أحسن حال، لأنه لا يُعقل أن ينتقلوا من أسوأ حال إلى أحسن حال مرة.. يقولوا المسلمون في حالٍ أحسن، نسأل الله أن تأتي الأعياد القادمة والمسلمون أحسن حالاً وأفضل مما هم عليه الآن، وأن يكون يومهم خيراً من أمسهم، وغدهم خيراً من يومهم.
الحجاب الشرعي في الإسلام
وبمناسبة حديثنا عن الحجاب أنتهز هذه الفرصة أيضاً لأوجه التهنئة إلى ابنتنا وأختنا الإعلامية المتألقة خديجة بن قنه المذيعة في قناة (الجزيرة) التي أبت إلا أن تلتزم الحجاب، وحسمت أمرها واتخذت قرارها رغم تثبيط المثبطين، ورغم أن من الناس من اتصلوا بها، وأرادوا أن يشككوها في فرضية هذا الأمر، ولكنها لم تبال بهذا ورضيت بهذه الموقف، واتخذته بشجاعة وقناعة التزاماً بشرع الله تبارك وتعالى، نحن نهنئها على هذا، ونهنئ قناة (الجزيرة) أيضاً أنها لم تقف كما تقف بعض القنوات من مثل هذه القضية، هناك قنوات فضائية -للأسف- لا تقبل أن يظهر فيها امرأة محجبة أو مذيعة محجبة، ولذلك تعتبر الأخت يعني خديجة بن قنة إنها أول مذيعة نشرة أخبار في فضائية عربية عامة، هناك طبعاً فضائيات ملتزمة مثل (المنار) أو (اقرأ) أو كذا، أنا بأتكلم عن الفضائيات العامة، يعني فأنا.. أنا نهنئ (الجزيرة) ونشكرها على هذا الأمر، ونرجو أن يكون ذلك أسوة لغيرها من المسلمات المهتديات إن شاء الله.
ماهر عبد الله: يعني هو بس إنصافاً لإذاعة أو فضائية (المنار) كل..
د. يوسف القرضاوي: نعم؟
ماهر عبد الله: إذاعة.. فضائية (المنار) كل يعني مذيعاتها ومقدمات برامجها محجبات.
د. يوسف القرضاوي: ما أنا بأقول لك هذه يعني (المنار) أو (اقرأ) أو كذا دي ملتزمة من أول الأمر، إحنا بنتكلم عن الفضائيات العامة هذه. نعم.
ماهر عبد الله: في.. في.. في هذا الجدل اللي ثار حول مسألة الحجاب في فرنسا شكك البعض، بعضهم حتى يعني محسوب على الفكر الإسلامي بفرضية الحجاب، في تعليقك وتهنئتك لخديجة ذكرت أنه فرض، جزء كثير من التردد، ولعله القصة التي سبقت من سنتين أو ثلاثة، قصة أخرى عن الحجاب في فرنسا، بعض كبار علماء الأمة التمسوا العذر للدولة الفرنسية، وطلبوا من بعض البنات ألا يذهبن إلى المدارس والجامعات بالحجاب على اعتبار أنه ليس فرضاً، هناك من يشكك..
د. يوسف القرضاوي: بعض كبار العلماء؟
ماهر عبد الله: أنا لا أريد أن أذكر أسماء. نعم، بعض الناس..
د. يوسف القرضاوي: لا.. لا.. لا يوجد عالم إطلاقاً، لا يوجد عالم شرعي يعني يقول هذا، لأن هذا أمر يعني أجمعت عليه الأمة بجميع مذاهبها يعني السُنية، والشيعية، والإباضية، يعين شايف في إيران الالتزام، (المنار) دي مش شيعية؟ ملتزمة، يعني ليس بين السُنة ولا بين الشيعة من يقول إنه الحجاب ليس فرضاً، كل المذاهب والفرق والمدارس أجمعت، وليس مجرد إجماع يعني نظري في كتب.. في الكتب، هو إجماع متصل بالعمل، يعني استقر عليه العمل أربعة عشر قرناً، يعني أن.. أنه المسلمون لم تعرف امرأة يعني إذا كان الحجاب، لأن إحنا أيضاً نريد أن نُعرِّف ما المراد بالحجاب في حديثنا الآن الحجاب أصبح له معنى مصطلحي الآن، حينما نقول كلمة الحجاب نقصد به يعني تغطية الرأس بالخمار الذي يغطي الشعر والنحر والعنق والأذن، دا بقى الشيء اللي بنسميه الخمار أو الطرحة، أو الإيشارب، هذا دا.. دا مصطلح جديد، يعني في الحجاب كلمة حجاب (فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ) يعني فيه ساتر، يعني دا أمر آخر، وفيه البعض يقول عن "الحجاب" مثلاً الإمام أبو الأعلى المودودي ألَّف كتاباً سماه الحجاب يقصد به تغطية المرأة من يعني شعرها إلى أخمص قدمها، يعني بحيث إنها تغطي وجهها وكفيها، كل لأ، لا يُرى شيء منها، هذا الحجاب، وهذا ما يراه بعض علماء باكستان والهند وما يراه علماء السعودية إن المرأة تغطي وجهها.
لأ، إحنا لأ.. لا.. لا.. لا نقول هذا، إحنا نرى إن رأي الجمهور إن المرأة يعني من حقها أن تظهر وجهها وكفيها، وبعضهم قال قدميها أيضاً، وعمدتهم في هذا الإجماع العلمي العملي المستقر، عمدتهم في هذا آيتان من كتاب الله، الآية الأولى في سورة النور وهي قوله تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)، فهذا أمر من الله -تعالى- صريح ومباشر للمؤمنات، لم يكتفِ بما وُجِّه إلى المؤمنين، ونقول الخطاب للمؤمنين هو خطاب للمؤمنات، لأ هذا توجيه مباشر وعلني لنساء المؤمنات، يعني (وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا) ما معنى ما ظهر منها؟ البعض بيشدد يقول (مَا ظَهَرَ مِنْهَا) يعني ما كان لابد من ظهوره، مثل الثياب الخارجية وهذا الأشياء لابد أن تظهر، وبعضهم يقول: (مَا ظَهَرَ مِنْهَا) لضرورة كشفته الريح، ولكن أنا أرى إنه لأ (مَا ظَهَرَ مِنْهَا) ما من شأنه الظهور ويشق عليها أن يعني تغطيه وتستره، ويكون في ذلك حرج عليها، وهو ما جاء عن ابن عباس، وعائشة، وأنس، وبعض الصحابة والتابعين أنه إما الزينة نفسها، قالوا: الكحل والخاتم، أو موضع الزينة الوجه والكفان، ويعني وبعضهم قال: السواران، يعني معناها إن يظهر شيء من.
ماهر عبد الله: من..
د. يوسف القرضاوي: من الذراع، وبعضهم أضاف القدمين، فهذه هي الاستثناء، الباقي على الأصل، يعني وذكروا في هذا حديثاً حسَّنه بعض العلماء أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال لها: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يحل أن يُرى منها إلى هذا وهذا، وأشار إلى الوجه والكفين"، وهذا الحديث ضعَّفه بعض العلماء، وحسَّنه الشيخ الألباني بمجموع يعني طرقه وبشواهده، وفيه آية أخرى في سورة الأحزاب (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ)، فالجلابيب هي الملاءة أو يعني الشيء اللي بتلبسه المرأة، وكان بعضهم يلبس هذا ويعني، يقول لهم: لازم تغطوا وتدنوا.. تدنون عليه، بحيث إن ما.. لا يظهر من المرأة ما يغري بها الفساق، كانوا يتتبعون النساء، فالمرأة إذا احتشمت كان هذا دليلاً على جديتها، هي مهمة الحجاب أيه؟ إنه يميز بين المرأة اللعوب والمرأة العابثة، والمرأة الجادة المتوقرة، فإذا ظهرت بزيها واحتشامها لن يطمع فيها أحد، قال (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ)، تُعرف هذه المرأة من ذاك، كما قال: (فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)، اللي في قلبه مرض الشهوة، فهذا إذا وجد شيء يمشي وراءه، كلمة يعني من المرأة فيها نوع من التكسب شوية بتاع يطمع، شافها شوية من زيها سار وراءها، وحاول أن.. أن يعاكسها، فالإسلام يريد أن يحفظ المرأة لتكون يعني قائمة بعملها، ولا تكون أداة من أدوات اللهو، لهو الرجال ولاستمتاع الرجال في الحياة، هي تستمتع بزوجها ويستمتع بها زوجها، إنما الرجل الأجنبي لأ، فيه حدود، وليس هذا هو الإسلام فقط، دا جاء في الأناجيل الأناجيل، الموجودة إلى الآن "لقد كان من قبلكم.. كلام المسيح عليه السلام: "لقد كان من قبلكم يقولون لا تزني والحق أقول لكم من نظر بعينه فقد زنى" من نظر بعينه، حتى النظرة مش..، فالمسيحية متفقة مع الإسلام في هذا، الحضارة الغربية ليست حضارة مسيحية كما يظن بعض الناس، بالعكس هي ضد الحضارة المسيحية تماماً أو ضد الرسالة المسيحية.
[فاصل إعلاني]
ماهر عبد الله: مرحباً بكم مجدداً في هذه الحلقة من برنامج (الشريعة والحياة) والتي بإمكانكم المشاركة معنا فيها بعد موجز الأنباء إما على رقم الهاتف:4888873
أو على رقم الفاكس: 4890865
أو على الصفحة الرئيسية (للجزيرة نت) على العنوان التالي:
www.aljazeera.net
سيدي، الحضارة الغربية ليست مسيحية، يعني هذه ستخرجنا قليلاً عن الموضوع، تتناقض مع ما نتحدث عنه من.. من سنوات عن حرب صليبية، كيف تكون ليست مسيحية في.. في ثقافتها، وأنا أتفق معك في هذا، ولكن في نفس الوقت هناك دوافع في صراعاتها الأخرى معنا، لأنه الحجاب معركة صغيرة إذا جاز لنا أن نسميها معركة.
د. يوسف القرضاوي: أنا أريد أن أبيَّن لك حقيقة مهمة، المسيحية شيء والصليبية شيء آخر، الصليبية ليست المسيحية، المسيحية محبة، الصليبية حقد، الصليبية أحقاد سوداء، ليست من المسيحية في شيء، فالذين يشنون حرباً صليبية على الإسلام ليسوا حقيقة ينفذون تعاليم المسيح، إنما هم ينفذون يعني أفكاراً يعني سوداء أوحى بها الصهاينة إليهم أو أغروهم بها، وأصبحوا أسرى لها، ولذلك بيقال عن المسيحي يعني اليمين المسيحي في أميركا اليمين المسيحي المتطرف المتصهين، فهو يعني ميزته أمران التطرف، والتطرف سواء كان مسيحياً أو إسلامياً يخرج عن، التطرف الإسلامي يخرج عن حقيقة الإسلام، والتطرف المسيحي يخرج عن حقيقة المسيحية، فهو متطرف ومتصهين، لأنه واقع تحت تأثير الصهيونية للأسف، فلا.. فلا تظن أن الصليبية هي معبرة عن المسيحية الحقيقية، وأين هؤلاء من المسيح الذي يدعو بيقول: "أحبو أعداءكم، باركوا لاعينكم، من ضربك على خدك الأيمن فأدر له.." هل هم ينفذون هذا؟ هذا يعني أمرٌ بعيد تماماً عن المسيحية وروحانياتها ومحبتها.
ماهر عبد الله: طب.. فيه مفارقة أخرى في فرنسا تحديداً، وإن كان طبعاً إنصافاً ليست هي البلد الوحيد، من شهور كان فيه مشكلة على مدرِّسة في ألمانيا أيضاً وإن كان صحتها..
د.يوسف القرضاوي: اليوم قرأنا في ألمانيا إن خمس ولايات تمنع الحجاب، هذا.. ومن يومين قرأنا إنه في فرنسا عزلوا محلَّفة مسلمة ارتدت الحجاب، يعني واحدة وصلت إلى درجة محلفة، يعني شخصية لها وزنها في المجتمع ولها قدرها ولها ثقافتها، حتى وصلت.. لأنها ارتدت الحجاب، هل هذا معقول؟ يعني افرض.. بيقولوا لأنها تفقد الحيادية، لماذا تفقد الحيادية؟ مجرد أنها التزمت بأمر ربها فقدت الحياد؟! افرض إنها ما التزمتش ولكن عرفت إنها اسمها فاطمة بنت محمد بن حسين بن عبد الرحمن بن كذا، اسمها نفسه يدل على أنها مسلمة، كونها مسلمة تفقد العدالة والنزاهة والحياد في الحكم على الأشياء؟! هذا معناها إن الحضارة الغربية تأبى التنوع، الحضارة الحقيقية هي التي ترضى بالتنوع، التنوع دا ظاهرة كونية، الله خلق هذا الكون بما سماه القرآن (مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ)، (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ) اختلاف الألوان اللي هي التعبير عن ظاهرة التنوع، التنوع هذا.. لا يمكن أن تثري الحضارة إلا بالتنوع، لماذا تريد أن تلزم الناس بطريقة واحدة ورأي واحد؟ الحضارة الإسلامية لم تقم على المسلمين وحدهم، شاركت فيها أجناس وفصائل وأديان، ناس من.. من المسيحيين ومن اليهود ومن المجوس ومن.. من شرائح شتى من أنواع المجتمع، شاركوا في الحضارة الإسلامية، وكان بعضهم قريباً جداً من الخلفاء ويكافئونهم، وأطباء ومهندسين ومن كل ناحية وجدوا مكانهم في المجتمع الإسلامي وفي ساحة الحضارة الإسلامية ولم تضق بهم ذرعاً، فلماذا يريد يعني إخواننا..
ماهر عبد الله: هذا.. هذا سيدي..
د.يوسف القرضاوي: في الغرب أن يبقوا على لون واحد ونوع واحد ويرفضوا كل الأنواع الأخرى؟ هل هذا من التسامح الذي يدعونا؟ ويقوم هذا في أي بلد؟ في بلد الذي يسمى أم الحريات، في فرنسا التي هي أم الحريات واللي هي تدعي العلمانية، ومفروض إن العلمانية -حقيقة- العلمانية ليست ضد الدين، العلمانية الحقيقية محايدة من جهة الدين، لا تقبله ولا ترفضه، لا تواليه ولا تعاديه، تدع للناس حرية التدين، من أراد أن يتدين لا تمنعه، من أراد أن يكفر لا تمنعه، هذا.. هذا الموقف الحقيقي للعلمانية، إنما العلمانية المعادية هي دي الماركسية.
ماهر عبد الله: ما هو هذا السؤال يعني إذا.. هذه العلمانية بالتعريف النظري عندما تجدها في القاموس، تعريف الديمقراطية عندما تجدها في القاموس، لكن هذا سؤالنا إنه إلى أي درجة هناك ديمقراطية حقيقية وعلمانية حقيقية حتى في الغرب، إذا كان تصطدم، في المحصلة كانت ثقافة منسجمة مع نفسها عندما رأت هذه الألوان المختلفة والتي جزء منها هذا اللون الإسلامي اصطدمت بها ووُضعت الديمقراطية على المحك والعلمانية على المحك، فإلى أي مدى يمكن لنا الآن أن نتحاور مع أوروبا ونتوقع أن ديمقراطيتها وعلمانيتها يمكن أن تكون مفيدة؟
د.يوسف القرضاوي: والله أوروبا بهذا بتغلق الباب أمامنا، نحن ننادي بالحوار، وأنا ناديت بالحوار من سنين طويلة وحاورت يعني بعض الأوروبيين وحضرت مجالس وحضرت حوارات، يعني في ألمانيا وفي إيطاليا وفي فرنسا، حضرت هذه.. ولازلت أنادي بهذا الحوار، بس لابد أن يكون هناك قواسم مشتركة.
[موجز الأخبار]
ماهر عبد الله: الغريب أن القصة التي أثارت هذه الزوبعة تتعلق بفتاتين مسلمتين أبوهما يهودي يساري علماني لا يأبه كثيراً لشأن الدين لا اليهودي ولا المسيحي ولا المسلم وفي روايات لم نستطع التحقق منها بعد أن أمها.. أن أمهما أصلاً مسلمة تحولت إلى النصرانية، وهذا مما أثار الكثير من الجدل في فرنسا كيف لمجتمع علماني يفاخر بعلمانيته ويتشدد في الحفاظ عليها لدرجة أن يمنع الناس حرية التفكير وحرية اللباس وحرية التعبير عن معتقداتهم الدينية، كيف يمكن لهذا المجتمع أن ينتج مثل هاتين الفتاتين اللتين اختارتا بأنفسهما واضح أن الدفع باتجاه الحجاب لم يكن من الأب، وقطعاً لم يكن من الأم بدليل أنها تزوجت يهودي حتى لو لم تتحول إلى النصرانية، فهذا يعني يعتبر من الجرائم الشرعية إذا.. إذا جاز التعبير.
أسس الحوار مع أوروبا العلمانية
سيدي، يتحدثون عن الحرية ويريدون أن يسوِّقوها لنا، يتحدثون عن الديمقراطية ويريدون أن يرغمونا عليها، ويتحدثون عن العلمانية شرط للحرية وشرط للديمقراطية، ومع ذلك في امتحان صغير مثل هذا لا يتقبلون، كيف يمكن لأي حوار أن يكون مجدياً بعد اليوم مع أوروبا أو مع هذا العالم الآخر الذي يستكثر علينا حتى ما نلبس؟
د.يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، من المعروف أن كل مواثيق حقوق الإنسان وكل دساتير العالم الحر كلها تقرر نوعين من الحرية للإنسان لا يجوز أن يُجار عليهما ولا أن يُعتدى عليهما.
الحرية الأولى: الحرية الشخصية، حرية الإنسان فيما يختار لنفسه فيما يأكل وفيما يشرب وفيما يلبس، فيما.. هذا..، كل واحد حر، ولذلك ما حدش بيعترض على اللي بتلبس ميني جيب أو ميكروجيب أو.. حتى فيه عراة بيمشوا في.. في بلاد لهم نادي أندية العراة و..، ما حد بيقول، فالحرية الشخصية.
الحرية الأخرى: الحرية الدينية كل المواثيق والدساتير تقرر الحرية الدينية، ليس لأحد أن يجبر شخصاً على أمر يخالف دينه، طب إذا كنت أنا مسلمة وأرى إن الحجاب دا فرض عليَّ، يعني.. افرض حتى إن بعض العلماء بيقول أنه أنا.. أنا كمسلمة يعني أرى إن دا فرض عليَّ وإنه إذا لم ألبس الحجاب أدخل النار، تجبرني أدخل النار؟! يعني أي حضارة هذه التي تجبر الإنسان أن يفعل ما لا يقبله دينه بحال؟! يعني دا فيه بعض القوانين تبيح للإنسان إذا كان بلده في حرب ويرى إن الحرب ديت لا يجيزها ضميره أو دينه إنه يعفي من.. من الاشتراك في الحرب، ودا واجب قومي ودفاع عن البلد..، كيف يعني الحضارة الغربية التي تزعم أنها حضارة النور والتطور والعالمية والإنسانية إنها تجبر فتاة على أن تخالف دينها وتُغضب ربها وتتمرد على شرعها؟ تجبرها على هذا؟ يعني لا.. لا أرى أي منطق، دا إذا كان مسألة حرية، هي المسألة أكبر من الحرية، يعني مش حرة.. لأ هي بتقول لك أنا ما أنيش حرة، دا أنا.. أنا مقيدة بأنه لابد أن ألبس هذا اللباس، ديني يأمرني بهذا.
يعني الغربيون يتحدثون عن التسامح، هل هذا من التسامح الديني في شيء؟ نحن عندنا نحن المسلمين مش لا نتسامح مع الشخص يعني ما يوجبه عليه دينه لا نمنعه منه أو ما يحرمه عليه دينه لا نجبره عليه، لأ. إحنا أكثر من هذا، دا إحنا التسامح الإسلامي، ما يبيحه دين الشخص له لا نتدخل فيه، وإن كان حراماً عندنا، يعني إحنا عندنا من المحرمات شرب الخمر وأكل لحم الخنزير، هذا موجود في.. في الإسلام، ولكن إذا كان عندنا مسيحيون، هل نجبرهم على ألا يأكلوا لحم الخنزير، نقول لهم لأ ما تأكلوش لحم الخنزير، لأنه عندنا رجس ومحرم، ولا تشربوا الخمر لأنها عندنا من الكبائر وأم الخبائث؟ لأ. الفقهاء حتى بعضهم قال: لو واحد مسلم يعني كسر قنينة خمر لمسيحي من أهل الذمة يغرمها مذهب أبي حنيفة، وهل.. كلهم قالوا يشرب الخمر ولكن بعيداً عن المسلمين، يعني ما يجيش في شارع إسلامي أو في منطقة إسلامية ويفتح خمارة ويروج الخمر بين المسلمين، لأ، إنما هو وجماعته يشربوها، يعني هذا.. يعني أي تسامح مثل هذا؟ فالعجيب.. أنا يعني أريد أن أقول شيئاً، لأني ناقشت بعض الفرنسيين في هذه القضية، كنا في مؤتمر للمستشرقين، في منتصف التسعينيات في القرن الماضي وبعضهم قال إنه الحجاب ده رمز ديني، فبيدل على الطائفة التي ينتمي الإنسان إليها أو الدين الذي ينتمي الإنسان إليه، قلت له: ليس صحيحاً، الحجاب ليس رمزاً دينياً، لأن ما هو الرمز الديني؟ الرمز الديني هو ما ليس له وظيفة إلا الإعلان عن الانتماء الديني للشخص، مثل مثلاً اليهودي بيلبس طاقية في رأسه كده، لا تستر الرأس، إنما هي رمز، الطواقي ديت.. هذا النوع لا يلبسه إلا اليهود فهي رمز ديني. الصليب، أما واحد يضع في.. في صدره صليب من ذهب أو من غير الذهب، هذا ليس له أي وظيفة إلا الإعلان إنه مسيحي.
إنما الحجاب ليس مجرد رمز، دا له وظيفة وظيفة الستر والاحتشام، يعني مش مجرد إنه بيرمز.. بدليل إنه لو واحدة لبست طرحة أو لبست إيشارب أو لبست بونية أو لبست.. يعني ما فيش شكل معين يعني تُلزم به المسلمة المهم أن تستر نفسها، الستر دا وظيفة مطلوبة، فكيف يعد رمزاً دينياً؟ هذا من ناحية.
من ناحية أخرى قلت لهم أيضاً إنه هب أنه رمز.. رمز ديني هل أنتم منعتم أصحاب الرموز الدينية من أن يحملوا هذه الرموز؟ هل منعتم المسيحي إنه يحمل الصليب يعني على.. على صدره أو المسيحية؟ هل منعتم اليهودي إنه يلبس طاقية على رأسه وهو رمز ديني؟ هل منعتم السيخي إنه يلبس عمامته المعينة ديت؟ دا حتى عرفت إن السيخ في فرنسا وفي أوروبا عامة مُعفون من لبس الخوذة عندما يخرج.. يستخرج رخصة للموتوسيكل.. تعرف الموتوسيكل؟
ماهر عبد الله: نعم.. صحيح..
د.يوسف القرضاوي: لابد يقول لك تلبس خوزة، إلا السيخ. خُصُّوا بالإعفاء من هذا وقالوا إحنا عمتنا ديت لا نستطيع أن نتخلى عنها وأُعفوا من هذا..، لماذا المسلمون وحدهم هم الذين يُشدد عليهم؟ في بلد مثل فرنسا فيه خمسة ستة مليون يعني مسلمين في فرنسا، منهم من تجنسوا ومنهم من لهم إقامة شرعية أصلية ومنهم من أبناء فرنسا نفسها، ومثل.. مثل البنتين اللتين تحدثت عنهما وأبوهما هذا اليهودي العلماني اليساري هو الذي يدافع عنهما ويتبنى.. لأنه يرى أن هذا من حق بناته، لماذا يعني تُحرم بناته من هذا الحق؟ فأنا أستغرب يعني من موقف فرنسا، الذي لا يليق بها، يعني كان من عدة سنوات وقعت فرنسا في شيء من هذا حينما منعت كتابي "الحلال والحرام" وهاجت عليها الدنيا حتى هاج عليها اتحاد الناشرين الفرنسيين وقالوا هذا كتاب يدعو إلى التسامح بين الأديان بعضها وبعض، ثم يعني سمحوا به واعتذروا وقالوا كانت غلطة، نرجو إنهم يقولوا مثل هذا في قضية الحجاب ويقولوا إنها غلطة، إن هذا لا يليق بفرنسا ولا بموقف فرنسا ولا بأُم الحريات ولا ببلد العلمانية، لأن هذا ليس من العلمانية في شيء، هذا موقف ضد دين معين، يعني..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]: الأخ عبد..
د.يوسف القرضاوي: هذه الحقيقة عداء مع الإسلام، هذا إغلاق لباب الحوار معه.
ماهر عبد الله: الأخ عبد العظيم يشير إلى مفارقة أخرى يعني إكمالاً لهذا الكلام يقول. من خلال برنامجك هذا أريد أن أوجه رسالة للحكومة الفرنسية إذا كانت حكومة فرنسا منعت ارتداء الحجاب لأخواتنا المسلمات، فهل تستطيع منع غطاء الرأس التي أو الذي ترتديه الراهبات المسيحيات؟ لماذا لا يقع نفس الكلام على الراهبات المسيحيات؟
د.يوسف القرضاوي: نعم هو، لأن الراهبات المسيحيات ملتزمات بدينهن، هذا أقول لك أمر مشترك في جميع الأديان، الراهبة لأنها ملتزمة بدينها تغطي بهذا..، لا يمكن أن يمنعها، ونحن نؤيد هؤلاء الراهبات، ونرى أن موقفهن موقف سليم، وفي بلادنا يعني لا.. لا نمنع أحد يعني في بلادنا من أنه يمارس شعائره ويؤدي واجباته الدينية.
ماهر عبد الله: لكن هو فيه السؤال في الحالة الألمانية كان أوضح منه من الحالة الفرنسية، في الحالة الألمانية المحكمة الدستورية عندما نظر في الموضوع خبراء في القانون، خبراء في دستور الدولة، أقروا بأن من حق المدُرِّسة أن تذهب إلى عملها مرتدية الحجاب، لكن تركت أمر التفاصيل للحكومات المحلية، الحكومات المحلية ليست معنية بالتفاصيل الدينية والتسامح، ارتأت ألا تسمح لهذه المدُرسِّة بأن تعمل ففيه ثقافة عامة دارجة لا تقبل التسامح، وفيه المرجعية القانونية الكبرى -إذا جاز التعبير- ممثلة في المحكمة الدستورية، يعني بمعنى عندما تطرح القضية على خبراء يدركون أن من حق المرأة أن ترتدي ما تشاء، هل مشكلتنا مع علمانية فرنسا كدولة أم مع ثقافة دارجة في المجتمع الفرنسي تستغرب هذا؟
د.يوسف القرضاوي: المجتمع الغربي يعني بصفة عامة، وإن كان يختلف بعضه عن بعض، لأن فيه بلاد فيها تسامح كبير، وفيه بلاد أقرت للمسلمين حتى اعتبرت يعني الدين الإسلامي ديناً رسمياً، ويعني تُعلِّم المسلمين في مدارسها الدين وتسمح للمسلمين أن يتعلموا الدين في مدارس الحكومة الرسمية، تختلف البلاد بعضها ولكن يعني هو هذه ثقافة في الحقيقة متوارثة، وتحمل يعني بذور من التعصب لا تليق بالحضارة التي تسمى حضارة الحرية، أين الحرية إذا كنت تتعصب ضد يعني دين آخر ودين يعني ليس يعني أتباعه ليسوا بالقليلين؟ يعني المسلمين في ألمانيا ملايين وخصوصاً إخواننا الأتراك هناك، وبعضهم اكتسب الجنسية لأنه صار له مدة، وبعضهم مقيم إقامة يعني قانونية، والمسلمون في فرنسا أكثر وأكثر، المسلمون في بريطانيا، المسلمون موجودين في أوروبا كلها، فالواقع إن المشكلة مشكلة هذه الثقافة المتوارثة التي تحمل هذا التعصب وهي يعني حقيقة، تناقض الفكرة المتعارفة عن أن الحضارة الغربية حضارة الحريات والتسامح، أي تسامح يعني في هذا، هذا يعني هو التعصب المطلق يعني فلا يخدعنا بقى الغربيون بيقولوا إن إحنا أصحاب الحضارة وأصحاب الحريات ونحن متسامحون ونحن.. ونحن.
ماهر عبد الله: طيب كيف تفسر على جانب سياسي صرف فرنسا تعامل الحجاب هذه المعاملة، وحقيقة حتى رأي الشارع في الاستطلاعات أسوأ من رأي المدارس، الرأي العام في فرنسا ضد فكرة الحجاب، لكن في نفس الوقت تجد فرنسا يمكن الدولة الأوروبية الأكثر تأييداً للقضايا العربية وقضايا الإسلام في العالم، كيف نفسر هذا الجمع بين هذين النقيضين؟
د. يوسف القرضاوي: هذا يعني.. القضايا السياسية هذه يعني قضايا يعني الأوروبيين أنفسهم يعبرون عنها يقولون: ليس لنا أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون وإنما لنا مصالح دائمة، فالمواقف السياسية تدور يعني وفق المصالح الآنية وهي لا ثبات لها ولا دوام كثيراً ما تجد الشخص الآن معك وغداً تراه ضدك وبعد غد تراه عدوك يعني إنما المشكل هذا مشكل فكري ثقافي يعني في الحقيقة، هذا يعني ينخر في قضية الحرية الفكرية والدينية والشخصية.
ماهر عبد الله: طب تسمح لي.
د. يوسف القرضاوي: عند أهل الحضارة الغربية نفسها.
ماهر عبد الله: طب تسمح لي هنا، يعني مع كثرة المراكز الإسلامية في.. في أوروبا وفي أميركا تجد دولة مثل أميركا تقريباً في كل العواصم لها مراكز ثقافية، غير السفارات، قد تكون تابعة للسفارات مهمتها تبادل ثقافي، مهمتها نشر الثقافة الأميركية، المجلس البريطاني British council مشهور في العالم كله يمكن جزء كبير من ميزانية وزارة الخارجية يذهب لـ..، لماذا لا نقوم بأدوار نحن مماثلة، ليس كعلماء ليس كحركات إسلامية ولكن كدول جزء من تلميع هذه الصورة.
[فاصل إعلاني]
جهود المجالس الإسلامية للتعريف بقضايانا في الغرب
ماهر عبد الله: سيدي، ماذا.. هل جهودنا أين هو المجلس العربي؟ أين هو المجلس الإسلامي الذي يقوم بـ 10% مما يقوم به المجلس البريطاني كمثال على ما تقوم به هذه الدول الكبرى، في توضيح، وهي ليست بحاجة إلى دعاية وإعلان هي أثبتت حضورها بنجاحاتها بتكنولوجياها باستعمارها السابق لنا، ومع ذلك لا يَكلُّون ولا يملُّون في التعريف لما عندك؟
ماذا نفعل نحن مقابل ذلك؟ لغسل هذه الصورة التي نتحدث عنها؟
د. يوسف القرضاوي: يعني للأسف أمر نشكو منه دائماً أننا مفرطون ومقصرون كل التقصير في حق رسالتنا وثقافتنا وحضارتنا، نحن على المستوى الديني، وعلى المستوى الثقافي وعلى المستوى السياسي، وعلى المستوى الحضاري العام متخلِّفون جداً، نحن لا نقوم بأدنى شيء وإحنا يعني قضيتنا على المستوى السياسي وإحنا وقضيتنا أعدل قضية، للأسف لم نستطع أن نسوِّقها ونروجها في العالمين وندافع عنها في مقابل ما يفعله الصهاينة بالنسبة لقضيتهم، بالنسبة للناحية الدينية، يمكن أثرنا هذا في بعض الحلقات، نحن لم نستطع أن نبلغ رسالتنا إلى العالم.. الرسالة الإسلامية الدينية، فيه 3000 مليون على الأقل يعيشون ويموتون ولم يسمعوا على الإسلام شيئاً، ومثلهم سمعوا عن الإسلام صوراً شائهة مزورة مزيفة، أين موقفنا؟ الناحية الثقافية أيضاً الترويج لحضارتنا وخصائصها وتنوعها وسماحتها، هذا للأسف لم نقم به، وكثير من حتى المراكز الشعبية والأهلية فيه بعض المراكز تقوم بدور إيجابي ولكن كثير من المراكز مشغولة بالخلافات الفرعية والفقهية ويمكن بعضهم مهمتهم إنهم قاعدين يقولوا المرأة تتنقب، يعني إحنا بندافع عن الحجاب، هم قاعدين يدافعوا عن النقاب حتى في داخل أوروبا، يعني فنحن لم نعرف ما أسميه فقه الأولويات، ما هي الأشياء المهمة والتي تأخذ رقم واحد في القائمة، ويجب أن نبذل لها هذا كله، وأين مؤسساتنا الكبرى؟ أين الجامعة العربية؟ أين منظمة المؤتمر الإسلامي؟ أين الجامعات الكبرى؟ أين المؤسسات الدينية؟ الأزهر وأين الجامعات؟ هذا.. نحن مقصرون فيه غاية التقصير، ولذلك يعني لا نلوم الناس إذا أساءوا فهمنا في قضية في غاية البساطة والسهولة، ومن القضايا الإسلامية الأولية مثل قضية الحجاب.
ماهر عبد الله: طيب، تسمح لي نسمع من الإخوة المشاهدين، نسمع من الأخت ليلى من فرنسا، أخت ليلى، تفضلي.
ليلى بن محمد: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: وعليكم السلام ورحمة الله.
د. يوسف القرضاوي: عليكم السلام ورحمة الله.
ليلى بن محمد: يعني شكراً للدكتور القرضاوي فيما أشار إليه في آخر مداخلاته، للأسف المسلمون ضائعون في فرنسا، أنا يعني مسلمة.. حاملة الجنسية الفرنسية، مقيمة منذ أكثر من 23 سنة، أعتقد الموضوع أو المشكلة ليست مشكلة حجاب بقدر ما هي.. مشكلة هوية، المسلم ضائع ليس له يعني مكان يلتجئ إليه للإطلاع أو معرفة إسلامه، نحن نعرف أن في.. صورة الإسلام مشوهة في الغرب للأسف، صورة المسلم مشوهة، بقدر ما.. وأعتقد أن ستة ملايين من المسلمين على ستة وستين مليون مسلم.. مليون فرنسي هي فئة معينة يعني، والمفروض أن الأقلية تحترم الأغلبية، وتتعايش باحترام، ولكن المسلم أو أبناء المهاجرين يعطوا فكرة مغايرة للإسلام كما عرفناه اللي هو التسامح و.. و.. واحترام الغير، فلذلك أصبح الحجاب وهي الآن الصورة صورة الإسلام أصبحت تقتصر في الحجاب، الكل يعني ضد.. ضد الحجاب، لكن لنبحث عن الأسباب الأصلية، وهو أن المسلم لا.. لا يحترم الآخرين، لا يتصرف يعني كفئة أقلية، إحنا عارفين يعني مثلاً اليهود يعني فئة يعني قليلة لكن يحترمون يعني قواعد لعبة الديمقراطية أو الجمهورية بالاحتفاظ بهويتهم، لكن المسلم لا يحتفظ بذلك، وشكراً.
ماهر عبد الله: أخت.. أخت ليلى، نقطة جديرة بالاهتمام، تسمعي -إن شاء الله- تعليق منها.. من الشيخ عليها، نسمع من الأخ على الأحمد من لندن، الأخ علي تفضل.
علي الأحمد: سلام عليكم.
ماهر عبد الله: وعليكم السلام ورحمة الله.
د. يوسف القرضاوي: وعليكم السلام ورحمة الله.
علي الأحمد: الله يجزيكم الخير، أول شيء بدي أبارك للأخت اللي تحجبت جديد (بالجزيرة)، وأرجو من الشيخ أن يُشجِّع الأخريات، يعني شيء جيد جداً وممتاز اليوم اللي رأيناه من الأخت اللي تحجبت في (الجزيرة)، بعدين الشغلة اللي بدي أحكي عنها بالنسبة للشيخ الله يجزيه الخير دائماً دائماً، بيحكي على فقه الأولويات، طيب الآن فيه حرب على الحجاب في تونس، حرب.. حرب حقيقية، يعني يحارب المرأة التي تتحجب يعني تمنع من كل شيء، حتى من الولادة في المستشفى، في تركيا أيضاً حرب على الحجاب يعني في.. في سوريا في فترة من الفترات نزع الحجاب في الشارع، في الشارع نزع الحجاب من على رأس المحجبات في فترة من الفترات، و.. وأُلزم.. وأُلزمت المدارس بالاختلاط كانت هناك90% من المدارس في سوريا ليس فيها اختلاط، فرضوا الاختلاط فرض، يعني صح يعني إحنا نؤيد أن تذهب إلى فرنسا وتناقش وتحاور وتطلب وإلى آخره، ولكن في بيتنا نحن في بيوتنا في تونس وفي سوريا وفي.. وفي.. وفي يعني قصدي من الشيخ الله يجزيه الخير، يعني متى ننتقل من مرحلة أن نتكلم وأن..
ماهر عبد الله: أخ علي.. أخ علي، هذه نقطة برضو جديرة بالاهتمام، مشكور جداً عليها، نسمع من الأخ عبد الرحمن من السعودية، أخ عبد الرحمن تفضل.
عبد الرحمن: آلو.
ماهر عبد الله: تفضل.. تفضل.
عبد الرحمن: السلام عليكم ورحمة الله.
ماهر عبد الله: وعليكم السلام ورحمة الله.
د. يوسف القرضاوي: وعليكم السلام ورحمة الله.
عبد الرحمن: أنا أحبك في الله يا شيخ القرضاوي.
د. يوسف القرضاوي: أحبك الذي أحببتنا من أجله يا أخي، بارك الله فيك.
عبد الرحمن: إن حال المرأة المسلمة في المجتمعات الغربية ليست وليدة حينها، بل إنها منذ.. منذ زمنٍ بعيد ونرى نحن هنا في السعودية أن جميع..
ماهر عبد الله: طب نسمع من الأخ محمد من فرنسا، أخ محمد تفضل.
محمد: سلام عليكم.
ماهر عبد الله: وعليكم السلام ورحمة الله.
يوسف القرضاوي: وعليكم السلام ورحمة الله.
محمد: الشيخ القرضاوي حياك الله.
يوسف القرضاوي: حياك الله وبيَّاك يا أخي، تفضل.
محمد: شيخ سؤال من فضلك، كيف.. قضية الفتيات في الجزائر.. في فرنسا، هل على بناتنا أن يذهبن إلى المدرسة أو أن ينزعن حجابهم؟ وقضية أخرى أريد أن أشكر الأخت خديجة بن قنه على الحجاب لها وأقول لها أنها حتى أن الصحافة الفرنسية قد كتبت عليها بسوء..
د. يوسف القرضاوي: سوء.
محمد: بسوء.
د. يوسف القرضاوي: سوء..
محمد: وحفظكم الله، وأريد منكم الجواب، وشكراً.
ماهر عبد الله: شكراً.. شكراً.. شكراً يا أخ محمد، لو بدأنا بسؤال الأخ محمد سيدي، أيهما أولى لو انتهى الأمر إلى هذه المفاصلة، أيهما أولى عند البنت أن تسعى إلى تعليمها أو أن ترتدي الحجاب؟
د. يوسف القرضاوي: لأ، هو عندما يكون الأمر أمر ضرورة، الضرورات لها أحكامها، ولكن يعني نحن لا نريد أن نفتي بهذا حتى يعني لا يصبح هذا تُكأَة للحكومة الفرنسية وتقول أنتم المرأة يجوز للضرورة، يعني هذا، الأصل إننا نرفض هذا، ونطالب بحق المرأة المسلمة في أن تلبس حجابها كما تشاء لأن هذا من الحرية الدينية، ومن الحرية الشخصية، ومن حقوق الإنسان، إنما عند الضرورة، الضرورات يعني تبيح المحظورات، أنا لا أقول للمسلمة إنها تُحرم من التعليم ولكن عند الضرورة أقول عليها إن هي تلبس الحجاب ولحد ما تروح عند باب المدرسة تخلع الحجاب في.. عن رأسها، والمشكلة كلها في الرأس، وتضعه في شنطتها، وبعدين.. لحد ما تدخل.. وبعدين تطلع عند النزول يعني في هذه الحالة، لكن لا نقول هذا إلا عند الضرورة القاهرة.
رفض بعض الدول الإسلامية للحجاب
ماهر عبد الله: طيب. لو.. لو رجعنا إلى سؤال الأخ علي، وأنا أعتقد إنه سؤال منصف ومنطقي، يعني نحن نتهم الثقافة الفرنسية ونتهم بقايا صليبية ونتهم إلحاد علماني، لكن هذا تاريخياً له مبررات، نحن في حالة صراع قرون، لكن كيف نفسر أن.. أن تتبنى بعض الدول العربية المسلمة، لن ندخل في.. في تفاصيل الأسماء كما ذكر الأخ أحمد، تقف نفس الموقف عملياً الذي تقفه الثقافة الفرنسية من الحجاب.
د. يوسف القرضاوي: هذا مدهش يعني الحقيقة، هذا مما يعني يندى له الجبين ولا ينقضي منه العجب، أن يقع هذا في بلادنا العربية و.. و.. والإسلامية، هذا أنا سميته التطرف العلماني مش إحنا بنشكو.. بنشكو من التطرف الديني أو التطرف الإسلامي، هناك تطرف أشد منه خطراً وهو التطرف العلماني، التطرف الإسلامي سببه هذا التطرف العلماني، التطرف الذي لا يسمح للمرأة أن تدخل المدرسة محجبة أو تدخل الجامعة أو توظَّف في وظيفة عامة أو تدخل المستشفى للعلاج أو حتى للولادة كما أشار الأخ، هذا في الحقيقة جناية، هذا.. هم الذين يتبنون فلسفة تجفيف الينابيع، ينابيع التدين، في التعليم وفي الإعلام وفي الثقافة، بحيث لا يدر شخصية تلتزم بالإسلام ويخرج.. يبقى مجتمع متميع، لا جذور له ولا دين له ولا إيمان عنده، هذا هو الخطر، وهو أنا يعني كشفت هذا في كُتبي وفي محاضراتي وفي.. وفي هذا البرنامج سابقاً، وغضب من غضب وسخط من سخط، وأنا لا يهمني سخط الناس ما دمت أرضي الله عز وجل، نحن ننكر هذا على البلاد التي تفعل هذا، وللأسف هم أيضاً تلاميذ يعني الثقافة الغربية والحضارة الغربية ما يحسب لهم..
ماهر عبد الله: هو الحقيقة فيه جانب ثاني إنه بعض المثقفين العرب أصلاً يضغطون على الحكومات الغربية، جزء من صراعهم مع الإسلاميين في بعض..
د. يوسف القرضاوي: مثقفين.
ماهر عبد الله: ونشرك..
د. يوسف القرضاوي: وبعض المثقفين العرب اتصلوا بالأخت خديجة بن قنه وقالوا لها أيه اللي أنت عاملاه في نفسك دا، ومش عارف أيه، يعني أنتم يا أخي يا سبحان الله المرأة لما تفعل في نفسها ما تشاء وتتعرى، ما حد بيقول لها أنت بتعملي كده، ولما واحدة تلتزم بشرع الله و.. وتقوم بالواجب، يقول لها القائلون ويوسوس لها الموسوسون، وزي ما بيقولوا الأخ حتى فرنسا يعني بدأت أنهم يسوؤهم مثل هذا الموقف، نسأل الله أن يثبت أختنا يعني خديجة على هذا الموقف، وأن تكون قدوة لغيرها إن شاء الله.
ماهر عبد الله: الحقيقة فيه أكثر من تهنئة برضو ومن على على الإنترنت للأخت خديجة، نسمع من الأخ أحمد علوي من الجزائر، الأخ أحمد تفضل.
أحمد علوي: آلو.
ماهر عبد الله: تفضل سيدي.
أحمد علوي: مساء الخير.
ماهر عبد الله: مساء النور.
أحمد علوي: أود أن أبلغ تحيتي إلى شيخنا الكريم.
د. يوسف القرضاوي: حياك الله يا أخي.
أحمد علوي: أخي أحمد لي مداخلة بسيطة، أنا.. نحن مسلمون في بلاد الإسلام والبلاد العربية بصفة عامة لم نتمكن إلى حد الآن من أن.. أن نسيطر على بناتنا يعني في بلادنا، فكيف يتسنى لنا أن ندافع عن مسلمات أخريات في فرنسا وبلاد الغرب بصفة عامة؟ أرجو أن تكون الفكرة قد بلغت، وأشكر جزيلاً على البرنامج، وشكراً.
ماهر عبد الله: طب شكراً يا سيدي، نسمع من الأخ عارف شرف من الأردن، الأخ عارف تفضل.
عارف شرف: السلام عليكم.
ماهر عبد الله: وعليكم السلام والرحمة.
د. يوسف القرضاوي: وعليكم السلام ورحمة الله.
عارف شرف: أستاذنا الجليل الشيخ يوسف القرضاوي.
د. يوسف القرضاوي: حياك الله يا أخي، تفضل.
عارف شرف: لأهل الذمة في ديار المسلمين أحكام منصوص عليها، يعمل بها في بعض من تلك الديار، تسمى أحكام غير المسلمين في ديار الإسلام، ولكن ليس للمسلمين في غير ديار الإسلام أحكام ينبغي لهم العمل وفقها، هذا فيما أظن لأني لم أقرأ كتاباً أو مرجعاً ينص على أحكام المسلمين في غير ديار الإسلام، من الذي يفعله الحبيب بلخوجة أو الخواجة في مكة المكرمة في مجمع الفقه الإسلامي لماذا لا يضع مؤلفاً في هذا الموضوع بمساعدة إخوانه هناك؟ ونحن بأَمَس الحاجة إلى أحكام المسلمين في غير ديار الإسلام حتى ينير لهم الطريق، والله يحفظكم والسلام عليكم.
ماهر عبد الله: شكراً أخ عارف ونسمع من الأخ أحمد من.
د. يوسف القرضاوي: أحب بس أن أعلق على الأخ.. سؤال الأخ هذا، يعني أنشئ منذ يعني بضعة عشر سنة مجلس يسمى المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث وهذا المجلس يُعنى بما نسميه فقه الأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة.
أنا حينما ألفت كتابي "غير المسلمين في المجتمع الإسلامي"، قال لي بعض الإخوة يعني ليتك يعني تؤلف كتاباً اسمه "المسلمون في غير المجتمع الإسلامي"، فالإخوة الذين أنشأوا هذا يعني المجلس، اتحاد المنظمات الإسلامية، وشرَّفوني برئاسته، والمجلس عقد حوالي تسع دورات ويعني أصدر فتاوى وبحوثاً، ويصدر مجلة علمية تشتمل على بحوث هامة جداً، وتؤصِّل فقه الأقليات، وتفتي هذه الأقليات يعني بما تحتاج إليه، فأنا يعني أُحب أن أقول للأخ إنه ما يعني يحرص عليه ويسعى إليه وُجِدَ يعني شيء منه، ونرجو أن يسد شيئاً من الفراغ إن شاء الله.
ماهر عبد الله: نسمع من الأخ أحمد درديري من قطر، أخ أحمد تفضل.
أحمد درديري: مساء الخير، السلام عليكم.
ماهر عبد الله: عليكم السلام، تفضل.
د.يوسف القرضاوي: عليكم السلام ورحمة الله.
أحمد درديري: كيف حالك يا شيخ؟
د.يوسف القرضاوي: حيَّاك الله يا أخي.
أحمد درديري: كل عام وأنت طيب يا أفندم.
د.يوسف القرضاوي: وأنت بالصحة والسلامة.
أحمد درديري: لي سؤال ومداخلة لو سمحت بسيطة.
ماهر عبد الله: تفضل.
أحمد درديري: دلوقتي سعادتك الناس دي بتعاملنا معاملة من زمن، معاملة غير آدمية، الإسلام عموماً، والحروب الصليبية بدأت من قبل الصهاينة ما يبقى لها دولة ويبقى لها كيان، يعني من زمن بعيد ودُول حاطينا هدف لهم القضاء علينا، فإحنا جعلنا من أنفسنا في الأرض مستضعفين، هم عندهم يقول لك من ضربك على الخد الأيمن فأعطه الأيسر، إحنا عندنا العين بالعين والسن بالسن، فلماذا لم يشن..
د.يوسف القرضاوي [مقاطعاً]: عندنا.. عندنا برضو يا أخي يعني (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ).
أحمد درديري: يعني هم بأقول لك يعني إحنا مش مستضعفين في ديننا، يا شيخ القرضاوي مش مستضعفين في ديننا، ديننا بيدعو للقوة، (وَأَعِدُّوا لَهُم)، إحنا ليه ما نعاملهمش بالمثل لما ييجوا عندنا؟ كل اللي لابس صليب يتشال في المطار، كل اللي لابس، اللي ماشيه.. سفور وكاشفة عن جسمها تلبس مادام هتخش بلادنا، تلبس وتتبع شريعتنا وتتبع الإسلام زي ما إحنا بنتبع عندهم، أو زي ما بيفرضوا علينا إن إحنا نخلع الحجاب، ونخلع الهدوم الزي الإسلامي بتاعنا، ومع تحياتي للأخت خديجة، تحية من القلب، وربنا يقوي إيمانها وتثبت على الحجاب، وشكراً جزيلاً والسلام عليكم.
ماهر عبد الله: شكراً أخ أحمد، شكراً جزيلاً لك، سيدي، الأخت ليلى تقول: أنه جزء من المشكلة.. قد يكون جزء من المشكلة أن المسلمين في فرنسا كأقلية من خلال مسلكياتهم قد يساهمون في تكريس صورة سيئة عن الإسلام، وبالتالي يبررون ردات الفعل غير المنطقية من المجتمع الفرنسي، هل.. هل تتفق مع شيء مما تقول؟
د.يوسف القرضاوي: هو في هذا له يعني.. يعني بعض الأساس، يعني وليس كل شيء، يعني هناك مسلمون للأسف نتيجة يعني إن المسلمين أيضاً يعني أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية سيئة، وأن كثيراً منهم لا يحظون بالتعليم الكافي، وأن كثير منهم لا يريدون العمل، ويعانون من البطالة، وأنه لا يوجد التوجيه الديني الكافي، لا توجد المدارس الدينية، والمساجد والمجتمعات، هناك يوجد يعني خلل، يعني في هذا، وهذا ما يجعله هو دا أيضاً نوع من التقصير اللي إحنا قلنا عليه، الأمة مقصرة في كثير من الأشياء، ومنها التقصير.. التقصير في توجيه هذه الأقليات التي أصبحت بالملايين، لابد أن نبذل جهداً، يعني الأمة الكبرى عليها أن تبذل جهداً في هذا، والمراكز الإسلامية عليها أن.. أن تهتم بهذا، أن تدع الخلافات والمعارك المفتعلة من أجل القضايا الجزئية التفصيلية الفرعية، التي تلتهم أوقات المسلمين وجهودهم، ويوجهوا المسلمين إلى ما هو الأفضل، هذا هو يعني.
ماهر عبد الله: لأ هذا يعني دخلنا في سؤالها الأول هي قالت أو تعليقها الأول أنه المشكلة في فرنسا وغير فرنسا أكبر من الحجاب، سمتها هي مشكلة هوية، إنه نتيجة غيابها..
د.يوسف القرضاوي: آه.. ليس الحجاب هو المشكلة الوحيدة، لأنه.. دا مشكلة المُلتَزِمات، يعني الطائفة الملتزمة تجد هذه المشكلة، اللي مش ملتزم ما عندوش مشكلة، وهم الأكثرية للأسف يعني، الأكثرية غير ملتزمين وغير ملتزمات، إنما هذه الأقلية التي تلتزم، هي التي تجد هذا الشوك في.. في طريقها، فنحن نناقش الفرنسيين خاصة، والأوروبيين عامة في هذه القضية، يعني نريد أن يعني نقنعهم بأن هذا لا يليق بحضارتهم، ولا يليق بفلسفتهم، للحياة، ولا بفكرتهم العلمانية، بأصلها، ولا بحسن الجوار والحوار الذي نريد أن نقيمه بين الأطراف المختلفة، لا يمكن أن يُفتح باب حوار وباب تسامح إذا كانوا يتعصبون ضدنا بهذه الطريقة، دي.. دي القضية، وكوننا نهتم بهذا، لا يعني هذا إنه إحنا أهملنا قضية الحجاب في تركيا، وأهملنا قضية الحجاب في تونس، وأهملنا..، لأ.. لا هذا يعني شيء ليس معناه إنه إهالة التراب على الأمر الآخر، إنما نحن نأخذ الشيء بمناسبته، اللي أثار هذه القضية قضية البنتين دُوُلا وهذا.. أبوهم الذي يدافع عنهم، هو الذي أثار هذه القضية، وهي مثارة باستمرار، ولا تزال يعني تنزف..
ماهر عبد الله: طيب نسمع من الأخت إيناس من فرنسا، أخت إيناس تفضلي، أخت إيناس معنا.
إيناس: السلام عليكم ورحمة الله.
ماهر عبد الله: وعليكم السلام والرحمة
د.يوسف القرضاوي: عليكم السلام ورحمة الله.
إيناس: أنا إيناس من فرنسا، أنا من أصل تونسي، أنا محجبة والحمد لله، (…) في.. في فرنسا (…) عليه في.. كنت.. كنت أدرس في تونس..
ماهر عبد الله: أخت إيناس، أخت إيناس يعني الكلام صعب، لأنه يبدو بتتصلي من جوال، والاتصال فيه، يا ريت تعطي التليفون للشباب، هم ممكن يعاودوا الاتصال فيكِ بخط أوضح، نسمع من الأخ عامر العراقي من بريطانيا، أخ عامر تفضل.
عامر العراقي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ماهر عبد الله: عليكم السلام والرحمة.
د.يوسف القرضاوي: عليكم السلام ورحمة الله.
عامر العراقي: تحية لك يا أخ ماهر ولضيفك الكريم.
د.يوسف القرضاوي: حياك الله.
عامر العراقي: الحقيقة عندي مداخلتين، وأرجو أن تتكرَّم عليَّ، وأن لا تقاطعني مثل كل مرة.
ماهر عبد الله: إذا ما طولت.. إذا ما طولت ما أقاطعك.
عامر العراقي: المداخلة الأولى فيما يتعلق بمسألة مخاطبة الغرب من حيث مفاهيمهم عن الحرية خصوصاً والذي تفضل به الشيخ، فنحن لا نستطيع أن نحاور الغرب، مؤسسين كلامنا على مفاهيمهم التي هي أصلاً تناقض الإسلام، فمفهوم الحريات إذا نظرنا إليه بمجموعه فإنه يناقض الإسلام جملة وتفصيلاً، وإذا طالبنا الغرب بإقرار مسألة الحجاب على أساس الحريات، فإننا نقر بذلك بما هو عكس الحجاب الذي هو التعري، وهذا مناقض لدين الله سبحانه وتعالى، فحوارنا مع الغرب أو مع المسلمين أو مع أي إنسان يكون مؤسَّساً على شيءٍ واحد وهو حكم الله سبحانه وتعالى، الحكم الشرعي الذي لا تنازل عنها..
د.يوسف القرضاوي [مقاطعاً]: هم يا أخي لا يؤمنون بحكم الله، عجيب هذا والله.
عامر العراقي [مستأنفاً]: هذه النقطة الأولى. المسألة الثانية، يا أخي العزيز فيما يخص مسألة الحجاب، أو مسألة التعامل مع الغرب، فحقيقة ليس هناك حوار مع الغرب، والشيخ تفضل وتكرم وقال: إنه الغرب يقرون جميع الأديان الأخرى على كل ما يفعلونه إلا الإسلام، والسبب في ذلك أن صراعنا مع الغرب هو صراع فكري، والغرب يدركون جلياً أن الإسلام هو نظام للحياة، نظام يقتلع ويرفض جميع الأنظمة الأخرى، ولا يقبل بغير حكم الله بديلاً، فالغرب يجب عليهم محاربة هذا الدين، وهذا النظام للحياة من أجل أن يقروا أنظمتهم هم، فهذه المسألة، أو هذه المحاربة هي..
ماهر عبد الله[مقاطعاً]: طيب أخ.. أخ عامر.. أخ عامر نقطة واضحة، وإن شاء الله تسمع تعليق، إن شاء الله تسمع عليها، مشكور جداً على مداخلتك، نسمع من الأخت إيناس مرة أخرى، أخت إيناس، تفضلي.
إيناس: السلام عليكم ورحمة الله، أعود للحديث، كنت قلت بأنني طالبة من تونس، أدرس بفرنسا، وأدرس بالجامعة الفرنسية بحجابي، وأعتقد أن المشكلة في فرنسا فقط في المدارس.. المدارس الابتدائية، والمعاهد الثانوية، وليست في الجامعات، على العكس من الأمر في تونس، لأن لديَّ أخواتي في تونس ويتعرضن لعديد.. العديد.. العديد من المشاكل في الشارع، وفي سبتمبر مثلاً في.. في سبتمبر هذا.. هذه السنة تم نزع حجابهن مباشرة في الشارع، وأعتقد أن.. أن ليس من الطبيعي أن أطالب دولة ليست مسلمة بأن تحترم اللباس الإسلامي، في حين أننا في دولة إسلامية ولا نجد أبسط الحقوق الإسلامية، ويعني.. يعني احتار كيف.. كيف العمل؟ على كلٍ أنا أعتبر أنني هنا في فرنسا أكثر نعمة -والحمد لله- وفي حرية أكثر بكثير كثير.. بكثير من.. من.. مما هو الحال في.. في تونس، فالأجدر والأولى أن.. أن نحارب هذه المشاكل في بلادنا العربية والإسلامية قبل أن نطالب من ليس.. من ليس بمسلم باحترام إسلامنا.
ماهر عبد الله: أخت.. أخت إيناس نقطة.. نقطة جميلة أخت إيناس، وإن شاء الله علق عليها الشيخ already.. نسمع من الأخ عبد السلام سعدون من سويسرا، وأرجو أن تكون هذه المكالمة الأخيرة، وباختصار أخ عبد السلام تفضل.
عبد السلام سعدون: السلام عليكم ورحمة الله.
ماهر عبد الله: وعليكم السلام والرحمة.
د.يوسف القرضاوي: عليكم السلام ورحمة الله.
عبد السلام سعدون: أولاً اسمح لي أن عندي نقطتين حبيت أوضحهم، ونرجو أن نأخذ رأي الشيخ الله يبارك فيكم.
النقطة الأولى أنه المشكلة في تونس بالدرجة الأولى أن نقول كلمة الحق سواء على أنفسنا أو على النظام التونسي، والحركة الإسلامية قد أخطأت حين جعلت الإسلام، جعلت نفسها تنطق باسم الإسلام، على الدرجة الأولى، ثم الحالة الثانية النظام أخطأ حين ضرب الحركة الإسلامية، وحارب الإسلام، فهو يحارب الإسلام باسم الحركة الإسلامية، وكل أخت تلبس الحجاب تعتبر في تونس هي من إنها تابعة للحركة الإسلامية داخل تونس، وهذه المشكلة كبيرة، فهذه النقطة واضحة وأرجو من النظام التونسي أن يرفع يديه على.. على الإسلام، لأنه نحن كشعب ضحية منه وضحية من الحركة الإسلامية حين تخطأ، فهذا..
والحالة الثانية أننا ننسى كمسلمين أن الغرب اللي متمثل في اليهود والنصارى يحاربوننا ليلاً ونهاراً، أحببنا أم كرهنا، ربنا -سبحانه وتعالى- يقول (هَا أَنتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ) ونحن مازلنا نكن لهم الحب، ونهجر إليهم، ونركن إليهم، والغريب الأكثر أن بناتنا تهاجر من المغرب والجزائر وتونس، وكثير من البلاد الإسلامية، وتمشي إلى.. ويذهبن إلى.. إلى بلاد الغرب، ويتزوجن بالكفار، وينسون حكم الله -سبحانه وتعالى- في هذا، فالأولى أن نثقف أنفسنا، وأن ندعو النظام التونسي، وأن نقول: اسمح لي يا أخي.. يا متمثل في النظام، اسمح لي إنك تحاسب من ربك سبحانه وتعالى، وانتظر حسابك من الله سبحانه وتعالى، لما كل حادث لابد..
ماهر عبد الله: طيب أخ عبد السلام طيب مشكور جداً أعتقد أنه يعني بدأت تتكلم في نفس الفكرة، فكرة تستحق أن.. أن تسمع، سيدي وأتوقع هذا موضوع تونس تكلمنا فيه ما.. تكلمنا فيه ما فيه الكفاية، موضوع تونس، وفيه مجموعة كبيرة الحقيقة من المداخلات أيضاً تتحدث وتنتقد وضع الحجاب تحديداً في تونس، لم تتجاوز المشكلة أتوقع يعني توضحت، نحن شارفنا على.. على النهاية.
د.يوسف القرضاوي: أنا بس أريد أن أعلق على الأخ اللي قال إنه إحنا لا ينبغي أن نخاطب..
ماهر عبد الله: أن نؤمن..
د.يوسف القرضاوي: الفرنسيين أو الأوروبيين..
ماهر عبد الله: بمفاهيمهم..
د.يوسف القرضاوي: لنؤسس على ثقافتهم في الحرية، وبتاع، وإننا نبنيها على حكم الله، إذا كان هو لا يؤمن بحكم الله، كيف تجبره على أن ينفذ حكمك الشرعي؟ يعني إذا كان بلادنا إحنا للأسف لا تطبق الأحكام الشرعية، يعني وهي بلاد إسلامية، فكيف تجبر الآخر؟ وبعدين أنا أريد أن أقول مَنْ قال إن الحريات وهذه الأشياء ضد الإسلام؟ لأ الإسلام يقر الحرية الدينية، (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) ويقر الحرية الشخصية، يعني في.. في حدود معينة الإنسان يأكل كما يحب، ويشرب كما يحب، ويلبس ويسكن ويتنقل، الحرية المدنية للإنسان ما دامت لا تصطدم بحقوق الآخرين، ولا تخرج على ما أحل الله، فالإسلام يُقر على الحرية "متى استعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً "، فأحببت بس أن أقرر هذه الحقيقة. آه.
ماهر عبد الله: طيب يعني الحقيقة الأخوة الذين يهنئون خديجة كُثُر، ويتمنون لها الثبات.
الأخ محمد مهندس: مشكلة فرنسا مع الحجاب معقدة، ولكن أسباب.. هناك أسباب أخرى مهمة، عدم الاعتراف بأن الحجاب واجب، وبالتالي فالمحجبات متطرفات، عداء الإسلام أصبح الآن يعبر عليه علانية خوفاً من انتشار الحجاب.
الأخ مؤمن موظف إداري من السعودية: ربما يكون أحد الحلول هو أن تقوم المؤسسات الخاصة والحكومات -وإن فقدنا فيها الأمل- بإرسال تنديدات بمختلف القنوات الدولية والإعلامية، كي يسمع أهل الدنيا بأننا أصحاب حق.
الأخ أبو عبد الرحمن طبيب في أحد الدول العربية: تُمنع النساء من ارتداء الحجاب فما نصيحة الشيخ للقائمين على الحكم؟ وما هي النصيحة الموجهة للنساء؟
الأخ أسامة منصور: نتحدث عن علمانية فرنسا وألمانيا ولهم أسبابهم، ولربما نعذرهم، فماذا عن علمانية الدول العربية والإسلامية، والإسلام الأميركي الذي تفرضه بعض الدول العربية؟
سيدي، عندنا ثلاثة دقائق نختم.. نختم بها، باعتقادك من مجمل ما شهدت، وقد شهدت الكثير، ودخلت..، ما يجري بعض الإخوة حاولوا لكن المشاركات يعني كثيرة حول أن يربطوا هذا بما يجري من إرهاب، بما يجري من تشويه للإسلام في صور أخرى، في المحصلة النهائية هل هي -قصة الحجاب هذه- هل هي جزء من حرب على الإسلام؟ أم أن فرنسا تدافع عن ثقافتها الخاصة بها؟ وتعتقد أن.. عندما تجد صحيفة أو مجلة أميركية محترمة تُخوِّفها من.. من الهوية، تقول لها: أنه ما هي إلا سنوات وستغرقون في بحر من السكان المسلمين، هل هي حرب على الإسلام بالمعنى الصليبي التاريخي السيئ؟ أم هي دفاع عن النفس في موجة من آخر غريب؟
د.يوسف القرضاوي: يعني أنا أولاً يعني لا أريد أن أُشعل النار، ولا أريد أن أصب الزيت على النار، نحن من دعاة التقارب، ونحن من دعاة الحوار، ونحن من دعاة التسامح، ويعني هذه اللغة تقتضينا أن يعني نخفف في نظرتنا إلى الأمور، نحن ندعو الفرنسيين وندعو الألمان وندعو الغربيين بصفة عامة، أن ينظروا إلى القضية نظرة غير النظرة التقليدية هذه، يعني الخوف من الإسلام هذه.. يعني هذا خوف مرضي، لماذا يعتبرون الإسلام بعبعاً ومخيفاً؟ الإسلام يا أخي يريد أن يتعايش مع.. مع غيره، وأن يتسامح مع غيره، كل ما.. ما.. ما نريده أن يتركوا للمسلمين أن يعيشوا بإسلامهم، يعني ما الذي يضير الحضارة الغربية أو يضير دولة كبيرة مثل فرنسا أو مثل ألمانيا إن طالبة مسلمة تتحجب وتروح إلى مدرستها لابسة؟
يعني المصريين يعني عندهم نكتة، يعني على واحد مطلق لحيته، يقول لك يا أخي واحد شايل دقنه أنت تعبان ليه، واحدة مغطية راسها أيه.. أيه اللي يزعلك يعني منها؟ وأنا يعني أريد أن أُعقِّب على بعض الإخوة اللي قالوا إنه يجب نعاملهم يعني لما يجوا من أول ما يدخلوا المطار اللي عامل الصليب اعمل الصليب، المرأة لازم نلبسها، لأ إحنا لأ، إحنا تحكمنا قيم، والقيم دي نعتبرها شرع من.. من ربنا وأوامر، ليس لنا أن نتلاعب بها، نحن حتى وإن ظلمونا نعدل معهم، (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
ماهر عبد الله: سيدي، شكراً جزيلاً لك، وشكراً لمخرجنا منصور الطلافيح وكل الفريق الذي يعمل معه، فشكراً لكم أنتم أيضاً، مع الاعتذار لكل الإخوة الذين لم يتح لنا من الوقت أن نرد على مساهماتهم.
إلى أن نلقاكم في الأسبوع القادم تحية مني، والسلام عليكم ورحمة الله -تعالى- وبركاته.