الشريعة والحياة

الإيمان باليوم الآخر

ما المقصود باليوم الآخر وما حقيقة البعث وشكل الأجساد في الجنة؟ الإيمان بالآخرة وعلاقته بالاستقرار النفسي في الدنيا، ما هي علامات الساعة وشكل الجنة وكيفية رؤية الله؟ أدلة البعث وموقف الجن المسلم ولغة خطاب الآخرة؟

مقدم الحلقة:

ماهر عبد الله

ضيف الحلقة:

يوسف القرضاوي: مفكر وداعية إسلامي

تاريخ الحلقة:

15/02/2004

– المقصود باليوم الآخر
– حقيقة البعث وشكل الأجساد في الجنة

– الإيمان بالآخرة وعلاقته بالاستقرار النفسي في الدنيا

– علامات الساعة وشكل الجنة وكيفية رؤية الله

– أدلة البعث وموقف الجن المسلم ولغة خطاب الآخرة

– مصير من لم تصلهم رسالة الإسلام

– دلالة الخوف من الموت


undefinedماهر عبد الله: سلام من الله عليكم وأهلا ومرحبا بكم مرة أخرى في حلقة جديدة من برنامج الشريعة والحياة، موضوعنا هذا اليوم سيتواصل حول موضوع الإيمان.. الإيمان سيبقى عاملا مهما في هذا الدين هو جوهره وهو أساسه ومن أهم أركان الإيمان هو الإيمان باليوم الآخر بصفته يوم الثواب ويوم العقاب تختلف الناس واختلفت دائما من مسلمين وغير مسلمين حول أهمية هذا العامل تحديدا في حياة الناس كل الأديان تقريبا تتحدث عن فترة من الثواب والعقاب على اعتبار أن العدل في هذه الحياة لن يتحقق ولا يمكن أن يتحقق ولابد من جزاء على كل ما يحصل فيها سواء للمسيئين أو المحسنين على السواء، يسعدني أن يكون معي لمناقشة هذا الموضوع فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي سيدي أهلا وسهلا بك مجددا.

يوسف القرضاوي: أهلا بك يا أخ ماهر.

المقصود باليوم الآخر

ماهر عبد الله: في حديثنا هذا المتواصل عن الإيمان عقيدتنا باليوم الآخر ننظر إليها على أنها أحد أركان الإيمان.. وبالتالي فهي جزء مهم وجزء لا يتجزأ عندما نتحدث عن اليوم الآخر عندما نتحدث عن الآخرة من وجهة نظر إسلامية لو ابتدأنا بالتعريف ما الذي تقصده بالتحديد باليوم الآخر هل هو يوم فعلي سيقع أم هو مفهوم روحي صرف أم هو تخيلي أم نحن نعيش في حلم كما يقول بعض الفلاسفة وسنستفيق منه ذات يوم على حياة غير هذه الحياة وستكون هذه هي الآخرة؟

يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأزكى صلوات الله وتسليماته على المبعوث رحمة للعالمين وحجة على الناس أجمعين سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسنته إلى يوم الدين أما بعد فقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن الإيمان بالغيب ولا شك أن من الإيمان بالغيب الإيمان بالآخرة بأن هناك حياة بعد هذه الحياة الدنيا التي نعيشها وهي ما يُطلق عليه القرآن والسنة اليوم الآخر، الإيمان باليوم الآخر هو جزء من أجزاء العقيدة أو ركن من أركان العقيدة أو ركن من أركان العقيدة القرآن جعل هناك أركانا خمسة للعقيدة، الإيمان بالله والإيمان بملائكته وبكتبه ورسله واليوم الآخر، السُنَّه أضافت يعني ركنا سادسا هو الإيمان بالقدر خيره وشره والإيمان بالقدر هو جزء من الإيمان بالله عز وجل فإذا تأملنا الإيمان بالقدر وجدناه الإيمان بأن الله قبل أن يخلق الأشياء علمها وقدَّرها وأرادها{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ ولا فِي أَنفُسِكُمْ إلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أن نَبْرَأَهَا إن ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} فالأركان الأساسية هي هذه الستة وأحيانا يقتصر القرآن على الركنين الأساسيين الإيمان بالله واليوم الآخر {قَاتِلُوا الَذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ولا بِالْيَوْمِ الآخِرِ}، {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِين} فبيجعل الركنين الأساسيين الإيمان بالله والإيمان بلقاء الله وحسابه في الآخرة والقرآن يذكر إن الأركان الثلاثة في كل دين التي جاءت بها الأديان فيها هذه الأركان الثلاثة {إنَّ الَذِينَ آمَنُوا والَّذِينَ هَادُوا والصَّابِئِينَ والنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ} فالإيمان بالله والإيمان بالجزاء والخلود الثواب والعقاب والعمل الصالح وهو ثمرة الإيمان بهذين الأمرين فلذلك كان الإيمان بالآخرة جزء أساسيا في العقيدة الإسلامية وفي العقائد الأخرى وإن كان الإسلام ركز على هذا الأمر ما لم تركز عليه الأديان الأخرى وخصوصا اليهودية، اليهودية حينما تقرأ في التوراة لا تكاد تحس فيها بالآخرة كما تحس بها في القرآن الكريم.. القرآن إذا قرأت الفاتحة {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} على طول من أول السورة وتقرأ سور القرآن تشعرك كأن الآخرة رأي عين أمامك اقرأ جزء عم سورة عم سورة النازعات سورة عبس سورة {إذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} سورة {إذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ}، {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ}، {إذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ} اقرأ كل هذا الجنة والنار أمامك تماما فالأديان كلها تركز على هذا ولكن إذا قرأت التوراة لا تكاد تحس بالآخرة إحساسا قويا، الآخرتهم وجنتهم هي ملك إسرائيل في الدنيا ومعظم الجزاء.. الأجزية التي يعني يوعد بها بنو إسرائيل لتكثير الأموال لتكثير الأولاد لتكثير هذه الأشياء ولكن القرآن يجمع بين ثواب الدنيا وثواب الآخرة..

ماهر عبد الله: اسمح لي في هذه الجزئية تحديدا ذكرت في بداية الكلام تفضلت بالقول أن الآخرة في عرف المسلمين في عقيدة المسلمين هي من عالم الغيب إضافة لليهود حتى هناك فِرَق مسيحية تتحدث عن أن الجنة هي هنا في الأرض، أصل هذا الدين في المحصلة النهائية يفترض أنه سماوي هل هناك أديان أخرى غير الإسلام تؤمن بأن الآخرة هي حياة غير هذه الحياة وفي عالم الغيب غير المشهور حاليا؟

يوسف القرضاوي: أنا أستطيع أن أذكر لك أصناف الناس ومواقفهم بالنسبة للآخرة هناك الصنف الأول الماديون والذين يقول عنهم الدهريون الذين يقولون {نَمُوتُ ونَحْيَا ومَا يُهْلِكُنَا إلاَّ الدَّهْرُ} أو كما قال بعضهم هي أرحام تدفع وأرض تبلع ولا شيء بعد ذلك، الماديون الذين ينظرون إلى الإنسان نظرة مادية صرفه يعني ما الإنسان إلا هذا الهيكل بما فيه من عظام ولحم ودماء وأعصاب وأجهزة وخلايا بعض العلماء قدر هذه الأشياء إنه فيه كذا من الحديد ما يُكون مسمارا وفيه من الكبريت ما يعمل علبة كبريت مثلا وفيه من كذا قعد قدرها أن هي كلها أشياء تشتريها من السوق الأشياء المادية من المعادن والأملاح حاجات تشتريها ببضعة ريالات إذا كان هذا هو الإنسان وهذا الكيان المادي فلا قيمة له ولا آخرة له هي أيام هذه الأيام المعدودة وهذه الأنفاس المحدودة ثم ينتهي هذا الشيء هذا.. هؤلاء هم الماديون الذين لا يؤمنون بروح للإنسان ولا يؤمنون بآخرة بعد هذه الحياة، هناك أناس يؤمنون بأن هناك آخرة ولكن الآخرة عندهم تتمثل في أن الإنسان تتقلب عليه دورات من الحياة والموت دورات يموت ويحيا ويعني ينتقل من حياة إلى حياة الذين يؤمنون بتناسخ الأرواح عند البوذيين وغيرهم يعني ويقولون الإنسان بعد أن يموت قد يُثاب فيوضع مثلا في إنسان أفضل.. توضع روحه في إنسان أفضل إنسان أفضل منه أو يوضع في إنسان أشر شرير أو في يعني يوضع في جسم كلب أو حمار أو خنزير أو قرد أو أي شيء من هذا ويؤمنون بهذا وهذه قضية عجيبة أن الواحد يناقشها، طيب الإنسان الأول كان إنسان ليه وبعدين والقرد الأول يعني طبعا إحنا عندنا في الإسلام هذه المخلوقات أمم مثلنا كما يقول القرآن {ومَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ ولا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم} وأصبحت قوانين الوراثة الآن والجينات والأشياء دية تبطل هذه الأشياء العجيبة وبعدين إذا الإنسان صار في مخلوق آخر ما معنى الثواب والتعذيب.. هل أن شارون هذا السفاح المجرم الذي يُذبح كل يوم من الناس من يُذبح ويهدم من يهدم ويفعل ما يفعل افرض إنه وضع يعني في جسم قرد أو خنزير أو كلب طيب يعني هل هذا عقاب له كافي وبعدين ما لنا لا نُحس إذا كنت أنا منقلب عن إنسان أنا لا أحس بهذا ولا أنت بتحس أنك جاي من مخلوق آخر كل واحد بيعيش حياته فهذا يعني مذهب الحقيقة لا يقوم عليه دليل وبعدين هناك أيضا مذهب آخر يؤمن بأن هناك حياة بعد هذه الحياة وأن هناك بعثا ولكن ينكر البعث الجسماني ويقول أن البعث بعث روحي فقط تبعث الأرواح ولا تبعث الأجسام وهذا يعني للأسف كان عليه بعض الفلاسفة الذين يسمونهم الفلاسفة المسلمين المدرسة الفلسفية المشائية الإسلامية التي هي يعني مدرسة أرسطو في الإسلام هما الكندي والفرابي وابن سينا وهذه المجموعة يعني ترى إنه ليس هناك قيامة تقوم فيها الأجسام تحشر فيها الأجساد..

ماهر عبد الله: اسمح لي في هذه قليلا أنه في بعض الأحاديث تتحدث عن جسد غير هذا الذي نعرفه عندما يتحدث عن كذا ذراع في السماء أليس في هذا التماس للعذر واسمح لي أن تجيب على السؤال بعد هذا الفاصل إذاً نتوقف قليلا مع فاصل ثم نعود لمواصلة هذا الحوار مع فضيلة العلامة القرضاوي فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

حقيقة البعث وشكل الأجساد في الجنة

ماهر عبد الله: مرحبا بكم مجددا في هذه الحلقة من برنامج الشريعة والحياة والتي بإمكانكم أن تشاركوا فيها معنا بعد قليل إما على رقم الهاتف 4888873 أو على رقم الفاكس 4890865 أو على الصفحة الرئيسية للجزيرة نت على العنوان التالي: www.aljazeera.net، سيدي ليس من باب الالتماس العذر ولكن هناك بعض الأحاديث عندما تصف الأجساد في الجنة تبدو وكأنها تتحدث عن جسد غير هذا، أليس في هذا شبهة أن يكونوا وصلوا لهذه النتيجة من توصيف هذه الأحاديث؟

يوسف القرضاوي: لا هو الفلاسفة الذين أنكروا البعث الجسماني كان بناء على نظريات عندهم هذه النظريات أن الأفلاك العليا أجسام لا تقبل الخرق ولا الالتئام هكذا كانوا يتصورون وما دام الجنة والنار يعني الجنة عرضها السماوات والأرض إذاً هتبقى فوق وكذلك النار عرضها كذا وطولها كذا فكيف تخترق الأجسام هذه الأفلاك وتصل إلى هذه الأشياء وبناء على تصورات معينة يعني.. والجانب العلمي الذي أخذوه من اليونان كان العلم لا يزال يحبو في ذلك الوقت..

ماهر عبد الله: متواضع..

يوسف القرضاوي: يعني كان عندهم يقولون إن العناصر التي يتكون منها العالم أربعة الماء والهواء والتراب والنار وتبين هذه ليست عناصر، دا الماء مكون من عنصرين والتراب مكون من ستة عشر عنصرا أو كذا وتبين أن هناك أكثر من مائة عنصر فبناء على هذا حاول.. وده كان الخطأ إن هم جعلوا الفلسفة اليونانية الفلسفة الارسطوتانية بالذات هي الأصل وما خالفها يؤول وهذا يعني طعن في الإيمان من يقرأ القرآن يجد أنه لا هناك حشر للأجساد {أَيَحْسَبُ الإنسان أن لَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أن نُّـسَوِّيَ بَنَانَهُ}، {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ}، {هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} القرآن {وضَرَبَ لَنَا مَثَلاً ونَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي العِظَامَ وهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} القرآن وبعدين الجنة فيها أكل وشرب وحور عين والنار {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا } فلا شك إن البعث روحاني جسماني وهذا.. دي الفئة الرابعة تقول بأن الإنسان سيبعث بما هو إنسان وما دام الإنسان روح وجسد فهو إنسان الدنيا امتداد لإنسان الآخرة ولكن ليس معنى هذا إنه هيكون في حجم إنسان الدنيا تماما لا قد يكون.. لأنه كما قال ابن عباس ليس في الآخرة من الدنيا إلا الأسماء يعني هو فيه رمان في الآخرة إنما مش زي الرمان اللي إحنا بنشتريه من السوق وهكذا وفيه عنب وفيه فاكهة وفيه أشياء هو الاسم هو اسم الدنيا لكن شيء آخر الإنسان هو الإنسان إنما الأحجام أخرى وكل شيء بس الحقيقة الجوهر هو إنسان بروحه وجسده إنسان يحب أن يأكل ويستمتع بالأكل والشرب ويحب أن يتزوج ويستمتع بالنساء وبالحور العين ولكن أيضا هناك من الناحية الروحية ويقولك {ورِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ}، {وعَدَ اللَّهُ المُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ومَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ورِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} يعني أكبر من هذا النعيم الحسي يعني الكلي {ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ} وهذا هو الذي جاء به الإسلام البعث بعث الإنسان بروحه وبجسده الإنسان بجوهره كله مادة وروحا يبعث يوم القيام وينال جزاؤه ثوابا وعقابا في الجنة أو في النار ثواب الروح وثواب الجسد معا وعقاب الروح وعقاب الجسد معا هذا هو الذي يعني نؤمن به نحن المسلمين.

ماهر عبد الله: في تقديرك فضلا عن الإيمان هذا واجب ولا لنا خيار فيه إما أن نؤمن أو لا نؤمن، مقابل الذين لا يؤمنون بالآخرة أو بتعريفات أخرى كيف ينعكس هذا الإيمان هل ثمة فائدة لنا في هذه الدنيا غير قصة الوصول إلى الجنة، كيف ينعكس هذا الإيمان في حياتنا؟

يوسف القرضاوي: طبعا الإيمان بالآخرة له أهمية كبيرة يعني جدا أولا الإيمان بالآخرة هو يرتبط بحقيقتين كبريين من حقائق الوجود، الحقيقة الأولى حقيقة الإنسان، ما هو الإنسان؟ قلنا إذا الماديين ينظروا إلى الإنسان إلى جانب الغلاف المادي الطيني فقط هذا هو الإنسان ما هو الموت هل الموت أفنى الإنسان تمام هل هو عدم وحي وفناء صرف أم هو رحلة إلى حياة أخرى الماديون يقولون الموت قضى على الإنسان وانتهى كأن الله خلق هذا المخلوق وأصبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة وأتاه العقل والإرادة وبعث له الرسل وأنزل عليه الكتب كل دا علشان يعيش الأيام دي وينتهي يعني حتى مش معقول هذا إحنا عندنا الموت بداية لرحلة لحياة جديدة

وما الموت ألا رحلة غير أنها من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي

لا تظن الموت موتا إنما هي نقلة من هاهنا

يعني نقلة من هذه الدنيا إلى..

أنا عصفور وهذا قفصي طرت عنه وبقي مرتهنا

كنت في قفص وتحررت من هذا القفص سيدنا عمر بن عبد العزيز يقول، إنما خلقتم للأبد وإنما تنقلون من دار إلى دار، يعني ربنا خلقنا للخلود الأبدي فالموت هو بينقلنا من دار إلى دار فهذه من ناحية الحقيقة الأولى الصلة بالإنسان وحقيقة الإنسان، الحقيقة الأخرى الصلة بالله، بحكمة الله وعدله، هل الله سبحانه وتعالى خلقنا لنعيش هذه الأيام ويرتكب فيها من يرتكب ويصلح من يصلح ويفسد من يفسد ويعدل من يعدل ويظلم من يظلم ثم ينفض هذا السوق ولا يأخذ المحسن جزاء إحسانه ولا المسيء جزاء إساءته، هناك من نهب ومن سرق ومن ظلم ومن قتل ثم ماذا؟ بعض الناس يعني لم تطلهم يد العدالة لما.. لأن يمكن هم هما اللي بيحرسوا العدالة حاميها حراميها

وراعي الشاة يحمي الذئب عنها فكيف إذا الرعاة لها ذئاب

إذا المفروض اللي بيحكموا القانون هم اللي اعتدوا على القانون فماذا يكون الأمر واحد عاش طول عمره يخدم الحق ويفعل الخير ويدعوا إلى الخير ثم جوزي جزاء سينمار واضطهد وعذب وكذا ولم يأخذ جزاؤه في الدنيا، العدل يقول لابد أن تكون هناك دار أخرى {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ}، {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ ومَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ومَا رَبُّكُ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ}

ماهر عبد الله: سيدي أسمح لي بالتوقف قليلا نتوقف مع فاصل يتضمن آخر وأهم الأنباء ثم نعود لمواصلة هذا الحوار فابقوا معنا.

[موجز الأنباء]

الإيمان بالآخرة وعلاقته بالاستقرار النفسي في الدنيا

ماهر عبد الله: مرحبا بكم مجددا في هذه الحلقة من برنامج الشريعة والحياة والتي نتحدث فيها عن الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياتنا بإمكانكم المشاركة معنا في هذه الحلقة إما على رقم الهاتف 4888873 بعد المفتاح الدولي لدولة قطر أو على رقم الفاكس 4890865 أو على الصفحة الرئيسية للجزيرة نت على العنوان التالي: www.aljazeera.net، سيدي إذاً ذكرت نقطتين مهمتين في الحديث عنها لكن مازلنا نتحدث عن قضية إيمانية صرفه يعني منطق عقائدي يجب أن يكون هناك ثواب وعقاب لكن ثمراته هنا في هذه الحياة الدنيا هل له علاقة باستقرارنا النفسي كيف ينعكس في مجريات حياتنا اليومية لو آمنا به حق الإيمان؟

يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم مما لا شك فيه أن الإيمان بالآخرة أو إذا استخدمنا التعبير القرآني اليقين بالآخرة له آثار وثمرات طيبة في حياة الإنسان في حياة الفرد وفي حياة المجتمع نقول اليقين بالآخرة لأن الناس أمام الآخرة على درجات ثلاث هناك الجاحدون المنكرون للآخرة جنتهم ونارهم في هذه الدنيا لا يؤمنون بحياة بعد هذه الحياة الموت هو نهاية المطاف وانتهى كل شيء هذا صنف وهناك صنف شاكون متحيرون كالذين حدثنا الله عنهم {وإذَا قِيلَ إنَّ وعْدَ اللَّهِ حَقٌّ والسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إن نَّظُنُّ إلاَّ ظَناً ومَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} هؤلاء الشكاك الذين يشكون ويشكون في أنهم شاكون ولعل من يمثل هؤلاء إيليا أبو ماضي في قصيدته الشهيرة طلاسم

جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت

وسأمضي سائرا إن شئت هذا أم أبيت كيف جئت كيف أبصرت طريقي

لست أدري ولماذا لست أدري لست أدري

والقصيدة كلها طويلة وكلها يعني شكوك من هذا النوع حتى يعني حبوا يعني في المدة الأخيرة يترجموها للعامية فعملوا أغنية اسمها من غير ليه أه يعني هي برضه نوع من يعني إثارة التشكيك في الآخرة فهؤلاء الذين يشكون في الآخرة لا يمكن يعني أن تثمر في حياتهم إلا الضياع إنما الآخرة تثمر إذا وصلت إلى درجة، اليقين القرآن حينما وصف المتقين في سورة البقرة قال {وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} وكذلك حينما وصف المؤمنين في سورة النمل وحينما وصف المحسنين في سورة لقمان قل وبالآخرة يقين، يعني ليس فيه شك ولا أدنى وهم ولا أدنى احتمال هذا هو الذي يثمر أول ما يثمر.. يثمر سكينة النفس الاطمئنان إلى عدل الله تعالى وحكمته موقن أن الله سيأخذ له حقه إن ظلمه ظالم إذا ضاع عليه شيء يعلم أن الله لا يعني يظلم عنده أحد {ولا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}، {فَلا يَخَافُ ظُلْماً ولا هَضْماً} يعني {ومَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً ولا هَضْماً} لا يظلم يعني بأن يُحمل إثم غيره ولا يهضم يعني ثواب شيء عمله القرآن يقول {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وأَنَّكُمْ إلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ } هذا عبث إن ربنا يقيم هذا الكون الكبير كله وينتهي ولا شيء {أَمْ حَسِبَ الَذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ ومَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}، {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} الذين كفروا هم اللي يظنون إنه خلق باطلا أما أولي الألباب من المؤمنين يقولون {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً}، {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ}، {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّار(27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ المُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } هذا مستحيل فأول شيء أن يشعر المؤمن بالطمأنينة إلى عدل الله تعالى وحكمته الأمر الآخر إنه الإيمان بالآخرة يعطي المؤمن حماسا في فعل الخير ويعلم أن ما فعله لن يضيع عند الله أبدا يعني شوف سيدنا عثمان حينما جاءت قافلته التجارية وجاء التجار يعرضون عليه الدرهم يربح درهم يعني 100% درهمين 200% ثلاثة أربعة خمسة وفي كل ما يعرضون عليه يقولهم هناك من عرض علي أكثر منك وبعدين آخره قالوا له مين اللي عرض عليك هذا نحن تجار المدينة فقال لهم هناك من عرض علي بسبعمائة ضعف {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ} هذا يخلي الإنسان يفعل الخير ولا ينتظر أولا كمان أيضا الشعور بالمسؤولية يعني حينما يقول عمر بن الخطاب لو أن بغلة عثرت في العراق لرأيتني مسؤولا عنها أمام الله يوم القيامة لماذا لم أسوي لها الطريق يعني هذا أيضا يخلق أناسا ذوو ضمائر حية مش محتاجين إلى من يراقبهم هم يراقبون أنفسهم في كونترول ذاتي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا إعطاء القوة للإنسان في مواجهة الباطل ونصرة الحق انظر إلى سحرة فرعون حينما آمنوا برب هارون وموسى وخروا سجدا لله عز وجل وفوجئ فرعون بهؤلاء الذين جاء بهم ينتصر بهم فإذا بهم ينقلبون عليه ويؤمنون بإله خصمه فهددهم يعني {فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى} ماذا قالوا.. قالوا {قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الحَيَاةَ الدُّنْيَا} اللي تقدر تعمله إنك تقضي هذه الدنيا الأيام القليلة هذه {إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى (74) وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ العُلَى} يتكلمون مع فرعون المتأله الجبار من علو كأنه حشرة يعني صغيرة وهم يعني أبطال فهذا ردع الإنسان عن الشر والإيذاء والإساءة إلى الناس هكذا تصنع العقيدة في الآخرة كان سيدنا عمر يقول من اتقى الله لم يشف غيظه ومن خاف الله لم يفعل ما يريد ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون لولا أن يوم القيامة كان كل واحد يعمل ما يشتهي والقوي يفترس الضعيف الذي يجعل الناس يعني يتوقفون ولا يرتكبون الشر خشية أن يُحاسبهم الله عليه ويعاقبهم الله عليه، الفتاة الصغيرة حينما مر عمر وقالت يعني لأمها لا تخلطي لا تغشي اللبن بالماء وأمير المؤمنين أصدر أمر بأن لا يجوز ذلك قالت لها هو أمير المؤمنين يعني يرانا قالت لها رب أمير المؤمنين يرانا ويحاسبنا فالعقيدة في الآخرة تصنع أمة صالحة ومجتمعا صالحا يُقبل على الخير ويبتعد عن الشر ويقاوم الظلم والباطل والجبروت هذا ما تصنعه هذه العقيدة.

علامات الساعة وشكل الجنة وكيفية رؤية الله

ماهر عبد الله: عندما نتحدث عن اليوم الآخر يعني وردت في القرآن وفي الأحاديث مرتبطة يعني سميت بالساعة وفي حديث عن أحاديث توحي بقربها طبعا وأحاديث يتحدث عن علامات أولا لماذا سميت بالساعة في حين إننا نتحدث عن خلود تقريبا أبدي؟ وهل لها توقيت هل يمكن لنا أن نتنبأ بها ولا تترك للغياب ولا يجوز؟

يوسف القرضاوي: القرآن يعني سمى اليوم الآخر بأسماء كثيرة جدا وكل اسم يعني له دلالة معينة وكلها عن مسمى واحد يعني هو موصوف له صفات فاسمه يوم القيامة يعني {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ} واسمه يوم البعث لأنه هو اليوم الذي يبعث الناس فيه من قبورهم {يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ} وهو يوم الحشر لأنه يحشر الناس فيه حفاة عراة غرا وهو يوم الزلزلة يوم يعني {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} وهو يوم الحساب وهو يوم الدين {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، {يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ} وهو يوم الساعة أي ساعة قيام الخلق من قبورهم يعني سميت يعني بهذا هو يوم إنما هو بداية لحياة أبدية يعني هو بنقول عليه يوم اليوم اللي هو سيحاسب الناس فيه ومقداره خمسون ألف في سنة يعلم الله مدى طوله {أَلاَ يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ} فسماه القرآن يعني بأسماء كثيرة وكلها تدل يعني لأنه يوم الزلزلة لأن… يوم الحساب لأن الناس يحاسبون لأنه كان الناس يقومون فيه وهكذا فكلها أسماء لمسمى واحد أما من ناحية القرب فالقرآن يقول {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ ومَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً} فالساعة قريبة فعلا إنما لا يعلم أحد إلا الله متى تقوم والقرب ده أمر نسبي يعني كم ألف سنة ولا كم لا نعرف إنما بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هي من دلائل قرب الساعة من أشراط الساعة الصغرى.. العلامات الصغرى أما العلامات الكبرى ديه في النهاية القرآن يقول {فَقَدْ جَاءَ أَشْراطُهَا} يعني جاءت علامتها {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانشَقَّ القَمَرُ} ويقول النبي عليه الصلاة والسلام "بعثت أنا والساعة كهاتين" وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى "أنا والساعة كهاتين" فهو يعني قريب من الساعة لأنه آخر رسول وكتابه آخر كتاب أنزله الله على نبي ودينه هو آخر شريعة بعث الله بها أحدا من خلقه فهو الدين الخاتم والرسالة الأخيرة والنبي الذي ختم الله به النبيين والمرسلين فلذلك بعث يعني مع الساعة إنما القرب ده كما قال القرآن متى لا يعلمه إلا الله لا يدري، هناك بعض الناس تذكر الصحف وأجهزة الإعلام بعض الناس يجي يقول لك ده الساعة هتقوم مش عارف بعد أد إيه وهكذا وكان واحد اسمه رشاد خليفة حدد مرة وقال بعد 309 سنة ومش عارف إيه وكل هذه تخريفات القرآن يقول {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إلاَ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ ولَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} حتى جبريل عليه السلام في حديثه المشهور حينما سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الإسلام والإيمان والإحسان وبعدين سأله عن الساعة متى الساعة فقال صلى الله عليه وسلم "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل" قاله عن أشرطها ونبقى نتكلم عن الأشراط دية إنما الساعة لا يعلم متى تقوم إلا الله عز وجل كل ما يقال من الفلكيين ولا المتنبئين ولا الجماعة دولا يعني هي خرافات وأباطيل.

ماهر عبد الله: ذكرت في بداية الكلام عن رضوان الله في الجنة لكن الطابع العام للحساب سواء كان ثوابا ولا عقابا طابع حسي في الجنة توصيفات الجنة أغلبها حسية مأكل ومشرب وطابع العذاب في النار حسي، هل هي فعلا هكذا أم هناك يعني في خلاف كبير وجدال كبير حول رؤية الله؟

يوسف القرضاوي: لا هو في الآن أمرين هو الإسلام والقرآن يخاطب الإنسان من حيث هو إنسان والإنسان تدفعه الغرائز الإنسان يحب أن يستمتع بالطيبات من المطعم والمشرب والنساء وهذه كما قال القرآن الكريم {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ والْبَنِينَ والْقَنَاطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ والْخَيْلِ المُسَوَّمَةِ والأَنْعَامِ والْحَرْثِ} هذا زين للناس غُرز في فطرهم زينه الله لهم {ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا واللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ المَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ورِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ واللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} فيه أشياء يتمتعوا بها بس قال {ورِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ} وفي آيات كثيرة {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْهُ} وفي بعض الأحاديث إنه حينما ينظر أهل الجنة إلى الله عز وجل {قل الذين أحسنوا الحسنى وزيادة} الحسنى هي الجنة والزيادة هي رؤية الله حينما يرون الله عز وجل ينسون كل نعيم في الدنيا يعني هذا لأن ده هذا شيء فوق الوصف ليس شيئا حسيا.

ماهر عبد الله: ورؤية الله قضية قطعية مجمع عليها؟

يوسف القرضاوي: نعم قضية يعني لا يعني مقدرش أقولك مجمع عليها يعني خالف فيها طبعا المعتزلة وخالف فيها من اتبع المعتزلة من الزيدية وغيرهم وإلاباضية ولكن ظاهر القرآن الكريم {وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} والأحاديث إنه "سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته" أو لا تضامون في رؤيته والتشبيه للرؤية وضوح الرؤية مش للمرئي مش تشبيه بالمرئي يعني.. الذين أنكروا الرؤية الحقيقة يعني ظنوا إنها رؤية مثل رؤية الدنيا يعني إنه يعني رؤية الواحد الرائي أمام المرئي ويتصل شعاع من الرائي إلى المرئي وهكذا وبتاع وكأنه يعني جسم محدد محصور لا أهل السنة حينما أثبتوا هذا لم يثبتوا هذه الرؤية بلوازمها الدنيوية لكن قالوا الحياة الآخرة نشأة أخرى بقوانين أخرى فمادام الله موجودا فرؤيته ممكنة وسيُنشأ الله في الإنسان الحواس التي تقدر على أن ترى الله عز وجل نحن في الدنيا لا نستطيع لذا قال {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ}.

ماهر عبد الله: عندما نتحدث عن جنة وعن نار وهذا يعني مربوط بالجزء الأول عندما نتحدث عن تصور الناس خصوصا من غير المسلمين هل نحن نتحدث عن نفس الجنة التي عاش فيها آدم قبل أو عند بدء الخليقة أم نتحدث عن جنة أخرى؟

يوسف القرضاوي: لا هو الجنة التي عاش فيها آدم يعني فيها يعني رأيان هناك من يقول إنها هي الجنة جنة عدن الجنة التي أعدها الله للمؤمنين والمتقين من عباده والتي عرضها السماوات والأرض والتي فيها "ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" كما صح في الحديث القدسي وقال النبي صلى الله عليه وسلم "اقرءوا إن شئتم قوله تعالى {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} هذا رأي أنها هي الجنة دار النعيم التي أعدها الله للمؤمنين والصالحين من عبادة وهناك رأي آخر إن الجنة المذكورة هي جنة يعني جنينة يعني {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ}، {إنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الجَنَّةِ إذْ أَقْسَمُوا}، {واضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ} جنة بالمعنى اللغوي وليس وكانت جنة بربوة في مكان عالي ولذلك قال أهبط منها هذان رأيان ذكرهما الإمام بن القيم في كتابه مفتاح دار السعادة ولم يُرجح حتى يعني بوضوح أي الرأيين فلسنا يعني ليس عندنا قواطع بأن هذه الجنة لأن البعض الذين يقولون ليست هي الجنة يقول لك هذه لا يدخلها إبليس يعني كيف دخلها يعني إبليس وكيف استطاع إنه يستعمل وسوسته وهكذا وهو مطرود من هذه الأماكن إلى أخره فهذا يعني…

ماهر عبد الله: طيب.. اسمح لي بالتوقف قليلا نتوقف مع فاصل قصير ثم نعود بعده لاستلام مشاركتكم وأسئلتكم عبر الهاتف فأبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

ماهر عبد الله: مرحبا بكم مجددا نستمع إلى الأخ بهيج ناصر من سلطنة عمان أخ بهيج تفضل.

بهيج ناصر: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.

بهيج ناصر: أهلا بفضيلة الشيخ.

يوسف القرضاوي: حيياك الله يا أخي.

أدلة البعث وموقف الجن المسلم ولغة خطاب الآخرة

بهيج ناصر: من فضلك لاحظت من خلال تدبري للقرآن الكريم بأن أكثر قضية تعرض لها القرآن الكريم قضية البعث، فما سبب تركيز القرآن الكريم على هذه القضية؟ السؤال الثاني أكثر ما كان يكذب به المشركون هو البعث فلماذا كان المشركون يكذبون بالبعث أكثر من تكذيبهم بوجود الخالق لهذا الكون بالرغم من تركيز القرآن على هذه القضية من الناحية العقلية إلا أننا لا نجد من علماء الأمة من ألف في هذه القضية تأليفا واسعا وجاء بأدلة عقلية كثيرة على هذه القضية وشكرا.

ماهر عبد الله: شكرا لك أخ بهيج، نسمع من الأخ أبو حسين من السعودية أخ أبو حسين تفضل.

أبو حسين: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.

أبو حسين: مساكم الله بالخير.

ماهر عبد الله: أهلا وسهلا.

أبو حسين: تحياتي لكم جميعا.

يوسف القرضاوي: حيياك الله يا أخي تفضل.

أبو حسين: ولدي ثلاثة أسئلة.

ماهر عبد الله: تفضل.

أبو حسين: السؤال الأول فيما يخص الجن المسلمون ما مصيرهم؟ والسؤال الثاني ما هي لغة الخطاب يوم القيامة؟ والسؤال الثالث هنالك بشر يعيشون في أماكن نائية لا يعرفون شيئا عن هذا الدين ولم يسمعوا به فما مصيرهم يوم القيامة؟ وشكرا.

ماهر عبد الله: طيب مشكور جدا أخ أبو حسين، نسمع من الأخ عبد الكريم أيضا من السعودية أخ عبد الكريم تفضل.

عبد الكريم: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله تفضل.

عبد الكريم: أحييكم وأحيي الشيخ القرضاوي.

يوسف القرضاوي: حيياك الله يا سيدي تفضل.

عبد الكريم: الإيمان باليوم الآخر والبعث والقيامة أتصور بأنه شرط أساسي للإيمان الغيبي اليقيني والإيمان الغيبي اليقيني تجده عند فئات قليلة من الناس إذ أن الأكثرية عندما تتبعهم تجد أن الإيمان لديه إيمانا وراثيا غير يقينيا لهذا تجده يخاف الموت خوفا شديدا لأنه غير متيقن بأن هناك حياة بعد الموت لأنه قد سلم بالحياة الأخروية نظرا لأنه لا يجد خيارا آخر يعني وليس له من خيار للتسليم فلو كان إيمانه بالبعث والحياة الأخروية إيمانا يقينيا لما تغير حاله عند الموت ومن يتقين بالحياة الأخرى فإنه سيعتبر الموت وسيلة إيصال يعني من المفترض أن يفرح بها لأن الموت الوسيلة الوحيدة للوصول إلى من يحب وهي الجنة، فمن المفترض عدم الخوف من وسيلة الإيصال إلى الحياة الأبدية فيقول سيدنا الإمام علي عليه السلام والله لابن أبي طالب أئنس بالموت من الطفل الرضيع بثدي أمه، فتحصيل اليقين التحصيل الإيمان اليقيني بالحياة الأخرى والبعث مقتصر على فئة قليلة من الناس منهم العلماء ومرد عدم الإيمان اليقيني أنا أتصور بأن مرده إلى تعطيل الفلسفة وإشراك العقل في البحث الفلسفي المتعلق بالإنسان بحياة الإنسان ومماته ومصيره لأنه كما قلنا بأن تحصيل اليقين لا يتم إلا عن طريق المشاهدة العينية أو العقل لهذا فالعلماء.. فالعلماء أهملوا بشكل كبير الدور الفلسفي وبالذات في المساجد شكرا لكم.

ماهر عبد الله: شكرا لك أخ عبد الكريم، الأخ بهيج يقول إن كان هناك تركيز شديد في القرآن على قصة البعث ومع ذلك إشارة كثيرة إلى أن أكثر ما أنكره المشركون للبعث رغم يعني ذكر القرآن وإلحاحه كما قال على أدلة عقلية كثيرة على وجود البعث.

يوسف القرضاوي: هو لأن المشركين كان هناك قضيتان أساسيتان أنكروهما هما من القضايا الجوهرية والأساسية في الدين، القضية الأولى قضية التوحيد هم يؤمنون بوجود خالق {ولَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} ما كانوا ينكرون هذا {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ ومَن يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ويُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ ومَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} ولكن مع إيمانهم بوجود الله لم يؤمنوا بوحدانية الله خصوصا توحيد العبادة اللي هو بنسميه توحيد الإلهية أي إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة، مش بس تقول إن هو الخالق وبعدين تعبد غيره {مَا نَعْبُدُهُمْ إلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إلَى اللَّهِ زُلْفَى}، {ويَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ} لا ولذلك القرآن كان يقيم الأدلة على توحيد الله عز وجل وقضية التوحيد أخذت.. توحيد الذات وتوحيد الصفات وتوحيد الأفعال وتوحيد الربوبية وتوحيد الإلهية موجود هذا في آيات كثيرة، القضية الثانية قضية البعث لأن المشركين كانوا ماديين {نَمُوتُ ونَحْيَا ومَا يُهْلِكُنَا إلاَّ الدَّهْرُ ومَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إنْ هُمْ إلاَّ يَظُنُّونَ} فكانت هذه القضية ولذلك.. وكانت القضية إنهم يستبعدون أن الإنسان زي ما جاء أمية بن خلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عظم قد رم وبلي وقال يا محمد يعني تقول إن هذا العظم بعد أن رم وبلي يحيه الله من جديد فقال "نعم يحيه ويبعثه ويدخلك النار" يعني تحدي وجاء ذلك في سورة يس {وضَرَبَ لَنَا مَثَلاً ونَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي العِظَامَ وهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} فالآية بتقول {ونَسِيَ خَلْقَهُ} يعني{أَوَ لَمْ يَرَ الإنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإذَا هُوَ خَصِيمٌ} الآن مش النطفة إحنا الآن العلم الحديث بيقول لك النطفة دية فيها مئات الملايين من المخلوقات اللي بيسموها الحيوانات المنوية مئات الملايين بعضها قوي وبعضها ضعيف وبعضها خامل وبعضها نشيط وبعضها متحرك وبعضها ساكن واللي مطلوب منها واحد فقط يعني فاللي ربنا عنده أسباب الحياة بهذه الكثرة يعني ملايين مئات الملايين في الدفقة الواحدة من نطفة الإنسان فنسي خلقه قال {قُلْ يُحْيِيهَا الَذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ}، {وَهُوَ الَذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}، {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} وبعدين بين لهم {أَوَلَيْسَ الَذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم} يعني الإنسان الشيء اللي هو يعني مخلوق ضعيف على هذه الأرض.. الأرض دية بالنسبة للمجموعة الشمسية والمجموعة الشمسية في مائة مليون مجموعة شمسية في المجرة التي نعيش فيها وفيه مئات ملايين المجرات في كوننا يبقى الإنسان ده هيطلع إيه في يعني لذلك القرآن يقول {لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ ولَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} فالقرآن عني لأنه كان مشركي قريش ومشركي العرب كانوا ماديين ولا يؤمنون بالبعث فكان لابد وكثير من القرآن {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً (6) والْجِبَالَ أَوْتَاداً (7) وخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً (8) وجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً (9) وجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً} كل هذه الآيات الكونية بيذكرها لتبين قدرة الله تعالى على.. وبعدين من ناحية أخرى يناقشهم من ناحية الحكمة إن ازاي تتصورا إن الكون ده ينتهي ولا يحاسب الإنسان على ما قدم لا يثاب ولا يعاقب {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وأَنَّكُمْ إلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} إلى آخر ما جاء في القرآن الكريم.

ماهر عبد الله: طيب أسمع قبل ما نجاوب على أسئلة الأخ حسين نسمع من بعض الأخوة من.. نسمع الأخ أحمد البدوي من فلسطين أخ أحمد تفضل.

أحمد البدوي: السلام عليا وعليكم التحيات والطيبات والمباركات من عند رب العالمين.

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

أحمد البدوي: أستاذ ماهر والشيخ قرضاوي أول إيشي بحب أقولكم أن {لم يستدل على الآية} كل إيشي اليوم بنشوفه إحنا في اليوم سنة 2004 كل إيشي بيدل على إنه اقتراب الساعة اقترب جدا وأكبر دليل على اقتراب الساعة هو تزوير القرآن فآيه 66 وآية 107 في سورة البقرة أخذت الله من آيه 66 ووضعت الله في آيه 107 في آيه البقرة لأنه 107 في آيه البقرة بتقول {لم يستدل على الآية}، زادت لا واللا زادت معها الكاف في سورة البقرة اللي قدام قرضاوي الشيخ قرضاوي حكى إنه {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانشَقَّ القَمَرُ} إذا انشق القمر هي عملية جهرية لما البني أدم بيطلع له قمر والقمر بيصير قمرين فهذه هي اقتراب الساعة لأن كل الدنيا شغالة على السحر والسحر هو الألوان من هذه النقطة نركز..

ماهر عبد الله: إيه.. إيش هي..

أحمد البدوي: (كلام غير مفهوم)

ماهر عبد الله: أخ أحمد.. أخ أحمد.

أحمد البدوي: أيوه.

ماهر عبد الله: آسف أطلب منك بس تتحدث ببطء شديد أنا الصراحة مش قادر أتابع كلامك.

يوسف القرضاوي: إيه المطلوب إيه أنا مش فاهم إيه ماذا يريد أن يقول الأخ؟

أحمد البدوي: القصد أول إيشي.. أول حاجة، رب العالمين ما فرط في القرآن من شيء لازم الجواب كل جواب من القرآن الكريم الدليل رب العالمين قال {وإذْ أخذ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ}…

يوسف القرضاوي: {وإذْ أَخَذَ} اقرأ الآية قراءة صحيحة {وإذْ أَخَذَ}.

أحمد البدوي: السلام عليا وعليكم {لم يستدل على الآية} يا راجل {وإذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ}

يوسف القرضاوي: ذريتهم يا أخي يا أخي اقرأ الآيات قراءة صحيحة الله يهديك.

أحمد البدوي: السلام عليا وعليك.. السلام عليا وعليك تحية طيبة ومباركة من عند رب العالمين أنا قصدي القصد إنه…

ماهر عبد الله: طب أخ أحمد يعني للأسف الشديد أنا شخصيا مش قادر أفهم يعني أنت بتتكلم بطريقة سريعة أنا مش فاهم لا فهمت جزء كلامك ولا المقصود، نسمع من الأخ عبد الرحمن من السعودية أخ عبد الرحمن تفضل أخ عبد الرحمن معانا؟

عبد الرحمن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.

يوسف القرضاوي: وعليكم السلام ورحمة الله

عبد الرحمن: أصلح الله حالك يا أخي ماهر أنا كلمت الأخوان في الكنترول لكن للأسف أنت ذكرت لي هذه قلنا لا تذكروا السعودية أنا لا أعترف بالسعودية والسعودية هي مستخلصة من اليهودية الصهيونية الرأسمالية…

ماهر عبد الله: أخ عبد الرحمن الله يخليك ادخلي في السؤال دعنا من ها القصة هذه الله يخليك

عبد الرحمن: الله يغفر لك يا أخي ماهر..

ماهر عبد الله: أمين اللهم أما أمين..

عبد الرحمن طيب أنا بدي (كلمة غير مسموعة) مداخلة ولكن أنت الله يصلح حالك بس بالنسبة للشيخ الله يبارك فيك إذا سمحت لي.

ماهر عبد الله: تفضل.

عبد الرحمن: بالنسبة للآية اللي هي {ومَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إلاَّ وهُم مُّشْرِكُونَ} بس بدي أعطي نبذة الله يبارك فيك يا أخ ماهر…

يوسف القرضاوي: إحنا أخي إحنا في الآخرة يا أخي والله أسال فيما يتعلق بالآخرة خلينا نحترم الموضوع اللي نتحدث فيه..

عبد الرحمن: طيب تفسير الآية هذه عبارة..

يوسف القرضاوي: لا.. لا ليس موضوعنا.. ليس موضوعنا.. ليس موضوعنا لن أتكلم فيها غيره يا أخي والله..

ماهر عبد الله: طيب نسمع من الأخ كمال شكري أخ كمال تفضل.

كمال شكري: التحية لك يا أخ ماهر وتحية للدكتور العلامة، تحية خاصة من ألمانيا حيث أننا نستفيد منه كثيرا تحية لك يا دكتور يوسف.

يوسف القرضاوي: حياك الله يا أخي وبارك فيك.

كمال شكري: الحقيقة الحياة بعد الموت يعني ده رقم قوي جدا في الإسلام ودي نقطة بنحتمي فيها حتى يعني نربي أنفسنا ونحاول إن إحنا نعيش حياة كريمة حتى ننال في الآخرة الجزاء، النقطة اللي أنا عايز أتكلم فيها الحقيقة هل أولياء الأمور في العالم الإسلامي والعالم العربي نسوا هذه النقطة يعني هي ديه يعني مجرد سؤال بطرحه على الدكتور يوسف القرضاوي عندما أرى أن ما يتم وما يحدث بالمسجد الأقصى لا يعني لا يهتموا ولا يوجد أي نوع من العناية.. العناية لهذا المكان المقدس لنا كمسلمين اليوم كما علمنا من الأخبار أن إحدى الجسور قد هدمت عن طريق البحوث التي قام بها الصهاينة في المنطقة لباب المغاربة فيعني لمتى هنفضل..؟

ماهر عبد الله: طيب أخ.. أخ كمال يعني الجزء الأول من سؤالك مشكور عليه له علاقة بموضوعنا إن شاء الله تسمع من الشيخ تعليق عليه، سيدي نعود لسؤال الأخ أبو حسين بس حتى نعيدهم بالترتيب كان سؤاله الجن المسلمون ما هو مصيرهم في الآخرة؟

يوسف القرضاوي: كمصير كل المكلفين يعني القرآن قال {وأَنَّا مِنَّا المُسْلِمُونَ ومِنَّا القَاسِطُونَ} يعني الظالمون {فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (14) وأَمَّا القَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً}

ماهر عبد الله: نعم

يوسف القرضاوي: فمادام يعني القاسطون والأشرار يدخلون جهنم فمفهوم هذا أن الآخرين يدخلون الجنة والقرآن يقول في الأزواج والحور العين {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنسٌ قَبْلَهُمْ ولا جَانٌّ} فما يدل على إن الجان يدخلون الجنة وماداموا مكلفين الرسل بعثوا إلى الجن والإنس {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ} فإذاً هم يثابون كما يعاقبون وإلا يعاقبوا فقط ولا يثابون هذا ليس من العدل يعني.

ماهر عبد الله: ما هي لغة الخطاب يوم القيامة؟

يوسف القرضاوي: والله كل واحد هيخاطب باللغة التي يفهمها يعني أنا لا أشغل نفسي بهذه، البعض يقولك دا هيا اللغة العربية طيب وإزاي الناس الذين لم يعرفوا اللغة العربية كيف يخاطبون أنا يعني تفاصيل يوم القيامة لعلنا نعمل يعني حلقة عن التفاصيل كيف يكون الحساب وكيف يكون الميزان وكيف يكون السؤال.. وكيف نتحدث في هذا إنما على كل حال سيسأل كل إنسان في قبره باللغة التي يفهمها ويسأل يوم القيامة باللغة التي يفهمها يعني هذا هو الطبيعي يعني.

مصير من لم تصلهم رسالة الإسلام

ماهر عبد الله: من لم تصلهم الرسالة في مناطق نائية كيف سيكون مصيرهم؟

يوسف القرضاوي: نعم

ماهر عبد الله: من لم تصلهم الرسالة لم يسمعوا بالإسلام لم يسمعوا بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم؟

يوسف القرضاوي: الله تعالى يقول {ومَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} لا يعذب الله إلا من قامت عليه الحجة وعرف الإسلام وحاد عنه {ومَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى ويَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى ونُصْلِهِ جَهَنَّمَ وسَاءَتْ مَصِيراً} لكن شاق الرسول وحاد الرسول واعرض عن رسالة الله أما من لم تبلغه الدعوة هذا أو بلغته بلوغا مشوها لا يحمل على البحث ولا النظر في هذا الدين فهذا معذور عند الله كأنه لم يسمع برسالة محمد إطلاقا وهذه ما قلناه في إحدى الحلقات سابقا أن معظم العالم ولعل أكثر من نصف العالم يعيشون ويموتون وما سمعوا بالدعوة الإسلامية فهؤلاء معذورون عند الله عز وجل هذا التقصير إحنا المسؤولين عنهم نحن الذين علينا أن نبلغهم رسالة الله ونبلغهم دعوة الإسلام.

ماهر عبد الله: طيب نسمع الأخ كمال من فرنسا أخ كمال تفضل.

كمال: مساء الخير أخ ماهر تحية للشيخ القرضاوي.

ماهر عبد الله: مساء النور.

يوسف القرضاوي: حيياك الله يا أخي.

كمال: أنا دكتور جراح في فرنسا وهاي أول مرة بقدر اتصل بكم سؤالي مختصر جدا.. جدا الأمة الإسلامية في عذاب شديد والآن نحن في حياة فيها من العذاب لكل مسلم على الأرض أنا أطلب من الشيخ القرضاوي ومن كل مسؤول ديني أن يسمح لنا أن أقول الآتي وهو أن الأمة الإسلامية في الوقت الحاضر تحتاج إلى عقول وعلماء في الحياة إن الدين الإسلامي وأنا إنسان تقي أصلي واحترم ديني ولكن الإنسان المسلم في الحياة الدنيا الآن يحتاج إلى العلماء والعلم إننا في وضع مأساوي يا أخ ماهر نحن المسلمون في كل بقاع الأرض نتعذب يوميا لما نراه من وضع وصلنا إليه أن الموضوع الذي ناقشته مع الشيخ القرضاوي مهم جدا ولكن نحن نريد من الشيخ القرضاوي من كل علمائنا أن يركزوا على العلم، إن عدونا الأول هو الجهل، أنا أعرف أنك تناقش موضوع الحياة بعد الموت وحياة الإنسان بعد الموت أنا أعرف ذلك ولكن أظن أنني أتكلم بجميع باسم جميع.. كثير من الناس.. كثير من الناس، نحن نتعذب كل يوم نرى وضع المسلمين وعندما تتكلم عن المسلم يا أخ ماهر عندما تتكلم عن الإسلام والعروبة وأنا قريب من أسبانيا تتكلم عن الأعمال التي قام بها الإسلام والعرب في أعمالهم لا يتكلم أحد عن القرآن يتكلم أنظروا ماذا فعل العرب؟ وانظروا ماذا وصلنا إليه اليوم فنحن ليس لنا أي مكان في الحياة العلمية.

ماهر عبد الله: طيب أخ كمال نقطة يعني مشكورا جدا على إثارتها إن شاء الله تسمع من الشيخ تعليق عليها، نسمع بعدها من الأخ صلاح من الأردن أخ صلاح تفضل.

صلاح: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام أتفضل يا سيدي عليكم السلام.

صلاح: جزاكم الله خير جميعا.

ماهر عبد الله: حياك الله أخي.

صلاح: بس بحب أنبه إلى نقطة ذكرها شيخنا في البداية عن أركان الإيمان ولم يذكر عن القضاء.

يوسف القرضاوي: ذكرت يا أخي.

صلاح: ذكر القدر ولم يذكر القضاء مع أنه من أركان الإيمان كما أضيف…

ماهر عبد الله: يعني… ماشي

صلاح: نعم النقطة الثانية، بحب أضيف بعض الأمور عسى أن تكون موضوع للنقاش في المستقبل مثل الرزق وعلاقته بالسبب بالأخذ بالأسباب لأنها تخفى عن كثير من الناس والهدى والضلال هل هو من الله مباشرة أم الإنسان له أثر الهدى والضلال كما يعتقد بعض الناس والأجل وعلاقته أيضا بالأسباب بحيث يعني تجعل بعض الناس..

ماهر عبد الله: طيب أخ

صلاح: لا يبالون وبعض الناس يحذرون لدرجة الخوف والهلع هذه أمور برضه مهمة..

ماهر عبد الله: مقترحات جميلة أخ صلاح وإن شاء الله نعمل فيها في المستقبل يعني إن شاء الله بارك الله فيك نسمع المكالمة الأخيرة من الأخ كمال من تونس أخ كمال تفضل.. أخ كمال.

كمال: ألو

ماهر عبد الله: ايوه تفضل سيدي.

كمال: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

يوسف القرضاوي: عليكم السلام ورحمة الله

كمال: السلام عليكم وعلى ضيفك الكريم

ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله

كمال: يعني عندي ملاحظة…. الشيخ القرضاوي ذكر منذ حين أنه التوارة ليس فيها من كذا ولا كذا يعني أعتقد أنه يستاهل التوضيح إن التوارة الحالية الموجودة المتداولة بين الناس ليست التوارة المذكورة في القرآن الله عز وجل ذكر في القرآن الكريم انه ولن يجدوها التوارة الصحيحة أي بمعنى أنها غير موجودة أصلا في الأصل لم تعد موجودة بعد.

ماهر عبد الله: طب لفتة لطيفة أخ كمال في غيرها كون إنه الوقت أدركنا..

كمال: يعني هذا باختصار ونقطة ثانية نرجو من الشيخ القرضاوي أنه يبدي أكثر سعة صدر مع المتداخلين وسؤالي الأخير الموجه إليه وضع الأمة وأمه محمد عليه الصلاة والسلام أنا أحجب عنه وعن كثير من المتداخلين ذكر أمة عربية وإسلامية ليس هناك أمة إلا أمة محمد عليه الصلاة والسلام من المسؤول عن وضع الأمة هل هم الحكام أم العلماء؟ وشكرا جزيلا.

ماهر عبد الله: طب مشكور جدا أخ كمال أنا أظن أنك ستتفق مع الأخ كمال إنه هي التوراة نحن نتحدث عما نرى اليوم ولا ندري متى؟

يوسف القرضاوي: إحنا نحاكمهم إلى توراتهم التي يؤمنون ويتعاملون معها اليوم ونحن يعتقدون أنها حرفت وهذه كتبها عزرا ومعروف هذا تاريخها..

ماهر عبد الله: نعم

يوسف القرضاوي: والكلام طويل في هذا..

ماهر عبد الله: كان الأخ عبد الكريم سأل عن شرط الإيمان اليقيني هل الخوف من الموت؟

يوسف القرضاوي: شكل إيه؟

دلالة الخوف من الموت

ماهر عبد الله: هل الخوف من الموت مؤشر على عدم إيمان يقيني بالآخرة؟

يوسف القرضاوي: لا يعني مش شرط ساعات.. ده خوف بشري طبيعي الإنسان يخاف من الموت ولكن يعني طبعا إحنا اليقين درجات يعني هناك حد أدنى للإيمان وهو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع يعني هذا لابد منه إنما هذا يعني يسمو ويعلو في أحيانا يكون في حده الأدنى وأحيانا يقع في الحد الأوسط وبعدين يرتقي إلى الحد الأعلى أنا في رأيي أن المسلمين جميعا مؤمنون بالآخرة لا ينبغي إننا نكفر الناس بالجملة كده ونقول الناس معندهمش إيمان نقول معندهمش إيمان قوي معلش إنما عندهم إيمان يعني بالآخرة بدليل إنه حتى الميت بيدعوا له إن ربنا يغفر له ويرحمه ويتقبله في الصالحين ويجعل مثواه الجنة يعني هذه أشياء من الدلائل الأساسية المعروفة أن كل المسلمين يؤمنون يعني بالآخرة.

ماهر عبد الله: يعنى ده كان جزء من الأخير من سؤال الأخ عبد الكريم إنه كيف يمكن لنا أن نحصل هذا الإيمان اليقيني هل هو بالعقل كون المشاهدة الآن غير موجودة؟

يوسف القرضاوي: هو الأخ بيتكلم عن الفلسفة وبتاع، لكن الفلسفة هذه يعني ليست طريقا لتعليم الناس الإيمان، هذه ممكن لناس يدرسونها إنما أنا أنصح بدراسة تدريس العقائد وتعليمها عن طريق أمرين الأمر الأول، القرآن الكريم لأن القرآن يتضمن من البينات والدلائل العقلية ما يقنع العقول ويطمئن القلوب الناس بعض الناس بينظر للقرآن إنه دليل نقلي، لا هو مش دليل نقلي لأنه حينما يناقش قضية زي قضية البعث بيناقشها مناقشة عقلية قوية ويردها إلى أصولها ويرد الشبهات، عنها كذلك قضية التوحيد قضية النبوة فالقرآن، الأمر الثاني العلوم الحديثة، العلوم الطبيعية والرياضية وكيف تساهم في تكوين الإيمان وإمداده بالزاد وبالوقود هذا نأخذ من هذه الأشياء ما ينفعنا إذا أردنا أن نعلم الناس نعلم.. إنما تدخل في الفلسفة وقضايا الفلسفة كان شيخنا الشيخ عبد الحليم محمود وهو كان الذي يدرس لنا الفلسفة ونحن في كلية أصول الدين كان يقول الفلسفة لا رأي لها لأنها تقول الرأي وضده يعني تجد فيلسوف يثبت والآخر ينفي فكيف تعطى الناس يعني.. إنما نحن نحاول أن نرتقي بعقول الناس حتى يفهم الأشياء بأسرارها وعللها.

ماهر عبد الله: أظن أنك تتفق مع الأخ كمال من فرنسا إنه ما نتحدث عنه اليوم عن الإيمان عن اللي يؤمن بالغيب واليوم الأخر لا يتناقض أبدا من ضرورة التركيز..

يوسف القرضاوي: لا هو الأخ.. إحنا إذا ذكرنا الآخرة لا يعني إنه أن نهمل الدنيا لا بالعكس إحنا الإسلام يجمع بين الدنيا والآخرة وهي من حسنات هذا الدنيا {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنَا عَذَابَ النَّارِ} كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي آخرتي التي إليها ميعادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر" وكان من كلمات الصحابة المأثورة اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، علماء المسلمين المحققون قالوا إن تعلم العلوم الدنيوية وإتقانها والتفوق فيها فرض كفاية على المسلمين، يعني يجب أن يكون في الأمة الإسلامية عدد كافي من الأطباء والمهندسين والكيمائيين والفيزيائيين وفلكيين والرياضيين ومن كل علم وكل صناعة وكل عمل يكون هناك عدد كافي يلبي حاجة الأمة ويغنيها عن غيرها بحيث تكتفي اكتفاء ذاتيا ولا تكون عالة على غيرها، الأمة المخاطبة {وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} لابد أن يكون عندها القوة مش هي تعتمد على سلاح غيرها بحيث لو كف الآخرون أيديهم عنها لم تجد سلاحا أمة سورة الحديد أنا دايما أقول أمة سورة الحديد لم تتعلم صناعة الحديد {وأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ومَنَافِعُ لِلنَّاسِ} فيه بأس، دي إشارة إلى الصناعات المدنية وإشارة إلى لا فيه بأس شديد إشارة للصناعات الحربية ومنافع للناس إشارة إلى الصناعات العسكرية إنما هذا لكن كلامنا عن الآخرة لا يعني إهمال الدنيا ولكن لابد أن نسكن القلوب حب الآخرة والحياة الآخرة الأخ اللي اتصل من ألمانيا وبيتكلم عن فلسطين وما يجري في فلسطين ويقول أين الحكام هل دولا مؤمنين بالآخرة مؤمنين بالحساب وأن الله سيسألهم عمر اللي كان بيخاف إن ربنا يسأله عن جدي هلك بشط الفرات هؤلاء ربنا سيسألهم عن الأمة يعني ماذا سيقول هؤلاء الناس عما يجري في فلسطين الآن من مذابح ومن تخريبات ومن كذا والأمة تتفرج، لابد أن يكون اليقين القرآن يتحدث عن الآخرة يقول {وإنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} الحيوان مش يعني البهيمة الحيوان يعني الحياة.. الحياة الحية المتحركة الحياة الدنيا دي مش حياة دي هي مقدمة للحياة الأساسية {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ والآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى ولا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً}

ماهر عبد الله: سيدي بارك الله فيك وجزاك الله خيرا شكرا لكم أنتم أيضا ومعذرة للاخوة الذين لم نستطع الرد على أسئلتهم عبر الإنترنت، إلى أن نلقاكم في الأسبوع القادم تحية مني والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.