
روجيه عساف.. توظيف المسرح لقضايا الأمة
– المسرح والالتزام السياسي والاجتماعي والأخلاقي
– المسرح وقضايا الوطن
– المسرح ومقاومة الاحتلال
سامي كليب: مرحبا بكم أعزائي المشاهدين إلى حلقة جديدة من برنامج زيارة خاصة تنقلنا هذه المرة إلى لبنان، حين كان المقاومون اللبنانيون يصدون غطرسة المحتل الإسرائيلي في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان كان ضيفنا في مسرحه إما يقدم مسرحية أو يرسل رسائل إلى العالم لنصرة المقاومين هذا دأبه منذ أكثر من أربعين عاما، يسعدني أن استضيف المسرحي اللبناني الذي اعتنق قضايا الناس كاعتناقه الإسلام روجيه عساف.
روجيه عساف – مسرحي لبناني: بالإسلام بالعكس يعني تصالحت مع الفكر المسيحي اللي كنت أنا عم أؤمن فيه وحتى كنت أمارسه بحياتي واللي فقدته بالفترة الثورية اليسارية المكسية وأما في الإسلام قدرت بالعكس أرجع أتصالح مع مسيحيتي.
الجزء الأول
المسرح والالتزام السياسي والاجتماعي والأخلاقي
سامي كليب: كلمات تصالح ووحدة وتوحد وحرية وديمقراطية تتردد دائما في كل أعمال وتصريحات المسرحي اللبناني روجيه عساف الذي ستلاحظون كم أن قصته بقيت ككل قصص الناس الذين نهل من معينهم نابضة بالحياة مؤمنة بأن السعادة ممكنة، لعل هذا المبدع الملتزم يشكل الجزء الأهم من ذاكرة المسرح ولكن أيضا من ذاكرة القضايا الكثيرة التي عرفها لبنان والقضية الفلسطينية في الصراع المرير مع إسرائيل فبين المسرح والالتزام السياسي والاجتماعي والأخلاقي خيط لم ينقطع مطلقا في تاريخ وأعمال روجيه عساف.
روجيه عساف: لم أكن أدرك أين وطني قبل أن يهاجم ولم أدرك إلى أي شعب أنتمي قبل أن يقهر ولم أكن أعرف هويتي قبل أن أجمع قطعها المدماة لا أدري كيف يحرر الوطن ولا أدري كيف يحارب الظلم ولا أدري كيف يتم السلام وكيف تتحقق العدالة إنما أشهد فأنا شاهد وأشعر فأنا شاعر وأجد لغتي في الحياة..
سامي كليب: يسدل روجيه عساف بين الحين والآخر ستارة مسرحه الملتزم ويفتح ذاكرته على الكتابة وكأنما الخشبة المسرحية وحدها لا تكفي ليقول كل ما يريد فيكتب نصوصا في السياسة والمسرح حيث العلاقة تبقى وطيدة بينهما في كل أعماله كان روجيه عساف في زهرة العمر في سنه السابعة حين بدأت موهبته المسرحية تتجسد ببعض الأدوار التي أداها باللغة الفرنسية ذلك أن لغة موليير كان قد اقتبسها عن والدته الفرنسية الأصل اللبنانية المولد وتعلمها في مدارس الإرساليات الأجنبية حيث كان معلموه يلاحظون باكورة نبوغه المسرحي لا بل أنه ربح أول مبلغ مالي عن عمل مسرحي وهو في الثاني عشر من العمر مع المسرحي الشهير في وقته قاضي خياط.
روجيه عساف: قاضي خياط من الناس اللي كانوا يعملوا كل سنة مسرحية بالفرنسي ويدوروا فيها بالمدارس وبالمناطق وسابت هذه المرة كان فيه بالمسرحية اللي كانوا عم بيخرجها دور يتطلب وجود ولد تقريبا بهذا العمر وبما أنه يعني كنت نوعا ما معروف بالمدارس الفرنسية..
سامي كليب: عن عمر 12 سنة صرت معروف؟
روجيه عساف: يعني بهذا الوسط.
سامي كليب: وأخذت 25 ليرة صحيح؟
روجيه عساف: نعم هذا كان.
سامي كليب: تذكر شو عملت بأول مبلغ مالي؟
روجيه عساف: أكيد كرست جزء من هذا المبلغ لشراء كتب لشراء مسرحيات بالتحديد.
سامي كليب: غريب يعني مع هذا العمر غريب إنه الإنسان يهتم بالمسرح وبقراءة عن المسرح بعمر 12 سنة؟
روجيه عساف: لا هلا عندي لحد هلا يعني كتب زي مسرحيات اشتريتها بهذا الوقت بالخمسينيات..
سامي كليب: والله؟
روجيه عساف: أي كلاسيكلاروس.
سامي كليب: كانت طبعا آنذاك أستاذ روجيه عساف البداية بداية فرانكفونية يعني لا ننسى إنه والدتك فرنسية وكانت على ما أعتقد خياطة تعمل والوالد موظف وبدأت بالمسرح باللغة الفرنسية وقبل أن تنتقل إلى الاحتراف للمسرحي كان فيه فترة أيضا ليس لها أي علاقة بالمسرح فترة طب حوالي أربع سنوات درست الطب شو كنت ناوي تصير طبيب؟
روجيه عساف: يعني أنا وصلت على سن الدخول للجامعة سنة الـ1958 وسنة الـ1958 ما كانت واردة أبدا إنه المسرح يكون مهنة أو يكون محل يقدر يلاقي حاله الواحد ما كان فيه مسرح إلا مسرح هواة ومسرح..
سامي كليب: ما كان في معهد أساسا في لبنان يعني آنذاك؟
روجيه عساف: معهد بعدين يعني بلشت الحركة المسرحية قبل المعهد ولكن سنة الـ1958 ما كان ممكن الواحد يفكر يكرس حاله أو يأخذ المسرح وخاصة التمثيل كمهنة التلفزيون ما كان فيه فاخترت الطب ودخلت معهد الطب وبس بالوقت ذاته ما وقفت النشاط المسرحي مع المسرح الهاوي اللي كان كل سنة ينعمل ببيروت ثم صدف هذه الصدفة التاريخية إنه سنة 1959، 1960 صار فيه انطلاقة لشغلتين التلفزيون اللبناني وانطلاقة المسرح الحركة المسرحية مع منيرة أبو دبس وأنطوان ملتقى ومعهد الآداب صار فيه تفكير بمسرح جدي مش مسرح محترف مش مهنة مسرح ولكن مسرحيات جدية تأخذ على عاتقها تعرف الجمهور والشباب اللبنانيين على المسرح الحديث..
سامي كليب: آنذاك حصلت على منحة وذهبت إلى ستراسبورغ على ما أعتقد..
روجيه عساف: بعدها لا سنة الـ1963..
سامي كليب: بعد هذه الفترة أيوة.
روجيه عساف: سنة الـ1963 بهذه المرحلة الانتقالية أولا مثلت في التلفزيون ثانيا مثلت في التجارب المسرحية الجديدة.
سامي كليب: وكانت باللغة العربية بدأت باللغة العربية..
روجيه عساف: لا باللغة الفرنسية والعربية مع منيرة أبو دبس وجلال خوري وأنطوان ملتقى وشاتيب خوري بس كنت ممثل فقط ولا أكثر ولا أقل..
سامي كليب: وكانت مختلف الأدوار ولا كنت تميل باتجاه أدوار معينة يعني إلى جانب مثلا اجتماعي إنساني ولا أي دور يعرض عليك يعني فقط الهدف كان التمثيل؟
" نوعية المسرحيات كانت دائما لها طابع ثقافي أو كلاسيكي أو مسرح حديث وهكذا تعرفنا على بيكيت ويونسكو وبريشت من خلال هؤلاء المخرجين الذين كانوا يختبرون اللغة المسرحية الحديثة " |
روجيه عساف: لا بس الهدف كان التمثيل ولكن نوعية المسرحيات كانت دائما لها طابع ثقافي أو كلاسيكي أو مسرح حديث هيك تعرفنا على بيكيت على يونسكو على بريشت من خلال هؤلاء المخرجين اللي كانوا يجربوا يعني يختبروا اللغة المسرحية الحديثة لا ولا مرة كان مسرح هيك تجاري وترفيهي فقط مسرح ثقافي ولكن ما كان فيه هموم سياسية اجتماعية لا كان فيه بس هم التعرف على المسرح.
سامي كليب: آنذاك لم يكن لبنان قد غرق بعد في حروبه العديدة ولم يكن الهم السياسي طاغيا خصوصا على روجيه عساف ورفاقه من الذين كانوا أكثر ميلا إلى الفرنسية منها إلى العربية وأما هموم السياسة والانتقال إلى مرحلة النضال المسرحي والاجتماعي والسياسي فهو أمر لم يتأخر في حياة الشاب الفنان روجيه عساف الذي هاجر دراسة الطب ليعيش في قلب المسرح ولأجل الناس اكتشف فجأة أنه في قلب السياسة وكانت هزيمة عام 1967 المحطة المفصلية حتى ولو أنها لم تكن العامل الوحيد في حياته.
روجيه عساف: كلنا حسينا بجرح كبير بألم كبير يعني بس هزيمة 1967 مش العامل الوحيد فيه ثلاث عوامل تاريخية أثرت مش بس علي على كل حال على كل جيلي هو هزيمة 1967..
سامي كليب: موجات التحرك..
روجيه عساف: المقاومة الفلسطينية بداية الحركة الفدائية وبالتالي كان ثورة الـ1968 بالعالم وأفكار ثورة الـ1968..
سامي كليب: من فرنسا إلى فيتنام..
روجيه عساف: من كل العالم فيتنام وجيفارا وإلى آخره هون الأعوام الثلاثة اللي التقوا تاريخيا والتقوا فينا ولبنان مش غريب إنه يكون يلعب هذا الدور دور الالتقاء بين حركات محلية وعالمية.
سامي كليب: بالضبط طب فلنأخذ بس فلنأخذ قضيتين هزيمة 1967 والقضية الفلسطينية وبداية الالتزام أو التفكير أو الاقتراب من القضيتين أولا هل كنت معجبا بجمال عبد الناصر يعني هل أعجبت بالتجربة الناصرية؟
روجيه عساف: لا مش كثير ما كنت يعني قبلها ما كنت كثير مهتم بالأمور السياسية كنت شوي بعيد وجاهل نوعا ما يعني همي ثقافي أكاديمي مسرحي.
سامي كليب: طب حين حصلت الهزيمة 1967 شعرت بهزيمة لك كعربي ولا كهزيمة سياسية يعني أين كان العامل الذي أثر عليك..
روجيه عساف: ما بأقدر أحلل هذا الشيء فيه شيء سبق سنة الـ1967 يعني سنة الـ1963 وقت روحت على فرنسا لأدرس مسرح كان أول مرة بأترك لبنان بحياتي كان عمري فوق العشرين..
سامي كليب: غريب لم تزر فرنسا قبل 1963؟
روجيه عساف: لا أبدا وضعنا متواضع ممكن يعني..
سامي كليب: والوالدة كانت تعيش في لبنان طبعا.
روجيه عساف: وخلقت في لبنان الوالدة وروحت على فرنسا وكان بالنسبة لي حلم كبير نروح على فرنسا على باريس وهونيك أخذت معي أقل من شهر حتى اكتشف إنه أنا مش بمحلي حسيت بارتباط بلبنان وبالبيئة اللي كنت عايش فيها لأول مرة بحياتي لأول مرة بحياتي حسيت بشيء فيك تسميه يعني انتماء عربي بدون ما أعرف أسميه وقتها بس حسيت بغربة غريبة مع إنه كثير كثير طالب باللغة الفرنسية يعني وثقافتي الفرنسية حتى أكثر من الفرنسيين أكثر من زملائي هناك ولكن فيه شيء ما بأعرف سر ما بأعرف أفسره حسيت هناك بكثير كثير بارتباط شديد شديد مع الوطن.
سامي كليب: طيب الهزيمة؟
روجيه عساف: والهزيمة هذه كانت الخطوة الثانية أو الدرجة الثانية اللي ما بأعرف ليش كمان يعني تلقيت الأخبار جوه بداخلي بشكل كثير كبير وكثير مهم وسائبت كمان الوقت ذاته كانت سنة وفاة الوالد وكثير يعني سنة الـ1967 وبعد الـ1967 اكتشفت والدي تعرفت عليه أكثر ما كنت أعرفه..
سامي كليب: في خلال حياته.
روجيه عساف: بخلال حياته.
سامي كليب: روجيه عساف الذي التصق بالقضايا العربية وخصوصا قضية فلسطين حتى وهو يعيش في فرنسا قرر الانتقال من مناخ المثقف العاجي في باريس إلى أرض الواقع والالتزام والنضال فاعتنق القضية الفلسطينية لا بل وذهب حتى الأردن ليكون بين المناضلين الفلسطينيين في مخيماتهم كان كالكثير من المثقفين يعتقدوا أن الأردن سيكون أبرز محطات العودة إلى فلسطين وهنا عزز التصاقه بحركة فتح حتى ولو أنه لم ينتمي إلى أي حزب.
روجيه عساف: يعني بدي أقول لك شغلة وقت اللي بأتصرف بحياتي دائما انطلاقا من اكتشاف شيء مهم بدي أتعرف عليه بدي أتعرف عليه التعارف مش شغلة نظرية شغلة عملية وبيروح للآخر للآخر فيها يعني هيك صار مع المسرح هيك صار مع معرفة الدين المسيحي وقت اللي كنت مسيحي هيك صار مع الماركسية وبعدين وقت سمعت..
سامي كليب: وهيك مع اعتناق الإسلام فيما بعد..
روجيه عساف: وقت اللي سمعت بالحركة الفدائية أول شغلة عملتها اتصلت بواحد فلسطيني بأعرفه قلت له بدي أروح على المخيمات الفلسطينية قال لي بتروح على الأردن روحت على روحت عشت فترة هناك..
سامي كليب: شخص معروف فلسطيني ولا لا؟
روجيه عساف: لا لا عبد الحكيم طيب أسنان هو عرفتي على مسؤولين فلسطينيين وروحت على..
سامي كليب: على الأردن.
روجيه عساف: روحت على الأردن عشت بالمخيمات الفلسطينية بالأردن سنة الـ1968..
سامي كليب: يعني كان فيه أبو جهاد وأبو إياد وكل هذه القيادات..
روجيه عساف: أياما تعرفت على هؤلاء تعرفت على ناس..
سامي كليب: شو عملت يعني شو كان الهدف إنك تعيش بين الفلسطينيين في المخيم؟
روجيه عساف: أي أتعرف عليهم أتعرف على لغتهم كيف شكلهم كيف يتصرفوا كيف بيحكوا شيء من..
سامي كليب: شعرت بغربة أو شعرت بأنك بموقعك الطبيعي؟
روجيه عساف: لا بالعكس كل ما انخرط بهذه الأجواء يعني بالضاحية ببيروت بجنوب لبنان بالمخيمات الفلسطينية كل ما ألاقي حالي أكثر لأنه تعرفت إنه هذا أنا.
سامي كليب: من المخيمات الفلسطينية والضاحية الجنوبية والعرقوب في جنوب لبنان ولدت المسرحيات الأولى لروجيه عساف من بين البيوت الفقيرة والعزائم الكبيرة كانت فكرة المسرحية تنبت كزهرة في صخرة كان روجيه عساف يرعى ولادتها الأولى ثم يترك الناس والممثلين ومساعديه ليقررون كيف يقدمونها للناس وأما بيروت هذه البيروت التي عرفها جميلة أنيقة زاهية بكل صنوف الفنون وزاهية بكونها ساحة مفتوحة لكل الراغبين بالتحرر وبالقومية العربية وبالكفاح هذه البيروت كنا نجول فيها معه ونحن نصور هذه الحلقة وهو يخبرنا عن خشيته من ضياعها.
روجيه عساف: صراحة فيه احتمال بأحس إنه فيه احتمال إنه ما يعني تنتهي بيروت تنتهي بيروت كبيروت يعني شو بيظل هذا المركز التجاري والضواحي المفصولة عن بعضها يعني خلاص شو فيه ببيروت إذا أحياء هيك كمثل يعني كل واحد بحيه والآن بالمركز هو شيء ما له هوية تجاري وله علاقة بالبيزنيس وبالعلاقات التجارية والسياسية أو شو بأعرفني الدولية شو خلاص يعني ما فيه بيروت.
سامي كليب: وفي بيروت نفسها كاد روجيه عساف يقتل أكثر من مرة لكنه من أولئك المثقفين والمبدعين الذين يفضلون الموت تحت أنقاض الوطن بدلا من الهروب إلى القصور العاجية والتحدث بلغة تعجب الغرب وتنأى عن الوطن.
روجيه عساف: مرة كنت طالع من معهد الفنون على الروشة واقف حادثة سيارة ناطر سيرفيس يمروء سيرفيس نطرت شوي فترة وبعدين لقيت سيرفيس ومشيت بعد ما مشينا تفجرت السيارة اللي كنت واقف عليها.
[مشهد من مسرحية]
سامي كليب: عن البدايات حضرتك تقول أستاذ روجيه فيما كتبت من نص حول علاقة المسرح بالسياسة تقول ترسيخ الحركة المسرحية في الثقافة اللبنانية يعود إلى أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات بفضل مهرجانات بعلبك الدولية والمركز الثقافي الفرنسي ولد المسرح اللبناني إذا في مهد البرجوازية وبعد هزيمة 1967 وانبثاق المقاومة الفلسطينية وثورات 1968 من فرنسا إلى تشيكوسلوفاكيا إلى هوشيمن إلى تشيغيفارا وغيرهما أصبح المسرح الملتزم ينم عن حماس وشغف وانتماءات أيديولوجية راديكالية في تلك الفترة بالضبط وأعتقد إنه في تلك الفترة بالضبط أيضا بدا التوجه المسرحي عندك يذهب باتجاه آخر باتجاه الالتزام بالقضايا المصيرية هزيمة 1967 كان عمرك تقريبا 26 عاما وبدأ العمل المسرحي في البداية في محترف بيروت 1968 مع الست نضال أشقر ومع بعض الشخصيات المسرحية الأخرى وبدأ الاهتمام بالشعب بالناس يعني بقضايا الناس بحكايات الناس وما إلى ذلك حول بداية المسرح الاحترافي في بيروت محترف بيروت تذكر البداية يعني لماذا قررتم الاتجاه بهذا الاتجاه ماذا فعلتم في البداية؟
روجيه عساف: هو يعني طبعا نضال لعبت دور بهذا التحويل..
سامي كليب: بتحويلك ولا بتحويل المسرح؟
روجيه عساف: بتحويلي طبعا أكيد لأنه كمان هي معيشة وضع له علاقة مباشرة بالسياسة سبب وأبيها كان مسجون بهذه الفترة وتعرفت عليها..
سامي كليب: طبعا الانتماء إلى الحزب القومي السوري.
روجيه عساف: نعم فتعرفت على أشياء كنت جاهلها كليا قبل ما كانت يعني بأعترف إنه كنت كثير كثير مثقف من ناحية وجاهل من ناحية ثانية يعني جاهل جدا يعني فتعلمت كثير أشياء..
سامي كليب: مثقف فرانكفوني وجاهل بالقضايا العربية ربما؟
روجيه عساف: مش بس فرانكفوني يعني الثقافة الغربية بشكل عام..
سامي كليب: الغربية بشكل عام.
" القضية الفلسطينية كانت الجوهر أو الحجر الأساسي في معرفة الوضع السياسي العربي بأسره " |
روجيه عساف: وأما فيما يخص التاريخ والثقافة العربية كنت جاهل وتعرفت على أوضاع وعلى وجود أزمات ومواضيع مهمة فتعرفت عليها تدريجيا إن كان الوضع السياسي في لبنان الوضع الاجتماعي في لبنان ولا من خلال الانتماء إلى الحركة الفدائية الفلسطينية الحقيقة السياسية العربية يعني وقتها ما فيه شك إن القضية الفلسطينية كانت جوهر أو الأساس الحجر الأساسي في معرفة الوضع السياسي العربي بأسره.
سامي كليب: اللافت بتجربتك مع الحركة اليسارية والفلسطينية هو إنه من بدايتك يعني من يعود إلى التاريخ نلاحظ إنه الهم هو العمل وليس الشعارات والتنظير يعني مثلا عملت في حي ربما الكثير من العرب لا يعرفون هذا الحي أو ربما لم يعد موجودا كما كان هو اسمه حي المريجي في منطقة الضاحية وكان حي مسيحي ومحاط بأحياء أو بناس معظمهم من الطائفة الشيعية وحصل مشاكل ذهبت إلى الحي وعملت مع أقمت لجان شعبية مع الناس أصلحتم الكهرباء أقمتم فرن للخبز جئتم بالمياه يعني أشياء تهم الناس وبالواقع تم الحفاظ على الحي حتى حصل فيما بعد في أواسط..
روجيه عساف: من بعد الاجتياح الإسرائيلي.
سامي كليب: الاجتياح الإسرائيلي تدخلت القوات اللبنانية سيطرت على الحي فيما بعد حصل انتقام من القوى الوطنية أو الإسلامية وانتهى الحي ما عاد موجود يعني بشكله المسيحي.
روجيه عساف: نعم فيه في الحادثة فيه ثلاث محطات بحياتي بأعتبرها نموذجية وممكن تكون تدل على إمكانيات إنشاء مجتمع غير اللي عم نعيش فيه وانطلاقا من أشياء موجودة بالمجتمع هي تجربة المريجي تجربة المريجي اللي كانت تقريبا نقيض كل الممارسات السياسية الأخرى وبرهنت إنها ممكنة يعني حي ماروني وحي شيعي يتعايش ويشتغلوا مع بعض ويصير فيه بينهم تضامن ويلغي احتمال للمواجهة الجماعية والتهجير..
سامي كليب: للمواجهة.
روجيه عساف: ثانيا حصار بيروت سنة الـ1982 اللي كمان برهن للكل إنه تضامن الشعب مع مدينته وهو عنصر أساسي في المقاومة وقادر يهزم العدو بطموحاته العسكرية وأنا بأشهد إنه مقاومة بيروت سنة الـ1982 كانت كان ممكن تؤدي إلى هزيمة الاعتداء الإسرائيلي لولا خيانة القيادات وثالث تجربة هي تجربة..
سامي كليب: الفلسطينية واللبنانية على السواء؟
روجيه عساف: نعم؟
سامي كليب: الفلسطينية واللبنانية؟
روجيه عساف: طبعا اللي اتفقوا مع الأميركان بالنتيجة على يعني إنه يبيعوا بيروت ومقاومتها كما الاتفاق سياسي ما له علاقة بحاجة والضرورة السياسية اللي كانت أساس صمود بيروت واللي كانت أساس التضامن الفلسطيني اللبناني العربي بهذه الفترة.
سامي كليب: المرحلة الثالثة؟
روجيه عساف: المرحلة الثالثة 2006، 2006 حرب تموز اللي كمان عطت لكل العالم صورة عن احتمال وجود وحدة وطنية في لبنان وحدة وطنية لبنانية عربية مسيحية إسلامية وطنية قادرة تشكل مجتمع موحد مبني على علاقات تضامن وعلى علاقات فعلية صحيحة بدون توجيه قيادي.
[فاصل إعلاني]
سامي كليب: في المراحل الثلاث والتي تخللها اجتياحان إسرائيليان كان لروجيه عساف دور ثقافي وحياتي مباشرة مع الناس غير روجيه عساف صورة المثقف الجامد والمقيم في قصره العاجي شمر عن ساعديه وراح يساعد الناس مباشرة حين يشتد القصف الإسرائيلي أو حين تنوء بيروت وتئن من اقتتال أهلها أو يخرج مسرحيات تحكي عن الواقع بلغة الواقع.
روجيه عساف: شو يعني مثقف يعني هو عنده معارف وقدرة على التعبير وقدرة على الإصغاء قدرة على التحليل انطلاقا من هذه القدرات قدر يعطي صورة قادرة تعيش صورة الحياة المحتملة.
سامي كليب: طيب لأنك تسمع أنه بعض المثقفين يقول لك أنه أنا الكلمة التي أقول أو المسرحية التي أخرج أو الأغنية التي أضع تكفي يعني لا حاجة للعمل مع الناس بشكل مباشر أنت يعني تذهب إلى الورشات إلى الناس إلى بين البسطاء تحاول أن تساعد حتى في حياتهم اليومية يعني أنه لا أدري إذا كان المثقف ينزل إلى الناس ولا الناس تصعد إلى المثقف هكذا حالة يعني؟
روجيه عساف: بأرجع بأقول يعني سر السعادة حتى بالحياة هو التوحيد على كل المستويات هو أول مستوى للتوحيد هو توحيد الذات يعني العقل والعاطفة والكلام والفكر والعمل يكون واحد ثانيا التوحيد مع كل المحيط يعني الآخرين الطبيعة حتى الفلك وطبعا الخالق بالنتيجة؟
سامي كليب: يعني التوحد والتوحيد.
روجيه عساف: يعني هذه سمات الرضا الواحد يكون راضي مهما كانت النتيجة فشل ألم عذاب وإلى أخره ولكن راضي وهذا الرضا يولد سعادة بس الواحد يتعرف على السعادة ما بيعود يقدر يتركها.
سامي كليب: البدايات المسرحية السياسية لروجيه عساف عرفت عدة مواجهات مع السلطة حين كانت السلطات اللبنانية آنذاك تضيق ببعض النقد بين الستينيات والسبعينيات وهكذا تعرضت مسرحياته على غراره مجدلون أو إضراب الحرمية أو كارت بلانش للتضييق لا بل أن بعضها منع بطريقة سخيفة ولكن المنع ما زاد مسرحه إلا شهرة تماما كما أن غطرسة إسرائيل ما زادته إلا تعلقا بقضية فلسطين قضية العرب آنذاك.
روجيه عساف: مجلدون سنة 1969 حطت على المسرح فدائيين حركة فدائية أكدت على وجوده على الأرضي اللبنانية مع أنه كان الخطاب الرسمي ما فيه أنه وجوده وأهميته.
سامي كليب: ولكن كان وقع اتفاق القاهرة وشرع العمل الفلسطيني.
روجيه عساف: بعدين.
سامي كليب: بعد المسرحية أوكيه.
روجيه عساف: لأنه من بعد مسرحية مجدلون صار فيه أزمة كبيرة بلبنان وفراغ بالحكومة وصلوا إلى اتفاقية القاهرة والاعتراف بشرعية وجود العمل الفدائي في لبنان ولكن مجدلون كانت قبل تحضر سنة 1968 وقدمت بأوائل 1969 وما كان فيه أبدا قصد أنه مستفز أو نعمل شيء جريء وأكثر من هيك يعني أخذنا رخصة فيها بس أهمية.
سامي كليب: قبل مراقبة النص ولا بعد مراقبة النص.
روجيه عساف: لا النص اتراقب وكان فيه عندنا رخصة بيسمح بعرض النص مع ملاحظات كانوا حاطين ملاحظات ولكن وقت إنشافت المسرحية أنه إخراج المسرحية كان يبدو أوضح وأقوى من النص من الحوار طبيعي أن المسرح.
سامي كليب: تفاعل هو سمة من سمات مسرحك أساسا.
روجيه عساف: مش بس كلام حضور الفدائي على المسرح مع سلاحه والتناقض الكبير التضاد بين التفاف الناس حول الفدائيين وفشل وفساد النظام اللبناني السياسي اللبناني تجاه المشاكل الاجتماعية بلبنان وخاصة بالريف وبالجنوب والفشل السياسي أمام إسرائيل والخطر الإسرائيلي إضافة إلى شغلة كثير غريبة وما بعرف كيف صارت بالمسرحية فيه تنبؤ أنه إذا بنكمل هيك إسرائيل راح تفوت وتحتل جزء من لبنان.
سامي كليب: وهذا ما حصل.
روجيه عساف: والجزء اللي احتلوه سنة 1972 يعني حتى مسمى على الخارطة يعني ما بعرف كيف يعني هيك الوضوح الفكري وصلنا إلى هذا الاستنتاج مع أنه ما لنا كثير خبراء لا بالسياسة ولا بالعسكر فكل هذه الشغلات أدت إلى ما بعرف شكوى ما بعرف من أي طرف واضطروا يتحركوا يمنعوا المسرحية بس حتى يمنعوا المسرحية عملوا شغلة كثير كيف بدي أقول رخيصة خطفوا الرخصة الورقة اللي كان عليها الرخصة خطفوها وجاءوا وقفونا مش على أساس مضمون المسرحية ولكن على أساس أنه بنمثل بدون رخصة هذه الشغلة لأنه ما كان عندهم طريقة ثانية حتى يدخلوا.
سامي كليب: بس بأتصور أنه حصل تعاطف معكم من قبل الجمهور من قبل الناس.
روجيه عساف: طبعا من قبل الصحافة وإلى آخره يعني وأدت إلى مفعول عكسي مثل العادة بس تمنع شيء يعني عم تعطيه دفعة كثيرة كبيرة بواسطة الإعلام وتعاطف الناس.
سامي كليب: اتصلت فيك قيادات فلسطينية؟
روجيه عساف: آه طبعا ولكن أهمية هذا التجربة اللي ما كانت مقصودة هي اكتشاف الدور المحتمل للمسرح المسرح ممكن يفضح العلاقة بين المؤسسة الرسمية والجمهور.
سامي كليب: بالضبط يعني وأيه نتحدث عن عام 1969 يعني كان في بواكيره الأمر.
روجيه عساف: هذه شغلة كمان أنا كانت بالنسبة إلي أكتشاف ما كنت منتظر أبدا أنه يصير هيك.
سامي كليب: أعطتك دعم واستمريت يعني مثلا إضراب الحرامية نص لأسامة العارف أيضا ينتقد النظام الرأسمالي والسرقات والهدر وما إلى ذلك كمان أصار ضجة.
روجيه عساف: مس بس هيك أنه موضوع المسرحية والطريف يعني كومدي بس كثير ثاقب وجارح أنه الوقت اللي بيصير فيه بها المنطقة منقطة المسرحية منطقة وهمية الناس بتثور وبتغير وبتطالب بتغيير النظام بيزعلوا الحرامية وبيعملوا إضراب فكل شيء ينشل بالبلد وتصير الناس ترجع تطالب أنه يرجع الحرامية يشتغلوا حتى الحركة بالبلد ترجع تسير وييجي مفاوض واحد وفد أجنبي يتدخل حتى يعطينا حل ويرجع تتصالح الناس ويرجعوا على ما كانوا عليه قبل.
سامي كليب: غريب شو التاريخ بيكرر نفسه يعني؟
روجيه عساف: في مسرحيتن كارت بلانش كمان بتطرح موضوع بجرأ أكثر كمان يعني مش بجرأ أكثر بوقاحة أكثر يعني بيصور أنه المجتمع كأنه حي تجاري بس حي تجاري بيعيش من وجود بيت دعارة بالنص وبيت الدعارة اللي بيخلي يسمح لهذه الحركة أنها تكون موجودة ويكون فيه ازدهار بالحي فبييجي هيك ناس واعيين وشاب ثوري بيطرح على الناس تغيير الوضع أنه بدل ما يتكلوا على
سامي كليب: الدعارة
روجيه عساف: يتكلوا على حالهم
سامي كليب: يكون فيه مؤسسة تطوير طبعا
روجيه عساف: فبيمشوا معه وبيصير فيه نوع من الثورة الرمزية بيسكروا بيت الدعارة وبيمشي الحال بيدخل واحد أجنبي وبيرجع يخرب الأمور وبيرجع الناس يخضعوا للدعارة اللي كانت موجودة اللي كانت تعيش كل الناس تسمح لكل الناس يشتغلوا ولكن مع التغيير مهم أنه قسم كبير من ناس الحي بيهاجروا بيروحوا لبره
سامي كليب: على كل حال دائما فكرة الأجنبي موجودة بمسرحك من البداية حتى اليوم يعني الاستعمار
روجيه عساف: بنهاية كارت بلانش كمان ملفتة للنظر تخلص مسرحية وصحيح أنه رجع وبيحتفلوا بافتتاح جديد بدشين بيت دعارة جديدة بس فيه قنبلة مؤقتة بأساس الحي القنبلة المؤقتة راح تنفجر وبتخلص المسرحية بتنتهي مع أنه عم راح نسمع القنبلة المؤقتة التي ستنفجر قريبا
سامي كليب: وهو ما حصل في لبنان من مجدلون إلى إضراب الحرامية إلى كارت بلانش حمل مسرح روجيه عساف منذ بدايته مؤشرات الالتزام الاجتماعي والسياسي وفى هذا المسرح ثوابت أبرزها الدفاع عن الناس الفقراء ومناهضة الاحتلال والمحتل الأجنبي ومحاربة الفساد ثم جاءت المرحلة الثانية في أعماله لتنتقل إلى انتشار أوسع خصوصا بين الناس البسطاء العاديين رغم أنه يكره كلمة بسطاء كان لقاءه آنذاك مع نجم كبير هو حسن علاء الدين المعروف بشوشو مفصليا وكان الانتقال إلى المسرح الشعبي المفتوح ومسرحية هائلة في وقتها عرفت باسم آخ يا بلدنا
روجيه عساف: وقت ما اشتغلت ما شوشو كنت مقرر أنه خلاص المسرح مش هم عندي ولا الثقافة وكانت عم بانتقل إلى الوجود بالمخيمات الفلسطينية وبالأحياء الشعبية ووقت ما جاءوا طلبوا مني أشتغل مع شوشو فكرت شوية بأنه بيكون اختبار مهم لي لأنه ليش تركت المسرح وقتها لأنه ها المسرحيات اللي عم نحكي عنها كارت بلانش ومجدلون وإضراب الحرامية كانت ربما ناجحة من جانب معين لكن الناس اللي كانت تجيي وتصقف وتمولنا هم ذاتهم اللي كانوا ينتقدوا على المسرح يعني الفئات الشعبية والجمهور
سامي كليب: ما عم تشوف طبعا
روجيه عساف: كان مرات ها العملية كلها ما كان فيه تواصل أو علاقة حقيقية بين المسرح والجمهور الحقيقي
سامي كليب: واللي كان وشوشو محتكر جزء كبير منه لشخصه
روجيه عساف: فلذلك يعني حبيت أنه أشتغل معه حتى أكتشف ليش شو طبيعة ها العلاقة بين فنان مسرحي وجمهور شعبي فلهذا السبب اشتغلت معه وطبعا ها النية أدت إلى علاقة عميقة مع الفنان شوشو.
سامي كليب: يعني وفيه على كل حال فيه محطات منيرة بتجربتك لا تزال حتى اليوم يعني معظم الأعمال في الواقع تذكرها الناس ولكن فيه بعض الأعمال لا تزال راسخة بالوجدان يعني أحنا تقول اليوم آخ يا بلدنا الناس كلها بتتذكر يعني كيف نشأت الفكرة وكيف تطورت بينك وبين
روجيه عساف: بس كمان لازم أقول إنه فيه شيء كمان له علاقة بالصدفة أو بالحظ إذا بدك تقول أنه اشتغلنا آخ يا بلدنا بدون ما نتنبأ أنه راح يكون فيه بلبنان وضع استثنائي يعني تفجير مظاهرات وتفجير الحركات المطالبة عند الطلاب عند المزارعين عند العمال
سامي كليب: بالضبط
روجيه عساف: فالها الحركات اللي فجأت برزت على الساحة اللبنانية وخاصة ببيروت التقت بالمسرحية ها المسرحية كانت موجودة بدون ما نقصد مع التزامن مع الحركات وصارت المظاهرات بالشوارع تغني وتأخذ شعارات أو الأشياء كلمات المسرحية وترددها بالشارع صار فيه علاقة بالصدفة غير مقصودة بين عمل مسرحي والحياة السياسية الراهنة
سامي كليب: طيب في حديثك عن برجت في الواقع أنا أنقل عنك وصحح لي لأنه يبدو الكثير مما نقل عنك خطأ أنه بعد عرض أيام الخيام قلت في حديث صحفي أنا لم أقتنع ولو مرة واحدة بالمذهب البرشتي ولم أمارسه لا إخراجا ولا اتجاها لا أعتقد أن هناك علاقة مع برشت ربما هناك بعض الشبه بطريقة استخدام عناصر الديكور مع بيتر بروك لكنها أشياء عبارة وسخيفة صحيح الكلام أنك قلته؟
روجيه عساف: يعني هي بس أنا مثلت على الطريقة البرشتية بإشراف أو أخراج جلال خوري وبفرنسا كمان معهد فرنسا تعرفت على ولكن كل تجربة بتخليك يعني تختبر شيء بيظل هذا الشيء لكن المبدأ النظرية اللي بدها تنظم كل فنك وكل تعبيرك بإطار معين يعني إن كان برشت أو غيره ما ممكن أتأقلم مع الطريقة بالشغل أو على الطريقة بالحياة يعني حتى حكينا عن الإسلام مقتنع أما مؤمن يعني إلى أقصى درجة بالإسلام بس ما ممكن أتأقلم مع المؤسسات الشكلية أو مع الأشياء ما ممكن انحبس بأشكال ظرفية مؤقتة يعني دائما بأعيش بحرية تامة تجاه الشكليات.
سامي كليب: علاقة روجيه عساف بالجمهور كانت دائما مباشرة أنه كان يشرك هذا الجمهور ليس فقط في التمثيل إنما أيضا في كتابة المسرحيات هذا كان شأنه مثلا حين ذهب إلى قرية عيناته الجنوبية كيف صار الناس جزء من الحكاية ومن الممثلين والكتابة والمسرحية فهو أولا وأخيرا يعتبر المسرح وسيلة وليس غاية.
روجيه عساف: المسرح هو المكان الحيز اللي قدرت أخلق فيه علاقات مع الناس مع ناس بيشتغلوا معي علاقات مع المجتمع وعلاقات مع الفكر يعني هذا هو المكان اللي وجدت فيه هذه الحالة اللي بتوصلنا بتربطنا بالحياة بالناس بالعمل فهذا هو أهميته بس هو بحد ذاته ما منه أساسي.
[مشهد من مسرحية]
سامي كليب: الممثلون في مسرح روجيه عساف يتمتعون بحرية كبيرة في إيصال فكرته وهو يقول عن نفسه إنه ديمقراطي بدرجة كبيرة وقد عرف كيف ينسج علاقة ود مع المحيطين حتى ولو أن بعضهم ابتعد عنه لتباين وجهات النظر حول مسرحه وهدفه وكيفية العمل معه وثمة من يقول عنه إنه ديكتاتوري مهذب بحيث أنه يدفع الممثل في نهاية الأمر إلى قبول فكره هو وليس فكرة الممثل ومهما قيل فإن روجيه عساف يبدوا لزائره هانئا فيما يفعل لا بل وسعيدا في مزج تلك العلاقة الدقيقة بين مسرحه والناس وبين وحدته مع أهله وأصدقائه وجمهوره وفي الحلقة المقبلة سنرى أسباب اعتناقه الإسلام وكيفية مناهضته لإسرائيل قولا وفعلا.
روجيه عساف: أنا سعيد لأنه بأشعر أنه الناس اللي حولي فيه بيني وبينهم علاقة فكرية ودية في نفس الوقت بأحبهم ويحبوني وهذا الحب مطعم بالفكر بعقيدة بقناعات وباحترام بيحترموني وبأحترمهم لأن حب لا احترام ما له جدوى فلذلك أنا سعيد. sp.visit@aljazeera.net