الرمال المتحركة.. سرت
بعد ثمانية أشهر من المعارك في درنة (شمال شرقي ليبيا) انسحب تنظيم الدولة الإسلامية منها في إبريل/نيسان 2016 على وقع الخسائر الكبيرة التي مُني بها في مواجهة قوات مجلس شورى مجاهدي المدينة.
توجه التنظيم إلى مدينة سرت الواقعة شمالا والتي تتوسط مدينتي طرابلس وبنغازي، لتكون بديلا عن درنة التي علق عليها آمالا عريضة.
ويكشف الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي "الرمال المتحركة" الذي بثته الجزيرة الأحد (2017/6/4) تفاصيل المعارك التي خاضتها قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الوطني، لإخراج التنظيم من سرت.
دور حفتر
كما يسلط الضوء على الدور الذي لعبته قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مهاجمة الثوار والابتعاد عن مواجهة التنظيم.
استغل التنظيم عداء غالبية سكان سرت المؤيدين لنظام معمر القذافي لثورة السابع عشر من فبراير وتأييدهم لعملية الكرامة بإمرة حفتر.
وخوفا من توسع التنظيم أعلنت حالة النفير العام في مصراتة ومدن الغرب الليبي وتحرك آلاف الجنود التابعين لحكومة الوفاق الوطني مدعومين بكتائب الثوار باتجاه سرت لتبدأ عملية البنيان المرصوص.
نجحت العملية بتحقيق تقدم سريع خلال فترة وجيزة، ومع تقدمها لجأ التنظيم إلى أساليب قتالية أكثر شراسة وارتفعت حصيلة القتلى والجرحى من الطرفين.
عملية القرضابية
وبينما المعارك مع التنظيم مستمرة كانت قوات ما يسمى عملية الكرامة تعد العدة لعملية القرضابية وحركت أرتالا عسكرية "لتحرير" سرت من الجنوب والشرق.
وبينما كان الثوار يتقدمون في سرت ويحققون النصر تلو الآخر كان قادة ما يسمى بعملية الكرامة يقللون من أهمية انتصاراتهم.
ويتساءل ضابط الاستخبارات في الجيش الليبي إسماعيل شكري "لماذا لم يعر تنظيم الدولة الاهتمام لقوات حفتر ولم يقم أي سواتر، بل إنه تحرك بحرية إلى غرب المدينة مسافة 160 كيلومترا؟".
بوصلة عملية الكرامة
يقول العميد محمد الغصري المتحدث باسم عملية البنيان المرصوص إن تنظيم الدولة قطع المسافة من درنة إلى سرت دون أن تتعرض له قوات حفتر، بينما جرى ضرب الكتيبة 19 في هون التي حاربت الإرهاب.
ويكشف تسريب صوتي لأحد الإعلاميين الداعمين لعملية الكرامة مع ضابط كبير في الجيش الذي يتبع حفتر وجود صلات بين تنظيم الدولة وعملية الكرامة في بنغازي.
وحصل فريق الفيلم على رسالة خاصة يحذر فيها أحد كبار قادة البنيان المرصوص من تحالف جديد يلوح في الأفق قد يتشكل في الجنوب الليبي بين فلول تنظيم الدولة وجماعات عسكرية تتبع ما يسمى بعملية الكرامة.
الرسالة تدعو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إلى تحمل مسؤولياته الوطنية تجاه ليبيا قبل فوات الأوان في مواجهة هذا الخطر الجديد.
أخيرا بعد تحرير درنة وسرت وإخفاق التنظيم في فرض سيطرته على الشمال الليبي، يبرز تخوف جديد من أن يستنسخ التنظيم تجربته في الجنوب مستفيدا من الحدود المفتوحة التي تنتشر فيها تجارة السلاح وتهريب البشر.
فهل ينجح التنظيم في ذلك؟