تحقيق خاص

العقرب.. السجن الأسوأ سمعة في مصر

ضمن سلسلة “تحقيق خاص” الاستقصائية، يتناول فيلم “العقرب” أوضاع السجن المصري الذي يحمل اسم العقرب، ويعد واحدا من أسوأ سجون العالم بما ترتكب فيه من انتهاكات جسيمة وصادمة.

في حي طُرة جنوب العاصمة المصرية القاهرة، يقع السجن الشديد الحراسة رقم 992 والمعروف باسم "العقرب"، أسوأ سجون مصر سمعة لما ترتكب فيه من انتهاكات جسيمة ضد السجناء.

فيلم "العقرب" ضمن السلسلة الاستقصائية "تحقيق خاص" الذي بثته الجزيرة الأحد (2017/4/2)، يكشف الكثير عن تفاصيل "العقرب"، وهو نسخة مصغرة من "متاهة صاحبة الجلالة" السجن الذي أنشأه الإنجليز عام 1971 أثناء الصراع مع منظمة الجيش الإيرلندي.

صمم السجن على شكل الحرف الإنجليزي H، وهو ما يسمح بالتحكم ومراقبة السجناء الذين تصنفهم السلطة بالخطرين، والخطورة التي يمثلها السجين قد تكون عمله الصحفي أو موقفه السياسي.

بعد أشهر من البحث تجمع لدى فريق العمل أكثر من 75ساعة من الشهادات ما بين جلسات استماع ومكالمة هاتفية، إضافة إلى الرسائل والمعلومات والوثائق الرسمية والتقارير الحقوقية التي تشير إلى حجم الانتهاكات داخل هذا السجن.

أداة تنفيذية
يقول الباحث في علم الاجتماع السياسي محمد أبو ريان إن السجون الشديدة الحراسة لا تخضع للائحة السجون داخل الدولة، بل لعرف الضباط الذين يمارسون ما يرونه.

ويضيف المحامي مجدي سالم -وقد اعتقل 14 سنة في العقرب- أن مصلحة السجون أداة تنفيذية ليس لها أي علاقة بملف السجناء السياسيين في السجن، وإنما أمن الدولة هو الذي يضطلع بهذا الملف.

شهادات السجناء السابقين وذوي السجناء الحاليين تفيد بأن "العقرب" يستهدف التنكيل بالسجين، لكن الأخطر من ذلك الإخفاء القسري الذي لا يترك فرصة للمراقب ولا للأهل أن يعرفوا مصير من دخل إلى هذا النفق.

أما من يرزحون في السجن ويذوقون العذاب والإهمال الطبي، فإن منهم من يموت.

تهديدات
وقد حاول فريق الفيلم الوصول إلى أسر السجناء الذين قضوا في "العقرب"، وحصل على موافقات مبدئية بالتسجيل، إلا أن رسائل من هواتف مجهولة كشفت عن تلقيهم تهديدات بعدم الافصاح عن أي معلومات.

تكشف الشهادات عن وسائل القتل البطيء التي منها منع العلاج والدواء والتريض والزيارات، وبين فترة وأخرى تشن على الزنازين ما تعرف بالتجريدة، وهي -بدعوى التفتيش على المخالفات- تستهدف التنكيل بالسجناء.

يقول أيمن خميس -وهو باحث قضى في "العقرب" أربع سنوات- إن التجريدة كانت تتضمن إطلاق الكلاب لتنهش لحم السجناء، إضافة إلى الضرب المبرح وتكسير العظام.

ازدادت الاحتجاجات في الخارج على ما يرتكب في السجن، فجاءت زيارة المجلس القومي لحقوق الإنسان عام 2015، بعد التقدم بطلب إلى مصلحة السجون.

رواية السلطة
وخرجت رواية المجلس مشابهة لرواية الحكومة، وأبرز التلفزيون الرسمي مقاطع للطعام الصحي النظيف والمكتبة والعيادة التي تعمل بكفاءة، إلا أن حافظ أبو سعدة عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان يكشف في مكالمة هاتفية عكس ذلك.

يقول الصحفي باهر غراب -وهو معتقل سابق بسجن العقرب "خلية الماريوت"- إن زيارات مجلس حقوق الإنسان لا ترى السجناء السياسيين، بل الجنائيين الذين يسهل تلقينهم ما يقولون.

العقرب واحد من أكثر سجون العالم انتهاكا للمواثيق العالمية الضامنة لحرية الإنسان وكرامته، فهل يأتي يوم يغلق فيه على غرار توأمه في إيرلندا الذي أغلق تحت ضغط المطالبين بعد عقود طويلة من الانتهاكات؟