البور
– نظرة الفرنسيين إلى البور العرب
– بدون هوية
– تفرقة عنصرية
– حياة بلا هدف
[نص مكتوب]
يريدون إقناعي أنني سأنجح في حياتي، إن فرنسا معروفة بأنها أجمل بلد في البلدان يقولون إن هناك أماكن أسوأ، بكلام البيض الذي يقولونه نحن في حرب، قد تطير رؤوسنا، البيت ليس بيتك… لست في عالم التلفزيون، مخترع الونش نظام أحمق يريدون أن يقنعوني بأنني على ما يرام في مكاني، أتمنى أن لا أعيش أبداً تحت أسقف باريس، يريدون إقناعي بأنني على ما يرام في مكاني، للتحرك من بانيولي يجب مغادرة سين سان ديني.
فؤاد شرقي
/مدير راديو همزة وصل: بالنسبة إليك من هو البور؟
[نص مكتوب]
ملاحظة: البور مصطلح عامي لتسمية أشخاص ولدوا في فرنسا من أبوين مهاجرين من شمال إفريقيا.
فؤاد شرقي
: إنه أنا، الوضع صعب من جانبي لأنني لا أستخدم هذه المفردات كثيراً/ بالنسبة إليك ما هي كلمة البور؟
هدى عفسوني
/معلمة: إن كلمة بور شتيمة كيف لي أن احكم بأنها جبنه أو مارغارين.
فؤاد شرقي
: هل تشعرين بأنك بور.
هدى عفسوني
: لا أنا لا أشعر بأنني بور، أشعر بأنني جزائرية لأنني ما زلت أحمل الجنسية الجزائرية، إنني أتمنى أن لا يكون أولادي بور بل أن يكونوا فرنسيين تماماً، أن يكون الشخص أبيضا أو أزرقا لا يهمني لكن كلمة بور في كل مرة يعطونا لوناً للتفرقة، كفوا يا فرنسيين كفى.
فؤاد شرقي:
تعالي.
يسيمة عفسوني/عاملة في مجال الخدمات الاجتماعية: كيف حالك هل أنت على ما يرام.
هدى عفسوني
/معلمة: نحن البوريين نعرف بعضنا بعضاً.
فؤاد شرقي:
نظرة الفرنسيين إلى البور العرب
يسيمة عفسوني:
الأمر يضحكني قليلاً عندما أرى مثلاً في مجال كرة القدم شخص اسمه زين الدين زيدان ولكنهم يقولون عنه أنه فرنسي، نعم بالطبع فرنسي ولكن عندما يتحدثون عن شخص يدفع تياراً معاكساً للسياسة العامة سواء أنت أم غيرك، يقال شاب من اصل مهاجر، ليس من المفروض أن أتأقلم في بلد ولدت فيه، لقد ولدت هنا، فلماذا يطلبون مني أن أتأقلم علماً أنني أتأقلم، ثانياً المطلوب هو أن أغير اسمي، أنا أتحدث الفرنسية جيداً أهذا هو المطلوب، عاشت زمن مجدها، كانت دولة تهيمن على بلدان أخرى واستعمرت بلدانا أخرى، فرنسا تعمل بطريقة كأنها تقول أنا هنا لآتيكم بالعلم، يتعين الا تطلب من الأخر أن يتخلص من هويته، يتعين أن تقبل الآخر بما فيه من فروق، هي تجني ما تستحقه.
فؤاد شرقي
: استعمرت بلداناً أخرى وسلبتها ثرواتها وهيمنت على تلك البلدان طوال قرون، تمردت تلك البلدان في وقت ما للحصول على الاستقلال ليكون لها وجوداً لتحصل على الحقوق نفسها، إذا أخذنا مثالاُ الجزائر، ما أتيتم به إلى الجزائر لم يكن الديمقراطية، لذلك تمرد الناس للحصول على الحقوق ذاتها ومن ثم حصلوا على استقلال بلادهم ومن ثم عندما رفضتم تعطوهم الهوية الفرنسية حاربوكم لكي يصبحوا رجالاً أحراراً، ماذا لدينا اليوم في فرنسا، لدينا ميراث حماقاتكم، لديكم بواقي ما تركتموه في إفريقيا.
إدير تغيلات
/ رسام: نحن لسنا في الجنة هنا، إنها الحياة اليومية هنا ،الافتراء والاحتقار والأحكام المسبقة، يكاد يكون الأمر سباً إهانة، ولكن يجب أن تبقي رأسك مرفوعاً، نقول العرب بشكل مطلق ولكن العرب شيء جميل،كما جاءت الحضارة العربية بالكثير للحضارة الغربية، ذهبوا يبحثون في القارة الإفريقية عن عمالة رخيصة والناس هناك لم يعودوا يشغلون مرتبة البشر. أتفهم، والآن أيضاً الأمر مستمر يواصلون إبعاد أهلنا بمهاجمتنا اليوم، في رأيي إنهم يضطهدون أهلنا من خلال اضطهادهم لنا، ولكن لماذا يضطهدون أهلنا؟ ماذا فعلوا لهم؟ أهلنا هم من قاموا ببناء فرنسا، عندما احتاجوا عمالة وجدوها لكن عندما لم يعودوا بحاجة إليها، أخرجوا أيها العرب القذرون.
مافيا المقاطعة"ثلاثة وتسعون"
[نص مكتوب]
أتركني أطير وأحلق في الهواء ،لأن الحياة على الأرض بائسة جداً إنها حرب، غريزة الانتقام ضد البلد الذي ولدت على أرضه، لأنني عندما ولدت صرخت "صرخت ااااااااااه"، لدرجة إيقاظ كل من كان في المستشفى، نخيف مغني الراب الآخرين، صوت دوي بندقية اقتحام.
كيفين كافي
/ طالب في مدرسة ثانوية: نحن ندعى ليسكورت، نحن أربعة فناني راب من مونتروي، نحن نمثل الناس في أحيائنا ،سكان مونتروي سكان ضاحيتي المهمشون مثلنا، اؤلئك الذين يعيشون حياة مثل حياتنا اليومية،الذين يعلمون أنهم عندما يخرجون إلى الشارع أحياناً تفتشهم الشرطة بكل حماقة، إنه نمط الشارع، نظام التصرف، حسناً سنقوم الآن بجلسة ارتجال لنريكم ما نقدمه، هيا يا كريسيال أبدأ.
[
نص مكتوب]
"ثلاثمائة…حسناً حسناً حسناً، يا روبيس، ليسكورت، يبدوا أن فرنسا إما أن تحبها أو تتركها، لا تقلق ففي مقاطعتي ثلاثة وتسعون أرني النقود وسأبرئك، هنا النقود قذرة شباب غير اجتماعي. أنا هكذا أنا لا أعمل في مجال العمل الاجتماعي، نتقدم ونحن ننزف، هنا يجرح بعضنا البعض بالرغم من أن كلا منا يحب الآخر، الصغار يصغون الى الكبار وليس المعلم، يا أنت هناك أشياء كثيرة تخبئها فرنسا عنا، ودوغي هو كروسيال الشهير بفرانك لوكاس، ندخن الحشيش الفاخر عرب وسود وغجر، الصداقة انتهت ،الأمر يقتصر على الشراكة وهذا طبيعي سنصبح جميعاً منبوذين.
كروسيال:
البور بالنسبة الى من؟ إلينا أم إلى الناس؟ بالنسبة إلينا بور هو عربي مثلنا ليس هناك معنى سلبي ،أجل ليس أمراً مثيراً للغيظ ولكن عندما يصدر من شخص خارجي يختلف الأمر.
كيفين كافي: ولكن عندما يستخدم هذا اللفظ من شخص أخر نعرف أنه لا يحبنا يصبح الأمر محرجاً جداً، لأنك تعرف بماذا يفكر، تخيل أن يناديك شخص نيجرو أو بور أو بيكو أو أي شيء أخر. في الواقع إن قال ذلك فإن هناك حكم مسبق وراء كلامه، ولكن في حالة أخرى إن لم يكن هناك معنى سلبي فلا ابالي، الآن سنذهب إلى الأستوديو.
شادية:
صباح الخير، مرحبا هذا هو حيي اسمي شاديا وأنا من أصل تونسي ولدت في باريس في منطقة رقم 11 عمري 37 سنة أقيم هنا منذ أن ولدت، كيف حالك يا أبي؟ نحن الآن نتجه إلى منزل راشيل وهي سيدة تشغل مكانة كبيرة في حياتي فهي بمنزلة أمي الثقافية، لأن أمي الحقيقية لا تجيد القراءة ولم تنتظم في المدرسة وقتاً كافياً، مرحباً راشيل
راشيل مازيت
/معلمة: ما الأمر لم أعد أراك كثيراً.
شادية:
أنت محقة.
راشيل مازيت
: لقد عرفتك في مرحلة متأخرة قليلاً في مرحلة المراهقة.
شادية:
نعم في فترة المراهقة.
راشيل مازيت:
كان عمرك 16 أو 17 عاماً.
شادية:
اجل بالضبط.
راشيل مازيت:
أذكر أن ما فاجئني حينئذٍ هو أنك كنت تعرفين كل الحي بجميع سكانه، أمازلت كذلك.
شادية:
نعم لم يتغير ذلك.
راشيل مازيت:
حقاً.
شادية:
أجل لم يتغير ذلك.
راشيل مازيت: هل شعرت بأنك مهمشة لكونك تونسية.
شادية:
لم يكن الأمر موجهاً ضدي تحديداً.
راشيل مازيت:
أدري لأنك أمك لم تكن تتحدث الفرنسية.
شادية:
كان أخي من الجيل الأول لذلك عانى معاناة صعبة لأن المهاجرين كانوا في تلك الفترة يعملون في البناء وكان يقال أنهم جاؤوا ليسرقوا قوت الفرنسيين.
راشيل مازيت:
لأنه كان ذكراً ام لسبب آخر.
شادية:
أيضا لأنه كان ذكراً أنت محقة يا راشيل، ولكن خلال نشأتي أتيحت لي فرصة مقابلة أشخاص على قدر معين من الذكاء جعلوني أتفتح ذهنياً وأثبت انني على مستوي ذكاء الفرنسيات، وأعتقد أنك أسهمت كثيراً في ذلك كالقراءة وأشياء أخرى كثيرة، ما كنت تقرئينه، ما كنت تنصحيني بقراءته، نعم أتذكر أنك فتحت ذهني على أشياء كثيرة جداً من خلال فضولي.اعتقد اني كنت محظوظة.
راشيل مازيت
: أنت لا تعرفين الضاحية، أليس كذلك؟
شادية:
بلى.
راشيل مازيت:
كيف ؟
شادية:
من خلال احد أقاربي، اعرف الضاحية جيدا، حتى أنني اعرف وجهها المظلم ايضا، احد اقاربي نشأ في الضاحية وهي واحدة من ابشع الضواحي، لقد حارب ابي ضد ذلك، فضل ان يعيش في شقة صغيرة من دون ان تكون لنا غرفنا الخاصة على الحياة في الضاحية في احد الاكواخ، اشكره على ذلك، ساعد ذلك ايضا في تعليمي.
راشيل مازيت:
إذن ساعدك وجودك في مدينة كثيرة التنوع.
شادية: نعم نشأتي وسط أطفال يعيشون في بيوت خاصة، وآخرين من اباء كتاب واثرياء بالافكار الجميلة بالطبع ساعد ذلك في تعليمي وفتح آفاقي، كنت محظوظة أكثر من غيري.
[نص مكتوب]
جيل من رجال المافيا… نهدد الولايات المتحدة باسطواناتنا.
كيفين كافي
: كيف حالك يا رودى ؟ كيف حال اسرتك؟
رودي:
كل شيء على ما يرام، الحياة هادئة
كروسيال:
هنا تجد الشارع، الشخص الذى يتحدث نيابة عن الشارع ويمثل الشارع، حسنا فلنستعد.
مهدي رماشد
/ مغني راب: اليوم انتجت اسطواناتي ومن ثم تجارتي سوف تكون الموسيقي والإجارة وأنشطة مختلفة، والي جانب هذا لدي جمعية تشجع الفنانين الشباب ونقدم عروضا على مستوى الشباب من خلال توصيل فكرة أن الوسط الفني أمر جيد ولكن يجب ان لا ننسي ان علينا ان نستمر في العمل لان الوسط الفني ليس متاحا للجميع ولكن عندما يتعلق الامر بالنقود لا يحصل الكل على الطعام، من الصعب أن تعيش هذه الأيام الهوية الفرنسية بالذات لمن هم مثلنا، انا اعتبر نفسي فرنسيا ولكن في الاصل اعتبر نفسي إنسانا لان الامر في الاصل يتعلق بالحدود فاذا الغينا الحدود وجدنا أننا جميعا الشخص نفسه.
كروسيال: وفي الأصل ما معني ان تكون فرنسيا، أن تعيش في فرنسا، أن تتملق ساركوزي؟
مهدي رماشد: أن تعيش في فرنسا قد يكون الأمر مثيرا ولكن اليوم ومنذ خمسة عشر عاما كانت فرنسا بلدا مثيرا، اليوم السياسة قد تغيرت وأنا لا أجد نفسي في هذه السياسة خاصة على مستوى الهجرة أنا غير موافق، كانوا يقولون لي منذ عشر سنين أن فرنسا أرض استقبال والآن أصبحت أرض هم ومشاكل، اليوم لا يمكننا أن نتحدث عن العنصرية ولكن هناك الكثير من التمييز هل أنتم مستعدون لوصلة ارتجال يا شباب.
[نص مكتوب]
هيا يا كروسيال، من الصعب حقا ألا تكون شرها.. سلاحا مغروسا في السترة، في الجمجمة يطلقون طلقة مباشرة، يسرقون فريستهم في الثانية عشرة من العمر، لدينا قاموسنا الخاص، تقول لرئيس الشرطة، تبا لك، أعتقد أن الموقف يجب أن يتفجر إخواننا ماتوا في العراق وفلسطين، تمر كيلوغرامات المخدرات كالمافيا ثلاثة وتسعون هو مقري، تبا لحراساتهم وقواتهم المسلحة، تصرفات تجعل رجال الشرطة يصرخون وتخترق ستراتهم، أصواتنا جميعا خشنه من كثرة التدخين، أنا مهدم وأنت تريد إيذائي، ولكننا سننال منك، لا يهمني.
رفيقة بن درمال
/ صحفية: قضيت حياتي كلها هنا، تفضل، تفضل.
فؤاد شرقي
: كثيرا ما أشعر بالأسى حتى الآن عندما أتذكر أجدادنا الذين حرروا فرنسا مرتين خلال الحربين العالميتين، الأولى والثانية.
رفيقة بن درمال:
إن أول ثلاثة ضحايا سقطوا على أيدي النازيين في ليون كانوا مقاومين جزائريين وآخر ذي بشرة سوداء يسموهم كذلك لأننا لا نجد اسمهم حتى اليوم، لقد عثرت على مقابرهم، وعلمت أنهم كانوا من أوائل المقاومين في ليون، الشرطة الفرنسية هي التي قامت بتسليمهم وقتلوا في أقبية مركز محافظة ليون، تم تعذيبهم وقتلهم ثم دفنوا في مقابر لاغيتار، اتصلت بتاريخ المقاومة والمنفى منذ يومين وقلت لهم عفوا لماذا لا توجد أي إشارة في متحفكم إلى المقاومين المغاربة أو الأفارقة فأجابني ماذا تقولين، أرى أن سؤالك مثير للجدل نوعا ما فقلت له، عذرا لماذا هو مثير للجدل، فقال لأنك تلمحين إلى أننا تعمدنا بأن لا نقوم بهذا العمل، فقلت كلا إنني أسألك عن ذلك لأنني أجري أبحاثا عن هذا الموضوع ولا أفهم لماذا لا يمتلك مركز تاريخ المقاومة والمنفى أي مرجع لهذا الشأن فأجابني ربما لا توجد معلومات كافية، فقلت أحقا وماذا عن مصال الحاج أبي الأمة الجزائرية الذي رفض التعاون مع النازيين وسجن لهذا السبب.
[نص مكتوب]
أن تكون لديك نظرة كارثية، حقيرة بمعنى أصح، سوف أتدبر أمري محتفظا برجولتي، دعني أطير، لانني سأبكي ضربات، دعوني أحلق، لأنني أديت عملي جيداً، أتمنى أن أهبط حيث توجد أشجار جوز الهند، أريد أن أبتسم لأن ابتسامتي لم تكتمل قط، لم أعد أريد مشاكل، دعوني كئيبا مثل ستان غولدمان، طيرني، دعوني أطر، أريد أن أفعل شيئا بحياتي.
سفيان تكبو
/ طالب في مدرسة ثانوية: أعيش هنا مع صديقي، هذا هو، لم نختر أن نعيش هنا في الحقيقة فرض علينا أن نعيش هنا ومن ثم بنينا أسسا لأنفسنا وكبرنا معها حتى إذا شعرنا أحيانا بأننا مبعدون لكننا نبقى أولئك الأشخاص وهذا ما يقوينا في الحقيقة، على أي حال نرى في عيونهم أنهم غير سعداء بقدومنا، غير سعداء بمساعدتنا، وهذا سيقلل من حماستنا أكثر فأكثر، نبقى دائما معا ولا نقدم على الاحتكاك بالآخرين.
يوان مينوكس
/ طالب في مدرسة ثانوية: وحتى عندما نخرج ينظرون إلينا بعين منتقدة يحدقون بنا لمجرد أننا مجموعة أو أننا سود أو عرب، نظرتهم لنا سيئة، هذا ما يجعلك لا ترغب في الخروج.
سفيان تكبو:
لذا نحن هنا، نبقى في حينا حتى بالنسبة لإخواني الصغار لإخوانهم الصغار، وأخواتهن الصغيرات، لا أحب ذلك أعذروني، سيكبرون مثلما كبرت أنا نحن علينا أن نقدم لهم القدوة، أن نقدم لهم القدوة ولكن في الوقت ذاته نحن من جانبنا إذا حاولنا ولم ننجح فسنصبح قدوتهم سيفعلون مثلما فعلنا.
يوان مينوكس:
رائد فضاء.
سفيان تكبو:
لا، إنه حلم كبير ولكنني عرف أنه لم يتحقق أبدا ولكن فيما بعد أود أن أصبح مضيف طيران مثلا، أتمنى.
يوان مينوكس:
أنا في المستقبل سأعمل في خدمات الطريق، لماذا تضحك، حقا مكاني سيكون في أعمال الطرق، لكنه غير صعب.
كيفين كافي
/ طالب في مدرسة ثانوية: أنا أريد أن أعمل في كرة القدم.
سفيان تبكو:
أنا ولدت في فرنسا ولكن حينما أكون هناك يقول الناس لأنني من المغرب العربي، أنا جزائري عندما أكون في فرنسا يقولون أنت عربي مثلا وحينما أعود إلى الجزائر يقولون أنت مغترب، لذلك أنا لا أعرف أين مكاني، لا أعرف، ليس هناك سوى المخفر، نعم لا يوجد سوى المخفر كما قال المخفر فقط، حتى أنك أحيانا قد تكون لم ترتكب أي خطأ ولكنهم يفتشونك بلا سبب، بحجة أنهم يقومون بعملهم بينما يوجد في الشارع الكثير من المجرمين، أنا لست مجرما ولكنهم يفعلون ذلك لمضايقتنا، لماذا يعطوننا ألقابا ولدنا هنا في فرنسا مثلهم، أنا بونيول عربي ماذا عنك؟
كيفين كافي:
أنا نيجرو زنجي قذر، نيجرو قذر.
[فاصل إعلاني]
[نص مكتوب]
بدون هوية
هناك السود والمختلطون، هناك الريف والمدينة، هناك الكريبولي والفرنسية، هناك الأميون، هناك من يجيدون القراءة، هناك مسقط الرأس والغربة، هناك الأساطير والكتب، هناك الفقراء وهناك من لديهم ما يحتاجون إليه للعيش، وهناك إفريقيا والغرب، هناك الوحدة والحزب، هناك الفقراء ومن يستطيعون العيش، هناك بورت أو برانس، وهناك باريس.
إدير تغيلات:
رسمي هو رسمي، هو ليس بور ولا جبن هو رسم فقط ومن ثم يمكن أن ترى ما تريد ولكنني لا أرسم قائلا أن بور وكما قلت لكم أشعر بأن هذا اللقب لا يخصني إطلاقا إنها لغة الفيرلان، الفرنسية مع قلب الألفاظ الخاصة بغير البور، لا أنا لا يزعجني الأمر أنا لم أشعر قط بأنني معني بهذه الصفة، هذه الإضافة أو نحو ذلك، إنه ليس بلدي الأصلي هو البلد الأصلي لأهلي وليس لي، لم أولد هناك لم أحمل في ذاكرتي تلك الانطباعات الأولى لشروق الشمس في بلد جديد، بالنسبة إلي ولدت هنا والشمس ولدت معي، أما بالنسبة لطفولتي فكانت العشوائيات بالطبع، في يوم من الأيام جاءتني فكرة مفادها أن أصلي يرجع إلى مرحلة ما بعد الاستعمار، هذا أصل حقيقي، أنا لست من أصل جزائري ولا من أصل فرنسي أن من أصل يعود إلى مرحلة ما بعد الاستعمار، هذا هو أصلي الحقيقي وبكل ما ولده إنهاء الاستعمار، ستسألني ماذا ولد بالضبط ذلك النوع من السياسة التي تستهدفنا وتبقينا في نطاق مواطنين غير مرغوب فيهم ولا ينصح بالتعامل معهم، مواطنون تحت المراقبة كأنهم أعداء لوزارة الداخلية كل تلك الأشياء لا تشبهنا إطلاقا لأن أحدنا إذا عُومل كعدو، فالدولة التي سمحت بذلك.
عازم أسوين
/ صاحب شهادة جامعية: في فرنسا يعتبرون البعض مهاجرين، وفي الجزائر يعتبروننا أيضا مهاجرين لذلك نحن لا نعرف من أين نحن ربما من وسط البحار، لا أدري ربما هناك.
بائعة في مقهى:
منذ متى ونحن فرنسيون، منذ خمسة أجيال، أنا أعرف أنه مع وجود حفيدتي لنا خمسة أجيال، لا أدري نحن لا نعتبر فرنسيين على الرغم من أن أبانا قد ماتوا من أجل فرنسا، جدي مات من أجل فرنسا، لقد فعلنا الكثير لفرنسا وهذا لا نفهمه ولذلك الشباب هائجين ومتمردين إلى حد ما.
تفرقة عنصرية
عازم أسوين:
في الحياة اليومية بالفعل عندما تكون بور من سكان الضواحي لا يعطونك فرصتك في الحال، ونرى ذلك في مجال العمل، حاول أن ترسل سيرتك الذاتية إلى الشركات لترى أنك في أغلب الأحيان لا تتلقى إجابة، وإن يروا محمد حتى ينتهي الأمر، إما أن تعمل الواسطة أو تتم الترشيحات بصورة تلقائية ولكن الأصل يشكل عاملا مؤثرا مهما كان، لا، الواقع أننا نشعر بالأمر بشكل غير مباشر لا يقال الأمر جهارا ولكنه محسوس إذا ذهبت إلى لاليفونس أنا سبق لي أن عملت هناك لا يقولون لك صباح الخير، حمزة كيف حالك، هل تشعر بأنك فرنسي أو جزائري؟
حمزة:
ليس المهم أنك تشعر بأنك فرنسي أو جزائري أو بين بين، أنا جزائري يوم لا تعجبني فرنسا سأجمع حقائبي وأعود إلى بلادي، لا يحق لي أن أفرض نفسي، وكذلك فإن الموضوع لا يخصني، ربما يخص إخواني كما يخص آخرين ولدوا في فرنسا ومضطرين لأنهم لا يستطيعون العودة إلى ديارهم ولا يعرفون البلد ولا يعرفون الوضع إلينا.
[نص مكتوب]
في يوم حلمت بأنني أستطيع الهروب بأنهم منحوني حريتي، هنا أنا محاصر، ما زال أمامي سنوات، بدأت أفكر وأندم، في يوم حلمت، بأنني لا أستطيع الهروب بأنهم منحوني حريتي، هنا أنا محاصر، ما زال أمامي سنوات، بدأت أفكر وأندم.
[معرض أوليفييه دي سيرس- التصوير الشعاعي عن غيتارسيتي]
فؤاد شرقي
: أكتب إليكم من جديد لأن المدينة تزداد صعوبة كل طريقنا المسدود، أولاد العرب يجعلون حياتنا أكثر صعوبة فماذا نفعل ليتوقف هذا، عددنا كأوروبيين قليل لا بد أن أقول لكم إذا لم تفعلوا شيئا فسأشتري بندقية وسأقتل، سيدي المحافظ هل نحن في فرنسا أم لا، كان هذا جديراً بالذكرى، ما الذي يخيف الفرنسيين، أنا، هنا ما ترونه هنا في الخلف هو هذا الجزء، تم ترميمه ثم هذا الانفجار بالديناميت والرغبة في إحداث ضجة لأنه في ذاك الفترة كان يذاع على القناة الفرنسية الأولى ( كلمة أجنبية) وبالنسبة لسكان فلوبان كان بطلنا كان سيخلصنا بالفعل من هذا الحي ومن سكانه، لكن لا، لا.
محمد حسن الشابي
/ أستاذ الفلسفة في جامعة باريس: عاشت فلسطين أهلا بكم في فلسطين، في البداية كنت متحفظا نوعا ما تجاه كل المصطلحات الغريبة التي تمثل في الوقت نفسه قبول موقف إذا أن بور تعني أشياء كثيرة بالنسبة للفرنسيين مثلا، بور تمثل نوعا ما طريقة معينة للمشي للبصق على الأرض، أسلوبا معينا للكلام ولكن الأهم أنها طريقة لتجسيد الفشل، الفشل المدرسي الشغب التهميش، أدعوكم لتعرفوا أن الصحراء ليست الفراغ الموحش الجاف، تفضل.
إدير تغيلات:
هذه آلة بداخلها ماء.
محمد حسن الشابي:
نعم، نعم أعرف، أنا لست فرنسيا، أنا أجنبي أنا من شمال أفريقيا، من تونس على وجه التحديد، حيث جئت لأنني لا أعد أريد البقاء في بلدي لأحقق سعادتي كإنسان، إن أحد الأسباب التي جعلتني أختار مجتمعا فرنسي باختياري وبكامل إرادتي اقتناعي بأن فرنسا مجتمع حقوق، مجتمع حريات مع كل ما يصل إلي بوصفي مثقفا من الهيبة والجانب العاطفي للغة الفرنسية للأدب، للشعر ولكل ما يشكل الثقافة الفرنسية، أنا مسلم وصوفي ومن ثم أنا مع وحدة الوجود ووحدة العقل وفي نظري ليس هناك حدود وليس هناك ألوان وليس هناك جوازات سفر بل هناك جوازات الحقوق التي لدينا منذ الولادة، حرية التكلم أن يتكلم الشخص نيابة عن نفسه وأن يواجه المخاطر في كل كلمة يقولها، عندما ألقي السلام على الزهرة يعدونني مجنونا، ولكنني أعرف أنه لا أنا ولا الزهرة يمكن أن نتأثر بالجنون، نهافان هو الحنين إلى الماضي عند اليونانيين هي الأمل المرتبط بأن يفقد الشخص جذوره في السياق العربي الفارسي الأمر غير ذلك كلياً، هي فرحة العودة إلى المنبع.
فؤاد شرقي
: مع وجود شخص مثله في المحطة وبالإعلان الذي أذاعوه للتو كن على يقين أن جميع أفراد شبكة الدي جي في فرنسا وسويسرا يستمعون إليه الآن، عدنا على موجات 89.8 اف ام، من ليون، يشكل المهاجرون صفقة جيدة جدا بالنسبة إلى الاقتصاد الفرنسي حيث يتسلم المهاجرون 47 مليارا وتسعمئة مليون يورو من الدولة ولكنهم يدفعون 60 مليارا وثلاثمئة مليون يورو وهو ما يشكل ربحا قدره أربعة عشر ملياراً ومئة مليون يورو، عادة نجد الشباب في هذه المناطق ولكن الوقت ما زال مبكرا، الساعة لم تدق الثامنة بعد، الوقت مبكر، هنا بدءا من الساعة العاشرة أو الحادية عشر ليلا نرى أحيانا مداهمات عنيفة من قبل الشرطة، عنيفة جداً، محطتنا محطة راديو حرة خاصة بالأحياء الشعبية وهدفها هو توصيل صورة مختلفة عما يحدث في هذه الأحياء لذلك كل ليلة أتجول في أهم المناطق الحضارية في فرنسا التي ينبغي تعبيرها بشكل أولي، أدور في الأحياء الشعبية أتفقد المكان أتوقف أحيانا أحتسي القهوة مع بعض الشباب، نتناقش ثم أواصل جولتي بين الأحياء شيئا فشيئا بدأت أبني اتصالات في مختلف الأحياء أتلقى رسائل هاتفية أو الكترونية تفيد مثلا بأن هناك مداهمة في مكان ما أحاول أن أعودهم إبلاغي في أقرب وقت ممكن حتى يكون لدينا متسع من الزمن للوصول في الوقت المناسب، ستحدث مداهمة في حي ما ليلا هذا أمر مفروغ منه، أقدم لكم جميع أفراد الفرقة التي تثير الضجة بانتظام في الحي، السؤال الأول الذي أريد طرحه عليكم، ماذا استنتجتم من تاريخ الهجرة، خدعة كبيرة ولكن ماذا تعني.
حياة بلا هدف
كيفين كافي:
خدعة كبيرة، أعني أن أبانا أتوا من أفريقيا للعمل، ودافعوا عن فرنسا، بفضلهم أصبحت هناك خطوط للقطار مثلا، والآن تقاعدوا ولا يتقاضون قرشا إذن فإن فرنسا قد خدعتنا.
فؤاد شرقي
: ماذا تعلمت أنت من تاريخ الهجرة، كيف تصف قصتك كأحد أبناء الهجرة، كيف تصف حياتك اليومية.
سفيان تبكو:
حياتي اليومية؟
فؤاد شرقي
: نعم.
سفيان تبكو:
حياتي اليومية أني لم أعد أذهب إلى المدرسة، نذهب إلى الإدارة المحلية فيقولون لنا عودوا الشهر التالي، وهكذا نعود في كل مرة ولا نجد شيئا أبدا لا شيء، نبقى هنا على مدار الساعة، لا بد أن نأكل نشعر بالجوع بالبرد فما عدا بيع المخدرات أو سرقتها ليس أمامنا خيار آخر.
فؤاد شرقي
: كيف ترى نفسك بعد عشر سنوات من الآن؟
سفيان تبكو:
إما في السجن أو أكون متسولا أو ممتلئا، ممتلئا بالمال وأعيش حياة جميلة في ميامي ولكن على الأرجح في السجن.
فؤاد شرقي
: ألا يقلقك ذلك؟
سفيان تبكو:
يقلقني ولكن ليس أمامي خيارات أخرى، إما ذلك وإما أن أصبح فقيرا، فبعد سن معين لا يمكن أن تسمح لنفسك بالاعتماد على أهلك.
فؤاد شرقي
: هل سترينا الحي.
سفيان تبكو:
هيا جولة سياحية.
فؤاد شرقي
: هيا بنا،انظروا الأرض تنتزع.
سفيان تبكو:
هذا هو رقم 62، هذا هو المكان الذي نحتله
فؤاد شرقي
: كما قلت لكم عملي هو أن استمع إلى صوت مختلف الأحياء الشعبية وأن أنقل صوتها من خلال الراديو لكي يتمكن الناس من سماع ما يقوله تلك الأحياء، لذلك من الضروري أن تكون وسائل الإعلام حاضرة هناك، هذا هو الوضع باختصار، لم يأت الراديو إلى هذه الأحياء إلا حديثا على الرغم أنه آلة غرضه الأساسي أن تعارض ما يقال حول هذه الأحياء.
كيفين كافي:
الحياة هنا مثلما هي في أي مكان ليس هناك ما نفعله، نحن هنا ونحاول أن نجعل الوقت يمر كما نستطيع هناك أشياء قليلة لقضاء الوقت، ليس لدينا شيء لقضاء الوقت لا توجد قاعات نجلس فيها ولا أنشطة ولا ملاعب كرة قدم، هناك من يستفيقون من نومهم ويذهبون إلى العمل ثم يعودون ويخرجون ليرفهوا عن أنفسهم، هناك من يخرجون للحصول على المال لأن ليس لديهم عمل وهناك من يخرجون ولا يجنون المال لأن ليس هناك عمل، الأمر يختلف أنا لست سياسيا، لا أعمل في السياسة، ها هو مونيه لا يريد لا يريد أن يتحدث، والأهم لا يريد أن يتكلم، أنه محامينا.
كروسيال:
لا أدري لماذا لا يوجد عمل، لماذا لا يوجد عمل.
كيفين كافي:
لا أعرف ربما لأننا نحن أيضا لا نبحث.
كروسيال:
لكن على كل حال نحن لا نرغب في العمل،أنا عن نفسي لا أريد أن أعمل.
كيفين كافي:
الأمر يختلف هناك من يبحث وهناك من لا يبحث، الأمر مختلف هناك من يبحث ولا يجد وهناك من يبحث ويجد، هناك من يدرس خمس سنوات في الجامعة ليعمل.
سفيان تبكو:
أمين صندوق في دكان.
كيفين كافي:
أمين صندوق أو مشرف قسم.
كروسيال:
قل لي ما فائدة أن أعمل أو أذهب إلى المدرسة، أنا أذهب كثيرا إلى موطني الأصلي أذهب كل صيف وأحيانا في الشتاء إنها الحياة الريفية ليست كما هنا حتى العقلية مختلفة تماما، هناك عندما ترى امراة عجوزا في الحافلة تترك لها مكانك، هنا لا شيء، هنا تتشاجر لتأخذ مكانها الفرق شاسع، أنا لم أولد هناك الذين ولدوا هناك يفضلون العيش هنا والذين ولدوا هنا يفضلون العيش هناك أحيانا.
كيفين كافي:
إذا كان لديك نقود فالعيش هناك أفضل،هذا حقيقي.
كروسيال: أجل إن كنت تمتلك المال فعلا فالحياة هناك أفضل بكثير إن كنت تمتلك المال، ولكن إذا كنت فقيرا لذلك يكسبون المال هنا ويهربون إلى البلاد كل بحسب حالته.