فلسطين تحت المجهر

الخداع الإسرائيلي للحجاج المسيحيين

ناقشت حلقة 21/5/2014 من برنامج “فلسطين تحت المجهر”موضوعا يعد من”التابوهات” في الإعلام العالمي. إنه”الحج المحرم” أي الخداع الذي تمارسه إسرائيل على الحجاج المسيحيين القادمين لزيارة الأماكن المسيحية المقدسة.

سلطت حلقة الأربعاء 21/5/2014 من برنامج "فلسطين تحت المجهر" الضوء على الخداع الذي تمارسه وزارة السياحة الإسرائيلية على الحجاج المسيحيين القادمين لزيارة الأماكن المسيحية المقدسة، بوضع مسالك لخطوط رحلة الحج تهمش الأماكن المسيحية بالضفة الغربية المحتلة والأماكن العربية في الداخل الفلسطيني، مثل مدينة الناصرة.

وبيّن رجال دين مسيحيون ورهبان في الحلقة كيف تحرص إسرائيل على ألا يحتك الحجاج المسيحيون بواقع فلسطين المحتلة، فلا يفهم هؤلاء الاضطهاد الصهيوني للأرض المقدسة.

الفلسطينيون المسيحيون يمنعون من الحج إلى أرضهم (الجزيرة)
الفلسطينيون المسيحيون يمنعون من الحج إلى أرضهم (الجزيرة)

ويزور أكثر من مليوني حاج مسيحي أرض فلسطين التاريخية كل عام، وتسوّق إسرائيل نفسها في العالم كدولة تحمي المقدسات المسيحية، لكن الحقيقة أن وزارة السياحة الإسرائيلية ومعها شركات السياحة الإسرائيلية تعمد إلى أخذ الحجاج في مسارات تطلق عليها "مسارات حج"، لكن تغلب عليها الأهداف السياسية والاقتصادية الإسرائيلية.

تضليل
تشمل معظم رحلات الحج مغطسا قرب بحيرة طبريا يسوّق على أنه "مغطس تعميد السيد المسيح"، لكن في الواقع لا علاقة أو أهمية تاريخية أو دينية للمكان، وذلك تجنيبا للحجاج من الوصول إلى أريحا في الضفة الغربية، ومكان المغطس الحقيقي.

كما يساق كثير من الحجاج إلى منتجع "إيلات" على البحر الأحمر، ليقضوا ثلاثة أيام هناك، رغم أن لا قيمة دينية مسيحية إطلاقا لـ"إيلات".

ويحرم هؤلاء الحجاج من فرصة زيارة مواقع مهمة شمال الضفة المحتلة، مثل كنيسة "برقين" قرب جنين، رابع أقدم كنيسة بالعالم، و"بئر يعقوب" في نابلس وبلدة سبسطية التاريخية التي تشير المراجع إلى أنها موطن "يوحنا المعمدان"، لا لشيء إلا لأن هذه المواقع تقع بالضفة الغربية المحتلة خلف جدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل.

كما يُمنع الفلسطينيون المسيحيون المقيمون بالضفة من الحج إلى أرضهم التي ولدوا فيها، فالمولود بمدينة بيت لحم لا يستطيع الوصول إلى كنيسة القيامة في القدس أو كنيسة البشارة بالناصرة، بينما يسمح لكل حجاج العالم غير الفلسطينيين بالوصول إليها.

منع التواصل
وتشير حلقة "الحج المحرم" بوضوح -على لسان المؤرخين الأجانب ورجال الدين المسيحيين الفلسطينيين والسكان المسيحيين الفلسطينيين إلى كيفية عدم إعطاء الحجاج الأجانب ضمن رحلتهم المقدسة أي فرصة حقيقية للتواصل أو الحديث مع السكان الفلسطينيين من المسيحيين بمدن بيت لحم والقدس والناصرة، خوفا من أن تنشأ بينهم وبين الفلسطينيين المسيحيين صلة الأخوة بالعقيدة، والتعرف على حقيقة الوضع على أرض فلسطين التاريخية.

وفي المقابل، يقوم المرشدون السياحيون الإسرائيليون بزرع الخوف في نفوس الحجاج من السكان الفلسطينيين المحليين.

(الجزيرة)
(الجزيرة)

زيارة البابا
من جهة أخرى، تشير حلقة "الحج المحرم" -وهي معادة- إلى تفاصيل ممارسة السلطات الإسرائيلية عام 2009 أثناء زيارة البابا بنديكت الـ16، وكيف حاولت جعل مكان إقامة القداس الكبير بميناء مدينة حيفا بدلا من جبل القفزة ذي الدلالة الدينية البارزة بمدينة الناصرة، لتجنب تسليط وسائل الإعلام الضوء على تهميش مدينة الناصرة العربية بالداخل الفلسطيني، خاصة تعرض مقدساتها للاعتداء، كما مقدسات القدس المسيحية -وفي أماكن كثيرة- من قبل المتشددين اليهود الإسرائيليين، والذين يعتدون على الرهبان المسيحيين بالشتم والإيذاء، حتى وصل الأمر إلى القتل.

وفي حلقة فنية بامتياز، تستخدم الدراما للحديث عن الاضطهاد المسيحي قبل قرنين من الزمان، وتقارنها بالاضطهاد ضد المسيحيين اليوم من قبل الحركة الصهيونية.

ومن خلال ضيوف مميزين وموسيقى منتقاة بعناية، يقدم المخرج والموسيقار الفلسطيني الشاب أحمد الضامن -بعد عمله الوثائقي "الحجر الأحمر"- فيلما وثائقيا جديدا يتناول موضوعا سياسيا بامتياز، لكنه يمس الجانب الروحي لملايين المسيحيين في كل مكان.

فالفيلم لا يتعلق فقط بطرق حج مهجورة، أو حجاج مضللين أو أماكن مسيحية مستهدفة أو مسيحيين مضطهدين لأنهم فلسطينيون، إنه كل هذا في حج ليس ناقصا أو مغيبا، بل هو "حج محرم".

كلمة المخرج