
غزة تعيش
صور مختلفة عن يوميات سكان قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي، وكيف أنهم يتحدون ظروفهم القاسية.. هذه الصور تنقلها حلقة "غزة تعيش" المعادة من برنامج "فلسطين تحت المجهر".
أبو أنور الحجوج (بائع ذرة من مخيم الشاطئ للاجئين) يقول إنه في ستينيات القرن الماضي كان الفلسطينيون يصدرون كل أشكال الحمضيات مثل البرتقال والليمون إلى تركيا وإسبانيا وألمانيا وكل أوروبا، ولكن بعد عام 1967 توقفت البواخر القادمة من هذه الدول لأن التصدير توقف.
ويضيف الحجوج أن اليهود أخذوا أرض الفلسطينيين وفرضوا عليهم الحصار، لكنهم صمدوا.
قبل الحصار كانت هناك حركة بناء وإعمار نشطة جداً بسبب الكثافة السكانية في غزة والتي تعتبر من النسب العالية جدا في العالم، غير أن الحصار (يؤكد مقاول البناء كمال خلف) منع دخول كل لوازم البناء وخاصة الإسمنت والحديد.
وفي صور لتحدي الحصار المفروض على القطاع، يقول أحد العمال إنه لكي يعيش تعلم بنفسه كيف يصمم برامج حاسوبية ويصلح جهازه، كما اشتغل في العمار والكهرباء، مضيفا "أعمل أي شيء في الدنيا حتى أعيش".
ووفق هذا العامل فإن كل سكان القطاع يبتكرون أشياء ليعيشوا منها، و"الحاجة أم الاختراع" كما يضيف.
عروس الأنفاق
مي وردة (من مخيم النصيرات للاجئين) تحدت بطريقتها الخاصة الحياة بالقطاع المحاصر، وتقول إنها من رام الله، وتعرفت على زوجها محمد وهي بالضفة الغربية، لكن الاحتلال منعها من الوصول إلى غزة أو وصول محمد إليها، فسافرت من الضفة إلى الأردن ثم إلى مصر ومن هناك نزلت عبر النفق أو عبر طريق الموت -كما تقول- لتصل إلى القطاع.
أما المخرج الفلسطيني عبد المعطي عبد ربه فاحتفل مع زوجته بعيد زواجهما الـ32 بعدما احتفلا به آخر مرة في بيت العمر الذي هدمته إسرائيل.
صورة أخرى من صور "غزة تعيش" يمثلها وائل أبو ريالة، وهو لاجئ فلسطيني من غزة يعمل صياد سمك، ويقول إن الناس يذهبون إلى البحر وينسون العذاب، ملخصا ظروف الحياة في غزة بموّال فلسطيني "يابا فلسطين لا تزعلي بكره الزمان يعود.. يابا عجب غزلان الوطن يتبدلوا بقرود.. يابا سكر يا مجلسنا الأمن عاد ما بدنا وفود.. يابا كلهم دجل كذب ووعود يا يابا".
وللنساء نصيبهن في قصص يوميات غزة، فهذه أم علاء (لاجئة من مخيم الشاطئ) اجتمعت مع بعض جاراتها من أجل الدردشة لإعداد أكلة اسمها "المفتول".
وصلة دبكة
وهناك الدبكة في حياة الفلسطينيين، فالطالبة في الصف السادس الابتدائي ديما كراز تهوى رقصة الدبكة وتتدرب في فرقة لإحياء هذا الفن الفلسطيني الأصيل. تقول والدة ديما إن الدبكة تذكر الفلسطينيين ببلدهم وعاداتهم وتقاليدهم وبأرضهم.
شريف سرحان (فنان ومصور من غزة) يقول إنه في هذه المهنة منذ حوالي عشر سنوات، وإن وكالات الأنباء والمؤسسات الدولية التي يعمل معها تطلب منه قصصا مصورة عن حياة الناس في غزة في ظل الأوضاع الإنسانية والحروب التي يعيشونها.
من التلة التي تعد أعلى مكان موجود بالقطاع، تشاهد غزة بشكل مختلف.. بشكل جميل.. الصورة الحقيقية الأخرى -كما يقول سرحان- التي فيها الجمال والحب والعمق الموجود داخل غزة، وكيف أن الناس هناك عندهم إصرار وعزيمة على الثبات وعلى المضي في إعمار هذا البلد رغم الحرب والجراح والدمار والموت الموجود.. هذه هي غزة.