صورة عامة - برنامج فلسطين تحت المجهر 2/7/2010
فلسطين تحت المجهر

الأسرى الأطفال

تتناول الحلقة الأسرى الأطفال الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وتخوض في عمليات الاعتقال والتحقيق وتوجيه التهم إليهم. وتتطرق إلى أوضاع الأجنة والسجون والمحاكمات.

– الاعتقال والتحقيق وتوجيه التهم
– الأجنة السجناء

– أوضاع السجون والمحاكمات

– معاناة ما بعد الخروج من السجن

عبيدة عصيدة
عبيدة عصيدة
خالد قزمار
خالد قزمار
أنغام عزت
أنغام عزت
محمد أبو عيد
محمد أبو عيد
فادي إبراهيم
فادي إبراهيم

فادي إبراهيم: قعدت ثلاث شهور في السجن أهلي ما شفتهومش بالمرة.


المعلق: فادي إبراهيم اعتقله الجيش الإسرائيلي وعمره 14 سنة، تعرض للضرب الشديد والتعذيب أثناء الاعتقال والتحقيق، يعاني من آلا جسدية ونفسية حتى الآن.


عطاف عليان: بتمسك الريموت بتقول له بابا كيفك مليح؟


المعلق: عائشة ابنة الأسيرة المحررة عطاف عليان، قضت في السجون الإسرائيلية سنة ونصف من عمرها، عانت كثيرا لتتمكن من التأقلم مع محيطها بعد الخروج من السجن.


عبيدة عصيدة: أطفال 12 سنة شو الخطر اللي يشكلوه على إسرائيل؟!


المعلق: عبيدة عصيدة اعتقله الجيش الإسرائيلي وعمره 17 سنة، تجاوز الـ 18 وهو في المعتقل، حرم من السفر وإكمال تعليميه في الخارج كونه اعتقل وصدر في حقه حكم.


منال غانم: نور عاش في السجن سنتين ونصف


المعلق: نور ابن الأسيرة المحررة منال غانم. دخل السجون الإسرائيلية وهو جنين في الشهر الثالث، تعرض لمرض شديد داخل المعتقل ويعاني من عقدة الأبواب الموصدة.

محمد أبو عيد: لا في عندنا حرية ولا في عندنا، ما بنقدرش نتنقل زي ما بيتنقلوا.


المعلق: محمد أبو عيد اعتقله الجيش الإسرائيلي وعمره 15 عاما، تعرض للضرب الشديد أثناء الاعتقال والتحقيق، حكم لمدة أربعة شهور وتم إجباره على دفع غرامة مالية.

خولة الزيتاوي: نعم، ما تحت الأرض مافيش ظروف أصلا كيف تجيبيها بتموت.


المعلق: غادة ابنة الأسيرة المحررة خولة الزيتاوي، قضت في السجون الإسرائيلية سنتين من عمرها، تعان من حالات اضطراب وعصيبة نتيجة ما عايشته داخل السجون.


هديل أبو تركي: بعد التحقيق وكل شيء لفقوا أنه رايحين نطعن.


المعلق: هديل أبو تركي اعتقلها الجيش الإسرائيلي وعمرها 14 عاما، أجبروها على الإقامة في معتقل للجنائيات الإسرائيليات، بعد الخروج من المعتقل أصبحت تتسم بالعصبية الشديدة وتعاني من قلة النوم.

فاطمة الزق: يعني تطلعت فيه كأسير أصغر أسير في العام.


المعلق: يوسف ابن الأسيرة المحررة فاطمة الزق قضى في السجون الإسرائلية سنتين من عمره، يكره الأماكن المغلقة ويتسم بالعصبية الشديدة.

أمجد الخطيب: نحن عايشين في عالم وسجن عالم ثاني.


المعلق: أمجد الخطيب اعتقله الجيش الإسرائيلية وعمره 14 عاما حقق معه خلال ساعات الليل دون حضور محام أو أحد أفراد العائلة، صدر بحقه حكم سنتين وتسبب الحكم بحرمانه من إكمال تعليمه.

الاعتقال والتحقيق وتوجيه التهم


خالد قزمار: محامي الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين: عادة بيتم الاعتقال في معظم الحالات بيكون اعتقال من المنزل، عشرات الجنود بيحاصروا المنزل أحيانا بيتم اقتحام المنزل وكسر الباب أو النوافذ والدخول إلى المنزل، أحيانا بيتم إلقاء قنابل صوتية داخل المنزل والمنادات بمكبرات الصوت على الكل أن يخرج من المنزل ويخلع ملابسه، بعض الحالات الأطفال اللي أحيانا رفضوا يخلعوا ملابسهم وهددوا بإطلاق النار وأطلقت النار على أرجلهم، فحالة من الرعب تصاحب عملية الاعتقال.


عبيدة عصيدة: الساعة 2 بالليل تقريبا سمعنا صوت في البلد، الجيش يعني وطخ وشيء زي هيك. فيش دقيقتين تقريبا وإلا صوت القنابل صوب باب الدار وصار الجيش يصيحوا اطلعوا اطلعوا وينادوا علينا، بس صاحوا أول ما قرأ اسمي عبيدة قال لي عبيدة تعال، أخذوني عندهم فتشوني وربط يداي ورائي وأغمض عيناي ونزلوا في من الدار وطلعوني بشحنهم وسحبوني معهم. من تيل لحوارة كله ضرب، يعني أنا نايم في السيارة وهم واقفين في رجليهم وفي البواريد وسلاحهم وضرب على ظهري ورجلاي.

أمجد الخطيب: في الساعة 12.30 في الليل جاء عندي الجيش عالدار، فات الجيش عالدار، فاستغرب الضابط أنه صغير يعني، فطلعوني في جيب الجيش أخذوني على مستوطنة معالي أدوميم، طبعا كنت مغمه ومكلبش، فأول ما وصلت مركز الشرطة بلشوا في ضرب كفوف وفي رجليهم يضربوني.

أنغام عزت/ الأخصائية النفسية: الساعة الواحدة بعد نصف الليل هي مرحلة النوم العميق يعني اللي الإنسان بيكون مرخي جسمه على الآخر وكثير مستغرق بالنوم مش بيستاهل أنه يصحو، فبيتداهم البيت من قبل الجيش بطريقة كثير عنيفة وبطريقة كثير صعبة وبيكون مجموعة كبيرة من الجنود، بيبلش الطفل يبكي، أمه وأبوه قدامه طبعا بيبكو، والأم والأب أنتم بتعرفوا بمفهوم الأطفال هم مصدر الحماية مصدر السلطة مصدر القوة مصد الدعم، فلما هم بيبكوا بيترجوا الضابط أنه بس ما يضربه، فتخيلوا قديش ممكن يكون التأثير بتلك اللحظة.


خالد قزمار: الاطفال اللي بيتم اعتقالهم من خلال مثلا مسيرات أو خلال عمليات رشق حجارة وما إلى ذلك، هذه الاعتقالات بتكون أيضا بوحشية حتى وحشية أكثر من المنزل بيتم الاعتداء بالضرب على الأطفال مباشرة في لحظة الاعتقال حتى يتم السيطرة عليهم ومن ثم بيتم جرهم إلى إحدى الجيبات العسكرية اللي في الموقع.


محمد أبو عيد: رحت أنا وأصحابي تنلعب عند الجدار ونحن نلعب فوتبول كان في قوات خاصة، قدم علي واحد مسكني، يوم مسكني أصحابي شردوا، بطحني على الأرض وضربني بالمسدس على رأسي، وهجموا اللي معه وبلشوا رش في وجهي قزاز، كانوا معصبين لي عيناي ومربطين لي يداي بكلبشات بلاستيك. وكنت قاعد مش على كرسي، لما أخذوني بالجيب بين أجريهم وأي حركة أساويها يضربوني.


خالد قزمار: مجرد السيطرة على الطفل وإلقاءه في إحدى الجيبات العسكرية سواء اعتقاله من البيت أو من الشارع بيتم تنقلهم إلى أحد مراكز التحقيق وبيتم التحقيق معه وانتزاع الاعتراف منه في الساعات الأولى، يعني بقدر أقول إن حوالي 90% من الأطفال الذين يتم اعتقالهم بيتم انتزاع الاعتراف منهم في الساعات الأولى من الاعتقال.


المعلق: بعد الاعتقال تستمر رحلة عذاب الطفل الأسير حيث ينقل إلى التحقيق دون محام وباستخدام أساليب تتنافى مع القوانين والأعراف الإنسانية.


عبيدة عصيدة: أنت رايح على جهنم، فعرفت أن بس قال لي على جهنم أنه أنا رايح عالتحقيق، وصلت أول شيء طالعوني بالسيارة على بيت حتيكفا مركزتحقيق هو، في مركز بيت حتيكفا فوتوني أول شيء تحقيق عند غرفة محقق، غرفة عادية فيها كرسي صغير بلاستيك، بأكون طبعا مربطين يداي لورا، بس أفوت بيكون في نظارات سود الإنسان ما بيشوف أي شيء في الطريق.

أمجد الخطيب: لما وصلت غرفت التحقيق يعني حسيت حالي طلعت درج، فقعدت تقريبا من الساعة الواحدة حتى ثلاثة الصبح وأنا مشبوح، الحين وأنا مشبوح الدنيا عتمة عندي، فباكي معه عصاية بيسبول، فكل مرة يعني يجي يضربني فيها، أنا ما بأعرف أنه جاي يضربني لأنه مشبوح مغمض العينين.

عبيدة عصيدة: بلش يحقق أنه أسئلة شو تنظيم شو وضعك بلدكم.

أمجد الخطيب: وكلما يضربني يعني يحقق معي، فمن الشبح جسمي تخدر.

عبيدة عصيدة: وكان يسأل أنه يركز أول إيشي شو إيميلك شو رقم تلفونك على أساس أنه يدخل أنه يقول لي بعدين فاجأني مثلا يقول لي انت منتمي لتنظيم محظور وأنت عندك تهم مثلا حيازة سلاح عندك تهم أموال عندك تهم مساعدة المطلوبي، طبعا كل يوم يجي بتهمة جديدة.


أمجد الخطيب: تقريبا يعني بعد ساعتين ثلاث قومني وقعدني على الكرسي، فعبر واحد ثاني معاه وبلش يضرب في، طبعا حاول أنه يشلحني أواعيي.

عبيدة عصيدة: كان مثلا لما يسأل سؤال أجاوبه أنه مافيش منه فيصير يصرخ في الغرفة ويشتم ويسب ويهدد.

أمجد الخطيب: يقول لي بتوقع على الورقة الحين بتروح.

عبيدة عصيدة: طول التحقيق ثلاثين يوما حتى تحول الملف وقعدت بعدها عشرين يوم أخرى غير الثلاثين اللي في التحقيق أو 29 يوم.

أمجد الخطيب: بعدما وقعت كمان قعد يضرب فيي.

أنغام عزت: والضرب والشبح أنت بتحكي عن طفل عمره 13 سنة يعني جسمه لسه بمرحلة النمو، يعني لما بيكون جسمه بمرحلة النمو يعني الإجبار على البقاء بوضعية لفترة طويلة زي هيك ممكن يؤثر حتى على تشوه نموه الجسدي، ويبلش الطفل يحكي لهم أنه أنا بأحكي اللي بدكم إياه وهو يبكي، أنا بأحكي اللي بدكم ياه بس تركوني، فعلى طول بيجيبوا له ورقة والطفل بيوقع عليها شو ما يكون الوضع، ساعتها بيصير طبعا هي الورقة بتحوي اعترافات لا تمت لأسير بصلة لأنه أصلا ما قرأها وما بيعرف أي شيء عنها.


فادي إبراهيم: أخذوني أول شيء على التحقيق، قعدت ثلاث أو أربع ساعات في التحقيق، المحقق قال لي أنت رجمت، قلت له لا، قال لي الجنود شافوك، قلت لهم معهم دليل أنهم شافوني؟ قال لي صوروك، قلت له طيب جيب لي الصورة أشوفها، قال لي صوروك عن جانب مش واضحة الصورة، قلت له ورجيني ياها أنا بأعرفها، إذا موجود على يدي جيبس معناه أنا، بيقول لي لا هذه أنا بأوريها للقاضي، الحين جاب لي ورقة مكتوب عليها عبري -أنا ما بأعرفش عبري- قال لي وقع عليها، قلت له ما بأوقعش على شيء ما انا ما بأعرفش، ظل يصر علي أن أوقع ما رديتش، جاب ورقة للبصم مسك يدي وخلاني أبصم على هذه الورقة غصبا عني، وغمه عيناي وبعدين أخذني إلى السجن.


خالد قزمار: وأنا يعني من السهل جدا علي أن اكتشف أن هذا الاعتراف أخذ بالقوة أو تحت الضغط لأنه أحيانا بتكون اعترافات أو غالبا اعترافات غير منطقية، أنه طفل أحيانا بيعترف أنه ضرب حجار مع أخوه، وأخوه بيكون في السجن في تلك الفترة، أو أحيانا بيعطي أرقاما خيالية أنه أنا ضربت أرقام في آخر شهر مائتي مرة أو مائة مرة، فواضح أن هذه الاعترافات تحت ضغط من جهة، ومن جهة ثانية تلقين كانت تلقين من قبل محققه، فالطفل بده يخلص، انحط في جو، أنه ما ممكن يخلص من هذا الرعب اللي هو فيه إلا بإعطاء اعتراف.


المعلق: ورقة الاعتراف التي ينتزعها المحققون من الطفل تشكل دليل الإدانة القطعي المعتمدة لدى المحاكم العسكرية، تماما كما حدث مع هديل أبو تركي حيث كانت وشقيقتها في طريقهما للحرم الإبراهيمي وكانت تحمل معها حقيبتها وفيها سكين لتقطيع الفاكهة حيث كانتا في رحلة مدرسية في اليوم السابق فاعتقلتا واتهمتا بمحاولة طعن، خرجت هديل وبقيت شقيقتها في المعتقل.


هديل أبو تركي: وأخذونا على التحقيق يعني ويا ريت حققوا معنا، ليش السكينة؟ قلنا نسيانينها بالشنطة، ليش نازلين عالحرم؟ والله جايين بدنا نصلي يعني، قال لأنه اليوم ذكرى مجزرة الحرم، وهم يعني قالوا لنا اعترفوا اللي هم اليهود ويعني قالوا لنا اعترفوا اعترفوا بنخفف عنكم وبنروحكم، قلنا لهم هذه لنا السكين يعني وإحنا اعترفنا وبدنا نروح، قالوا لنا بدكم تروحوا على بيت خالتكم، وين بيت خالتنا هذا، ولا بدنا نروح على بيت خالتنا ولا عبيت جدتنا يعني، أخذونا يعني بقوا مغمينا يعني لا عارفين وين راحين ولا وين جايين، ركبونا في الجيب وقعدنا كثير يعني في الجيب يعني حوالي خمس ساعات بعد التحقيق وظلوا يلفوا فيها ومش عارفين وين رايحين وبالأخير وصلنا السجن ونزلنا، قلنا لهم وين رايحين؟ قالوا لنا عالسجن، قلنا لهم شو عاملين طيب؟ قالوا لنا أنتم بتعرفوا شو عاملين، بدكم تطعنوا، فتوتوا عالسجن.


إيتامار بن جفير/ محامي ومستشار وعضو كنيست: قد لا تكون المسألة مجرد سكين فواكه، ربما كانت تحمل السكين لأن تقتل بها، ألا يمكن أنها كانت تخطط أن تقتل بهذه السكين؟ وعندها ألا يجب أن توضع في السجن، بل كان يجب أن تطلق النيران عليها، وبالتأكيد لدينا الحق في الدفاع عن أنفسنا.

الأجنة السجناء


المعلق: صادقت إسرائيل على اتفاقيات حقوق الطفل من عام 1991 والتزمت بها إلا عندما يجري الحديث عن الأطفال الفلسطينيين فإنها تضع هذه الاتفاقيات جانبا وتطبق بشأنهم جملة من الأوامر العسكرية، فوفقا للأمر العسكري الإسرائيلي رقم 378 فإن المدة التي من الممكن أن يقضيها طفل فلسطيني في الاحتجاز دون لائحة اتهام أو السماح له برؤية محام قد تصل إلى تسعين يوما، كما أن المدة التي يمكن أن يقضيها المعتقلون الفلسطينيون بما في ذلك الأطفال قيد الاحتجاز دون تقديم لائحة اتهام قد تصل إلى 188 يوما.


خالد قزمار: الأمر العسكري رقم 378 هذا الرقم يعتبر زي قانون عقوبات أعطت الصلاحية لأي جندي إسرائيلي بغض النظر عن رتبته العكسرية بأن يقوم باعتقال الأطفال وإلقاءهم بالسجون الإسرائيلية أو مراكز الاعتقال، أيضا هذا الأمر العسكري أعطى صلاحية باستمرار التحقيق مع الطفل حتى ثلاث شهور وبدون أن يتمكن من مقابلة محاميه، أيضا هذا الأمر أعطى صلاحية باستمرار اعتقال الطفل دون تقديم لائحة اتهام لستة شهور، أيضا حتى ما بعد تقديم لائحة الاتهام وتمديد الطفل حتى نهاية الإجراءات القانونية هناك صلاحية حسب هذا الأمر العسكري أن يبقى الطفل في السجن كانت فترة مفتوحة ولكن مؤخرا تم تحديدها لمدة سنتين، وهذا الأمر حتى في إسرائيل للكبار مش موجود، في إسرائيل للكبار حدد بتسعة شهور التمديد المفتوح، لكن بالنسبة للطفل الفلسطيني هو لسنتين وسنتين يعني هذه مش نهاية المطاف ولكن ممكن أيضا تمديدها بقرار من محكمة الاستئناف العسكرية.


المعلق: وفقا للأمر العسكري الإسرائيلي رقم 132 يعرف الطفل بالشخص الذي لم يبلغ السادسة عشر من العمر، في الوقت الذي تعتبر فيه إسرائيل الطفل الإسرائيلي كل شخص لم يتجاوز 18 سنة.


خالد قزمار: يعني إسرائيل تنتحل القانون الإسرائيلي نفسه والقانون الدولي الأردني الساري المفعول من سنة 1954، الطفل عادة تحت 18 عاما بينما حسب الأوامر العسكرية هو تحت 16، حتى الطفل تحت 16 عاما لا يوجد أي خصوصسة به، ولكن الأطفال اللي بيتهموا أو الاحتلال بيقوم باعتقالهم حتى تحت 12 عاما بيتم اعتقالهم لساعات وبيتم الإفراج عنهم بعد الحصول على ضمانات من قبل أهاليهم أو توقيعهم على تعهدات أو دفع كفالات مالية، أيضا بيتم اعتقالهم وفي هناك أطفال يعني غريب أن طفل من منطقة جنين كان خمس سنوات عمره وتم اعتقاله بتهمة رشق الحجارة على الجدار.


المعلق: تجاوزت إسرائيل كل الأعراف بتعريفها للطفل الفلسطيني وسمحت لنفسها باعتقال الأطفال حتى وهم أجنة فيولدون في السجون ويعيشون سنواتهم الأولى في ظروف الاعتقال ذاتها مع أمهاتهم الأسيرات.


منال غانم: فوتوني عالغرفة عمل فحص الدكتور حكى لهم أنني حامل، طبعا هذا ما سجلوه بالاعتبار ولا إيشي، والحامل تحتاج إلى راحة تحتاج لشغلات كثيرة ما كانش طبعا أي اهتمام زي زي أي حد ثاني، فاتت المجندة عندي قعدت أول إيشي تسب، يعني ما خلتش ولا مسبة، لبطتني أول شيء في رجلها يعني هيك وأنا قاعدة وكنت مكلبشة برجالي ويداي.

فاطمة الزق: أنا في التحقيق يعني ما رحموني أنني سيدة حامل، ساعات الشبح كان وتطويل على الكرسي بالسلاسل مقيدة من قدماي ويداي ومشبوحة أيضا إلى أسفل، يعني فيك تقول ظهري كان ينكسر ينقطم أحس أن ظهري بده ينكسر لما أٌقف ما أقدرش أصل بطولي وكدت أفقد الجنين.

منال غانم: بـ 10/10 جاءت آلام المخاض طبعا وأنه خلص بدي أولد، أخذوني على المستشفى، طلب أن أحكي مع أهلي أخبرهم محاميي أي حد يعني يحكي لأهلي أنه أنا بأولد، طبعا كله كان رفض تام أنه فيش اليوم إدارة ومافيش إيشي وأنه رح تولدي وخلص.

فاطمة الزق: هي الست في ساعة الولادة بحاجة لزوجها لأمها لأختها لابنها لحنان لمحبة لرعاية، لمسة حنان منهم، بس أنا كنت عند عدوي عند سجانيين عند سجانات عدو ظالم لا يرحم، فنقلوني في غرفة الولادة واللي كانت مشرفة علي طبيبة، كانت سيئة جدا في معاملتها لي، كانت تنظر لي بأنني إرهابية، إرهابية وحتخلف إرهابي، كانت تصرخ يالله خلصي وأنا أقول لها بيد الله، كلها بيد الله هيك، كله بيده الله، يعني أنه تساعدني تحط لي محلول، ولا حاجة حطت ولا إيشي، تروح وتغيب فترة طويلة وبعدين تيجي لي ما خلصتي؟! وتصرخ فيي.


منال غانم: كانوا مقيدين يداي هيك وبعدها حلوهم وقيدوا  يدي بيد التخت ورجلي برجل التخت، خلوا الأجر واليد الأخريين فالتات، والحمد لله يعني بأحكي لك كيف كان يعني الله من فوق كيف بدها يسهلها علي.

خالد قزمار: عادة الولادة تتم في ظروف صعبة جدا، يعني هناك كان في الحالة الأخيرة أنه التوجه للعدو الإسرائيلي فقط من أجل التمكن من انتزاع قرار من المحكمة بفك القيود وقت الولادة لحظة الولادة.


منال غانم: كانت رحلة نور بعدها بالسجن، فوتوني على غرفة كانت ثلج ثلج كأنه ثلاجة دخلوني ويعني مافيش معي حرام أغطي الولد، البنات كلهم احتجوا، فالاحتجاج هذا أدى لمشكلة داخل القسم. وكان نور معي كان نور عمره سنة وتسعة شهور، كان نور بيحكي وما شاء الله عليه. طبعا هجموا علينا قوات كبيرة وخفت أن ابني يتضرر لأنهم صاروا يضربوا في البنات وجابو ماء، برابيش خراطيم مياه، بعدها أخذوني أنا ونور، كان أواعيي مبللات أواعيه مبللات من الخوف اللي شافه بطل يحكي بالمرة، أنه بس بيؤشر أنه بده شيء، يعني بده ماء بيؤشر بده يغير البامبرز بيؤشر، يعني انصدمت صدمة كبيرة، ارتفعت حرارة نور صارت أربعين.


فاطمة الزق: يوسف مر بظروف وهو عمره أربعين يوم صعبة، درجة الحرارة ارتفعت عنه 39.5 فكان هو بيبكي وأنا بأبكي، شلحته ملابسه وعملت له كمادات كمادات وخففت درجة الحرارة حتى أنه هدي استهدى ونام، كانت هذه ساعات صعبة، ما تنتساش، في داخل السجن وأنا أم ومسكر علي باب زنزانتي، ما بأقدر أفتحه وأتوجه إلى دكتور وعلى طول أسرع بابني حتى أنجده من اللي هو فيه.

خالد قزمار: سلطات الاحتلال تعاملوا مع الموضوع بشكل عقابي للأم، عندما يكمل السنتين يتم انتزاعه وإخراجه إلى خارج السجن ومع من بده يعيش طفل عمره سنتين.

خولة الزيتاوي: قالوا لي بعدين بدك تعرفي شيء مهم جدا، بعد سنتين، في اليوم اللي بتكمل فيه البنت سنتين بيجوا أهلك بيأخذوها، إن شاء الله أنت بدك تطولي بعدها مالناش علاقة إنها تزيد يوم واحد، ودخلت على الزنزانة وسكر الباب، طبعا لما سكر الباب بلشت يعني هيك أتأمل في القبر، غرفة مترين في متر أو أقل، فرشة خفيفة جدا يعني وريحتها قاتلة ومتعفنة، وصراصير وفئران، يعني بصراحة منها نفسها يعني هي حمام وهي غرفة وهي كل إيشي، من حق الطفل أنه يعني بامبرز ومحارم معطرة كانوا دائما يجي بباكيت معفن ونوريه لمسؤول القسم نفتح له البامبرز ونورجيه أنه معفن ومرة يحكوا لنا أنه بالشهر لكم مرة واحدة باكيت بامبرز، ومرة يحكوا لنا بتستعملوا كثير، نحكي له طيب شو نعمل في الولد هذا مش بيدنا يعني.


فاطمة الزق: يوسف كان يتسكر عليه باب الزنزانة بين أربع حيطان، ما فيش شيء لا دراحة يعلب عليها ولا دباديب ولا ألعاب وبصعوبة جدا يعني لما كانت عن طريق الصليب مرق له مرة دبدوب واحدة ورجعوا الباقين طيب ليش طفل بده يلعب طيب ليش بتحرموه!


عطاف عليان: بعدما أنهيت إضرابي ودخلوا عائشة عندي في سجن الرملة، طبعا حاولوا يعملوا الإدارة نوع من العقاب لي أنه ما يرجعوني للسجن الأمني اللي هو في شارون، فخلوني تقريبا ثلاث شهور تقريبا أنا وابنتي لحالنا في سجن الرملة اللي هو سجن الجنائيات هون أن تخوفي لأنه هي كانت لاقط سريع، كنت أحاول باستمرار لما أسمع صوت مسبات أحاول أن ألهيها بأن أغني لها، أنه يعني ما يكون في عملية تركيز. عيد ميلاد واحد كانت وهي مع بالسجن وفيش شيء أي مقومات يكون عيد، يعني البلالين حتى البلالين رفضوا يدخلوا مثلا، طلب أنه يكون في بلالين أو واحد يعمل لها كيكة يشتريها لها، كل هذا الحكي رفضوا يدخلوه، يعني آخر الشيء أنا لما رحت عند دكتور الاسنان أعطتني الكف اللي تلبسه يعني الكفوف، نفخناه لها كبالون يعني، وماتت من الخوف من أصابع الكف.

[فاصل إعلاني]

أوضاع السجون والمحاكمات


المعلق: للأحداث المجردين من الحرية الحق في مرافق وخدمات تستوفي كل متطلبات الصحة والكرامة الإنسانية، كلمات في المادة 31 من قواعد الأمم المتحدة تسقط على عتبات زنازين الأطفال في السجون الإسرائيلية.


أمجد الخطيب: الزنزانة تقريبا متر ونصف بمتر تقريبا على ارتفاع متر ونصف تقريبا هيك شيء، قعدت فيها تقريبا ثلاثة أيام، طبعا الفرشة ما بتيجي اثنين سانتيمتر، بطانية واحدة، والأكل ما كانش في صحي، وبعدين تلاقي يه البعوض يعني أصابنا مرض اللي هو اسمه السكابيوس، طلع لنا حب على جسمنا فطول يعني يعني نطلب من الإدارة العلاج مافيش أي علاج ما يجيبوا لنا علاج.


محمد أبو عيد: وسجني أوفر ربع أوفر، ما كانش في حرامات نتغطى فيها، كان الشهر الثاني كانت تثلج علينا الدنيا وتمطر، لأننا كنا بخيام، كنا نبقى بردانيين، وبسجن تلموند نفس الشيء كنا نبقى سقعانين، كان يبقى يعني القسم مقرف، فيه صراصير وجيميع الأشياء، وبعدين الطعام مش منيح، نبقى قاعدين في الغرف إيش بدنا نساوي يعني ما نقدرش نغير أي شيء بالسجن.

هديل أبو تركي: كان يعني مقرف كثير، الغرفة مقرفة فيها حشرات الأكل والشرب يعني مش زيادة لا في تغذية ولا في طاقة ولا بنشوف الشمس، كانوا أوقات يرموا لنا الأكل بعيد عنك زي الكلاب يزتوه لنا،  ما نقبلش، يعني نرفض نأكل.


خالد قزمار: حسب القانون الإسرائيلي المفروض يكون الغذاء هو موزع علميا كمية الغذاء اللي بتصل لهم، لكن هذه الكمية من خلال شهادات المعتقلين أنفسهم وإفاداتهم لنا، أن الأكل في معظم الأحيان بيكون سيء جدا النوعية وقليل الكمية وأيضا بيكون في هناك خاصة بتحدث في مراكز الاعتقال أنه بيكون ملوث، وأكثر من مرة حدثت حالات تسمم، لأنه عادة الجنود اللي بيقدموا هذ الأكل للمعتقلين وبالتالي أحيانا بيكون خالطينه عدة أنواع مع بعضها البعض، اللي أحيانا بيكون بارد وأحيانا بيكون فيه الحشرات، يعني نفسهم الأطفال شافوا الحشرات وأكثر من مرة بيردوا وجبة الأكل لأن الحشرات فيها واضحة.


أمجد الخطيب: في عقوبات بيفرضوها الإدارة على المساجين زي الغرامات المالية زي الحرمان من الزيارات يعني أشياء كثير زي هذه، الساعة السادسة نقوم على العدد، لازم نوقف على طول يعني لازم من يوم ما يحكي عدد نوقف نبقى واقفين، الساعدة 11 عدد والساعدة 2 عدد والساعة5 عدد.

خالد قزمار: كل يوم فترة العدد لازم يوقف يدير ظهر أو يقوم من فراشه، إذا أحيانا الفرد تأخر ونايم ما قامش عالساعة 6 الصبح بيتعرض لهذه العقوبات والحرمان من زيارة الأهل والعزل وأيضا مصادرة الأموال وأحيانا إذا حاول بأي شكل حتى ولو بالنظرات رفض هذه السياسة يتم ضربه ويعتدى عليه من قبل السجانين.


هديل أبو تركي: لما حطونا إحنا كانت قضيتنا قالوا لنا أمني، بس بعثوني يعني عند المدني وهو مش مطرحنا. مش كلهم بيحكوا عربي في منهم بيحكوا عبري، إسرائيليين محبوسين، تريكة هي ديقة واحدة إبرة بالغلط، ومينديا الدور بعشرة ديكوترة، وفي وحدها اسمها إيمان قاتلة واحدة، ويعني قصص كثيرة يعني، وهم عندهم اللي بيقعد عندهم خوف كثير عليه، بده حذر بده يكون صاحي هيك في بيشموا مخدرات، وفي اغتصاب يعني وحالات كثيرة ما عجبونيش بالمرة.


أنغام عزت: 40% من الأطفال بينحطوا مع بالغين، بالغين أنه كمان مدنيين، يعني بيكون أكثر شيء داخلين السجن علشان جرائم سوءا مدمنين أو جارئم قتل أو هذا الأمور، هذا قديش بيؤثر على نفسية الطفل، قديش ممكن يتضرر من هؤلاء الناس من البيئة السيئة اللي موجودة حواليه، ممكن أنه كمان التدخين المتاح للأطفال، طبعا متاح للأطفال شراء الدخان طبعا ومفهوم السيجارة ربط السيجارة بأنه الرجولة كمان، أنه أنا صرت رجل.


خالد قزمار: إذا كانوا مع الكبار هم محرومين من كافة حقوقهم وإذا كانوا معزولين يعي أيضا محرومين من حقوقهم ولكن في الفترة يعني في آخر التسعينيات تمكنا من انتزاع قرار من المحكمة المركزية الإسرائيلية بإعطائهم حق التعليم أسوة بالجنائيين الإسرائيليين الأطفال، لكن للأسف لما جئنا نطبق هذا القانون، هذا القرار العسكري أو المحكمة فوجئنا بأن القرار ينص على أنه إعطاءهم حق التعليم ينسجم مع الظروف الأمنية، وبالنسبة لهم تعليم الاطفال الفلسطينيين الجغرافي هو مخالف للأمن الإسرائيل، الدين مخالف للأمن الإسرائيلي، المواد العلمية الفيزياء والكيمياء مخالفة وبالتالي الآن التعليم هو يقتصر على تعليم بشكل عام بالرياضيات واللغة العربية والإنجليزية والعبرية.


إيتامار بن جفير: علينا أن نقيم هيئة تعليمية ما داخل السجن وعندما أقول تعليمية لا أقصد الحديث عن الرياضيات أو اللغة الإنجليزية إذا يوجد أمور مهمة يجب تعلمها واكتسابها قبل ذلك، مثلا أن يعرفوا حقيقة أن هذه الدولة هي دولة يهودية، أن يتعلموا تاريخ هذه الدولة وأن يتعلموا ما قاله التاريخ عن أرض إسرائيل، أن يتعلموا عن التوراة وإبراهيم أبينا وعن إسحاب ويعقوب ليفهم هؤلاء الأطفال بأن هذه الدولة هي دولة يهودية فإذا ما أرادوا أن يصبحوا مواطنين مخلصين، فأهلا وسهلا على الرحب والسعة، أما إن أرادوا محاربة دولة إسرائيل فعليهم أن يغادروا من هنا.


خالد قزمار: إسرائيل تتعامل بتمييز عنصري واضح حيال الأطفال الفلسطينيين، يعني في سجن تلموند سجن شارون يسمى هناك قسم اسمه سجن أوفيك للجنائيين الإسرائيليين الأطفال وتلموند للفلسطينيين، يعني اللي بيزور القسمين بيشوف أنه فارق شاسع ما بين الاثنين هناك مدرسة بالنسبة للإسرائيليين وبالنسبة للفلسطينيين معتقل، كل الحقوق المتوفرة للجنائيين الإسرائيليين هي غير متوفرة للفلسطينيين.


إيتامار بن جفير: نحن نعيش حاليا وضع حرب ضد أولئك الأطفال ولكي نضع الأمور في نصابها فأولئك الأطفال يحاربوننا، لذلك فإنه يثيرني ويضحكني أن أسمعكم تتحدثون طوال الوقت عن حقوق مواطن لشخص يريد أن يمس ويسلب حياة مئات الأشخاص الآخرين، لن تكون دولة إسرائيل متسامحة مع ذلك ولن تتنازل ولن تبقى إسرائيل مكتوفة الأيدي حتى وإن كان طفلا.


المعلق: يحاكم الأطفال الفلسطينيون المعتقلون أمام محاكم عسكرية حيث لا يوجد نظام قضاء أحداث خاص بالأطفال كما أن المدعين العامين في هذه المحاكم ضباط في الجيش الإسرائيلي.


خالد قزمار: كل طفل بيتم اعتقاله في حالة تقديم لائحة اتهام في حقه يتعرض لمحكمة عسكرية والحكم أمام محكمة عسكرية، هناك بعض الأطفال اللي بيتم الإفراج عنهم أو بيتم تقديمهم للمحاكم تمديد توقيف عسكري أيضا، كلهم بيكونوا أمام محاكم عسكرية طبعا، بيتم أحيانا الإفراج عنهم بكفالات، حتى المحكمة العسكرية عندما تقرر الإفراج بكفالات في غالب الأحيان بتكون المخابرات الإسرائيلية جاهزة لإصدار أمر اعتقال إداري بحق المعتقل.


فادي إبراهيم: قعدت ثلاث شهور بالسجن أهلي ما شفتهومش بالمرة ولا جابوا أي صليب ولا محامي، أهلي حتى في المحكمة كنت بدي أحكي معهم وما كانوا يخلوني أحكي معهم، كان في واحد يقف بيننا حتى أطل عليهم ممنوع.


هديل أبو تركي: في المحكمة غير أمي أنه يعني يا دوب تشوفها خمس دقائق.

محمد أبو عيد: جوه المحكمة كنت مكلبش وشفت أبوي انبسطت جئت أقرب عليه منشان أسلم عليه قام الجندي دفعني وقعدني جوه الزنزانة قال لي لا ممنوع.


عبيدة عصيدة: أهلي بيجوا بيحضروا المحكمة ممنوع الواحد يحكي مع أهلي فصرت أؤشر لأمي فبس شافني بأشر إيش اسمك؟ قلت له عبيدة عصيدة، كتب على يده عبيدة عصيدة وراح، بس خلصت محكمة وطلعت جاء قال لي أنت عبيدة؟ قلت له آه، نادى علي فوتوني على غرفة فاتوا تقريبا ثلاثة أو أربعة وقال لي أنت ليش بتحكي مع أهلك؟ قلت له أهلي قدامي تمنعي أحكي معهم، قام قال لي ممنوع وطبعا ضرب، وقال لي أنا هسه مش حأرجعك السجن أنت رح تروح على المستشفى، وصاروا يضربوا ضرب يعني على الظهر ويدفع وأشياء زي دي.


خالد قزمار: أكثر من مرة أنا شخصيا تعرضت للاعتداء من قبلهم، يعني الطفل أحيانا في المحكمة مجرد انتهت محكمته بده يحاول يحكي مع محاميه لو كلمة، بيتم خطفه مباشرة ودفعه خارج المحكمة في حالة أن المحامي، أنا كنت مرة بأحاول أحكي معهم بدي أقول له شو صار في المحكمة، بيدفشني لجهة ثانية وإذا حاولت المقاومة يعني بتعرف جنود أكثر من مرة تم الاعتداء في قاعة المحكمة على المحامين وعلى الأهالي وعلى المعتقلين لمجرد أن الطفل حاول يحكي مع أهله أو حاول يسلم على أهله أو حاول يوقف المحكمة بعد انتهاء محكمته، والقاضي واقف ولا بيغير ولا بيبدل.


عبيدة عصيدة: أول محكمة نزلت على سالم، طبعا ما كانش في شيء يدين، مش في أي شيء بملفي فالقاضي أعطاني إخراج بكفالة، يعني أدفع ألف شيكل وأخرج، مافيش أي شيء، المخابرات ما بدها أن أروح فاستأنفت في الحكم ورد في الاستئناف أعطاني إفراج كمان مرة ورجعت على السجن على تلموند كنت منقول من بيت حتيكفا على تلموند، رجعت على تلموند على أساس أن آخذ أغراض وأروح يعني ما كانش ولا أي شيء، في تلموند روحت هناك أجهز بحالي عأساس أن أطلع من السجن فتفاجأت أنه بيقولوا لي معك ستة شهور إداري.


خالد قزمار: هناك عشرات الحالات سنويا اللي نتمكن نفرج عنهم من المحاكم العسكرية نظرا للخلخ في إجراءات هون أو هون أو عدم وجود أدلة، لكن تصر سلطات الاحتلال على اعتقالهم عبر الاعتقال دون محاكمة واللي بيسموه الاعتقال الإداري، وهذا الاعتقال الإداري طبعا هو اعتقال تعسفي والأمم المتحدة قررت أنه قرار تعسفيا غير قانوي في الحالة الفلسطينية وبيكون الاعتقال مفتوح يعني هو بحد ذاته تعذيب للطفل.

عبيدة عصيدة: هو أنا أخذت تقريبا ثلاث أو أربع مرات إفراج غير الإداري، يعني أخذت أول مرة قرار أفراج وما خرجت من السجن، ثاني مرة أخذت برضه نفس الشيء، ثالث مرة حكمت سبعة شهور على أساس أنه أحول من الإداري إلى قضية على أساس أنه عالأكيد أخرج من السجن، فيوم الإفراج الصبح أو قبل بيوم قالوا لي أنت بكره مروح، جهزت حالي وعلى أساس أنه أروح وسلمت على الشباب هناك، الصبح قالوا لي بدك تطلع تروح، عالساعة 9:5 يعني بعدها بنصف ساعة يقول لي أنت مش مروح جاءك ستة أشهر إداري، طبعا هذه اللحظة كانت أصعب لحظة في كل السجن.

خالد قزمار: لما يكون في طفل في السجن كل ستة أشهر بيجدد إلى ستة أشهر أخرى إلى ستة أخرى، الطفل بيعيش حالة من الترقب حالة من عدم الاستقرار طوال فترة وجوده في السجن بدون ما يعرف متى حيروح، أحيانا بيكون تمنى لو انحكم عشرين سنة ليعرف أنه مروح بعد عشرين سنة، بس لما بيكون إداري ما بيكون مش عارف إيمته رح يروح، كل مرة بيجهز حاله، بيتعاملوا معه بشكل تعذيب نفسي حتى يظل عايش حالة من عدم الاستقرار.


أمجد الخطيب: يوم انزلت من المحكمة ما كانش أول شيء لائحة اتهام جاهزة في المحكمة فأعطوني شيك مفتوح اللي هو 101 يوم، قعدت بالـ 101يوم ونزلت محكمة  جاهزة لائحة الاتهام ألاقي الرصد لجيب احتلال أنه خبطها مولوتوف وعلى ضرب أحجار، فقعدت أنزل المحاكم يعين كانوا طالبين لي 3.5 سنة، فالمحامي قعد بيسويلي صفقة أنه خليهم على 25 شهر، بعد تقريبا أبو ثماني محاكم، حكموني 15 شهر.

محمد أبو عيد: كنت أنزل على المحكمة وأتأجل أول محكمتين، أول محكمة حكى لي إذا ما اعترفتش أنك كنت تضرب، رح أحكم بثمانية أشهر، بس إذا بتعترف بتحكم أربعة، وقتها اعترفت وحكموني أربعة أشهر وغرامة ألف شيكل.


فادي إبراهيم: نزلت برضه من هناك أربعة محاكم قعدت طبعا في أخرى شهر ونصف، طلبوا مني آخر شيء أطلع بكفالة، قالوا لي قديش بتقدر تدفع، قال لهم أبوي ألف شيكل، سجل ثلاثة آلاف القاضي علشان يخليه يدينهم، الحين دفعت الكفالة قالوا لي لازم تدفع الكفالة وتجيب وصل علشان نطالعك.


خالد قزمار: كل حكم تفرضه المحاكم العسكرية هو بيكون مكون من ثلاثة أجزاء، الجزء الأول هو العقوبة الفعلية السجن الفعلي بعدين وقف تنفيذ وبعدين غرامة مالية، بس أنا بأعتقد قانونا أن الغرامة المالية عقوبة غير قانونية على الطفل، لأنه عادة يجب أن تكون العقوبة شخصية بحق المتهم، ولكن عندما نتحدث عن طفل، الطفل هو غير منتج وبالتالي أي عقوبة رح تكون على حساب حليب إخوته في البيت وهذه أكثر من مرة طرحتها في المحكمة العسكرية أنت كقاضي عندما تفرض غرامة مالية على طفل ألفين وثلاثة آلاف شيكل ممكن في إسرائيل ثلاث آلاف شيكل ولا شيء، ولكن بالنسبة للفلسطيني هي راتب شهرين.


المعلق: يقرر الأمر العسكري رقم 378 العقوبات التي تستوجبها بعض الجرائم، فالتسبب عمدا بالوفات تكون عقوبته الموت أو كما ترى المحكمة، أما تخريب منشأة للجيش الإسرائيلي أو حيازة أسلحة نارية أو متفجرات أو الإخلال بالنظام العام فعقوبته السجن مدى الحياة أو كما ترى المحكمة، أما رمي أجسام بما فيها الحجارة فعقوبته السجن من عشر سنوات إلى عشرين سنة، أما التدمير التخريبي للممتلكات والإيذاء أو الاعتداء أوتهديد الجيش الإسرائيلي فقوبته السجن لمدة عشر سنوات وأما حيازة السكين فعقوبتها قد تصل إلى السجن لمدة خمس سنوات.


خالد قزمار: هناك أطفال حكموا بعشرات السنين هناك حوالي سبع حالات اللي تم إلقاء عقوبات عليهم بالسجن مدى الحياة، السجن مدى الحياة في النظام العسكري الإسرائيلي تعني 99 عاما، فهذه أحكام خيالية أحكام جائرة.


إيتامار بن جفير: إذا ما جاء شخص ما غدا في الشارع وقالوا لك إنه طفل صغير جدا وسبب لك ضررا أو ألقى عليك حجرا أو زجاجة حارقة وحرقك أو طعنك هل عندها ستقولين إنه مجرد طفل؟! أولئك الأطفال الذي يتم اعتقالهم معظمهم له علاقة بأعمال إرهاب فعلية، أي شخص مسؤول عن عمل إرهابي يجب التعامل معه بأقسى شكل ممكن، وبالمناسبة أنا مع إقرار حكم الإعدام، فمن تسبب بمقتل يهودي يجب أن يعدم وألا يبقى على قيد الحياة.


المعلق: محاولات التجنيد من أخطر مايتعرض له الطفل الفلسطيني الأسير داخل السجون الإسرائيلية.


أنغام عزت: ممكن الطفل يكون معرض للتهديد والمساومة أنه إذا بتشتغل معانا مثلا إحنا بنخليك تطلع بنخليك تعيش أحسن بنخلي ظروفك أحسن.


خالد قزمار: في حادثة كانت حتى الآن تشكل قلق أن طفلا تم تجنيده من قبل جنود الاحتلال في السجن وعندما خرج يبدو تم كشفه من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية وحكم بالسجن لمدة سبع سنوات، أنا باعقادي هذا الطفل هو ضحية للاحتلال، ويجب أن يكون هناك عملية لإصلاحه وليس لعابه وسجنه.

معاناة ما بعد الخروج من السجن


المعلق: الخروج من المعتقل ليس نهاية المطاف في معاناة الطفل الأسير حيث يبقى الاعتقال والتحقيق والسجن وما عايشه الطفل في تلك المراحل من قلق وتوتر وترقب تجربة نفسية واجتماعية لها آثار سلبية تتجاوز فترة الاعتقال.


عبيدة عصيدة: طبعا لما خرجت نم السجن واجهتني مشكلة أنه أنا راحت علي سنة، يعني راحت علي سنة التوجيهي مع صفي أو مع الطلاب اللي من جيلي أو من سني، فبدي أرجع على المدرسة بدي أرجع مع طلاب أصغر أكثر من هيك أنه يعني كنت لسه متأثر في السجن فما كنتش يعني أقدر أركز كثير في الدراسة كنت أبقى أفكر في السجن أو أصحابي في السجن أو أشياء زي هيك، كانت صعبة شوية، يعني كثير أنا عشت مع شباب أكون معهم يروحوا فيش فترة قصيرة ولا هم راجعين، يعني أي تصرف يعني اليهود رايحين يردوا يرجعوه، فكنت خايف من هذه الشغلة أنه خاصة لسه بدي أرد أعيد توجيهي والإنسان يرد يدخل في نفس الشيء، بعدين في شغلة ثانية أنه كان كثير يهدي أنه أنت مثلا مش حتقدر تطلع على حواجز ولا رح تقدر تسافر، مش حتقدر تروح على أي محل، فالإنسان بيظل خايف يعني.


إيتامار بن جفير: الأطفال أمام خيارين عندما يتم إطلاق سراحهم من السجن، الخيار الأول إما أن يفهموا أن هذ هالدولة هي دولة الشعب اليهودي وهذه الدولة هي دولة يهودية أو أن يستمروا في فعل ما كانوا يفعلونه كخيار ثان، وعندها أفترض بأنهم سيعاد المساس بهم ويعاد اعتقالهم.


أمجد الخطيب: لما اعتقلوني بات عمري 14.5 كنت بدي أطلع على الصف التاسع طبعا، فاعتقلوني وأنا يعني لسه بدي أكمل السنة الدراسية الجديدة، واجهتني مشاكل كثير في التربية والتعليم، يعني أنا طلعت أنه أقدم فحكوا لي أنه لازم ترجع على صف تام، فجيلي يعني ما بيسمح لي أن أعود مع أولاد أصغر من جيلي بثلاث سنوات، فما بقي حل قدامي إلا أنه أشتغل، بدون شهادة البني لا يسوه شيء، هيك نظري. كل أصحابي بيتعلموا الحين توجيهي يعني واللي قبل كمان يعني كل أصحابي متعلمين فيش ولا صاحب لي مش متعلم، كلهم يعني بيخلصوا دراستهم وبيخشوا الجامعة، طبعا أنا الوحيد بينهم مش متعلم فأخلو بالذات من هذا الشيء. أنا بأنزل على الشغل وهم بيروحوا على الجامعة.


هديل أبو تركي: من حد ما جئت ونزلت من السجن ولا بأعرف شو طعم النوم كويس، كل شيء صار معي بالسجن ما بقدرش أنساه، كل بأتذكر شو صار بالضبط، كل يوم كل يوم ما بأنساش يعني كأنه حضرت مسلسل ما بأنساهوش، بتبقى يعني في عقلي وأبقى أتذكره وأبقى أتخيل السجن أتخيل الغرفة أتخيل المحكمة أتخيل أهلي بس أشوفهم بالمحكمة، أتخيل الذل اللي كنا فيه.


أنغام عزت: لما بيطلع أكيد هذا بيغير معتقدات الطفل أو بيغير نظرته لنفسه للحاية لأهله، يعني ممكن الطفل يصير متمرد على أهله، ليش بيصير متمرد على أهله؟ لأنه ممكن يحملهم الذنب أنه أنتم ما قدرتوش تحموني، مش أنتم الكبار وأنتم اللي جبتوني أنتم ما قدرتم تحموني، فهلق بدكم تحكوا لي اعمل هيك وساوي هيك، وين كنتم لما كنت لحالي مثلا بالعزل، غير أنه ممكن تصير عنده الأعراض النفسية الخوف العدوانية التبول اللاإرادي الميل للعنف أكثر، ممكن يصير عنده حب الانتقال أكثر حتى بخياله يرسم كيف بده ينتقم من هؤلاء الناس اللي سببوا هذا الشيء، لأن الطفل كمان بيعتمد على خياله بالأمور أكثر، يعني إذا أنت حكيتي له كلمة بس مجرد تهديد ممكن يصدقه بسهولة بيستوعبه، لأن الخيال بالنسبة له مرات واقع.


منال غانم: نور وهو في السجن بس، ما بيعرف شيء بره، يعني باب السجن شيء وبره ما بيعرف شيء. يعني الحشيش ما بيعرفوش الورد ما بيعرفوش، الرجال بيخاف منهم. هي الشغلة الوحيدة أنه ما بيحب يشوف باب فاتح، أي باب بيشوفه فاتح بيسكره، لحد هسه وبيعشق شيء اسمه مفتاح.


فاطمة الزق: يوسف بيحقد على الأبواب المسكرة ودائما كان حامل في يده مفاتيح. وحتى أنا لما رجعت هنا على غزة يشوف أي حده معه مفتاح يصرخ حتى يحصل على المفاتيح ويصرخ ويقول باب.

خولة الزيتاوي: الكلمات كلها يعني اللي السجانات يستعملوها حفظتها ولحد الآن يعني متذكرتها، برضه آه بتعد، يعني كانت تعد، ولحد الآن ممكن تخليها تعد للعشرة.

عطاف عليان: أبوها يعني اعتادت عليه، حسب ما كان يحكي لي كانت تتحدث بلغة المؤنث، يعني حتى لما تنادي عليه جيبي لي ماء أشرب، نعم يا اختي شو بدك؟ يعني كله بحديث المؤنث لأن كل اللي أمامها إناث يعني.


المعلق: أكثر من سبعمائة طفل إسرائيلي تقوم إسرائيل باعتقالهم سنويا، لكل منهم أحلام وطموحات وربما مستقبل بات أسيرا لظروف الاعتقال ولظروف الوطن الواقع في أسر محتل يرى فيهم تهديدا لوجوده وخطرا لا بد من السيطرة عليه.


إيتامار بن جفير: حان الوقت كي يفهم أولئك الفتية وأن يوضح لهم الكبار بأن دولة إسرائيل لن تزول، فإذا ما أوضح أولئك الكبار لأطفالهم ذلك، فأظن أننا سنوفر الكثير من المعاناة لكلا الطرفين.


عبيدة عصيدة: إسرائيل هي حابة تزرع في نفس هؤلاء الأطفال الخوف من إسرائيل وأن إسرائيل إيشي كبير وإحنا مش قده يعني فمن هم صغار يتربوا على الخوف من هذه الدولة اللي هم بيدعوا أنها دولتهم.


أمجد الخطيب: إسرائيل عندها قاعدة بيجوز ما بأعرفش إذا، بتفكر أنه إذا هي حبست كل الشعب الفلسطيني أن الشعب الفلسطيني بيطلع مهدود، بس لا، اللي جوه الأسر وبيطلعوا من الأسر بيطلعوا معنوياتهم عالية وبالعكس بيطلع عندهم انتماء وطني أكبر من اللي كانوا هم عليه يعني.