من واشنطن

في ذكرى الثورة السورية.. كيف ينظر الأميركيون إلى مستقبل الأسد؟

ناقشت الحلقة كيف ينظر الأميركيون لمستقبل سوريا بعد مرور ثمانية أعوام على ثورتها. فرغم تداول إدارتين السلطة بأميركا خلال ذلك؛ فإن موقف واشنطن الحقيقي من بقاء الأسد لا يزال غامضا.

قال ديفد سيدني النائب السابق لمساعد وزير الدفاع الأميركي إن الإدارة الأميركية السابقة أيام باراك أوباما غيرت رأيها أكثر من مرة بشأن الأوضاع في سوريا، وبسبب هذه التغيرات لم تحسم الأمور هناك وسمحت لأكثر من لاعب بالدخول إلى الساحة السورية.

وأضاف سيدني -في تصريحات لحلقة (2019/3/15) من برنامج "من واشنطن" التي ناقشت كيف ينظر الأميركيون لمستقبل سوريا- أن إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب لا ترى في سوريا أي أهمية حيوية، إذ لا يرى ترامب في سوريا غير القضاء على تنظيم الدولة (داعش)، وتدخله فيها لمراقبة النشاط الإيراني هناك.

رؤية الإدارة
ويرى الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي أن هناك سياسة أميركية جديدة بالمنطقة تسعى لحماية منابع النفط وطرقه التجارية، وحماية أمن إسرائيل، ومراقبة إيران وحليفها بشار الأسد. وأكد أن السياسة الأميركية الحالية تعتمد على منع إعادة الإعمار في ظل وجود الأسد، وفرض حصار اقتصادي شامل على نظامه، والسعي لتحقيق العدالة للضحايا.

أما عمرو العظم أستاذ التاريخ بجامعة شاوني فيقول إن السياسة الأميركية في عهد الرئيس أوباما كانت معتمدة على مواقف لا تتجاوز التصريحات الإعلامية التي تحدثت كثيرا عن ضرورة رحيل الأسد، ثم دعمت إدارته القوات المناهضة للأسد بشكل محدود لم يؤد لنتائج حقيقية على الأرض، وسرعان ما استطاع بشار -بدعم روسي- استعادة المناطق التي سيطرت عليها القوات المدعومة أميركيا.

ويرى سيدني أن ترامب ذو طبيعة انعزالية ويسعى لعكس ذلك على سياسة البلاد بعزلها عن كل العالم، وهذه السياسة لاقت دعما داخل الحزب الجمهوري وهو ما يفسر عدم تدخله في الشأن السوري بشكل فعال. وأكد أن الرئيسين أوباما وترامب اتفقا على حظر استخدام الأسلحة الكيميائية لأن هذا أمر يتعلق بالأمن القومي الأميركي، لكن ترامب لا يرى في رحيل الأسد مصلحة مباشرة له، وإن كان يرى في تقليص نفوذ إيران أو ضربها مصلحة قومية عليا.

مستقبل اللاجئين
ويشير العظم إلى أن أميركا تعتقد أن أزمة اللاجئين خاصة بأوروبا، خصوصا أن ترامب غير مقتنع بالاتحاد الأوروبي ولا حلف الناتو ويعبر عن هذا مرارا، لذا يرى أنه غير معني بحل أزمة اللاجئين، واستبعد حصول أي صلح بين الإدارة الأميركية ونظام الأسد.

لكن سيدني يعتقد أن المكان الحقيقي الذي يتدفق منه اللاجئون على أوروبا هو تركيا، ونبه إلى أن دخول الأسد إلى إدلب سيزيد من أعداد الفارين إلى تركيا ما يعني موجة نزوح جديدة نحو أوروبا، خصوصا أن الموقف التركي من اللاجئين الفارين من جحيم الحرب وقبضة النظام لم يعرف بعدُ، أما فيما يتعلق بالمصالح الأميركية فهي مرتبطة بالتحرك الإيراني ومدى قوته.

ويري بربندي أنه لا مصلحة لأميركا في بقاء أو ذهاب الأسد، وهو ما عبر عنه ترامب مرارا بقوله إن أميركا غير معنية بتغيير الأنظمة، مشيرا إلى أن أميركا تدعم المنظمات الحقوقية التي تحقق في الانتهاكات التي يقوم بها نظام الأسد، وهي تعرف كل كبيرة وصغيرة تتم في السجون السورية، كما استعبد بدوره أن يحصل صلح بين أميركا ترامب وسوريا الأسد.