خارج النص

محمود درويش.. لاعب النَرد الذي كتب قصيدة لا تنتهي

سلطت حلقة (2021/8/8) من برنامج “خارج النص” الضوء على تجربة محمود درويش في الشعر العربي، وهو شاعر نحت حروفه فشعّت مقاومة وفلسفة وجدلا، كما أنه أحد أهم شعراء العصر الحديث على مستوى العالم.

يقول محمود درويش:

من أنا لأقول لكم

ما أقول لكم؟

وأنا لم أكن حجرا صَقلته المياه

فأصبح وجها

ولا قصبا ثقبته الرياح

فأصبح نايا..

أنا لاعب النَرْد،

أربح حينا وأخسر حينا

أنا مثلكم

أو أقلّ قليلا..

وُلد درويش في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي بين عصافير الجليل بقرية البِروة، لتواكب مسيرته -بعد ذلك- مسيرة تغريبة الشعب الفلسطيني بكامل كفاحها وسلامها، وكامل تقدمها وتأخرها.

وكان شعره علامة فارقة في سردية القضية الفلسطينية، مما جعله يتربع على قمة الشعر الفلسطيني فور انطلاقه.

يقول أستاذ الأدب والنقد الحديث سعيد يقطين إن تجربة محمود درويش متميزة جدا في خارطة الشعر العربي المعاصر، وأرجع ذلك إلى عدة أسباب أهمها أنها تجربة متكاملة تُمثل مشروعا شعريا يتطور باستمرار بتطور المراحل التي عاشها الشاعر.

ويضيف يقطين أن السبب الثاني في تميز تجربة درويش الشعرية هو أثره الكبير في المتلقي، وهو أمر قل أن يوجد في الشعراء المعاصرين.

وفي المقابل، يقول المؤرخ والكاتب الفلسطيني أسامة الأشقر إنه لا يستطيع أن يعطي درويش مكانة تُميّزه عن غيره من شعراء الأرض المحتلة أو الشتات الفلسطيني، مثل فواز عيد، مضيفا أن درويش اقتبس الكثير منه، رغم أن عيد قد غُمر ودُفع إلى زوايا المجهول، على حد وصفه.

ويستطرد الأشقر مشيرا إلى شعراء آخرين لم يحظوا بما حظي به درويش من جماهيرية، رغم قيمتهم الشعرية الكبيرة، مثل خالد أبو خالد وصالح هواري.

من جانبه، يرى أستاذ الأدب العربي الحديث جريس خوري أن غالبية من يتعرضون لشعر درويش يتحدثون عنه كظاهرة وطنية، لكنهم يتجاهلون كون هذا الشاعر ظاهرة فنية من الدرجة الأولى.

ويوضح خوري مقصده بالقول إن درويش شاعر لا يخضع للحظة، وإنما يخترق هذه اللحظة حتى لو فرضت نفسها عليه بكل عنفها، وذلك على صعيد القضية الفلسطينية أو عنف الشارع الإسرائيلي، ومن ثم لم يدع تلك اللحظات تسيطر على شعره سيطرة تامة.