خارج النص

"شيء من الخوف".. كيف جسد فيلم عُرض قبل 50 عاما واقع الدكتاتوريات العربية؟

سلطت حلقة “خارج النص” (2021/7/25) الضوء على الفيلم المصري “شيء من الخوف” الذي يرى نقاد أنه يحمل إسقاطات على الواقع العربي الحالي، ويعبّر عن حالة الأنظمة الشمولية في المنطقة.

ألف الكاتب والأديب ثروت أباظة رواية "شيء من الخوف" بعد هزيمة 1967، وقد حُولت إلى فيلم عام 1969، ورفضته الرقابة المصرية في بداية الأمر، لأنها كانت تتخوف أن يشكل إسقاطا على شخص الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وبعد عرضه على الرئيس وافق عليه قائلا إنه ليس "عتريس"، في إشارة إلى بطل الفيلم.

يحكي الفيلم قصة قرية يحكمها حاكم متجبر هو "عتريس"، الذي أدى دوره الممثل الراحل محمود مرسي، وقد قرر ذلك الحاكم أن يعاقب القرية بحرمانها من المياه، ورأى البعض في ذلك المشهد نموذجا لأنظمة تفرض سطوتها على حياة الناس.

ويروي الكاتب الصحفي أحمد الشيخ أن عميد الأدب العربي طه حسين كتب مقالا يهاجم فيه الكاتب ثروت أباظة، مؤلف فيلم "شيء من الخوف"؛ وذلك لحمايته من بطش العسكر. ويضيف أن حسين كتب أن الفيلم ليس فيه بعدا ولا خطا سياسيا، وأن الذي يقول دون ذلك هو من الأغبياء، في محاولة لنفي السياسة عن الفيلم لحماية كاتبه.

ويؤكد الناقد الفني أيمن الحكيم أن "عتريس" انهزم في المشهد لأنه حاول قتل فؤادة -الشخصية التي جسدت دورها الفنانة شاديةـ ولم يتمكن، وكان ذلك أول تحد له.

ويقول الصحفي علي القباني إن فيلم "شيء من الخوف" فضح نظام الدكتاتورية بعد هزيمة 67.

إعلان

ومثلت شخصيتا فؤادة ومحمود نموذجين لشباب القرية الباحث عن الحرية ورمزين لمستقبلها المتطلع للحياة الكريمة، وتمثلت جنازة محمود الذي قتل في يوم عرسه ذروة أحداث الفيلم وشرارة الثورة التي يطلقها أهل القرية المقموعين.

ويروي الروائي مصطفى خليفة كيف أن مقتل الشاب محمود على يد زعيم القرية "عتريس" جعل الناس يشعرون أنهم كلهم مستهدفون، وإن لم يتحركوا في هذه اللحظة فسيستمر الظلم إلى الأبد، ومن هنا جاء تحركهم.