خيال أم واقع.. كيف تتعامل الحركات الإسلامية مع السياسة؟
واستضافت الحلقة مؤلفة الكتاب للحديث عن رؤيتها التي قدمتها في الكتاب، كما عرضت وجهات النظر المؤيدة للكتاب وما ورد فيه، والأخرى المعارضة للموضوع ذاته.
وانطلق الكتاب من النقاش العالمي المتصاعد حول دور الإسلاميين في الحياة السياسية، خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، حيث انقسمت وجهات النظر بين من يتهمهم بالإرهاب، وبين آخرين يفضلون منحهم الفرصة للمشاركة في الحياة السياسية.
كما أثار الكتاب موجة من الجدل بين مناقشة أفكار الدولة الحديثة والفكر الإسلامي، وبين انتقاد إعادة نشره في ظل الأزمات التي يعاني منها الإسلاميون، وضعف الرؤية لدى الحركات الإسلامية يعود إلى إهمالها للجانب الفكري والمعرفي، كما أدى إلى ضعف قدرتها على التعامل مع القضايا الاجتماعية.
وتقول مؤلفة الكتاب إنه رصد أفعال وتحركات وسياسات الحركات الإسلامية خلال عقد، مؤكدة أن التجارب التي خاضها الإسلاميون غاب عنها المواطن الفاعل مع تشديدها على عدم نسف كل جهودهم التي بذلوها، كما ترى أن التجديد يجب أن يكون فعليا لا شعارات فقط.
ووضعت تساؤلات للحركات الإسلامية عما هو السياسي داخل الحركات؟ وما هو الإسلامي؟ كون بعض الأفعال والتصورات حكمتها أمور براغماتية، وتراجع حينها البعد الإسلامي، والهدف من الكتاب إثارة النقاش والتفكير.
ويرى الباحث في الفكر السياسي الإسلامي، محمد عفان، أن الكتاب مهم في توقيته كون المقالات التي كونت الكتاب امتدت من سنة 2004 إلى 2014، والحركات الإسلامية إجمالا تهرب من النقد ولا تتعامل معه، والكتاب كشف هروب الإسلاميين من النقد وكيف يتعاملون معه إن وجد.
وأضاف أن الكتاب ركز على طغيان الجانب الحركي والبراغماتي على الحركة الإسلامية، وهو ما وضعها في علاقة غير صحية تصل حد الخصومة مع العلماء الشرعيين التقليدين، وعلماء الاجتماع.
ورحب الأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني، زكي بني أرشيد، بالنقد الموجه في الكتاب، وأكد أن لكل شخص الحق في النقد، وأكد أن العديد من الإسلاميين قد وضعوا برامجهم السياسية للعامة من أجل إبداء الآراء حولها؛ لكنها كانت تتركز على الدولة المدنية.
وأضاف أن الفكر الإسلامي تطور في مختلف المراحل ويتساوى الفكر الإسلامي مع غيره من الأفكار، في النظر إلى الوعاء الذي ينظم العلاقات بين الحاكم والمحكوم، وينشئ العقود الاجتماعية والدساتير المتعلقة باستمرار الدولة ورفعتها.
في المقابل، يعتقد عضو مجلس النواب المغربي، أبو زيد المقرئ الإدريسي، أن الكتاب من عنوانه يتحدث عن خيال المفكرين الإسلاميين، ولم يتحدث عن الواقع، كما حاول انتقاد جمود الخيال السياسي ومحدوديته عند الإسلاميين، ويرى أن النقد يجب أن يكون وفق آلية علمية تشمل العديد من الجوانب.
بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية سلمان بونعمان أن الكتاب اعتمد في متنه على نقد النخبة السياسية الإسلامية، وهي أرقى ما وصلت له هذه الجماعات، وحاولت تطبيق المقاربة التي تؤكد نضج الخطاب الإسلامي السياسي على تصرفات حركات الإسلام السياسي، داعيا إلى التفريق بين تجربة الإسلامية الحضارية والتجارب الغربية.