الدولة المارقة.. كيف يرى تشومسكي أميركا وإسرائيل؟
ويعتبر نعوم تشومسكي من أكثر الكُتّاب انتقادا للدولة الأميركية وسياساتها، كما يعد كتاب "الدولة المارقة" من أكثر الكتب إثارة للجدل، حيث واجه بسببه نقدا لاذعا من اليمين الأميركي، فيما رأى البعض فيه حقيقة تجرأ تشومسكي على فضحها.
ويستخدم هذا المصطلح على نطاق واسع لكن تشومسكي تحدى الواقع وقسم الرأي العام الأميركي، حيث يرى أن بلاده قوضت الديمقراطية في العديد من الدول ودعمت الانقلابات في دول أخرى، كما عمدت إلى قصف دول واستخدام القوة دون وسائل الحوار.
ويقول تشومسكي إن كتابه جاء ضد الدول التي تتجاهل القانون الدولي وتمارس العنف بحرية، متهما أميركا بممارسة أعمال عدائية عنيفة متجاهلة بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية، ويضيف أن الدول التي تسعى لفرض رأيها لا تختلف عما قام به هتلر وستالين حسب رأيه.
وحاول تشومسكي إثبات أن أميركا تغض الطرف عن تطبيق القانون الدولي مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي ترتكب انتهاكات ضد حقوق الإنسان والفلسطينيين.
كما اتهم أميركا بانتهاك القانون الدولي للتدخل في شؤون الدول التي لا تسير وفقا لاشتراطاتها، وضرب مثلا بالتعامل الأميركي مع ليبيا منذ ثمانينيات القرن الماضي لأنها دولة ضعيفة حسب وصفه، كما رصد السياسة الأميركية تجاه كوبا وفيتنام، وأفغانستان وبحث في تفاصيل سياسة واشنطن مع بغداد تاريخيا.
ومضى يؤكد أن جميع الرؤساء الأميركيين لم يكتفوا بالتهديد باستخدام القوة بل إنهم لجؤوا لاستخدامها فعلا وبشكل مبالغ فيه، منوها إلى أن التهديدات التي تطال إيران بين فترة وأخرى باستخدام القوة يعني بالضرورة العمل العسكري ضدها في أي وقت، معتبرا ذلك جريمة تنتهك القانون الدولي والدستور الأميركي.
ويرى مدير منتدى فكرة ديفي بوليك أن تشومسكي انتقائي للغاية، ويبحث عن الأخطاء في السياسة الخارجية الأميركية ويبالغ في الحديث عن مدى سوئها، ويؤكد بوليك أن جميع الدول ترتكب أخطاء كثيرة لكن درجات الأخطاء تتفاوت بين بلد وآخر، متهما تشومسكي بالفشل في إحصاء الأشياء الجيدة التي صنعتها الولايات المتحدة على مر السنين، حسب قوله.
بدوره، اعتبر المسؤول السابق في الخارجية الأميركية نبيل خوري الكاتب نعوم تشومسكي من أهم الكُتّاب في القرن الـ20 وبداية القرن الـ21، ومن المعلقين المهمين على كل شؤون السياسة الخارجية لأميركا، كما أنه من القلائل الذين ينتقدون إسرائيل بشدة، ويحاضر عن أخطائها تجاه فلسطين والشرق الأوسط.
وبحسب الكتاب فإن الدولة المارقة ليست دولة إجرامية فحسب وإنما تتحدى أوامر الأقوياء المستثنين بالطبع، والمفهوم الأساسي هو أنه رغم انتهاء الحرب الباردة فإن الولايات المتحدة لا تزال تتولى مسؤولية حماية العالم، ومن خلال هذه الحماية تسعى لفرض أفكارها وخططها على مَن تحميهم.
من جهته، قال العميل السابق في المخابرات المركزية الأميركية غلين كارل إن انتقاد تشومسكي وجهة نظر تبسيطية، معتبرا أن غزو العراق 2003 أحد أكبر الكوارث في تاريخ أميركا، وكانت عواقبه وخيمة على كل المتورطين فيه، وأن الغزو أمر مارق، وفقا للتعريف الدولي.