خارج النص

" 2084 حكاية العربي الأخير".. تقليد أم محاكاة لـ1984؟

” 2084 حكاية العربي الأخير” رواية للكاتب الجزائري واسيني الأعرج أثارت منذ صدورها جدلا واسعا في الأوساط الثقافية، بسبب طرحها الذي صوّر العرب ككيانات ضعيفة تستغلها القوى الغربية.

وركزت حلقة (2021/10/17) من برنامج "خارج النص" على رواية " 2084 حكاية العربي الأخير" التي تصوّر فداحة المستقبل الذي ينتظر العرب؛ فهم كيانات تتلاشى، وتستغلّهم القوى الغربية الاستعمارية الطامعة في مواردهم، وتصبح أرضهم أرض جوع وخراب في ظل وجود حلف أميركي أوروبي ووجود كيان يرمز لإسرائيل.

وقد صدرت رواية "2084 حكاية العربي الأخير" عام 2016، وأثارت حينئذ جدلا واسعا عمّ المنصات الثقافية العربية، إذ اتهم الكاتب بتقليد رواية البريطاني جورج أرويل، وصولا إلى اتهام أعمال أخرى بسرقة مضمون رواية واسيني، منها ما أُنتج في مسلسل تلفزيوني مصري عام 2020، حيث اتهم الكاتب الجزائري صنّاع المسلسل بسرقة الرواية.

وانتقد الكاتب الصحفي جمال الدين طالب رواية واسيني وعدّها مجرد سلعة مقلدة لا تحمل أي بصمة خاصة، فهي -في رأيه- غير عقلانية وتحمل طابعا تشويقيا مبالغا فيه، وهو يكتب كمن يسوّق السلعة ويلعب على حبال سياسية ويشيطن الربيع العربي.

أما الشاعر الكاتب سلطان القيسي فرأى أن "حكاية العربي الأخير" هي رواية موازية لرواية (1984) للبريطاني جورج أورويل، ولكن بتوجهات ومعطيات أخرى، وبنتيجة أخرى، وقال إنها عكست الواقع المظلم الذي يعيشه العربي، وهو طرح واقعي من الكاتب، حسب القيسي.

ورأى أن واسيني لم ينتقد الربيع العربي في روايته، وإنما استثمر في حالة الفوضى التي عمّت دول الربيع العربي.

وطرح الدكتور محمد عبيد الله، عميد كلية الأداب والفنون في جامعة فيلاديلفيا بعمّان قراءة أخرى لرواية "حكاية العربي الأخير"، فقال إنها تدخل في إطار الإضافة والتجديد وليس التقليد، وأعطى الكاتب لونا جديدا، بخاصة أن الرواية جاءت في مرحلة تجربة نضح واسيني الأعرج، ووصف هذا النوع من الروايات بأنها صعبة وتريد أن تلخص كل شيء عن الأزمة التي يعانيها الإنسان العربي المعاصر.

ومن جهتها، رأت الدكتورة رشا جليس، وهي باحثة في المعهد الفرنسي للأبحاث في عمّان أن هدف رواية واسيني هو توجيه صفعة قوية للقارئ العربي وإحداث الصدمة، واستدلّت بكلام الكاتب نفسه الذي قال "إن هدفي هو العلاج بالصدمة"، غير أنها انتقدت الرواية من كونها غرقت في تفاصيل أشعرت المشاهد بالملل.

ويصوّر واسيني في روايته المآلات التي انتهى إليها العرب بشكل صادم، فهم جياع يبحثون عن الطعام والماء ومستعدون لقتل بعضهم من أجل ذلك، تعطف عليهم أسوار قلعة "أميروبا" (أميركا وأوروبا) بتقديم الطعام لمن يستطيع الوصول إلى الأسوار، في مشهد بلغ أقصى درجات البؤس.

ويقول الكاتب الجزائري إنه ركز في روايته على قضية كان يتمنى ألا تحدث، وهي أن الأمور لا تنتهي بخير للعرب، ويقول إنه لطالما شعر أن الربيع العربي سيعاني كثيرا، وكان عنده تخوف من أن تنهار التجارب العربية، متحدثا عن خسائر العرب، فقد خسروا الخريطة، ثم جاءتهم التمزقات..