خارج النص

معركة قاسم أمين مع الحجاب.. هل تمكن من تحرير المرأة؟

مع نهاية القرن الـ19 كانت مصر على موعد مع ولادة معركة فكرية عنوانها كتاب “تحرير المرأة” الذي حاول فيه المؤلف تفكيك الوضع الاجتماعي للمرأة المصرية، وإعادة حقوقها الطبيعية في اختيار الزوج والتعليم.

وقد سلط برنامج "خارج النص" في حلقة (2020/9/6) الضوء على كتاب "تحرير المرأة" للكاتب قاسم أمين، والذي أثار جدلا واسعا بين الكتاب والنقاد وفي المجتمعات، ورأى البعض أن الكتاب يعبر عن جرأة في الطرح، في حين اتهم آخرون الكاتب بتجاوز الكثير من المحاذير.

وقد عرّى الكاتب المسكوت عنه من مشاكل اجتماعية متفشية في ذلك الوقت كارتفاع نسبة الطلاق والزواج المبكر، وما أنتجته هاتان الظاهرتان من أزمات داخل تركيبة العائلة المصرية.

واعتبر الكاتب أن التخلي عن الحجاب التقليدي آنذاك أحد مفاتيح حل الأزمة، وهو ما فتح بابا للجدل الذي ما زال مستمرا حتى الآن.

وبهذا الصدد، اعتبر مستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر إبراهيم البيومي أن الجدل كان قائما حول وضع المرأة التي كانت تحرم من حقوق عدة منحها إياها الإسلام.

الحجاب والحشمة
وقال الكاتب قاسم أمين في القسم الخاص بالوظيفة الاجتماعية إنه لا شيء يمنع المرأة المصرية من أن تشتغل مثل الغربية بالعلوم والآداب والفنون الجميلة والتجارة والصناعة إلا جهلها وإهمال تربيتها، ولو أخذ بيدها إلى مجتمع الأحياء ووجهت عزيمتها إلى مجاراتهم في الأعمال الحيوية واستعملت مداركها وقواها العقلية والجسمية لصارت نفسا حية فعالة تنتج بقدر ما تستهلك، لا كما هي اليوم عالة لا تعيش إلا بعمل غيرها.

من جهتها، ذهبت الكاتبة الصحفية فاتن يوسف إلى أن المطالبة بتحرير المرأة غالبا ما تتم ترجمتها في المجتمعات الشرقية بالانحلال، مشيرة إلى إمكانية تحول المرأة إلى مطلقة أو أرملة، متسائلة عن كيفية تسيير المرأة أمورها الحياتية في حال تم التسليم بأنها لا تمتلك المقومات لذلك.

وأوضحت أن الكاتب تحدث عن جزئية المبالغة في التحجب وليس الحجاب في حد ذاته، حيث قارن عدم الحشمة المبالغ بها عند الغرب في مقابل الاحتشام أم التحجب المبالغ به في المجتمعات المسلمة.