
من حماة إلى حمص وإدلب.. مقارنة بين عهدي الأب والابن في رواية "السوريون الأعداء"
ومع انطلاق مظاهرات الثورة السورية عام 2011، بدأ فواز حداد كتابة الرواية، حيث يقول إنه عند سماعه خطاب بشار الأسد حول المظاهرات لم يكن يريده أن ينتهي، لأنه لم يستطع كتابة أي شيء، واستمر في التفكير 6 أشهر من أجل بلورة فكرة الرواية.
وعند بداية كتابة الرواية كانت الأوضاع في سوريا وصلت إلى طريق مسدود، حيث إن المظاهرات لم تتوقف وبدأ النظام التعامل معها من خلال حملات القتل والاعتقال والتهجير.
ويضيف حداد أن النظام السوري في عهد حافظ الأسد بدأ تأصيل فكرة أن التاريخ يبدأ به، وأسس للحكم الخالد، وفي عام 2011 رفع أنصار بشار الأسد شعار الأسد أو نحرق البلد، وهي فكرة قديمة مستوردة من عهد والده.
كما اتهم النظام بزرع العداء بين أبناء الشعب، والعمل على تأجيج الصراع الطائفي بينهم، من خلال القبول في الجامعات، والجيش، والوظائف العامة، وكان يسعى من وراء ذلك إلى تكريس الطائفية بين أبناء الشعب الواحد، واعتبر منع النظام نشر الرواية ليس جديدا، لأنهم لا يريدون ظهور أي صوت فاضح لهم.
من جهته، قال الكاتب والناقد جمال مامو إنه لا يمكن لأي سوري نكران الحدثين السوريين المهمين والكبيرين في عهدي الأسد الأب والابن، وهما جريمة حماة الكبرى عام 1982، وبداية الثورة السورية عام 2011 حسب وصفه، لذا كان اختيار فواز حداد أن يبدأ روايته بأحداث حماة، ويصل بها إلى أحداث الثورة؛ تأكيدا بأنه زمن الإبادة السورية.
بدوره، أكد الطبيب المجند بحماة عام 1982 كمال اللبواني أن من الضروري الحديث عن الجرائم التي ارتكبت، والتي وصفها بالبشعة، ومنها جريمة هاشم معلا الذي قام بقتل الأطفال بقنبلة يدوية بعد أن تخلص من آبائهم بالقصف المدفعي، كما تحدث عن حجم الدمار الذي تعرضت له المدينة بسبب القصف الوحشي.
وانتقد اللبواني اسم الرواية، وقال إن السوريين لم يكونوا أعداء إلا بعد قيام الثورة عام 2011، كون أن الشعور الطائفي والعداء لم يكونا موجودين، وكان الصراع الأساسي بين الشعب والسلطة، لكن الأخيرة تعمدت استخدام الوتر الطائفي الذي أدخل البلد في حرب لا نهاية لها.
أما الكاتب والناقد مقداد مسعود فيرى أن ما وقع فيه فواز حداد من صعوبة في تنمية الشخصية لم يتفرد بها هو فقط، بل وقع فيها نجيب محفوظ من قبله أيضا، وكان تناول حداد للشخصية المنتمية للطائفة العلوية تناولا خارجيا أوقعه في مشكلة، وكان عليه البحث في تفاصيلها بصورة أكبر.