
كيف أثّر إعدام سقراط في بناء نظام حكم جمهورية أفلاطون؟
وأوضح يورغوس ستيرس أستاذ فلسفة العصور الوسطى -في تصريحاته لبرنامج "خارج النص" (2020/10/25)- أنه أُطلق اسم "نظام الحكم" على الكتاب لأن أفلاطون لم يقم بمناقشة نظام حكم بعينه، بل أنظمة الحكم عامة. ويعد من أشهر المؤلفات لأنه عمل متكامل، فالقارئ لا يحصل منه على معلومات تخص السياسة فحسب، بل تخص أيضا الأخلاق والمعارف والكون وما وراء الطبيعة.
أما ثاني أسباب شهرته فهو أن الإنسان غالبا ما يكون غير راض عن أسلوب الحياة الذي يعيشه، ومن ثم فإنه يقرأ هذا الكتاب بغية اكتساب بعض الأفكار لتحسين الدول والمجتمعات التي يعيش فيها.
وأضاف ستيرس أن أسلوب الكتابة لدى أفلاطون يعتمد على الحوار مستلهما ذلك من أستاذه سقراط، لأن ما كان يهمه بشكل أساس هو طرح مسألة ما، وجعل الناس يعيدون التفكير بشأن ما لديهم من آراء تخص مشكلاتهم اليومية.
سلطوي ومثالي
وبخصوص قراءات النقّاد لكتاب أفلاطون، أوضح ستيرس أن هناك من قرأ العمل على أنه عمل سلطوي، وآخرون صنّفوه على أنه مثاليّ، وكلا الفريقين كانت لديه مفاهيمه الخاصة المتعلقة بالعصر الذي عاش فيه.
ومن جهته، أشار عارف العبيد أستاذ العلوم السياسية إلى أن ما أثّر في أفلاطون هو رؤيته حادثة إعدام أستاذه سقراط، فقرّر تأليف كتاب "جمهورية أفلاطون" الذي يعبر عن تجربته في الحياة من أجل بناء نظام سياسي صحي مبني على مبدأ تطبيق العدالة.
ناقش أفلاطون أفكارا عديدة في كتابه الجمهورية عن أشكال أنظمة الحكم الممكنة للدولة، والتي رآها البعض نموذجا مثاليا لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع.
وفي هذا الصدد، ذهب أستاذ الفلسفة مانويل كنول إلى أن أفلاطون في الجمهورية يتحدث عن دولة لا وجود لها في العالم الحقيقي، بل هو نظام سياسي موجود في عالم الأفكار فقط، فأفلاطون يقول عنه إنه "نموذج إلهي".
وقد قسم أفلاطون في كتابه المجتمع إلى 3 طبقات وفق دورها: طبقة المنتجين، وطبقة الحماة، وطبقة الحكام، مبتدعا نظرية الأسطورة المؤسسة لنظام الحكم التي تعمل بها العديد من الدول إلى يومنا هذا.