خارج النص

معين بسيسو.. شاعر القضية والإنسان

سلط برنامج “خارج النص” بحلقته (2020/10/18) الضوء على حياة الشاعر الفلسطيني الراحل معين بسيسو وأبرز أعماله الشعرية والأدبية والمسرحية، بالإضافة إلى التقلبات الفكرية التي عاشها خلال حياته.

وقد تعرض بسيسو للسجن عدة مرات كان إحداها عام 1959 بسبب نشاطه السياسي والنضالي وانتمائه للحزب الشيوعي في الفترة التي كان نظام عبد الناصر يلاحق فيها الشيوعيين، وكتب في تلك الفترة كتاب "دفاتر فلسطينية"، كما انعكس حصار بيروت عام 1982 على كتابات بسيسو الغاضبة من موقف المثقفين العرب.

وأصدر كتابا باسم "88 يوما خلف متاريس بيروت" الذي سجل فيه يوميات حصار بيروت، ولتعلقه بالحلم الشيوعي أصدر كتابا يحمل عنوان "الاتحاد السوفييتي لي"، كما ألف عشرات الكتب في السياسة والشعر والعديد من الأعمال المسرحية.

واعتبر وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق إيهاب بسيسو الشاعر معين بسيسو من رواد تطوير القصيدة الفلسطينية، ومن رواد القصيدة العربية أيضا، وكان يعتمد على 3 أمور في قصائده الأول تجربته الشخصية، والثاني التراث العربي بكل دلالاته المعرفية، والثالث هو الأيديولوجيا.

ويرى الناقد الأدبي عادل الأسطة أن بسيسو لم يكن شاعرا للقضية الفلسطينية وحسب، بل كان شاعرا للطبقة الكادحة التي يعبر عن همومها وتطلعاتها، وكان يقاتل من خلال شعره، وظلت روح الشاعر تسيطر على أسلوبه الأدبي، إذ كانت المدرسة الاشتراكية هي الرائجة في ذلك الوقت.

وأضاف أن شعر بسيسو كان للجماهير والمقاتلين والفدائيين وليس للنخب، وهذا ما كان يشغل حيزا كبيرا في تفكيره، وكان مخلصا لفلسطين والاتحاد السوفياتي، وفي كتابه "دفاتر فلسطينية" كان يركز على الرمز ولغة الاستعارة وهما من أدوات الشعر، كما أنه سخر من الشعراء والكُتّاب الذي غادروا بيروت بعد حصارها.

من جهته، قال أستاذ النقد الأدبي بالجامعة الأردنية إبراهيم خليل، إن معين بسيسو يمثل الصعلكة في العصر الحديث، بمفهومها المذموم، لأنه واحد من الشعراء الذين نشؤوا بعد جيل من الشعراء الفلسطينيين الذين حملوا على أكتافهم القصيد ذات النزعة التحررية، وكان بسيسو معارضا لحل الحزب الشيوعي في مصر، وأثر هذا على شعره، وبات يتحدث عن المصريين أكثر من الفلسطينيين.

وأضاف أن بسيسو عند كتابته لكتاب "الاتحاد السوفييتي لي" كان مفتونا بالحياة في الاتحاد السوفياتي، ومن خلال عنوان الكتاب كان يريد الكاتب القول إن ليلة القدر فتحت له.

ويرى أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأقصى بسام أبو بشير أن كتاب "88 يوما خلف متاريس بيروت" لم يكتب في جو عادي بل كان في جو حرب وحصار، وكان الشاعر -من خلال قصائده- يؤرخ للأحداث اليومية التي عاشها، كما ارتكز في شعره على التنوع في المصادر، سواء من التوراة والتراث اليهودي أو من التراث العربي.