خارج النص

حاكمة قرطاج.. كتاب قضّ مضجع ليلى الطرابلسي

سلط برنامج “خارج النص” الضوء على “حاكمة قرطاج” لمؤلفيْه الصحفييْن الاستقصائييْن الفرنسييْن نيكولا بو وكاثرين غراسييه، والذي يكشف خبايا نفوذ ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

مع استقرار الأمر لنظام زين العابدين بن علي في تونس بعد انقلابه على حكم الحبيب بورقيبة في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1987، بدأ نجم ليلى الطرابلسي زوجة بن علي وعائلتها بالظهور.

سعى القادمون الجدد للسيطرة على المقدرات العامة للدولة، بل المشاركة في المشاريع الخاصة من خلال أساليب التهديد ووضع اليد. تصاحب ذلك مع تفشي الفقر والبطالة لدى غالبية الشعب.

في تلك الأوضاع، ظهر كتاب "حاكمة قرطاج" عام 2009 لمؤلفيه الصحفيين الاستقصائيين الفرنسيين نيكولا بو وكاثرين غراسييه، وهو ما سلط الضوء عليه برنامج "خارج النص" حلقة (2017/1/22).

كشف الكتاب المستور في منظومة النهب، وتضمن شهادات لمعارضين للنظام مثل أحمد بن نور (وزير الأمن الوطني في عهد بورقيبة) ورئيس تحرير صحيفة "الجرأة" سليم بقا، مما أثار غضب النظام الذي لم يفلح في منع صدوره لكنه منعه من دخول البلاد.

عائلة طرابلسي
بن نور يقول إن عائلة النظام كانت -إضافة للسيطرة على مقدرات الدولة- لديها القدرة على الاتصال بأي شركة وتقاسمها الحصص مناصفة. ويزيد الصحفي حسان العيادي أن الأمور وصلت إلى أن عائلة الطرابلسي أصبحت تتحكم في 40% من الاقتصاد التونسي.

بقا قال إن صحيفة "الجرأة" كانت مصدرا أساسيا للمعلومات التي غذت الكتاب، لكن المصدر الأهم كان من داخل قصر قرطاج، مؤكدا أن ثمة وطنيين لا بد أن تعثر عليهم بين 3007 من الشرطة يعملون في القصر.

تضيف غراسييه أنه بعد نشر العديد من المقالات في "الجرأة" بدأت تصل انطباعات إيجابية حول التحولات التي تشهدها تونس مع الصعود الكبير للطرابلسي ليس بوصفها زعيمة سياسية وإنما زعيمة عصابة.

فرانسوا جييز (مدير دار لاديكوفرت للنشر سابقا) قال إنه اقتنع بنشر الكتاب، لأن ما ثبت هو أن نظام بن علي تصبغه صبغتان الأولى أنه نظام متعسف يعذب ويصفي معارضيه والثاني أنه غارق في الفساد أكثر من أي نظام بالعالم.

ميلاد ليلى
تقول غراسييه إن صدور الكتاب أوقع ليلى بن علي بهستيريا فرفعت دعوى قضائية لمنعه، مضيفة "لم نتعود أن يمنع القضاء كتابا في فرنسا". أما مبررات الدعوى فتقول إنها مضحكة من بينها أن في الكتاب معلومات غير دقيقة من بينها تاريخ ميلاد ليلى.

وعمدت السفارة التونسية في باريس لشراء أعداد كبيرة من النسخ والتخلص منها، مما جعل الناشر يصدر مزيدا من الطبعات، ويصف تصرف النظام التونسي بالغباء.

تسرب الكتاب إلى تونس، بل بلغ الأمر أن بعض التونسيين كانوا يأتون لباريس من أجل الكتاب ثم يقرأونه ويتخلصون منه في المطار، وفق ما يقول بقا. كل ذلك قبل أن يأخذ الكتاب طريقه للنشر على شبكة الإنترنت.

شاركونا النقاش حول مواضيع البرنامج على صفحتنا في فيسبوك: https://business.facebook.com/AJA.OutOfText/