الاتجاه المعاكس

من أجهض الثورة السورية.. أميركا أم العرب؟

اختلف ضيفا حلقة “الاتجاه المعاكس” في تقييمهما للدور الأميركي في سوريا، فبينما أشار الأول إلى أن الأميركيين قدموا وعودا في بداية الثورة ثم تراجعوا عنها، رأى الثاني أن من أجهض الثورة السورية هم العرب.

فبحسب المحلل العسكري والإستراتيجي أحمد رحال، فإن السوريين عوّلوا على الدعم الأميركي لأن واشنطن ترفع شعارات الحرية وحقوق الإنسان، ولكن الأميركيين -حسب وجهة نطره- خذلوا السوريين، إذ لم يمنعوا نظام الرئيس بشار الأسد من إنزال قواته إلى الشارع ولا من قتل السوريين، ولم يمنعوا دخول فيلق القدس وحزب الله وغيرهم إلى الأراضي السورية.

بل إن رحال رأى أن الولايات المتحدة هي من أعطى الضوء الأخضر لروسيا للتدخل في سوريا.

وأكد لحلقة (10/8/2021) من برنامج "الاتجاه المعاكس" أن الولايات المتحدة هي من فرضت نفسها على السوريين كراعية من أجل ضبط إيقاع الثورة السورية كما فعلت مع العراق، مشيرا إلى أنها وضعت "لاءات" أمام السوريين؛ لا سلاح، ولا مناطق آمنة، ولا حظر جوي، رغم أنها فعلت ذلك في مناطق أخرى في العالم من دون موافقة أممية.

وقال إن إستراتيجية الولايات المتحدة تقضي بجعل الساحة السورية ساحة استنزاف لأعدائها وأعداء إسرائيل، وساحة استنزاف للروس ولإيران وحزب الله، ولكن الدماء يدفعها الشعب السوري.

وأوضح أن إدارة الرئيس جو بايدن حصرت الملف السوري في فتح معبر باب الهوى، وشدد قائلا "لا نريد من بايدن ولا نطالبه بأن يؤوي أو يطعم من شرّدهم نظام الأسد"، وأضاف "نطالب بتأمين قطع اليد التي تقتل الشعب السوري".

وشدد ضيف حلقة "الاتجاه المعاكس" على أن الولايات المتحدة لا تتحمل وحدها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في سوريا، ولكن الرهان عليها يرجع إلى كونها القوة العظمى في العالم، والأقدر على لجم روسيا وتوحيد المعارضة السورية.

"الكرة بيد السوريين"

وفي المقابل، دافع الكاتب والسياسي السوري كمال اللبواني عن الموقف الأميركي من الثورة السورية، وقال إن الولايات المتحدة قررت الانسحاب من الملف السوري بعد أن سيطرت ما أسماها مجموعات إسلامية مسلحة على الثورة السورية.

ورأى أن موقف الولايات المتحدة أفضل من موقف الدول العربية، وتساءل أيضا عن المعارضة السورية التي قال إنها لم تتفق على شيء وخدمت أجندات أخرى.

ورأى أنه ليس من المطلوب من أميركا الدخول في حرب مع روسيا من أجل عيون جماعات مسلحة تعادي أميركا، وقال إنها  لم تخرق القانون الدولي، وهي التي منعت الدول العربية من التطبيع مع نظام الأسد، وعاقبته بسبب استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد السوريين.

غير أن رحال رد على اللبواني بالقول إن "قانون قيصر" الذي أصدره الأميركيون يستعمله اليوم الأسد كشماعة لتسويغ أفعاله ضد الشعب، فكلما كان هناك فقدان في المواد الغذائية مثل السكر والطحين يرجع السبب إلى هذا القانون الأميركي.

وشدد الكاتب والسياسي السوري على أن الدول العربية هي التي أجهضت الثورة السورية، وتساءل عن سبب تجنب الحديث عن الدور المصري والتركي والخليجي في ما آل إليه حال السوريين.

وخلص في حديثه لحلقة "الاتجاه المعاكس" إلى أن الكرة الآن في ملعب السوريين، وعليهم أن يجدوا مخرجا لأزمتهم، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية قالت إن الوقت حان لإنهاء الملف السوري.