الاتجاه المعاكس

بمخطط أميركي.. هل تنتهي الحرب على أوكرانيا بالقضاء على أوروبا؟

قال الباحث والكاتب عبد النبي عبد المطلب إن المؤشرات الاقتصادية الأوروبية تؤكد تأثر القارة الأوروبية بالحرب في أوكرانيا، حيث ارتفع مستوى الفقر إلى 20% ما يعني أن واحد من كل 5 أشخاص في أوروبا بات فقيرا.

وأضاف في حديثه لحلقة (2022/10/11) من برنامج "الاتجاه المعاكس" أن حالة الاتحاد الأوروبي ككيان موحد أخذة بالتلاشي، وأن فصل الشتاء القادم سيظهر هذا الأمر جيلا، عندما تبدأ الدول البحث عن الغاز بمفردها، وستعمل الدول التي تمر عبرها أنابيب الغاز إلى الاستحواذ عليه من أجل أخذ احتياجها منه قبل السماح بمروره لدول أخرى.

وتابع أن الولايات المتحدة الأميركية كانت تمد يد العون لأوروبا في العديد من المنعطفات التي مرت بها في وقت سابق، لكن في الوقت الحالي تعمل أميركا على عزل أوروبا والضغط عليها من أجل العمل على زيادة التسليح ودعم حلف شمال الأطلسي الناتو، معربا عن قناعته بأن واشنطن هي من أوعزت لمنظمة أوبك بلس خفض الإنتاج لزيادة الضغط على أوروبا.

وأشار عبد النبي إلى أن زيادة التسليح في الدول الأوروبية يرفع خطر حصول مواجهات فيما بينها، بالإضافة للجوء بعض هذه الدول إلى الحصول على الغاز من جارتها ولو بقوة السلاح خلال الشتاء القادم -حسب وجهة نظره- غير مستبعد في الوقت ذاته حدوث انقسام بين أوروبا، ولجوء بعض دولها إلى عقد هدنة أو صلح مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل الحصول على الغاز.

في المقابل، قال الخبير في الشأن الأوروبي ناصر القلاوون إن القارة الأوروبية تعيش هذا العام حالة حرب، وتهديد بالسلاح النووي من قبل روسيا، لكن ذلك لا يعني تجاهل حقيقة حجم قوة الاتحاد الأوروبي الاقتصادية والعسكرية، وأنه لا يمكن إيقاف هذه القوة بالسهولة التي يراها البعض.

وأضاف أن مشكلة الغاز أمر عابر على القارة الأوروبية وتسعى إلى حله عبر مصدرين آخرين، أما التهديد الروسي باستخدام السلاح النووي فهي -حسب رايه- مجرد حيلة من قبل الرئيس بوتين الذي لن يجرؤ على استخدامه، لأن الدول الأوروبية أيضا لديها سلاح نووي باستثناء ألمانيا التي تستطيع الحصول عليه خلال شهرين فقط، والأمر يتطلب قرارا سياسيا.

وتابع أن هناك مشكلة بخصوص الغاز في الشتاء القادم، لكن الأمر ليس بالتهويل الذي ينشر بالنسبة لسكان القارة الأوروبية، ورأى أن المشكلة في نقص موارد الطاقة قد تظهر على هيئة بعض المتاعب التي قد تواجه قطاع الصناعة، منوها في الوقت ذاته إلى أن الكثير من الأوروبيين بدؤوا البحث عن الحلول لمواجهة نقص الطاقة المحتمل في الشتاء القادم، حيث أعاد البعض استخدام النفط والفحم الحجري رغم الأخطار البيئية المترتبة على ذلك.