
بعد 20 عاما من الاقتتال في أفغانستان.. من الرابح الأميركان أم طالبان؟
وأضاف في تصريحاته لبرنامج "الاتجاه المعاكس" (2021/9/7) أن واشنطن ستعمل على استثمار طالبان في إقرار سياسة تتوافق مع التوجهات الأميركية السابقة، وجعلها بمثابة خط الدفاع الأول ضد الإرهاب بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.
وقلل من أهمية الخسائر المادية التي تكبدتها أميركا في أفغانستان خلال وجودها الذي استمر 20 عاما، مقابل المكاسب والأهداف التي حققتها خلال وجودها فيها، مشددا على أن المكاسب المادية يمكن تعويضها واجبار الدول الغنية الحليفة على دفع تكاليف الوجود الأميركي في أفغانستان، كما فعلوا في العراق.
ورفض داود وجهة النظر التي تقول إن طالبان هي الرابح الأكبر في هذه الحرب التي استمرت 20 عامان، وأكد أن القوات الأميركية لم تخض مواجهات حقيقية مع طالبان، وأنها كانت قادرة على سحق الحركة بسهولة لو كانت تنوي ذلك فعلا.
كما رفض اعتبار ترك الأميركان أسلحتهم خلفهم بعد مغادرة كابل دليلا على الهزيمة والارتباك، بل رأى أن القوات الأميركية تعمدت ذلك، لأنها تريد أن يتم استخدام هذه الأسلحة في المعارك القادمة التي ستشهدها أفغانستان، على حد قوله.
وقال إن السياسة الأميركية تؤمن بأن التدخل الزائد عن اللازم يبعثر ثروتها وقوتها في صراعات تاريخية، معترفا بأن نهاية الوجود الأميركي في أفغانستان أظهر فشلا أميركيا سياسيا، لكنه رأى أن واشنطن تستثمره من خلال إعادة إنتاج أدواتها لخدمة سياساتها في مرحلة أخرى وبطريقة مختلفة.
هزيمة أميركية
في المقابل، قال رئيس تحرير موقع رسالة بوست أحمد الهواس إن ما جرى في أفغانستان خلال الأسابيع الأخيرة يعتبر هزيمة كبرى للولايات المتحدة، معتبرا أن ترك الأميركيين أسلحتهم وراءهم وفرارهم من أرض المعركة دليل على انتصار طالبان وهزيمة الأميركيين.
واعتبر أن الاتفاق الذي عقدته طالبان مع الولايات المتحدة هو أمر طبيعي تفرضه السياسة، لكنه لا يغير في حقيقة المشهد وتحديد هوية الرابح والخاسر في حرب استمرت 20 عاما.
بل إنه اعتبر أن مفاوضة واشنطن لطالبان في الدوحة دليل على هزيمة الدول العظمى في العالم، والتي لو كانت قد كسبت الحرب لما كانت بحاجة للتفاوض مع الطرف الآخر.