الاتجاه المعاكس

حقيقة أو نظرية مؤامرة.. هل أميركا مسؤولة عما أصاب العالم العربي؟

قال السياسي والباحث الأكاديمي جيان عمر إن الدول التي لا تريد الاعتراف بأخطائها وتصويبها تحاول تعليقها على الآخرين؛ فأميركا لاعب دولي مثل دول الاتحاد الأوروبي التي تقود العالم تكنولوجيا واقتصاديا.

وأضاف -في حديثه لبرنامج "الاتجاه المعاكس" (2021/8/3)- أن الدول العربية التي وضعت شعوبها في مواجهة أميركا جعلتهم طرفا ضمن معادلة صعبة، فمن جهة تصور أميركا كعدو لا يسعى لخدمة المصالح العربية، ومن جانب آخر لديهم رغبة مستمرة لمواكبة ركب الحضارة والتقدم في العالم.

واعتبر أن سبب فشل الثورات العربية يعود إلى قمع الأصوات العقلانية؛ فالأنظمة الاستبدادية تمارس أشد أنواع القمع ضد شعوبها، ولذلك وضعت نفسها في خندق مواجهة أميركا لتتمكن من ممارسة سياستها الداخلية عبر الأجندة الخارجية.

ونفى وجود مؤامرة ضد العالم العربي، معتبرا أن "المشاريع التي دمرت شعوب المنطقة هي "المشاريع الإسلاموية" ومشاريع جبهة النصرة (فتح الشام) و"داعش" (تنظيم الدولة الإسلامية)، وكذلك مشاريع إيران في لبنان والعراق"، على حد قوله.

دعم الدكتاتورية

في المقابل، ذهب الكاتب والمحلل السياسي عماد السامرائي إلى أن "أميركا تدعم الأنظمة الدكتاتورية، وتصنع معارضتها وإعلامها"، مشيرا إلى وعود أميركا للعراقيين بالحرية والديمقراطية والكرامة، ولكن "بعد دخولها بغداد قامت باستثناء الكفاءات، وجاءت باللصوص والقتلة لمقاليد السلطة"، حسب تعبيره.

واعتبر أن "تجارب العراق وسوريا واليمن أسقطت القناع عن الوجه القبيح لأميركا"، مشيرا إلى وجود عوامل داخلية للنزاعات في العالم العربي، ولكن ذلك لا يعطي الحق لبعض المحللين للدفاع عن أميركا وأوروبا في خراب دول المنطقة، على حد وصفه.

وأضاف أنه لو كان في العالم قضاء وعدالة حقيقيين، فيجب تحميل المسؤولية الكاملة في نزاعات المنطقة لأميركا، ولكن ليس هناك من يقدر على مواجهة "أسد العالم"، معتبرا أن أميركا تخلت عن وعودها، ولم تتحمل المسؤولية عن خيانة الشعوب التي تم استغفالها بشعارات الحرية والديمقراطية، حسب قوله.