الاتجاه المعاكس

بالفعل الداخلي أم التدخل الخارجي.. من المتسبب في تدمير بلدان الثورات العربية؟

قال الأستاذ بجامعة السوربون محمد هنيد إن أسباب الخراب في بلدان الربيع العربي تعود للداخل وليس للتدخلات الخارجية لأن العرب يقتلون بعضهم بعضا في كل الدول وليس فقط في بلدان الثورات.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/7/13) من برنامج "الاتجاه المعاكس" أن الخلاف العربي الداخلي يتمثل بالطائفية والحزبية، معتبرا أن الدور الخارجي دور ثانوي استغل اللحظة التي تمر بها هذه البلدان وعمل على تنفيذ مشاريعه بأيد داخلية قابلة للتعامل معه.

وتابع أن تونس نموذج لإخفاق الثورات بعد أن عجزت النخب التونسية بكل أطيافها عن الخروج من الأزمة، وقد بلغ الحال بتيار ديمقراطي أن يطالب بتدخل الجيش، والرئيس الذي وصل عبر الصندوق الانتخابي وبالشعارات الثورية تحوّل إلى أداة للانقلاب على الثورة، وأتباع التيار القومي ذهبوا ليباركوا للرئيس السوري بشار الأسد نجاحه في الانتخابات.

في المقابل، رفض الكاتب الصحفي أحمد كامل ما قاله الضيف السابق، وأكد أن الثورة السورية عرفت أمراضها واعترفت بها، وقرر الثوار العمل على تصحيحها، ولكن 10 جيوش أجنبية دخلت البلاد وكونت نحو 476 قاعدة عسكرية في البلاد، لإيقاف حراك الشعب السوري الرامي إلى تصحيح أخطائه.

وأضاف أنه عند انهيار النظام السوري عام 2012 قامت بعض الجهات الخارجية بإدخال حزب الله وبعده إيران وعند هزيمتهم تم إدخال روسيا، وهو الأمر ذاته الذي حدث في ليبيا، مشيدا بالثورة اليمنية التي خرج فيها المجتمع بأكمله إلى الشارع وكانت مظاهرات لا مثيل لها في كل دول الثورات.

وتابع أن الثورة المصرية سجلت حضورا لافتا لكنّ هناك أطرافا دفعت 40 مليار دولا لإفشال الثورة والانقلاب عليها، كما أن إسرائيل تدخلت لإيقاف عجلة التغيير هناك، وتساءل عن الحرية التي منحت للشعب السوداني عندما ثار، وعما حل بلبنان عندما قرر الشعب أن يثور على الفساد.

محاصرة الثورات

ولكن الدكتور محمد هنيد أكد أن كل الثورات في شتى أصقاع العالم حوصرت وعانت الأمرّين، وتم التآمر عليها لكنها ثبتت وحققت ما تريد بفضل التكاتف الداخلي بين الشعوب، مشيرا إلى أن الدول الكبرى المستفيدة من ثروات هذه البلدان لن تدع الشعوب تتحرر لأنها تنعم بخيراتها، لذا تستغل العجز الداخلي عن إحداث نهضة، والاستعداد للتدمير الذاتي لدى هذه الشعوب.

وأضاف أن لبنان هو أكثر بلد يمكن أن يثبت نظرية أن الفاعل الداخلي هو أساس الخراب، وقد تحول اليوم إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الدول بسبب المرتزقة المستعدين لفعل ذلك به، كما أن الشعب في مصر خرج لتأييد الانقلاب في حين أن الشعب التركي خرج على الانقلاب وأفشله.

ليردّ عليه أحمد كامل أن الانقلاب في مصر شهد اعتقال نحو 100 ألف شخص من رافضي الانقلاب ووجهت لهم كل التهم، مقابل تركيا التي لم يعتقل فيها إلا من دبر للانقلاب، كما أن الانقلاب في تركيا لم يحصل على الأموال نفسها التي حصل عليها الانقلاب في مصر من الخارج.

وأضاف أن الشعوب العربية التي عملت وضحّت ستنال ما تريد وستهزم هذه القوى لأن إرادة الشعوب لا تقهر، وعلى الشعوب العربية الاستمرار في العمل حتى تحقق أهدافها.

وطالب محمد هنيد بالعمل على ترميم الإنسان العربي قيميا وأخلاقيا، والعمل على إعادة أدوات الفعل الحضاري من أجل النهوض بالبلاد العربية خصوصا التي شهدت ثورات، والعمل على تحويل المأساة إلى مخاض يخرجها إلى ساحة التغيير.