الاتجاه المعاكس

بعد انتصار المقاومة في سيف القدس.. هل إسرائيل فعلا أوهن من بيت العنكبوت؟

قال الخبير في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي إن معركة سيف القدس غيّرت الموازين على الأرض وأثبتت فشل خطط الاحتلال في الردع، وأفقدته المبادرة بالهجوم البري، وبينت فشله الاستخباراتي في معرفة قوة المقاومة.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/6/8) من برنامج "الاتجاه المعاكس" أن صواريخ المقاومة التي بلغت كل الأراضي المحتلة كانت مفاجئة للإسرائيليين، مقابل العجز التام للاحتلال عن تدمير أنفاق المقاومة أو اغتيال قادتها، كما أنه فشل في تنفيذ أي هجوم بري على القطاع كما كان يفعل في الحروب السابقة.

وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي -على عكس ما يدعي- لا يضع أي خطوط حمر للمدنيين، بل إنه يستهدف الأبراج السكنية المأهولة بالمدنيين ويتذرع بحجج واهية بهدف الضغط على المقاومة، وأشار إلى أن الاحتلال سبق أن استخدم مدنيين في بعض عملياته مثل عملية اغتيال المبحوح القيادي في حماس في دبي، ولا يتوانى عن استخدام سيارات الإسعاف لتنفيذ اعتداءاته على الفلسطينيين، وهذا استخدام لا يمكن القبول به وفق أي من المعايير الإنسانية أو الحقوقية الدولية.

في المقابل رأى الكاتب والباحث مجدي خليل أن الحديث عن زوال إسرائيل هو حديث مستهلك ومكرر منذ عام 1948 وحتى الآن، مشددا على أن إسرائيل هي الطرف المنتصر في كل المعارك التي خاضتها مع العرب.

ورفض خليل بشدة "مزاعم" حماس بالانتصار في الحرب الأخيرة على إسرائيل، مؤكدا أن حماس منذ ما وصفه باحتلالها قطاع غزة عام 2006 نجحت في تحويل القطاع إلى خراب ودمار، على حد قوله.

ولم يتردد في السخرية من فاعلية صواريخ حماس، مشيرا إلى أنها أطلقت في الحرب الأخيرة أكثر من 4 آلاف صاروخ لكنها لم تصب سوى 13 إسرائيليا، كما رفض وجهة النظر التي ترى أن حماس تهدد الوجود الإسرائيلي، بل رأى أنها تعطي المبرر لإسرائيل كل فترة لتدمير قطاع غزة وإعادته للوراء عشرات السنوات، وهو أقصى ما تتمناه إسرائيل.

لكن مرداوي رفض كل محاولات التقليل من الإنجاز الذي حققته المقاومة في المعركة الأخيرة، واعتبر أن اختيار نتنياهو اللوذ بالصمت بعد بدء التهدئة وانتهاء المعارك دليل على خسارته، في الوقت الذي كان فيه قادة المقاومة الفلسطينية يتحدثون بصوت مرتفع عما تحقق ويكشفون خفايا المفاوضات التي جرت لوقف صورايخ المقاومة عن استهداف المناطق الإسرائيلية.

ولم ينكر مرداوي التفوق الإسرائيلي العسكري والدعم الدولي الكبير الذي تحظى به إسرائيل من أكبر دول العالم، لكنه شدد على أن إيمان الشعب الفلسطيني بحقه والدعم الشعبي العربي والإسلامي له هو الذي سيحقق الانتصار وينهي الاحتلال.